الثامن عشر- عشاء فاخِر؟
اليوم عبارة عن مواقف قد تغير مسار حياتك، هذا ما قاله لي مُعلم الأدب ذات مرة، ولم أشعُر بصدق كلماته حتى اليوم.
أقِف أمام المِرآة أرتدي فُستانًا ذو لون أسود مخملي مِما وضعتهم لي بريانا قبلًا وأنظُر لإنعكاسي، لَيس أنا ولكِن هل كانَت الفتاة المُتزلجة أنا يومًا؟ وضعت لمسات خفيفة مِن أحمر الشفاه ذو اللون النبيذي القاتم ونظرت نظرة اخيرة لشعر المُجعد بالحرارة لأضع به مشبك شعر أسود اللون من الجانب الأيمن واتبعه بصديقه بالجانب الأيسر، قليلًا مِن الكُحل الأسود وقد كُنت جاهزة لموعدي مع كُول.
نزلت إلى الطابق السُفلي لأضَع الحذاء الرياضي الأبيض
«لم أكُن لأجلس ثلاث ثوانٍ مع فتاة ترتدي فستانًا كلاسيكيًا على حذاءًا رياضي.»
باغتني صوت فري الواقف بجانب الثلاجة يشرب بعضًا من للمشروب الغازي ويتفحصني
«وأيضًا هل أنتِ ذاهبة لموعد أم لفرح! الكثير من مستحضرات التجميل فابيولا!»
تحدث فروي وأعرِف عن ظهر قلب انه ليس لسان فروي الصادق ابدًا بل هو لسان الأب الغيور داخله
«هل أنتَ خائف أن يختطفني كول؟»
تحدثت بنبرة ساخرة لينظر فروي للفراغ قليلًا ثُم يعاود النظر لي
«صحيح، ما الذي يجعلني اثِق بهذا الكول على فتاتي؟ لا خروج لمواعيد، ستجلسون هُنّا!»
تحدث فروي لأقلب عيناي، هل يمزح بحق السماء؟؟
«فروي، سأذهب للموعد»
أخبرته مُتحدية
«لن أسمح لكِ بأي مواعيد، ستجلسين هُنا بغرفة المعيشة أنتِ وكول خاصك!»
تحدث فروي بنبرة الآمر الناهي و ذهب ليجلب هاتفه
يا الهي، ألم يُعطينا فروي الموافقة على المواعدة ورحب بكول داخل عائلتنا؟ لِم يحاول لن يُقيدنا الآن؟ ألم أخبركم؟ فروي ليس لطيفًا بشكل مُطلق من الواضح أنه يفكر بشيء!
«على الأقل دعني أذهب للبقالة لأجلب بعض الاشياء لنستقبل الفتى بها!»
اخبرته بنبرة حانقة ليتجاهلني لعدة ثوانٍ
«سيجلب كونور أي شيء تريدينه فقط راسليه واذهبي لمسح هذا الميكياچ عن وجهك!»
أجابني صوت فروي آمرًا
ذاهب للطابق الثاني بخطوات اقرب للدبدبة وفم لا يتوقف عن الأفئفة حتى وصلت لغرفتي وسمحت بجسدي للأرتماء على الفراش ناظرة لسقف الغرفة لعدة دقائق ثُم تذكرت ما الذي يحدُث لأستوعب أنّي علي تغيير الفستان ومسح مساحيق التجميل عن وجهي ثُم إيجاد ملابس تصلح لان استقبل كول بِها، قُمت من الفراش لأقِف أمام المرآة لأمسح كُل ما زُين بِه وجههي بشكل قاسٍ وسريع، اراهن ان بشرتي الآن تدعو علي..
وقفت أمام الخزانة لِأختار ما يُناسب وجود كول ولكِن خطرت لي فكرة، لان فروي ثار حنقي قررت أن أثير حنقه بأكثر شيء يكرهه بالحياة، الملابس القصيرة!
سحبت تنورة بالكاد تُغطي أي شيء جلدية الخامة سوداء اللون و قميص بلا اكمام يصل فوق بطني بلون أسود ذو خطوطًا ذهبية وذهبت للأحمر الصارِخ كلون احمر شفاهي و بنطالًا أسود اللون ذو قطعات مُنتظمة لارتديه تحت التنورة، فروي كاميرون أنت اليوم خاسِر.
قررت أنّي لن أنزل حتى يأتي كول كي لا يتثنى لفروي الوقت ليخبرني به أن أبدل ملابِسي قبل أن يظهر كول، بنفس الوقت كان فروي بالفعل أتصل بكول وأخبره ان الموعد سيكون بالمنزل وأنا اتصلت بكونور اخبره أن يأتي بأي شيء يمكن الحصول عليه لأني لا اعرِف المُسليات المفضلة لكول.
بعد عدة دقائق أخرى رن هاتفي بأسم فروي ليعلن وصول كُول، أخذت نفسًا عميقًا وحاولت تجميد قلبي قبل النزول لفروي بهذا الشكل، أما عن كول فسأخبره اني فعلت هذا نكاية بفروي لذلك لست خائفة من رد فعل كول مثل ما أنا متشوقة لرؤية رد فعل فروي ولكن بنفس الوقت خائفة
كانت عدد درجات السلم هذه المرة تُشعرني كأنها قد زادت بينما انزلها بهدوء ظاهري وبنبضات قلب تأبى أن تكون منخفضة، بعد عدة ثوانٍ مرت كأنها سنين وقفت أمام فروي وكول المُنذهلين كلاهما
فروي يقول عقله ساقتلك أما كول يقول عقله «هل تضع فابيولا اللون الاحمر؟»
نظرت لهما بثقة بينما اقتربت بسرعة من كُول وحبسته بين ذراعي في عناق شديد
«اشتقت لك كثيرًا»
همست بصوت هاديء ولكنه يصل لفروي بامتياز لِيقلب فروي عيناه وتطبع على جانب ثغري ابتسامة انتقام.
«شُكرًا»
هذا ما قاله كول المرتاب الناظر لفروي الذي يراقبنا بعينا الصقر
«تفضل كول، ستجلسان بغرفة المعيشة، اجعل نفسك بالمنزل»
تحظث فروي بينما يرافقنا لغرفة المعيشة وينظر له كول مرتابًا ولكنه يردد «شُكرًا لك» عدة مرات
لقد كانت نظرات فروي كنظرات القاتل قبل ارتكاب جريمته، وقد كانت هذه النظرات مُسلية لي.
بهذا المنزل لدينا قواعد مِنها عدم التطاول على بعضنا البعض بوجود شخص غريب وبغريب نعني شخص غير كيرا وچاس وبريانا، لذلك فروي لا يستطيع أن ينبث بنبت شفة لأنها هذه هي القواعد ولكنّي واثقة أنّه يغلي داخليًا..
دخلنا غرفة المعيشة وقد كُنت مستعدة لإغلاق الباب ولكِن فروي أعطاني نظرة نارية ثُم تحدث
«ممنوع اغلاق الباب، سيكون الباب مفتوحًا على مصراعيه»
كانت نبرته جادة جدًا فأومىء كول ونظرت أنا لفروي شذرًا، لقد تمادى كثيرًا أندم الآن على إخباره
ولكِن لم يكُن لدي خيار بالأمر على كُل حال
حين ابتعد فروي عن الغرفة نظر لي كول
«ما الأمر؟»
ناظرًا لملابسي
«فروي قرر أن لا موعد اليوم بالخارج فارتديت أكثر الملابس التي يبغضها نكاية به»
أخبرته لينظر لي نظرة غير المصدق..
«ما الذي تريدين فعله؟»
سألني لأنظر للتلفاز
«هل تريد مشاهدة فيلمًا؟»
سألته ليوميء
«في الواقع لدي اشتراك مدى الحياة بمنصة أفلام رائعة ولكِن هل تسمحين لي بدقيقة قبل ان نشاهد فيلمًا؟»
أومأت له بينما وقف وخرج من الغرفة لأتبعه واجده يتحدث مع فروي بشيء ما، أظُنه يريد حل هذا الأمر ولكِن بعد دقيقة أوما فروي مبتسمًا وأشار للمطبخ فذهب كول مختفيًا في غياهب المطبخ
«ما الذي يحدث؟»
ذهبت لفروي مباشرة لاسأله ولكِن فروي قرر التحدث عن
«أولًا أخبريني أنتِ ماذا بحق ال..»
قبل أن يكمل فروي كلماته التي ستكون ١٠٠٪ عن ملابسي شكرته وذهبت للمطبخ خلف كول لأجِد أكياسًا من الطعام بالمطبخ وكول يشمر عن ساعديه
«ما هذا؟»
سألته لِينظر لي
«حين كُنا سنخرج بموعد أخبرتيني أنكِ لا تريدين شيئًا فاخرًا لِذلك حجزت بسينيما هادئة ولكِن حين كلمني فروي وأخبرني أن الموعد سيكون هُنا قررت لِم لا أطهو لكِ وجبة فاخرة هُنا بِما أن متعة الخروج قد أُفسدت فدعينا نستمتع بينما نحن بالمنزل!»
تحدث كول وأردت احتضانه، ماذا فعلت لأستحق شخصًا يحاول دائمًا أن يجعل اتعس أوقاتي أفضلها!
«وهذا يعنّي أنّي سأتذوق طبخك لأول مرة!»
أخبرته متحمسة ليبتسم بهدوء بينما أجلس أنا على رخامة المطبخ أشاهده
«تذوقتيه قبلًا ولكنّكِ كُنتِ وقحة معي بهذا الوقت، لذلك لا تتذكرين أظُن»
تحدث مُشيرًا لحين أعد أصنافي المفضلة بالمدرسة
«أعتذر كول، لقد كُنت امر بالكثير، أنت تعلم الدواء!»
حقًا! هل هذا هُو عذرك فابيولا؟ الدواء؟ عُذر حقير مُبتذل!
«لا عليك عزيزتي، بمناسبة الدواء، هل انتِ مُنتظمة به!»
سألني لأقلب عيناي، آخر مرة أخذت الدواء كان حين أجبرتني أن آخذه كول
«أظُن الإجابة لا؟»
سألني بينما يقطع السالمون
«في الواقِع لق..» لم أكمل جُملتي لأني لمحت طرف فروي يتجسس علينا ولكنّي قررت أن أدعه يفعل، إن كان لا يثق بكول فإنه سيفعل كين يرى كيف يعتني بي
«استمع» تحدث كول بإشارة لي أن أكمل حديثي
«لم أكُن أواظب عليه»
أخبرته بصراحة تامة
ترك كول ما بيده وقرر غسلهما سريعًا بالمياة والصابون ثُم جففها ووقف أمامي، أم علي ان اقول جثا على ركبته مُمسكًا بيدي؟
«عزيزتي، أعلم أنكِ لا تستصيغين طعم الدواء وهذا طبيعي وأعلم أنه شيء ثقيل لقلبك أن تأخذي الدواء بانتظام، ولكِن صدقيني، هذا هُو الشيء المُفيد، لا نريد لمكروهًا أن يصيبك ولذلك، من أجلي، من أجل فروي ووالدتك حاولي أن تأخذي الدواء بشكل منتظم، ما رأيك بمكافئة عن كُل اسبوع انتظمتِ به بالدواء؟»
تحدث كول ولمحت بعيناه الأهتمام الصادق، غير المصطنع، لقد كانت كلماته دافئة بشكل لا يمكنني وصفه حيث وجدتني أوميء له، يستحق راحة البال كما يستحق فروي
لا يستحق من نحب أن نجعلهم قلقين علينا بشكل دائم، يستحقون السلام لعقولهم وقلوبهم وإن كُنّا نحبهم يجب أن نعطيهم هذا السلام.
«فتاة جيدة سأفكر فأفضل المكافآت لكِ»
قالها بِحُب لا سُخرية ثُم عاد لِما يصنعه من طعام
لِم كُنت أشُك بشخص لطيفًا هكذا؟
بعد عدة دقائق كان يمكنني معرفة أن فروي قد ذهب بالفعل عنا، وقد كانت هذه انتصارات كول الصغيرة، لقد جعل فروي راضيًا عنه أو على الأقل قد بنى داخل فروي ذرة ثقة به، رغم أنه لم يقصد
«لقد انتهيت»
أعلن كول لأنظر أخيرًا للأكل ذو الرائحة الطيبة وقد كان سالمون مُدخن عليه نوعًا لا أعرفه من الصوصات وبعض الأصناف المختلفة التي يمكنني معرفة أن طعمها جيد بدون حتى التذوق، كان يُوزع كُل صنف على ثلاث صحون لأنظر له
«هل دعوت فروي؟»
سألته ليوميء
«لنتشارك الوجبة معًا، دعيني أعرفه أكثر وأحاول طمأنته»
تحدث كُول لأوميء، بشكل أو بآخر يفكر كول بشكل مناسب.
أخرجت الصحون لطاولة الطعام وساعدني كول في ذلك، حلولت استغلال عدم وجود فروي لأسال كول
«ما الذي حدث بهذه الغرفة؟»
سألته مشيرة لمكتب فروي، كنت اريد معرفة الحوار الذي حدث بينه وبين فروي
«ما حدث بهذه الغرفة يبقى بهذه الغرفة»
أجابني بهدوء بينمل يذهب للمطبخ ليأخذ ما تبقى من الصحون واتبعه
سيبقى ما حدث بين كول وفروي لغزًا أبديًا ولكِن على الأقل جعله فروي يناديه بأسمه الأول بدلًا عن سيدي.
«يُمكنك مناداة الملك»
تحدث كول بصوت كارتوني لأضحك ثُم أتصل بفروي
-ماذا؟
=أنا وكول نريدك أن تنضم لنا بالعشاء
-لا، استمتعوا انتُم
كان هذا محتوى المكالمة ثُم اغلق فروي، هل فروي جوتيراز يفوت فرصة مراقبة حبيب ابنته عن كثب؟
«يخبرنا أن نستمتع وأنه لن ياتي»
اخبرته وأومأ كول ثُم أمسك بهاتفه ليتصل بفروي، بأقل من دقيقة استطاع اقناعه ووجدت باب مكتب فروي يُفتح
«هل قُلت سالمون؟»
تحدث فروي لأضحك على برائته، لقد اتى لاجل السالمون!
«نعم، تفضل معنا»
تحدث كول بينما يضع شوكة وسكينة أمام كُرسي فروي
كان العشاء هادئًا لبضعة دقائق ثُم قرر كُول التحدث
«هل أعجبك السالمون؟»
وجه كول السؤال لِفروي ليوميء
«يُشبه تمامًا سالمون تذوقته بلشبونة، من أين لك تلك المهارة يا فتى؟»
سأله فروي وكانت عيناه عبارة عن قلوب، فروي حقًا معجب بالاكل مثلي
«حين توفت والدتي كُنت اعيش مع والدي وحدنا وكُنت اشاهد برامج مسابقات الطاهيين ذوي المستوى الرفيع، فكانت لدي عادة أن أدون حين يشرح الطاهي كيف صنع الوجبة الخاصة به وأتدرب عليها لأقدم لوالدي وجبة مميزة بعيد مولده كُل عام، ومع تكرار هذه العادة أصبحت أستطيع صناعة أي طبق كان فقط بالنظر له أو تذوقه، وهذا السالمون قد تذوقته بمطعم فاخر ذات مرة وكُل ما اتى بخاطري أنّي يجب أن أجعل فابيولا تتذوقه بأسرع وقت كان لأنّي أعرف أنها تحب السالمون»
تحدث كول ونظر له فروي نظرة المُهتم بينما ينظر لي، لقد كانت وجنتاي تتوردان قليلًا
«فلتنعم روحها بالجنة، أنتَ بالتأكيد إبن رائع لأبيك، أراهن على أنه محظوظ بك!»
تحدث فروي ليتوجم وجه كول لثوانٍ ثُم ليحول الوجم لضحكة صافية لطيفة
«وأنا محظوظة بك أيضًا!»
كانت هذه من المفترض أن تكون فكرة بعقلي ولكِنّها الآن انطلقت من لساني لِتعلن طريقها لمسامع فروي وكول
«شكرًا سيدي، أنا المحظوظ بِه لقد عانى كثيرًا لأجلي»
تحدث كُول ناظرً لفروي بابتسامة بسيطة ثُم نظر لي
«ووجود فابيولا بحياتي هُو شيء أشكر القدر عليه دائمًا، أنتَ لا تعلم كم يساعدني وجودها أن اتخطى ايامي»
تحدث كول خاطفًا نظرة لي، هل يتحول هذا الفتى لشاعر الآن؟
«يمكنني تخيل الأمر، يجب أن نتناول العشاء ذات يوم مع والدك!»
تحدث فروي وتوجم وجه كول لعدة ثوانٍ ثُم ابتسم ابتسامة بسيطة واجاب
«بالطبع، حين يأتي لكندا سأتأكد أن يكون هذا الأمر أول شيء على جدوله!»
كانت نبرة كول هادئة وبها شيء من الغرابة لم يلحظها فروي الذي ابتسم وتمتم بـ «اتفقنا!»
كان العشاء لطيفًا ودافئًا، كان فروي و كول يندمجان كثيرًا بالاحاديث وكُنت سعيدة أنهما تمكنا من الاندماج اخيرًا..
«دعني اغسل الصحون»
كان هذا كول بينما يجمع الصحون الفارغة ليوصلها للمطبخ
«إذهب وشاهد فيلمًا أو شيئًا ما ولا تقلقا بشأن الصحون، سأغسلها أنا»
تحدث فروي بينما حاولت اخفاء ضحكتي، فلدينا غسالة أطباق بالفعل ولكِن فروي يحاول إظهار امتنانه لكول لأنه قد طها العشاء
«شكرًا لك سيدي»
شكره كُول بِتهذُب ونظر له فروي قليلًا
«أُدعى فروي، ستدفع دولارًا على كل مرة تلقبني بسيدي من الآن فصاعدًا»
تحدث فروي بنبرة جادة ولكني اعلم أنّه يمزح
«اسف سيد.. أقصد فروي»
تحدث كول بلعثمة بينما ضحك فروي
«لا عليك يا فتى!»
أجابه بينما يشير لنا أن نغرب عن وجهه، سحبت كول لغرفة المعيشة بينما ذهبت للمطبخ لأخرج بعض البوشار ذو الاطعمة الذي جلبه كونور
«اغسل الصحون جيدًا فروي»
تحدثت بسخرية لفروي الذي يرص الصحون بغسالة الأطباق
«تهذبي يا فتاة»
تحدث فروي مقهقهًا
«ضعي لكول بعض النبيذ»
تحدث فروي بينما يخرج زجاجة من النبيذ الفاخِر وكأسًا واحدًا
«حسًنا»
أخبرته بينما أسحب النبيذ وايضًا علبة معدنية من المياو الغازية لِي..
ذهبت لكول ارص الصحون الفارغة التي جلبتها بينما افرغ بها بعض البوشار ذو الاطعم المختلفة
واضع الكأس والنبيذ أمامه
«نبيذ من عام ١٨٩٠!»
تحدث كُول بينما ينطق اسم النبيذ بلكنة لاتينية فصيحة تُؤكد أنه يعلم جيدًا نوع هذا النبيذ
«نعم، أخبرني فروي أن أضع لك منه، تقريبًا هذه طريقته ليخبرك 'شكرًا على العشاء وقد قررت أن اودك'»
تحدثت مقهقهة ليبتسم كول ويضع قليلًا من النبيذ بالكأس ويهز الكأس قليلًا بينما يكتب حسابه على الشاشة لتفتح منصة بث افلام لا اعرفها جيدًا ولكنها تبدو مخملية
«هذا الفيلم جيد جدًا»
اشار لفيلم ذو اسم اسباني لأوافق على مشاهدته
بعد عدة دقائق من البداية كان لا يوجد أي ترجمة مكتوبة تحت المشاهد
«كول أنا لا أتحدث الاسبانية»
اخبرته ليوميء
«سأترجمه لكِ»
أخبرني بهذه الجُملة بينما يقترب بجسده لجسدي ثُم تقترب شفتاه لأذني
بدأ كُول الترجمة لمدة ساعتان وقد كان مُجيدًا للإسبانية بشكل تام، لا تُدرس الإسبانية هُنا بشكل مُنتشر وغير شائع أن يجيد كندي الإسبانية ولكِن كُول يجيدها، بل يعرفها عن ظهر قلب، لم تمر كلمة بالفيلم لم يعرف ترجمتها، كانَت نهاية الفيلم سعيدة وانتهت بِشكل لطيف، كان فيلمًا رومانسيًا عن زعيم عصابات وفتاته التي تحاول تغييره للأفضل ولكن عصابته تحاول التخلص منها لأنها بدلت بالتأثير عليه، إنتهى الفيلم بهما معًا يعيشان حياة جديدة
«هل يمكنك جعلي تذوق النبيذ؟»
سألت كول ناظرة للنبيذ حِين إنتهى الفيلم
«فروي سيقتلني، لذلك لا.»
أجابني لأقلب عيناي
«أنتَ حبيب غير مرِح»
أخبرته مُقوسة فمي لِيضحك ضحكة قصيرة
«انا حبيب يحاول الحفاظ على حياته»
اخبرني وابتسمت، كلماته منطقية فبطش فروي مُخيف
«شُكرًا على جعل يومي ألطف، وشُكرًاا على تلطيف المُناخ مع فروي»
شكرته بصدق بينما نظرت له مبتسمه
«شكرًا على جعل يومي أفضل»
اخبرني مُبتسمًا، لِم هو لطيف هكذا؟
«هُناك شيء أريد فعله»
اخبرته لِينظر لي نظرة مُتسائلة بَينما اقترب مِنه بهدوء عازمة على أمرٍ ما
ولكن كان جرس الباب يُقرع عدة مرات بشكل مزعج مِما جعلني اقف واتجه لباب المنزل لفتحه بسرعة
«ماذا!»
صحت فالطارِق لأجِد چايمس يقف على عتبة بابي
«ما الذي تريد، ما الذي أتى بك هُنا أيها الوغد!»
صحت بِه من الصدمة، كيف يجرؤ على أن يأتي للمنزل بل كيف عرف عنوان منزلي أصلًا!
«أريد التحدث معكِ بشكل عاجِل»
كان مظهره بائس مُمسكًا بِباقة من الزهور
«عن ماذا!»
سألته، ما الذي يريده هذا الأحمق!
«عن الذي يجري بيننا»
تحدث چايمس لأنظر له ببؤبؤ عين متسع، ما الذي يجري بيننا بحق الجحيم!
لم استطع حتى الرد فقبل أن أفتح فمي شعرت بكول يصطدم بكتفي راكضًا خارج المنزل وبيده چاكيته الجلدي!
«أيها الملعون!!»
صحت بچايمس بينما أحاول اللحاق بِكول الذي تجاهل صياحي بإسمه
اللعنة!
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro