الجُزء الأول -ستبتلعني الكذبة
في بادئ الأمر ظننتها مُجرد كذبة صغيرة ولكنّها احتاجت الكثير من التفاصيل لِتبدو حقيقية وبطريقة ما كانت سيندي وكيندرا مُهتمتان بِهذا الأمر كثيرًا مما حولني من الفتاة التي لا أهمية لمواضيعها إلى الفتاة التي تلتف الجلسة حولها وهل أترُك هذا الأمر يمر مرور الكرام؟
بالطبع لم أتركه يمر بل بدأت في التحدُث عن لحظاتنا الرومانسية مِثل
«لَقد كُنّا في الثالثة فجرًا حين تسلل لغرفتي لِيصطحبني لأُشاهد معه شروق الشمس على الشاطئ بينما أخبرني كلمات غزلية لطيفة مثل أن عينيَّ كالشمس تُضيء حياته»
تحدثت بينما كُنا نجلس جميعًا في استراحة الطعام وبجميعًا أعنّي كيندرا وحبيبها الغريب، سيندي وحبيبها المُشجع، أنا وكذباتي.
«تعلم الرومانسية چيمس»
قالت سيندي بينما تنغز چايمس في قدمه بِغيظ!
«تُرى ما اسم هذا الحبيب المِثالي؟»
تسائل چيمس بينما يخطف عبوة مخفوق الحليب المُعلبة من أمامي ليسمح لنفسه بشربها
«كول»
أخبرته بعد تقريبا ثانيتان تفكير، استلهمت الاسم من ملصق موجود في الكافتيريا مكتوب عليه «كول مي»
«أتلهف شوقًا لرؤيته والاستفادة من خبراته الرومانسية»
تحدث چيمس بغمزة في نهاية كلامه، أعرف أن چايمس غير مُصدق للأمر لذلك يجب علي إيجاد كذبة مُتقنة
«حاليًا لن يستطيع القدوم لترونتو للأسف جامعته بعيدة قليلًا، حين ينتهي الفصل سيعود للمدينة حينها يُمكنني تدبير موعد ثُلاثي لنا جميعًا لتعرفه أنت وكريستيان»
كم أنتِ رائعة في الكذِب فابيولا، تبقى على نهاية الفصل الدراسي ثلاثة أشهر وفي خلال هذه المُدة أتمنى أن تنتهي سلسلة أكاذيبي هذه..
بعد أولى الكذبات بدأت أغذي الكذبة بتفاصيل كثيرة، أقُصها فِي النادي بينما أشرب أنا وسيندي البُرتقال، في صالون التجميل بينما تصبغ كيندرا شعرها، في المول بينما أشتري لوح تزلج وفي كُل الأماكِن التي أرتادها معهُم...
الكذبة كانت تتسع حتى كادت تبتلعني، وكانت هذه أسوا احتمالاتي
أن أضطر للكذب المُتمرس لِأخفي كذبة قُلتها بغرض سليم ولكن لن ينفعني الغرض السليم بعد الآن، فقد أخبرت كيندرا المدرسة بأكملها في لحظة عصبية بينها وبين عدوتها الدائمة صوفي سيمز لِتُغرد صوفي من حسابها «القطط صارت لها مخالب والراهبة صارت كيوبيد»
وحينها بدأ الأمر في الجدية وحين كان يجب عليَّ التوقُف زاد هذا الأمر من شهرتي واهتمام الناس بِي ولذلك قررت التمادي في الكذبة فهم لن يستطيعوا رؤيته على حسب روايتي سوى في نهاية الفصل الدراسي، سأختلق نهاية علاقة مأساوية قبلها بفترة!
«فابيولا، المُدير كال يُريدك في مكتبه حالًا»
كان هذا صوت بريتني سكرتيرة المُدير كال ويُقال أنها زوجته السرية، لا أحد يعرف كيف يُفكر كال ولكن أتمنى ألا يكون يفكر في فصلي حاليًا!
بخطوات ثابتة اتجهت نحو مكتبه، فتحت الباب بدون طرق وجلست على الأريكة أمامه
«مرحبًا كال، قيل لي أنك تريدني؟ لعل السبب خير؟»
تحدثت لكال بينما أسحب عبوة كيت-كات من على مكتبه وأجلس واضعة قدمًا فوق قدم.
«وهل حل علينا خير منذ التحاقك بهذه المدرسة؟ من أي باب لجهنم سقطتِ علينا لا أعرف»
تحدث كال وأعرف ما الذي سيقوله لاحقًا
«درجاتك سيئة، تعامُلك مع بعض الطُلاب وحشي بدأتِ سنتك الأولى بِلكم لاعِب كُرة والآن تكسرين خزانتك؟»
تحدث كال بعصبية بينما يسرد لي أحداثًا أعلمها عن ظهر قلب
«لقد نسيت كلمة السر واحتجت بعض الكُتب منها»
أجبت ببساطة رافعة كتفيَّ في الهواء بينما أتجه للثلاجة الصغيرة في مكتبه لأخرج منها زجاجة مياه وأتجرعها على دفعتين.
«لا أعرف لِم أنتِ مُستهترة هكذا، والدتك..»
أشرت له ليصمُت وتحمحمت لأتحدث
«والدتك كانت من أنجب الطُلاب هُنا، والدك كان رياضي مُتألق وقد امتحنا امتحاناتهما النهائية عبر الإنترنت لأنهما كانا يجلبان النصر لمدرستنا من خلال مسابقة خيرية»
تحدثت مُقلدة نبرة صوته ليخبط كال على المكتّب وينظر لي شذرًا
«ستقضين مدة عقوبة أسبوع في المكتبة بعد الدوام تُعيدين ترتيب الكُتب في أماكنها الصحيحة»
تحدث كال بشر لأنظر له بتعابير وجه مُمتعضة
«هل تُحاول تقوييمي هُنا أم قتلي مللًا؟»
سألته قالبة عينيَّ، ما هذا العقاب المُمل؟
«أحاول جعلك تتجنبين المتاعب حتى لا تحصلي على هذه النوعية من العقوبات»
أجابني بِنبرة حازمة لأنظر له وأضحك
«آسفة ولكِن تعابير وجهك كال، مُضحكة جدًا»
«آنسة كاميرون، إلى المكتبة حالًا!»
-
كُنت في المكتبة أرتب الكُتب ثُم قررت تخيل كول لو كان شخصًا حقيقي ماذا سيكون شكله؟ شعر بني، غمازتان، ابتسامة ساحرة، وضعت الاحتمالات في رأسي وبدأت في الرسم، مرحبًا بك أيها الوسيم الذي لا وجود له أبدًا!
تحركت للخارج تاركة الورقة على إحدى مكاتب القراءة بعد وقت مُمل قد يدفعني تكراره مرة أخرى لِخزق عيني بقلم رصاص واتجهت لِلمنزل بعد إنهاء مدة عقوبتي على لوح التزلج الخاص بي بينما أشغل أغانٍ تدفع طاقة الحماسة بي
وقفت أمام البوابة لتلتقط صورتي ثُم تسمح لي بالدخول بينما أمشي مُتكاسلة تجاه البوابة لألمح خالي آرلو جالس مع صديقه المُقرب ديلان
«مرحبًا آرلو، مرحبًا ديلان ، كيف حال الخال رايدر؟»
سألت ديلان لِيومئ لي أن الخال رايدر بخير
أشعر أنّه يجب علي شرح هذه النُقطة، تقنيًا خالي آرلو صديق ابن خالي المُقرب ولكِن ابن خالي ديلان لا تجمعه علاقة قرابة بِآرلو لأن آرلو خالي من تجاه والد والدتي أما ديلان فابن خالي من تجاه والدة والدتي.
حياتي مُعقدة أليس كذلك؟
ستتعقد أكثر لاحقًا حاليًا يجب عليَّ أخذ بمشورة هؤلاء الاثنان، بطريقة ما علاقتي بخالي آرلو هي علاقة أقرب ما تكون إلى الأصدقاء بحكم تقارب السن بيننا وأنه بالفعل في مدرستي ولكنّه طالب السنة الأخيرة بينما أنا في السنة الثانية
«آرلو، إن فعلت شيء خاطئ بنية جيدة ولكِن هذا السيئ الخاطئ تمادى وتخاف أن يكون له تبعيات سيئة ولكنّه يفيدك، ما الذي ستفعل؟»
سألت وسقط فم آرلو على الأرض بينما نظر لي ديلان بتشكك
«ألم يمنعك فروي مِن المُواعدة قبل الجامعة؟»
سألني ديلان بُنظرة خبيثة وَحاجبين معقودين بِجدية
«الأمر ليس له علاقة بالمُواعدة»
أجبت ديلان باختصار
«مهما كان الشيء السيئ مُفيد، فهُو سينقلب في نهاية المطاف لذلك أقترح أن تحاولي أن تُصلحي ما فعلتيه سيئ»
أجابني آرلو على سؤالي بينما يبتسم لي بهدوء
«شُكرًا آرلو أنا الأفضل»
شكرت آرلو واحتضنته في عناق يمكن أن يكسر عظامه
«فابيولا فروي كاميرون، هل كسرتِ خزانتك؟»
كان هذا صوت والدي الغاضب القادم من نهاية الردهة...
«وهذا إلى اللقاء بالنسبة لي»
أخبرتهم بلهجة ساخرة بينما أركض تجاه غرفتي وأسمع قهقهتهم في الخلفية
وصلت لغرفتي وأغلقت الباب خلفي بينما أرتمي بجسدي على الفِراش وأفتح حاسوبي اللوحي
«هل فابيولا كاميرون تُغري مليونيرًا؟»
كان هذا سؤالًا من مجهول على موقع المدرسة لأقهقه ثُم أطقطق بأصابعي لأكتُب
«من المُمكن، من يعرف؟»
بهوية مجهولة أنا الأخرى كتبت ساخرة ولكِن لم ينتهي الأمر بهذه السلاسة فقد أرسلت لي إحدى الفتيات لِحسابي المدرسي رسالة تطلب مني إعطائها نصائح مواعدة، تخيل أن تطلب من سارق نصائح لكسب المال الشرعي!
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro