Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

Toxic| 08

الفَصل 08: مَوبُوء.

مهما امتدَّت النُّفوس في شواطِئ الودّ، تأتيها لحظَة جَزر؛ فالمَشاعِر بحارٌ مِن سجاياها الغَدر، تنتهِك حِماها كما لو أنَّ حوضَها برمَّته ما عادَ يسعُها، وتَطغى عَلى قلوبٍ ألِفت الظَّمأ، حينَما تستطيبُ ملوحَة وقعِها تنسحِب إلى قعرِ الغِياب.

وخلفَ جُذوعِ الوَقت، يتَوارى الفُراقُ عَلى أهبةٍ لمُداهَمة قوافِل الوِصال، ويترُك مِن بعدِه الرُّوح ثَكلى، جاثيةً عَلى أطلالِ الماضِي، بينَ عبرةٍ تأبَى السُّقوط وحسرةٍ تأبى الشِّطاط.

أنا الرَّجل الَّذي لا يَخشى أهوالَ الدُّنيا تُرعِبني المَشاعِر، وحتَّى الاعتِياد. لطالَما سيَّرت حياتي وفقًا لخطَّة مُحكمَة، لا تتخلَّلُها الهفوات ولا الصّدف، أيٌّ تقلُّباتٍ خارِجة عَن إرادَتي أو قضائِي تُربِكُني. أسوأ كوابيسي أن يجرِفني تيَّارها.

لطالَما كُنت المُسيطِر على وجدانِي، لا أحدَ يعبُر تخومِي إلَّا بإذني، وحيثُما رخَّصت له ينصِب خيمَته إلى أجلٍ مسمَّى، لأنِّي مجرَّد محطَّات يرتادُها عابِري زَمن، ليسَ فيَّ مُواطِن. ما طَرحتني نزلاتُ الهَوى يومًا سقيمًا، ولكنَّ أسرابَ الخَطر الَّتي حلَّقت في آفاقها أنذَرتني بأنَّها فارَّة مِن عاصفةٍ وشيكَة؛ هي. لوما عزَّزت حُصونِي فسوفَ تهدُّها.

كانَت تكبُر بداخِلي أنا الَّذي أعمتني ثِقتي بأنِّي لَن أنهارَ أمامَها أو بسببِها، أدركتُ حينَما أفصَحتُ لَها عَن حقيقةٍ تمتُّ بصلةٍ لجانِبي المُظلِم أنِّي قد ضِعتُ بينَ مُنعرَجاتها رويدًا رويدا. ما وعيتُ حتَّى طفَّت أثقالِي في ميزانِ وجودِها، وطَفوتُ كما لو أنَّها فَضاء خانِق، متحرِّرًا مِن جاذبيَّة مبادِئي. توجَّب عليَّ إيقافُها عِندَ حدِّها، وتنبيهها أنَّها تتعامَل مع رجلٍ خطِر، لا يَنوي إكرامَها، رجلٌ لطالَما أساءَ استِضافَة المَشاعر الَّتي تطرقُه في عينيّ أحدِهم.

لا أنكِر أنَّ الحديثَ معَها رفَّه عنِّي، حتَّى تحرَّفت طَلعتُها العادِيَّة في عَدستيّ، وباتَت أنثَى استِثنائيَّة، أغمِس فُرشاةَ سَهوي في جمالِها، وأرسم لوحاتِ غزلٍ بهيَّة، رغمَ أنِّي في الإعجابِ عديمُ الموهبة. خطوةٌ وحيدةٌ هِي ما تطلَّبه مِنِّي السُّقوط، أنا الَّذي خِلت أنَّ الفاصِل بينَنا ألفُ ميل، ووعيتُ حالَ الارتِطام أنِّي استَهنتُ بالهَوى.

تسلَّحتُ بأقبحِ أسرارِها ضدَّها، مصرًّا عَلى كسرِ صورَتي النقيَّة الَّتي أودَعتها في رفِّ الاحتِرام، لتبتعِد عنّي مِلء إرادَتها، ربَّما لم أرِد أن تبتعِد بقدرِ ما أردتُ أن تلزَم الحُدود، لأنَّي غيرُ مستعدٍّ للإقلاعِ عَنها بعد، فلو تَركنا بينَ ضفَّتينا نهرَ حَذر لَن نخسر أبدًا. سَنت الأضواءُ الحَمراء في سَمائِي الدَّهماء، ولوهلةٍ كِدتُ أفقِد سَيطرتي عَلى رُشدِي.

لقد غرَّتني كياسَتي بأنِّي سأكونُ قادرًا عَلى طيِّ علاقتِنا متَى ما شِئت، كانَت اختبارًا فُجائيًّا وضعَته بينَ يديَّ هَفوة، وما تقبَّلتُ فِكرة إخفاقِي فيه بصفرِ مقاوَمة رغمَ أنِّي مَن حضَّرته. أنا الآن عاجزٌ عَن دفنِ رغبَة آثمَة في أقصَى الزُّهد، وشِفاء نكسَة أنزلها عليَّ هذا الوِصال، شَفتاي ساجِدتان عَلى عُنقها تُمارِسان طُقوسَ الضّياع، وكفِّي تعبَث بأديمِها في الجانِب الآخر لها، والشَّبق فيّ يترقرق.

تخلَّلت جواهِري السَّوداء بوزنِ همسة سلسال الصَّمت القانِي، فاكتَمل التَّحذير.

«لا تثِقي بي كثيرًا صغيرَتي».

شيَّعت أنجالُ ثَغري أسلافَها في مِحرابِها، وكلَّما عاهَدتني نَفسي على التَّماسُك، نكَثت في اللَّحظةِ المُواليَة، وأغرَتني بالمُكوث. بينَ الغمضَة والغمضَة كانَ صوابِي يَخبو وظلامُ الضَّلال يربو، وبينَ الزَّفرة والزَّفرة كان صوتِي ينبثِق مغمومًا.

«قد أصيرُ جشعًا، وأطالبُ بأكثرِ مِن حَديث».

ما تزالُ الصبيَّة عازِفةً عَن الحَراك، راضيةً بكلِّ ما ألحقتُه بِها مِن انتِهاكات، لأنَّ وعيَها غائبٌ عَن منصِبه كَوعيي. سافرتُ بعيدًا عَن عُنقِها بلا أثرٍ يذكَر، وأمامَ ثغرِها المُباحِ مثلتُ، راغبًا في استنشاق عبقِ النَّشوةِ بجوفِه والنَّظر عبرَه إلى الجانب الآخر للجنَّة، متسائلًا عَن إطلالتِه، ما الَّذي يُشارِف عَليه يا تُرى؟

أخليتُ كفِّي مِن مِعصميها، وملأتُ كلتيّ يديّ بعُنقِها دونَ أن أضيِّق الخِناق عَليها، وأوهمتُها أنِّي سأختطِف شَفتيها، وربَّما كُنت أوهِمُني أنِّي لَن أجترِئ. تآكلت المسافةُ بيننا، وكادَت تنقطِع تمامًا بقُبلة لولا أنَّها بسَطت كفَّيها عَلى صَدري ودفعَتني. جلجلَ اللَّوم مقلتيها المبلولَتين، قبلَ أن يبرَح شفتيها.

«لماذا ينبعُ منك كلُّ هذا اللُّوم مختلطًا بالتصنُّع، كشخصٍ لا يُشبِهك؟»

كانَ ارتجافُها مَلحوظًا، والرَّوابط بينَ كلماتِها مهزوزَة. لملمت أنفاسَها بشيءٍ مِن الهَلع، وتلعثمَت.

«هل لأنَّ مَزحتي كانَت ثقيلَة؟ أعتذِر مِنك بصدقٍ لو هتكتُ بأعصابِك!»

لا تزالُ عالقةً بي، وما بذلت أيَّ مجهود للنَّجاة من تحتِ أنقاضِي. علمتُ حينَما عوَّج الرَّجاء حاجبيها أنَّها تحاول أن تلتمس لي عذرًا، يسوِّل لها الحفاظَ على علاقتِنا المُبهَمة. طرحتُ كفيَّ على الرفِّ وراءها، ثمَّ كشَّرت بفَظاظة، بما أنِّي شرعتُ في ترهيبِها بالفعل، ارتأيتُ المُواصَلة.

«أنا هكذا مُنذ البِداية أنتِ مَن كُنتِ عمياء، هل سبَق لك وأن رأيتِ ذئبًا يُصاحِب حملًا ليُنصِت إلى ما ألحقه بِه الرَّاعي؟»

أزحتُ شعرَها المصفَّف على شاكِلة ذيلِ حصان عن كتِفها، وتشدَّقت بسخريَة.

«سخيفَة».

حبلت غيمَتاها بخيبةٍ حارقة سرعان ما سقَت خدَّيها. وما إن فتَحت لها مصراعَ الرَّحيل، حتَّى التقطَت حقيبَتها من الأرضِ وانصَرمت كالزَّمن.

ما خُضت في غِمار الأواصِر مُناقصةً إلَّا وحِكتُ خطَّتين؛ أصيلَة وبديلَة، وما ولجتُ نفقَ مُجازفةٍ إلَّا وحرِصتُ أن يكونَ له مَخرجين، لكنِّي فيها وَجدتُني حائرًا لأوَّل مرَّة في حَياتي. رحَاةُ نَفسي تَطحنُ الفَراغ وما وارَب وَعيي أبوابَه إلَّا عَلى صراعٍ بلَغ أوجَّه، كانَ الأوانُ قد فاتَ عَلى التوسُّطِ فيه لفضِّه، علاجُه الوَحيد التَّجاهُل.

تأمَّلتُ الأفقَ الَّذي غابَت فيه دونَ أن تقطَع عليَّ عيناها وعدًا بالعَودة، لا أظنُّ أنَّها ستُخاطِر بالإشراق فيَّ من جَديد. رجَعتُ إلى زِنزانتي، كانَت مُختلفةً عَن الأسابيعِ المُنصرِمَة، إذ نفَّذ رئيسُ السِّجن شُروطِي عُنوَة، يحتكِر أغلبَ مساحتِها سريرٌ عَريض ملاءاته قانية، يُقابِله مكيِّف هواءٍ يعتَلي الحائط، كذا ثلَّاجةً صغيرةً أحتفِظ فيها بعُبواتِ الفودكا تبتاعُ لي السِّلوان بينَ السَّهر والفَجر أحيانًا.

حاوَلت التَّركيزَ عَلى غايَتي مِن الانتِقال إلى كوريا، فما أنا هُنا للَّهوِ أو تَكوينِ علاقةٍ موبوءَة مَع طفلةٍ صغيرةٍ تستميتُ للانتِباه والحِمايَة، لستُ الرَّجل المُناسِب لتزرَع فيها الأمالَ لأنَّ قَلبي بَور، وحَياتِي مُفعمةٌ بالخَطر، ولَن تتغيَّر حتَّى بعدَ انتِهاء فترةِ حُكمِي. تعاقَبت الأيَّام برتابة، واكتشَفت أنَّها مَن جعلت لفُصولِي طابعًا مُختلفًا كلَّما زارَت أطنابُها كَوكبي ثمَّ تزاوَرت عنه.

أخبَرني مينسوك أنَّ أوانَ انقطاعِها عن العَمل هنا قد حان لأنَّها ودَّعته، ظننتُ أنَّها ستودِّعني إجلالًا للأيَّام الخَوالِي، لكنَّها ما أتتني طواعية، بَل جمَعتنا الصُّدفَة في مكتبِ جاين ثانيةً. كُنت بانتِظار الطَّبيبة لتُبلِغني عَن آخر المستجدَّات في روسيا، لأنَّها الوسيطُ بيني وبينَ حُلفائي، فالإفراطُ في التَّواصُل مَعهم شخصيًّا قد يُؤدِّي للعثورِ عليَّ، وأنا لا أريدُ مِن كريستيان أن يعلَم عَن مكانِي، ليسَ بعد.

سمِعتُ ضجَّة نابعةً بجانِبي، التفتُّ ظنًّا أنَّها جاين بشَّرتني بحُضورِها أخيرًا، فرأيتُ أرلين متصدِّعةً، والدَّلو الَّذي كانَت تحمِله واثبٌ عَلى الأرض دونَ أن يهدِر ماءه. ما لبِثت وأن انحنت منتشلةً مِقبضَه، وبصوتٍ مهزوزٍ قالت:

«آسفة، سأعود بعد حين».

ملتُ إلى قبلَتي الأصليَّة مصمِّمًا عَلى تجاهُلها. لم يستطِع صَمتي التَّماسك، إذ قطَع الحَنينُ حبلَ ثَباتي المُتآكِل، وعَليها تساقَطت أثقالُ صَدري قبلَ أن يتسنَّى لها إدراكُ المَخرج.

«مَن يهرُب الآن؟»

استَكانت خُطواتها بذاتِ النُّقطَة الَّتي ألقيتُ فيها علامَة استِفهام، وعافَرت نزعةً مُلحَّة في الاحتِجاج، تغلَّبت عَلى ضرورَة الرَّحيل.

«لقد أنقَذتني مِن بينِ براثِن وحشٍ نوى أن يقتات عَلى دموعِي، أكانَ عليكَ انتِهاجُ ذاتِ الطَّريقَة البربريَّة لترهيبي وأنت عليمٌ بمَخاوِفي؟»

صدمني عتابُها لي جهارًا، ورغمَ أشواكِ الهلاكِ المُحيطَة بي اقترَبت منِّي بخطوةٍ ساخطة سمعتُ وقعَها بوضوح. التفتُّ إليها بتبرُّم، آملًا لو تعصمها جلَدات ظَلامي عَن التَّمادي.

«أعلَم أنَّك رجلٌ مَوبوء، مِن الحُمق أن أطمَح إلى نيلِ إكسير الأمانِ منك، لكنِّي كُنت قنوعةً بالجُلوس إلى ضِفافك فحَسب، لماذا تريد إفساد علاقتنا؟»

نفثتُ أوَّار حنقي في زفرة، ثمَّ ترجَّلت عَن الكرسيّ، وهاجَمت قدمايَ ما تبقَّى من المسافَة بيننا. حينَما احتضرت، وتناثَرت شظايا الثِّقة في عينيها اللَّتين عجزَتا عن التَّوازن أجبت بأناة:

«أردتُ تَذكيرك بأنِّي رجلٌ أيضًا، وقد أغدر بثقتِك في أيِّ لحظَة!»

«لستُ عاتبةً عَلى الوَسيلة بل الغايَة منها، أنت لا تحبُّني حتَّى».

شطرَ الحُزن قُرصيها، وتأمَّلتني راجيةً لو أصلحَها وأعيدَ لها الكَمال. أشحتُ بَصري عن محيَّاها، عازمًا على التمسُّك بقرَاري الجائِر.

لن نرى بعضَنا بعدَ الغَد على أيَّة حال، فما الدَّاعي إلى إنعاشِ علاقةٍ ميِّتة. عقصَتها الهزيمَة على عقِبيها في نِهاية المَطاف، وتناءت عنِّي بتقاعُس. قبلَ أن أجلس، كبَّلتني أغلالُ اعترافِها، وما هي مِن معدن الغلّ!

«ولكنِّي اشتقتُ إليكَ أجاشّي».

احتَويتُ ظَهرها حينَما تنازَلت عن قُطر اللَّامبالاة، إذ أبَت زجَّ صورتِها بينَ إطاريّ، خشيَة أن تضعف؛ هي أوهَى من خُيوط العَنكبوت. عقب ثوانٍ من السُّكون استأنَفت النُّزوح عَن أرياف جَفائي، ولم أمنَعها.

أنا رجلٌ موبوء، وارتِشافي لَن يمنَحها الخَلاص، ولا المَناص مِن ظُلماتِها أبدًا، بل سيؤدِّي بها إلى التَّهلكة وهِي في غفلةٍ مِن أمرِها، قد تخال أنِّي طوقُ نجاةٍ مِن بحرِ نفسِها الَّذي ما أتقنت السِّباحَة فيه يومًا، ولكنِّي مرساة لَن تَجني مِن التعلُّق بِها سِوى الغَرق. رجلٌ رماديّ، لطالَما عانيتُ في الفصلِ بينَ سوادِ مُهجَتي، وبينَ بياضِ قيمي.

حلَّ المَساء، ومعَه هبَّت ذِكرياتُ اصطِدامنا مُداعبة شُعلَة فِكري، فانبلَج منها حريقٌ مهول لاكَني. اتَّجهتُ إلى المَكتبة الَّتي شهِدت معظَم لقاءاتِنا العفيفَة وكلِّي يقينٌ أنِّي لَن أراها بَعد اليَوم. كان ما ارتَكبته بحقِّها لمصلحَة كِلينا، ومُذ أنَّ الفُراق مَحتوم لا ضيرَ مِن التَّعجيل في أجلِه. الوحدَة خليلتي المخلصَة، مهما خاصمتُها لأعتكِف في مخدع الألفَة مآلي إليها.

استَعرت من الرفِّ روايَة الجريمَة والعقاب، لأخوضَ نزاعًا خاسرًا آخر مع اللُّغَة، فرَصيدي مَحدود. افترشتُ الأريكَة في ركنِ القاعَة، وأسكرتُ تركيزي بالقِراءة لئلَّا يُضنيني التَّفكير فيها، نجحتُ في مُراوغَة ذكرياتِنا المفترِسة، حتَّى هطَل عليّ أثيرُها.

«أريدُك أن تُؤذيني».

أقمتُ رأسِي عن الصَّفحة فإذا بها واقفة أمامِي بشُموخ، وفي عَينيها عَزم ما لفحَهما سلفًا. انصَهرت صلابةُ الجَفوة الَّتي سمَت وَجهي، واتَّسعت فجوةُ الدَّهشة بينَ جفنيّ.

«ماذا؟»

تطلَّب منِّي استيعابُ مقصدِها الارتِداد إلى أيَّام أغبرت، حيثُ عَقد الاستعجابُ حاجِبيّ. أزهَق صمتي ثقتَها إذ تخبَّطت عدسَتاها في جميع الاتِّجاهات، ثمَّ همَّت بالهربِ منِّي، كأنَّها ما فتَّقت تماسُكي. ربطتُ معصمَها بأنامِلي، وجررتُها إلى حُضني قسرًا، غدوتُ لكيانِها ضريحًا لا مناصَ منه.

«ردِّدي ما تلوتِه للتوّ».

عمَّ الهَرج والمَرج في صدرِها، طمرَه صمتُها بيدَ أنَّه اندلَق من شُقوقها. اضطَربت أنفاسُها كالأمواج بينَما أعصِف بها كرياحِ كانون. ذراعايَ تقيِّدان خصريها بإحكام، علِمت أنَّها لن تستطيعَ التحرُّر منهما، كانَ الانصِياع لأمري خيارَها الوَحيد. 
 

«أريدُك أن تُؤذيني».

نبَست بتوتُّر ثمَّ نكست رأسَها وعضَّت شفتها السُّفلى، راغبةً في محوِ كلماتِها. تلاعَبت بأعصابِها، إذ داعَبت أوتارَ فخذِها العارِي، أثبِت لها أنَّها لا تعِي ما تقوله، ليسَت ندًّا لاحتِواء رجلٍ مِثلي. وبخمولٍ سألت:

«كيف؟»

تخضَّبت وَجنتاها بالدِّماء، كأنَّها نزفت في صراعِها الدَّاخليّ مدرارًا، بينَ البَقاء في مَداري والاتِّقاء مِن شُروري، ثمَّ شنَّت شفتاها عَلى خدِّي غارةً، ترَكتني بعدَها منكوبًا، غارةٌ لن أغفرها دونَما ردّ، لأنِّي رجلُ الانتِقام. طارَدتُ مُقلتيها اللَّتين كانَتا شاهِدتين عَلى جريمتِها بينَ شوارِع الخَجل، لم تسمَح لي بالقَبض عَليها. كادَت تُهاجر حِجري لولا أنِّي كبَّلت خصرها، لا يُمكِنها الانصِراف قبلَ أن تخضَع للاستِجواب، وما توانَيتُ في جلدِ فخِذها بلمساتٍ عَشوائيَّة.

احتضَنتها زِنزانتيَّ الحالِكين، ريثَما أسنُّ بحقِّها حكمًا لذيذًا ومؤذيًا تُقت إليه، أن أراها حبيسَة شَفتيّ، نكالًا عَلى جسارتِها. لمسةٌ واهنةٌ انسلَّت مِن رحِم كفِّي على عُنقِها زلزلَت كيانَها، ودقَّت القُشعريرة ناقوس الخَطر عَلى أديمها، افتَضحت التوتُّر الَّذي أثرتُه في نفسِها. فاوضَت نَظراتي الثَّملة نظراتِها المُرتبِكَة عَلى فمها الرَّغد، تزعزعت أنفاسُها كلَّما دنوتُ مِن مقرِّه، ونازَع صدرُها قفصَه بضَراوةٍ كليثٍ بريّ.

مهَّدتُ بإبهامِي ثغرَها متحرِّيًا نعومته، قبلَ أن تهمَد شفتاي فيه للحظات، كانَ كفراشٍ فاخرٍ خلفَ زُجاجِ المَحظور، دُعيت إلى اختِبار غفوةٍ عَليه، وما لي ثمنُ اقتِنائِه إلى بيت مُلكي. اقتَطفتُ مِن روضِها ما طابَ لي، وبرزانَة ناقِد فنيّ احتَسى لوحاتٍ لا تُحصَى، يقفُ عَلى أعتابِها كأنَّه يمتلِك الأبديَّة تفقَّدتُها من كلِّ زاويَة، واجترعتُها عَلى مهلٍ مثلَ الخمر، فليس السَّكر ما نشدتُه اليَوم، بل تذوُّقها هِي الَّتي ما عُتِّقت في الحَياة بقَدري، عَلى جازِ شهيقِها المُتهدِّج.

حبرتُ عَلى صفحتِها مقطوعةً أنشَدتها قسرًا، مُنتهكةً جميعَ القَواعد الَّتي لا تعرِفها، ناشِزة عَن كلِّ النُّوتات الَّتي تعجزُ أن تفقهها، كانَت استِثنائيَّة ومُختلفَة عَن غيرها من النِّساء. ميولِي ليسَت مريضة لتقذِفني عَلى ثَرى صبيَّة ما خصَّبها النُّضج، وثَغراتي عديدة، لكنِّي لم أسدَّها يومًا بامرأة، الأصحُّ أنِّي ما وجَدتُ امرأةً عَلى مقاسِها، ليسَ حتَّى الآن.

لا أدري ما الَّذي يدفعُني نَحوها بهذا الزَّخم، هل لأنَّها في المُجون قاصرٌ أتخيَّلها قصرًا؟

كانَت بينَ يديَّ فاكهةً محرَّمة شهيَّة، اقتتُّ عليها بشراهةِ مَحروم أدقَعه الانتِظار. طرقتُ فمَها بلباقة، حينَما نضَب فيها الصَّبر اشتدَّ وقعُها، صالَت يَدي عَلى فخِذها بجرأة، واصطَلت الرَّغبة بداخِلي، ضاعَف انحيازُها إلى صفِّي سطوَتها. على رصيفِ الحاجَة تروَّيت مَخطوف الأنفاس، واختالَ بصري عَلى بساطِ الخُضوع الَّذي سجَّى كاملَ بقاعِها.

«بقذارة، أوليس؟»

هلاوز خفافيشي الحلوين 😍

شكرا على حبكم للرواية، ما توقعت تلقى هذا الكم منو لما نزلتها ستيل مصدومة بصراحة 💔 رح ظل منتظمة فيها إن شاء الله

الفيرست كيس أخيرا 😭😭😭 يلعنهم هدول لتنين عملولي جفاف عاطفي 💔

سو فشلت محاولة بيكهيون لدفعها فشلا ذريعا، لأنو كان خايف يتعلق بيها، مع أنو يقنع نفسو مستحيل يتعلق بيها ويقدر ينهي علاقتهم بأي وقت

رأيكم بالفصل!

أكثر جزء عجبكم وما عجبكم!

بيكهيون!

أرلين!

ردة فعلهم بعد القبلة!

هل ستغير القبلة شيئا في علاقتهما!

كيف رح يتعامل بيكهيون مع حتمية انقطاعها عن العمل!

تلقى أرلين طريقة لترجع، أو تكون علاقتهم عن بعد أو تنقطع تماما؟

توقعاتكم للجاي

الفصل الجاي بعنوان taste like cigarette
🏃🏃🏃🏃

دمتم في رعاية الله وحفظه ☀

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro