يوسف

استيقظت في غرفة ذات إضاءة خافتة، مشوشًا ومترنحًا. عندما تأقلمت عيناي مع الظلام، أدركت أنني مقيد إلى كرسي. اجتاحني الذعر وأنا أقاوم القيود، لكنها صمدت. كان قلبي ينبض في صدري وأنا أنظر حولي، محاولًا فهم ما يحيط بي.

كانت الغرفة خالية إلا من مصباح واحد يتدلى من السقف. كان الهواء مثقلًا برائحة عفنة، وكنت أسمع صوت قطرات الماء من بعيد. سيطر عليّ الخوف عندما أدركت أنني وقعت في أيدي شخص غريب خطير.

في تلك اللحظة، فُتح الباب، وظهر شخص من الظل. لقد كان هو، ويلي وينكل. اقترب مني ببطء وعلى وجهه ابتسامة خبيثة.

"مرحبًا بك في أسوأ كوابيسك،" قال بسخرية، وكان صوته مليئًا بالحقد. "لم يكن عليك أن تثق بي يا يوسف."

لقد كافحت ضد قيودي، محاولًا التحرر، لكن دون جدوى. دار ويلي حولي، وألقى علي تهجئاته الغريبة. عرفت منذ اللحظة التي رأيته فيها أنه غير طبيعي. تساءلت عما كان يفعله بي أو ماذا سيفعل بي بعد ذلك.

قال ويلي: "تبدو خائفًا، أليس كذلك؟ سأكون لطيفًا، لا تقلق". نظرت إليه بغضب، فأكمل: "لقد أخبرتك منذ ساعات قليلة أنني أعرف مكان أصدقائك، أليس كذلك؟ أعتقد أنك مستعد لمعرفة الحقيقة الآن"، أغلقت فمي دون أن أقول أي شيء، و نظرت إليه بكل أذني.

قال: "هاها، هل أنت جاد بشأنهم؟ حسنًا، لا تكن متحمسًا لهذه الدرجة"

. بعد أن قال ذلك، أدار ظهره وبدأ في فعل شيء ما مرة أخرى.

"هل ستقتلني هذه المرة؟" سألته فضحك وقال: "تتمنى أن يكون الأمر أفظع من مجرد خروج الروح من جسدك". شعرت بالقشعريرة في جميع أنحاء جسدي، وجلست بهدوء.

بعد نصف ساعة، جاء نحوي، وناولني شرابًا، وطلب مني أن أشربه. لقد رفضت لأنني كنت خائفًا من ذلك؛ بالإضافة إلى ذلك، كانت رائحتها مثل فطر مثير للاشمئزاز. وفجأة، خرج فمي عن سيطرتي وانفتح على مصراعيه من تلقاء نفسه، فسكب الشراب في فمي. وفي اللحظة التي دخل فيها ذلك السائل إلى فمي توقف الزمن، ثم رأيت كل شيء حولي يتحرك ويطفو وكأنني على القمر، حتى ويلي. وكان الوقت يعيد نفسه، ورأيت أصدقائي. رأيتهم يستكشفون منزلًا قديمًا، كنت أعرف هذا المنزل المسكون! وتساءلت لماذا كان أصدقائي يستكشفون هذا المنزل حتى رأيت نفسي معهم. لم أذكر أنني دخلت معهم هذا المنزل، لكنني رأيت كل شيء من البداية إلى ال.. نهاية...

أصابني صداع قوي، أقوى من أي وقت مضى، ثم عدت إلى الواقع وأنا ألهث من أجل الهواء. ورأيته أمامي؛ كان يضحك كالمجنون، وبدأت في البكاء بشدة.

قال ساخرًا: "الآن أنت تعرف ما تريد معرفته، أليس كذلك؟ هاها، كم هو مثير للشفقة". أردت أن أقتله في تلك اللحظة، لكنني لم أقدر لأسبابٍ كثيرة.

"اصمت، هل يمكنك؟" قلت مرتجفًا

"أنت ممل جدًا، هل تعلم ذلك؟ آه، بالمناسبة، لدي عرض؛ يمكنني أن أجعلك مستعدًا للانتقام لأصدقائك، لكن في المقابل، سوف..." ويلي قال لكنه لم يكمل كلامه، وعندما رأيت حركة إصبعه المنظمة أدركت أنها شفرة مورس!

"أربعة قصيرة، هذا *H*، واحدة قصيرة، *E*، واحدة قصيرة، واحدة طويلة، واثنين قصيرتين، هذا *L*، واحدة قصيرة، اثنان طويلان، وواحدة قصيرة، هذا *P*. هاه؟ مساعدة؟".

لقد فهمت من الكود أنه يريد مساعدتي في المقابل، لكن لماذا يحتاج إلى مساعدتي؟ وكيف يمكنني مساعدته؟ ولماذا قالها بشيفرة مورس وليس بفمهِ؟

"...في المقابل، عليك أن تكون عبدي،" وتابع. لقد كنت في حيرة من أمري لدرجة أنني قلت: "هاه؟ لقد قلت للتو..." ثم أغلق فمي بسحره و نظر إلى عيني مباشرةً بعينيه الخصرواتين.

اعتقدت أنه مجرد رجل فقير فقد جزءًا من دماغه، لذلك قبلت عرضه. أريد الانتقام من ذلك الوحش الرهيب الذي أخذ أصدقائي مني. فقط انتظروني يا رفاقي... سوف أنتقم لكم.

والآن تبدأ المغامرة الحقيقية.

يتبع...