الفصل الثاني عشر
مساء الخير على قرائي لغاليين
استمتعوا بالفصل ولا تنسوا التصويت
*
أحيانا نسعى نحو الأمور و نحن لا ندرك جميع تفاصيلها، نظن شيء و في النهاية سيتضح أنه شيء آخر تماما
و أنا عذريتي بالنسبة لي ذرع أماني، أشعر أنني لا يجب أن أفرط فيها مهما حدث، هذه الفكرة لم تغرس فيّ من طرف أي أحد و لكن أنا أدرك أنها رمز للمرأة القوية التي تنزهت عن كل المغريات ولا تعتقدوا أنني قديسة بسبب كلامي هذا و لكن أنا رأيت أن الكل مهووس بالعلاقات الجسدية ولا يهتمون سوى لتلك الشهوة التي تسيطر عليهم
شاب و فتاة لا تجمعهم أي علاقة أو أي معرفة يمكن ببساطة أن يمارسوا الجنس مع بعضهم ثم يذهب كل شخص لحال سبيله ... بالنسبة لي هذا أكبر سلبٍ للحريات و لحقوق المرأة لأنها ببساطة في تلك اللحظة تتحول إلى سلعة لا غير
أنا لست ضد العلاقات الجسدية لكن في أطرها المشروعة و المحدودة
وصلت لمنزل هوانغ يو فكان ينتظرني بجانب المدخل، توقفت سيارة الأجرى فتقدم ليفتح لي الباب، نزلت فاقفله ثم غادرت سيارة الأجرى و أنا رفعت نظراتي نحوه، اقترب ليضع كفيه على ذراعيّ متسائلا بقلق
" كارن هل هناك شيء ؟ "
" أرغب أن أسألك عن شيء مهم للغاية "
حينها عكر حاجيه و قال بخوف
" هل أنتِ بخير كارن ؟ لا تبدين على ما يرام "
" أخبرني فقط ... هل عملية سحب البويضات تؤثر على العذرية ؟ "
وقتها أمال رأسه و تساءل
" و لما يهمك هذا الأمر ؟ "
" أجب فقط يا هوانغ "
" أجل و لكن لا أعتقد أن هذا قد يعني مشكلة "
حينها ابتسمت بغضب مبتعدة عن كفيه و التفت أوليه ظهري فاقترب من جديد و تساءل خلفي
" كارن ... ألا تزالين عذراء ؟ "
لم أجبه فتحرك ليقف مقابلا لي و نظر لعينيّ ثم أمسك ذراعيّ و تساءل من جديد
" ألم تكوني في علاقة من قبل و قلت أنكِ ... "
حينها بذنب أجبته
" لقد كذبت ... "
" لما ؟ "
" فقط لأنكم تعتقدون أن الفتاة التي لا تخوض علاقات جسدية مريضة أو مجنونة ... لا أدري ما الذي يصيب تفكيركم "
" و من أخبركِ أنني أفكر بتلك الطريقة يا كارن ؟ "
" لا أحد ... لكن الجميع متشابه "
" لا يمكنك الحكم على الجميع "
" ألم تخض أي علاقة من قبل ؟ "
سألته ناظرة في عينيه حينها قال بصوت أخفضه
" بلى ... فعلت و كثيرا "
" حتى مع قولك أنك تحبني و لكن لديك غريزة تريد أن ترضيها و أنا لا أذمك بالمناسبة و لكن بالنسبة لي ذلك أمر مفروغ منه "
" أنا أفهمكِ يا كارن و لكن لما تعقدين الأمور في حياتكِ لهذه الدرجة ؟ ... يمكنك أن تدخلي في علاقة و تعطي فرصة لمشاعرك أن تقودك "
" أنا لا أملك لك أية مشاعر يا هوانغ "
قلتها حتى يفقد آخر مشاعر يكنها لي فتنهد ليضع كفيه معا على خصره مومئا
" أعلم بهذا و لم أعني نفسي ... يمكن أن تلتقي برجل يستطيع تغيير قناعاتكِ "
فنفيت مجيبة
" بالنسبة لي أنت أكثر رجل جيد قابلته في كل حياتي و لم تستطع فعل ما تقول عنه فأخبرني من ذا الذي يستحق أن أتنازل لأجله "
" حسنا كارن دعينا نصعد و نتحدث أكثر "
" لا ... الوقت تأخر و أنا يجب أن أذهب للبيت "
" ما الذي ستفعلينه الآن ؟ هل ستتراجعين عن التلقيح ؟ "
حينها صمت قليلا محدقة به ثم تنهدت مجيبة
" لا أعتقد أنني سأتراجع و لكن سوف أزور طبيبة مختصة حتى أستفسر أكثر عن الوضع ... لقد كان خطئي لأنني اهتممت بجانب و أهملت الجانب الطبي الذي يخصني "
" كان يجب أن أخبركِ "
" لا بأس أنت لم تكن تعلم "
قلتها ثم التفت محاولة ايقاف سيارة أجرى لكنه اقترب من جديد و أمسك بكفي، شد عليها بقوة محدقة بي قائلا
" سوف أقلكِ و أعود "
" يمكنني المغادرة لوحدي "
" سوف أقلكِ يا كارن "
قالها ثم التفتنا و سحبني معه و أنا فقط نظرت لكفينا معا، كثيرا ما أشعر بالذنب لأنه يحبني ولا يستطيع اخراجي من قلبه و عقله، لكن أنا لا أمتلك صديقا غيره هو و مي سون، هما فقط من يمكنني الثقة بهما ... وصلنا بقرب سيارته و عندما فتح لي الباب أنا سحبت كفي من كفه ثم هممت بالصعود لكن توقفت، رفعت اليه نظراتي فبادلني لأقول
" يجب أن تحصل على فتاة جيدة لأجلك "
حينها ابتسم ببؤس و قال
" لا تفكري بي و كوني مرتاحة كارن "
أومأت ثم صعدت ليقفل هو الباب و بعدها صعد مكانه و انطلق نحو منزلي، طوال الطريق هو لم يتحدث، لم يقل شيء عندما شعر أنني لا أريد الكلام و أنا شعرت أن بعض أحلامي انهارت ... و رغم هذا يجب أن نقدم تنازلات
لم يغادر هوانغ يو حتى تأكد أنني دخلت، أما أنا وجدتني أجلس في غرفة المعيشة و وضعت هاتفي أمامي على الطاولة، حدقت فيه و شعرت بانزعاج كبير و غباء أكبر ... أوّل مرة أتصرف دون أن أحسب جميع خطواتي و في أكثر شيء مهم في حياتي
أخذت هاتفي و دخلت لجهة مراسلتي مع تشانيول ... لا أدري حتى لما أفكر فيه الآن و لما أريد أن أراسله، أنا حتى لا أعلم ما الذي سوف أكتبه
تراجعت بسرعة رامية الهاتف ثم استقمت مقررة أخذ دواء منوم و النوم ... سوف أنام و فقط و لن أفكر في أي شيء قبل يوم الغد
غيرت ثيابي لثوب نوم رمادي اللون و أخرجت علبة الدواء من درج الطاولة الموجودة بقرب رأسي، توقفت منذ فترة طويلة عن أخذه لكن اليوم أنا أحتاجه ولا أريد أن أفكر في شيء لأنني متعبة و أكره أن تذهب كل مخططاتي و محاولاتي سدى
شربت الدواء ثم أبعدت الغطاء و تمددت في مكاني متمسكة بالغطاء و لأن الدواء مفعوله سريع فقد بدأت أشعر بالارتخاء ... أنا أتظاهر أنني بخير و قوية
*
شعرت أن حضني ممتلئ و أنني أنام في مكان واسع و أنا من أتمسك بالشخص في حضني و عندما فتحت عينيّ تفاجأت ... لقد كنت أحتضن كارن و هي تنام براحة على ذراعي و لحظة ... هل أشعر أنني لا أرتدي شيئا ؟
حاولت أن أنظر تحت غطائي فاكتشفت أننا معا عاريان و هي تضع ساقيها بين ساقيّ و ملامحها تبدو مرتاحة و راضية رغم نومها ... هل حدثت أمور في حياتي و أنا لا أتذكرها ؟
حاولت سحب ذراعي من تحت رأسها حينها هي تحركت و وضعت كفها على صدري ثم فتحت عينيها وقتها شعرت أن العالم كله سيسمع صوت صراخها لكنها صدمتني عندما ابتسمت و نبست بهمس
" حبيبي ... "
اقتربت أكثر و هذه المرة أسندت رأسها على صدري قائلة من جديد بينما تدس أنفاسها في رقبتي
" اشتقت لك ... "
حسنا اللعنة على هذا الوضع و لكن أنا الآخر أريدها لذا أدخلت كفي تحت الخطاء و سحبت خصرها الي ثم اعتليتها و هي نظرت بعينيّ و كانت الرغبة فيهما واضحة جدا، وضعت كفها على وجنتي حينها دنوت نحو شفتيها و هي فقط أغمضت عينيها مستسلمة و لكن قبل أن أشعر بلمسة شفتيها أنا فتحت عينيّ فجأة و وجدتني أنام بعدم راحة على مقعد مكتبي و ساقيّ أمددهما على طاولة المكتب
" تبا ما هذا الحلم الغريب ؟ "
نزلت نظراتي لتحت قليلا و رأيت أنني فعلا مثار بسبب حلم أخرق مع كارن ... المرأة المعقدة و القديسة التي لا تزال تحتفظ بعذريتها حينها همست لنفسي بينما أحاول انزال قدميّ
" لا بد أنني جننت "
و عندما اعتدلت ثم استقمت رأيت جيهيان تنام على الأريكة و شعرها الأسود الطويل مبعثر ... مظهر مغري صراحة و لكنني شعرت بالنفور منها فجأة حينها مرة أخرى قلت لنفسي
" لقد جننت بالتأكيد "
غادرت إلى الحمام و هناك تخلصت من جنوني تحت الماء ثم عدت لغرفة المكتب و جيهيان هذه المرة كانت قد استيقظت، ابتسمت عندما رأتني و أنا دخلت مقفلا الباب و على خصري يوجد منشفة، اقتربت من حقيبتي الموجودة على الأرض ثم فتحتها حتى أخرج ثيابي حينها قالت
" ألم تستحم قبل أن تنام ؟ "
فتجاهلت الرد عليها قائلا
" تجهزي حتى أقلك لبيتكِ "
استقمت بعد أن أخذت ثيابي و هي اعتدلت ثم استقامت و رمقتني باستغراب
" ما الذي يحدث لك ؟ "
" لا شيء و لكن مساء لدي عميلة مهمة "
و هذه المرة ابتسمت ثم اقتربت حتى وقفت أمامي و وضعت كفها على صدري
" و ما رأيك أن أكون أنا متدربتك هذا الصباح ؟ "
حسنا أنا لا أحب هذا ... أقصد ربما كان يعجني هذا الأسلوب و دائما ما جاء بنتائجه معي و لكن وجدتني أمسك بكفها و أبعدها
" جيهيان أعتقد أن عليكِ المغادرة "
حينها سحبت معصمها من كفي و قالت بنبرة غاضبة
" حسنا لقد فهمت تشانيول ... سوف أتجهز "
قالتها و أخذت كل أغراضها لتغادر المكتب و أقفلت الباب بقوة خلفها و أنا همست لنفسي
" تبا ... "
ارتديت ثيابي و تجهزت، بنطال جينز و قميص قطني أبيض مع سترة رياضية فوقه ثم أخذت الحذاء و الساعة، وضعهتم في علبهم حتى أعيدهم و عندما خرجت كانت جيهيان تقف بجانب مكتب الاستقبال منتظرة
اقتربت و لما سمعت خطواتي التفتت فسألتها
" هل أنتِ جاهزة ؟ "
و ببرود ردت
" أجل "
قالتها لتغادر قبلي و ما إن وصلت بقرب الباب أنا سارعت و أمسكت بذراعها فالتفتت لي حينها قلت
" لا تنزعجي حسنا ؟ "
" أنت فظ بالمناسبة و هذا لم يكن واضح عليك في البداية "
تركت ذراعها و قلت
" أنا لست لطيفا عادة و كثير العلاقات "
" ما الذي تحاول قوله ؟ "
" أنت أيضا لا تحبذين الارتباط برجل فرق العمر بينكِ و بينه أكثر من عشر سنوات "
" حسنا ... "
قالتها و جعلت بعضا من خصلات شعرها خلف أذنها ثم رفعت نظراتها ناحيتي
" لقد كنت مخطئة و أحكم على الأمور مسبقا "
" ليس عليكِ أن تغيري مبادئكِ و أفكاركِ "
" و لكنكَ بدأت تعجبني "
قالتها بابتسامة و اقتربت لتضم رقبتي بذراعيها رافعة نفسها على قدميها ناظرة بعينيّ
" لقد كنت جاهلة تماما "
قربت نفسها محاولة تقبيلي لكنني أعدت رأسي للخلف قائلا بينما أرفع حاجبيّ
" لا أحب العلاقات التقليدية "
" ولا أنا "
" و أفضِّل العلاقات المفتوحة ... "
بان الانزعاج حقا على ملامحها و عندما حاولت أن تبتعد أنا وضعت كفي كلف ظهرها و قربتها مني و أنا من قبلها و عندما بادلتني سحبت نفسي قائلا
" يجب أن نغادر لدي موعد "
ابتسمت هذه المرة برضى ثم ابتعدت و عندما فتحت الباب قابلتني امرأة تقف أمام الباب و تنظر لملصق صورتي الموجود عليه، حدقت بنا و أنا تقدمت لأخرج حينها تلك المرأة قالت
" مرحبا هل أنت المدرب بارك تشانيول ؟ "
حدقت بجيهيان ثم أعدت نظراتي لها و قلت مجيبا
" أجل ... و لكن اليوم عطلة و لا نفتح "
" أنا لست هنا من أجل التدريب و الاشتراك ... "
حدقت بجيهيان ثم بي لتواصل
" هل يمكنك أن تمنحني بعض الوقت فالأمر مهم جدا و يخص كارن "
حينها عكرت حاجبيّ و قبل أن أقول شيء جيهيان اقتربت تقول
" تشانيول ... "
و لكن قررت أن أرسلها لوحدها حينها قلت لها
" جيهيان سوف تكونين مضطرة للعودة وحدكِ ... سوف أتصل بكِ لاحقا "
بانزعاج نظرت نحو المرأة أمامنا ثم قالت مومئة بموافقة
" حسنا ... سوف أتصل بك لاحقا حبيبي "
وقتها تلك المرأة ارتفعا حاجبيها و عندما غادرت جيهيان هي ابتسمت بنوع من السخرية و أنا قلت
" يوجد مقهى قريب من هنا "
" حسنا لنذهب "
قالتها و أنا أشرت بكفي نحو الطريق أمامنا و بعدها سرنا معا حتى وصلنا، فتحت الباب لتدخل أولا و أنا بعدها ثم جلسنا على طاولة جانبية و هي طلبت كوب قهوة أما أنا ففضلت أن تتكلم بسرعة لأن الفضول أكلني
" اذا هل يمكنكِ أن تتحدثِ ؟ "
حينها ابتسمت و قالت مقربة كفها
" أنا مي سون ... صديقة كارن "
فقربت كفي أحييها و قلت
" حسنا تشرفت بمعرفتكِ و لكن لما صديقة كارن ستطلب مقابلة مدربها ؟ "
حينها ابتسمت لتضم كفيها معا و قالت
" أنا أعلم بالعرض الذي قدمته لك كارن "
فرفعت حاجبي مستنكرا و هي واصلت مبررة
" اسمع أنا لست هنا للحكم عليك أو عليها و لكن أنا هنا من أجل طلب المساعدة منك ... و ستكون مساعدة بمقابل "
" هل كارن تعلم ؟ "
وقتها ردت بسرعة مقتربة
" لا و لا أريدها أن تعلم ... نحن سوف نحاول مساعدتها في تخطي بعض الأزمات التي أثرت على حياتها و جعلت من امرأة مرغوبة جدا مثلها وحيدة لغاية الآن "
" اذا هي معقدة بالفعل "
" ليست معقدة و لكن الخذلان يجعل بعض الأفكار تكبر حتى تصبح كالجبال و يصعب زحزحتها "
" و أنا ما الذي يمكنني فعله ؟ "
" كارن أبدت اعجابها بشكلك و هذا شيء لم تتعود عليه ... أريد فقط أن تساعدني في كسر عقدتها حتى تتمكن من عيش حياتها مثل الجميع "
" حتى الآن لا أدري ما دخلي أنا ؟ "
" أريدك أن تخلصها من عقدتها عندما تقتنع بمواعدتك فربما تقبل بالزواج "
فأجبت ببسمة ساخرة ... ما الذي تعتقده هذه أيضا ؟
" أنا لست مستعدا للزواج ... و لن أضحي بحياتي لأجل تغيير أفكار صديقتك "
" لست أنت، هناك الكثير من المعجبين بها بالفعل ... و هناك من يعشقها و أنت فقط سوف تبعد أفكارها التي تحجب عنها الشمس "
حينها أسندتني على المقعد قائلا
" لكن هناك تقريبا اتفاق بيني و بينها و مجيئك اليّ و قول هذا الكلام يعتبر خيانة لها "
هنا هتفت بوجهي حتى جعلتني أعتدل
" من هذه التي ستخون صديقتها يا هذا ... أنا فقط أحاول مساعدتها و بخصوص اتفاقك معها لن يقترب منه أحد و استمرا به "
" لكن اذا نجحت في ما تقولينه اتفاقي معها سيتوقف في منتصفه و هكذا سأخسر الكثير "
" سوف أعوضك أنا وقتها ... المهم أن تتخلص كارن من فكرتها عن الرجال و تلتفت لحياتها "
" هل أنت متأكدة أنكِ صديقتها ؟ "
نهاية الفصل الثاني عشر من
" جولة "
أتمنى أنكم استمتعتم
ترى كيف ستتطور الأحداث و هل ستعلم كارن بما تحاول مي سون فعله
إلى أن نلتقي في فصل جديد كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro