الفصل الثالث و العشرون
مساء الخير قرائي الغاليين
استمتعوا بفصل اليوم
الكثير من المشاعر
*
غاضب جدا أنا كنت ... غضب كبير اجتاح صدري
قال جيمي أنتما لا تناسبان بعضكما ثم عاد إلى مكان وقوفه و عاملها بود
لا أدري لما الجميع يروننا غير مناسبان ؟ هل كانت السنين يوما جبل عتيدا يقف بين القلوب ؟
أجل كنتُ أفكر بهذه الطريقة في يوم و لكن عندما أراها أمامي أنا لا أفكر في أي شيء سوى هي و مشاعرها
الجميع يحاول افشال هذه المشاعر التي أكنها لها في قلبي و هم لا يدرون أنها عدوة نفسها الأولى عندما تكرر على مسامعي أن كل هذا لزمن محدد و سوف ينتهي
عدنا للبيت عندما تعكر مزاجي و بدت هي الأخرى كذلك منزعجة عندما عادت من الحمام، خلدت إلى النوم قائلة أن غدا لديها عمل في وقت مبكر في المدرسة و أنا غادرت غرفتي لأجلس في غرفة المعيشة، أخذت علبة بيرة وضعتها أمامي ثم جلست هناك على الأنوار المطفأة، فقط نور الدرج هو الذي كان مشتعلا، حتى لو فكرت لا يمكنني فعل شيء سوى الوقوف و مشاهدتها تبعدني عنها
أخذت العلبة و قربتها مني فشربت القليل ثم أبعدتها متنهدا بقوة و في تلك اللحظة التي ضننت فيها أنني وحدي سمعت صوتها خلفي
" لما لا تزال مستيقظ ؟ "
التفت لها و هي كانت تقف على آخر درجة بثوب نومها الأبيض و ردائه الطويل فوقه، كانت تتركه مفتوح و لكنها سحبت الرداء العلوي تغطي به نفسها عندما طالت لها نظراتي و أنا قلت بينما ألتفت أمامي من جديد
" لم أستطع النوم "
اقتربت هي ثم جلست بقربي ... بعيدة قليلا و أنا كذلك سألتها
" ألم تقولي أنكِ سوف تنامين كذلك ؟ "
فردت بهدوء
" لم أستطع النوم ... كذلك ... "
التفت فكانت تنظر لي و أنا شعرت أنني أريد الاقتراب و لمس ملامحها بظهري أناملي، ضمها لي ثم سند جبيني على جبينها و أن أهمس بقرب روحها " أريد أن أضعكِ داخلي " لكنها أول من سيدفع بي بعيدا ... إنها عدوة نفسها في قلبي ولا يمكن لأي أحد أن يبعدني عنها بقدر ما تفعل هي
" لقد شعرت أنكَ تغيرت فجأة بعد كلامك مع جيمي ... هل حدث شيء ؟ "
فنفيت و قربت العلبة مني لتتساءل من جديد
" أم هي تلك الفتاة ؟ هل اشتقت لها ؟ "
عكرت حجبيّ مبعدا العلبة و التفت لها ... نبرة سؤالها كان فيها نوع من الحرقة، حتى نظرة عينيها ناحيتي كان فيها الكثير من الرجاء و أنا قلت
" تقصدين جيهيان ؟ "
حينها التفتت تشيح عني بنظراتها قائلة
" لم أحبها تلك الفتاة "
هنا أنا رسمت بسمة دون أن أبعد نظراتي ثم وضعت العلبة و اقتربت منها، جلست ملاصقا لها لكنني ضممت كفيّ معا و نظرت إلى أين تنظر و قلت مجيبا
" أنا لم أشتق لها ... "
" اذا لما بدوت منزعجا ؟ "
التفت مميلا رأسي أحدق بها هي التي تجاهلت الالتفات لي و مواجهة نظراتي لها
" لقد قيل كلام في حقكِ لم يعجبني "
حينها فقط التفت لي و توسعت نظراتها
" ماذا ؟ "
" أغضب بشدة عندما يحاول أي أحد انتقادكِ أو قول شيء سيء عنكِ "
" و لما يهمك أمري ؟ نحن مجرد شريكين "
قالتها بلؤم و لكن عينيها بدت غارقة في الحزن ... بدت خائفة من الوحدة من جديد و أنا رفعت كفي و لأول مرة هي لا تحاول الابتعاد بل و سمحت لي أن أضع كفي على وجنتها
" لا أدري لما يهمني أمركِ و كل ما أعلمه أنني أكره من يحاول أذيتكِ و لو بنظرة "
" لا يجب أن تكون هكذا "
" اذا كان بامكانكِ التحكم في مشاعركِ فأنا لا يمكنني "
فردت محاولة التبرير
" أنت رجل تستجيب لغرائزك ليس أكثر و الأمور تشوشت بالنسبة لك لأنك لم تصاحب أي فتاة منذ مدة "
" يمكنك قول ما تريدين حتى تقنعِ نفسكِ ... لكنكِ لن تقنعيني بهذه الحجج كارن "
و قبل أن أضع كفي الثاني على وجنتها و أضمهما أشعر بها قريبة جدا من روحي هي استقامت مبتعدة خطوة و كفي باتت فارغة لتقول
" لا تنسى أن هناك عقدا ربطنا تحكم في المشاعر بيننا "
غادرت بسرعة تهرب مني و من قلبها و سرها الواضح و أنا بقيت هناك وحدي ... محبوس بين كلمات جيمي و كلامها هي أيضا، ألم أقل أنها عدوة نفسها الأولى ؟
رسمت بسمة غاضبة و لحظتها اهتز هاتفي بجيبي فأخرجته و كان جيمي و بسبب غضبي أنا رميته بجانبي متجاهلا الرد عليه لكنه لم يتوقف و ظل يهتز بجانبي حتى أجبته بغضب
" ماذا تريد ؟ "
" لقد غادرت دون أن تقول شيء "
" و ماذا تريدني أن أقول ؟ "
" واضح أنك غاضب "
" أجل أنا غاضب ... غاضب منك و من كارن فلا أحد منكما يفهم مشاعري و قلبي "
استقمت بانفعال و هو قال
" لا أصدق أنك تحبها "
" صدق ... أنا أحبها، أنا أحب كارن مهما رفضتَ أنتَ و هي "
" آسف أنني جرحتك بكلامي سابقا و لكنني ضننت أنها فقط نزوة و ستنتهي "
" إلا كارن لا يمكن أن تكون نزوة أو مشاعر عابرة ... صدقني "
و بيأس أنا جلست و الهاتف لا يزال على أذني
" و الحل الآن ؟ "
فنفيت لأقول بنبرة مقهورة
" لا يوجد حل ... ليس أمامي سوى التظاهر أنني بخير "
" من البداية كنت أعلم أنك من سيخرج خاسرا من هذه الصفقة "
" لا ... أنا لست خاسر "
" ما الذي يمكنني قوله الآن و ستتقبله أيها الأحمق "
" لا تقل شيء ... فقط أتركني أعيش تجربتي بحلوها و مرها "
" بعد هذه التجربة لن تكون كما كنت "
" لا أريد أن أكون كما كنت "
" حسنا ... سوف أتركك الآن "
صمت فقط و هو بعد تنهد أقفل فأخفضت الهاتف و وضعته على الطاولة أمامي ... قاسية هي حبيبتي التي فتحت لها قلبي دون شعور مني، تحرمني منها و مني أنا الحقيقي بينما أقف على بعد خطوات من الجنة
أغمضت عينيّ فتراء لي ذلك الحلم بيني و بينها، وقتها فتحت عيني ثم استقمت مغادرا غرفة المعيشة فلم أجدني سوى سائرا في ممر الغرف ثم وقفت أمام باب غرفتها، كنت سوف أفتحه و أدخل، أضمها رغما عنها ثم أقبلها حتى لو رفضتني، أعترف لها بين أحضانها لكنني تراجعت خوفا من دموعها ... من خوفها و كل جروحها الماضية إلا أنني طرقته، مرة فاثنتين و هي فتحته لتظهر من خلفه فأسندتني عليه و أمسكت بكفها
شددت أنا على كفها و لم أبعد نظراتي و هي ابتلعت دموعها لتقول بهمس
" لا تفعل هذا الآن أرجوك "
" أريد أن أضمكِ ... لمرة واحدة "
لكنها نفت و رأيت دموعها التي تقول أريد
" لا أستطيع "
" بل يمكنكِ "
قلتها مبتعدا عن الباب و سحبتها إليّ أضمها بقوة، تمسكت بها و هي وضعت كفيها معا على ظهري لتقول بنبرة رجاء
" توقف ... أنت ثمل "
" لست ثمل و أنت تدرين "
" أرجوك ابتعد "
و هذه المرة كفيها دفعتني عنها و صرخت في وجهي فجأة بغضب
" لا يمكن أن تقترب مني لهذه الدرجة مرة أخرى ... لا يمكنك "
التفتت محاولة اقفال الباب و أنا عدت لتهوري فأمسكت به قبل أن تقفله و اقتربت ممسكا بها ثم قبل أن تستوعب حركتي أنا قربتها مني و قبلتها ممسكا بها، ممسكا برقبتها من الخلف شادا على خصلاتها بين أناملي
ضممت خصرها بذراعي لي فلحمتها بي و تنقلت بين شفتيها الحلوة كأنني لم أتذوق امرأة من قبلها ... كأنها نهر من الجنة و سأشعر بالعطش لبقية حياتي إن لم أرتوي منه
لكنني أفقت من حلم الجنة عندما دفعتني بقوة من جديد عنها و صفعتني ... لقد رفضتني
*
أريد أن أغازلكِ لكنني أحترم كونكِ لا تريدين أي رجل في حياتك ... منذ ذلك اليوم شعرت به يتسلل إلى أعماقي و ربما قبلها دون شعور مني
قلبي يؤلمني و يلومني بشدة إلا أنني لا أستطيع التخلي عن قناعاتي التي سوف تبعد عني الكثير من الألم، لا يمكنني الاستسلام و لا حتى استطعام قبلته ... أول قبلة في حياتي، رغما عني أبعدته بقوة ثم صفعته و عينيّ لم تسيطر على دموعي و هو فقط وضع كفه على وجنته محدقا بي بتفاجؤ ... بضعف أنا قلت
" وعدتني أن تحافظ على مسافة الأمان بيننا "
" كارن ... "
لكنني فقط اقتربت و دفعته أخرجه من غرفتي ثم أقفلت الباب و أسندتني عليه باكية، أغمضت عينيّ و رنت كلماته من جديد على مسامعي، لقد كنت واقفة في أعلى الدرج و هو يخبر صديقه أنه يحبني و أن مشاعره تجاهي صادقة و مختلفة عما سبق ... سمعت كلماته و حتى نبرته الواثقة لكن لا يمكنني التصديق
لا يمكنني الوقوع في فخ أمانه فأبي كان أمان أمي ... كل الرجال يكونون الأمان و يتحولون لأكبر كابوس
وضعت كفي على ثغري مانعة صوتي من الخروج لكنني سمعت صوته و هو يطرق الباب خلفي
" كارن ... افتحي لي أنا آسف صدقيني "
نفيت دون أن أجيبه فقال بنبرة صادقة ... إنه صادق لكن النقص موجود في قلبي أنا
" لقد كانت لحظة ضعف و أعدكِ أنها لن تتكرر "
قاومت حتى أبعد عني البكاء و قلت بصوت مهتز
" اذهب الآن و غدا سوف نتحدث "
" لا تبكي بسببي "
و وقتها فقط حاولت ألا أبكي ليقول من جديد
" لا أريد أن تبكي بسببي مثلما بكيتِ بسبب الجميع "
" أريد أن أرتاح "
" حسنا كما تريدين ... سوف نتدرب صباحا عند السادسة سأنتظرك"
لم أجبه و غادرت نحو سريري بسرعة و هناك اختبأت تحت غطاءه ... أغمضت عنيّ و تذكرت كل تلك الأوقات العصيبة التي بكت فيها أمي، تذكرت تلك الأعياد و أنا لوحدي منتظرة أبي و في النهاية كنت أطفئ الشمعة لوحدي و أمنياتي تنطفئ معها
حتى كلمات تلك الفتاة رنت في أذني عندما كنت سابقا في الحانة و تبعتني إلى الحمام ... لقد وقفت بجانبي أمام المرآة و حدقت فيّ مطولا، وقتها أبيت أن أظهر الضعف أو أن أهدم شموخ غروري لكن هي محقة فهو رجل يحتاج لروح شابة و أنا لا أناسبه أبدا
لا شكلا و حتى فكرا نحن لا نتناسب
" أرجو أن تقفِ أمام المرآة و أنتِ معه لتري الفرق بينكِ و بينه ... أنت لا تناسبيه و هو سيمل منكِ قريبا "
التفت حينها و ببسمة واثقة قلت
" كما ملّ منكِ ؟ "
" سوف أستعيده صدقيني "
غادرت هي قبلي و أنا بعد أن خرجت هو كان منزعجا و ما إن رآني حتى أمسك كفي و قال لنغادر ... هل يمكن أن يحبني أكثر منها ؟
امتلأت وسادتي هذه الليلة بالدموع و لم أشعر كيف غفوت حتى سمعت طرقا على باب غرفتي و عندما فتحت عينيّ بتعب قابلني لون الشروق فأبعدت الغطاء عني و من جديد طرق الباب لأسمع صوته
" كارن ... هل أنتِ مستيقظة ؟ "
غطيت صدري برداء الثوب و اقتربت من الباب ثم فتحته، رفعت رأسي فقابلتني نظراته القلقة ليتساءل
" هل أنت مريضة ؟ "
إلا أنني نفيت مجيبة
" لا ... سوف أجهز "
" اذا كنتِ متعبة يمكنني تأجيل التدريب "
" لا يمكننا فلدينا موعد مساء كما يجب أن نتفقد الأعمال في الصالة الجديدة "
" حسنا فهمت ... "
" سوف أتجهز و ألتحق بك "
التفت سائرة و وقتها شعرت بكفه تمسك بكفي، بل بنهاية أصابعي فالتفت بجانبية محدقة فيه
" أنا آسف ... "
" لننسى ما حدث "
" أعدكِ أنني لن أقترب منكِ دون رضاكِ "
ووقتها سحبت كفي و انفلتت أطراف أناملي من كفه مجيبة
" يجب أن نبدأ الآن حتى لا أتأخر على العمل "
غادر هو مقفلا الباب خلفه و في عينيه كان هناك الكثير من الحزن و أنا تجاهلت كل شيء و دخلت لغرفة ثيابي حتى أتجهز للتدريب لعله يخفف من توتري، ارتديت ثيابي ثم رفعت شعري و عندما خرجت للغرفة سمعت صوت هاتفي فاقتربت منه مستغربة أنه يرن في مثل هذا الوقت ... ليس من عادة أي أحد أن يتصل بي في مثل هذا الوقت
أخذته فكان رقما غريبا، فتحت الاتصال مجيبة بتوجس
" مرحبا "
" مرحبا ... هل هذا الهاتف الآنسة كيم كارن ؟ "
" أجل ... "
" والدكِ السيد كيم محجوز لدينا و يجب أن يدفع كفالة حتى يستطيع المغادرة "
حينها تركتني أجلس على طرف سريري بتعب و قهر لأقول باستسلام
" أنا قادمة "
أقفلت الاتصال و نفيت بقهر ... دمّر كل حياتي هذا الرجل و حرمني من أجمل أيام شبابي، حتى الرجل الذي يحمل لي في قلبه مشاعر حقيقية و قلبي أيضا يميل له حُرمت منه بسبب العقد التي سببها لي
تنهدت ثم استقمت، ارتديت حذائي الرياضي ثم سترة طويلة أقفلتها و غادرت الغرفة و عندما نزلت كان تشانيول يتحرك ذهابا و ايابا عند أسفل الدرج مرتديا ثيابه الرياضية استعداد للركض كما تعودنا أن نفعل
سمع صوت خطواتي التي خطوتها حتى أصل اليه فالتفت لي و أنا اقتربت منه لأقف أخيرا و رفعت نظراتي لنظراته قائلة
" أنا في حاجتكَ معي في هذا الوقت "
نهاية الفصل الثالث و العشرون من
" جولة "
هل أنتم متحمسين لدخول والد كارن الأحداث ؟
أتمنى أنكم استمتعتم بالفصل و إلى أن نلتقي في الفصل القادم كونوا بخير و كثفوا من التصويت
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro