Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل ستون ( الأخير )

مرحبا قرائي الغاليين

استمتعوا بالفصل الأخير من " جولة 

*


الحرب خديعة و أنا كارن خدعتني عندما قالت أنها ستعتمد على جيمي لمرافقتي إلى مواقع التصوير

فاجأتني اليوم عندما وقفت خلفي بينما أحاول استلطاف الآنسة التي تصوّر معي حتى لا تشعر بالغربة

أنا أحبها هي و لكن في نفس الوقت أحب ملاطفة النساء ... ليس و كأنني سوف أرافقهن لبيوتهن أو هن يرافقنني، باختصار طبع تطبعت به ولا يمكن أن أتخلص منه بسهولة فأنا لابد أن أفعل شيء كلما تواجدت معي فتاة في مكان ما خصوصا لو كانت جميلة

رحت ذهابا و جيئة في الممر ثم وقفت من جديد أمام باب غرفتنا ... يفترض أنها لنا نحن الاثنين لكنني طُردت منها، تنهدت بقلة حيلة ثم اقتربت و طرقت الباب من جديد

" كارن لا تتصرفي كالأطفال و افتحي الباب "

و كعادتها تتجاهلني حينها ضربت الباب بقدمي معترضا

" إنها غرفتي أنا يا كارن ... هيا افتحي الباب "

حينها سمعت صوتا خلف الباب و عندما فتح كانت تحمل غطاء و وسادة، للحظة شعرت أنها ستضربني بها و تقفل من جديد الباب في وجهي لكنها فقط رمقتني بنظرات قاتلة و بعدها تجاوزتني مغادرة نحو غرفة ايلا التي لم تكتمل بعد فقلت معترضا

" أين ستذهبين ؟ "

" لا تحدثني "

دخلت و أقفلت الباب من جديد فأسندت كفيّ على خصري و تنهدت بضجر هامسا 

" من الذي سيحل هذه المشكلة الآن ؟ "

و بعدها نظرت حولي و لم يكن موجود معنا أي أحد ... دائما نكون هادئين و حياتنا تمشي على ما يرام ثم أفسدها بكل حمق، تركت باب غرفتنا و تقدمت نحو باب غرفة ايلا ثم طرقته قائلا

" لقد جهزت العشاء ... أنت لم تأكلي شيء طوال النهار "

" تشانيول أخبرتك أن تتركني و شأني "

" حسنا تعالي للعشاء و أعدكِ أنني سأترككِ ... حتى يهدأ غضبكِ مني "

لقد باتت شرهة مؤخرا و أعتقد أن هذه الحجة سوف تأتي بثمارها و فعلا فتح الباب من جديد و ظهرت من خلفه مقطبة الحاجبين ممسكة بالباب و أنا ابتسمت ثم اقتربت أكثر قائلا

" ألا تحتملين المزاح ؟ "

" و أنت ألا تحتمل أن ترى أمامك جميلة دون أن تتقرب منها ؟ "

" كانت مجاملة فقط "

و هنا عينيها امتلأت بالدموع فعلا ... لحظة بكاءها بسببي أكرهه خصوصا عندما يكون حزين، و هاهي تقول

" هل تعتقد أن تصرفاتك هذه مضحكة أو حتى ظريفة ؟ أن تقف و تغازل غيري محاولا التقرب منها سيكون شيء يمكن أن أضحك عليه أو حتى أتجاهله ؟ "

" كارن ... "

" إنه أمر مؤلم مهما كنت أعلم أنك تحبني ... لا توجد امرأة ستكون سعيدة بزوجها و هو يغازل غيرها "

" آسف ... لم أعتقد حقا أنه أمر يؤلمك "

" لقد قلت أنك لن تكون مثل جميع الرجال و لكن أنظر لنفسك لا تفوت فرصة حتى تنظر لغيري "

" أنا حقا لست مثل جميع الرجال "

" أنت أسوأ منهم كلهم "

و بعدها انفجر بكاءها و كم شعرتُ بالقهر مني، رفعت كفها تغطي عينيها بظهر معصمها مواصلة بكاءها ساندة كفها على إطار الباب و أنا اقتربت بهدوء منها

" أقسم أنني لم أقصد ايلامك ... اهدئي و أعدكِ أنني لن أفعلها مرة أخرى "

لم تتوقف عن البكاء فأمسكت بمعصمها و أبعدته عن عينيها حينها رفعت لي نظراتها الدامعة و أنا ضممت بكفيّ وجنتيها محركا ابهاميّ عليهما

" كفي عن البكاء ... "

" أنت وغد "

فابتسمت و دنوت أقبل جبينها ثم ضممتها لي و عندما تمسكت بي، عندما فعلت ذلك بشدة أنا من شعر بالأمان، أمان أنها مستحيل أن تبتعد عني أو تتركني في يوم مهما كانت غاضبة مني ... سوف تطردني خارج الغرفة و قد تهجرها هي لكن لن تترك المنزل

ضممت بكفي رأسها و قلت

" لن أذهب بدونك إلى أي موقع تصوير بعد الآن و سأجعل كل فريق العمل من الرجال "

" ليس هذا ما عليك فعله بل أن تملأ عينك بي "

" إنها مليئة بكِ ... هي لا ترى غيركِ صدقيني "

حينها ابتعدت قليلا فقط بينما لا تزال متمسكة بقميصي و رفعت نظراتها المبللة نحوي

" سوف أصدقك ... لآخر مرة سيد بارك "

" لا أحب سيد بارك "

" هل تغضبك عندما أقولها ؟ "

" إنها تزعجني "

" سيد بارك ... "

قالتها من جديد محدقة نحوي بتحدي و أنا تنهدت ثم حملتها بين ذراعي فتمسكت بي بقوة مؤنبة إياي

" أخبرتك ألا تحملني فأنا ثقيلة "

" تقصدين سمينة ؟ "

قلتها محدقا بعينيها و هاهما حاجبيها يتعكران من جديد

" أنا لست سمينة ... و كل هذا بسببكَ "

" أدري ... أنا فحل أليس كذلك ؟ "

قلتها سائرا في الرواق متجه نحو الدرج لننزل و هي ردت

" ما الذي جهزته للعشاء ؟ "

" لم أجهز شيء "

فخرجت منها شهقة لتقول

" اذا لما ترجيتني حتى أخرج و آكل ؟ "

" أنت تدرين لما ... ما الذي ستطهينه لي ؟ "

" عار عليك أن تعتمد على زوجتك الحامل و المتعبة "

" تعلمين أنني أحب الطعام الذي تطهينه لأجلي "

" أنا متعبة و غاضبة منك "

" للتو صالحتكِ "

" أنظر لعينيّ لا تزال الدموع موجودة فيها "

" هل نطلب عشاء من أحد المطاعم ؟ "

" و باقة ورود حمراء ... و إلا لن أعترف بالصلح بيننا "

هكذا تمر أوقاتنا بعد الصلح و هكذا هي كارن تقول ما يزعجها مني بينما تبكي و أنا أطلب ما أريد حتى عندما تقول أنها متعبة

*

أحب حياتي معه ... حتى عندما يرتكب الكثير من الأخطاء التي تضعه في ورطة أمامي إلا أنه عندما يقسم و يعدني فهو يلتزم، منذ أقسم أنه لن يؤلمني بنظره للفتيات أو مغازلتهن هو التزم بوعده و كان يتصرف كأنه لا يراهن، حتى عندما يكون مضطرا للتعامل معهن عندما يصورن معه و تكون الوضعيات مخلة و تثير غيرتي هو عندما يقول المصور انتهينا ينسحب بسرعة و يقترب مني ليقبل وجنتي ثم نغادر معها نحو غرفة الانتظار بينما يداعب بطني أمام الجميع

أحببت تباهيه بي و بابنتنا ايلا

منذ ستة أسابيع أنجبت ... ولادة طبيعية و كنا بخير أنا و ايلا و تشانيول كان سعيدا جدا إلى غاية اليوم الذي غادرت فيه جدتي عائدة لمنزلها في الجزيرة، كانت هي من تعتني بايلا و تسهر معها، تدري كيف تتعامل مع الأطفال حديثي الولادة و نحن كنا نرى من ايلا جانبها الجميل و اللطيف فقط

وقفت في المطبخ منتظرة أن يسخن الماء داخل السخان الكهربائي و في عينيّ الكثير من الدموع، أشعر أنني سوف أبكي في أي لحظة ... منذ ساعات و هي تبكي دون أن تتوقف بالرغم من أنها نظيفة وكل ما في الأمر أنها تغضب بسرعة و نحن تأخرنا عليها دقيقة فقط لنقدم لها زجاجة الحليب فأعرضت عن تناولها، أصدر السخان صوتا فأخذته و صببت الماء الساخن في زجاجتها ثم جهزت الحليب و بعدها تذوقته، فكان فاترا و مناسبا لها

صعدت الدرج بتعب محاولة الاسراع و كلما اقتربت من غرفتها علا صوت بكاءها و عندما دخلت والدها كان يتجول بها محاولا تهدئتها بينما عينيه مغمضتين

" ايلا الجميلة سوف تأخذ زجاجتها و تسمح لوالدها أن ينام أليس كذلك ؟ "

اقتربت منهما و قلت بتعب

" الحليب جاهز للمرة الثالثة ... "

فتح عينيه التي كانت حمراء من شدة النعاس و التعب ثم اقترب يسلمها لي و أنا عندما أخذتها منه اقتربت من المقعد و جلست أضعها بحضني و لم تهدأ حتى وضعت لها الزجاجة بفمها و لحظتها توقفت فتنهدنا براحة معا بوقت واحد ... دقيقة، اثنتين حتى الخامسة كان الوضع هادئ و لكن ما إن انتهى الحليب حتى صاحت ببكاء من جديد و أنا التي سرقني النوم للحظة فتحت عيني واضعة زجاجة الحليب على الطاولة القريبة، حملتها بشكل أفقي أسندها على صدري ثم ربت على ظهرها بهدوء و رقة ليتذمر تشانيول

" يالهي قلبي سيتوقف ... ايلا أرجوك نامي "

و لحظتها زاد بكاءها فاستقمت و تجولت بها حتى خرج تجشؤها لأقول

" سوف أغير لها حفاضها ... اذهب للنوم أنت الآن "

" أنت أيضا بحاجة للنوم كارن ... أنظري للهالات تحت عينيكِ "

" لا بأس نم أنت أولا و أنا لاحقا "

" أنت متأكدة ؟ "

" أجل ... لقد نمت بعد الظهر عندما نامت و أنت لم تحضى بالنوم الذي تحتاجه "

تنهد ثم اقترب يقبل وجنتي و قبّل ظهرها كذلك قائلا لها بتأنيب

" هكذا ايلا ؟ "

قبّل رأسها ثم غادر إلى الغرفة و أنا ابتسمت مقبلة جانب وجنتها فبدأت تهدأ

" سوف نغير الحفاظة و نغني قليلا حسنا ؟ "

غيرت لها حفاضتها ثم ثيابها كلها و بعدها حملتها بحضني و من جديد جلست على الأريكة ممددة قدميّ فهي مخصصة للأمهات عند الرضاعة، وضعتها على صدري واضعة عليها غطاء خيطي و كفي على ظهرها هامسة بترنيمة فهدأت رويدا، رويدا حتى لا أدري كيف نامت ولا أنا كيف سرقني كذلك النوم و لم أستيقظ حتى شعرت بكف على رأسي و صوته قريبا بهمس

" حبيبتي ... "

فتحت عينيّ محدقة حولي بغربة و كفي لم أبعدها عن ظهر صغيرتي ليقول هو

" الساعة الآن السادسة صباحا كارن ... هيا تعالي و نامي مكانك "

و مغمضة عينيّ من جديد قلت ببحة النوم

" اقترب موعد حليبها "

" لا يزال أمامها ساعة و نصف ... لنأخذها و نذهب للغرفة "

" حسنا "

أخذها مني و رغم الحركة هي لم تستيقظ، غادرنا غرفتها نحو غرفتنا فوضعها وسط السرير ليرتب عليها غطاء و هي كانت تفتح ذراعيها نائمة براحة، تمددت جانبها ساحبة الغطاء و هو كذلك تمدد و ظل يحدق بي فابتسمت قائلة

" أبدو رثة أليس كذلك ؟ "

" أنت أجمل امرأة بنظري كارن ... لن تضاهيكِ حتى ملكة جمال الكون كله "

" شكرا على جبر خاطري "

" إنه ليس جبر ... إنها حقيقة حبيبتي "

و اقترب يقبل جبيني ثم قال رابتا على رأسي

" هيا نامي ... اليوم لن أذهب للصالة إلا بعد الظهر "

و ببسمة متعبة نبست

" أحبكَ "

استسلمت للنوم بسرعة من جديد و بعدها لم أشعر بأي شيء ... أنا متعبة للغاية و أريد فقط أن أنام

*

حتى الخمس دقائق عندما تهدأ ايلا نستغلها للنوم و بعد أن نامت كارن في مكانها أنا أيضا تمكنت من أن أحصل على مزيد من الوقت الاضافي و لم أستيقظ حتى سمعت تذمرها عندما حان موعد الحليب، حملتها مغادرا الغرفة لنقفل على كارن الباب ثم وضعتها بسرير صغير متحرك رابطا لها الأحزمة، نزلنا لغرفة المعيشة و هناك وضعتها على بار المطبخ أمامي و جهزت لها زجاج الحليب بينما بين اللحظة و الثانية تحاول أن تعلن أنها جائعة

" لقد بات الطعام جاهز ... "

قلتها بينما أرفع أمامها الزجاجة حينها انفجر بكاءها و أنا ابتسمت ثم حملت سريرها و سرت نحو الأريكة، هناك وضعتها بقربي و أطعمتها فكانت تشرب لتتوقف قليلا و عندما أحاول سحب الزجاجة منها تحاول البكاء و كنا على نفس الحال حتى انتهت

وضعت الزجاجة على الطاولة ثم حملتها و استقمت واضعا اياها على صدري و مثلما تفعل معها كارن أنا ربت بخفة على ظهرها حتى تجشأت و لطختني ببعض الحليب فابتسمت مقبلا جانب رأسها الصغير

" أنت لئيمة بالمناسبة ... لما تفعلينها معي فقط ؟ "

غيرت وضعية حملي لها واضعا اياها كلها بين كفيّ، تأمّلتها غير مصدق أنني أحملها و أنها قطعة مني و كل قلبي، من بعد أمها هي الوحيدة التي تجعلني راغبا في البكاء ... حتى عندما تبتسم أنا أشعر أنني أريد البكاء و ضمها لصدري دون أن أبعدها

" ايلا ... أنت سعادة أيامي أليس كذلك ؟ "

تحركت بكفيّ متذمرة فابتسمت و قربتها أقبل جبينها ثم وضعتها في مكانها قائلا

" سوف أحضر لكِ ثيابك و حفاضتك ثم أعود حسنا ؟ "

و ما إن التفت حتى رأيت مونستر يقف بعيدا قليلا و ينظر نحوها فقلت مشيرا له

" مونستر تعالى و قف هنا "

فاقترب بسرعة ليقف أمامي حينها انحنيت له و قلت رابتا على رأسه

" أحرس ايلا جيدا ولا تقترب منها ليتما أعود حسنا ؟ "

فعوى موافقا، تركته معها صاعدا الدرج لكنني وقفت قليلا مراقبا ما الذي سيفعله عندما لا يراني و هو بالفعل ظل واضعا عينيه عليها و لم يقترب رغم تحريكه لذيله فابتسمت و التفت مواصلا نحو غرفتها

فتحت خزانتها و اخترت لها ثيابها، كان ثوبا أبيض صغير مع جوارب بما أننا في بداية الصيف و حفاضتها ثم عطرها و ألعابها، كل شيء وضعته في سلة متوسطة ثم حملتهم و نزلت و عندما اقتربت كان مونستر لا يزال مكانه فابتسمت و قلت بينما أقترب منهما

" فتى جيد مونستر "

وضعت السلة بقرب السرير المتحرك على الأريكة و لاعبته قليلا ثم سألته

" تريد وجبتك الآن أليس كذلك ؟ "

فحاول لحس كفي و أنا استقمت متجها نحو المطبخ فتبعني و هناك وضعت له طعامه في انائه و وضعت له اناء آخر فيه الماء و بعدها غسلت كفيّ و عدت لايلا الهادئة ... الآن هي هادئة و لطيفة و لكن في الليل تتحول للوحش الباكي 

حتى عندما غيّرت لها حفاضتها و ثيابها لم تبكي و ظلت هادئة، و كآخر لمسة أنا رششت عليها العطر و اقتربت مقبلا وجنتيها ثم كفيها الصغيرين

" ايلا أنت اليوم سوف تنامين ليلا حسنا ؟ "

و هنا عبست بشفتيها الصغيرتين و كانت ستبكي فقلت بسرعة

" حسنا، حسنا آنسة بارك افعلي ما يحلو لكِ "

وضعت لها لهايتها فوضعت كفيها معا عليها و هدأت ثم بدأت في اغماض عينيها بهدوء و أنا ابتسمت بينما أراقبها ... متى ستكبر و تركض هنا و هناك ؟

حملت الغطاء الخيطي و وضعته عليها وقتها رن هاتفي فاستقمت بفزع أخرجه من جيبي حتى أوقفه لكن الأوان فات فقد رمت اللهاية و بدأت بالبكاء، تركت الهاتف و حملتها ثم أخذته من جديد مجيبا و من يكون غيره ...

" مرحبا أبي ... "

قلتها بضيق بينما أحاول تحريكها بذراعي فردّ بصوت سعيد و مرحٍ نشيط

" ألا زالت تبكي ؟ "

" كانت نائمة لكن أنت أيقظتها باتصالك "

" كان عليك وضع هاتفك على الوضع الصامت هذا خطأك و ليس خطئي "

" حسنا ما الذي تريده لأنني يجب أن أهدئها "

" لما أصبحت قليل الحياء معي ؟ "

" أبي ... "

" حسنا لا تغضب ... أنا بقرب الباب افتح لي "

" قل هذا من البداية "

قلتها ثم أقفلت الهاتف و اقتربت من الباب و من خلال لوحة التحكم فتحت الباب الخارجي، ظهر على الشاشة و قد كان يحمل الكثير من الأكياس معه و هذا جعلني أبتسم ... سوف يعوّض كل الوقت الذي فاته في طفولة كارن مع ايلا، أقفلت البوابة من بعده ثم التفت للباب الذي بقربي و فتحه واقفا مع ايلا بقربه و عندما رآني صاح بفرح و بهجة

" حبيبة جدها تنتظره بقرب الباب "

وصل الينا فترك الأكياس و اقترب يحملها، سلمتها له و هو ضمها برقة له مغمضا عينيه

" أوه جميلتي لقد حسبت الساعات و الدقائق حتى أشرقت الشمس و تمكنت من القدوم "

و هنا أنا سألته بنوع من السخرية

" اذا أنت لا تنام الليل ؟ "

" صدقني لا أنام و أنا في شوق للقدوم و رؤيتها "

" يمكنكَ اذا أن تأتي للإقامة معنا و اسهر معها الليل شخصيا "

فضحك بقهقة ثم تقدم للداخل و أنا أخذت الأكياس عن الأرض مقفلا الباب و تبعته متسائلا

" ما الذي جلبته أيضا أبي ؟ "

فجلس على الأريكة ولا أدري لما كلما حملها أحد غيري أنا و كارن هي تهدأ ولا تبكي، ابتسم مقبلا جبينها ثم رفع نظراته لي مجيبا

" مررت على متجر الألعاب و كنت سوف أجلب لعبة واحدة لكنني فقدت السيطرة "

حينها ضحكت ثم وضعتها بقربه

" سوف تشاجرك كارن عندما تستيقظ ... "

" فلتفعل ما تريد "

قالها غير مكترث لها، كارن تحاول أن تكون تنشئة ايلا صحيحة و أنا بصراحة أؤيدها ... نحن الآن قادرين تماما أن نجلب لها أي شيء تحتاجه أو تريده لاحقا عندما تكبر قليلا و لكن ذلك سيفسدها و هي وقتها لن تشعر بقيمة ما تملك، أريد من ابنتي أن تكون شخصيتها متزنة و قوية لا تأثر عليها الأزمات، هنا وجدتني أسدي له نصيحة

" أبي كن رحيما بنفسك ... ألعاب و ثياب الأطفال باهظة الثمن "

" لا أستطيع تمالك نفسي ... هذه ايلا حبيبة جدها "

قالها مخاطبا اياها ثم تحول فجأة لطفل يصدر الأصوات الغريبة فانسحبت نحو المطبخ، جهزت فنجانين من القهوة، أخذت له فنجانه عندما جهز واضعا اياه على الطاولة بجانبه فكان يحركها في حضنه بينما هي نائمة بالفعل

" هل نامت ؟ "

" لتو غفت "

قالها ثم التفت لسريرها يضعها فيه و تساءل

" أين كارن أنا لا أراها ؟ "

" لا تزال نائمة ... "

" واضح أن ايلا جعلتها تسهر طوال الليل "

" لم تتوقف عن البكاء إلا عند طلوع الفجر "

فالتفت لي قائلا 

" ربما كانت مريضة "

" لا ... لقد أخذناها عدّة مرات للطبيب في الأيام التي سبقت فقال أنه أمر طبيعي "

" هل أنت متأكد ؟ "

" أجل نحن نحفظ الحركات التي تفتعلها عندما تكون متألمة "

" واضح أن كارن درست منهج التربية و جعلتك تدرسه معها "

حينها غادرت أجلب كوبي كذلك عندما جهز ثم جلست مقابلا لهما مجيبا قوله بابتسامة

" قبل الولادة هي من كانت تجعلني أسهر و بعدها ابنتها "

فضحك ثم أخذ كوب قهوته و تبادلنا أطراف الحديث حتى رن هاتفي من جديد حينها استأذنته و استقمت مجيبا

" مرحبا جيمي "

" أهلا تشانيول ... أين أنت يا رجل ؟ "

" نحن موعدنا بعد الظهر "

" لقد تغير و أرسلت لك الموعد الجديد "

" متى أنا لم أرى الرسالة ؟ "

" أرسلتها أمس قبل منتصف الليل حتى ... "

" لابد أنني لم أرها لأننا كنا مشغولين مع ايلا فهي بكت طوال الليل "

" حسنا يمكنني تدبر أمري ليتما تصل لكن لا تتأخر  "

" حسنا جيمي شكرا لك "

" العفو ... "

أقفلت و عندما التفت ابتسمت قائلا

" أبي أنا مضطر للمغادرة الآن و حالا "

" لا عليك يمكنك الذهاب و أنا سأبقى مع ايلا حتى تستيقظ كارن "

" أنا ممتن لك "

قلتها مقتربا بينما أمسك كفيه ثم انسحبت صاعدا إلى غرفتنا، فتحت الباب بعد أن وصلت و كارن كانت مستغرقة في النوم لدرجة أنها لم تشعر بي رغم حركتي في الغرفة و الفوضى التي افتعلتها، وضعت المشط على طاولة الزينة بعد أن سرحت شعري ثم التفت محدقا بها و ابتسمت ... إن ايلا تستنزفها

اقتربت منها ثم دنوت إليها مقبلا جبينها حينها تحركت في مكانها هامسة 

" هل استيقظت ايلا ؟ إنه وقت الحليب أليس كذلك ؟ "

فابتسمت مجيبا

" ايلا نائمة بعد أن شربت حليبها و غيرت ثيابها و أنا سأخرج الآن "

حينها فتحت عينيها بسرعة ثم اعتدلت بعد أن استقمت أنا و هي حدقت بي ثم قالت بينما تحاول ترتيب شعرها المبعثر

" لما تركتني أنام كل هذا الوقت ؟ "

" جيمي اتصل و قال الموعد تغير ... لا بأس يمكنك العودة للنوم "

حينها نظرت حولها و تساءلت

" أين هي ايلا ؟ هل وضعتها في غرفتها ؟ "

و بابتسامة قلت

" إنها في غرفة المعيشة مع والدكِ ... لم يستطع ضبط نفسه و أتى منذ الصباح "

حينها سمحت لنفسها أن ترتخي مستندة على مسند السرير

" أبي المسكين ... "

أغمضت عينيها مبتسمة و أنا دنوت من جديد مقبلا رأسها و هذبت شعرها

" سوف أذهب الآن فارتاحي أكثر "

" لا بأس حبيبي سوف أستغل وجود أبي حتى أهتم بنفسي قليلا قبل أن تذهب لقياس الأقطار في أماكن أخرى "

فتحت عينيها محدقة بي و أنا نظفت صوتي قائلا

" سوف أحضر معي باقة ورود و شموع معطرة "

و في الأخير غمزت لها و غادرت لأودع في الأسفل ايلا النائمة ... مدام كارن أظهرت غيرتها في هذا الوقت فهي تنوي فعل شيء الليلة، فركت كفيّ بحماس و أنا متوجه نحو سيارتي و قبل أن أفتح الباب رفعت نظراتي نحو نافذة غرفتنا فرأيتها تقف هناك، أرسلت لها قبلة طائرة لتبادلني البسمة و لوحت

أرجو أن تنام ايلا هذه الليلة و تسمح لنا بالوصال

*

بقيت واقفة مكاني حتى غادر و أُقفلت البوابة حينها تنهدت ثم تركت الستار و التفت سائرة نحو الحمام، ملأت الحوض و وضعت كل الزيوت المعطرة الجميلة فيه ثم دخلت وسطه بعد أن تخلصت من ثوب نومي و استرخيت

أخذت وقتي فمنذ زمن أنا لم أستمتع بحمامي، خصوصا بعد مغادرة جدتي ... أتمنى أن تعود قريبا

خرجت مرتدية ثوب الحمام بينما أجفف شعري بالمنشفة الصغيرة ثم وقفت في غرفة الثياب محاولة اختيار شيء أنيق ... منذ وقت و أنا لا ألبس سوى الثياب الواسعة و ذات الطبقات، أساسا أنا كنت رثة طوال الأيام الفائتة

أخرجت ثوبا أسود و عندما ارتديته كان مناسب خصوصا أن آثار الحمل لا تزال ظاهرة علي و بطني لا تزال كبيرة، يجب أن أنظم وقتي عندما ينتظم نوم ايلا حتى أمارس الرياضة و أعود لنفس لياقتي السابقة

ارتديت فوقه سترة خيطية كما أحب أن أفعل دائما بسبب أن الثوب كميه عبارة عن خيطين و أبي هنا ... أحب أن أرتدي شيئا محتشما أمامه، تجهزت و بعدها غادرت الغرفة التي لم تكن مرتبة ... لاحقا سوف أرتبها فهو قال ورود و شموع معطرة و غمز قبل أن يغادر

نزلت الدرج حينها سمعت صوت بكاء ايلا و أبي كان يحملها محاولا تهدئتها

" أوه حبيبتي اهدئي سوف أوقظ كارن "

" لقد استيقظت أبي "

قلتها فالتفت لي و اتسعت ابتسامته أكثر عندما رآني

" أوه ابنتي تبدين جميلة "

" بفضلك أبي "

و اقتربت آخذها منه، قبّلتها قبل أن أضمها لصدري فبدأت تهدأ ... حبيبتي اشتاقت لي

" آسفة ايلا ... ماما كانت تحتاج حقا لبعض النوم "

" هل تتعبين ابنتي ؟ "

قالها أبي فرفعت نظراتي الباسمة اليه و نفيت

" لا يمكنني أن أسميه تعب ... إنه فقط سعادة من نوع خاص "

" اذ تسمحين لي أن أكون جزء من هذه السعادة الخاصة و أحملها عنكِ ليتما تحضرين لها زجاجة الحليب ؟ "

قبلت جانب وجنتها ثم سملتها له فبدأت تتذمر من جديد 

" سوف أعود بسرعة ... "

" إنها مشتاقة لكِ ... "

و تلك الكلمة التي تثبت أن ابنتي التي لم يتجاوز عمرها حتى الشهرين متعلقة بي جعلتني أشعر بالبهجة ... إنها السعادة التي كنت أبحث عنها و لكنها سعادة مركزة جدا

" سوف أعود بسرعة ايلا ... "

أخذت زجاجة الحليب التي كانت على الطاولة و توجهت نحو المطبخ، نظفتها ثم عقمتها و أبي وضعها مكانها على الأريكة و تحول لراقص فابتسمت بينما أعد زجاجتها، اقتربت منهما فوضع كفه على صدره ليقول

" لقد تعبت ... "

" لا تعودها على الحركة الكثيرة لأنك سوف تتعب أكثر مستقبلا "

" مستعد للتعب "

و اقترب يقبلها، جلست بقربها أما أبي بقربي جلس و أخذ مني زجاجة الحليب يمسكها، حملتها أضعها من جديد بحضني فتذمرت ولا أريد أن تغضب ثم تمتنع عن شرب الحليب و تبكي مثل ليلة أمس ... اذا تأخرنا عليها سوف تتحول من اللطف إلى طفلة بكاء متذمرة

أطعمتها فكانت ترتاح بين الفترة و الثانية و أبي يشد كفيه معا و يهمس

" يا الهي انها مثل اللعبة الصغيرة "

و أنا وقها انتبهت للأكياس الموجودة حولي قائلة

" أبي هل أنت من جلب هذه الأكياس ؟ "

حينها الفت لي و ابتسم حتى ظهرت أسنانه

" أبي ... لما تفعل هذا ؟ أنت تدري أنها تملك كل ما تحتاجه و يتوجب علينا توفيره لها "

" و ما الضير في أن أقدم الهدايا لحفيدتي ؟ "

" نحن لن نتضرر لكن أنت ستفعل ... لا تنسى أنك موظف و لديك عائلة "

" لقد ادخرت كثيرا في الشهور الماضية "

" و إن يكن ... لآخر مرة أبي سوف أترجاك أن تكون حريصا على ما تملك و ايلا سوف تحبك فلا تخف "

حينها ابتسم و كأن الدموع تجمعت في عينيه ليقول

" لقد قصّرت معك كثيرا ... "

" و نحن تجاوزنا الماضي يا أبي ... أخبرني الآن هل ستبقى للعشاء ؟ "

" لا يمكنني علي الاستعداد للعودة إلى العمل ... اجازتي اليوم سوف تنتهي "

" ما رأيك أن تستلم مكتب العقارات الخاص بي ؟ ... صحيح أن عملي لا زال صغيرا و في بدايته لكنني أستطيع دفع راتب جيد لك أبي "

ابتسم و اقترب بهدوء ليقبل جبيني و عندما ابتعد قال

" أفكر أساسا في الاستقالة ... بت كبيرا في العمر و لدي راتب تقاعدي يكفيني و لكن في هذا الوقت الذي أنت مشغولة فيه مع ايلا يمكنني مساعدتكِ "

" أنا لن أقبل أن تعمل معي دون راتب أبي "

" و أنا لن أقبل أن أتقاضى مقابلا عندما أساعد ابنتي ... "

" لنعقد اتفاق ... اذا نجحت في الوقت الذي أسلمك فيه العمل سوف أجعلك تأخذ نسبة من الأرباح "

" وقتها سوف أفكر ما الذي يمكنني فعله بها ... ربما أشتري بها سيارة لايلا "

ابتسمت نافية تفكيره معيدة نظراتي لايلا التي أنهت حليبها فحملتها بشكل أفقي رابتة على ظهرها بينما أضع منشفتها الصغيرة على كتفي و هو كأنه كان يفكر ليقول فجأة

" أو أفتح لها دفتر توفير ؟ "

فالتفت له مجيبة

" أبي ايلا لديها والدها الذي لا يفعل شيء سوى أنه يفكر بها ... "

" أنت لا تشعرين بكم الحب الذي جعلتني أشعر به هذه الفتاة ... أحاينا أشعر أنها غير حقيقية "

" نفس شعوري لكن مع والدها ... أه يا ابي أنا كنت دون أحلام و دون حياة و هو دخل حياتي فغيرها تماما، أمدني بالأمان و أعاد لحياتي كل معانيها، يكفي أنه أصلح علاقتنا و قضى على سوء التفاهم "

حدقت نحوه بعيون تكتنز الدموع فاقترب و ضمني بهدوء و رقة له واضعا كفه على كفي الموجودة ظهر صغيرتي

" لا تبكي ... سوف يعود في أي وقت، بالمناسبة بدى سعيدا جدا و كان يدنين قبل الخروج "

حينها بتهرب قلت

" أنت تدري أبي هو يملك روحا مرحة و طاقة ايجابية "

" لكنه قال و أخيرا الليلة كارن "

" أبي هل يمكنك أن تبقى بجانب ايلا ليتما أنظف المطبخ و أجهز لنا الغداء ؟ "

وضعت ايلا مكانها ثم انسحبت متهربة فاقترب منها يلاعبها و مونستر الذي يبقى بعيدا و هادئا منذ قدمت ايلا تبعني إلى المطبخ ... إنني مقصرة معه صراحة و هو يحب أن أظهر حبي و ودي له

*

انتهيت من اجتماعي أنا و جيمي مع علامة مواد تجميل و عناية بالبشرة الرجولية و بعدها ذهبنا للصالة الرياضية، لقد باتت الأشهر من نوعها في البلاد و نحن نستعد حاليا حتى نفتتح فرعا جديدا لها و اذا نجح هو الآخر نفكر في التوسع في جميع أنحاء البلاد

ناقشنا الأمور الملحة ثم عاودنا الحسابات فكانت أكثر بقليل من الميزانية المحددة وقتها تركت القلم رافعا نظراتي نحو جيمي

" لماذا هذه الزيادة ؟ "

ليردّ هو

" في الدراسة التي قامت بها كارن كانت الميزانية هي نفسها ميزانية انشاء الفرع الرئيسي "

" و لا تنسى أن الفرع الرئيسي أكبر و ميزانيته يجب أن تكون أكثر أما هنا فأرى العكس "

" لهذا أخبرتك أننا يجب أن نراجعها معا "

" و ها قد راجعناها و وصلنا لنفس النتيجة التي وصلت لها قبلا ... أعتقد يجب أن نسلمها لكارن حتى تراجعها من جديد "

" و أنا أظن هذا ... هي أفضل من يكتشف الثغرات "

" هل تشك في شركة المقاولات ؟ "

" لا و لكن لننتظر حكم كارن "

" حسنا "

قلتها ثم أقفلت الملف الموجود أمامي حينها ابتسم جيمي متسائلا

" كيف حال ايلا ؟ "

" من مثلها يا رجل ؟ ... تنام و تأكل و اذا ملت تبكي طوال الليل "

فقهقه قائلا بعدها

" واضح أنها تجعلك تسهر الليل "

" تخيّل أمس حان وقت الحليب و كارن تأخرت عليها للحظات فقط بعدها رفضت أن تشربه و ظلت تبكي طوال الليل حتى اقترب الفجر و بعد ثلاثة زجاجات كلها رميت أخيرا شربته و هدأت "

" تذكرني بشخص يغضب بسرعة و يتخذ موقفا "

" هل تقصدني أنا ؟ "

" من والدها ؟ "

قالها مبتسما فاستقمت متجاهلا تلميحاته لأقول

" لقد تأخر الوقت و يجب أن أعود للمنزل "

" تهرّب، تهرّب "

" فكر كما تريد ... سوف آخذ الملف لكارن "

" أخبرها أن تراجعه بسرعة حتى نتقدم في العمل "

" هي بالتأكيد لن تتجاهله ... ألا تعرف كارن ؟ "

ودعته مغادرا بعد أن أخذت الملف و في طريقي توقفت لأشتري باقة ورود و بعض الشموع المعطرة، واصلت طريقي إلى المنزل و عندما وصلت كانت كل الأنوار داخله مضاءة و هذا جعلني أبتسم، أوقفت سيارتي مكانها ثم نزلت آخذا الملف و باقة الورود مع علبة الشموع المعطرة

اقتربت من الباب و عندما فتحته كان صوت التلفاز مرتفع و ما إن تقدمت بعد أن أقفلت الباب خلفي حتى اقتربت مني آلة تنظيف الأرض، تجنبتها متقدما نحو غرفة المعيشة لأرى ايلا في سريرها المتحرك على الأريكة و بقربها الكثير من الألعاب و قد غيّرت ملابسها التي ألبستها لها صباحا

كانت تلبس هذه المرة ثوبا أحمر صغير بحسب حجمها و على رأسها يوجد عصابة رأس على شكل فراشة فابتسمت مقتربا لأضع ما أحمله بجانبها على الأريكة

" مرحبا يا جميلة "

كانت تضع لهايتها و تلتزم الصمت و الهدوء ...

" ماذا هل تتجهزين لليل ؟ "

إلا أنها أغمضت عينيها محاولة النوم حينها حملتها لأستقيم بها مبعد عنها اللهاية

" لن أسمح لك ِ ايلا ... الليلة يجب أن تنامي لذا ممنوع أن تنامي الآن "

فتحت عينيها محاولة التذمر لكنني أصدرت لها بعض الأصوات التي شدت انتباهها فكررتها مرة و اثنتين حتى ابتسمت فقلت بسعادة

" هل أضحكك ايلا ؟ ... نكررها ؟ "

و كررناها حتى سمعت من خلفي كارن

" حبيبي لقد وصلت ؟ "

و عندما التفت أجيبها أنا توقفت ... أنا فقط حدقت بيها و قد أعجبت كثيرا بمظهرها و مثل ما وعدتها سابقا في بداية تعارفنا أنا قلت

" أنتِ جميلة جدا "

فابتسمت ببعض الخجل مجيبة

" هل تعتقد ذلك ؟ ... "

" أنا متأكد و لست أعتقد فقط "

و اقتربت منها أضم خصرها لي بذراعي الثاني مقبلا جبينها قائلا من جديد

" يبدو أنكِ اتفقت و ابنتك ... تلبسان نفس اللون "

" أجل عندما انتهينا من تنظيف و ترتيب المنزل قررنا تغيير ملابسنا لأجل العشاء "

" و عشاء أيضا ؟ يبدو أنني محضوض جدا الليلة "

حينها هي من اقتربت و قبلت شفتيّ لتبتعد و ظلت عينيها تنظر بعمق عينيّ لتقول

" ايلا اليوم كانت هادئة للغاية "

" ألم تغضب لأجل الحليب مثل ليلة أمس ؟ "

" لا ... كانت مطيعة و لم تنم كثيرا "

فتحركت بذراعي لتحملها كارن بعد أن ابتعدت و أنا سحبت ذراعي لتسألني

" هل تريد أن تأخذ حماما قبل العشاء ؟ "

" أفضل أن آخذه بعد أن تنام ايلا ... "

وقتها رفعت كفها تضم وجنتي و أنا أمسكت بها مقربا اياها أقبل باطنها

" هل تحتاجين مساعدتي ؟ "

" لقد حممت مونستر و هو يحتاج لتجفيف فروه "

" أين هو ؟ "

لازال في حوض استحمامه يستمتع بالماء "

" اذا سوف أذهب له "

ابتسمت لتسحب كفها من كفي و أنا أبعدت سترتي مغادرا نحو الحمام بعد أن قالت أن مونستر موجود هناك، و صراحة مونستر كلب لطيف رغم ضخامة حجمه و شراسة مظهره ... يظهر الكثير من الود لايلا عندما يقف بجانبها و يحرسها دون أن يقترب كثيرا منها

جففت له فروه ثم أنزلته و فتحت له باب الحمام فركض يبتعد و نبح فابتسمت ثم نظفت الحمام و بعدها غسلت كفيّ جيدا و عدت لغرفة المعيشة فوجدت ايلا في عربتها بقرب الطاولة التي كانت جاهزة أما كارن فتقف بقرب الموقد

" أوه الآنسة ايلا هي أول من يجلس إلى الطاولة "

" الآنسة ايلا تناولت حليبها و قررت امضاء بعض الوقت مع والديها بينما يتناولان عشاءهما "

اقتربت و أخذتها أحملها هامسا لها

" تعالي الي حبيبتي ... كيف كان يومك ها ؟ "

اقتربت كارن تضع الطبق الرئيسي وسط الطاولة و ابتسمت لها هي التي تابعتها بنظراتها ثم غادرت فعبست و تذمرت ببكاء و كارن من جديد عادت بينما ترتب الأطباق الجانبية التي ترسلها جدتي لنا دائما

" واضح أنها لا تحب تقربي منها "

" لا تقل هذا ... فقط لأنها تقضي اليوم كله معي "

" اذا غدا سوف أقضي اليوم معها ... "

" بالمناسبة "

قالتها فرفعت اليها نظراتي بينما ايلا أمسكت اصبعي بكفها الصغيرة

" أظن أنني رأيتك قد أحضرت معك ملف "

" أجل ... غدا أنا أهتم بايلا و أنت أعيدي مراجعته نعتقد أن هناك تضارب في الحسابات بخصوص تكلفة الفرع الجديد "

" هل هناك زيادة ؟ "

" أجل ... "

" حسنا سوف أراجعه غدا... أما الآن سوف أحضر الورود و بعدها نبدأ عشاءنا "

انتظرناها حتى عادت بينما تحمل الورود في مزهرية و وضعتها على الطاولة ثم اقتربت و دنت تقترب مني من الخلف لتضم بذراعيها رقبتي قائلة 

" أنا ممتنة لك حبيبي ... الحياة التي قدمتها لي أنا بالتأكيد لم أكن حتى أحلم بها "

" و إن قلت أنني الممتن ؟ "

" سوف أقول توقف هنا ... "

قبلت وجنتي ثم ابتعدت لتأخذ ايلا، وضعتها مكانها و وضعت لها لهايتها و بعدها باشرنا عشاءنا، أكلنا بهدوء و مزاحت كارن ملقيا عليها بعض النكات قليلة الحياء التي لم تكن تضحكها من قبل أما الآن فهي تضحك حتى تدمع عينيها بسببها ...

اتهينا من العشاء فقالت كارن بينما تستقيم

" حبيبي خذ ايلا لغرفتها و أنا سوف أنظف و أتبعكما "

" ما رأيكِ أن تأخذيها أنت لأنها تنام في حضنكِ بسرعة و أنا أنظف ثم نلتقي في غرفتنا ؟ "

منهيا كلامي ذاك بغمزة فابتسمت واضعة الطبق و اقتربت تأخذ ايلا، استقمت أنا أيضا حينها مرت من جانبي لتضرب كتفي بخفة و دلال قائلة

" نظف جيدا حبيبي ولا تستعجل حسنا ؟ "

" أمركِ زوجتي "

حينها رمت لي بقبلة طائرة مغادرة و أنا بعد أن اختفت مرّرت كفي على شعري هامسا لنفسي

" هل سأضيِّع فعلا الوقت في التنظيف ؟ ... مستحيل "

قلتها و كل ما فعلته أنني نقلت الأطباق لحوض المطبخ ثم رتبت الطاولة و بعدها أطفأت أنوار المطبخ و ركضت نحو الغرفة، كانت كارن لا تزال مشغولة مع ايلا فأخذت حمامي بسرعة و بعدها لبست سروالي القصير مع رداء منامتي السوداء الحريري

وقفت أمام المرآة أتعطر ثم سرحت شعري و بعدها تذكرت أنني تركت الشموع في غرفة المعيشة فركضت إلى هناك و أحضرتها ... ألقيت نظرة على كارن فكانت تضع ايلا على صدرها بعد أن غيرت لها ثيابها و تهمس لها بترنيمة ... يا الهي أنا سعيد ايلا سوف تنام قريبا

عدت للغرفة و هناك رتبت الشموع على الأرض و أشعلتها فانتشر عطرها الجميل بالفعل، حاولت بعدها أن أقوم ببعض التسخينات لتمر عشر دقائق و تأتي بعدها كارن

فتحت الباب و ابتسمت بمجرد أن رأتني لتقول ببعض السخرية

" ما الذي تلبسه تشانيول ؟ "

فاقتربت منها ممسكا بكفها ثم سحبتها لأقفل الباب قائلا

" لا أدري ...  في الأفلام أرى الرجال يفعلون هذا بأنفسهم و يلبسون شيئا مشابه عندما يتجهزون لليلة مثل لليلتنا هذه "

حينها ضحكت و ضمتني لأبادلها أنا

" لا تحتاج أن تفعل بنفسك شيء حبيبي ... أنت طرزان أم تراك نسيت ؟ "

أبعدتها محدقا بها قائلا بقهر

" لا أعتقد أنني كذلك بعد الآن ... ايلا أنستني بالفعل "

قهقهت مرة أخرى فتركتها مبعدا هذا الرداء الغبي و سحبتها لي بقوة لتخرج منها صرخة متفاجئة من حركتي تلك، حملتها على كتفي و قلت لها بعد أن ضربت مؤخرتها

" لنعد أمجاد طرزان المنسية "

*

كانت ليلة هادئة نسبيا ... طرزان سقط نائما على بطنه بعد أن نفّذ مآربه و أنا جلبت ايلا، وضعتها بيننا فكانت تنام على ظهرها و تفتح ذراعيها براحة، للحظة نظرت لهما مقارنة و ضحكت عندما وجدت تقريبا نفس الحركات الفرق فقط أنه ينام على بطنه و هي على ظهرها

أطفأت النور بعدها و خلدنا للنوم، لا أصدق أن ايلا نامت طوال الليل و لم تستيقظ حتى دقت الساعة السادسة صباحا، أساسا كنت مستيقظة حينها و ما إن بدأت تئن محركتا لهايتها في فمها حتى استيقظت، غادرت الفراش لآخذ رداء ثوب نومي و بعدها عدت لها و أخذتها

أسندتها على صدري فهدأت من جديد و خرجنا من الغرفة مقفلتين الباب خلفنا تاركتين طرزان المنهك يأخذ كفايته من النوم، ذهبنا إلى غرفة ايلا و من هناك أخذنا سريرها المتحرك، وضعتها فيه ثم حملتها و نزلنا

جهزنا معا زجاجتها بينما أغني لها حتى لا تبكي ولا تغضب فتعرض عن شرب الحليب حبيبتي المدللة، أخذنا الزجاجة و بعدها ذهبنا إلى غرفة المعيشة و بمجرد أن وضعتها و جلست اقترب مونستر الذي استيقظ و نبح فاشرت له واضعة سبابتي على أنفي

" مونستر كن هادئا حسنا "

و مثل عادته عوى موافقا ثم تمدد بقربنا و انا التفت لايلا التي رمت لاهايتها و عبست مستعدة للبكاء لكنني سارعت بوضع الحليب بفمها فتراجعت فقهقهت بخفة ... أكاد لا أصدق كل هذه السعادة التي أعيشها الآن، صحيح أنني كنت أسعى للحظات كهذه لكن بالتأكيد محال أن تكون سعيدة بقدر سعادتي الآن ... مستحيل أن تكون دافئة دون حبيبي الذي غيّر قلبي فضمني و احتواني

أقسم أن يغير تاريخ ميلاده فغير تاريخ ميلادي أنا و حولني لأنثى مزهرة مستحيل أن تذبل أيامها ... حولني إلى طفلة لا تخشى أن تتدلل عليه أو تظهر جانبها الأحمق و الغبي، مدني بالأمان الذي بحثت عنه كثيرا مستخدمة أموالي فأثبت لي أن الأموال لا تعني شيء أمام قلبه ... حتى أنني أحب عندما يناديني بهتلر

أبعدت الزجاجة لما انتهت منها ايلا و تنهدت، جبينها كان فيه بعض العرق فابتسمت مقبلة وجنتها، وضعت الزجاجة جانبيا و حملتها حتى تجشأت و هنا وضعت رأسها على كتفي متحلية بالهدوء ... أمسكت بكفها أقبلها ثم تمددت لأضعها بجانبي مشغلة التلفاز فأمسكت بكفها قميص نومي شادة عليه بكفها و بدأت تغمض عينيها من جديد

قلبي ينصهر بكفها الصغيرة هذه ... حبيبتي و حبيبة الكل هذه الفتاة، ليست سعادتي وحدي فلم تغير حياتي أنا فقط ... وضعت كفي عليها برقة و استسلمنا معا للنوم من جديد لكن عندما فتحت عينيّ كان حضني فارغ فتوسعت عينيّ و اعتدلت بفزع محدقة حولي و هناك شعور في قلبي يدفعني للبكاء، استقمت ملتفتة و كل ذلك اختفى عندما وجدت ايلا قادمة بينما يحملها والدها و قد غيّر لها ثيابها و مونستر يتبعهما

وضعت كفي على صدري ليخرج مني تنهد فتوقف معكرا حاجبيه متسائلا

" مابك كارن ؟ "

فنفيت ثم التفت جالسة و هو اقترب ليجلس بقربي فأخذت ايلا و ضممتها لي بشدة مغمضة عينيّ حتى بدأت تئن في حضني و هو وضع كفه على ظهري متسائلا من جديد

" هل هناك شيء كارن ؟ "

" فقط خفت عندما فتحت عينيّ و وجدت حضني فارغ "

تقرب مني أكثر و ضمني بجانبيّة قائلا

" كنتِ نائمة و هي كانت تفتح عينيها و تحرك كفيها بملل "

حينها ابتسمت ممسكة كفها الصغير مقبلة اياه

" هل تعلم شيئا ؟ "

" لا أعلم فأخبريني كارن "

حينها ضممت بكفي رأسها من الخلف رافعة نظراتي له، كانت عينيه مترقبة لما سأقوله 

" أحبكَ ... "

ضحكت عينيه قبل شفتيه و أنا واصلت

" أعتقد أنني أحببتك قبل أن أعرفك ... منذ أول مرة رأيتك فيها "

" تقصدين عندما كنت نائما في مدخل الحديقة ؟ "

حينها ضحكت نافية

" بالتأكيد لا ... لكن عندما وجدت المنشور معلق في مساحات سيارتي ثم نظرت لصورتك أعجبت بك فورا "

و هنا رفع كفه يرفع بها شعره ليرد بغرور أحبه عندما يتلبسه

" و هل يعقل أن تستطيع امرأة مقاومة سحري "

" لكنني قاومت مظهرة صرامتي فظهرت حماقتك "

حينها رمقني بنظرات جانبية ليقول مستقيما ليأخذ ايلا مني

" الفطور جاهز سيدة بارك لذا هيا تجهزي و تعالي حتى نأكل معا و بعدها راجعي الملف "

غادر نحو المطبخ و ايلا التي وضعها على صدره و رأسها الصغير على كتفه شدت بكفها على قميصه فابتسمت محدقة بهما

" لا تقفي هناك كارن القهوة سوف تجهز و تبرد "

*

هل تدرون ما هي أكبر عقدة في حياة كارن ؟

إنه يوم ميلادها و عدم وجود والدها معها فيه ... تلك الكعكة الصغيرة التي تطفئ شمعها لوحدها ثم تتركها على الطاولة و تغادر نحو غرفتها تهدي دموعها لوسادتها

هذا ما كان قبل أن أدخل حياتها ... و أول عيد ميلاد لها معي للأسف كنت في السجن وقتها لكن اليوم نحن معا و الجميع حولها، حتى ايلا التي كبرت أكثر و باتت اليوم في شعرها السادس، تثير الكثير من الأصوات و تضحك فتملأ منزلنا بأصوات قهقهتها

منذ أسبوع قدمت جدتي و معها أخواتي بورا و هيرا و كانت طوال الاسبوع الأوقات رائعة و مليئة بالمشاعر الصادقة و الجميلة أما اليوم منذ الصباح حرّضت هيرا و بورا أن تقنعن كارن للخروج و جدتي هي الأخرى تحالفت معنا قائلة أنها تريد الذهاب لمركز تجميل و تدليك ... تريد أن تحضى بجلسة

راقبت ساعتي و والد كارن من خلفي تساءل

" هل اتصلت بجدتك ؟ "

فالتفت له مجيبا

" أجل ... قالت أنهن لا يزلن في المركز و هذا يعني أننا سوف ننتهي من تزيين المنزل قبل عودتهن "

" عليهن أن يأتين في الوقت المناسب "

" سوف يفعلن ذلك فلا تقلق "

" هل تفقدت الكعكة ؟ "

" أبي أنا أحاول التحلي بالصبر معك ... ما الذي سيحدث لكعكة وضعت في الثلاجة بربك ؟ "

" فقط أردت الاطمئنان عليها "

" إنها على حالها و الآن هلا واصلت العمل و تركتني أذهب لايلا ؟ "

" ما رأيك أن نتبادل الأدوار ؟ "

" لا ... لقد علقت كل الزينة و لم يتبقى سوى نفخ البوالين فأنفخها أبي "

تركته خلفي صاعدا نحو غرفة ايلا التي هتفت بصوتها العصفوري رافعة ذراعيها ما إن فتحت الباب و رأتني، كانت في سريرها و مونستر ينام على الأرض بجانب السرير

تقدمت تاركا مقبض الباب و حينما اقتربت تحركت في مكانها بفرحة ... تعلم هي بمجرد أن تراني أنها لن تبقى محبوسة في مكانها، حملتها فتحركت بسعادة في حضني ثم ضمتني ساندة رأسها على كتفي و أنا قبلت جانب وجنتها قائلا بسعادة

" هل أنت سعيدة برؤيتي ايلا ؟ "

و حركت كفها الصغير ساحبة قميصي حينها أبعدتها  ثم ضممت جسدها الصغير بكفيّ أرفعها نحو السماء فتحركا ذراعيها و قدميها بسعادة مصدرة أصوات السعادة

" هل تحبين الأماكن العالية ايلا ؟ "

و بملامح جادة تحركت من جديد فلاعبتها حتى تعبت من الضحك و ما إن التفت حتى نختار لها ثيابها المناسبة وجدت أبي يقف بجانب الباب راسما بسمة بلهاء

" ما الذي تفعله أبي ؟ "

" سمعت صوت ضحك ايلا فقدمت حتى أرى لما تضحك ؟ "

" و هل انتهيت من نفخ البوالين ؟ "

حينها تعكرت ملامحه مظهرا الاعياء عليها و وضع كفه على صدره قائلا

" أنا عجوز و لم أستطع نفخها ... "

رمقته بنظرات مستخفة ثم واصلت نحو خزانتها و هو اقترب و عندما مد ذراعيه لها حتى تذهب له هي فقط نظرت له ثم تنهدت مشيحة عنه متمسكة بي فضحكت مقبلا وجنتها ليقول بتأنيب

" هكذا يا ايلا ؟ حسنا لن أحملك عندما تحبسك كارن في عربتكِ و هو لن يكون موجود "

" لقد أخذت اجازة طويلة من العمل "

عبس أكثر و كمحاولة أخيرة مد لها كفيه لها مرة أخرى و هي فقط أمسكت بقمصي محاولة حك أسنانها به عندها بدون كلام انسحب ليقفل الباب خلفه، في الحقيقة ملابس ايلا كانت جاهزة، فقد طلبت لها هي وكارن نفس الثوب ، الفرق أن ثوب كارن كبير و ثوب ايلا نسخة صغيرة منه

كان ثوب سهرة لامع قصير أرجواني اللون يشبه  كرات الديسكو، أخرجناه و رتبنا كل شيء و بعدها غيرنا الحفاضة، ألبستها الثوب ثم وضعت لها عصابة الرأس التي ضايقتها و ضلت تبعدها كلما وضعتها لها

" ايلا أنت تثيرين جنوني أتركي العصابة على رأسكِ "

قلتها مشيرا لها بسبابتي معكرا حاجبيّ فنظرت لي مطولا لتعبس بطريقة لطيفة ثم انفجرت بكاء و أنا بسرعة أبعدت العصابة و حملتها

" آسف ايلا آسف لن أصرخ في وجهك مرة أخرى "

إلا أنها ضربت وجهي بكفها و مرة أخرى سمعت صوت والد كارن من خلفنا

" تستحقين يا ايلا فأنت من رفضت أن يهتم بك جدك "

التفتنا معا له فأصدرت أصوات شكوى له فاقترب بسرعة محاولا حملها و ما إن مد كفيه لها حتى فاجأته عندما ضمتني و أنا هذه المرة ضحكت بصوت عالي و ضممت كتفه قائلا بينما نسير نحو الباب

" هل صدقت أنها سوف تنزل دورا لك ؟ "

" لا تتباهى بطولك ... كنت أطول منك في شبابي "

" لكنك تقلصت "

غادرنا كلنا غرفة ايلا و حتى مونسر أما عصابة رأسها فقد وضعتها في جيب بنطالي و وجدتني أنفخ البالونات ثم جهزنا الطاولة عندما وضعتها  داخل عربة المشي، كنت كيفما تحركت تحركت خلفي تتبعني حتى انتهينا مع انتهاء الوقت الذي حددته جدتي لأقول بينما أسند كفيّ على خصري

" و الآن آنسة ايلا لقد انتهينا و لم يتبقى سوى وصول كارن "

فصفقت بسعادة كأنها تفهم ما يدور حولها و أنا ابتسمت ثم دنوت لأحملها حينها سمعت صوت أبي القادم من الخارج

" لقد وصلت كارن هيا أطفأ الأضواء "

أقفل الباب بسرعة باحثا عن مفتيح الضوء ليطفئها و نسي أن لشمس لا تزال مشتعلة فقلت بعد أن تنهدت

" أبي ... المفاجأة أن تحمل الكعكة أنت لها "

" ماذا ؟ "

" الشمس لا تزال في السماء "

" اذا لما اخترت فستان سهرة لهما ؟ "

" حتى نرقص بعد العشاء ... و ربما نذهب للديسكو أنا و كارن فقط "

" أيها الشقي تنوي الاحتفال بطريقة أخرى ؟  "

قالها مع بسمة ليست بريئة لأرد أنا 

" أجل و هيا أسرع و احمل الكعكة "

قلتها فاقترب ليحملها و أنا أشعلت الشمعة لتحاول ايلا امساكها لكنني أبعدتها في آخر لحظة قبل أن تفسد المفاجأة، أنّت ببكاء و سرنا نحو الباب، وقفنا مستعدين حتى فتح من طرف كارن التي كانت ملتفتة و تتحدث مع هيرا

" أخبرتك أن تقصي شعرك هناك و لكنك عنيدة "

و ما إن التفتت ناحية الباب حتى توقفت مكانها، ضحكت ملامحها و عينيها رغما عنها دمعت أما ايلا التي كنت أحملها فقد تحركت في حضني مصدرة الأصوات ما إن رأتها تريد الذهاب لها

" أبي ... "

" حبيبتي عيد ميلاد سعيد "

تركت الكيس الذي كانت تحمله و اقتربت منه و هو قرب منها الكعكة ليقول

" أنا هنا و سوف أحرس أمنيتك ... أطفئي الشمعة حبيبتي "

حدقت بي مبتسمة بدمعة في عينيها ثم جمعت كفيها معا و ايلا تذمرت بطريقة عنيفة عندما تلوت في حضني تريد الذهاب لها، أغمضت عينيها و بعد برهات أطفأت الشمعة لتصفق جدتي و أخواتي خلفها أما أبي فسلم الكعكة لجدتي قائلا

" أمسكيها لحظة فقط "

و عندما أمسكتها جدتي ضمها بقوة و هي تمسكت به ليقول

" هذا هو حملكِ كارن أليس كذلك ؟ "

" بلى و أنت حققته لي أبي ...أنت أقفلت ذلك الثقب الكبير اليوم "

قبّل رأسها بقوة و ايلا نفذ صبرها فعلا هذه المرة فبكت بقهر و دموع بينما شفتيها الصغيرتين مضمومتان و كارن ابتعدت عن والدها ماسحة دموعها و تقترب منا لتقول ببهجة 

" أنظروا لايلا ترتدي ثوبا مثل ثوبي "

و وقتها تنهدت بورا بتعب

" الثوب الذي أتعبتنا حتى لبسته زوجة أخي "

تقريبا ايلا قفزت إلى حضن كارن مع أنها قصيرة و هي عادة لا تحب أن تنزل و تمسكت بها بينما كارن تقبل وجنتها

" حبيبتي هل اشتقتِ لي ؟ "

و يالها من محتالة حينما شكت لها بخربشة متمسكة بسترتها و الجميع ضحك عليها أما أنا اقتربت منهما و ضممتهما لي، ضممت سعادتي و استقراري، أماني و حياتي التي لم أعتقد أنني أستحق عيشها

*

اليوم كان عيد ميلادي ... يوم مستحيل أن أنسى خيباتي السابقة فيه و لكن اليوم كان مليئا بالانتصارات

كان الموعد الذي انتظرته سنين طويلة فتمكن أبي أنا من وضع كفه على قلبي و اقفال آخر الثقوب المؤلمة الموجودة فيه

كان اليوم الذي ضمتني فيه ابنتي و اشتكت لي بطريقتها تعبر عن شوقها لي و عيني حبيبي التي قالت ما لم يقله لسانه و سط عائلتنا، أحبائنا و جدتي ... المرأة ذات المظهر الأبيض كما يقول تشانيول

تناولنا عشاءنا وسط سعادة كبيرة و قد انظمت لنا حتى زوجة أبي، لقد جلبت لي هدية و أنا أحببت مشاعرها، بعدها الكل قال أنه سيخلد للنوم و جدتي أخذت كذلك ايلا التي أنّت تريدني و قالت عندما استقامت

" استمتعا بسهرتكما "

لوح تشانيول لايلا  فبكت و وددت في تلك اللحظة لو يمكنني أخذها لكنه أمسك بكفي و جعلني ألتفت له قائلا

" و الآن زوجتي ... حان وقت هديتي "

" بعد كل الذي قدمته لا زلت تقول أنك لا تزال ستقدم لي هديّة ؟ "

" أجل حبيبتي ... "

قالها و أخرج من جيبه علبة سوداء فعكرت حاجبيّ ليقول

" لا تستبقي الأحداث هتلر "

و عندما فتحتها كان يوجد داخلها مفتاح فاستغربت و رفعت نظراتي متسائلة

" مفتاح ؟ "

" أجل ... إنه لكوخ خشبي "

هنا شعرت ببهجة متسائلة

" لا تقل أنه منزل جبلي ؟ "

" بلى ... هل رأيت ذلك التصميم الذي أبديت اعجابكِ به ؟ "

" تشانيول ... "

قلتها بابتسامة و مشاعر متضاربة في قلبي ليواصل هو

" لقد نفذته لكِ و يمكننا الذهاب غدا لقضاء اجازة نحن الثلاثة فقط "

أمسكت وقتها كفيه معا ثم قربتهما لي و قبلت كفه لأرفع نظراتي قائلة

" هل تعلم أننا لن نكون ثلاثة ؟ "

" لا أريد أن نأخذ معنا أحدا "

قالها معترضا فابتسمت هامسة عندما اقتربت

" لن نأخذ أحدا و لكن نحن دائما سنكون أربعة "

ابتعدت عنه فالتفت لي ببطئ لينظر لي جانبيا قائلا

" أظنني فهمت "

" كما فهمت تماما ... "

" كارن ايلا لا تزال صغيرة حبيبتي ... "

فابتسمت مجيبة

" لكنني لست كذلك حبيبي ... ليس أمامي الكثير من الوقت  "

" لا تقولي هذا "

" ألست سعيدا ؟ "

" كيف تقولين هذا ... أنا فقط أفكر فيكِ "

" ألا تذكر يوم قلت لي تعالي أقق لكِ حلمكِ ؟ "

حنها ضحك و اقترب يقبل شفتيّ ثم استقام و مدّ لي كفه قائلا

" هلا رقصنا تحت النجوم احتفالا بتحقيق الحلم  ؟ "

" بالتأكيد حبيبي "

تحت القمر و نجومه نحن ضممنا بعضنا و رقصنا على أنغام هادئة إلا أن الهدوء لم يدم طويلا عندما عادت لنا جدتي بايلا البكاءة فأخذها تشانيول منها و رقصنا ثلاثتنا ... أقصد أربعتنا، أما ايلا بعد البكاء قهقهت مثل عصفور سعيد

سعيدة جدا أنا بعائلتي و أسرتي الصغيرة

سعيدة أن القدر منحني جولة إضافية أصلحت فيها حياتي و وجدت دربي الذي قادني إلى سعادتي الحقيقية 


النهاية

أخيرا وصلنا للنهاية المثالية 

الرواية حقيقة لم تحصل على الدعم الكبير رغم عدد المشاهدات الكبير و لكن لا بأس المهم أننا استمتعنا 

المهم أن هذه الرواية عدت بها بعد فترة من انقطاعي عن الكتابة ربما كانت ستة أشهر أو أكثر 

لكن بعدها سوف أنشر عملي القصير المقبل

" قبر من لحم و دم " 

و هناك يمكنكم أن تجدوا الدراما التي تعودتوها مني ههههه 

أتمنى أن " جولة " كانت خفيفة و مرحة أدخلت بعض البهجة على قلوبكم 

و إلى أن نلتقي في عمل جديد باذن الله كونوا بخير 

سلام 

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro