Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

Prison Lord| 04

الفَصل 04: لورد السِّجن.

نُستَشهدُ عَلى قيدِ الحَياة أحيانًا، بينَما نُجاهِد النَّكباتِ الَّتي تغزو أيَّامنا، وتُخلِّف في حناجِرنا آهاتٍ صَرعى، ليسَت كلُّ العُيونِ قادرةً عَلى إقامةِ حدادٍ يليقُ بها. انسِحابُها مِن المَيدان مهلةُ أملٍ زائف، ونذير لنكسةٍ أخرَى أشدّ فتكًا مِن سلفِها، كالمَوجِ ما يتحطَّم عَلى ناصيةِ الشَّاطِئ إلَّا لينقضَّ مِن جَديد. وفي برزخِ الشُّغور تحومُ أرواحُنا بعدَما تطعَنها الرَّزايا دونَما شعور. ونُدرِك أنَّ الانكِسار كانَ ضروريًّا لنشمِّر على الجَفاء، ونشيِّدَ شخصًا آخر لا يهون!

أحيانًا يطرُدنا القدر قسرًا مِن مواطِن الصُّلح، فلنجأُ إلى أوكارِ الفساد، أو ننصِب عَلى شَفا الضَّلال سُرادِق تمرُّد، ونأبَى الانتِسابَ إلى أيِّ صنفٍ مِن البَشر. تشرِّدنا العِبر الَّتي تداهِمنا في نهايةِ كلِّ غلطَة، عقبَ فوات الأوان، ومِثل غُبار الطَّلع نُلقِّح ورودَ الشرِّ الدَّهماء، فتنبُت في الطَّلح متنكّرة.

كُنت صبَّارًا، هَجره الحظُّ في عرضِ الصَّحراء، دونَما مؤنٍ تُعيلُه عَلى مُقاوَمة الظُّروف، كطفلٍ لقيط، فتلقَّن العيشَ مُعتمدًا عَلى نفسِه. ورغمَ المَتربة الَّتي تفشَّت بينَ ترائِبي، ما تسوَّلت خفقاتِي يومًا حسنات اهتمام. في هوَّةٍ ما بينَ الرَّماديِّ والأسوَد علِقت، بعدَ وقوعي مِن قمَّة الماضِي، تارةً أكونُ ليلًا حالكًا، لا يَعلم أحدٌ ما يضمِره في قرارتِه، وتارةً أكونُ نهارًا ماطرًا. وكالدُّخان الأبيضِ يوحِي للجميعِ أنَّ نيرانَه قد خمدت، ولكن ما دامَت شظايا السُّوء متناثرةً حولها، فسوفَ تنكؤُها عاجلًا أم آجلًا، وسوفَ تندلعُ من جَديد.

نذَر والِدي كلَّ مكاسِبه للقِمار، وتورَّط معَ قروشِ الدُّيون، فدَفعت والِدتي رمقَها ثمنًا لطيشِه أمامي. سخِرت مِنه الحيَاة حينَما أعدَمته على يدِ حارسٍ من حرَّاس الكازينو. أمَّا أنا فكُنت فيئًا مُغريًا لتجَّار البَشر، المُندسِّين كالطَّوائِف الخبيثَة في المُجتمع، يلتَحفون أزياءَ الخَير. أُرسِلت إلى روسيا، هُناكَ حيثُ لفتُّ زعيمَ العِصابَة فقرَّر التكفُّل بي.

ربَّما رصَد مِنظاراهُ الخبيرانِ في الفِراسَة شهُبَ النَّقم الَّتي ما انفكَّت تعبُر مجرَّتي، وربَّما رأَى بداخِلي غضبًا جامِحًا، فارتأَى أن يروِّضَه. اثنانِ محصَّنانِ مِن بطشِ الحَياة، لا تسحقُهما أبدًا، مَن نهضَ بعدَ كبوةٍ كسَرت جناحيَه، ومَن شهِد أسوأ ما لديها؛ لقد كشَفت أقوى ورقةٍ بحوزتِها ضدِّي. جُنِّدتُ حتَّى أكونَ الزَّعيمَ المُقبِل لمافيا الدِّماء الرُّوسيَّة، وغدوتُه.

وكزعيمٍ لشبكةٍ إجراميَّة يديرُ ثروَة هائلة، استهدَفتني أطماعُ المتربِّصين، أوَّلهم الابن الوحيدَ للزَّعيم السَّابق موروزوفا؛ لم يتقبَّل فِكرة إقصائِه عَن صهوَة السُّلطَة، وهزيمتِه أمامِي للمرَّة الألف، فأودَى بي إلى القُضبان بتُهمةٍ ملفَّقة؛ تبييض الأموال. وسطَ تاريخي الأسوَد الَّذي يعجُّ بالأمجاد، اقتَطع لي تذكرةً في درجةِ الهُواة إلى السِّجن، تبييض الأموال بحقِّ الربّ؟

وأسرِي ليسَ سوى خطوةً ضمنَ خطَّة محكمةٍ لاغتِيالي طبعًا، فكُنت له بالمِرصاد ونقلتُ الحَرب إلى أرضِي، لو أراد اللَّعِب معي فسوفَ نلعب، ولكِن بقوانِيني أنا وفي رُقعةٍ مِن اختِياري!

ذاعَ صيتي مُنذ أن وطأتُ السِّجن، حيث تسرَّبت حقيقةُ أنَّني رجلُ مافيا روسيّ، رغبتُ في طمسِها مؤقَّتًا، لذلِك تقلَّدت اسمِي الأصليّ، كما ظلَّت تُهمَتي مَجهولَة. انتَشرت الإشاعاتُ الكاذِبة حَولي كالنَّار في الهَشيم، كَأنِّي شخصٌ خامّ، اشتقُّوا مِنه قصصًا شيِّقة لإثراءِ خزَّانات فراغِهم، البعضُ يظنُّني قاتلًا متسلسلًا في رصيدِه أكثَر مِن ثمانين ضحيَّة، والبعضُ الآخر يظنُّني شيوعيًّا متصوِّفًا، ورَث وحشيَّة الاتّحادِ السُّوفياتيّ، خيالُهم واسِع للغايَة.

دفعتُ أموالًا طائلةً لئلَّا أعامَل كأيِّ سجينٍ مُنحطٍّ في هَذا المَركز، حظيتُ بحفنة امتِيازات، لكنَّها أدنَى مِمَّا وُعِدت بِه. طحنتُ سنابِل الصَّبر لمدَّة ثلاثة أسابيع، وعندما طَفح كَيلي داهمتُ مكتَب المُدير خلالَ غِيابه، ثويتُ كُرسيَّه الجِلديَّ الوَثير، ممدِّدًا قَدميَّ بغطرسَة، وهزهزتُه بضجرٍ مُترقِّبًا وفودَه.

ستزفُّه آخر الأنباء إليَّ قريبًا، لقد خمَد للتوِّ أوَّل شجارٍ يدويٍّ أخوضُه هُنا، كانَ المدعوَّ السيِّد بارك الحَلقة الأقوَى بينَ الجميع، استحوذتُ عَلى منصِبه دونَما عناءٍ كما يعتقِد، وصِرت لورد السِّجن الجَديد، يجهلُ أنَّ طُموحاتِي أسمَى مِن قيادَة دركِ السَّافلين هذا، لن يشكِّك في جَدارَتي بَعد الآن، أضلُعه المَكسورَة ستذكِّره بسَطوتي.

«لا يُمكِنك اقتِحام مَكتبي كلَّما شِئت».

ولبَ المُدير الكَهل مِن البابِ كالإعصار، إذ وشَى له وقوفُ مُساعِدي الوفيّ مينسوك بجوارِه أنِّي انتَهكتُ مِساحَته الشَّخصيَّة مثلَ العادَة. توغَّل بجوفِ القاعَة، وأخاديدُ الكِبر الَّتي تتخلَّلُ وجهَه مُترعةٌ بالاستِياء، ربَّما يفوقُني بخمسِ سنوات عَلى سلَّم العُمر، فأنا أكاد أشيِّع ثلاثينيَّاتي، وبفضلِ جيناتِي وروسيا الَّتي تغدو ثلَّاجة في فصل الشِّتاء، حافَظت عَلى شَبابي.

«ماذا لو رفَع أحدُهم بلاغًا للسُّلطاتِ العُليا، واكتَشفوا أنَّك تلقَى معاملةً خاصَّة؟ ألنَ يخسَر كِلانا في تِلك الحالَة؟»

هُو رجلٌ رِعديد، يخشَى عَلى منزلتِه الَّتي بلَغها بشقِّ الأنفُس، وأنا رجلٌ كالرَّعد بنظرةٍ وحيدةٍ أحسِم كلَّ الخِلافاتِ لصالِحي.

«أتُحاوِل تَهديدي؟»

عَلى مضضٍ أجهَض انتِفاضَته الشَّفويَّة، وانتَهج أسلوبًا سياسيًّا ماكرًا.

«أتحدَّث بعقلانيّة فحَسب سيِّد إيفان موروزوفا، لاشكَّ وأنَّ العَديد قد لاحَظوا الامتِيازات الَّتي حُبيتَ بها، على رأسِهم بارك تشانيول».

أوليتُ تركيزي لشاشَة هاتِفي الذكيّ، أتحيَّن ردَّ تابِعي عَلى إشارَتي. زرعتُ مينسوك هُنا كحليفٍ لي قبلَ أن أنقلَ مِن موسكو، هُو مَن هرَّب لي الهاتِف، إضافةً إلى أسلحة بيضاء، وأدوات تشويشٍ مُتطوِّرة.

«السيِّد بارك مشكلةٌ لا ترقَى أن تكون قضيَّة».

أنغَضت رأسِي، ورمقتُه بحدَّة.

«أنا هُنا لتذكيرِك بما وَعدتني به الأسبوعَ الفائِت؛ أريدُ سريرًا فاخرًا ومكيِّفًا كهربائيًّا عَلى الفور».

«أنتَ لا تَفهم الوَضع...»

حينما ورَدني المَقطع المنتَظر مِن أحدِ أعوانِي، هاجَرتُ كُرسيَّه الَّذي استَسغتُ طعمَ الرَّاحَة فيه، وبصوتٍ شبمٍ قاطَعته.

«بل أنتَ مَن لا يفهم، لقد ولَّت حِقبة المُفاوَضات».

أمتُّ المسافَة بيننا، حيثُ لبِثت بجانِبه وأريتُه مقطعًا لزوجتِه الجالِسة في مطعمٍ راقٍ، معَ امرأتين أخريين غيرها، خلفَ كُرسيِّها مباشرةً يقف رجلٌ يحجُب وَجهه بقُلنسوَة، سُرعان ما أزاحَ قميصَه عَن خصرِه، ومنحَنا لمحةً عَن المسدَّس المُتوارِي تحتَه.

«لوما حقَّقت أُمنياتِي البَسيطَة، فسوفَ أدمِّر حياتَك».

امتَقع وجهُه خوفًا، وألجم لسانُه فما نبس ببنتِ شَفة، في العالَم السُّفليِّ يُعرِّفني الجَميع عَلى أنِّي رجلٌ لا يُنفقُ كلماتِه هباءً، رجلٌ لو فتَل تهديدًا متينًا فسوفَ يجلدُ المَوت دونَ عَناء.

تركتُه متسمِّرًا في مكانِه، ولُذت بالخُروج مِن مكتبِه، نزفتُ ما يَكفي مِن وَقتي هُنا. لممتُ مِعصميَّ سويًّا، وأذِنت لمينسوك بتَصفيدِهما للشَّكليات، فإن رأونِي أتجوَّل بحريَّة سيتسيَّب النِّظام. يُفترَض أنِّي منهمكٌ في خوضِ صفقاتِ الأسلِحَة أو التِّجارَة بالبَشر، ولكِن بسبب الأبله كريستيان ها أنا ذا محبوسٌ بينَ قُضبانِ العَجز، محاطٌ بالمُبتَدئين!

أفلَحت في توقِّي الشُّبهات طوالَ مسيرَتي الإجراميَّة، وراوَغتُ الهَجماتِ المُباغِتة، رغمَ أنَّ بَعضَها عصَفت بي مِن فجاجٍ ما احتَسبتُها قطّ، كُنت ضليعًا في فكِّ شفراتِ العُيون، والاهتِداء إلى مكنوناتِ القُلوب مِن لغةٍ صمَّاء يخطُّها الجَسد بشفافيَّة، هذِه المرَّة كانَت خطَّته للإيقاعِ بي مَدروسَة، غير أنِّي سأردُّ له الصَّاع صاعَين، بينَما يحتفلُ بانتِصاره.

دببنَا في الأروِقة الخاوِية بثبات، إلى أن حطَّت بِنا النِّهاية في ردهةٍ شاسعة عَلى فصَّيها تتشعَّب أبوابٌ حديديَّة، يقيمُ خلفَها الجانحون. بابي يحمِل الرَّقم صِفر أربعَة، كالشَّارةِ المثبَّتة بجوارِ اسمِي. قعقعَت المفاتيحُ بيدِ مينسوك قبلَ أن يحلَّ القُفل، أسفَر على رُقعةٌ ضيِّقة ذات أرضيَّة خشبيَّة، تفتقِر إلى الأثاث. الزِنزانة مصمَّمة لاحتِواء أكثرِ مِن شخصٍ واحِد، غيرَ أنِّي ابتعتُ الخُصوصيَّة بنفوذِي.

أزالَ تابِعي المُتنكِّر بهيئة حارِس القيودَ عَن يديّ، وانتَظر أن أمنَحه شارَة الانصِراف، في حينِ توغَّلتُ بجوفِ غُرفَتي البائسَة وببلادةٍ سألت:

«ما الَّذي تحبُّه الفتيات المُراهقات؟»

«ماذا؟»

انتَفضت مِن ثغرِه علامةُ استفهامٍ أضرمَتها الدَّهشة، ليسَ مِن شيمي استِشارته عمَّا تهواهُ النِّساء، فلطالَما كانَت علاقَاتي محضَ محطَّات عابِرة، لا تفيضُ عَن السَّرير، ولا تبيحُ تبادُل الهدايا أو القصائِد الغَراميَّة المُبتَذلة. انعَطفتُ نحوَه بتلكُّؤ والفَراغُ مستحوذٌ عَلى ملامِحي.

«شقيقتُك مُراهقة أيضًا، ما الَّذي تُفضِّل تلقِّيه كهديَّة؟»

«هي تفضِّل الهَدايا الباهظَة، كحقائِب مِن ماركات شهيرَة، أو ملابِس أنيقَة تخوِّلها التَّباهي بها بينَ زُملائِها، ولكِن ما مُناسبة هذا السُّؤال؟»

في الأخير تغلَّب عَليه فُضوله، وما بخَلتُ عَليه بالجَواب، بما أنَّه سيسلِّمها لها عَلى أيَّة حال.

«لعاملةِ النَّظافة».

استَللتُ هاتِفي المَحمول مِن جَيبي، وتسوَّقتُ بينَ محلَّات الإنترنت بحثًا عَن هديَّة تُرضِي ذَوقي.عقِب دقائِق بدَت كقرنٍ وقَع اختِياري عَلى حقيبة Gucci سَوداء اللَّون ودائريَّة الشَّكل، عرضتُها عليه.

«ابتَعها».

عَلى هاتِفه دوَّن اسمَها، ومواصفاتِها ثمَّ قال:

«حاضِر سيِّدي».

استأجَرت الصبيَّة ذاتُ العَينين الواسِعتين في فِكري حيِّزًا، فانطِباعي الأوَّل عَنها لا يُنسَى. لقد نتأت في حَياتِي عَلى حين غرَّة كالدُّمل، لَم أدرِ ما إذا كانَت آنيَّة أم أبديَّة، وأجزِم أنَّها لأثنَى سماويَّة تساقَطت مِن غيمةِ الصُّدفَة كندفة ثَلج رطَّبت ضَجري.

ما منَعتني سذاجتُها مِن التحرِّي عَن خلفيَّتها، إذ ابتليتُ بامرأةٍ مِن صنفِها، تبيَّن لي فيما بَعد أنَّها تتجسَّس عليَّ لصالِح عدوِّي. توطَّدتُ أمامَ النَّافِذة المُطلَّة عَلى الباحَة الأماميَّة، وفي يدي الوَثائِق الَّتي توصَّل إليها منيسوك عقِب نبشِه؛ هِي ابنةُ العاصِمة سول، طالبةٌ في السَّنة الأولَى انتَقلت إلى المُواليَة، تقطُن برفقَة خالتِها الَّتي تعملُ في السِّجن، كما أنَّها تمارِس التزلُّج عَلى الجَليد في وقتِ فراغِها، ليسَت سِوى مراهقةً عاديَّة.

في المساءِ، ارتَدتُ المَكتبَة للمُطالعَة كقافيَة كلِّ يوم، غَدت لي روتينًا ثابتًا، فالإفراطُ في الخُمولِ يُصيبني بمغصِ الجُنون. تكونُ طاولاتُها مكتظَّة خِلالَ الفَترة الصَّباحيَّة، رغمَ أنَّ مُعظَم السُّجناء لا يكترِثونَ للقراءَة حقًّا، كلُّ ما في الأمرِ أنَّ وسعُها يذكِّرهم بالحريَّة الَّتي فقدوها. ولأنِّي مِن هُواة الخلوة، أصولُ بينَ ربوعِها حينَما يهجرُها الجميع، أسدُّ رمَق السأم بالأدَب الكوريّ وأشحَن رصيدي اللُّغويِّ الفقير. أيقنتُ اليومَ أنِّي لَن أهنأ ما دامَت آخر محطَّات تِلك الفَتاة، إذ رصَّعت بَصري كنَجمةٍ حالَما خيَّمتُ عَلى المَكان.

أفصَح لها همسُ خُطواتِي أنَّها ما عادَت بمُفردِها في المَكتبة، حيثُ تقاعَست يدُها عَن تسييرِ المِمسَحة، والتفتت خلَفها بسيماءٍ لبَّدتها سحائِب الهَلع، كانَت خائفةً أن يُكرِّر الماضِي الآنف نفسَه اليَوم أيضًا، لا أدرِي أنَّى سمَحوا لقاصرٍ مُفعمةٍ بالإغراء أن تُدغمَ في وسطٍ لا يرحَم. استَعادت صفاءَها حينَما تمحَّص اللُّبس عَن هويَّتي، وابتَسمت بإشراق.

«هذا أنت، أجاشّي».

غريب، ما سبقَ وأن رشَّحت رُؤيَتي القَلق مِن صدرِ أحد، بل لطالَما أرقتُ الخَوف في شَرايين العَيان، مُنذ أوَّل لِقاء. أفلَتت عصا المِمسَحة، فأحدَث اصطِدامُها بالأرضيَّة ضجيجًا مُزعجًا، وأغذَّت نَحوي بخطواتٍ حَثيثَة. استقرَّت نظراتُها عَلى حُدودي، وتعثَّرت بالجُرح الَّذي شابَ خدِّي.

«هل أنتَ بِخير؟ الجُرح سيترك ندبًا لا محالَة!»

حلَّقت يدُها نحوَ مقرِّه، ولولا أنِّي ردعتُها لحطَّت عَليه بِلا خَجل. لمحتُها جاثمةً بإزاء الحاجِز تراقِب الصِّراع الَّذي أشعلته كلِماتها. أخفضتُ ذِراعَها، أذكِّرها بالتِزام الاحتِرام في التَّعامُل مَعي، وبعدَما تدارَكت خَيبتها، أنعَشها الحُبور مِن جَديد، وزَجلت.

«لقَد عبَّقت السَّعادة روحي حينَما منَحني مينسوك هديَّتك مُنذ بُرهَة، لا أصدِّق أنِّي ارتَشفت عذوبَة هذا الشُّعور أخيرًا، شكرًا لك».

تآكل جَفناها متشبِّهين بهلالين برَّاقين كأنِّي ليلةٌ بُهر، وقد كُنت رجلًا مُحاقًا يخشَى الجَميع بثَّ أنوارهم فيه!

«لستُ مطمئنَّة عَلى تركِها في الغُرفَة، ماذا لو اختَطفتها إحدَى العامِلات»

عبست تزامُنا ونقطَة سُكوتها، في حين انحَزتُ نحوَ الرفِّ مُتجاهلًا ثرثرَتها، لو أفسَحت لها مجالًا أوسَع، فلن أتمكَّن من القبضِ عليها حينَما تجيشُ بداخلي. واصَلت مُلاحَقتي عَلى بُعد أنملةٍ مِن جَنبي الأيسَر.

«ولكِن هل الحقيبَة أصليَّة أم مقلَّدة؟»

شزَرت إليها بغَيظ.

«روحِي ثمينَة كما تعلَمين».

وشَّحت فمَها كفَّها بدراميَّة.

«إلــهي، رائِع، لا أصدِّق أنِّي أمتلِك حقيبَة غوتشي أصليَّة».

انتَقيتُ روايةً عالَميَّة مَشهورة، الجَريمَة والعِقاب، قرأتُ النُّسخَة الأثيلَة مِنها كذَا الرُّوسيَّة، ولا ضَير مِن شقِّ سطورِ الكوريَّة كذلِك.

«نظِّفي بتفان، إيَّاك وأن تُزعجيني».

سدَّدتُ في مرماها نظرةً ما حبِطَت يومًا في اختِراق شِباك القُلوب، ثمَّ انسقتُ نحوَ أريكةٍ مَصفوفةٍ في بُقعةٍ عمياءَ مِن المَكتبَة، خلفَ الوحداتِ الباسِقة، اضطَجعتُ عليها متأهِّبًا لغزلِ شرنَقة العُزلةَ حولَ تَركيزي، ظننتُ أنَّ الفتاة انصاعَت لأَمري، ولكنَّها انبثَقت لي مِن العَدم ثانيةً، سويًّا وأدواتِ التَّنظيف، يبدو وأنَّها تتهيَّأ للاستيطانِ في نِطاقي!

«قُلت أنَّ حياتَك ثمينَة، حتَّى حقيبَة الغوتشي لَن تُضاهيها، عليكَ أن تُطفِئ فُضولي الحارِق، أريدُ أن أعلَم ما تهمتك».

فتحتُ الكِتاب عَلى أوَّل فصل مِن الرِّوايَة، وبينَما أهمُّ بإيصادِ نافِذتيَّ في وَجهها، جثَت كثب ذِراع الأريكَة متشبِّثة بحافَّتها، وانتَحبت.

«هيَّا أخبِرني، هل ارتكبتَ صنفًا مِن الإبادة الجماعيَّة هُناك؟ هل سلَخت أحدَهم عَلى قيدِ الحَياة حقًّا؟»

كانَت تحدِّثُني كما لو أنَّنا أخلَّاء مُنذ دهورٍ سحيقَة، وما خَلى عَلى اشتِباكنا سِوى أسبوعان. الشَّائِعات أسوأ مِمَّا ظننتُ!

«لا أذكُر أنِّي فعَلت، أبشع ما اقتَرفته إحراق أحدِهم حيًّا».

زمَّت شَفتيها بشيءٍ من الخيبَة كأنَّها توقَّعت أن أكونَ هتلر القَرن الحادي والعِشرين، أنا لا أقتُل حبًّا بسفكِ الدِّماء كسفَّاح، بل لتصفيَة الحِساب.

«ما الَّذي يجعلُك تعتقِدين أنَّ السَّلخ أسوأ مِن الحَرق؟»

أصبتُ في تَخمين الأفكارِ الَّتي تدورُ في رأسِها الصَّغير، حيثُ أجابَت.

«الحرق ميتة سَريعة» .

لستُ بجاجةٍ لعينٍ ثاقبَة حتَّى أكتشِف أنَّها مستمتعةٌ بصحبَتي، هذِه الفَتاة تخالُ أنَّها تُخاطِب شخصيَّة شرِّيرة في فلم أو قصَّة مصوَّرة!

«يُمكنِنني منحُك شرفَ التَّجربة إن أرَدت».

قُلت بجُمود عسَى أن يقذِفها الوَجل بعيدًا عنِّي، فتقمَّصت إحدى زفراتِها العابِرة هويَّة ضِحكة تهكُّمًا، قبلَ أن تقفَ باستقامَة.

«شُكرًا لك، أفضِّل المُشاهَدة».

هلاوز خفافيش 😍

أعلِّق خرزة زرقة على الرواية خلص 😂😂 خايفة بعد فترة الكرم دي يجي قحط 😭

المهم أدعمو الرواية وحمسوني أحس هذا الكوبل ممتع، نرتاح معهم من سوداوية الروايات الثانية رغم أنهم سوداويين كمان

البطلة تمثلني بقوة 😂😂 أنو ما رح أهتم إذا الشخص يلي قاعد جنبي مجرم وأزهق كتير أرواح إذا حسيت أنو مو ناوي يأذيني 😎✨

شو رأيكم بالفصل!

أكثر جزء عجبكم وما عجبكم!

بيكهيون!

مينسوك!

أرلين!

هل يسمح بيكهيون لها بمواصلة إزعاجو!

كيف رح يتقربو من بعض!

والسَّبب يلي يخليهم يقتربو من بعض!

توقعاتكم للجاي!

دمتم في رعاية الله وحفظه ☀

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro