17
انجوي بالقراءة لا تنسون الكومنت بين الفقرات و الڤوت 🤎
لا تبخلون بالكومنت
سألت تشوهي بنبرة هادئة، تتنقل عيناها بين جونغكوك وتايهيونغ:
"ماذا يفعل تايهيونغ هنا، جونغكوك؟"
ابتسم جونغكوك ابتسامة عابرة قبل أن يرد بصوت هادئ لكنه يحمل شيئًا من الحزم:
"سأتحدث معكِ مساءً ، لم تذهبِ لعملك؟"
أجابته تشوهي بنبرة مريحة رغم التوتر الذي كان يلف الجو:
"لا، شعرت بالإرهاق ولم أنوي الذهاب تعلم إزعاج الطلبة أمر مرهق"
رفع جونغكوك حاجبيه قبل أن يوجه سؤالًا آخر عيناه تستقران على والدته وهو يراقب الموقف بعناية:
"هل هناك أحد بالمنزل؟"
أجابت تشوهي محركة رأسها في نفي:
"لا، لا أحد"
ابتسم جونغكوك ابتسامة خفيفة ملمحًا بشيء من التفاهم ثم تحدث برقة:
"حسنًا، أمي سنذهب إلى الداخل"
لكن تشوهي لم تكن لتكتفي بذلك، إذ كان فضولها يملأها فأضافت ونبرة الحزم واضحة في صوتها:
"أرغب في معرفة كل شيء عند المساء"
"حسنًا أمي" ، كان جواب جونغكوك مهذبًا لكنه حمل في طياته وعدًا لا مفر منه ثم أشار بعينيه إلى تايهيونغ الذي كان يقف صامتًا في الخلف ليتبعه داخل المنزل
سار تايهيونغ بخطى واثقة إلى جانب جونغكوك نحو الداخل وكأنه لا يشعر بغرابة في المكان كان المنزل مألوفًا بالنسبة له فقد اعتاد القدوم هنا بين الحين والآخر لزيارة جيمين
لكن شقة جونغكوك رغم بساطتها وأثاثها ذي الألوان الترابية الهادئة التي تنضح بالدفء بدت مختلفة في هذه اللحظة الجو كان ثقيلًا، كأن صمت الجدران يخفي همسًا خفيًا يتربص بين أركانها
ما إن أغلق جونغكوك الباب وأدار المفتاح في القفل حتى قال بصوت منخفض أشبه بالهمس وكأنه يحدث نفسه:
"توقعت ألا يأتي"
ارتفع حاجب تايهيونغ بسخرية طفيفة وسأله وهو يرمقه بنظرة تحمل استهزاءً مبطنًا:
"أحقًا توقعت أن يجرؤ؟ آرثر يعين حارسًا ليراقبك وكأنه ملك متوج تظن أنه بعد فعلته الأخيرة سيأتي ويحاول حتى النظر في عينيك مجددًا؟"
قهقه جونغكوك بخفة وهو يفتح خزانته ويسحب بدلة عمله قائلاً بنبرة هازئة:
"آرثر؟ جريء بما يكفي ليحاول؟ ربما في أحلامه لا تنسَ أنه من النوع الذي يهرب ليختبئ خلف ظلال الآخرين دائمًا بحاجة لمن يتحدث باسمه"
ابتسم تايهيونغ بسخرية وأمال رأسه قليلاً وهو يهمهم:
"حقًا؟ يبدو أنه من الأفضل أن تستعد لمفاجأة لأنه لو قرر القدوم، فلن يكون وحيدًا ربما سيصطحب جيمين ليكون شاهده على ما يسميه شجاعة"
ضحك جونغكوك وصدى ضحكته تردد في المكان كأنها تحدٍّ صريح قال وهو يرتدي قميصه:
"جيمين؟ يا إلهي وجوده سيكون أكثر تسلية من آرثر نفسه تخيل كيف سيحاول جيمين الدفاع عنه مستخدمًا حججًا طفولية لا يصدقها أحد"
تابع تايهيونغ بنفس النبرة الساخرة:
"جيمين دائمًا ما يضع أنفه في كل شيء لكنه لا يجيد سوى زيادة الطين بلة ربما لو حاول أن يكون مفيدًا ليوم واحد، سيصبح الأمر معجزة"
رفع جونغكوك عينيه إليه بابتسامة مليئة بالسخرية، ثم ناوله ملفًا أسود قائلاً:
"دعنا من آرثر وجيمين الآن ساعدني في إخراج عقد الزواج من هذا الملف كي أُنهي هذه المهزلة قريبًا"
أمسك تايهيونغ الملف وتردد قليلاً قبل أن يفتحه بدأ يقلب الأوراق بعناية، وعندما وصل إلى عقد الزواج، توقف للحظة يتأمل التفاصيل المكتوبة عليه رفع نظره ببطء نحو جونغكوك وسأله بنبرة خافتة، لكنها تحمل شيئًا من الفضول:
"هل كنت سعيدًا ليلة زفافك؟ أم انك تُجيد التصنع؟"
لم يتحرك جونغكوك للحظة وكأنه يحاول استيعاب السؤال، قبل أن يرد ببرود وهو يغلق أزرار قميصه:
"مطلقًا لم أعتقد أن الأمور ستصل إلى هذا الحد ، آرثر يأخذ كل شيء بجدية وكأنه يعيش في عالم مثالي تصرفاته أمام والدي، وكلماته المصطنعة عن السعادة، تجعلني أكرهه أكثر"
كان حديثه باردًا، لكنه كشف الكثير مما كان يحمله في داخله أردف وهو يلتقط ربطة عنقه مُحكماً لها حول عنقه :
"بمجرد انتهاء إجراءات الطلاق، سأترك هذا المكان كل زاوية هنا تذكرني به، وكل ذكرى مزعجة تستحق أن تُمحى ، ربما شقة صغيرة أو منزلاً سيكونُ خياري الأول "
تايهيونغ الذي كان يتابع حديثه بصمت مليء بالاهتمام، علق بسخرية ناعمة:
"كشخص غير متزوج، شقة صغيرة قد تناسبك لكنك تحب المبالغة أحيانًا"
قهقه جونغكوك بخفة، وابتسامة ماكرة تلوح على شفتيه، قبل أن يقول:
"تايهيونغاه أريد منزلاً كبيرًا، بطابق كامل مخصص للكاريوكي والنبيذ شاشة ضخمة، وأجهزة كاريوكي لا تنتهي!"
تظاهر تايهيونغ بالتفكير، ثم قال بابتسامة خفيفة:
"ومئات أنواع النبيذ أيضًا، أليس كذلك؟"
ضحك جونغكوك بصوت أعلى وقال وهو ينظر إليه بمكر:
"بالطبع! وسأجعلك تعتاد على الشرب أيضًا لا أحد ينجو من تأثيري، تذكر ذلك"
لكن تايهيونغ تجمد للحظة عند سماع هذه الكلمات، وأعادها في ذهنه، متسائلًا عما إذا كان لجونغكوك نية خفية وراءها اكتفى بابتسامة هادئة وقال بنبرة حازمة:
"لا تحاول، أنا أكره الشرب، وستفشل"
جمع تايهيونغ الأوراق ووضعها بعناية داخل الملف و هو يتأهب للمغادرة سِمع جونغكوك يتحدث بِـ :
"لا أعتقد أنني سأتي الليلة ، سأعود غدًا"
رفع تايهيونغ عينيه إليه وأردف جونغكوك قبل أن يُسأل:
"سأتحدث مع والدتي أولاً، ثم أبحث عن آرثر يبدو أنه قرر الاختباء مرة أخرى"
أومأ تايهيونغ برأسه موافقًا لكنه رفع يده ببطء ليمسح وجنة جونغكوك بلطف ارتسمت ابتسامة دافئة على شفتي جونغكوك، واقترب أكثر ليطبع قبلة خفيفة على شفتي تايهيونغ وكأنها وعد غير منطوق
همس جونغكوك بصوت منخفض أمام شفاتي تايهيونغ :
"هيا، دعنا نخرج قبل أن نضيع الوقت"
عندما فتح الباب صادفا يونقي واقفًا في الممر رمقهما بنظرة مليئة بالدهشة والفضول قبل أن يقول بدهشةً وهو يشير إلى تايهيونغ:
"تايهيونغ هنا ؟ أم أنني أهذي بسبب قلة النوم؟"
قهقه جونغكوك بخفة، وأشار لتايهيونغ بتجاهله، بينما كانا يسيران مبتعدين، تاركين خلفهما فضول يونقي الذي اكتفى بابتسامة خفيفة
ركب جونغكوك وتايهيونغ السيارة متوجهين نحو الفرع الجديد للشركة جلس تايهيونغ في المقعد الأمامي، بينما بدأ جونغكوك بوضع كل أدواته في المقعد الخلفي، ثم جلس خلف المقود وأدار المحرك سادت السيارة أجواء من الهدوء، فكانا يستمعان إلى الموسيقى الكلاسيكية الناعمة التي تملأ الأجواء، بينما كان تايهيونغ يهمهم بألحانها في حالة استرخاء تام
بعد لحظات من الصمت، قطع جونغكوك الهدوء وقال وهو يغلق الموسيقى: "سأتصل بإيثان"
أومأ تايهيونغ برأسه دون أن ينطق، ملتفتًا بعينيه إلى هاتفه بينما كان جونغكوك يضغط على الأزرار ليتصل على المُهندس المكفل بالمشروعِ الجديد لشركة جيونكس
أخذ جونغكوك نفسًا عميقًا وأجاب الهاتف قائلاً:
"مرحبًا، إيثان كيف حالك؟"
"أهلاً جونغكوك، أنا بخير ماذا هناك؟" رد إيثان بصوته المألوف، وبدت عليه الجدية كعادته
"أنا في الطريق إلى الفرع الجديد، سأكون هناك لتفقده" ، قال جونغكوك وهو يركز على القيادة
"تمام، أنا هنا الآن أشرف على العمل مع المهندسين" ، أجاب إيثان بسرعة مما يدل على انشغاله
"شكرًا لك على الاهتمام، إيثان سأكون هناك في غضون دقائق" ، أجاب جونغكوك
"حسنا نحن في انتظارك" ، أضاف إيثان، ثم أغلق الخط
بعد أن انتهت المكالمة عاد الهدوء مجددًا إلى السيارة نظر جونغكوك إلى تايهيونغ قائلاً بابتسامة خفيفة:
"إيثان في الموقع، سوف نصل هناك قريبًا"
أومأ تايهيونغ برأسه برفق، وتابعوا سيرهم نحو الوجهة المقصودة، بينما كانت المدينة تنبض بالحياة حولهم
وصل تايهيونغ وجونغكوك إلى مبنى جيونكس الجديد، الذي كان قيد الإنشاء كان المبنى قائمًا في منطقة حديثة، محاطًا بالأشغال الثقيلة والآلات التي تملأ المكان بالضوضاء رغم أن البناء لم يكتمل بعد، كانت هناك لمسات واضحة من التصميم العصري، مع واجهته الزجاجية العاكسة التي تعكس السماء الزرقاء، والمداخل الواسعة التي تفتح على ممرات لا تعد ولا تحصى
بينما اقتربتا سيارتهما من المدخل، أوقف جونغكوك السيارة بحركة سريعة وتوقف قبل أن يفتح الباب نظر إلى تايهيونغ الذي كان جالسًا بجانبه، وكأنه يراقب المكان بإمعان
قال جونغكوك مبتسمًا وهو يفتح الباب:
"ها نحن هنا، يبدو أن هذا المشروع سيكون ضخمًا"
نزل كلاهما من السيارة، واستقبا نسمات الهواء الخفيفة التي تخللت الجو كان موقع المبنى يشع بالأنشطة، حيث كان العمال يواصلون أعمالهم ويشرف المهندسون على التفاصيل النهائية توجه كلاهما نحو المدخل الرئيسي حيث كان إيثان في انتظارهم، مرتديًا بدلة أنيقة رغم الأجواء العاملة حوله
وصلوا إلى موقع العمل حيث كان إيثان ينتظرهم، مشرفًا على سير العمل في المبنى تحرك جونغكوك بخطوات ثابتة نحو إيثان، الذي رحب به بابتسامة عريضة تصافح الاثنان بحرارة، وكانت المصافحة تعكس الاحترام والتقدير المتبادل بينهما سريعا بدأ حديثهما حول تفاصيل العمل، وكان يبدو أن كلاهما مشغول في مناقشة الأمور المتعلقة بالمشروع
ثم التفت إيثان إلى تايهيونغ، الذي كان يقف جانبًا، يبدو عليه الهدوء والارتياح بينما ينظر إلى المحيط لم يكن إيثان يعرفه، فبادر بتقديم نفسه قائلاً:
"مرحبًا، أنا المُهندس إيثان"
مدّ يده لتحيةِ فردّ عليه تايهيونغ بابتسامة هادئة وهو يقول:
"مرحبًا، أنا تايهيونغ صديق جونغكوك"
قالها ببطء مع ابتسامة ملونة بالتسلية، كأنها مزحة صغيرة كانت تجول في ذهنه لكن هذه الكلمة، "صديق"، أثارت شيئًا غريبًا في قلب جونغكوك كان يراقب تايهيونغ بعينين ضيقتين، غير مصدق لما سمعه لم يكن يتوقع أن يستخدم تايهيونغ هذا اللقب تحديدًا، وهو يعلم تمامًا أن تايهيونغ يستمتع بمزاحه
النظرة التي تبادلها جونغكوك مع تايهيونغ كانت مليئة بالدهشة والازعاج الخفيف كيف له أن يطلق عليه هذا اللقب في هذه اللحظة؟ كان جونغكوك يحدق في تايهيونغ وهو يحاول احتواء رد فعل غير متوقع، بينما كان الأخير يختبئ وراء ابتسامة خفيفة، مستمتعًا بتأثير كلماته على جونغكوك
جونغكوك، الذي كان لا يزال في حالة صدمة، ضرب لسانه بجدار فمه بحركة سريعة، وهو يراقب تصرفات تايهيونغ بابتسامة كتمت بين الشكوى والضحك كانت يداه مشغولتين بما لا يدركه إيثان، بينما عينيه كانت لا تفارقان تايهيونغ، الذي بدا مستمتعًا جدًا بتغيير حالته من "حبيب" إلى "صديق" لأثارة انزعاجه
إيثان، الذي لم يلتقط سخرية الحديث بينهما تمامًا، ابتسم بإيجابية وأجاب بلطف:
"سعيد بلقائك، تايهيونغ يبدو أن العلاقة بينكما قوية"
حينها نظر تايهيونغ إلى جونغكوك مبتسمًا بحيلة ظريفة وقال:
"أليس كذلك، يا صديقي؟"
جونغكوك الذي لم يستطع مقاومة التحدي في كلمات تايهيونغ، ردّ بابتسامة متكلفة وهو يهز رأسه قائلاً:
"لن أجيب على ذلك"
الحديث استمر، لكن الأجواء بين الثلاثة كانت مليئة بالغموض والضحك الخفيف، بينما كان من الواضح أن العلاقة بين جونغكوك وتايهيونغ تتجاوز حدود الصداقة العادية الحب والازعاج كانا سمة هذه العلاقة، ومهما حاول جونغكوك أن يظهر رد فعل طبيعي، كان قلبه دائمًا يسبق عقله في تلك اللحظات مع تايهيونغ
دخلوا إلى موقع البناء، حيث كانت الأجواء مشحونة بالحركة والنشاط كان العمال والمهندسون يتنقلون بسرعة بين الأنحاء، مشرفين على تجهيز المكاتب وتجميع المعدات الصوت الوحيد الذي يعلو هو ضجيج المعدات الثقيلة والحديث المتسارع بين الفريق العامل
توجه جونغكوك وتايهيونغ مع إيثان إلى المناطق التي تم الانتهاء من تجهيزها، وكانت بعض المكاتب قد أصبحت جاهزة للاستخدام على الرغم من أن المكان لا يزال تحت الإنشاء، إلا أن المكاتب التي تم تجهيزها كانت أنيقة ومرتبة، مع لمسات من التصميم العصري الذي يعكس الرؤية المستقبلية للمشروع
أخذ إيثان زمام المبادرة وبدأ يشرح لجونغكوك وتايهيونغ تفاصيل التقدم في العمل، متحدثًا عن الخطة الزمنية للمراحل القادمة كان يوضح كيفية توزيع المساحات والتجهيزات التي تم إتمامها بالفعل بينما كان تايهيونغ يستمتع بمراقبة تفاصيل البناء، كانت نظراته تلاحق كل زاوية في المكان، في حين أن جونغكوك كان يركز على حديث إيثان، لكنه لم يستطع منع نفسه من تبادل النظرات مع تايهيونغ بين الحين والآخر، خاصة عندما لاحظ ابتسامة خفيفة على وجهه
أشار إيثان إلى إحدى الغرف قائلاً:
"هذه ستكون واحدة من المكاتب التنفيذية تم تركيب الأثاث حديثًا، وسوف تكون جاهزة قريبًا لاستخدام الفريق القيادي"
بينما كان جونغكوك يراقب بعين فاحصة، همس بتعليق قائلاً:
"المكان يبدو رائعًا، ولكننا بحاجة لمزيد من التفاصيل لجعل كل شيء مثاليًا"
أومأ إيثان موافقًا وأضاف:
"أوافقك الرأي ، علينا التأكد من أن كل شيء في مكانه قبل أن نبدأ العمل الفعلي هنا"
بينما كانتا عينا تايهيونغ تراقب التفاصيل كان يشعر بالراحة وسط هذا المكان المتطور في حين أن جونغكوك كان يواصل الحديث مع إيثان، لكن تفكيره كان مشغولًا بشيء آخر لا سيما أنه شعر بأن كل خطوة من خطوات المشروع ستكون بمثابة تحدٍ، ليس فقط في العمل، بل في العلاقات أيضًا
بينما يسيرون في الممرات المعبدة حديثًا لموقع البناء، بدأ تايهيونغ بإطلاق أفكاره حول التصميم الداخلي للمكان كان يقف بجانب إحدى الغرف المكتملة، يتأمل التفاصيل بعناية، ثم أطلق تعليقًا برؤيته المميزة:
"أعتقد أن المساحات المفتوحة هنا ستكون رائعة لو تمت إضافة بعض العناصر الطبيعية، مثل النباتات الخضراء التي تعطي الحياة للمكان الضوء الطبيعي في هذا الزجاج سيكون مثاليًا لخلق أجواء مريحة أثناء العمل "
جونغكوك الذي كان يراقب تصرفات تايهيونغ عن كثب، ابتسم برضا كان يستمتع دائمًا بسماع أفكار تايهيونغ التي تحمل الكثير من العمق والإبداع. أجاب جونغكوك وهو يراقب عينين تايهيونغ المشرقتين:
"أنت دائمًا تفكر في التفاصيل التي ينسى الآخرون ملاحظتها ، لا بد أن المساحة ستكتسب الكثير من الحيوية مع لمساتك"
ابتسم تايهيونغ بلطف وقال وهو يخطو نحو إحدى النوافذ:
"وأعتقد أنه من المهم أيضًا إضافة بعض اللوحات الفنية أو القطع الزخرفية التي تعكس شخصية الشركة ، الأشياء الصغيرة تُحدث فرقًا كبيرًا في الأجواء العامة"
نظر إليه جونغكوك بإعجاب، قائلاً:
"أنت دائمًا تضع لمساتك الخاصة في كل شيء ، أفكارك دائمًا تجعل المكان ينبض بالحياة"
ثم تابع تايهيونغ حديثه، وهو يلتقط التفاتاته من حوله:
"من الممكن أيضًا تغيير ألوان الجدران لتكون أكثر إشراقًا، فالألوان الدافئة في الأماكن المشتركة تساعد على خلق بيئة مريحة، بينما يمكن استخدام الألوان الباردة للمكاتب التنفيذية لتوفير جو من التركيز"
كان جونغكوك يستمع بتركيز تام، لا يفوته أي كلمة من كلمات تايهيونغ كان يشعر بفخر حقيقي بأن الشخص الذي يقف إلى جانبه هو من يضع أفكارًا فريدة من نوعها
"إذا كنت المسؤول عن هذا التصميم، كنت سأسألك عن رأيك في كل تفصيل، لأنك دائمًا تُحسن الاختيار" ، قال جونغكوك وهو يبتسم بلطف، وفي عينيه نظرة تقدير حقيقية
تايهيونغ اكتفى بإجابة خفيفة بابتسامة، لكنه كان يعلم جيدًا أن جونغكوك يستمتع بكل فكرة يطرحها كان يشعر بأن كل لحظة يقضيها معه، وكل كلمة يتبادلها، تزيد من قربهما أكثر
بينما كان جونغكوك يتحدث مع إيثان عن ملاحظات تايهيونغ في تلك اللحظة كان جونغكوك يقترب من تايهيونغ بخفة وكأنهما في عالمٍ خاص بهما بأحد يداه القويتين
وضع يده على خصر تايهيونغ برفق، وكأن كل لمسة كانت تُعبّر عن شعورٍ أعمق من الكلمات كانت اناملهُ تنساب حوله، تتلامس مع جسده برقةٍ، مع لمسةٍ دافئة تشع بالأمان والاحتواء الخصر، نقطة التقاء بين جسديهما، شعر تايهيونغ بأن تلك اليد كانت تشدّه إليهما بلطفٍ، تمنحه شعورًا بأن العالم من حولهما توقف للحظة، بينما كانا يغرقان في ذلك التواصل الصامت
"تايهيونغ لديه رؤية رائعة للتصميم الداخلي، لاحظ كل التفاصيل التي قد يغفل عنها الآخرون أفكاره تضيف قيمة حقيقية للمكان" ، قال جونغكوك، وهو يلتفت إلى إيثان، مؤكدًا على أهمية ملاحظات تايهيونغ
كان تايهيونغ يقف بجانبه بهدوء، مستمتعًا بنظرات الانتباه والاحترام التي يتلقاها من جونغكوك، الذي كان يعبر عن تقديره بطرق لا تحتاج لكلمات إضافية
بينما كان إيثان يلوح لهما مودعًا، أمسك جونغكوك بيد تايهيونغ قليلاً، ثم ابتسم ابتسامة جانبية مليئة بالمرح وقال له بصوت هادئ، لكنه مليء بالتحدي:
"عندما نخرج، ستعرف ماذا سيفعل بك صديقك"
كانت نبرة صوته جريئة، وكأنها تحدٍ في طياتها، فيما كانت ابتسامته تحمل نوعًا من التحدى تابعا المسير نحو الباب، بينما كانت عيون تايهيونغ تلمع بحيرة خفيفة، غير مدرك تمامًا ما الذي يقصده جونغكوك بتلك الكلمات
بينما كان إيثان يلوح لهما مودعًا، أمسك جونغكوك بيد تايهيونغ قليلاً، ثم ابتسم ابتسامة جانبية مليئة بالمرح وقال له بصوت هادئ، لكنه مليء بالتحدي:
"عندما نخرج، ستعرف ماذا سيفعل بك صديقك"
ركبا السيارة، وكان الصمت هو سيد اللحظة، لا يقطعه سوى صوت المحرك الهادئ بدأ جونغكوك القيادة بمهارة وثقة، وعيناه ثابتتان على الطريق أمامه كان وجهه يعكس برودًا غريبًا، لكن عينيه كانتا تخفيان شيئًا آخر. أما تايهيونغ، فقد كان يرمق جونغكوك بنظرات مترددة، وكأن عقله مليء بالأسئلة التي لم يجرؤ على طرحها
أخيرًا، كسر تايهيونغ الصمت بصوت خافت، كأنه يخشى سماع الجواب:
"ماذا كنت تعني بكلامك قبل قليل؟"
لم يرد جونغكوك على الفور ظل صامتًا للحظة، ثم ابتسم ابتسامة جانبية تحمل ثقة غامضة، وهو يضيق عينيه قليلاً. توقف عند إشارة المرور، ثم استدار برأسه نحو تايهيونغ، وعيناه تلتقيان بعينيه المرتبكتين
"ما أعنيه؟" قال بصوت منخفض وعميق وكأنه يختبر صبر تايهيونغ تِابع حديثه : "أعني أنني حاولت السيطرة على نفسي، لكنك... تجعل الأمر مستحيلاً أنت تثيرني بطريقة لا يمكنني مقاومتها"
شعر تايهيونغ بأن الهواء أصبح أثقل فجأة وكأن قلبه توقف عن النبض للحظة عيناه اتسعتا، وعقله كان يعجز عن تصديق ما يسمعه بالكاد تمكن من النطق بصوت مهتز:
"جونغكوك... أتعني... أتعني هذا حقًا؟"
جونغكوك أطلق ضحكة قصيرة من ثمَ انحنى قليلاً نحو تايهيونغ كأن المسافة بينهما لم تعد تعنيه عيناه كانت تتوهجان بثقة جريئة، وكلماته كانت كالسهم الذي يخترق أعماق قلب تايهيونغ:
"أنا لا أمزح، تايهيونغ أنا واثق تمامًا مما أريده والسؤال هنا..." توقف للحظة ثم همس بصوت أشبه بالهمس الحارق: "هل أنت مستعد لما سيأتي؟"
تايهيونغ شعر وكأن جسده تجمد كان عقله يصرخ بعدم قدرته على استيعاب ما يحدث، لكن قلبه كان ينبض بعنف وكأن كل جزء منه ينجذب نحو جونغكوك ارتبك أكثر، وأدار وجهه نحو النافذة، محاولًا أن يخفي احمرار وجهه
"لا أعلم..." قال بصوت خافت، وكأنه يخاطب نفسه أكثر مما يخاطب جونغكوك تحدث بنبرةً مترددةً : "هذا... هذا مفاجئ جدًا"
جونغكوك ضحك بهدوء لكنه لم يبعد نظراته عنه بل وضع يده على كتف تايهيونغ بلطف، كأنه يريد أن يطمئنه وفي نفس الوقت يزيد من ارتباكه
"اطمئن،" قال جونغكوك بصوت عميق مليء بالثقة، وعيناه مثبتتان على وجه تايهيونغ المرتبك، :" أعدك... هذه اللحظة ستكون بداية شيء لا يُنسى، والليلة القادمة... وكل ليلة تجمعني بك، ستكون مميزة وفريدة، لأنك ببساطة... كل ما أريده"
توقفت السيارة أمام منزل تايهيونغ، كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، وكأن كل شيء ينتظر تلك اللحظة الحاسمة نظر جونغكوك إلى تايهيونغ، الذي كان يجلس بجانبه، وعينيه تتأملان وجهه الجميل بعمق
"ليس مجبرًا على ذلك، إذا كنت لا ترغب في الأمر"، قال جونغكوك بصوت هادئ، محاولاً تخفيف الضغط الذي يحيط باللحظة كان قلبه ينبض بسرعة، لكنه أراد أن يشعر تايهيونغ بالحرية في اختياره كانت تلك ليلة خاصة، وليست مجرد لحظة عابرة
استجاب تايهيونغ بنظرة عميقة، مليئة بالتردد والفضول كان يعرف ما يعنيه جونغكوك، وكان يشعر بشيء أكبر من مجرد رغبة جسدية كان هناك اتصال عاطفي قوي بينهما، شيء يفوق الكلمات
"لكنني مستعد، إذا كنت ترغب في ذلك"، أضاف جونغكوك، مشجعًا تايهيونغ على اتخاذ الخطوة التي كان كلاهما يتوق إليها
تبادل الاثنان نظرات مليئة بالتفاهم، وكأنهما كانا يتحدثان بلغة لا يفهمها سواهما كان المنزل أمامهما يمثل أكثر من مجرد مكان، بل كان رمزًا لبدء فصل جديد في علاقتهما، فصل مليء بالحب والشغف ومع كل لحظة تمر، كانت الأجواء تزداد حماسة، وكأن العالم الخارجي قد اختفى، تاركًا فقط هذا الاتصال الفريد بينهما
وفي تلك اللحظة، أدرك كلاهما أن الليلة ستكون مختلفة، وأنها ستكون بداية شيء جديد، شيء لا يمكنهما التراجع عنه
تأمل تايهيونغ في كلمات جونغكوك، وشعر بارتباك خفيف يتسلل إلى قلبه كان الهدوء الذي يحيط بهما يثقل الأجواء، لكنه في الوقت نفسه كان يبعث في داخله شعورًا بالأمان نظر إلى جونغكوك، الذي كان ينتظر رده بفارغ الصبر، وكأن الزمن قد توقف للحظة
"جونغكوك..." بدأ تايهيونغ بصوت منخفض، لكنه توقف ليلتقط أنفاسه كانت مشاعره تتزاحم في صدره، بين الرغبة والخوف : " أنا... أشعر بالقلق، لكنني أيضًا أشعر بشيء آخر شيء أقوى من الخوف "
ابتسم جونغكوك بتشجيع، مما أعطى تايهيونغ دفعة من الشجاعة ليتحدث :" أنت تعلم أنني هنا من أجلك لا شيء يتطلب منك أن تفعل شيئًا لا تريده لكن إذا كنت ترغب في ذلك، فأنا مستعد "
أغمض تايهيونغ عينيه للحظة، واسترجع كل اللحظات التي قضياها معًا، الضحكات والمغامرات، وكيف أصبح جونغكوك جزءًا لا يتجزأ من حياته "أريد أن أكون معك، جونغكوك أريد أن أستكشف هذا الشعور معكَ و اليك لكنني أريد أن نتأكد أننا مستعدان لذلك"
فتح عينيه لينظر إلى عيني جونغكوك، ورأى فيها الود و الحنيةَ الطاغيةُ مكملاً : "دعنا نأخذ الأمور ببطء، ونتأكد أننا في المكان الصحيح أريد أن تكون هذه الليلة خاصة، لا مجرد لحظة عابرة"
استجاب جونغكوك بابتسامة دافئة، وكأنما فهم تمامًا ما يدور في ذهن تايهيونغ. "بالطبع، سنأخذ وقتنا"
شعر تايهيونغ بالراحة، وكأن عبئًا ثقيلاً قد أزيل عن كاهله كانت تلك اللحظة هي البداية الحقيقية، بداية رحلة مشتركة، مليئة بالمشاعر والتجارب الجديدة
اقترب تايهيونغ ببطء من جونغكوك، وكأن كل لحظة تمر كانت تعزز من رغبته في الانغماس في تلك اللحظة الساحرة! ، لم يكن هناك شيء سوى عيونهم التي تتحدث بلغة لا يفهمها سواهما
عندما انحنى تايهيونغ نحو جونغكوك، التقت شفاههما في قبلة عميقة، تحمل في ثناياها كل المشاعر التي لم تُعبر عنها بعد كانت قبلة مليئة بالشغف، وكأنها تمتد إلى أعماق روحيهما شعرت شفتا تايهيونغ بدفء جونغكوك، وارتعشت كل حواسه تحت تأثير تلك القبلات المتبادلة
وفي لحظة استقامة تايهيونغ من مقعده، قام جونغكوك بمد ذراعيه بحذر حوله ممسكًا به برفق، كأنه يحميه من السقوط أو الأذى كانت تلك اللمسة تعبر عن اهتمامه العميق ورغبته في أن يكون بجانبه، سواء جسديًا أو عاطفيًا
رفع تايهيونغ جسده ببطء، ليجد نفسه فوق جونغكوك بينما كان جونغكوك يبتسم برفق، أرخى مقعد السيارة إلى الوراء، مما أضفى المزيد من العمق على تلك اللحظة كانتا يدهما تمسكان بخصر تايهيونغ، مما زاد من شعوره بالأمان والراحة
استمر تواصل شفاههما في تلك القبلة، بينما كانت الأيدي تتشابك، والقلوب تتراقص في انسجام تام كانت تلك اللحظة تعبيرًا عن الثقة المتبادلة، عن الرغبة في استكشاف كل ما يجمعهما، في عالم خاص بهما، بعيدًا عن كل شيء
حين ابتعد تايهيونغ عن شفتي جونغكوك، شعر الأخير بشيء من الخواء، وكأنما لم يكن مستعدًا لتلك اللحظة التي اختفت بسرعة كانت نظراتهما تتلاشى، لكن لم يكن هناك من كلمات لتبرير هذا الصمت، فقط همسات خفيفة كانت تشع من بينهما
وضع جونغكوك يده برفق على خصر تايهيونغ، يمررها برقة كما لو أنه يحاول منح بعض الطمأنينة لتلك اللحظة المتوترة همس تايهيونغ بلطف: "لا ترهق نفسك بالعمل كثيرًا، اعتنِ بنفسك حسنا عزيزي ؟"
كان صوته مليئًا بالعاطفة التي كانت مخفية بين الكلمات، وكأنه يطبع قبلة على الهواء، لكنه لم يستطع إلا أن يعبر عن اهتمامه الدائم به
استجاب جونغكوك للنصيحة بابتسامة خفيفة على شفتيه، وكانت عينيه مليئة بشيء من الامتنان كان هدوءه واضحًا، لكنه لم يستطع إخفاء الدفء الذي شعر به
فتح تايهيونغ باب السيارة بهدوء، بينما كانت يده تتلمس مقبض الباب بعناية وعندما نزل من السيارة، بقيت يد جونغكوك ملتصقة بخصره لفترة أطول من المعتاد، كما لو أن جسده لا يزال يحمل بقايا ذلك الارتباط الذي كان يعيشه كانت تلك اللحظة مليئة بالأحاسيس المتضاربة: الرغبة في المزيد من القرب، ووقت التوديع الذي جاء بشكل مفاجئ
ثم، مع آخر لمسة، تركت يد جونغكوك خصر تايهيونغ، في حين كانت خطوات الأخير تبتعد عنه رويدًا رويدًا، وهو يذهب إلى المنزل، تاركًا وراءه جونغكوك في السيارة، يشعر بشيء أكبر من مجرد الوداع بينهما
حينما دخل تايهيونغ إلى منزله، أغلق الباب خلفه ببطء، وكأن تلك اللحظة التي تركها خلفه لا تزال تلاحقه في ذهنه شعر بشيء غريب، مزيج من التوتر والارتباك، وكأن قلبه لا يزال ينبض بسرعة بسبب ما حدث في السيارة كلمات جونغكوك كانت تتردد في أذنه، "إذا كنت ترغب في ذلك، أنا مستعد"
لم يكن يعلم كيف يفسر مشاعره في تلك اللحظة جزء منه كان يشعر بالاضطراب، لا سيما عندما يتذكر نظرات جونغكوك الجريئة والمباشرة، كأنهما كانا في لحظة حاسمة، يحطمان كل الحواجز التي بينهما في الوقت نفسه، لم يستطع تجاهل الإثارة التي كانت تثيرها تلك الكلمات فيه، شعور غريب ينبض في أعماقه، تملأه الحيرة والترقب
فكر في ما قاله جونغكوك عن "التواصل الجسدي" ورغبته في الاقتراب أكثر كانت تلك الأفكار تثير في داخله مشاعر مختلطة من الفضول والرغبة، لكن التردد كان يسيطر عليه
هل هو مستعد لهذا النوع من العلاقة؟ هل يعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للتقدم خطوة إلى الأمام؟
بينما كان تايهيونغ يسير نحو غرفة نومه، كان عقله غارقًا في أفكار متشابكة، يردد في نفسه "لا أعلم"، وكأن الكلمات تعبر عن التردد الذي يشعر به حيال ما حدث كانت مشاعره مشوشة، بين الرغبة والشك، وبين ما كان قد حدث في تلك اللحظة وبين ما يجب أن يحدث
عندما دخل إلى غرفة نومه، ألقى نظرة سريعة على سريره قبل أن يخلع قميصه ببطء كان جسده يتنفس بعمق، كما لو أنه يحاول تهدئة نفسه من الاضطراب الذي يعيشه داخليًا بدأ يبحث في الخزانة عن قميص آخر ليرتديه، لكن عينيه توقفتا فجأة عندما وقع نظره على قميص سبق لجونغكوك أن ارتداه كان القميص لا يزال يحتفظ برائحة جونغكوك، رائحة الليل الماضي، رائحة الأشياء التي مرت بينهما في تلك اللحظة التي لا يستطيع نسيانها
باستسلام، اختار تايهيونغ أن يرتدي القميص الذي يحمل تلك الذكريات، كما لو أنه يريد أن يشعر بوجود جونغكوك من خلاله، في تلك اللحظة التي شعر فيها بالارتباك والرغبة والتساؤلات التي لا تنتهي ارتدائه لذلك القميص كان بمثابة اقتباس لحضور جونغكوك في حياته، حتى وإن كان جسديًا بعيدًا عنه
ثم، بعد أن أتمّ ارتداء القميص، توجه تايهيونغ نحو الباب، مستعدًا للذهاب إلى عمله، لكنه كان يعرف أن تفكيراته ستظل مشغولة بما حدث وما قد يحدث بعد ذلك، بينه وبين جونغكوك، وبين مشاعره التي ترفض أن تهدأ
بعد أن وصل تايهيونغ إلى المقهى، تفاجأ لرؤيته مغلقًا كان يعلم أن المقهى يعتبر جزءًا مهمًا من حياته وحياة جيمين، وكان يشعر بالانزعاج لأن الأمور لم تسير كما توقع تفاجأ أكثر لأنه لم يتم إبلاغه مسبقًا بقرار إغلاق المقهى، رغم أنه كان من المفترض أن يظل مفتوحًا حسب الجدول المعتاد
رفع هاتفه واتصل بجيمين على الفور ،" لماذا أغلقت المقهى فجأة؟" سأل بصوت هادئ، ولكنه كان يشعر ببعض القلق لم يكن يعرف السبب وراء الإغلاق المفاجئ
جيمين أجاب بصوت غير حاسم، يبدو عليه بعض التوتر: "أعتذر، اضطررت إلى إغلاقه حدث شيء طارئ ولم أتمكن من إبلاغك في الوقت المناسب" كان رد جيمين غير محدد، مما زاد من شكوك تايهيونغ، الذي شعر بقلق أكبر حول الموقف
تايهيونغ، رغم استغرابه، قرر أن لا يضغط على جيمين أكثر فهو يعرف أن لديه أسبابه الخاصة، على الرغم من أنه لم يتمكن من فهمها بشكل كامل على أي حال، كان لا بد من استئناف العمل
دخل المقهى وأغلق الباب خلفه، معتمدًا على نفسه اليوم بدأ تايهيونغ في تحضير المكان من جديد، يجهز الأكواب والطاولات، كما اعتاد أن يفعل كانت يديه تتحركان بسرعة ولكن بخفة، وكأن المقهى يحتاج إلى لمسة خاصة منه اليوم
وسط هذا الروتين المعتاد، كانت أفكاره تذهب إلى ما حدث بينه وبين جونغكوك في تلك الليلة كان لا يزال يشعر بتأثير تلك اللحظة، وكأن كل شيء من حوله يذكره بها وبينما كان يعمل، كانت ذهنه لا يزال مشغولًا بما ينتظره، وما قد يحصل بينه وبين جونغكوك في المستقبل القريب
بينما كان تايهيونغ منهمكًا في تحضير القهوة، كانت الأجواء في المقهى هادئة والمكان شبه خالٍ من الزبائن كان يركز على عمله ببراعة، وقد أعدَّ القهوة بكل هدوء، حتى دخل أرثر فجأة، مما جعله يرفع نظره عن الكأس الذي بين يداه
أرثر نظر إلى المكان بتفاجؤ فلم يكن هناك سوى تايهيونغ الذي كان منهمكًا في العمل تقدّم نحو الطاولة وسأله بلطف، "هل جيمين هنا؟"
أجاب تايهيونغ ببرود وهو يلتفت إلى آلة القهوة، "جيمين ليس هنا اليوم لكنني هُنا كيف يمكنني مساعدتك؟" كان صوته هادئًا، لا يحمل أي تعبير أو حماسة
أرثر توقف للحظة وهو يحاول أن يستوعب رائحة العطر التي كانت تملأ المكان كانت تلك الرائحة مألوفة له، رائحة عطر جونغكوك التي لطالما شعر بها عندما كان بالقرب منه لكن، في تلك اللحظة، تساءل إن كان يبالغ في توهمه
ومع ذلك، ما فاجأه أكثر كان قميص تايهيونغ نظر إلى تايهيونغ، وهو يرتدي قميصًا غريبًا عليه بعض الشيء، وكان يبدو مألوفًا له كان يحمل نفس الرائحة التي كانت تملأ المكان أرثر شعر بأن هناك شيئًا غريبًا في الموقف، لكنه لم يكن قادرًا على وضع يده عليه
تايهيونغ من جانبه، كان باردًا جدًا في تعاملاته مع أرثر، كما لو أنه لا يشعر بأي اهتمام بمشاعره أو وجوده كانت نظراته ثابتة، باردة، وكأنه لا يعبأ كثيرًا بما يفعله أو يقول أرثر هو يعرف من هو، بينما أرثر لا يعرفه بشكل جيد
بعد لحظات من الصمت نظر تايهيونغ إلى أرثر وقال بهدوء : "هل ترغب بشيء؟"
أرثر الذي شعر ببعض الإحراج والارتباك رد بسرعة :" نعم، قهوة من فضلك"
أعدَّ تايهيونغ القهوة بسرعة وكأن الموقف لا يعني له شيئًا، بينما كان أرثر يراقب المكان ويشعر بالتوتر من الجو الغريب الذي يحيط به
شكر أرثر تايهيونغ، ثم غادر المقهى بمجرد أن خرج، ابتسم تايهيونغ ابتسامة خفيفة، وفي داخله بدأ يشعر بشيء من المتعة الداخلية
تايهيونغ، وهو يراقب أرثر يغادر المقهى، شعر بشيء من التسلية الغامضة. كان يعلم في أعماقه أنه لا بد أن أرثر قد لاحظ شيئًا غريبًا، شيء يربط بينه وبين جونغكوك
ولكن ما كان يريده حقًا هو أن يكون هناك شيء في تصرفاته يُثير الشكوك في قلب أرثر
شعر بأن تلك الرغبة في إثارة غيرة أرثر لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل هي تأكيد على شيء أعمق: أن جونغكوك أصبح له، وأن لا أحد يمكنه أن يقترب من هذه المسافة التي بينهما
بينما كان تايهيونغ يتنقل في المقهى بعد مغادرة أرثر، همس لنفسه بنبرة هادئة واثقة:
"أرثر... أعتقد أنك بدأت تشك في شيء لكن لا، لن أسمح لك بأن تقترب جونغكوك أصبح لي، وهذه الحكاية انتهت قبل أن تبدأ"
ثم ابتسم بابتسامة خفيفة، وهو يعيد ترتيب الأكواب على الطاولة:
"الآن... حان وقت الانتقام الصغير"
بينما كان تايهيونغ يعيد ترتيب الأكواب على الطاولة، كانت مشاعره تتأرجح بين الانتقام والتمتع بموقفه همس لنفسه مرة أخرى، وقد امتلأ قلبه بشيء من الرضا:
"إنه يظن أنه لا شيء بيننا، ولكنني سأجعله يشك في كل شيء كلما تزداد شكوكه، كلما كان انتقامي أكثر لذة"
ابتسم بابتسامة صغيرة وهو ينظر نحو الباب الذي خرج منه أرثر، وكان في داخله إحساس غريب من المتعة كان يدرك تمامًا كيف يمكنه اللعب على وتر الغيرة، وكيف يمكن أن يكون التأثير أكبر مما يظنه أي شخص
وأضاف بابتسامة خفيفة على شفتيه:
" جونغكوك ليس لك ولن يكون ، وأنت مجرد شاهد على ما هو لي"
.....
تايهيونغ : الحين العب اللعب الصح 🫨
راح أبدا فاينل هالأسبوعين لذلك لا تتوقعون مني بارت جديد ادعولي 🍓🤏🏻
Bye Bye !
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro