الفصل الرابع و العشرون
مساء الخير قرائي الغاليين
استمتعوا ولا تتجاهلوا التصويت
*
غريبين نحن عندما نقف أمام بعضنا
لكنني دون شعور مني بت ألجأ له حتى يضع كفه على رأسي و يربتُ عليه، دون شعور أرغب بسماع كلماته و هي تخبرني
" لا بأس يمكنكِ البكاء و أنا سأخبئ دموعكِ "
بجانبه كنت أجلس في السيارة و هو كان يقود دون أن يقول الكثير، عندما أخبرته أنني في حاجته هو أمسك كفي مباشرة و فعله هذا قال الكثير دون أن يقوله لسانه، تنهدت بهم ثم فتحت النافذة و وقتها من جديد شعرت بكفه على كفي التي كانت في حضني فالتفت له
رسم بسمة داعمة لي ليعيد نظراته نحو الطريق قائلا
" لا بأس كارن ليس أمرا كبيرا "
" الأمر ليس كما تظن "
قلتها بألم فأومأ مجيبا
" أدري و أشعر بكل ما لا تستطيعين قوله "
حينها رغما عني أنا وضعت كفي الثاني على كفه التي تمسك بكفي فهاهو يلتفت لي محدقا بكفي و بعدها رفع نظراته لي ليعيدها إلى الطريق
" أنا ممتنة لوجودكَ في مثل هذا الوقت معي "
ابتسم من جديد و لكن لم ينظر لي ليقول
" في أي وقت كارن "
سحبت كفيّ و هو عندما باتت كفه فارغة من كفي سحبه له يسنده على المقود، بعد وقت نحن وصلنا و قبل أن أفتح الباب هو قال
" يمكنني انهاء الأمر بدلا عنكِ "
لكنني نفيت مجيبة
" لا ... يجب أن أكون أنا "
" اذا هل أرافقك ؟ "
حينها كرهت أن يرى ضعفي و نقصي أمام أبي لذا نفيت بسرعة
" لا ... انتظرني هنا و أنا سوف أنهي الأمر و أعود "
" حسنا ... كما تريدين كارن "
نزلت مقفلة الباب ثم تقدمت من المدخل و هناك وقفت ناظرة إلى المدخل ثم رغما عني شجعت نفسي و تقدمت إلى الداخل، سألت في الاستقبال فتم اقتيادي لمكتب المحقق الذي يحتجزه و هناك عندما دخلت رأيته نائما على الأرضية الخشبية و معطفه يستخدمه كغطاء ... شعره الأبيض مبعثر و واضح أنه ليس على ما يرم
" نعم ... هل أستطيع مساعدتكِ ؟ "
سمعت صوت المحقق الذي استقام و أنا التفت له و قلت بينما أقترب منه
" أنا كيم كارن ... اتصلتم بي من أجل أبي "
" تفضلي بالجلوس "
قالها مشيرا للمقعد أمامه فجلست و هو كذلك فعل لأقول مباشرة
" كم هو مبلغ الكفالة ؟ "
فرفع حاجبه ليقول
" ألا تريدين أن تعلمي ما الذي فعله ؟ "
حينها نفيت قائلة
" لا أريد ... فقط أخبرني عن الكفالة لكي أغادر "
" عليك أولا أن توقعي تعهد ألا يقترب والدكِ من متجر السيدة التي تهجم عليها "
حينها التفت له محدقة فيه بقهر ... هذا كل ما يفعله و الآن يدّعي الجنون لكي أتحمل أنا كل مشاكله
" سوف أوقع "
سلمني التعهد و وقعته ثم دفعت الكفالة في مكتب مخصص و عدت إلى مكتب المحقق الذي كان يُجْلِسُ أبي على المقعد الذي كنت أجلس عليه من قبل و عندما رآني استقام و قال مشيرا
" لقد عادت ابنتك "
التفت لي أبي و عندما ابتسم أنا فقط أخفضت نظراتي و تقدمت مقتربة، سلمت المحقق وصل الكفالة المدفوعة ثم سألته
" هل يمكنني المغادرة ؟ "
" يمكنك أخذ والدكِ و المغادرة "
وقتها التفت له هو الذي كان يرفع نظراته ناحيتي و هناك دموع تملأ عينيه إلا أنني قلت بصوت بارد ... كابرت كثيرا حتى تظاهرت بعدم التأثر
" لنغادر "
استقام فسرت نحو الباب قبله و هو كان خلفي حتى وصلنا إلى الخارج و وقتها وقفت بقرب الباب ثم التفت له و هو اقترب و بدى عليه التعب ليقول
" هل أنت منزعجة مني كارن ؟ "
و أنا أجبته
" ليس شيء جديد عليك سيد كيم "
" أنا والدكِ "
" أنت سبب مجيئي لهذا العالم ليس إلا "
" لا تكوني قاسية مثل جدتكِ "
" جدتي لم تكن قاسية أبدا ... ثم أخبرني ما الذي فعلته لي حتى لا تريدني أن أكون قاسية معكَ ؟ "
بدأت أنفعل و هو تنهد ثم حاول تقريب كفه ليربت على كتفي لكنني لا أرغب أن يلمسني ... لا أريده الآن بعد أن قتل في روحي كل زهرة أعطتني الأمل في يوم، ابتعدت متراجعة خطوة للخلف ثم رفعت نظراتي نحوه
" فقط أخبرني كم من المال تريده هذه المرة ... هذا كل ما بيني و بينك أبي "
فنفى و شدّ على كفه ليقول
" هذه المرة لا أريد منكِ المال "
أجل هذه هي طريقته كلما أراد ابتزازي و شيئا أكبر من المال حينها قلت بقلة صبر و غضب
" اذا يمكنني المغادرة فقد انتهى دوري "
التفت حينها كان تشانيول يقف خارج السيارة ممسكا بالباب و أبي قال من خلفي فجعلني أتوقف مكاني
" هذه المرة أريد أن أقوم بدوري ... أريد أن أعيش معكِ كارن "
الآن فقط بعد أن بت امرأة دون مشاعر ؟
" أريد أن أكون والدكِ يا كارن ... والدكِ "
تصاعدت الدموع في قلبي حتى ملأت صدري و لم أجد أي ملجأ حتى أخفي دموعي، ضعفت فجأة و كل جدران قوتي التي حمتني طويلا انهارت فجأة و ظهرت الطفلة الناقصة الموجودة داخلي فجلست القرفصاء مكاني و ضممتي وجهي أبكي ... بصوت عالي أخيرا أنا بكيت و أمام الجميع في الشارع
ركض تشانيول بسرعة اليّ و شعرت بكفيه على ذراعي ليقول بصوت قلق سمعته بين أصوات نحيبي
" كارن ما الذي حدث لكِ ... "
سحبني نقف معا و رفعت نظراتي الباكية إليه ليتساءل من جديد
" هل أصابكِ مكروه ؟ "
لكنني نفيت و رميتني بحضنه فضمني له و ربت بكفه على رأسي ... ربت عليه و هذه المرة قال
" أنا بجانبكِ "
*
قالت أبي محتجز في مركز الشرطة و أحتاجك معي فلم أتردد لحظة ... بل أمسكت كفي كفها و سحبتها أنا، عندما وصلنا هناك لم ترغب في دخولي معها فاحترمت رغبتها و جلست في انتظارها، ثم عندما رأيتها تغادر أنا فتحت باب السيارة و نزلت فوقفت ليقف خلفها ذلك الرجل
انهارت كارن القوية و بكت بنحيب في الشارع و أمام الجميع و أنا لم أتمكن في تلك اللحظة من لجم نفسي ولا مشاعري، ضممتها محتضنا بكفي رأسها ثم أخبرتها أنه مهما ابتعد الجميع عنها أنا سأبقى بجانبها و لو أبعدتني هي
كنت أقود و ذلك الرجل والدها يجلس بجانبي محدقا في الشارع من جانبه دون أن يقول كلمة أما هي فقد جلست في المقاعد الخلفية، خلفي تمام هي كانت و كأنها تختبئ خلفي و أنا شعرت فجأة أنني حقا أمانها و سوف أحميها حتى لو كان من يريد أذيتها هو والدها
وصلنا للمنزل و توقفت في الموقف حينها ولا واحد منهما تحرك إلى أن قلت
" لقد وصلنا ... "
كنت أنظر لها من خلال المرآة و هي بادلتني النظرات ثم تنهدت قائلة
" سوف أنزل ... لقد تأخرتُ على المدرسة "
نزلت لتقفل الباب و والدها كذلك نزل و تبعها فشعرت فجأة أنني لا يجب أن أبتعهما، وقفا بجانب الدرج و رأيتهما يتحدثان ... لم يكن حديثا طويلا لأن كارن بسرعة تركته و دخلت فضل الباب مفتوحا بعدها
نزلت أنا كذلك من السيارة و بعد أن أقفلتها تقدمت إلى أن وقفتُ بجانبه فالتفت لي قائلا
" كارن أخبرتني أنني سأبقى معكَ هنا "
" حسنا "
قلتها ثم أشرت له نحو الباب
" لندخل ... "
دخلنا معا و أنا أقفلت الباب فتقدم إلى غرفة المعيشة و جلس على الأريكة و هنا وجدتني أسأله
" هل تريد كوب قهوة ؟ "
حينها سمعت صوت معدته فابتسم لي واضعا كفه عليها فقلت بسرعة
" حسنا سوف أطلب لك وجبة فطور كاملة "
أومأ و أنا لم أشعر بالراحة فكارن لم تقل أي شيء، غادرت بسرعة صاعدا إلى الدور الثاني ثم سرت نحو غرفتها و وقفت بقرب الباب، ترددت بداية ثم طرقته و بعد برهة هي فتحته و كانت ترتدي تنورة سوداء تحت ركبتيها و قميص ألوانه هادئة و عليه الكثير من الورود ... لم تكن قد انتهت من ارتداء ثيابها فقالت
" هل هناك شيء ؟ "
" كارن أنا لا أدري كيف أتصرف مع والدكِ "
" هل قال شيء ؟ "
" أبدا و لكنه جلس على الأريكة "
" تصرف معه براحة ... "
" كيف يجب أن أناديه ؟ "
" هل أنت جاد تشانيول ؟ "
" ألم تخبريه أنه سيبقى معي هنا ... اذا سوف نحتاج أن ننادي بعضنا "
" ناديه بما تريد و الآن هل تسمح لي بالانتهاء من تجهيزي لنفسي فأنا متأخرة "
" حسنا ... "
كانت ستقفل و أنا كنت سألتفت عندما عاودت سؤالها بسرعة
" لحظة كارن ... اذا سألني عن العلاقة بيننا و لما أعيش هنا ما الذي يجب أن أخبره به ؟ "
و بعدم اهتمام قالت
" أخبره ما تريد إلا الحقيقة "
و هذه المرة هي أقفلت الباب و أنا شتمتها بغيض ... ذهبت لغرفتي الموجودة في آخر الممر و غيرت ثيابي بعد أن طلبت فطورا كاملا و بعدها نزلت إلى الأسفل و هو كان يتمدد على الأريكة و يحمل جهاز تحكم التلفزيون
اقتربت و جلست على مقعد الأريكة المقابل فتساءل
" متى سيصل الطعام ؟ "
" قريبا "
قلتها و بعد لحظات سمعت صوت حذاء كارن ... كان واضح على ملامحها الانزعاج و لكنها تحاول الهرب و عدم الحديث، أما أنا فاستقمت عندما هي اقتربت ثم سحبتني معها ناحية الباب دون أن تهتم لنظرات والدها التي راقبتنا لتقول بصوت هامس
" حاول تحمله ليتما أعود "
" حسنا لا تشغلي بالك به "
قلتها مومئا فقالت أيضا
" كذلك اذا حاول أخذ المال منك فهناك ظرف تركته في غرفتي فيه ما يكفيه سلمه له و أتركه يغادر "
" حسنا و لكن اذا أراد البقاء ؟ "
" أتركه و لكن لا تسمح له أن يستعبدكَ "
" هل جينات عائلتكم كلها تحب التحكم مثل هتلر ؟ "
قلتها راسما بسمة و هي عكرت حاجبيها لتقول
" ألن تتوقف عن ترهاتك ؟ "
" كنت أمزح معكِ "
" ليس وقت المزاح تشانيول "
" و هل أنت تعلمين متى يكون وقت المزاح ؟ "
" هل سنتشاجر الآن ؟ "
" اذا كان لديك متسع فليس لدي مانع "
حينها الحمقاء رفعت معصمها تتفقد ساعتها ... أحب لحظات غبائِها القليلة لتقول بعد ذلك
" لنؤجلها لوقت لاحقا ... أساسا يجب أن أؤنبك "
" حسنا "
" لا تنسى أن تتجهز مساء "
" و لكن والدك هنا "
" و هل سنأجل عملنا لأجله ؟ "
" يمكننا تغيير الموعد "
" المستقبل لا ينتظر أيها الأحمق ... صاحب العلامة متشوق لرؤيتك و أنت تحقق شهرة واسعة هذه الأيام لذا يجب أن نستغل الفرصة فهل تستوعب الآن أنها فرصتك لتملأ رصيدك البنكي ؟ "
و ببسمة قلت
" حسنا رئيستي "
فمدت كفها قائلة بوجه خال من التعابير
" مفاتيحي لو سمحت فقد أخرتني أكثر "
وضعت كفي بجيبي و أخرجتهم أضعهم بكفها ثم لوحت لها و وقفت بجانب الباب مراقبا اياها حتى غادرت، انتظرت حتى رأيتها تغادر البوابة التي أقفلت عندها تنهدت ثم أقفلت الباب و عندما التفت فاجأني ذلك الرجل الذي كان وجهه قريبا جدا
عكر حاجبيه محدقا بي و أنا استغربت متسائلا
" ماذا ؟ "
" متى تزوجتك ابنتي ؟ "
حينها توسعت عينيّ و هو واصل قائلا
" أتفهم أنها لم ترد اخباري و لكن أنت لما لم تسأل عن وجودي ... ألم تفكر في أخذ موافقتي ؟ "
" ما الذي تقوله ؟ "
" لكن لما الأدوار بينكما مقلوبة ؟ ... هل ابنتي هي من تصرف عليك ؟ "
فحاولت الاعتراض و تصحيح ما فهمه
" لحظة أنت تفهم الأمر بطريقة خاطئة "
" أنا أفهمك بشكل جيد لأنني كنت رجلا اتكالي لذا لا أريد من ابنتي أن تحصل على رجل يشبهني "
عكرت حاجبيّ بعدم رضى و قبل أن أشرح له الأمر و أننا لسنا زوجين هو التفت عائدا إلى غرفة المعيشة و قال
" أفهم أن أبنتي لا يمكن أن تغادر بيت جدتها لكن عليك أن تكون رجلا حقيقيا معها لا أن تقف و تودعها و هي تغادر للعمل "
حينها شددت على كفي و تبعته لكي أوضح له الأمر
" اسمع سيدي ... "
لكن لحظتها رن الجرس فقوطعت و هو أشار ناحية الباب قائلا
" يمكنك قول أبي مباشرة فأنا لست رجلا صعبا ... هيا افتح الباب لابد أنه الفطور وصل "
ياله من رجل وغد ... حتى و إن كانت ثرثرته صحيحة ألم يجب عليه أن يبدي اهتماما أكثر من هذا ؟ ... إنه وغد حقير
التفت ناحية الباب ثم فتحته و سرت ناحية البوابة و كان رجل التوصيل يقف هناك، أخذت منه الطعام ثم سلمته أجرته و عندما عدت للمنزل كانت ثيابه كلها مرمية هنا و هناك و سمعت صوته من خلفي قادم من المطبخ
" لنأكل معا ثم أعرني بعض الثياب حتى آخذ حماما "
هل كارن تركتني مع هذا المصيبة ؟
نهاية الفصل الرابع و العشرون من
" جولة "
أتمنى أنكم استمتعتم بالفصل
و إلى أن نلتقي في الفصل الجديد كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro