19
انجوي بالقراءة لا تنسون الكومنت بين الفقرات و الڤوت 🤎
استيقظ تايهيونغ صباحًا تحديدًا عند الساعة العاشرة أدار رأسه المثقل بالتعب نحو الجهة الأخرى من السرير ليجد جونغكوك غارقًا في نوم عميق
جلس ببطء محاولًا تجاهل الألم الذي كان يعتصر الجزء السفلي من جسده ثم نهض بتأنٍ من فوق السرير التقط البوكسر الملقى على الأرض وارتداه ثم أمسك هاتفه واتجه بخطوات متثاقلة نحو غرفة المعيشة
وفي طريقه عبر الممر لمح بنطاله ملقى على الأرض توقّف لوهلة وابتسم بخجل طفيف حينما عادت إليه ذكريات الليلة الماضية تابع سيره بخطوات بخطوات مترنحة بسبب تعب طويل، حتى وصل إلى الأريكة جلس عليها مستندًا إلى مسندها متأملًا الزوايا الخالية من حوله وقد ارتسم الخجل بوضوح على ملامحه وهو يستعيد تفاصيل ما حدث
مدّ يده إلى هاتفه ومسح وجهه بتعب ثم فتح الشاشة ليجد مئات الاتصالات الفائتة من جيمين تردد قليلًا ثم قرر تجاهلها، وبدلًا من ذلك نقرت أنامله بخفة على شاشة الهاتف ليبدأ اتصالًا بوالدته
رن الهاتف قليلًا قبل أن يُسمع صوت والدته الدافئ وهي تقول بشوق:
"تايهيونغاه؟"
رد عليها بصوت خافت:
"صباح الخير يا أمي، هل أنتِ في العمل الآن؟"
أجابت والدته بلطف، وسط ضوضاء واضحة في الخلفية:
"نعم، عزيزي هل كل شيء بخير؟"
تنهد بهدوء وقال:
"أمي، أريد التحدث معك في أمرٍ ما"
ارتسمت ملامح الاهتمام على صوتها وهي تقول:
"حسنًا، انتظر قليلًا حتى أبتعد عن الضوضاء"
مرّ وقت قصير قبل أن تضيف:
"الآن، تحدث يا عزيزي، ما الأمر؟"
تردد قليلًا قبل أن يسأل:
"أمي، الأشخاص الذين في مثل حالتي ويستطيعون الحمل... متى يمكن أن يحدث الحمل لهم؟"
ساد صمت قصير، قبل أن ترد عليه بنبرة يشوبها الحذر:
"تايهيونغ، هل حدث شيء؟"
أجاب بهدوء وهو يُمرر يده على فخذيه:
"نعم، حدث ذلك"
سألت بقلق أكبر:
"هل كنتما في حالة سكر؟ أم حدث الأمر بموافقتكما؟"
رد بثقة:
"لقد كان برغبةٍ متبادلة، أمي"
أخذت والدته لحظة للتفكير، ثم قالت:
"الأمر يختلف من شخصٍ إلى آخر، يا بني لا يمكن توقع الحمل منذ الشهر الأول، فالفتيان الذين يمتلكون القدرة على الحمل تكون استجابتهم بطيئة في العادة"
استمع لها باهتمام وهمهم بصوت خافت، ثم سأل:
"وماذا لو حدث الحمل مبكرًا؟"
أجابت والدته بحذر:
"إن حدث ذلك، ستحتاج إلى متابعة دقيقة من الأطباء للتأكد من سلامتك وسلامة الجنين لأن هذه الحالات تتطلب عناية خاصة"
سألها مجددًا:
"لكن، كيف يمكنني معرفة إن كان قد حدث شيء؟"
ابتسمت وهي تجيب:
"إذا لم تشعر بأي شيء مختلف الآن فلا داعي للقلق لكن إن راودك أي شك عليك زيارة الطبيب"
شكرها على نصائحها وأغلق المكالمة ثم أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يتوجه بخطوات هادئة إلى الغرفة حيث كان جونغكوك لا يزال نائمًا
دخل الغرفة بصمت، لا يريد إيقاظه، لكن جونغكوك استشعر وجوده واقترب منه بهدوء حينما حط جسد تايهيونغ فوق السرير في لحظة دفء، وضع يده حول كتف تايهيونغ بحنية ظاهرة، كأنها محاولة لاحتوائه وحمايته استجابةً لذلك، اقترب تايهيونغ منه، وقبل يده برقة، ثم استسلم مجددًا لدفء النوم الذي غمره في أحضان هذه اللحظة الهادئة
كان جيمين يعمل في المقهى المعتاد ذلك الصباح، يرتب الطاولات ويمسح الأسطح بنشاط ظاهر، لكن ذهنه كان مشغولًا بشيء آخر
ألقى نظرة خاطفة نحو الباب كل بضع دقائق متوقعًا أن يأتي تايهيونغ كعادته لكن الوقت مرّ دون أن يراه كان الأمر غريبًا
"أين هو؟" تمتم جيمين لنفسه وهو يضع أكواب القهوة النظيفة على الرفوف
جلس عند طاولة خالية بعد أن انتهى من عمله للحظة قصيرة، يعبث بهاتفه بقلق تصفح سجل مكالماته ولاحظ العدد الكبير من الاتصالات الفائتة التي أرسلها إلى تايهيونغ منذ الليلة الماضية
"لماذا لم يرد؟ هل هو بخير؟" تساءل في داخله، يشعر بالقلق يتزايد
حاول الاتصال به مجددًا، لكن الهاتف رن دون إجابة تنهد بعمق، مستندًا على الطاولة وهو ينظر إلى الخارج من خلال النافذة
"هل أذهب لزيارته؟ ربما هو مريض... أو ربما حدث شيء"
لكنه سرعان ما تراجع عن الفكرة "ماذا لو كنت أزعجه؟ إن كان يحتاجني، سيتصل" ، حاول أن يقنع نفسه بذلك، لكن القلق لم يفارقه
في تلك اللحظة، دخل أحد الزبائن إلى المقهى، فوقف جيمين لاستقباله بابتسامة احترافية، يخفي خلفها مشاعره المضطربة. قرر أن ينتظر قليلاً، عله يتلقى أي إشارة من تايهيونغ قريبًا
عند الساعة الواحدة ظهرًا، بينما كان تايهيونغ في الغرفة، قرر أن يسأل إيلين عن اسم الشركة التي تعمل بها، حيث كان يفكر في تقديم أوراقه للعمل هناك بعد أن أجابته، أخبرته بأن اسم الشركة هو "جيونكس"
عند سماعه الاسم، تجمدت ملامحه للحظة، حيث كان "جيونكس" هو اسم شركة والدة جونغكوك
شعر بشيء من المفاجأة، ولكن في ذات الوقت، ابتسم بابتسامة خفيفة كانت تحمل نية داخله. توعد لأرثر في قلبه، يدرك تمامًا أنه سيكون قادرًا على تحويل هذا الوضع لصالحه، ، دفع ارقر ليكره عمله و كل ما يتعلق به
بعد أن ألقى نظرة تأملية، شكر إيلين على المعلومات واغلق المكالمة ثم، قرر أن يذهب إلى غرفة جونغكوك لايقاظه
استيقظ جونغكوك ليجد المكان بجانبه فارغًا أمسك هاتفه وهو لا يزال مستلقيًا على السرير، يحاول استعادة وعيه شعر بالهواء البارد يملأ الغرفة، فسحب البطانية لتغطي نصف صدره، بحثًا عن بعض الدفء
بينما كان يتصفح هاتفه بكسل، لاحظ الباب يُفتح بهدوء رفع رأسه قليلًا ليرى تايهيونغ يدخل الغرفة مرتديًا ثيابًا منزلية مريحة، يخطو بخطوات خفيفة وابتسامة دافئة تعلو وجهه ابتسم جونغكوك بدوره، ووضع هاتفه جانبًا
اقترب تايهيونغ وجلس بالقرب منه على طرف السرير ثم قال بنبرة هادئة:
"أتيت لأوقظك لقد نمت وقتًا طويلًا"
ضحك جونغكوك بخفة وقال:
"كنت بحاجة إلى هذا النوم منذ فترة طويلة"
بينما كان الحديث يجري بينهما، مدّ جونغكوك يده ليضعها حول خصر تايهيونغ بلطف وكأنّه يحاول أن يستمد من قربه مزيدًا من الراحة
سأله جونغكوك بصوت مفعم بالاهتمام:
"هل تشعر بألم؟ كيف تشعر الآن؟"
ابتسم تايهيونغ مطمئنًا ورد عليه:
"أنا بخير الآن في الصباح شعرت ببعض الألم لكنه بدأ يتلاشى مع مرور الوقت"
تأمل جونغكوك وجهه للحظات بصمت وعيناه تفيض بالحنان والاهتمام ثم مال قليلاً نحوه وقال بصوت منخفض لكنه يحمل نبرة حازمة ولطيفة في آنٍ واحد:
"اليوم أسترخِ و لا تُجهد نفسكَ ، سأهتم بكل الامور بنفسي "
ابتسم تايهيونغ بخجل خفيف، لكنه لم يعترض على اقتراح جونغكوك بعدها تابع الغرابي حديثه يسأله:
"هل تناولت إفطارك؟"
هز تايهيونغ رأسه نافيًا، وقال:
"لا، لم أفعل بعد"
أومأ جونغكوك وكأنه قد قرر أمرًا، ثم قال بابتسامة مطمئنة:
"إذن، لماذا لا تذهب إلى غرفة المعيشة لتسترخي قليلاً؟ سأستحم سريعًا ثم أعد الإفطار"
توقف قليلًا، ثم أضاف وهو ينظر إلى تايهيونغ باهتمام:
"بالمناسبة، ماذا تفضل أن تتناول على الإفطار؟"
ابتسم تايهيونغ بلطف، وقال بنبرة هادئة:
"سأتناول أي شيء تعدّه"
ضحك جونغكوك بخفة وقال:
"حسنًا، سأفعل ما بوسعي. الآن، اذهب واسترح قليلاً"
نهض تايهيونغ بتثاقل بسيط، بينما ظل جونغكوك يراقبه مغادرًا الغرفة بابتسامة دافئة، ثم استعد للقيام بمهامه
قبل أن يغادر تايهيونغ الغرفة، استقام جونغكوك من مكانه وناداه بلطف:
"تاي، انتظر قليلاً"
توقف تايهيونغ في مكانه، ملتفتًا إليه بنظرة مستفسرة، فقال جونغكوك:
"هل يمكنك إحضار بعض الثياب لي من غرفتك بالأعلى؟"
أومأ تايهيونغ برفق وقال:
"بالتأكيد"
ثم خرج بهدوء من الغرفة، متوجهًا إلى الطابق العلوي لإحضار الثياب أما جونغكوك، فتوجه بدوره إلى دورةِ المياة ليستحم، استعدادًا لإعداد الإفطار بعد ذلك
توجه تايهيونغ إلى السلالم متجهاً إلى الغرفة العلوية بهدوء، خطواته خفيفة وهو يشعر بالبرودة الخفيفة في الجو عند وصوله إلى غرفته، فتح الباب ودخل برفق كانت الغرفة هادئة، والجو داخلها دافئاً قليلاً
توجه مباشرة إلى خزانته واختار الثياب التي أراد إحضارها لجونغكوك، ثم أخذها بعناية ووضعها على جهة سرير جونغكوك، بحيث تكون أول ما يراه عندما يخرج
بينما كان يهم بالخروج، لفت انتباهه ثياب متناثرة على الأرض، فبدأ يلتقطها واحدة تلو الأخرى حمل جميع الثياب المرمية في يديه، وهو في طريقه إلى سلة الغسيل بينما كان يسير في الممر، لاحظ بنطالاً مرميًا على الأرض بالقرب من الباب.أضافه إلى يديه ثم أكمل سيره وهو يشعر بالهدوء في قلبه
توجه تايهيونغ نحو دورة المياه حيث وضع الثياب في سلة الغسيل، ثم عاد في هدوء إلى الغرفة. بعد أن أكمل مهمته، خرج متوجهًا إلى غرفة المعيشة ليجلس هناك
عندما انتهى جونغكوك من الاستحمام، خرج من الحمام وهو يلف جسده بمنشفة دافئة، توجه نحو سريره ليجد الثياب التي اختارها تايهيونغ بعناية على جانبه لاحظ كيف كان تايهيونغ قد أعدها له بشكل مرتب، وكانت تلك اللمسة البسيطة تملأ قلبه بالدفء ابتسم قليلاً وهو يفكر في مدى اهتمام تايهيونغ به، ثم بدأ في ارتداء الثياب التي أُعدت له
عندما انتهى جونغكوك من الاستحمام، خرج من دورة المياه وهو يلف جسده بمنشفة بيضاء ، ثم نظر إلى الثياب التي أعدها له تايهيونغ على السرير، فابتسم برقة وهو يلاحظ كيف كان تايهيونغ قد اختارها بعناية ارتدى جونغكوك ملابسه ببطء، ثم قام بإعادة ترتيب السرير قليلًا، وهو يفكر في كيفية قضاء اليوم مع تايهيونغ
بعد أن انتهى من تجهيز نفسه، قرر أن يعد لهما إفطارًا خفيفًا توجه إلى المطبخ، حيث بدأ بتحضير فطائر لذيذة مع بيض مسلوق، وكان يضع بعض المكونات الأخرى التي يظن أنها ستضفي طعمًا شهيًا للإفطار، مثل المربى والعسل، ثم أعد عصير البرتقال الطازج كان يعمل في هدوء، يتحرك بين الأدوات والمكونات وكأن الوقت يمر بسلاسة في هذا المكان الذي ملأه شعور بالراحة
عندما انتهى من تحضير الطعام، حمل الأطباق بعناية ووضعها على الطاولة في غرفة المعيشة كانت الفطائر تبعث رائحة شهية، والعصير الذي أعده كان يبدو طازجًا وحيويًا. على الطاولة، وضع كل شيء بحيث يكون في متناول يد تايهيونغ ثم أحضر وسادة صغيرة، وضعها بجانب الطاولة ليجلس عليها أثناء تناوله الإفطار جلس على الأرض بخفة، ثم نظر إلى تايهيونغ الذي كان جالسًا على الأريكة في وضع مريح، يراقب كل ما يحدث حوله
وضع جونغكوك الطعام أمام تايهيونغ بابتسامة صغيرة، وقال بنبرة هادئة:
"هل تريد أن تخرج اليوم، أم تفضل أن ترتاح هنا؟"
تايهيونغ رفع نظره ببطء من على الأريكة، ثم ابتسم ابتسامة هادئة، وقال بصوت منخفض ولكنه واضح:
"أريد فقط الاستلقاء والراحة، لا أريد الخروج اليوم"
نظر إليه جونغكوك وهو يراقب تعبير وجهه، ثم قال بلطف:
"هل أنت متأكد؟ إذا أردت الخروج أو القيام بشيء ما، يمكننا ذلك"
لكن تايهيونغ هز رأسه بلطف وأجاب:
"لا أريد شيئًا سوى الراحة اليوم يمكننا أن نتحدث أو نشاهد شيء معًا، ولكن الخروج ليس في مخططاتي"
ابتسم جونغكوك وهو يلاحظ إصرار تايهيونغ، فقال بنبرة دافئة:
"كما تشاء إذاً دعنا نستمتع معًا بهذا اليوم الهادئ لا شيء مهم سوى راحتك"
ثم بدأ الاثنان في تناول الإفطار بهدوء، لا حديث كثير، فقط أصوات خفيفة من الملعقة تتنقل بين الأطباق، وأحيانًا كانت نظرات متبادلة تعبيرًا عن الارتياح الذي كان يشعر به كل منهما في تلك اللحظة، شعروا أن الراحة كانت تكمن في اللحظات البسيطة المشتركة، وفي كل تفاصيل اليوم الهادئ الذي سيقضيانه معًا
في الجهة المقابلة، كان آرثر جالسًا في غرفة الانتظار بمستشفى متخصص، يحدق في الفراغ أمامه بينما يدور في ذهنه العديد من الأفكار المتناقضة كان ينتظر موعده مع الطبيب ليعرف الحقيقة: هل هو حامل أم لا؟ كان يشعر بتوتر شديد، وكأن قلبه ينبض في كل مرة يمر فيها وقت طويل دون أن يُستدعى
كانت الأفكار تتلاطم في رأسه بلا رحمة إذا كان الحمل حقيقيًا، ماذا سيكون رد فعل ديفين؟ هل سيتقبل الطفل؟ كان يختلس النظر إلى قدميه بين الحين والآخر، في محاولة لتخفيف التوتر لكنه لم يكن يستطيع تجاهل الأسئلة التي تتقافز في ذهنه كيف سيكون الوضع إذا اكتشف جونغكوك الأمر؟ ماذا إذا عرف أن الطفل ليس من صِلبه ؟ لطالما كانت العلاقة بينه وبين جونغكوك تتدهور بشكل مستمر، وأي خطوة خاطئة قد تجعل الأمور أكثر تعقيدًا بينهما
في تلك اللحظة، سمع أرثر صوته يناديه، وكانت الممرضة تقف عند الباب بابتسامة هادئة
"آرثر؟ تفضل بالدخول" ، قالت الممرضة بلطف
أخذ أرثر نفسًا عميقًا قبل أن ينهض من مقعده شعر بشيء من الدوار في رأسه وهو يخطو نحو الباب، ولكنه حاول التماسك دخل إلى الغرفة مع الممرضة التي أشارت له إلى سرير الفحص كان الجو هادئًا في الغرفة، لكن مشاعر القلق كانت تملؤه
"تفضل بالاستلقاء هنا، من فضلك" ، قالت الممرضة وهي تبتسم بشكل مطمئن مكملةً :" الطبيب سيصل قريباً"
أومأ أرثر بهدوء وهو يضع نفسه على السرير كان قلبه ينبض بسرعة، وكل جزء من جسده يشعر بالتوتر كانت هذه اللحظات قبل أن يعرف الإجابة النهائية تحمل الكثير من الشكوك
بينما كان يرتب أفكاره في ذهنه، بدأ يفكر في كل شيء قد يترتب على هذه اللحظة هل سيكون قادرًا على تقبل النتيجة؟ هل سيواجه الحياة بشجاعة، مهما كانت النتيجة؟ كانت الأسئلة تدور في ذهنه بلا توقف، ولكنه كان مضطراً للانتظار
فقط لحظات أخرى، وسيتلقى الإجابة التي طالما تجنبها، والتي ستغير كل شيء
دخل الطبيب الغرفة بابتسامة هادئة وهو يحمل ورقة طبية بيده، واقترب من السرير حيث كان أرثر مستلقياً كان الجو في الغرفة هادئًا، إلا أن التوتر كان يملأ الجو نظر الطبيب إلى أرثر بلطف وقال:
"مرحبًا، أرثر كيف حالك؟ أخبرني، ما هي الأعراض التي تشعر بها؟"
أرثر شعر بشيء من التوتر، لكنه أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يجيب:
"في البداية شعرت ببعض الآلام الخفيفة والدوار، وأحيانًا شعرت بتغيرات غريبة في جسدي"
أومأ الطبيب وهو يكتب بعض الملاحظات على الورقة في يده. ثم قال:
"حسنًا، دعنا نبدأ الفحص الآن من فضلك، ارفع قميصك قليلاً"
استجاب أرثر ببطء، رفع قميصه إلى أعلى ببطء ليكشف عن معدته بدأ الطبيب في تمرير الجهاز فوق معدته برفق وهو يراقب الشاشة التي أمامه كان الوقت يمر ببطء في ذلك الصمت المطبق
بعد لحظات قليلة، نظر الطبيب إلى الشاشة مرة أخرى، ثم رفع رأسه مبتسمًا وقال:
"أرثر، لا داعي للقلق. لست حاملًا الفحص يظهر أنه لا يوجد أي حمل"
شعر أرثر بارتياح عميق، وكأن عبئًا ثقيلًا قد زال عن قلبه تنفس بعمق، وابتسم برقة وهو يرد عليه قائلاً:
"اشعر بالارتياح الان كنت قلقًا جدًا"
قام الطبيب بوضع الجهاز جانبًا وأخذ الورقة التي كان يحملها، ثم قال:
"لا داعي للقلق، نحن هنا لمساعدتك إذا احتجت لأي استشارة أو مساعدة في المستقبل، نحن دائمًا في الخدمة"
أومأ أرثر وهو يبدأ في تنزيل قميصه مرة أخرى فوق معدته شعر بشيء من الراحة الداخلية، وكأن كل شيء قد عاد إلى مكانه الصحيح استقام ببطء، ثم وقف على قدميه
قبل أن يغادر الغرفة، نظر إلى الطبيب وقال:
"شكرًا مرة أخرى"
ابتسم الطبيب قائلاً:
"على الرحب والسعة اتمنى لك يومًا سعيدًا"
خرج أرثر من الغرفة وهو يشعر بثقل قد زال عن قلبه كان التنفس أسهل الآن، وكل خطوة نحو الباب كانت تحمل شعورًا بالراحة
خرج أرثر من غرفة الطبيب، متوجهًا بخطوات ثابتة نحو الباب كانت السماء تميل إلى الزرقاء، بينما كان شعور الارتياح يملأ قلبه انتقل عبر ممرات المشفى، حتى وصل إلى سيارته التي كانت متوقفة أمام المدخل الرئيسي
فتح باب السيارة وجلس داخلها، ثم سحب هاتفه المحمول وأخذ يتصفح جهات الاتصال بمجرد أن وقع بصره على اسم "جيمين"، ضغط على الرقم واتصل به
بعد لحظات، جاء صوت جيمين عبر الهاتف، متسائلًا بلطف:
"أرثر؟ هل انتهيت من الفحص؟"
ابتسم أرثر، وهو يرد على جيمين بنبرة هادئة:
"نعم، انتهيت... و لست حاملا"
ضحك جيمين بابتسامة خفيفة، ثم قال:
"شعرت براحة كبيرة حقًا"
أرثر ضحك برقة، ثم قال:
"أعتقد أنني شعرت ببعض القلق، لكن الآن كل شيء أصبحت الان مرتاحاً هل أنت في العمل؟"
رد جيمين بابتسامة في صوته:
"نعم، ما زلت في العمل. يوم طويل جدًا ولكن لا بأس سيكون لدينا بعض الوقت معًا قريبًا، صحيح؟"
أجاب أرثر بنبرةً غير رسمية، تعكس راحته الآن:
"بالطبع أعتقد أنني سأعود إلى المنزل وأرتاح قليلاً."
جيمين ضحك وقال:
"استرخِ الآن، نحن سنتحدث لاحقًا"
أنهى أرثر المكالمة بابتسامة صغيرة على وجهه، وبدأ في قيادة سيارته عائدًا إلى المنزل، حيث سيتناول فترة من الراحة التي طالما انتظرها
جلس جونغكوك وتايهيونغ معًا في غرفة المعيشة، محاطين بأجواء مريحة كان جونغكوك يحمل جهازه اللوحي، يعرض على تايهيونغ تصاميم داخلية لمنازل محتملة يفكر في شرائها. بدا جونغكوك مستمتعًا بمشاركة أفكاره، بينما كان تايهيونغ يدرس الصور بتأنٍ، مستندًا برأسه على ذراع الأريكة القريبة
"ما رأيك بهذا التصميم؟" قال جونغكوك وهو يشير إلى صورة لغرفة معيشة فسيحة، مزودة بأرضية خشبية ونوافذ زجاجية كبيرة
تايهيونغ نظر بتمعن قبل أن يرفع رأسه قائلاً بحماس:
"أحب هذا الطراز المفتوح، لكن لدي فكرة أفضل ماذا لو خصصت طابقًا كاملاً فقط للكاريوكي وركن النبيذ؟ تخيل أن يكون لديك مساحة خاصة بك لهذه الأشياء الممتعة"
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه جونغكوك، ومال بجسده قليلاً نحو تايهيونغ قائلاً:
"أجد الفكرة رائعةً ! ، يمكنني أن أضع هناك كنبة جلد سوداء هنا ... ستبدو أنيقة للغاية، أليس كذلك؟"
"بالتأكيد! وستكون مناسبة تمامًا لجلسات الكاريوكي الطويلة" قالها تايهيونغ بابتسامة خفيفةً ، بينما كان يتخيل الغرفة في ذهنه
أضاف جونغكوك، عينيه تلمعان مع تصاعد حماسه:
"سأضع شاشة كبيرة لعرضِ الموسيقى ، مع مكبرات صوت ذات جودة عالية"
ابتسم تايهيونغ وأردف قائلاً بنبرة مرحة:
"وأيضًا لا تنسَ أن تضيف إضاءة ملونة قابلة للتغيير ستكون الأجواء مثالية"
هز جونغكوك رأسه موافقًا، وعاد يمرر الصور على الجهاز اللوحي قائلاً:
"سأحتاج إلى تفاصيل دقيقة لجعل هذا الطابق متكاملاً. ربما سأطلب منك مساعدتي في اختيار الأثاث لاحقًا"
ضحك تايهيونغ بخفة وقال:
"بالتأكيد، أنا هنا لأساعدك لكن في المقابل، يجب أن أكون أول شخص يجرب هذا الكاريوكي عند الانتهاء"
نظر إليه جونغكوك بابتسامة ماكرة، وقال ممازحًا:
"بالطبع، لكن بشرط واحد... أن تغني أُغنيتي المفضلة كاملة دون أن تخجل"
انفجر تايهيونغ ضاحكًا، ودفع جونغكوك بخفة على كتفه قائلاً:
"اتفقنا !"
بينما كان جونغكوك يستمتع بمشاهد تصاميم المنازل على هاتفه، قام فجأة بالاستلقاء على فخذ تايهيونغ مستمتعًا بلحظة من الراحة كان يمسك بهاتفه بيد واحدة بينما يواصل التصفح بين الصور بتفاعل أما تايهيونغ فاستمر في التلاعب بهاتفه أيضًا ولكنه كان في نفس الوقت يلاعب خصلات شعر جونغكوك بلطف يمرر أنامله برقة بين خصلات الشعر السوداء المنسدلةِ
في تلك اللحظة، رن هاتف تايهيونغ، وعندما نظر إلى الشاشة، وجد أن المتصل كان جيمين أجاب عليه على الفور، وقال بنبرة هادئة:
"مرحبًا جيمين، ماذا هناك؟"
جيمين كان على الطرف الآخر، بدا صوته متلهفًا وهو يقول:
"أريد أن أراك الآن، هل تستطيع أن تأتي إلي الان؟"
نظر تايهيونغ إلى جونغكوك الذي كان مستلقيًا بجانبه، ثم أجاب جيمين بحزم:
"لا أستطيعُ الان ، سأأتي إليك الليلة حسنا؟"
رد جيمين بسرعة، صوته يحمل بعض الاستفهام:
"حسنًا،، فلا بأس لكن تأكد من أن تأتي الليلة"
بعد أن أنهى المكالمة، وضع تايهيونغ هاتفه جانبًا، وهو ينظر إلى جونغكوك، متسائلًا في ذهنه عن سبب طلب جيمين العاجل
بعد أن أغلق تايهيونغ هاتفه، نظر إلى جونغكوك الذي كان مستلقيًا عليه ولاحظ الحيرة التي ظهرت على وجهه تساءل جونغكوك بهدوء، وهو يرفع عينيه إلى تايهيونغ:
"ماذا يجري؟"
ابتسم تايهيونغ بلطف، ورفع كتفيه قليلاً وهو يجيب:
"جيمين يريد أن يراني الليلة"
جونغكوك فكر للحظة قبل أن يقول بنبرة هادئة ولكنه مليئة بالاهتمام:
"إذا كنت ستذهب الليلة، فيجب أن استمتع بوقتي الآن اقترب مني"
تايهيونغ رفع حاجبيه بتساؤل، لكن بعد ثوانٍ من التردد، اقترب ببطء من جونغكوك، الذي جذب وجهه إليه بحركة لطيفة، ليضع شفتيه على شفتيه كانت القبلة هادئة، مليئة بالحنان، ودفء لحظتها جعل كل شيء آخر يختفي، مجرد لحظة من الهدوء بين الاثنين كانت القبلة قصيرة
عندما ابتعدا عن بعضهما، نظر جونغكوك إلى عيني تايهيونغ وقال بصوت خافت:
"سأفتقد وجودكَ الليلة"
ابتسم تايهيونغ، وأجاب وهو يحرك يده بلطف بين خصلات شعر جونغكوك :
"أعدك ، سأعود قريبًا"
نظر تايهيونغ إلى جونغكوك، وكأن هناك سؤالًا يدور في ذهنه، ثم قال بهدوء:
"هل ستأتي الليلة؟"
نظر جونغكوك إلى تايهيونغ للحظة، ثم أجاب بابتسامة هادئة مشيرًا إلى أنه قد فهم ما يقصده:
"نعم، سأكون هنا الليلة"
رفع جونغكوك حاجبه بينما كان ينظر إلى تايهيونغ، مستلقيًا على فخذيه كما لو كان يبحث عن فكرةقال بنبرة دافئة:
"ما رأيك فيما سنفعله الليلة؟ هل نشاهد فيلمًا؟ أو ربما نرسم معًا؟"
ابتسم تايهيونغ بلطف وأمال رأسه قليلاً، مفكرًا لثوانٍ قبل أن يجيب:
"في الواقع، لدي فكرة أخرى"
رفع جونغكوك عينيه باهتمام منتظرًا اقتراحه، فأردف تايهيونغ بابتسامة حالمة:
"لماذا لا نخرج للمشي؟ سمعت أن المطر سيبدأ الليلة، وأنت تعرف كم أحب المشي تحت المطر"
ضحك جونغكوك بخفة وهو يمرر يده فوق خصلات شعر تايهيونغ بتلقائية، قائلاً:
"حسنًا، لكن بشرط أن ترتدي معطفًا سِميك ، لا أريدك أن تمرض"
رد تايهيونغ بابتسامة واسعة:
"أعدك"
مع حلول المساء، كان المنزل يعج بالهدوء، بينما وقف تايهيونغ في غرفة المعيشة يرتدي معطفه السميك باللون الأسود استعدادًا للخروج وقف جونغكوك أمامه، ينظر إليه بنظرة دافئة
"سأذهب الآن" قال تايهيونغ بصوت هادئ، بينما اقترب بخطوات بطيئة من جونغكوك
ابتسم جونغكوك برقة وهمس: "كن حذرًا أثناء قيادتك "
اقترب تايهيونغ أكثر، ورفع يده بلطف نحو وجه جونغكوك، يمسح برفق على وجنته قبل أن يميل نحوه ليودعه بقبلة ناعمة على شفتيه كانت القبلة قصيرة لكنها حملت كل مشاعر الحُب بينهما
ابتعد تايهيونغ بخفة، عينيه تتقابلان مع عيني جونغكوك للحظة طويلة
"لا تقلق عليَّ، سأكون بخير عزيزي "
توجه تايهيونغ نحو الباب، وقبل أن يغادر، ارتدى وشاحًا أسودًا لفه حول عنقه وذقنه، ليحتمي من برد الليل ألقى نظرة أخيرة إلى الداخل، ثم فتح الباب بخطوات ثابتة، متجهًا نحو سيارته
جلس خلف المقود، محركًا السيارة بهدوء عبر الشوارع المضاءة بأضواء المدينة الخافتة في طريقه إلى منزل عائلة جيون، حيث ينتظره جيمين
توقفت سيارة تايهيونغ أمام منزل عائلة جيون، المنزل الذي بدا هادئًا تحت سماء المساء الملبدة بالغيوم خرج من السيارة بهدوء، وشاحه الأسود ما زال ملتفًا حول عنقه، يحميه من النسمات الباردة
رفع نظره نحو المنزل الكبير الذي أضاءت نوافذه بضوء دافئ، وسار بخطوات ثابتة نحو الباب مع كل خطوة، شعر تايهيونغ بالهدوء الذي يميز هذه اللحظة، وكأن الليل يعزف سمفونية خافتة على وقع خطواته
دخل تايهيونغ إلى منزل عائلة جيون، وهو يسير بخطى هادئة عبر الممرات الواسعة المليئة بالهدوء والدفء أثناء صعوده السلالم المتجهة إلى شقة جيمين، صادف تشوهي، والدة جونغكوك، التي كانت في طريقها للنزول
عندما رآته، ارتسمت على وجهها ابتسامة محببة مليئة بالحنان كانت تشوهي تعرف جيدًا أن تايهيونغ أصبح جزءًا أساسيًا من حياة ابنها، جونغكوك، وتشعر دائمًا بالراحة والسعادة لرؤيتهما معًا
قالت بلطف: "أهلاً بك، تايهيونغ كيف حالك اليوم؟"
ابتسم تايهيونغ قليلاً، وهو يرد بحرج بسيط: "أهلاً خالتي، أنا بخير، شكراً لسؤالك كيف حالكِ؟"
أجابته تشوهي بابتسامة دافئة: "أنا بخير، هل ترغب في شرب شيء قبل أن تصعد؟"
قال تايهيونغ بلطف، وهو يجيبها بنفس النغمة: "بالطبع، خالتي إذا كان ممكنًا، كأس الشاي بدلاً من القهوة"
أومأت تشوهي برأسها موافقة، ثم قالت: "بالطبع، سأطلب من الخدم تحضير الشاي لك، بينما سأعد القهوة لأجلي انتظري بغرفة المعيشة"
بينما كانت تشوهي تذهب إلى المطبخ، جلس تايهيونغ على الأريكة في غرفة المعيشةِ مستمتعًا بالهدوء الذي يحيط به، وهو يشعر دومًا بالراحة في منزل عائلة جونغكوك عندما عادت تشوهي مع أكواب الشاي والقهوة
قالت تشوهي بلطف وهي تقدم له كأس الشاي: "هل جونغكوك يبيت لديك؟ ليلة البارحة؟"
أجاب تايهيونغ وهو يلتقط كأس الشاي: "نعم، هو بمنزلي"
سألت تشوهي بقلق وهي تجلس بالقرب منه: "كيف حاله؟ هو بخير؟"
أجاب تايهيونغ بلطف: "نعم، هو كذا خالتي، لا تقلقين"
ابتسمت تشوهي وقالت: "تايهيونغاه، بالطبع لن أقلق عليه طالما هو لديك، فهذا يطمئنني أفضل من بقاءه في الملاهي الليلية "
ثم أضافت بهدوء، وتوجهت بنظراتها نحو كوب الشاي: "جونغكوك دائمًا يتحدث عنك أمامي كلما ذكر اسمك، يلمع في عينيه شيء مختلف لم أتوقع أن أراه هكذا، هناك تغيير جذري في شخصيته أصبح أكثر هدوءًا، وأصبح يعبر عن مشاعره بطريقة أعمق أنا سعيدة لرؤيته هكذا، سعيدًا، ومستقرًا"
ابتسم تايهيونغ بخجل وقال، وهو يشعر بالحماس وهو يستمع إليها: "بالطبع هو تغير، ولكن التغيير في شخصيته هو نتيجة لما يعيشه الآن، وكيف يشعر بالراحة والأمان بجانبي أنا سعيدٌ لرؤيته في أفضل حالاته، وأعدكِ بأنني سأكون دائمًا بجانبه، ولن أسمح له أبدًا بأن يعود إلى حالته السابقة"
تشوهي نظرت إليه بابتسامة دافئة وقالت: "أنت فعلاً تريده أن يكون أفضل، وأنا سعيدة لرؤيتكم معًا"
أجاب تايهيونغ، وهو يبتسم بخجل: "أنتِ محقة، خالتي أنا أحب جونغكوك بكل ما فيه، وأريد أن أراه سعيدًا دائمًا"
ثم نهض تايهيونغ وقال: "أعتقد أنني يجب أن أذهب الآن، جيمين في انتظاري لكن شكراً لكِ على الشاي الرائع كان حديثنا ممتعًا جدًا"
ابتسمت تشوهي وقالت: "استمتع بوقتك مع جيمين"
قال تايهيونغ مبتسمًا: "بالطبع، أشكركِ مرة أخرى"
ثم توجه بخطوات هادئة نحو السلالم، متوجهًا إلى الطابق العلوي حيث يعيش جيمين، وهو يشعر بالامتنان لتلك اللحظات الهادئة التي أمضاها مع تشوهي
عندما وصل تايهيونغ إلى منزل جيمين، فتح الأخير له الباب بابتسامة هادئة لكن عينيه كانت تخفي شيئًا من التوتر دخل تايهيونغ ولاحظ على الفور البرود الذي يحيط بالمكان، كانت غرفة المعيشة فارغة تمامًا، عكس المعتاد حيث يضع جيمين دائمًا بعض المشروبات أو المأكولات عندما يأتي أحد ضيوفه
أخذ تايهيونغ خطوة أخرى داخل المنزل ثم سأل بقلق:
"هل هناك شيء؟"
جيمين أشار برأسه إلى الأريكة وقال:
"لنجلِس، نتحدث قليلاً هناك شيء حدث مع يونقي..."
جلس تايهيونغ على الأريكة، وأخذ نفسًا عميقًا وهو ينتظر أن يكشف جيمين عن المزيد كانت تعابير وجه جيمين تشير إلى أنه لا يشعر بالراحة، وكان واضحًا أن هناك مشكلة تزعجه
"ما الذي حدث؟" سأل تايهيونغ وهو ينظر إلى جيمين بتركيز
قال جيمين بنبرة ثقيلة:
"لقد نشب خلاف بيننا... مشكلة غير متوقعة"
كان هناك شيء غير معتاد في الطريقة التي تحدث بها جيمين، وهو يبدو مشوشًا في أفكاره
أخذ جيمين نفسًا عميقًا، وكان واضحًا أن الموضوع الذي سيكشفه كان يثقل قلبه نظر إلى تايهيونغ للحظة ثم بدأ يتكلم بصوت هادئ لكنه يحمل بعض الحزن:
"الخلاف كان بسبب أن ... يونقي يريد أطفالًا، أطفال من صلبنا"
هز جيمين رأسه وكأن الفكرة تسببت له بارتباك داخلي تَابع :
"هو مًصر على الأمر، ونحن نعرف أنه يرغب في أن يكون له أطفال ولكن... المشكلة هي أنني لا أستطيع الحمل "
نظر إلى تايهيونغ بحيرة، كأنما يبحث عن إجابة لا يجدها
"أريد أن أكون معه، ولكن كيف أحقق له ما يريد؟ لا أعرف ماذا أفعل... هو متمسك جدًا بفكرته، وأنا أشعر أني عاجز أمامه"
تابع جيمين قائلاً وهو يغمض عينيه للحظة:
"أحاول أن أفهم مشاعره، وأريد أن أكون هناك من أجله، لكني لا أستطيع أن أقدم له ما يطلبه أعتقد أنه في مكان حرج، وأنا كذلك... لا أعرف كيف أتعامل مع الوضع"
كان صوت جيمين منخفضًا، لكنه كان يعبر عن الارتباك العاطفي الذي كان يعيشه
أخذ جيمين نفسًا عميقًا، ثم تابع الحديث بحزن ظاهر في نبرته:
"أصبح يونقي باردًا جدًا مؤخرًا، كأنه يحاول إخفاء شيء ما، لا يتحدث كثيرًا، وعيناه غارقة في شيء لا أستطيع فهمه أبدأ أتساءل... هل يغار من شقيقه؟ هل لأنه يستطيع أن يكون أبًا بينما هو لا يستطيع؟ ربما هذا هو السبب في تصرفاته الأخيرة، وكأن الخلاف بيننا يزداد عمقًا كل يوم"
استراح جيمين على الأريكة، وكأنما يبحث عن حل ولكن دون جدوى
أخذ تايهيونغ لحظة قبل أن يتحدث، مستعدًا لتقديم بعض النصائح والمشورة التي قد تساعد صديقه.
"جيمين، أعتقد أن ما يمر به يونقي هو شعور معقد، ربما يشعر بالعجز، أو حتى بالإحباط، لهذا بدأ يصبح باردًا معك كما أن فكرة محاولة إيجاد حل مشترك قد تكون مهمة، سواء من خلال تبني أطفال، أو بحث عن طرق أخرى يمكن أن تمنحكما فرصة لتحقيق ما تريدانه سوياّ"
تابع تايهيونغ وهو يرفع حاجبه:
"أعتقد أن الحوار المستمر بينكما هو الذي سيعيد العلاقة إلى مكانها الصحيح إذا كان هناك حب بينكما، فكل شيء قابل للحل"
استمع جيمين إلى كلمات تايهيونغ بعناية، وأخذ بعض الوقت ليفكر فيها، كأنه يدرك أن الأمور ربما ليست كما بدا عليه من قبل
بينما كان أرثر عائداً من الخارج لفتت انتباهه سيارة زرقاء متوقفة على جانب الطريق وبينما كان سار بجانبها لمح رقم اللوحة المعدنية بشكل مفاجيء وتوقف في مكانه فجأة كونه قد لمحَ هذا الرقم مسبقاً !
فتح هاتفه بسرعة، و بحث في الرسائل القديمة حتى عثر على الصورة التي أرسلها له الحارس في وقت سابق وعيناه تتسارعان في قراءة الرقم على اللوحة؛ كان الرقم هو نفسه!
شعر بتسارع ضربات قلبه "هل هذا هو؟" همس لنفسه بصوت مرتجف كان صاحب هذه السيارة هو الشخص الذي يذهب إليه جونغكوك مؤخرًا، وهو السبب الذي جعل جونغكوك يبتعد عنه ويهجره
لحظة من الصدمة جعلت أرثر يتنفس بصعوبة لم يكن يصدق ما يحدث، في تلك اللحظة، قرر أن يبقى في سيارته ويراقب بهدوء، منتظرًا أن يعرف من هو صاحب هذه السيارة ؟
بينما كان جيمين يشكر تايهيونغ على نصائحه واهتمامه، اهتز هاتف تايهيونغ فجأة في جيبه. ألقى نظرة سريعة على الشاشة ليكتشف أن والدته هي من تتصل به رفع الهاتف إلى أذنه قائلاً بلطف: "أعتذر، جيمين، يبدو أنني يجب أن أتحدث مع والدتي الآن"
رد جيمين بابتسامة: "لا داعي للاعتذار"
أخذ تايهيونغ نفسًا عميقًا قبل أن يجيب على المكالمة، وحين وضع الهاتف على أذنه، ظهرت ملامح القلق على وجهه بوضوح كانت عينيه تضيقان قليلًا، وكأنّ شيئًا ما كان يثقل قلبه ذراعاه استرخيا على ساقيه بينما كان يركز في محادثة الهاتف، وبينما كان يستمع لوالدته، كانت تقاطيع وجهه تظهر عليه التوتر والقلق
بعد لحظات من المحادثة، وضع تايهيونغ الهاتف على الأذن وقال لجيمين وهو يعتذر بلطف: "يجب عليّ أن أذهب إلى منزل والدتي الآن سنكمل حديثنا في وقت لاحق"
أجاب جيمين بتفهم: "لا بأس ، انتبه بِطريقك"
أومأ تايهيونغ برأسه وقال: "إذا احتجت إلى شيء، أتصل بي" ، ثم توجه نحو الباب وخرج بعد أن أغلقه خلفه، متوجهًا إلى منزل والدته
في لحظة خروج تايهيونغ من منزل عائلة جيون، كانت الرياح تهب بخفة، وتحرك أوراق الأشجار في الحديقة بينما كان يخطو خطواته نحو سيارته وعندما وصل إلى باب المدخل الخارجي، فوجئ بظهور يونقي، الذي كان يقفل سيارته الفاخرة
وقف تايهيونغ للحظة، ثم ابتسم بهدوء وقال:
"مرحبًا يونقي، هل ستكون في الشركة غدًا؟"
رفع يونقي رأسه ونظر إلى تايهيونغ، وأجاب بصوت هادئ :
"نعم، سأكون هناك من الثامنة صباحًا حتى الواحدة بعد الظهر لماذا؟"
أجاب تايهيونغ بابتسامة خفيفة، بينما كان ينظر إلى يونقي:
"أرغب في التحدث معك، إذا كان لديك وقت غدًا"
بدا على وجه يونقي أنه لم يتوقع ذلك، لكن نبرته كانت لطيفة وهو يرد قائلاً:
"بالطبع، سأنتظرك"
استمر الحوار بينهما بحديث هادئ ومريح حيث سار كلاهما معًا نحو ساحة المنزل الخارجية، حيث كانت السيارات مركونة في صفوف مرتبة بعناية كان الجو هادئًا، والأضواء الخافتة من مصابيح الساحة تضفي لمسة من السكون على المكان
عندما وصلا إلى أقرب نقطة من الحديث تبادلا كلمات وداع خفيفة، حيث قال يونقي في النهاية:
"إلى اللقاء تايهيونغ، اراك غدًا"
أجاب تايهيونغ بابتسامة صادقة:
"إلى اللقاء"
ثم أكمل كل منهما طريقه في اتجاه مختلف، لكن الملامح الهادئة والحديث القصير بينهما تركا انطباعًا من التنسيق والتفاهم في الهواء
في طريقه نحو سيارته، كان تايهيونغ يسير بخطى هادئة، مستغرقًا في أفكاره، حينما قطع صوته السكون جاء الصوت مليئًا بالسخرية والتهكم، حيث قال أرثر بصوت واضح وساخر:
"إذن، الآن تنوي سرقة يونقي أيضًا، مثلما فعلت مع جونغكوك؟"
توقف تايهيونغ في مكانه، تجمد للحظة وكأن الكلمات اخترقت أذنيه استدار ببطء نحو مصدر الصوت، ليرى أرثر يقترب منه بخطوات سريعة وثقة زائفة ترتسم على ملامحه
سأل تايهيونغ بصوت هادئ لكن بنظرة مليئة بالحدة:
"ما الذي تقصده بكلامك؟"
اقترب أرثر أكثر، حتى صار أمامه مباشرة، وأطلق ضحكة قصيرة لكنها تحمل نبرة وقحة، ثم بدأ بالكلام بصوت مليء بالاحتقار :
"أستغرب حقًا كيف تجرأت على فعلها! كيف استطعت أن تأخذ شخصًا متزوجًا من زوجه؟ أي وقاحة هذه؟ جونغكوك كان معي، كنت كل شيء في حياته، وأنت دمرت كل شيء بيننا! يبدو أنك لا تعرف معنى الحدود، أليس كذلك؟"
نظر تايهيونغ إلى أرثر بعينين ثابتتين، لم ترتجف ملامحه، بل ازدادت برودًا وقوة انتظر حتى انتهى أرثر من نوبة غضبه قبل أن يجيب بنبرة ساخرة تخترق الكبرياء:
"آه، إذن هذه مشكلتك، أليس كذلك؟ جونغكوك... أصبح لي وأنا لم أسرقه هو فقط اختار ما يناسبه ربما لأنك كنت... لا شيء؟"
ارتجف أرثر من كلماته، لكن الغضب تغلب على صدمته. صرخ بشدة:
"أنا كنت كل شيء في حياته! أنت دمرت ذلك بسببك ، هو يبتعد عني! أنت السبب، أيها الوغد!"
ضحك تايهيونغ بسخرية، ابتسامة باردة ارتسمت على شفتيه بينما كان يهز رأسه بخفة:
"كذبة صدقتها، أنت كنت عائقًا، مجرد مرحلة دعني أوضح شيئًا: جونغكوك ليس ملكًا لأحد ولكنه اختارني، لأنك فشلت أتعرف؟ ربما عليك أن تشكرني كنت تعيش في وهم وأنا أخرجتك منه"
انفجرت عينا أرثر بالغضب، شُعلت بالنار التي لا يستطيع إخمادها، لكنه لم يجد الكلمات الكافية للرد كل ما شعر به هو العجز أمام القوة اللامبالية لتايهيونغ
أدار تايهيونغ ظهره بهدوء، وكأنه أنهى المعركة دون الحاجة إلى استكمالها، وقبل أن يصعد إلى سيارته، التفت بنظرة جانبية وألقى كلماته الأخيرة بنبرة مستفزة:
"بالمناسبة جونغكوك ينتظرني الآن تأخرت عليه لكنني سأخبره أنك تسأل عنه"
استدار تايهيونغ تمامًا، وابتسامة صغيرة متعجرفة زينت شفتيه وهو يفتح باب السيارة أما أرثر، فقد بقي في مكانه، الغضب يكاد يلتهمه وهو يراقب السيارة وهي تبتعد، وعيناه تشتعلان بنار الحقد والخذلان
"لقد خسرنا كل شيء بسببك..." همس بصوت منخفض وكأنه يخاطب نفسه
بينما كان ارثر يقف في المكان، تراوحت مشاعره بين الحيرة والشك. تساؤلات كثيرة تتراكم في ذهنه، ويشعر كأن الكلمات تزدحم في حلقه، لكن لا يمكنه أن يقرر ما يجب فعله هل يواجه الحقيقة ويخبر الجميع بما اكتشفه، أم يظل صامتًا ويتكتم على ما يعلم؟ لكن أكثر ما كان يشغل ذهنه هو الخوف من العواقب
ماذا سيحدث إن علموا أن جونغكوك يخونه مع تايهيونغ؟ هل سيتحمل اللوم على عاتقه؟ هل سيُعتقد أنه لم يكن كافيًا لجونغكوك؟ هل سيشعر الجميع أن المشكلة كانت فيه؟ كان كل شيء يزداد تعقيدًا في عقله
وفي تلك اللحظة، شعر بتلك الثقل العميق في صدره، وكأن ضغطًا شديدًا يفرض نفسه عليه تلاشت الكلمات على لسانه ولم يستطع أن يخرج أي شيء في النهاية، فضل الصمت لأنه لم يكن يملك الجواب لم يعد يعرف إذا كان يجب أن يواجه الموقف أو يهرب منه نظر إلى الأرض، ثم إلى السماء، في حالة من الانكسار
ببطء، تحرك نحو الداخل، خطواته ثقيلة، وكأن كل خطوة تزيد من شعوره بالخذلان عينيه كانت مليئة بالحيرة والألم، وهو لا يعرف كيف يواجه نفسه أو ما ينتظره
بينما كان تايهيونغ يقود سيارته، كان عقله مشغولًا بالتفكير في ما سيحدث إن تحدث أرثر عن ما شاهده هو لم يكن يخاف من أن تُكشف علاقته مع جونغكوك، لكن لم يكن مستعدًا لنتائج ذلك تساءل إذا كان أرثر سيتحدث أم سيظل صامتًا، وكيف ستتغير الأمور إذا علم الآخرون رغم ثقته في جونغكوك، إلا أن الأمور أصبحت أكثر تعقيدًا في ذهنه
عاد تايهيونغ إلى المنزل ودفع الباب بهدوء ليجد السكون يخيّم على المكان ما كان يكسر هذا الصمت إلا صوت نقرات أزرار الحاسوب الآلي القادمة من غرفة المعيشة سار بخطوات هادئة نحو الصوت ليجد جونغكوك جالسًا على الأريكة يركّز في إنهاء الأوراق المتعلقة بالفرع الجديد لشركته
حينما التفت جونغكوك ورآه ارتسمت على وجهه ابتسامة تلقائية ترك ما كان بين يديه جانبًا أعتدل بوضعية جلوسه قليلاً ليستقبله قائلاً باهتمام:
"عدت؟ كيف كان يومك؟"
أغمض عينيه للحظة قبل أن يفتحها وينظر نحو جونغكوك
"كان يومًا طويلًا... لدي الكثير لأخبرك به"
بدأ يتحدث عن لقائه بجيمين، وعن حديثهما حول يونقي ورغبة الأخير في الأطفال بينما كان تايهيونغ يتحدث، بدأت أصابع جونغكوك تتحرك بخفة بين خصلات شعره بحرارةً و دفء
"هل يونقي يحب الأطفال لهذه الدرجة؟" سأل تايهيونغ فجأة، صوته منخفض ولكنه يحمل فضولًا حقيقيًا "وهل تعتقد أنه قد سينفصل عن جيمين من أجل هذا السبب؟"
توقف جونغكوك عن مداعبة خصلات شعره لبرهة، وكأن السؤال أوقف أفكاره هو أيضًا نظر إلى تايهيونغ بعينين تعكسان تفكيره قبل أن يجيب، " أنه يحب جيمين أكثر من أي شيء آخر، ولكن فكرة الأطفال قد تكون نقطة ضعف بالنسبة له"
"لكن هل يمكن أن تكون هذه النقطة قوية لدرجة أن تدفعه لإنهاء كل شيء بينهما؟" سأل تايهيونغ، وعيناه تبحثان عن إجابة واضحة في ملامح جونغكوك
"لا أعرف،" أجاب جونغكوك بصراحة "لكنني لا أعتقد أن يونقي سيتخذ قرارًا كهذا بسهولة جيمين مهم جدًا بالنسبة له..."
تابع تايهيونغ حديثه بنبرة هادئة، لكن كلماته كانت تحمل داخلها موجة من الصدمة والغضب كان مستلقيًا على فخذ جونغكوك، يريح رأسه بينما يروي تفاصيل ما حدث بينه وبين أرثر
" عندما قابلته في ساحة السيارات أمام المنزل، لم أتوقع أن يبدأ بالحديث بتلك الوقاحة لم يتوقف عن توجيه الاتهامات لي بشكل وقح، وكأنني ارتكبت خطأ لا يغتفر كان حديثه معي مليئًا بالسخرية، وكأنني مجرد شخص يمكنه توجيه اللوم عليه في كل شيء"
جونغكوك شحب وجهه قليلاً، إذ بدأ الغضب يتسرب إلى ملامحه لم يكن من السهل عليه سماع ما فعله أرثر ، "كيف جرؤ على التحدث إليك بتلك الطريقة؟" قالها بنبرة مفعمة بالغضب، وهو يحاول تهدئة نفسه قبل أن يغضب أكثر
أخذ تايهيونغ نفسًا عميقًا قبل أن يواصل حديثه ، " لكن ما فاجأني أكثر هو كيف عرف أرثر بكل شيء بهذه السرعة كنت دائمًا حريصًا على أن تكون علاقتنا سرية، خاصة أمام الآخرين لم أكن أظن أن أمرًا كهذا سيكشف بهذه السهولة" أضاف وهو ينظر في عيني جونغكوك
جونغكوك، الذي كان غاضبًا في البداية، بدأ يفكر في الأمر بعقلانية
"هل الحارس هو من صور لوحة السيارة؟" سأل تايهيونغ وهو يحاول فك لغز كيفية معرفة أرثر بكل شيء
"نعم، الحارس كان قد صور سيارتك و قِام بأرسالها له " قال جونغكوك بتأكيد، وعيناه تضيء بالغضب وهو يفكر في هذه التفاصيل الصغيرة التي قد تكون سببًا في كل هذا
نظر تايهيونغ إلى جونغكوك بقلق، ثم سأله: "ماذا لو قرر أرثر التحدث عن علاقتنا؟ ماذا سيحدث إذا كشف عن كل شيء؟" كان الصوت يحمل بين كلماته خوفًا من تبعات ذلك
ابتسم جونغكوك ابتسامة هادئة، لكنه كان يتحدث بنبرة حاسمة "لا داعي للقلق، أرثر جبان جدًا ليقول شيئًا كهذا هو لا يمتلك الشجاعة ليواجهنا أو ليكشف عن شيء كهذا أنا أعرفه جيدًا، ومن غير المرجح أن يتحدث عن ذلك"
ظل تايهيونغ مستلقيًا على فخذ جونغكوك، يشعر ببعض الراحة من كلمات جونغكوك التي طمأنته في الوقت نفسه، كان لا يزال يحمل كراهية تجاه أرثر، مثلما كان جونغكوك يشعر نحوه أيضًا
"أنا أكرهه، جونغكوك لا يمكنني تحمل رؤيته أو حتى سماع اسمه"
شعر تايهيونغ بيد جونغكوك وهي تمسح شعره برفق، بينما كان قلبه يهدأ مع كل حركة منه في تلك اللحظة، اقترب جونغكوك برأسه نحو تايهيونغ، ثم قبّل جبينه برفق، كما لو كان يريد أن يبعث فيه شعورًا بالاطمئنان والهدوء
كانت القبلة خفيفة، لكن محملة بالكثير من الحب والراحة، مما جعل قلب تايهيونغ ينبض ببطء، والشعور بالأمان يغمره. نظر إلى جونغكوك بابتسامة هادئة، وكأن تلك القبلة كانت جوابًا على كل القلق الذي كان يساوره
بينما كانت اللحظات تمر، بدأ تايهيونغ يتحدث بصوتٍ هادئ بعد لحظة من الصمت: "سأذهب لزيارة عمي غدًا في الصباح"
نظرت عينا جونغكوك إليه بقلق، ورفع حاجبه في تساؤل، ثم سأل بصوتٍ حنون: "هل هو بخير؟"
ابتسم تايهيونغ بابتسامة مطمئنة وهو يرفع رأسه قليلاً عن فخذ جونغكوك ليلتقي بعينيه، وقال: "والدتي اتصلت بي وأخبرتني أنه كان متعبًا لكنه بخير، رغم ذلك، لازلت أشعر بالقلق أريد أن أذهب لأراه بنفسي حتى يطمئن قلبي"
جونغكوك تنهد بقلق وأخذ يده بلطف، وقال: "إن كنت ترغب في أن أكون معك، سأذهب معك، لا مانع لدي"
لكن تايهيونغ هز رأسه بلطف وقال: "لا، سأذهب بمفردي أنت تأخرت كثيرًا عن العمل بسببي في الأيام الماضية" ، كانت نبرته مليئة بالاعتذار وعيناه تعكسان شعورًا بالمسؤولية
ظل جونغكوك صامتًا للحظة ثم قال بلطف: "لكن لو كنت بحاجة إليّ، لن أتأخر عنك العمل ليس أهم من ما بيننا" كان صوته مليئًا بالدفء، وكأن كلمات بسيطة تحمل معاني كثيرة من الحب والاهتمام
تايهيونغ، الذي كان يشعر بكل تلك المشاعر من جونغكوك، ابتسم برفق وهو يشعر بالراحة أكثر من أي وقت مضى في تلك اللحظة، كان يقاوم النوم وهو مستلقي على فخذ جونغكوك، وكان هذا الشعور هو الأهم بالنسبة له الآن
.....
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro