ch.10
ما أن رأته بدأ يركض نحو منزلها، حتي ركضت هي الأخرى خارج غرفتها...
لم تلتقط سوي السكين والهاتف الذي كان بيدها...
لكنها علمت أن سكينها الصغير البائس لا شيء أمام مسدسه...
كانت في منتصف نزول سُلم الطابق الثاني حين تسمرت في مكانها مترددة لثوان معدودة، لم تمتلك الثوان...لكنها لم تستطع أن تخاطر بحياتها
لأنها لم تدري ماذا تفعل سواء ستتمكن من الركض لخارج المنزل دون أن يمسك بها او يطلق عليها الرصاص...
ام تختبئ بالداخل، وتنتظر فرصة أفضل للهرب...
يدها قامت بطلب الشرطه أكثر من مرة...لكنها لم تتمكن من ذلك، لسوء حظها لم يكن هناك شبكه لتفعل ذلك!
ولم يأخذ الامر لحظات حتي سمعت صوته بالاسفل
لم يأخذها سوي سماع صوت طلقة واحدة تصتطدم بباب منزلها...حتي كانت قد اندفعت بأسرع ما لديها للأعلي
لم يكن لديها الوقت لتفكر، واندفعت للغرفة الموالية لغرفتها...
...غرفة والدها...
اغلقت الباب خلفها في اللحظة التي سمعت فيها صوت الطلقة الثانية لقفل باب منزلها...
وفي لحظة كانت قد اتجهت لأحدي الخزانات...خزانة مُعينة...فتحت بابها واختبأت بداخلها بصمت في أخر لحظة قبل أن تستمع لصوت الاقدام على درج منزلها...مُعلنة وصوله واقتحامه...
ضمت أقدامها وهي تبتعد عن الفتحة الصغيرة الفاصلة بين ابواب الخزانة...علي الرغم من انفاسها المتسارعة وقلبها الذي خفق بجنون، الخوف الذي اعتراها جعلها تفقد رُشدها للحظات...وبالكاد كانت تدرك ما الذي تفعله...
الا أنه بالنظر حولها...جعل نبضات قلبها تهدأ بمقدار قليل للغاية...
تواجدها بهذه الخزانة جعلها تدرك أنها غريزياً...
...أختارت مكاناً آمناً...
كان ممر بداخل أحد خزانات والدها... ماراً من خلف غرفه اختها وغرفه الضيوف ويتصل بغرفه والدتها في الجهة المقابلة...
كان ممر أنشأه والدها بغرض اختباء والدتها من جدتهم التي رفضت زواج والديها، وكثيراً ما باغتتهم لإهانة والدتها
كانت دائما ما تظن أن والدتها ضعيفة للاختباء في الممر او في غرفه والدها ولعدم تمكنها من مجابهة جدتها والتصدي لها، لكنها الآن كانت شاكرة لوجود ذلك الممر...
مع أنه متسخ ومترب لأنه لم يتم استخدامه منذ سنوات... لأنه بالفعل لم تظن أنها ستقوم أبداً باستخدامه قبل اليوم... والآن...
لو كان موقفها يسمح لكانت قد سخرت من نفسها
هي من كرهت أختباء امها، كانت في الموقف ذاته حيث تعين عليها الاختباء من أحدهم...
الفرق أن بقدر ما كانت جدتهم بغيضة اللسان، لم تكن مجنونة...ولم تحمل سلاحاً بيدها...
وبقدر ما اضطرب كلاً من افكارها ومشاعرها في هذه اللحظة،
...الا أنها حاولت تمالك نفسها وهي تركز علي وقع صوت أقدامه الذي تحرك وهو يفتح باب غرفة تلو الأخرى ما أن صعد للطابق العلوي...
مرت الثوان وهي تشعر بتوترها يتصاعد، قطرات العرق تتساقط علي جبينها و مؤخرة رقبتها، بينما جلست في الممر المتسخ تتوجس عثوره عليها في صمت ميت...
يدها التي تصببت عرقاً تشبثت بالسكين كما لو كان مُنقذها الوحيد...
ولم يطل الصمت أو تطل أفكارها، بقدر ما تمنت...
صوت الباب وهو يُفتح كان كالأجراس في اذنها...تُنبهها وتُحذرها...
لم تستطع ابتلاع رمقها خوفاً من أن يسمعها، وقد أدركت وجوده معها بالغرفة المظلمة...
وضعت يدها على فمها وهي تكتم أنفاسها...
لم يكن هناك شيء كالخطة!
ليس حين فاجأها بهذه الطريقة!
كان عليها فقط أن تُخفي وجودها حتي يرحل، او تجد فرصة مناسبة للهرب...
صوت كل خطوة اخذها دبت الرعب في قلبها...
أخبرت نفسها مراراً وتكراراً... أنه لن يجدها...
لا أحد يعلم بهذا الممر الآن سواها هي واختها...
كان عليها فقط أن لا تصدر اي ضوضاء وتكتم أنفاسها جيداً...
بقدر ما حاولت اقناع نفسها...كانت الاقدام تتجه نحوها، حتي توقفت أمام الخزانة...
غير مُصدقة لسواء ما أدرك حقاً تواجدها ام مصادفة تعيسه، أخيراً...
...رفعت رأسها لأعلي...تنظر من بين الشق الصغير بين ابواب الخزانة... وحينها رأت، أعين سوداء تحدق بها...
الوجه الذي أبتسم لها من خلف الخزانة هتف في سرور "وجدتك يا رايفي"
في اللحظة التي أمتدت يداه لفتح الخزانة...كانت قد عادت للخلف وهي تصرخ...
فُتحت الخزانة على مصرعيها...بينما كانت هي في طريقها عبر الممر بالفعل...
لم يكن ركض الممر يستغرق دقيقة كاملة لصغر حجم البيت...في ثوان كانت في الجهه المقابلة...وكان باب غرفة والدتها مفتوح بالفعل، كانت تلك فرصتها الوحيدة قبل يأتي خلفها...أنطلقت عبر الغُرفة والي الممر الرئيسي مرة أخري...
لم تلتفت ولو لثانية لتنظر، صوت باب غرفة والدها يندفع جعلها طتعلم أنه بالفعل خلفها!!
لم تكد تجري بأقصي سرعتها وقد كانت علي وشك الوصول السُلم حتي كانت يد قد اندفعت ممسكة حزمة من شعرها ومُعيدة إياها للخلف...
صرخت وهي تشعر بالالم الناتج عن جذبه لشعرها بقوة...
ومع أن رأسها كانت تؤلمها، الا أنها تجاهلت ذلك الألم وهي تستدير، تشيح بسكينتها في وجهه
وقد نجحت
تجنبه للسكين من جرح يده
جعله يفلت شعرها بالفعل...
كانت أمامه...وبالرغم من أنه لم يوجه مسدساً نحوها...الا أن وقوف شخص بجسد ضخم كهذا امامها وحده، كان كفيلاً بجعل جسدها يرتجف في خوف...
كانت تواجهه... كانت تلك هي المرة الأولى، التي يقف فيها مُترصدها بهذا القرب منها، لا يفصل بينهم سوى يدها التي أمسكت السكين...
ومع الظلام الذي عم الممر الا أن الضوء الصادر من ابواب الغُرف المفتوحه...جعلها تدرك هويته...
"ا...انت..."
اتسعت عيناها الي حد ما وهي تدرك أنه ذلك الشخص من المطعم...
"يسعدني تعرفك علي أيضاً يا رايفي"
صوت عميق، بما يكفي ليثير القُشعريرة في جسدها خرج من ذلك الوجه الذي ربما قد يبدو جذاباً الي حد ما، إن لم يكن صاحبة مُترصداً...
أصابها ذلك الشعور الغير مريح إيضاً في المطعم حينها...
تلك الاعين السوداء ذاتها...
لقد كان نفس الشعور السيء
لكن لأنه لم يكن هناك شيء...
لأنه لم يكن ذا أهمية... واللعنة كل ما فعلته هو تقديم الاطباق!!
أكانت حياتها في الأيام الماضية جحيماً فقط لأنها خدمت مريضاً نفسياً ما مرة واحدة؟!!
اقترب خطوة للأمام، وعادت خطوة للخلف...
"انا احذرك ايها اللعين، لا يُهمني من أنت إن اقتربت مني سأقتلك!!"
صاحت وهي ترفع يدها لأعلي، لتُشيح بالسكين أمامه
تمنعه من التقدم نحوها...عادت خطوة أخرى للخلف...كانت علي حافه السُلم بإمكانها الهائه والنزول مرة أخري... أو هكذا خططت...
لكن ما أن نظرت لعيناه المظلمة حتي أدركت...انه يدرك هذا...كان بالكاد يمنع ابتسامته وهو يراقب تحرُكاتها...مع ذلك لم يكن بإمكانها الاستسلام...لكن شخص بمثل تلك البنيه...
هل ستتمكن حقاً من الهرب منه؟
ربما إذا طعنته...اذا اصابته مرة واحده فقط ستتمكن من الهروب...
كانت علي وشك دفع السكين ناحية وجهه، حين اندفعت يده نحو يدها أسرع من أن تري...وما كانت تدركه أن يدها التي طارت لأعلي بينما سقطت منها السكين، علي الأغلب...كُسرت...وربما لا...لكن الألم الناتج عن اصطدام يده بيدها ماثل اصطدامها بقطعة حديد او فولاذ وفي تلك الثوان المعدودة التي وقعت فيها عيناها على مكان السكين وكانت على وشك التقاطها...صرخت حين أنقض عليها جسد وسقط كلاهما علي أرض الممر بجوار غرفتها...
أصابها الفزع، واستمرت بالصراخ وهي تدفعه بعيداً عنها بكلتا يداها وقدميها، لم تهتم لان جسده الذي ثبتها لأسفل لم يتزحزح او كان ثقيلاً...كان عليها أن تفعل أي شيء لتبتعد عنه...
وبالفعل تمكنت من خدشه في وجهه بيديها،
وفي اللحظة التي اتجهت يداه للامساك بيدها...قامت بركلة بقدمها...
رفع رأسه عنها...ضحكه عاليه صادرة من أعلاها جعلتها توقف للحظات...وتقشعر مرة أخري، صوتة الذي علا...
"كم أنتِ لطيفة اليوم يا رايفي"
نظرت بقرف، وقد اجتاحها الغضب بينما شعرت بالإهانة لسخريته من محاولتها...
"ماذا؟؟ لطيفة؟؟ واللعنة عليك اذا لم أقتلك اليوم وأجعلك تندم علي كلماتك هذه!!"
اتسعت ابتسامتة وهو ينظر لها...
أدار رأسه، بحث بنظره في الارجاء عن شيء سبق و رأه...وسرعان ما أعتدل...ثبت جسدها أسفله بفخذيه وأمسك بكلتا يداها بيد بينما مد يده الاخري الي حيث الطاولة الصغيرة بجوار باب حجرتها...
"لمحت هذا من قبل، أري أنك استعديتي جيداً لاستقبالي"
بدأ الحديث وهو يأخذ الحبل الذي كانت قد اشترته مسبقاً...
كانت تدري أن خطتها علي وشك أن تنقلب عليها...
"لا أُمانع أن تقومي بربطي...اذا طلبتي ذلك بلطف بالطبع، لكن ليس اليوم على اي حال"
امتعض وجهها من كلماته بينما حاولت التحرر من أسفله، جسدهُ كان كالقيد الذي لم يتزحزح عنها مهما حاولت التملص او ركله
وبالفعل الحبل الذي أحضرته، كان يتم ربطه بتأني حول يدها...
أستمرت بالصراخ واللعن والشتم لكنه أخذ وقته مع كل هذا...وكأن محاولتها المُستمرة لتحرير يدها بينما قيدها...لم تعني شيئاً أمامه...
لم يسمعها أحد، ولم ينقذها أحد...
ما أن انتهي من ربط يديها ظنت أنه سيقوم بربط قدمها، بما أنها اشترت الحبل طويلاً خصيصاً لأجله
...لكنه نهض وهو يمسك بها، وكانت تلك فرصتها حيث حاولت دفعة و الركض ناحية السلم مرة اخرى...
ولكن مجدداً...تم ضحض محاولتها حين تم الامساك بها في ثانية...كانت كلتا يداه تحيط بكتفيها العاريين،
أدارها لمواجهته
عادت خطوة للخلف، وشعرت بجسدها يلامس سور السُلم خلفها...
"اذا استمريتي بالهرب، فذلك فقط سيضرك يا رايفي"
أخبرها بهدوء وهو يقترب منها مُغلقاً اي مسافة تواجدت مسبقاً بينهم
" الا ترين أني مازلت أتمالك نفسي؟ بالرغم من أن هذا أمر يصعب فعله امام امرأة مثلك بالطبع"
يده التي ارتفعت لتحاصر وجنتيها بين يده...
تشعر بأصابعه تغرز في عظام وجهها، تُجبرها علي رفع وجهها لأعلي، عيناها الخضراء في مواجهة عيناه الفاحمهطة...
سقطت التعبيرات عن وجهه، وسقطت معها كل الثقة والشجاعة التي راودتها لمقاومتة منذ لحظات...
تسارعت نبضات قلبها في قلق وخوف وهي غير قادرة عن ابعاد عينيها عنه...
حتي أنها لم تدري أن بضع الادمع قد بدأت تتجمع في عينيها بينما نظرت لوجهه الخالي وهي تدرك أنها تحت رحمته الآن
كانت علي حافة السور، كان ظهرها في الهواء بينما كان ملتصقاً بها من الأمام...
أدارت عيناها للجانب للحظة وهي تري الطابق الاول أسفلها...
تساءلت إن كان ينوي دفعها وقتلها، لم يكن الطابق الثاني مرتفع للدرجة، لن تموت لكنها ستحظي بسقوط مؤلم و بعض الكسور بالتأكيد...
ربما قصد هذا، ولكن سواء كان غرضه أن تدرك كم هو شخص غير طبيعي ام لا ، فقد نجح...
بصوت أكثر خفوتاً من كل صريخها العالي طوال الدقائق الماضية ذهب صوتها مع جرأتها...سألته وقد سقطت دمعه من عينيها...
" ما الذي تريده مني؟؟"
"اظن أني أفصحت مُسبقاً يا رايفي، عن رغبتي لك، لكن ربما أنتِ مُحقة، كان ذلك حينها...الآن في هذه اللحظة أود شيئاً آخر"
"م..ماذا تريد؟"
سألت رايفي وهي تأمل أن تكون الإجابة شيئاً تستطيع دفعه من خلال المال،
ليس وكأنها تملك الكثير...لكن إن عني هذا الخلاص منه فستفعل المستحيل للحصول علي ما يريد...
"للآن، فلتسقطي لأجلي يا رايفي"
"ماذ___؟؟"
لم تكد رايفي تسأل ما يعني حتي شعرت بجسدها يسقُط، بالفعل...لقد دفعها من الأعلى...
بينما رأت ابتسامته وهي تسقُط
فقط جال في عقلها كلمة واحدة
...شيطان...
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro