Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

21

انجوي بالقراءة لا تنسون الكومنت بين الفقرات و الڤوت 🤎



ظل تايهيونغ يعمل في المقهى حتى الساعة الرابعة مساءً وبعد انتهاء عمله قرر الاتصال بجيمين ليطمئن عليه ويسأله عما إذا كان مستعدًا للخروج اليوم كما خططا

تحدث تايهيونغ باستفسار :
"هل أنت بخير؟ هل تود أن نخرج معًا اليوم أم نؤجلها ليوم آخر؟"

جيمين بصوت متعب أجابه:
"أنا متعب جدًا ولا أستطيع الذهاب إلى أي مكان اليوم"

تايهيونغ بابتسامة مطمئنة قال له:
"لا بأس يمكننا الخروج في يوم آخر اهتم بنفسك وارتَح جيدًا"

انتهت المكالمة بتفاهم بينهما وقرر تايهيونغ أن يقضي بقية يومه بهدوء منتظرًا فرصة أخرى للخروج مع جيمين في لحظة مفاجئة دخل جونغكوك المقهى ليجد تايهيونغ هناك عينيه تضيئان بالدهشة والفرح عندما رآه، فابتسم بحرارة وسرور قائلاً:
"مرحبًا جونغكوكاه"

بينما تقدّم جونغكوك نحوه يبتسم بدوره ويدنو ليقف أمامه يفصل بينهما طاولة فقط

"مرحبًا عزيزي قررت اغتنام الفرصة والمجيء لهنا طالما أن المكان يخلو من الجواسيس إذاً أرغب بقهوة لذيذة المذاق تشابهك تماماً " . جاءت كلماته بنبرة لعوبة يغمز بعينيه بعذوبة

قال تايهيونغ ضاحكًا بخجل: "أخرس"

ضحك جونغكوك بشكلٍ خفيف مستمتعًا بمشاعر الخجل التي بدت على تايهيونغ فكان من الواضح أن حديثه ووجوده في المقهى كانا يبعثان السعادة في قلبه

لكن تايهيونغ لم يتوقف عن الحديث وبدأ يتحرك إلى آلة القهوة تحدث بصوتٍ منخفض قائلًا: "أتعلم؟"

ثم أضاف حينما سِمع همهمةً صادرةً من جونغكوك أضاف في سخرية واضحة: "أرثر أتى هنا ويُهددني"

كلمات تايهيونغ أوقفت لحظة في الزمن حيث شعر جونغكوك بتغير مفاجئ في تعابير وجهه فتجمد في مكانه غاضبًا قلبه انقلب، وظهرت على ملامحه علامات الاشمئزاز من هذا التصرف المتهورة

"لماذا؟ ماذا قال؟" سأل جونغكوك بحدة، وعيناه تتسعان في استفسار عميق

"قال إنه سيفضح علاقتنا أمام الجميع..." أجاب تايهيونغ بسخرية مُظهرًا ثقة لا حدود لها وتابع حديثه وهو يضع الكأس أمام جونغكوك: "لكن لا تقلق، إذا فعل هذا، سيكون هدفًا عكسيًا له سأعدك أن أجعله يقضم أنامله ندماً هو لا يعرفني جيدًا"

كانت الكلمات تُلقى بهدوء، لكن في قلب تايهيونغ كانت مشاعر القسوة تجسد حقيقة قويّة كان يعلم تمامًا كيف يتعامل مع المواقف العصيبة وكيف لا يسمح لأي شخص بالتلاعب به أو تهديده شخصيته قوية، لا ينخدع بسهولة ولا يترك الفرصة لأي أحد للعبور على حدود حياته الخاصة

جونغكوك الذي كان يشعر بالغضب الشديد اقترب فجأة ورفع يد تايهيونغ برفق كان واضحًا في عينيه تداخل مشاعر القلق والحب والحماية مدَّ يده ليأخذ وجه تايهيونغ برفق، ثم سحب شفتيه برقة لتقبيله

كانت القبلة على شفتيه دافئة، وكأنها تلملم الجراح التي أحدثها تهديد أرثر بينما كان يشعر بكل شيء حوله يهدأ، كما لو أن العالم كله توقف لحظة في هذا العناق البسيط

"كَن حذرًا، أحبكَ" ، همس جونغكوك في أذن تايهيونغ بعد أن انفصل قليلاً عنه، مع ابتسامة تفيض بالاهتمام والحب

ثم قام بترتيب نفسه، وأخذ أنفاسه، قائلاً له: "أحتاج أن أذهب إلى الشركة الآن، لكن سأعود قريبًا"

"سأفعل أحبكَ أيضاً " أجاب تايهيونغ بابتسامة هادئة، وعيناه تلمعان بالحيوية، بينما وقف جونغكوك مبتسمًا أيضًا، ثم غادر المقهى، تاركًا خلفه مشاعر قوية وأمنيات دافئة في قلب تايهيونغ

في شركة جيونكس كان جونغكوك يقف أمام مكتبه محاطًا بأكوام من الأوراق بينما والده يتحدث إليه بنبرة حازمة مليئة بالجدية:
"العمل لم ينتهِ بعد جونغكوك يجب أن تبقى هنا حتى الساعة السابعة لدينا العديد من الأوراق التي تخص الموظفين الجدد ويجب إنهاؤها اليوم لأن غدًا سيتم استلام السير الذاتية كل شيء يجب أن يكون مثاليًا"

كلمات والده كانت كالأثقال التي وضعت على كاهله، بينما الغضب يتأجج داخله بصمت لم يكن جونغكوك يرغب في إثارة جدال لكنه كان يشعر بالاختناق وعده لتايهيونغ كان يتردد في ذهنه كصدى لا يهدأ لقد خطط بعناية لذلك المساء حيث كانا سيقضيان الوقت معًا بعيدًا عن صخب الحياة والعمل في مكانهما الخاص

بتنهيدة خفيفة كبح غضبه الداخلي واستأذن والده قائلاً:
"أحتاج إلى الخروج لدقائق فقط لإجراء اتصال لن أتأخر"

وافق والده على مضض فخرج جونغكوك إلى الممر الهادئ وأخرج هاتفه نقر الأرقام بسرعة وكأن قلبه يتسابق مع عقارب الساعة ما إن أجاب تايهيونغ حتى قال بصوت هادئ لكنه يحمل بين طياته أسفًا عميقًا:
"مرحبًا تايهيونغي أردت أن أخبرك أنني لن أتمكن من الخروج اليوم العمل في الشركة لا ينتهي، ووالدي بحاجة لي هنا حتى المساء"

كان صوت تايهيونغ في الجهة الأخرى مليئًا بالحنان والتفهم، رغم خيبة أمله الواضحة:
"جونغكوك ، لا بأس عزيزي لا ترهق نفسك"

ابتسم جونغكوك بخفوت :
"سأعوضك "

سُرعان ما عاد جونغكوك إلى مكتبه بخطوات بطيئة وعيناه تحملان مزيجًا من الحزن والالتزام جلس أمام الأوراق المتناثرة محاولًا أن يغرق نفسه في العمل لكن عقله لم يتوقف عن التفكير في تايهيونغ كان يشعر بعبء داخلي ثقيل؛ ليس بسبب الأوراق أو ضغط العمل بل بسبب خيبة أمله في عدم الوفاء بوعده

كلما حاول أن يركز تسللت صورة تايهيونغ إلى ذهنه بابتسامته الهادئة وصوته الذي دائمًا ما يبعث الطمأنينة لم يكن الغضب الذي شعر به تجاه العمل سوى انعكاس لرغبته الشديدة في أن يكون بجانب من يحب !

كان تايهيونغ يجلس في الحديقة مع دانيال بعد أن عادا من مشاهدة الفيلم كان دانيال يتذمر بصوت عالٍ، يعبّر عن استيائه من جودة الفيلم، بينما كان تايهيونغ يجلس بجانبه شارد الذهن عينيه تحدقان في الأفق دون أن يتفاعل مع كلمات دانيال كان قلبه ما زال مشغولًا بفكرة ما سيحدث الآن بعد أن فقد فرصة قضاء الوقت مع جونغكوك

كان تايهيونغ جالسًا في الحديقة الهادئة مع دانيال بعد أن عاد من مشاهدة الفيلم الذي لم يلقَ استحسانًا من الأخير بينما كان دانيال يتذمر قائلاً:
"الفيلم كان سيئًا جدًا! لم أستمتع به على الإطلاق"

لم يرد تايهيونغ على كلامه في البداية بل ظل شارد الذهن تتنقل أفكاره بين الوعد الذي قطعه لجونغكوك وبين الشعور بالوحدة الذي أحس به اليوم فكر للحظات ثم سأل دانيال:
"هل تعتقد أنني يجب أن أتصل بإيلين؟ ربما يمكنني اصطحاب ليو طفلها معنا فأنت مجرد مصدر إزعاج لم تتعب بعد من التذمر المستمر؟"

ابتسم دانيال بحماس وقال:
" سأتجاهل كلماتك الجارحة ، إذاً اتصل بها إذن! أحب الجلوس مع الأطفال كثيرًا! أحيانًا أشعر أنهم أفضل من الكبار بكثير"

ضحك تايهيونغ على تعليق دانيال ، يهز رأسه قليلاً كما لو كان يتوقع مثل هذا الرد أخذ هاتفه وتردد للحظة قبل أن يتصل بإيلين بمجرد أن أجابت تحدث :
"مرحبًا إيلين، هل بإمكاني اصطحاب ليو اليوم إلى الحديقة؟ نريد أن نقضي بعض الوقت هناك سوياً"

أجابت إيلين بابتسامة واضحة في صوتها:
"بالطبع، لا مانع لدي ليو سيكون سعيدًا"

أنهى المكالمة ثم التفت إلى دانيال قائلاً:
"ليو سينضم إلينا انه لطيف للغاية"

ركب دانيال وتايهيونغ السيارة معًا متوجهين إلى منزل إيلين لاصطحاب ليو كان الطريق هادئًا إلا من أصوات موسيقى الروك التي تملأ الأجواء كان تايهيونغ مستمتعًا بكل لحظة رأسه يتحرك مع الإيقاع وكأنها طقوسه الخاصة للاستمتاع بالرحلة بينما كان دانيال يقود بحذر ينصت إلى تعليمات تايهيونغ بين الحين والآخر

قال دانيال وهو يبتسم:
"أنت في عالم آخر مع هذه الموسيقى أليس كذلك؟"

أجاب تايهيونغ بحماس وهو يرفع صوته فوق الموسيقى:
"نعم! لا أستطيع مقاومة الإيقاع!"

أخذتا السيارة منعطفًا آخر، وأخيرًا وصلوا إلى منزل إيلين نزلوا من السيارة معًا، وطرقوا الباب برفق فتحت إيلين الباب بابتسامة دافئة، ودعتهم إلى الداخل قالت:
"أهلاً وسهلاً بكما، تفضلوا بالدخول"

دخلوا إلى غرفة المعيشة حيث بدأ التعارف بين دانيال وإيلين وتبادلوا بعض الأحاديث الودية وفي تلك اللحظة سمعوا خطوات صغيرة على عتبة الباب استداروا جميعهم نحو مصدر تلك الخطواتِ

كِان ليو يقف عِند عتبة غرفة المعيشة ممسكًا بالحائط يحاول موازنة خطواته كما لو أنه يخوض مغامرة صغيرة في عالمه الخاص كان يرتدي سترة منفوخة وقبعة صغيرة وكان يبدو في غاية اللطف نطق بخفوت مليء بالبراءة:
"تيتي!!"

ابتسم تايهيونغ وفي عينيه شعاع من السعادةِ والحب ثم انحنى قليلاً في انتظار أن يقترب منه ليو نظر إلى إيلين وسأل بحماس:
"هل بدأ بالمشي حقاً ؟"

أجابت إيلين بابتسامة مشرقة وهي تراقب ابنها بحب: "نعم، منذ أسبوعين بدأ بالمشي  وهو يتعلم بسرعة ولكن..." ثم ضحكت برفق وأضافت :" منذ أن بدأ بالمشي بدأ يصنع فوضى جميلة في كل مكان!"

قهقه تايهيونغ وهو يستقيم بفخر ثم جلس وأمد يديه إلى ليو كان قلبه مليئًا بالفرح وهو يرى الطفل يخطو خطواته الصغيرة غير المستقرة نحوهم صوت ضحك ليو ملأ المكان وكانت والدته تشجعه بتصفيق خفيف حتى تمكن من الوصول إلى تايهيونغ الذي احتضنه في أحضانه بحنان

احتضن تايهيونغ ليو بحب قبّل جبينه بلطف ثم رفع رأسه ليشكر إيلين قائلاً:
"أنتِ محقّة إنه يتعلم بسرعة! إنه حقًا رائع"

إيلين التي كانت تراقب المشهد بسعادة ابتسمت وقالت:
"انه هكذا "

قبل أن يغادروا توجهت إيلين إلى زاوية الغرفة وأحضرت لهم كرسي السيارة الخاص بليو مع حقيبة صغيرة تحتوي على أدواته الشخصية قالت بابتسامة:
"هذه حقيبته وكل ما قد يحتاجه"

شكرها تايهيونغ بصدق ثم أخذ دانيال الكرسي بلطف وقال وهو يبتسم:
"لا تقلقي، ليو في أيادي أمينه!"

بعد أن ودعوهما بابتسامات دافئة خرجا من المنزل متجهين إلى وجهتهم التالية حيث كانا مستعدين لقضاء يوم مليء بالمرح والذكريات الجميلة مع ليو الصغير الذي أصبح جزءًا غاليًا من حياتهم

بعد أن ودّعا إيلين بابتسامات دافئة حمَل دانيال كرسي السيارة الخاص بليو و ثبتهُ في المقعد الخلفي بعناية ثم ناول الحقيبة لتايهيونغ الذي حمل ليو بحذر شديد بين يديه جلس تايهيونغ في الخلف بجانب الكرسي ووضع ليو برفق داخله متأكدًا من أن الأشرطة مثبتة بشكل آمن ومريح

تأكد كلاهما من أن كل شيء في مكانه ثم أغلقا الأبواب واستعدا للانطلاق نحو وجهتهما حيث كانت الابتسامة لا تفارق وجهيهما استعدادًا ليوم مليء بالمرح

طوال الطريق كان ليو يجلس في كرسيه الخلفي يتحدث بلغة الأطفال المحببة التي كانت مزيجًا من كلمات غير مكتملة وأصوات عشوائية مليئة بالبراءة كان يرفع يديه بين الحين والآخر ويشير إلى النافذة قائلاً: "تيتي! باه!"

كان تايهيونغ يبتسم باستلطاف شديد ويجيب عليه وكأنه يفهم كل كلمة:
"أوه، هل ترى الشجرة؟ نعم، إنها كبيرة جدًا!"

ثم يرد ليو بصوت متحمس: "بُب!" ويضحك

في كل مرة يصدر ليو صوتًا أو يشير إلى شيء ما كان تايهيونغ يتفاعل معه بحماس وكأنهما يخوضان محادثة عميقة لا يفهمها سوى هما أما دانيال الذي كان يقود السيارة كان يراقب المشهد من خلال المرآة بابتسامة مرحة قائلاً:
"يبدو أن لديكما لغة سرية خاصة أليس كذلك؟"

أجاب تايهيونغ وهو يعبث بشعر ليو برفق:
"بالطبع! ليو أذكى مما تتخيل"

ضحك الجميع واستمرت الأجواء المرحة في السيارة حيث كان ليو مركز الاهتمام بصوته الطفولي وضحكاته البريئة التي أضفت على الرحلة شعورًا خاصًا مليئًا بالدفء

بينما كان دانيال يقود السيارة في طريقهما ألقى نظرة خاطفة على تايهيونغ الذي كان منشغلاً بالرد على ليو ثم قال بنبرة فضولية ممزوجة بالمرح:
"أوه، بالمناسبة كيف حال علاقتك مع حبيبك؟"

توقف تايهيونغ للحظة عن مداعبة ليو، ثم ابتسم بخفة وقال:
"بخير سيأتي جونغكوك عند المساء"

رفع دانيال حاجبيه بتعجب طفيف وأضاف بابتسامة عريضة:
"حقًا؟ أود رؤيته أريد أن أعرف من هو الشخص الذي تمكن من خطف عقلك بهذا الشكل!"

ضحك تايهيونغ بحرارة وأجاب وهو يربت على رأس ليو:
"لن تصدق كم هو رائع عندما تقابله ستفهم كل شيء"

ابتسم دانيال وأومأ برأسه، ثم قال بمزاح:
"حسنًا، إذا كان قد جعل تايهيونغ يقع في الحب بهذا الشكل فلا بد أن يكون مميزًا للغاية!"

قهقه تايهيونغ بخفة بينما كان ليو ينظر بينهما بعينيه البريئتين وكأن حديثهما كان جزءًا من أجواء المرح التي ملأت السيارة

عند المساء

بعد يوم طويل من العمل أنهى جونغكوك مهامه الأخيرة في المكتب وأخذ نفسًا عميقًا من الراحة أمسك بهاتفه وقرر الاتصال بتايهيونغ ليتحقق من حاله عندما رن الهاتف رد تايهيونغ على الفور، وكان صوته مليئًا بالحيوية التي تعكس الأجواء السعيدة التي يعيشها

"مرحبًا هل أنت في المنزل؟" سأل جونغكوك وهو يحاول إخفاء ابتسامته في صوته

رد تايهيونغ بنبرة دافئة وكان يشعر بالسعادة وهو يتحدث:
"لا أنا بالخارج مع دانيال و ليو"

تفاجأ جونغكوك قليلًا عندما سمع اسم ليو فدق قلبه قليلاً من الشوق:
"هل ليو معكَ؟"

أجاب تايهيونغ وهو يشاهد ليو الذي بدأ يخطو خطواته الصغيرة بفخر:
"نعم، أتعلم بدأ بالمشي!"

صمت جونغكوك للحظة غير مصدق لما سمعه ثم رد بحماسة واضحة في صوته:
"لا أصدق! بدأ يمشي؟ لا أستطيع الانتظار لرؤيته وهو يمشي"

ابتسم تايهيونغ بينما كان يشاهد ليو وهو يحاول التوازن بين خطواته الصغيرة قائلاً برقة:
"نعم، إنه يتعلم بسرعة أنا فخور جدًا به"

تسارع نبضات قلب جونغكوك وعيناه امتلأت بالحنين والشوق ليراهم قريبًا تحدث بلطف : "حسنًا سأذهب إلى المنزل لتغيير ثيابي ثم آتي إليكم"

أجاب تايهيونغ بصوت مليء بالحب والانتظار:"سأكون في انتظارك"

كانت الكلمات بينهما تحمل في طياتها أعمق معاني الحب والمودة حيث كان الشوق يملأ كل لحظة من حديثهم وعلى الرغم من أن ليو ليس ابنهما إلا أن عواطفهم تجاهه كانت تلامس قلوبهم وكان اللقاء المنتظر معًا يزيد من قوة الروابط التي تجمعهم

قاد جونغكوك سيارته نحو المنزل متجنبًا التفكير في أي شيء آخر سوى رؤيته لتايهيونغ وليو في أقرب وقت ممكن ركن سيارته في ساحة السيارات ثم خرج منها وبدأ السير بخطوات سريعة نحو مدخل المنزل

دخل جونغكوك إلى منزل ليجد المكان فارغًا بدا وكأن الجميع إما خارج أو منشغل فأخذ نفسًا عميقًا وهو يصعد السلالم متجهًا نحو شقته

كان يتجه نحو غرفته لتغيير ملابسه لاحظ أن أرثر كان يجلس في الصالة وقد كانت تلك اللحظة كفيلة بأن يعكر مزاجه فموقفه مع أرثر دائمًا ما كان مليئًا بالمشاجرةِ

كان يتجه نحو غرفته لتبديل ملابسه عندما لمح أرثر جالسًا في الصالة، مشهدٌ كان كافيًا ليعكر مزاجه على الفور لطالما كانت مواجهاته مع أرثر مشحونة بالمشاجرات والتوتر

توقف عن السير فجأة عندما سمع صوت أرثر، الذي نهض من مكانه متجهًا نحوه وقال بنبرة حاول أن يجعلها هادئة:
"جونغكوك، هل يمكننا التحدث قليلًا؟"

تصلبت ملامح جونغكوك وهو يشيح بنظره بعيدًا عنه، نبرة صوته حملت قسوة واضحة عندما أجاب دون أن يكلف نفسه النظر إليه:
"ليس هناك ما يستحق النقاش بيننا"

أرثر، الذي كان يأمل في الحصول على بعض التفهم، شعر بخيبة أمل واضحة، لكنه لم يجد وسيلة لإيقافه أما جونغكوك، فلم يلتفت إليه إطلاقًا، بل تابع طريقه بخطوات ثابتة، متجاهلًا تمامًا وجود أرثر أو أي حديث يتعلق به وبمجرد وصوله إلى غرفته، أغلق الباب خلفه بسرعة، ثم انشغل بتغيير ملابسه دون أن يُبدي أي اهتمام بما حدث

خلع جونغكوك سترته وقميصه، ليبقى عاري الصدر بينما كان يبدّل بنطاله بآخر أكثر راحة أخذ يبحث عن قميص مريح ليرتديه، مستغلاً الهدوء الذي عمّ المكان في تلك اللحظة، انفتح الباب بهدوء، ودخل أرثر فجأة، مما دفع جونغكوك للتنهّد بضيق واضح، غير مكترث بوجوده على النقيض، وقف أرثر متجمّدًا في مكانه، وملامح الصدمة ترتسم على وجهه، وعيناه تفضحان دهشته مما رآه أمامه

تقدم أرثر بخطوات سريعة نحو جونغكوك، وعيناه تحدقان مباشرة في العلامات التي توزعت على صدره وعنقه كانت نبرته منخفضة لكنها تحمل حدة واضحة، وكأنه يحاول السيطرة على انفعالاته:

"ما هذا؟ ما هذه العلامات على جسدك؟"

رفع جونغكوك حاجبه بسخرية طفيفة، وكأن كلمات أرثر لم تزعجه بقدر ما أزعجته الجرأة في طرحها استدار نحو الخزانة بهدوء وأخرج قميصًا ليبدأ في ارتدائه، متجاهلًا تمامًا نظرات أرثر المتفحصة

"لم أكن أعلم أنك أصبحت مراقبًا شخصيًا لي"

"هل... هل عاشرت تايهيونغ؟" سأل أرثر بصوت متقطع، وكان واضحًا في نبرته أنه لم يتوقع هذا السؤال الذي خرج منه، إذ كان مشبعًا بالدهشة والخذلان كلماته بدت وكأنها صاعقة سقطت عليه، فجعلته يشعر بأن الأرض بدأت تهتز تحت قدميه التحديق في جونغكوك، الذي كان يجيب ببساطة ويبدو غير مبالي، زاد من وقع الصدمة في قلبه

نظر جونغكوك إلى أرثر بنظرة باردة، وابتسامة صغيرة تلاعبت على شفتيه، قبل أن يتحدث بصوت هادئ لكنه قاطع:
" نعم، عاشرته هذا لا يعنيك وإياك أن تذهب إليه لتهديده بتفاهاتك أتفهم؟ إذا فعلت ذلك مجددًا، أقسمُ أن العواقب ستكون وخيمة هذا آخر إنذار لك... لا تكن مراقبًا لي"

كانت نبرته حازمة، وكلماته تحمل تحذيرًا واضحًا، مما جعل الجو مشحونًا بالتوتر، وأرثر يشعر بعدم الارتياح في تلك اللحظة

قال أرثر بانفعال، وهو يحاول كبح مشاعر الغضب والحيرة:
"أيعجبك ما يفعله؟... هو يهدم كل شيء بيننا، كل ما بنيناه معًا!"

رد عليه جونغكوك ببرود، وابتسامة صغيرة تعكس قسوة كلماته:
"لا يوجد بيننا شيء ولم يكن هناك شيء من الأساس فقط أنت تتوهم"

أغشي على وجه أرثر لحظة من الصمت، مشاعر الانكسار تتدفق في عينيه، وكأن كلمات جونغكوك قد قطعت خيط الأمل الذي كان يراه شعر بالخذلان، كما لو أن كل ما كان يعمله ليلًا ونهارًا قد تبخر فجأة في الهواء، وتركه وحيدًا في وجه حقيقة مريرة لا مفر منها

قال أرثر بنبرة منكسرة، يحاول جاهدًا السيطرة على دموعه التي كانت تكاد تنساب:
"ألا تخجل من نفسك؟ أنت في علاقة مع رجل غريب، وتتعاشره أيضًا، بينما تترك زوجك خلفك؟"

كان صوته مليئًا بالحزن والخذلان، كأن كل كلمة تنبض بألم لم يستطع إخفاءه كانت عيونه تومض بالحيرة، تتنقل بين الغضب والألم، وكأن كل فكرة عن خيانة مشاعره وغياب الأمان قد تجمعت في تلك اللحظة

قال جونغكوك بصوت مليء بالغضب والتوتر، عينيه مشبعتان بالكره والحزن:
"أنت جعلتني أُحرم من كل شيء الحب والعاطفة التي لم أذقها يومًا معكَ منذ ارتباطي بك، شعرتُ وكأنني في الجحيم، وكأنني قيدتُ نفسي بنفسي أرثر، لا شيء بيننا أفهم شيئًا واحدًا فقط... أنا أكرهكَ!"

كانت الكلمات تخرج منه كالسكاكين، تقطع أي رابطة كانت بينهما، وتترك في قلب أرثر جرحًا عميقًا من مشاعر الخذلان والانكسار

في تلك اللحظة، أدرك أرثر أن كل شيء قد انتهى، وأنه لم يعد له مكان في حياة جونغكوك

عندما شعر جونغكوك بكل هذا الزخم العاطفي يحيط به أدرك أن الوقت قد حان للابتعاد فبينما كان قلبه يعتصر بالألم من كل الزمان المفقود قرر أن يغادر المنزل بأسرع ما يمكن خرج بسرعة من الغرفة تاركًا خلفه أرثر الذي ظل واقفًا في مكانه عاجزًا عن الرد

وفي تلك اللحظة، كان جونغكوك يعلم أنه لابد أن يتوجه إلى حيث يجد الراحة والسكينة، إلى حيث يستطيع أن يبدأ فصلًا جديدًا مع تايهيونغ

بينما كانت السيارة تبتعد عن المنزل كان جونغكوك يقود ببطء عيناه تائهتان بين الطريق وبين أفكار لا تُحصى تدور في رأسه كان يشعر بشيءٍ غريب في قلبه خليط من التشتت والغضب ورغبة هائلة في التحرر من قيود علاقةٍ طالما شعر بأنها ثقيلة عليه

"كيف لم يفهم؟" كيف لا يستطيع أن يتركني وشأني؟" كان يتساءل بمرارة و تذكر كل الخلافات كل الكلمات الجارحة التي تبادلاها وكل اللحظات التي شعر فيها بالاختناق من الحياة التي يعيشها معه لم يكن أرثر يبدي أي رغبة حقيقية في تغيير شيء بل كان متشبثًا بالعلاقة وكأن شيئًا لم يحدث وكان يصر على إبقاء تلك السلسلة الثقيلة التي لا معنى لها

" هل يحبني حقًا؟" كانت تساؤلاته تتدافع داخله في حين كانت الإجابة في قلبه واضحة تمامًا فهذا الحب الذي يسعى اليه ارثر انتهى لم يعد موجودًا وأن كل شيء بينهما قد انتهى منذ زمن بعيد

وبينما كان يشق الطريق تذكر لحظاته مع تايهيونغ ذلك الشخص الذي ملأ قلبه بالدفء والأمل من جديد كانت صورته تتسلل إلى ذهنه في كل لحظة
"لا شيء يشبه شعوري عندما أكون معه كل شيء معه يشعرني بالحياة"

في داخل قلبه كان هناك شيء ينساب برقة كلما فكر في تايهيونغ كان يشعر بأن روحًا جديدة قد نفذت إليه الحب الذي كان يعيشه مع تايهيونغ لم يكن مجرد حب عابر بل كان شيئًا كان يفتقده طوال حياته لم يكن الحب مجرد شعور جسدي أو تعلق عابر بل كان مثل ملاذ له مكان آمن يلجأ إليه وسط عالمٍ مليء بالفوضى

وقد أدرك في تلك اللحظة وهو يقود السيارة أنه يجب عليه أن يتخذ خطوة حاسمة نحو حياة جديدة علاقة أرثر لم تكن سوى وهمٍ اعتقد في البداية أنه يستحقه ولكن الحقيقة هي أنه كان يتوهم كانت مشاعره تجاهه مشوشة، وأما قلبه، فقد ارتاح في مكانٍ آخر، في شخصٍ آخر

"تايهيونغ" ، همس باسم بإسمه يضغط على المقود بقوة أكبر متخيلًا ضحكاته التي كانت تنثر البهجة في قلبه وصوته الذي ينعش روحه وابتسامته التي تمنحه سلامًا لا يعرف له مثيلًا

تايهيونغ هو الشخص الذي جعله يشعر لأول مرة أنه يستحق السعادة في هذا الكون بأسره، وأنه قادر على أن يحب بصدق، دون قيود أو ألم، كأن حبه له هو الجسر الذي يعبر به إلى عالم لا يعرف سوى الأمل والطمأنينة

وكان في تلك اللحظات، أكثر وضوحًا من أي وقتٍ مضى، أنه لم يعد يستطيع العودة إلى الوراء

وصل جونغكوك إلى المركز التجاري، أوقف سيارته في المواقف ثم نزل بسرعة بينما كان يخطو نحو الداخل، أخرج هاتفه وتصل بتايهيونغ ليخبره عن مكانه

أجاب تايهيونغ على الهاتف بسرعة قائلاً: "أنا في الطابق العلوي مع دانيال وليو" ، ابتسم جونغكوك وهو يجيب : "حسنًا، سأكون هناك في دقائق" ، أغلق المكالمة وأخذ خطوة أسرع نحو المصعد، متوجهًا إلى الطابق العلوي حيث ينتظره

دخل جونغكوك إلى المقهى، وعينيه تبحثان عن تايهيونغ في زاوية هادئة، كان يجلس مع دانيال بينما يلهو ليو بألعابه الصغيرة فوق الطاولة كان الجو دافئًا ومريحًا، حيث بدت الابتسامة على وجوههم وكأنها تعكس الهدوء الذي طالما افتقده

ابتسم جونغكوك وهو يتقدم نحوهم، وبمجرد أن وصل إلى الطاولة، اقترب من تايهيونغ وعانقه برفق، كأن الوقت توقف للحظة ثم قبّل عنقه بخفة، مما جعل قشعريرة محببة تسري في جسد تايهيونغ كان هذا الفعل يعكس كل ما يحمله قلبه من حب واشتياق

فصل جونغكوك نفسه عنه بسرعة، مبتسمًا، ثم صافح دانيال بحرارة "مرحبًا، دانيال. كيف حالك؟" قال جونغكوك وهو يجلس بجانب تايهيونغ أجاب دانيال بابتسامةً واسعةً :
"أنا بخير ، سعدتُ بلقائك "

ابتسم جونغكوك وأجاب بلطف: "سعيد بلقائك أيضًا، دانيال يبدو أنكما تستمتعان بوقتكما هنا" ، ثم نظر إلى تايهيونغ الذي كان يبتسم بدوره، وأضاف: "كنت أتمنى أن أكون هنا معكما من البداية، لكن العمل كان يؤجل كل شيء"

وفي تلك اللحظة، كان ليو مشغولًا بألعابه بينما مد جونغكوك يده نحو رأسه ليقبّل جبينه بحنان :" كيف حالك يا صغير؟" همس له، ولقي ابتسامة عميقة من ليو

تايهيونغ، الذي كان يشعر بدفء اللحظة تحدث برقة: "لقد اشتقت إليك" قالها بصوت منخفض وعينيه اللامعتين تتحدثان بلغة لم يتقنها سوى قلبه بينما كانت يداه تمسحان برقةٍ على فخذ جونغكوك تلك اللمسة التي كانت تقول أكثر مما تعبر عنه الكلمات

أمسك جونغكوك يده بلطف وشبكها بيده في تعبير عن التفاعل الهادئ بينهما كان ذلك مثل وعد غير معلن بينهما: "وأنا أيضًا"

في تلك اللحظة كان دانيال يراقب المشهد بهدوء وهو يطعم ليو من البانكيك كان ينظر إليهما وعلى الرغم من ابتسامته الودودة كان يعكس على وجهه شيء من الارتباك إذ شعر لأول مرة أنه قد يكون الطرف الزائد في العلاقة

ما جعله يبتسم بحيرة و يتحدث بـ :" كنت أقرأ عن الطرف الزائد في العلاقات لكن لم أتوقع يومًا أن أكون أنا!" ضحك الجميع بصوت عالٍ، بما في ذلك دانيال الذي لم يكن في استطاعته سوى الضحك على الموقف

بينما كانوا يجلسون في المقهى بدأ دانيال الحديث مع جونغكوك بنبرة ودية مستفسرًا: "ماذا تعمل، جونغكوك؟"

ابتسم جونغكوك بخفة وأجاب: "أنا أعمل في شركة والدي تخرجتُ في إدارة الأعمال قبل بضع سنوات، وأتولى الآن إدارة أحد الفروع الكبرى"

هزّ دانيال رأسه بإعجاب وقال: "هذا رائع"

ضحك جونغكوك قليلاً وأضاف: "أحيانًا، لكن أجد الوقت للأشياء التي تعني لي الكثير" ، ثم سأل دانيال بلطف: "وماذا عنك؟ هل تعمل أم لا زلت تدرس؟"

رد دانيال بابتسامة مرحة: "لا زلت في الجامعة، لم أصل بعد إلى عالم العمل أركز حاليًا على إنهاء دراستي"

توقف جونغكوك قليلاً ثم وجه سؤاله التالي: "كيف تعرفت على تايهيونغ؟"

ابتسم دانيال بصدق وأجاب: "تعرفت عليه في دورة الطهي لقد كان مميزًا منذ اليوم الأول مهاراته في المطبخ مذهلة، وطاقته الإيجابية تجذب الجميع ، نظر إلى تايهيونغ بتقدير وأضاف: "تعلمت الكثير منه وما زلت أتعلم"

تايهيونغ الذي كان يستمع إلى حديث دانيال شعر بموجة من الخجل والارتباك، لكنه اكتفى بابتسامة صغيرة محاولًا إخفاء احمرار وجنتاه الطفيف

بينما كان الحديث مستمرًا، كان جونغكوك يلتفت إلى ليو بين الحين والآخر كان الطفل يلعب بألعابه الصغيرة على الطاولة، لكن جونغكوك لم يتركه للحظة مدّ يده ليقرص وجنتيه الممتلئتين برفق وقال بابتسامة دافئة: "مَن هذا الصغير اللطيف؟" ثم قطع قطعة صغيرة من البانكيك وقدمها له بحنان، يتأكد من أنه يأكل بشكل جيد

لاحظ تايهيونغ تلك اللحظة، ولم يستطع منع نفسه من الابتسام كان من الواضح أن جونغكوك يعامل ليو وكأنه ابنه، بحب واهتمام يتسللان إلى كل حركة يقوم بها

في تلك اللحظة، قطع دانيال صمتهم بتعليق صادق: "أطفالك سيكونون محظوظين بأب مثلك، جونغكوك"

تفاجأ جونغكوك بتلك الكلمات للحظة، لكنه سرعان ما ضحك بهدوء وقال وهو ينظر إلى ليو: "أتمنى ذلك، إذا كان لدي أطفال يومًا ما، سأفعل كل ما بوسعي لأكون أبًا جيدًا لهم"

نظر تايهيونغ إلى جونغكوك بعينين تملؤهما مشاعر مختلطة، ابتسامة دافئة ارتسمت على وجهه بينما فكر في الكلمات التي قيلت للتو، وكأنها عززت مكانة جونغكوك في قلبه أكثر

بعد انتهاء الحديث، التفت دانيال نحو تايهيونغ وسأله بابتسامة خفيفة: "هل ستعود معي إلى المنزل؟"

نظر تايهيونغ إلى دانيال للحظة، ثم أجاب بهدوء: "لا، سأعود مع جونغكوك"

لم يكن جواب تايهيونغ مفاجئًا، لكنه جذب انتباه جونغكوك، الذي أوما برأسه بتأكيد دون أن يتوقف عن اللعب بخصلات شعر تايهيونغ الخلفية برفق كانت أصابعه تتنقل بين الخصلات بتلقائية، وكأنه يجد في تلك اللمسة وسيلة لإظهار الحنان

دانيال، الذي لاحظ تلك اللفتة الحميمة بينهما، اكتفى بابتسامة صغيرة وقال: "حسنًا، سأترككما إذًا يبدو أنكما ستستمتعان ببقية اليوم معًا"

ضحك تايهيونغ بخفة، بينما نظر إليه جونغكوك بابتسامة جانبية وقال: "اعتنِ بنفسك، دانيال وداعًا"

ودّعه دانيال بمزاح لطيف، ثم انصرف، تاركًا جونغكوك وتايهيونغ في لحظة من الهدوء والانسجام بينهما، حيث كان اللعب بخصلات الشعر بمثابة لغة خاصة تجمعهما دون حاجة إلى كلمات

بعد أن غادر دانيال، انحنى تايهيونغ قليلاً نحو جونغكوك، يتأمله بعناية، ثم تحدث بنبرة حنونة مليئة بالدفء: "هل أنت بخير؟"

رفع جونغكوك عينيه نحو تايهيونغ، وابتسم ابتسامة صغيرة تُظهر نصف ارتياح ونصف تعب :" نعم، أنا بخير"

لكن تايهيونغ لم يقتنع، فصوت كلماته كان يحمل نبرة أعمق من مجرد سؤال عابر وضع يده بلطف على ذراع جونغكوك وقال بثقة هادئة: "أعلم أنك تستطيع الكذب على الجميع، لكن ليس عليّ"

صمت جونغكوك لوهلة، وكأن كلمات تايهيونغ اخترقت جدرانه الداخلية ثم تنهد بعمق، وأرجع رأسه للخلف مستندًا إلى الكرسي، قبل أن يبدأ بالكلام: "ما حدث في المنزل اليوم مع آرثر..."

نظر تايهيونغ إليه باهتمام شديد، فتابع جونغكوك: "لقد رأى العلامات التي تركتها عليّ... في تلك الليلة" توقف للحظة، وكأنه يسترجع المشهد في ذاكرته، ثم أضاف بصوت منخفض: "لم أنكر أنها منك. رأيت الصدمة في وجهه لم أكن أريد حتى أن أشرح... لقد اكتفى بما رآه"

ابتلع جونغكوك ريقه بصعوبة، وبدأ يفرقع أنامله توترًاً مكملاً : "أشعر أنني وصلت إلى نقطة اللاعودة معه أرغب في إنهاء كل شيء بأسرع وقت كل هذا الضغط، من آرثر ومن العمل في الشركة... كل شيء أصبح أكثر من طاقتي"

لم يقاطع تايهيونغ حديث جونغكوك، بل استمر بالاستماع بعناية، وعيناه تشعان بالحنان والتفهم ببطء، مدّ يده ليمسك بيد جونغكوك، وضغط عليها برفق، قبل أن يهمس بثقة: "دعني أكن ملاذك الآمن، أحمل عنك كل ما يثقل قلبك في حضوري، لن يكون للحزن مكان بيننا"

ابتسم جونغكوك وهو يلمس يد تايهيونغ، ثم قبّلها برقة، كأنها وعدٌ منه، قائلاً:
"أنت السبب في قوتي، من أجلك فقط أستطيع تحمل كل شيء"

أثناء جلوسهم معًا، قاطع ليو اللحظة بين تايهيونغ وجونغكوك، ممسكًا بطرف قميص جونغكوك، ومنطقيًا ببراءة: "بَا"

ضحك جونغكوك بمرح وقال: "هل أصبحت والده الآن؟" ، ليرد عليه تايهيونغ بابتسامة: "نعم، تبدو هكذا"

في تلك اللحظة، رن هاتف تايهيونغ، وكان دانيال على الخط يخبره أن يأتي لاصطحاب كرسي السيارة الخاص بليو

أجاب تايهيونغ بسرعة: "هل يمكنك ان تذهب إلى دانيال لتركيب الكرسي الخاص بـ ليو بسيارتك؟"

أومأ جونغكوك برأسه وقال: "انتظرني هُنا ، لن أتأخر"

ثم توجه بسرعة إلى المواقف حيث كان دانيال ينتظره هناك. أخذ الكرسي الخاص بـ ليو ، وقام بتركيبه في سيارته بعناية بعدها، ودع دانيال مجددًا بمصافحة سريعة، ثم عاد في طريقه إلى تايهيونغ

في تلك اللحظة، خرجوا سوياً نحو الساحة الخارجية، حيث كان الهواء البارد يلف المكان برقة، وحبات المطر تتساقط برفق على الأرضية المبللة كانت الأضواء المعلقة فوق الأكشاك تضيء المكان بألوان دافئة، مما أضفى على الجو طابعًا من السحر والبهجة كان العديد من العشاق والأصدقاء والعائلات يتجمعون هناك، يقضون أوقاتهم الممتعة وسط ضحكاتهم وأحاديثهم الدافئة

الأكشاك الصغيرة التي تزين الساحة تقدم أشهى الأطعمة والمشروبات، كان هناك كشك مخصص لشوكولاتة ساخنة تفوح رائحتها اللذيذة، تجذب المارة الذين يتوقفون لاحتساء فنجان دافئ بالقرب من ذلك، كان هناك كشك يعرض زينة الكريسماس المتنوعة، من كرات الزينة اللامعة إلى الأشجار الصغيرة المزينة بأضواء براقة، إضافة إلى كشك آخر مخصص للتصوير، حيث يمكن للزوار التقاط الصور التذكارية في جو من المرح والبهجة !

كان المكان يعج بالحياة، بكل ما يحمله من لحظات دافئة، بين ضحكات الأصدقاء والتلميحات الرومانسية التي تبادلها العشاق، ومشاعر الألفة التي ملأت الأجواء

قال تايهيونغ بصوت حنون وهو يبتسم: "هل ترغب برؤية ليو الآن وهو يمشي خطواته الأولى؟" نظر إلى جونغكوك بعينيه اللامعتين، وكان الحماس يملأ قلبه لرؤية هذه اللحظة الفارقة

جونغكوك، الذي كان ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر، أومأ بحماس شديد، وأجاب بابتسامة واسعة: "نعم، بالطبع!" اقترب منهما بسرعة، ثم وضع قبلةً دافئة على جبين ليو المخبأ تحت القبعة، قبل أن يتوجهان سوياً نحو الجهة الهادئة

عندما وصلوا إلى المكان الهادئ، وضع تايهيونغ ليو بحذر على الأرضية المبللة وقف ليو مترددًا، ممسكًا بقدمي تايهيونغ بعينيه الواسعتين التي تعكسان الفضول، بينما نظر إلى جونغكوك بحيرة بريئة، كأنه يواجه تحديًا جديدًا

"بَا!! ليو!! بَا هُنا" ، نادى جونغكوك وهو يفتح ذراعيه مرحبًا

ابتعد جونغكوك عنهما قليلاً ليترك مسافة، وعيناه تراقب ليو بحب وشغف، في حين كانت يداه تتسعان لتستقبل ليو، الذي لاحظ الحركة، توسعت عيناه برقة و تلمعان بسعادة، كأنه يفهم أن هناك شيئًا مميزًا يحدث بدأ يتحرك ببطء، ثم خطوة تلو الأخرى، وبدأ يسير بخطواته الصغيرة نحو جونغكوك

جونغكوك استمر في التصفيق برفق كتشجيع، في حين كانت قهقهاته الودودة تملأ الأجواء، مما جعل تايهيونغ يراقب المشهد بكل حب وفخر، وعيونه تلمع بعاطفة عميقة تجاه الشخصين اللذين أضاءا حياته بشكلاً مفاجيء

عندما وصل ليو إلى جونغكوك، ضمه الأخير بين ذراعيه بحنان، يحمل ليو برفق حتى يشعر بالدفء اقترب جونغكوك من تايهيونغ ومرر قبلةً وديعة على جبينه، ثم نظر إلى عينيه وقال بابتسامة دافئة: "هل ترغب بالشوكولاتة الساخنة؟"

تايهيونغ، الذي كان لا يزال ممسكًا بلطف بيد ليو، ابتسم وأومأ برأسه موافقًا، فقال: "نعم، يبدو أنها فكرة جيدة"

وفي تلك اللحظة، بدأ ليو في نطق بعض الكلمات غير المفهومة، وكانت عيناه ترفعان نحو جونغكوك بين حين وآخر، بينما يكرر بصوت مرتفع: "بَا!!" وكأنما كان يحاول التعبير عن شيء

جونغكوك استجاب له بابتسامة حانية، قائلاً: "أنت لا تعرف كم أنا سعيد لرؤيتك تكبر " ثم، بنظرة محبة تجاه تايهيونغ، أضاف: "لنذهب ونحتسي الشوكولاتة الساخنة"

ذهبوا نحو الكشك، حيث كان الجو مليئًا بالأنوار والزينة، وأخذوا مكانهم وسط الأجواء الهادئة التي تضفي سحرًا على تلك اللحظة الصغيرة

بينما كانوا يتوجهون نحو الكشك المضاء بأضواء دافئة، كانت رائحة الشوكولاتة الساخنة تنتشر في الأجواء، مما جعل ليو يبتسم ابتسامة بريئة أخرى وهو يحرك يديه في الهواء كما لو كان يشعر بالفرح الكبير

عندما وصلوا إلى الكشك، وقف جونغكوك بجانب تايهيونغ وهو لا يزال يحمل ليو بين ذراعيه. أشار إلى تايهيونغ وقال: "ماذا عنك؟ شوكولاتة ساخنة أم شيء آخر؟"

تايهيونغ ابتسم بحب وهو يجيب: "شوكولاتة ساخنة ستكون رائعة"

ثم نظر إلى ليو الذي كان ينظر بدهشة إلى جميع الألوان والزينة المحيطة به، وفجأة نطق بـ: "بَا!" مرّة أخرى، وكأنّه يحاول الانضمام إليهم في هذه اللحظة السعيدة جونغكوك ضحك بصوت خافت وقال: "نعم، بَا هنا، صغيري"

بعد لحظات، عادت الأكواب، وبينما كانت الشوكولاتة دافئة في أيدهم، جلسوا على طاولة صغيرة بجانب الكشك ليو، الذي لم يستطع الانتظار، بدأ يلعب بيديه على سطح الطاولة، وهو يبتسم ببراءته كان كل شيء يبدو مثاليًا في تلك اللحظة

بينما كان ليو يلعب بيديه على الطاولة، كان تايهيونغ يحمل الكأس الورقي الصغير بيده، يحرص على أن يكون محتواه باردًا بما فيه الكفاية قبل أن يقدمه له بدأ يشربه بحذر، وهو ينظر إلى جونغكوك بابتسامة رقيقة كان يحرص على أن يكون كل شيء مثاليًا له، أن يشرب الشوكولاتة الساخنة التي يحبها بطريقة لا تؤذي فمه الصغير

جونغكوك، الذي كان يراقب المشهد بهدوء، مسح فمه بعد أن انتهى من شرب كوبه، ثم ألقى نظرة إلى تايهيونغ كانت عيون جونغكوك تلمع بابتسامة دافئة، وهو يراقب كيف كان تايهيونغ يهتم بكل تفاصيل ليو الصغيرة

جونغكوك، الذي جلس بجانب تايهيونغ، رفع كوبه إلى شفتيه قائلاً: "هذه هي اللحظات التي تجعل الحياة تستحق العيش، أليس كذلك؟"

تايهيونغ، الذي كان يراقبهم بكل حب، رد بنبرة هادئة: "نعم، بكل تأكيد"

وبينما كانوا يتبادلون الضحكات والمحادثات الهادئة، كان ليو يرفع عينيه بين الحين والآخر، ينظر إليهم بابتسامة بريئة، كما لو أنه يشعر بالحب من كل جانب

بينما كان تايهيونغ يجلس بجانب جونغكوك، تفكيره بدأ يسرح قليلاً. كانت الكلمات التي كان يخطط لقولها تظل عالقة في فمه، فكرة مفاجئة كانت تثيره وتقلقه في الوقت ذاته: كيف سيخبر جونغكوك أنه قادر على الحمل؟

نظر تايهيونغ إلى ليو وهو يلعب ببراءة، وعيناه تلمعان كما لو أنه لا يعرف شيئًا عن التحديات التي قد يواجهها في المستقبل ثم رفع نظره إلى جونغكوك، الذي كان يعامل ليو برفق وحنان، وكأنّه ابنه كان يراقب لحظات الحنان بينهما، ويشعر بقلبه يخفق بشدة

بعد أن انتهوا من احتساء الشوكولاتة الساخنة، قرروا الذهاب إلى كشك الصور كان الجو مليئًا بالبهجة، والأنوار المتلألئة تزين الأرجاء، مما جعل المكان يبدو وكأنه لوحة سحرية من الألوان والذكريات التي تنبض بالحياة

"هل نلتقط بعض الصور؟" سأل تايهيونغ بابتسامة دافئة، وهو يلتفت إلى جونغكوك، الذي كان يحمل ليو بين ذراعيه

جونغكوك ابتسم، وأجاب: "بالطبع، لن نضيع هذه الفرصة!"

توجهوا جميعًا نحو كشك الصور، حيث كانت الكاميرا جاهزة لالتقاط اللحظات الثمينة دخلوا إلى الكشك معًا، حيث كان المكان صغيرًا ولكنه دافئ، وقد كانت الأضواء الناعمة تخلق جوًا مريحًا ومثاليًا لالتقاط الصور

جلسوا معًا، وكان ليو يجلس بين يدي جونغكوك بينما كان تايهيونغ يقف بالقرب منهما " لنلتقط صورة جماعية!" قال تايهيونغ، وهو ينظر إلى الكاميرا بابتسامة مشرقة

جاءت اللحظة المثالية حينما نطق ليو مرة أخرى بـ "بَا!" وهو يرفع يديه بطريقة عفوية، مما جعل الجميع يضحك بمرح كان جونغكوك يعانق ليو بقوة، فيما كانت يدي تايهيونغ تلتف حولهما بلطف

الكاميرا التقطت الصورة في لحظة سعيدة، حيث تلتقي أرواحهم في صورة واحدة تعكس حبهم المتبادل والأوقات الجميلة التي يقضونها معًا

عندما انتهوا من التقاط الصور، خرجوا معًا من الكشك، وابتسموا جميعًا وهم يحملون معهم ذكرى تلك اللحظة، التي ستظل عالقة في ذاكرتهم إلى الأبد

"هذه الصور ستكون مميزة، أليس كذلك؟" قال جونغكوك وهو ينظر إلى الصورة في الكاميرا، بينما كان ليو ما يزال بين ذراعيه

"نعم، ستكون ذكرى جميلة" رد تايهيونغ وهو يبتسم، وعيونه تعكس مشاعر الحب والامتنان لهذه اللحظات التي تقضيها عائلاتهم الصغيرة معًا

وسط سيرهم، بينما كانت أنوار المدينة تتلألأ حولهم، التفت جونغكوك إلى تايهيونغ بابتسامة عريضة على وجهه وقال: "هل تعلم أن عائلتي ستقيم حفلة كريسماس كبيرة هذا العام؟ في أحد الفنادق الفخمة هنا في بوسان ستكون الأجواء رائعة!"

نظر تايهيونغ إليه بتساؤل، بينما كانت عيناه تلمعان ببعض الفضول : "حفلة كريسماس؟ يبدو أنها ستكون حدثًا رائعًا"

أومأ جونغكوك برأسه وهو يضيف: "نعم، ستكون حفلة مليئة بالفرح والأنوار والأطعمة الفاخرة سأقوم بحجز غرفة في الفندق لنا أيضًا، نتمكن من قضاء وقت خاص معًا بعيدًا عن كل شيء أريد أن نحتفل بهذه المناسبة معًا فقط أنا وأنت!"

تايهيونغ شعر بقلبه يرفرف مع الكلمات التي نطق بها جونغكوك، فهذه الدعوة كانت بمثابة وعد بالاحتفاظ بذكريات جميلة في هذا الوقت الخاص

"أنت تعرف كيف تجعل كل شيء يبدو أكثر مثاليةً " ، قال تايهيونغ بابتسامة رقيقة، وقد تجلى في صوته الدفء العاطفي ، " بالطبع، سأكون سعيدًا بأن نحتفل سويًا فقط وحدنا "

جونغكوك ألقى نظرة نحو تايهيونغ وهو يواصل السير بجواره :"أنا متأكد أنك ستجعل هذه الليلة ذكرى لا تنسى كما تفعل دائمًا"

ابتسم تايهيونغ وهو يشعر بشعور من الراحة يغمره، والهدوء الذي يحيط بهما يكمل اللحظة المثالية التي يشهدانها معًا

بينما كان ليو يخطو خطواته الصغيرة على الأرضية، كانت قدماه تتردد بخفة على السطح المبلل، وعيناه تتسعان بحذر وفضول كان جونغكوك ممسكًا بيديه بكل رفق، يوجهه بلطف ويشجعه على الاستمرار، بينما كانت ابتسامته دافئة تعكس الفخر والسعادة التي تغمره

تايهيونغ الذي كان يراقب الموقف بهدوء، أخرج هاتفه ليلتقط بعض الصور لتلك اللحظات الثمينة كان ليو يبدو في غاية السعادة وهو يخطو تلك الخطوات الصغيرة

عندما بدأ ليو يشعر بالتعب من المشي، مد يديه نحو جونغكوك وهو يناديه بصوت صغير "بَا!"

ابتسم جونغكوك بحنان وسرعة، ورفع ليو بين ذراعيه، محتضنًا إياه في حضنه بحب ودفء. ثم نظر إلى تايهيونغ بابتسامة، قائلاً: "يبدو أنه يريد أن يشعر بدفء حضني أكثر"

تايهيونغ ضحك بلطف، وابتسم لهما وهو يلتقط مزيدًا من الصور كانت اللحظة مليئة بالحب والدفء، وكان الوقت يسير ببطء كما لو كان يتوقف ليعكس تلك اللحظات الثمينة التي جمعتهما مع ليو

بدأ المطر يتساقط بغزارة، مما جعل الأجواء أكثر برودة، فقرروا العودة إلى المنزل كان جونغكوك يحاول إيقاف قبله التي لا تنتهي على وجنتي ليو المملوءتين واللتين امتلأتا بالماء من قطرات المطر، مما جعل الموقف أكثر دفئًا وحنانًا لكن مع كل قبلة، كان ليو يضحك بمرح ويعاود احتضان جونغكوك

ضحك تايهيونغ وهو يراقب المشهد، قائلاً بخفّة: "إذا استمريت هكذا، ليو سوف يختنق من كثرة القبلات!" كان يراقب بحب وتسلية، بينما كان جونغكوك يواصل في إظهار حبه الكبير

لكن المفاجأة كانت في ردة فعل ليو، الذي لم يبدُ متأثراً بل العكس، فقد عاود احتضان جونغكوك بإصرار أكبر، كما لو كان يطلب المزيد كانت يديه الصغيرة تدور حول عنق جونغكوك بحنان، مما جعل تايهيونغ يصعق قليلاً من هذا المشهد

"أنت لم تتعلم الدرس بعد، أليس كذلك؟" قال تايهيونغ ضاحكًا، وهو يشاهد الموقف الذي بدا وكأنه حلقة من مسلسل حُب كان ليو يبدو وكأنه لا يريد أن ينفصل عن حضن جونغكوك أبدًا

جونغكوك ابتسم بلهفة وحنان، وهو يلمس رأس ليو برفق، "يبدو أنه يحبني أكثر مما تعتقد!" قالها وهو يحاول مواصلة المسير تحت المطر كان ليو يضحك برقة، ممسكًا بكامل جسده الصغير بين احضانه

ثم قال تايهيونغ مبتسمًا وهو يراقب أيديهما المترابطة: "لنذهب سريعًا قبل أن نغرق! نحتاج إلى العودة سريعًا إلى المنزل الآن

عند السيارة، وقف جونغكوك بجانب الباب الأمامي مشغّلاً المحرك، فيما وقف تايهيونغ عند الباب الخلفي ممسكًا بليو بحذر كان الطفل ينظر حوله ببراءة وكأن المطر والأضواء المنعكسة على الأرضية الرطبة تثير فضوله

فتح تايهيونغ باب السيارة الخلفي بحذر، ثم انحنى ليضع ليو في كرسيه المخصص، متأكدًا من ربط الأحزمة بإحكام، لكن برفق حتى لا يزعجه "حسنًا، صغيري جاهز للانطلاق؟" قالها بابتسامة بينما كان يتأكد من ثبات الكرسي

ليو، الذي بدا مشغولاً باللعب بخيط صغير على سترته، أطلق ضحكة عفوية بينما رفع عينيه نحو تايهيونغ

" أنت حريص جدًا، أحيانًا أعتقد أنك أفضل في هذا مني!" قال جونغكوك بابتسامة جانبية، وهو يرفع حاجبه بمزاح

أغلق تايهيونغ باب السيارة الخلفي بحذر، ثم انحنى نحو نافذة جونغكوك المفتوحة قليلًا "ليس حرصًا، بل حبًا... تعلمت هذا منك" ، رد بابتسامة خفيفة قبل أن يتوجه نحو مقعده الأمامي بجانب جونغكوك

بينما كان جونغكوك يقود السيارة بمهارة وسط الشوارع المبللة، كان يسمع خلفه همسات ليو الطفولية، ويميل برأسه قليلاً ليبتسم كلما شعر بنظرات تايهيونغ العاشقة تتسلل نحوه بهدوء

بينما كان جونغكوك يقود السيارة بخفة على الطرق المبللة، كانت الأجواء داخل السيارة مليئة بالدفء ليو كان يلعب بأصابعه الصغيرتين، يغمغم بكلمات طفولية غير مفهومة بين الحين والآخر، مما جعل كلًا من جونغكوك وتايهيونغ يبتسمان تلقائيًا

"أتعلم؟" قال تايهيونغ وهو ينظر إلى ليو عبر المرآة الأمامية، "أشعر أن ليو بدأ يتعلق بك أكثر مني"

ضحك جونغكوك وهو يجيب :
"لا يمكنني إنكار ذلك، لكنه طفل ذكي، يعرف أين يجد الدفء"

تايهيونغ ضيّق عينيه بمزاح :
"هل هذا تلميح أنك أكثر دفئًا مني؟"

"ربما"، أجاب جونغكوك وهو يبتسم ابتسامة جانبية، "لكن في النهاية، أنا فقط أتعامل معه بالطريقة التي أتعامل بها معك يبدو أن هذا يكفي"

كانت كلمات جونغكوك دافئة لدرجة أن تايهيونغ شعر بتورد خفيف على وجنتيه، لكنه تظاهر بتعديل وشاحه ليخفي ابتسامته الصغيرة

بينما كانت السيارة تسير بهدوء على الطريق المبلل، سأل جونغكوك، وهو يراقب ليو النائم عبر المرآة الأمامية، "تاي، من سيأخذ ليو الليلة؟"

نظر تايهيونغ إلى ليو للحظة بابتسامة صغيرة قبل أن يجيب :
"سأتصل بأيلين الآن لأسألها"

جونغكوك أومأ برأسه، ثم أضاف بنبرةً هادئة:
"حسنا ، لأني أريد أن أستغل بعض الوقت معك الليلة فقط أنا وأنت"

توقف تايهيونغ عن كتابة الرسالة للحظة، ونظر إلى جونغكوك بابتسامة طفيفة تخفي خلفها سعادة لا تُوصف :"حسنًا "

تحدث تايهيونغ بلطف: "أيلين، لقد انتهينا من يومنا مع ليو ، من سيأتي لاصطحابه؟"

جاء رد أيلين مشوبًا بالامتنان: "أوه، شكرًا جزيلًا لكما على رعاية ليو اليوم، لقد أسعدتموه بالتأكيد ، زوجي في طريقه إلى منزلك الآن سيكون هناك في غضون نصف ساعة أشكركما كثيرًا مرة أخرى، لا أعرف كيف يمكنني رد الجميل"

ابتسم تايهيونغ وهو يجيبها: "لا داعي للشكر، أيلين نحن نحب قضاء الوقت مع ليو سننتظره في المنزل"

أنهى المكالمة وأعاد الهاتف إلى جيبه ثم التفت إلى جونغكوك، الذي كان يستمع بصمت: "زوج أيلين سيأتي إلى المنزل ليأخذ ليو لن يستغرق وقتاً طويلاً"

أومأ جونغكوك برأسه، ناظراً من مرآة السيارة إلى الطفل الصغير الذي كان قد غرق في النوم، رأسه يميل بخفة على حزام الأمان :
" يبدو أنه كان يومًا سعيدًا بالنسبة له أعتقد أن أيلين ستكون سعيدة عندما تسمع ضحكاته غدًا"

ضحك تايهيونغ برفق وقال: "بالتأكيد ، هذا الطفل ينشر السعادة أينما ذهب"

تابعا طريقهما نحو المنزل، وسط أجواء من الدفء والراحة، حيث كانت أصوات المطر الخفيف على زجاج السيارة تضيف إيقاعًا هادئًا للحظة التي عاشاها

عندما وصلوا إلى المنزل، أوقف جونغكوك السيارة بهدوء أمام باب المنزل نظر إلى المقعد الخلفي حيث كان ليو غارقًا في النوم أنفاسه الصغيرة متناغمة مع صوت المطر الخفيف الذي لا يزال يطرق نوافذ السيارة

ثم دون أن ينطق بكلمة أمسك جونغكوك يد تايهيونغ فجأة التفت تايهيونغ إليه باستغراب، حاجباه يرتفعان قليلاً وهو ينظر إلى وجه جونغكوك الذي كان يتأمله بنظرة عميقة لا تحمل سوى مزيج من الحب والاحتياج

"ما الأمر؟" سأل تايهيونغ بهمس، محاولًا فهم صمت جونغكوك لكن جونغكوك لم يرد بل اقترب منه ببطء

اقترب ببطء وكأنه يمنح الوقت لتايهيونغ ليتنبه لما سيحدث ولمّا لم يبدِ تايهيونغ أي مقاومة، مال جونغكوك نحوه حتى التقت شفاههما كانت القبلة في بدايتها ناعمة وكأنها اختبار لمدى تقبّل الآخر، ثم تحولت إلى قبلة أعمق، مليئة بالمشاعر المكبوتة

شفاه جونغكوك كانت باردة قليلاً بسبب برودة الطقس، بينما شفاه تايهيونغ دافئة وناعمة ، ضغط جونغكوك بخفة مُتذوقًا حلاوة اللحظة فيما كانت يده ترتفع ببطء لتلامس جانب وجه تايهيونغ، وكأنه يرغب في تثبيت هذه اللحظة للأبد

تايهيونغ الذي كان مُباغتًا في البداية استسلم تدريجيًا عينيه انغلقتا تلقائيًا، ويده ارتفعت لتلمس معصم جونغكوك بخفة، كأنها إشارة على تقبّله وانجذابه

بينما كانت القبلة تستمر استشعر تايهيونغ حلق جونغكوك البارد يضغط على شفتيه، مما أضاف إحساسًا فريدًا لتلك اللحظة كان ذلك التباين بين البرودة والدفء يعزز من اللحظة، ويجعل كل شيء يبدو وكأنه خارج نطاق الزمن

عندما انفصلا ببطء ظلت أنفاسهما متلاحقة، وجونغكوك أبقى جبينه ملاصقة لجبين تايهيونغ، وكأنّه لا يريد ترك المسافة تعود بينهما

"أدخل إلى المنزل، سأحضر ليو" ، قال جونغكوك بصوت هادئ وكأنّه يحاول تأكيد شيء ما بينهما

أومأ تايهيونغ له بهدوء ثم همس و هو يتبسم برقةً بـ "حسنًا" ،  بدأ جونغكوك يبتعد عنه دخل تايهيونغ إلى المنزل

فتح الباب بهدوء وأشعل الأضواء في الممر الفسيح حيث كان الجو هادئًا ودافئًا اتجه نحو حقيبة ليو و أخرج بعض الثياب الجافة التي كان قد من ثم وضع الثياب على الأريكة استعدادًا لتغيير ثياب ليو المبللة عندما يأتي

بينما كان تايهيونغ يجهز الأمور في الداخل، كان جونغكوك في الخارج، يحمل ليو بعناية بين ذراعيه رغم النوم العميق الذي بدا عليه، لم يتوقف ليو عن النطق بـ "بَا" بين الحين والآخر، وكأنّه يبحث عن شيء أو شخص ما في عالمه الصغير

شخصية جونغكوك كانت تحمل سمة الأبوة بكل وضوح؛ كانت حركاته كلها تعكس الحنان والاهتمام الذي يشعر به تجاه ليو، على الرغم من أن ليو ليس ابنه كان يعتني به كما لو كان جزءًا من عائلته، ويعطيه الأمان الذي يحتاجه كانت نظراته تُظهر التزامًا عميقًا تجاه رعاية هذا الطفل الصغير

بينما كان يقترب من الباب، رفع عينيه نحو تايهيونغ الذي كان يقف داخل المنزل، فابتسم له ابتسامة دافئة قبل أن يدخل معه إلى الداخل، حيث كان يجهز ثياب ليو

بينما دخل جونغكوك المنزل، تقدم تايهيونغ بخطوات هادئة ليأخذ ليو بين ذراعيه كان الطفل النائم في راحة تامة، وعينيه مغلقتين بإحكام بينما كان جسده الصغير يستند إلى صدر تايهيونغ حمله برفق نحو غرفة المعيشة، حيث وضعه برفق على الأريكة جلس بجانبه يحاول أن يحافظ على راحته وهو يبدأ بتغيير ثيابه المبللة

كانت الغرفة تغمرها أجواء من السكينة، فقط صوت تنفس ليو الهادئ كان يعكر صمتها جونغكوك، الذي استلقى على الأريكة الجانبية، كان يراقب بتأمل كل حركة من حركات تايهيونغ، عينيه تتابعان يديه اللتين تعتنيان بالطفل بعناية تامة

كانت تلك اللحظة رغم بساطتها، محملة بمشاعر عميقة لم يكن هناك حديث في البداية، لكن جونغكوك لم يستطع كبح مشاعره شعر أن كل لحظة تمر مع تايهيونغ كانت تجره أكثر نحو فكرة البناء معًا حياة مشتركة

وفي لحظة صمت أخرى، قال جونغكوك بصوت منخفض، موجهًا كلامه إلى تايهيونغ: "أنا... أريد أن نكون عائلة تايهيونغ"

كانت كلماته مليئة بالرغبة، مثل شعورٍ لا يمكن أن يُقاس بكلمات كان قلبه ينبض بهذه الفكرة، فكرة أن يكونوا معًا كعائلة، بعيدًا عن كل شيء آخر

تايهيونغ، الذي كان منهمكًا في تغيير ثياب ليو، توقف للحظة وألقى نظرة طويلة إلى جونغكوك رغم أنه لم يرد بالكلمات، إلا أن نظراته كانت تعكس كل ما في قلبه ابتسم ابتسامة خفيفة، ثم أكمل عمله بهدوء، لكنه أيضًا كان يحمل في أعماقه نفس الأمل و بلحظةً يرغب أن يخبر جونغكوك بقدرته على هذا

وفي تلك اللحظة التي لم يكن فيها حديث إضافي، سمعوا جرس الباب يرن، مما قاطع لحظة الهدوء بينهما نهض تايهيونغ بسرعة، ثم التفت إلى جونغكوك قائلاً: "إنه زوج إيلين"

تحرك تايهيونغ بسرعة نحو الباب، حيث كان زوج إيلين يقف ممسكًا بحقيبة ليو والكرسي الخاص به نظر إليه بحذر ثم تناول الطفل بين يديه برفق وناوله إلى والده الذي كان في انتظاره مع حقيبته الصغيرة والكرسي زوج إيلين شكره بابتسامة وأخذ الطفل الذي كان في غفوة هادئة

عاد تايهيونغ إلى غرفة المعيشة بعد أن ودع زوج إيلين وعيناه لا تزال تحمل نظرة محملة بمعاني أكثر مما قيل وكأن الكلمات التي كانت بينه وبين جونغكوك لم تكن بحاجة إلى مزيد من التعبير

وقف تايهيونغ عند عتبة غرفة المعيشة، ينظر إلى جونغكوك بابتسامة هادئة وهو يخبره: "سوف ننام في الغرفة العلوية الليلة"

أومأ جونغكوك برأسه، ثم أضاف بلطف: "أرغب في شرب قليل من النبيذ هل لا يزال هناك بعض في الثلاجة؟"

رد تايهيونغ بابتسامة مختصرة: "نعم، لا يزال موجودًا"

استقام جونغكوك من مكانه متوجهًا إلى المطبخ بخطوات هادئة، وفتح الثلاجة ليأخذ زجاجة النبيذ سكب منها في كأسه ببطء، متذوقًا كل رشفة وكأنها تسكن روحه، حيث كان يغمض عينيه لحظة قبل أن يملأ الكأس مرة أخرى

بينما كان جونغكوك في المطبخ أخذ تايهيونغ الصورة التي التقطوها في الكشك بابتسامة لطيفة على وجهه كانت الصورة تعكس لحظة سعيدة، لحظة استمتع فيها الجميع معًا وضعها بعناية في ملف الصور الخاص به، حريصًا على حفظ تلك الذكرى الجميلة التي جمعته بجونغكوك تلك الصورة كانت بالنسبة له أكثر من مجرد ذكرى

من ثمَ صعد إلى الغرفة العلوية ليغير ثيابه بعد يوم طويل كانت الغرفة هادئة تمامًا، إلا أن هاتفه رن فجأة ليجذب انتباهه نظر إلى الشاشة ليرى رقمًا غريبًا تردد لحظة قبل أن يجيب وعندما وضع الهاتف على أذنه، جاءه صوت مألوف ولكنه غير متوقع جعل قلبه ينبض بسرعة

"مرحبًا تايهيونغ" ، كان الصوت هادئًا لكن يحمل في طياته شيئًا من الجدية

سأل تايهيونغ بفضول: "المعذرة من تكون؟"

أجاب المتصل بابتسامة شبه مسموعة: "من الغريب أنك لم تتعرف عليّ ، أنا يونقي"

فوجئ تايهيونغ وعيناه ضاقت قليلاً فكيف حصل يونقي على رقمه؟ هذا الأمر كان غريبًا بالنسبة له قال بنبرةِ تساءل: "كيف حصلت على رقمي؟"

ضحك يونقي قليلًا ثم رد بصوت هادئ: "من السهل الحصول عليه" ، ثم استأنف حديثه بشكل مباشر: "على أي حال يجب أن تأتي غدًا مع سيرتك الذاتية سأعينك بسهولة لكننا سوف نقوم بإجراء بعض التعديلات عليها سويًا حتى نضمن أنها خالية من أي خطأ، ولن يكون هناك مجال لرفضها"

ظل تايهيونغ صامتًا لبضع لحظات، ثم سأله: "متى يجب أن أكون هناك؟"

أجاب يونقي: "يجب أن تكون هناك عند السابعة أو الثامنة صباحًا، قبل قدوم الموظفين" ، ثم أضاف: "أحرص على الوصول باكرًا، وأتمنى أن نتمكن من تعديل السيرة الذاتية معًا"

قال تايهيونغ بابتسامة على وجهه: "حسنًا، سأحرص على أن أكون هناك في الوقت المحدد"

ثم ودّع يونقي وأغلق الهاتف، بينما ابتسم تايهيونغ بانتصار، مشاعر من الفرح والطمأنينة تجتاح قلبه كان هذا بداية جديدة، بداية لفرصة كبيرة كانت على بعد خطوة واحدة، وبدا أنه على أعتاب تحقيق شيء مهم جدًا في حياته

بعد أن أغلق تايهيونغ الهاتف وأخذ لحظات لارتداء ثيابه، استشعر فجأة صوت فتح الباب خلفه وعندما التفت، كان جونغكوك واقفًا عند العتبة، ناظراً إليه بابتسامة هادئة تغطي ملامحه

في لحظة تقدم جونغكوك بسرعة حاوِطًا خصر تايهيونغ برفق مستندًا برأسه على كتفه ليشعر بالعطر الذي يميز جسده ويترك عليه أثرًا من خمول الهدوء كانت الأنفاس متشابكة واللحظة تحمل بين طياتها الكثير من الهدوء والاشتياق جعلت قلب تايهيونغ ينبض بشكل أسرع

نظر تايهيونغ إليه بلطف وسأله وهو يشعر بتلك السكينة المحيطة بهم: "هل ثملت بهذه السرعة؟"

ابتسم جونغكوك بحركة غير متوقعة وعيناه تنمّ عن رغبة متزايدة وهو يرد: "لا زلت لم أمثل ولكنني أرغب بك بشدة الآن"

كانت كلماته تأتي محملة بالحب، مليئة بالرغبة التي لا يمكن إخفاؤها وفي تلك اللحظة، لم ينتظر طويلاً فجأة، وبحركة سريعة، أخذ جونغكوك زمام المبادرة، مديريًا تايهيونغ بيديه برفق، ليدفعه بلطف إلى السرير، حيث أصبح مستلقيًا على ظهره، نظرته ثابتة نحو جونغكوك الذي كان يقترب منه ببطء

الهواء حولهم أصبح ثقيلًا بأحاسيس لم تكن بحاجة لكلمات أكثر، كانت كل حركة وكل نفس بينهما يروي قصة لا تحتاج للشرح

بينما كان تايهيونغ مستلقيًا على السرير، شعر بحرارة جسد جونغكوك تقترب منه أكثر، وجسده يعبر عن رغبة لا تُخفي كانت أنفاسه ثقيلة، لكنه حافظ على هدوئه وهو ينظر إلى عيني جونغكوك المتقدتين بنيران المشاعر حاول تايهيونغ أن يظل ثابتًا، لكن الحركة التي أجراها جونغكوك جعلته يشعر بشيء مختلف، شيء من الإثارة التي بدأت تملأ أرجاء الغرفة

جونغكوك كان يبتسم بخبث وهو يقترب منه يهمس في أذنه: "أنت لا تعرف كم كنت أنتظر هذه اللحظة" ، كانت الكلمات تخرج من بين شفتيه برقة لكن في عينيه كان هنالك شيء من التمرد

تايهيونغ الذي شعر بالدفء ينتشر في جسده لم يتمكن من مقاومة هذا الإحساس فقام بلمس يده برفق على صدر جونغكوك بينما كانت يده الأخرى تمسك بِذقن الغُرابي برقةً شديدةً

"جونغكوك..." همس، وكأن الكلمات تقف في حلقه لكنه لم يكن قادرًا على إخفاء ما يشعر به

جونغكوك الذي استشعر تردد تايهيونغ ابتسم بابتسامة صغيرة وهو ينظر إلى مِحاسنَ وديعه قائلاً : "هل أنت مستعد لتكرار تلك الليلة؟"

"جونغكوك..." همس اسمه وكأنّ هناك قوة لا يمكن إنكارها تجذبه نحوه، يداه تلمسان جسده برفق كأنّها تبحث عن الاتصال والتوحد مع الآخر نظر إليه للحظة، كان صوته خافتًا لكنه مليء بالرضا : "أنا مُستعد"

تحركت يد جونغكوك برقة، تسللت إلى جسد تايهيونغ وهو يهمس في أذنه: "لا تظن أنني أستطيع الانتظار أكثر" ، وتابع النظر إلى عينيه بينما كان يقترب منه أكثر، كأنما كل المسافة بينهما قد اختفت لحظة تلو الأخرى

اقترب جونغكوك من شفاة تايهيونغ يُقبلها بخفة ، أمسك بوجنتاه وسط القُيلةِ حيث يُثبته

كِان يداي تايهيونغ تتسلل لأسفل قميص جُونغكوك يُداعب حلمات صدره بحركةً دائريةً رقيقةً ، بهدوء استقام جُونغكوك و خلع قميصه ليبقي عاري الصدر سُرعان ما أقدم تايهيونغ على هذه الخطوة بمساعدة يداي جونغكوك ليبقي فقط بلباسه الداخلي

عاد جونغكوك ليُقبل شفاه تايهيونغ بخفة، قبل أن يتسلل إلى عنقه الدافئ بلطف، مُعيدًا بذلك رسم علامات ظلت غائبة لفترة ظِل تايهيونغ يَأن بكل مرةً تغرسُ بها أسنان جونغكوك على بشرةِ عُنقه

حينما تأكد جونغكوك من وضع علامتين داكنةً بِزوايةً واضحةً قام بتقبيل عُنق تايهيونغ بقبلات متتالية ، حينما ارتفع جونغكوك عن تايهيونغ، قام تايهيونغ بتعديل وضعيته، حيث أصبح جالسًا في وسط السرير، قدماه مفتوحتان برفق و عيناه لم يخلونا من اللهفة و الجرأة

نظر إليه جونغكوك بنظرة مندهشةً قبل أن يقول بهدوء و هو يِزحف ليصبحَ بين قدماه : "هل أنت مستعد لما هو قادم؟"

أوما تايهيونغ و هو يقترب من جونغكوك و يمسك ذقنه بأحد يداه ويمسكه بلطف، يداعب بشرته بنعومة وهو يهمس: "أتم الاستعداد"

ابتسم جونغكوك، مدهوشًا بجراءة تايهيونغ تحدث بِـ :"أنت فعلاً جريء"، سُرعان ما تحركت يداه نحو لباس تايهيونغ ليقوم بنزعه ليبقي عارياً أمامه

ابتسم جُونغكوك بجانبيه حينما رأى انتصاب تايهيونغ الواضح ، أشار بعيناه نحو تايهيونغ حتى يستلقى على ظهره أوما له بهدوء ليصنع له وضعيةً تُناسبه حيث وضع الوسادة احدهما تحت عنقه و الأخرى أسفل ظهرهُ

ارتخى ظهره جونغكوك ليصبحَ مقابل لـ ذكورية تايهيونغ مسدها بكف يده قِبل ان يبدأ بأمتصاصها بحركةً بطئيه و عيناه لم تبتعد مطلقاً عن تايهيونغ الذي ينظر اليه بنظرةً منتشيةً لم يُدرك جُفون عيناه المبللة أثر الدموع الغير مُدرك سببها

أستقرت أحد يداي تايهيونغ فوق خُصلات شعر جونغكوك تشده برفق و الأخرى تُفرغ كُل النشوة على الشد فوق ملاءات السرير ، ظِل ظهر تايهيونغ يتقوس بخفة بين حين و آخر بتاوة خافت

جُونغكوك قد أذُهل ...

تسارعت حركة ثِغر جُونغكوك فوق ذكورية تايهيونغ بِحركة طوليةً وضعَ قُبلةً أعلى مقدمته قِبل أن يعتدل و يخلع بنطاله أخر ما يستره

رِفع جونغكوك ساقي تايهيونغ حيث ثبتها أمام كتفاه ، مرر مقدمة ذكوريتهُ ببطيء شديد أمام فتحة تايهيونغ الذي قِضمَ شفاهه بخفة قائلاً :" ألا تعتقد يِجب أن تُبللها ؟"

" هل تود ؟" ، سأل جونغكوك مُبعد ذكوريته قليلاً حينما رأى إيماءةً من تايهيونغ المتحدث بـ :" نعم ، ربما سيخفف الالم "

" لا تقلق لن تتألم أعدكَ ، فتحتك لا تزال متسعةً " ، تحدث جونغكوك بنبرةً مطمئنة نحو تايهيونغ الذي أطمن لـ يؤما اليه أكمل :" أن تألمت أعدك سأعتني بكَ "

وِضعَ قبلةً فوق جبين تايهيونغ الظاهر اليه قِبل ان يقوم بِتعديل وضعيته حتى يكون مرتاحاً ، رفعَ ساقه بخفةً و بهدوء أدخل ذكوريته جِاعلاً تايهيونغ يُغمض عيناه بتألم كونه مُدرك أن هذا الالم سيتحول إلى متعة طاغيةً !

ارتخى جونغكوك أعلى جسد تايهيونغ قليلاً كِان يِضعُ قبلات متتابعة أعلى كتفاه و عُنقه ، اقترب تايهيونغ بخفة، وعيناه تلمعان بشغفٍ خفي بيدٍ هادئة، وضع شفتيه على عنق جونغكوك، ثم بلمسة جريئة، غرز أسنانه برفق في بشرة عنقه، تاركًا علامة داكنة تبرز على الجلد كما لو أنها ختمٌ لا يمكن مسحه

شعر جونغكوك بارتجاف خفيف حينما شعر بأسنان تايهيونغ تلامس عنقه أغلق عينيه لثوانٍ، ثم ابتسم ابتسامة خفيفة وهو يحاول كبح مشاعره التي بدأت تتدفق في أعماقه، كان يعرف تمامًا أن تلك العلامة التي تركها تايهيونغ لن تُمحى بسهولة

أحد كفي جونغكوك أستقرت فُوق فخذي تايهيونغ الظاهرةِ اليه ، قِبل أن يدفعَ بِداخلهُ استقرت شفاههُ فوق بشرة فخذاه الملساء المعرضة أمامه ، بينما كان جونغكوك يُضع علاماتهُ أعلاها كِانت يديه تلامسان جسده بحذر تتنقلان بِين خصِره و حِلمات صِدرهُ بلطف جِاعلاً كُل أنش بجسد تايهيونغ يتخدر و ينتشي

ثبت جونغكوك تايهيونغ أسفله برفق، ليبدأ بالحركة بداخله، وعيناه مشدودتان إلى عيني تايهيونغ، بينما كانت أجسادهما تتوق بشدة إلى بعضهما أحاطت يدا تايهيونغ بكتفي جونغكوك العريض وغرست أظافره في جلده بشدة، مع شعورهُ بألم خفيف

أستمرّ جُونغكوك يتحرك ببطيء مع تزايد حركته مستشعرا غِرس أنامل تايهيونغ ببشرة ظهره لكن أستمر بالحركة مع استمرارية تِوزيع قبلاته أعلى جسد مِن يقع بأسفله

حينما لامس جونغكوك منطقةِ المتعة بداخل تايهيونغ ، استشعر كِلاهما الخِدر بأجسادهم الخدر الشديد للغايةِ .. تأوهات تايهيونغ المستمتعة أستمرت بالعلو بأنحاء الغرفة مزامنة تنهيدات جونغكوك

كل مرةً يلامس بِها جونغكوك منطقة المتعة كانت عيناه تنتظر مِلامح وجه تايهيونغ المستمتعة ، تحدث جُونغكوك بتثبيت تايهيونغ أسفله :
" سأقترب "

رأى جونغكوك ايماءة من تايهيونغ حيث سارع من حركته مُسبباً زيادة تأوهات متسارعةً مقوساً ظهره حِينما شعر بِسائل دافئ تدفق بداخله ،  بصعوبة كما لو أن الهواء غير كافٍ أما جونغكوك، فكان يتنفس بسرعة، أنفاسه ثقيلة ومتسارعة، وكأن قلبه ينبض أسرع من المعتاد

سائل تايهيونغ تِدفق فوق صِدره الذي ارتخى و بدأ بـ لعقهُ ببطيء ، ليرتفع إلى شفاة تايهيونغ و يبدأ بتقبيل حُيث اختلط لعابهما مع سائل تايهيونغ أبتلع كِلاهما ما تواجد بأفواهما

أخرجَ جونغكوك ذُكوريته و استقام من أعلى السرير ليقوم بأغلاق أضواء الغرفة حيث استلقى بالقرب من تايهيونغ وضعَ الغطاء أعلاهما و أحاطه من خصره أسفل الغطاء مقترباً لتقبيل كتفه القريب منه

في كان يونقي يجلس في زاوية من الحانة المكشوفة، يدخن سيجارته بهدوء بينما يراقب العالم من حوله يشعر بفراغ عاطفي تجاه جيمين، كأن مشاعره قد انتهت تمامًا وأنه في حاجة إلى بداية جديدة رغم ذلك، كان يتردد في اتخاذ تلك الخطوة، خوفًا من المجهول الذي قد يحمله التغيير

راقب يونقي دخان السيجارة وهو يتصاعد في الهواء، ليحترق ببطء ويتلاشى في الليل شعر بشيء من الأسى وهو يتذكر كيف أن جونغكوك قد اتخذ تلك الخطوة منذ فترة، وتمكن من رؤية التغيرات التي طرأت على حياته لكن الوضع بينهما مختلف تمامًا جونغكوك تزوج من آرثر من خلال صفقة، وكان يحق له أن يتخذ قراراته بناءً على ذلك

أما هو، فقد تزوج جيمين عن حبٍ حقيقي، وهو لا يستطيع ببساطة أن يتخذ هذه الخطوة كما يعتقد هناك شيئًا في قلبه يمنعه

شعر يونقي برغبة عميقة في تكوين عائلة كان يطمح لأن يكون له أطفال، لكن سرعان ما انتبه إلى أن هذه الأمنية قد تكون شبه مستحيلة خصوصًا مع جيمين ومن المستحيل تحقيق هذا الحلم معه شعور بالخذلان اجتاحه، وهو يدرك أنه حتى لو أراد تلك الحياة التي كان يحلم بها، فإن الواقع يقف ضده

"ماذا... تايهيونغ وجونغكوك في علاقة؟" تحدث جيمين بصوتٍ متفاجئ، وهو يحاول استيعاب ما سمعه كانت الصدمة واضحة على ملامحه، فبكل تأكيد لم يكن يتوقع هذا الخبر

كان دائمًا يظن أنه لا يوجد أي علاقة بين تايهيونغ وجونغكوك، خاصة أنهما لم يتعرفا على بعضهما البعض من قبل، وكلما كان يراهما معًا كان يعتقد أنهما مجرد معارف أو أصدقاء نظراته توجّهت أنظاره نحو ارثر مجدداً  محاولًا التأكد مما إذا كان الأمر صحيحًا أم مجرد مزحة ثقيلة

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro