16
انجوي بالقراءة لا تنسون الكومنت بين الفقرات و الڤوت 🤎
لا تبخلون بالكومنت
"لماذا قمت بإخبار جونغكوك؟ لقد طلبت منك أن تبقي الأمر سرًا!" صاح جيمين غاضبًا وهو يواجه يونقي بنظرات مشتعلة
تحدث يونقي بهدوء و بحزم :" جونغكوك شقيقي لن أسمح بأن يمسه أحد أو يتعدى على خصوصيته إذا كنتَ تنوي متابعة آرثر بهذا الشكل، فأنا أيضًا سألتزم بسياسة جونغكوك معك"
تقدم جيمين خطوة للأمام صوته يزداد غضبًا :" هذا ليس قرارك لتتخذه!"
أدار يونقي ظهره رافعًا حاجبه بخفة وكأن الموضوع لا يحتاج مزيدًا من الجدال ثم قال بصرامةً : "انتهى النقاش جيمين سأفعل ما أراه صائبًا"
ومضى يونقي مبتعدًا بخطوات هادئة نحو غرفته مغلقًا الباب وراءه بصوت خفيف تاركًا جيمين واقفًا في مكانه والغضب لا يزال يتصاعد داخله
بينما كان تايهيونغ ينحني قليلًا لترتيب الوسائد بعناية على الأريكة عكس الضوء الخافت خطوط وجهه الهادئة واقتربت أنفاسه المترتبة بهدوء مع كل حركة يقوم بها فجأة دون أي إنذار أحاط جونغكوك خصره بذراعيه عناقًا ناعمًا مليئًا بالدفء الشديد و الحُب الواضحَ شعر تايهيونغ بتلك اللمسة اللطيفةِ فتوقف للحظة ثم قال بهدوء ودون أن يلتفت:
"أتعلم لو ساعدتني بدلًا من الوقوف هناك والتصرف كأنك بطل درامي لانتهينا بسرعة"
ضحك جونغكوك بصوت خافت صوته القريب من أذن تايهيونغ يحمل نغمة من المزاح الممزوج بالحنان:
"ولماذا أساعدك وأنا أستمتع بمشاهدة انشغالك؟ ، أعتقد أن الوسائد ستكون بخير من دون هذا الاهتمام الزائد"
رد تايهيونغ بابتسامة نصفية يده لا تزال مستمرة في ترتيب الوسائد:
"إن لم أعطها هذا الاهتمام الزائد من سيعطيه؟ بالتأكيد ليس أنت"
شد جونغكوك عناقه قليلًا وكأنه يريد أن يؤكد حضوره أكثر:
"حسنًا، لدي فكرة أفضل من الحديث عن الوسائد ما رأيك أن نخرج صباح الغد لتناول الفطور؟"
توقف تايهيونغ عن الحركة واستدار لينظر إلى جونغكوك نظراته تمزج بين الفضول والتردد:
"لا أظن أن لدي أي خطط غدًا"
أجاب جونغكوك بسرعة ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيه:
"حتى لو كان لديك خطط كنت سأختطفك على أي حال لكن بما أنك متفرغ هذا يجعل الأمر أسهل"
ابتسم تايهيونغ محاولًا إخفاء الضحكة التي كادت أن تفلت منه:
"وأنت؟ ماذا عن عملك؟"
هز جونغكوك رأسه بلا مبالاة بينما ما زالت ذراعاه تحيطان بخصر تايهيونغ:
"لا تقلق نخرج للفطور و أستمتع بوقتي معك من ثم أعود إلى العمل"
تأمل تايهيونغ في وجه جونغكوك للحظة ثم قال بابتسامة هادئة:
"إذًا، يبدو أنك خططت لكل شيء"
رد جونغكوك بنبرة مليئة بالثقة:
"عندما يتعلق الأمر بك بالتأكيد أخطط لكل شيء"
شعر تايهيونغ بدفء كلماته واستسلم للحظة بينما يميل رأسه على كتف جونغكوك ، بعد أن مال تايهيونغ برأسه على كتف جونغكوك ساد بينهما صمت دافئ وكأن اللحظة كانت تعبر عن كل ما يعجزان عن قوله بالكلمات شعر جونغكوك بالارتياح لاقتراب تايهيونغ منه بهذا الشكل وكأن العالم الخارجي قد أصبح مجرد خلفية باهتة لهذه اللحظة
أغمض تايهيونغ عينيه للحظة ثم همس بصوت منخفض:
"أتعلم؟ أحيانًا أشعر أنني أحتاج لحظات مثل هذه أكثر من أي شيء آخر"
شد جونغكوك ذراعيه حوله قليلاً وقال بصوت يحمل مزيجًا من الجد والمزاح:
"إذًا يجب أن أضع خطة يومية لتذكيرك أنك تستحق هذه اللحظات دائمًا"
ضحك تايهيونغ بخفة وهو يهز رأسه:
"هل هذا وعد أم مجرد حديثاً عابر الآن؟"
أجاب جونغكوك بسرعة وكأنه يأخذ التحدي على محمل الجد:
"إنه وعد وكل وعودي أوفي بها"
أدار تايهيونغ رأسه قليلًا لينظر إلى جونغكوك وعيناه تعكسان امتنانًا صامتًا ثم قال بابتسامة صغيرة:
"إذًا سأعتمد عليك لكن لا تملّ مني"
رد جونغكوك بصوت مليء بالثقة:
"كيف سأملّ من الشيء الوحيد الذي يجعلني أستيقظ صباحًا بكل هذا الشغف؟"
ابتسم تايهيونغ بخفة وعاد ليستند على كتف جونغكوك ثم اقترب بلطف ليطبع قبلة خفيفة على عنقه في حركة تحمل الكثير من الحنان الذي لا يمكن للكلمات أن تعبّر عنه بعد تلك اللمسة الرقيقة تلاقت عيناهما للحظات قصيرة تبادلا خلالها نظرات صامتة مليئة بكل ما لم يُقال
كسر تايهيونغ الصمت أخيرًا قائلاً بابتسامة مشاكسة وهو يرفع رأسه لينظر إلى جونغكوك:
"ما رأيك بلعب ألعاب الفيديو الآن؟"
أصاب هذا الاقتراح جونغكوك بالدهشة حيث اتسعت عيناه للحظة وهو يحدق في تايهيونغ:
"ألعاب الفيديو في هذا الوقت المتأخر؟ هل أنت جاد؟"
ضحك تايهيونغ بمرح وهو يستدير قليلاً ليتأمل وجه جونغكوك الذي بدا عليه التردد، ثم أجاب وهو لا يزال مبتسمًا:
"نعم جاد لا أستطيع النوم قبل أن أثبت لك أنني أفضل منك في هذه الألعاب"
جونغكوك هز رأسه وكأن فكرة اللعب في هذا الوقت تبدو غريبة بالنسبة له لكنه لم يستطع أن يقاوم تلك الإغراءات التي كانت تملأ المكان فابتسم ببطء وقال:
"إن كنت جادًا في ذلك فإني مستعد لكن يجب أن تعرف أنني الأفضل دائمًا"
رفع تايهيونغ حاجبيه بلطف وقال :
"لن ترى ذلك حتى تجرب ولكننا إذا خسرنا فالشروط واضحة الخاسر هو من يدفع ثمن الإفطار غدًا"
ضحك جونغكوك بخفة بينما عينيه تلمعان بحماس:
"تحدٍ جديد! ولكنك على استعداد للخسارة أليس كذلك؟"
أجاب تايهيونغ بابتسامة واثقة:
"الوقت سيُثبت غدًا سأكون ضيفك في الإفطار"
أجاب جونغكوك بابتسامة دافئة وعينين مليئتين بالحب:
"الدفع لا يهمني طالما أنك بالقرب مني"
ثم اقترب قليلاً، و قبلَ تايهيونغ برفق، ناعسًا في أذنه:
"إذا كان الإفطار معك هو الثمن، فأنا مستعد لدفعه ألف مرة"
فوجئ تايهيونغ بكلمات جونغكوك قلبه ينبض بسرعة أكبر وعيناه تتسعان قليلاً في لحظة من الدهشة الطفولية كانت كلمات جونغكوك أكثر من مجرد تعبير عن المشاعر كانت وعدًا غير معلن
نهض كلاهما معًا سريعاً بدأ جونغكوك بإحضار أجهزة التحكم في هذه اللحظات التي كانت مليئة بالحيوية والطاقة !
بينما كان تايهيونغ يضغط على الأزرار في جهاز التحكم بيديه المهارتين كانت أعين جونغكوك تلاحق الشاشة بحركات بطيئة وغير دقيقة حيث بدا أنه يتعمد إهدار الفرص ويخسر عن عمد
كان كلما اقترب تايهيونغ من الفوز يرتكب جونغكوك خطأ آخر وكأن اللعبة تحولت إلى مجرد مسرحية ابتسم تايهيونغ لكنه شعر بشيء غريب داخل قلبه فرفع عينيه عن الشاشة للحظة ليحدق في وجه جونغكوك
قال بتعجب وهو يلاحظ حركاته:
"جونغكوك... هل تخسر عن عمد؟"
ابتسم جونغكوك ابتسامة بريئة لكن كان واضحًا أنه يحاول إخفاء نية تضحكه ثم أجاب بنغمة هادئة:
"ماذا تعني؟ لا أعتقد أنني أخسر... ربما أنا مشتت فقط "
تايهيونغ حدق فيه للحظة ثم ألقى جهاز التحكم جانبا وقال وهو يبتسم بسخرية لطيفة:
"أنت تتعمد الخسارة! أليس كذلك؟!"
جونغكوك تظاهر بعدم الفهم ورفع يديه في محاولة لتبرير نفسه قائلاً:
"أفهم أنك تشعر بذلك لكنني فقط لست في مزاج اللعب اليوم"
كان تايهيونغ يراقب تحركاته بعناية وحينما قام جونغكوك مجددًا بخطأ واضح هذه المرةِ ابتسم ابتسامة دافئة على الرغم من استيائه ثم تحرك ببطء بالقرب منه وجعل صوته هادئًا بينما اقترب من عنق جونغكوك قائلاً بنبرةً تغنجية وهو يقوس شفتاه:
"أنت تخسر عمدًا أليس كذلك؟ لماذا تفعل هذا؟"
جونغكوك شعر بشيء من الارتباك وابتسم بخجل بينما شعر بحرارة أنفاس تايهيونغ بالقرب من عنقه قال وهو يحاول أن يتماسك:
"إذا اقتربت هكذا أكثر، سأخسر حقًا لن أتمكن من الفوز في شيء آخر سوى في قربك"
لكن تايهيونغ لم يكن ليكترث، فقد شعر بنوع من الفرح الطفيف بسبب هذه الألعاب التي كان يلعبها معه ضحك بمرح، ثم ضرب كتفه بلطف وقال بنبرةً مداعبة:
"أنت غريب جدًا! هل تتوقع مني أن أصدق أنك لا تخسر عمداً؟"
جونغكوك حاول تهدئة الوضع لكنه لم يستطع مقاومة الاقتراب أكثر منه قال بصوت خافت بينما نظراته تلتقي بنظرات تايهيونغ:
"أنت تجعل كل شيء أكثر صعوبة، أتعرف؟ أعتقد أنني لا أستطيع أن أفوز إذا كنت قريبًا هكذا"
ابتسم تايهيونغ وهو يدير رأسه ليُحرك كتفيه برقة متباهياً قائلاً:
"حسنًا ... يبدو أنني فزت الآن"
لكن نظراته كانت تملؤها الدفء فبينما شعر بالجائزة في الفوز كان ما يهمه حقًا هو وجوده مع جونغكوك والشعور العميق الذي يربط بينهما أكثر من مجرد مسابقة أو فوز ابتسم وهمس بهدوء:
"أنت دائمًا ما تجعل لحظاتنا ممتعة حتى عندما تخسر"
جونغكوك ابتسم بعمق واقترب أكثر منه ليهمس في أذنه:
"أنت فوزي الحقيقي مهما كانت النتيجة"
وسط تأمل أعينهما كان الصمت سيد اللحظة يملؤه دفء المشاعر التي لا تحتاج إلى كلمات كان كل منهما غارقًا في عمق الآخر حتى قطع صوت رنين الهاتف تلك اللحظة الخاصة أطلق جونغكوك تنهيدة خفيفة متأففًا قليلاً ثم استقام من مكانه ليرى اسم المتصل
قال بنبرة خافتة وهو يرفع الهاتف:
"إنها أمي"
ضغط على زر الإجابة وابتسم بخفة وهو يرفع الهاتف إلى أذنه:
"مرحبًا أمي، كيف حالك؟"
جاء صوت والدته مليئًا بالقلق والرعاية:
"أين أنت يا بني؟ لقد تأخرت وأصبحت قلقة عليك هل كل شيء على ما يرام؟"
ابتسم جونغكوك وهو يلقي نظرة عابرة على ظهر تايهيونغ، الذي كان منهمكًا في لعبته مستمتعًا باللحظة أجاب والدته بصوت هادئ:
"لا تقلقي يا أمي، أنا بخير أقضي الوقت مع صديقي الآن"
على الطرف الآخر سألته والدته بنبرة مليئة بالفضول:
"هل هو نفس الصديق الذي تقضي معه الكثير من الوقت مؤخرًا؟"
ضحك جونغكوك بخفة محاولًا الحفاظ على هدوءه وقال:
"نعم، أمي إنه هو"
أخذ لحظة وهو يراقب ابتسامة خفيفة ترتسم على وجه تايهيونغ، كأنما يشعر بالحديث الذي يدور عنه تابع حديثه مع والدته محاولًا طمأنتها:
"لا تقلقي، كل شيء بخير هنا أنا فقط أستمتع بوقتي"
ردت والدته بعد أن بدا عليها بعض الارتياح:
"حسنًا، بني اعتنِ بنفسك جيدًا"
"بالطبع، أمي شكرًا لكِ سأتصل بكِ لاحقًا"
أنهى المكالمة بابتسامة ووضع الهاتف على الطاولة بجانبه التفت ليجد تايهيونغ ينظر إليه بنظرة فضولية وفي عينيه تساؤل واضح
"هل تعرف والدتك بشأننا؟" ، سأل تايهيونغ بصوت خافت وهو يخطو بهدوء نحو جونغكوك جلس بالقرب منه ووضع يده برفق على كتفه كأنه يبحث عن إجابة في ملامح وجهه
تنهد جونغكوك قليلاً قبل أن ينظر في عينيه ثم رفع يده ليبعد خصلة من شعر تايهيونغ برقة خلف أذنه قائلاً بصوت مفعم بالحنان:
"أمي تعلم أني أخوض علاقة جديدة لكن لا تعرف من يكون الشخص"
تسللت ابتسامة خفيفة إلى شفتي تايهيونغ مزيج من الفضول والراحة ثم مال رأسه قليلاً وهو يسأل :
"هل ستخبرها يومًا ما؟"
أمال جونغكوك رأسه بابتسامة صغيرة وهو يرد بلطف:
"حين أشعر أن الوقت مناسب سأفعل"
بينما ارتسم الحنان في عيني تايهيونغ لم يستطع مقاومة انجذابه اقترب أكثر من جونغكوك وكأن المسافة بينهما لم تكن موجودة من الأساس رفع يده إلى وجهه برفق وأصابعه تنساب على بشرته كلمسة ريشة ناعمة
بدافع شعور طاغٍ لا يمكن السيطرة عليه دنا منه أكثر حتى تلاقت شفاههما في قبلة مفاجئة لكنها مليئة بالشغف كانت القبلة أولاً خفيفة ترددٌ لطيف يسبق العاصفة ومع مرور الثواني تحول التردد إلى قوة دافئة مشبعة بمشاعر مكبوتة بدت وكأنها انفجرت فجأة
كان هناك إيقاع خفي يقودهما، نبضاتهما تتناغم مع كل لحظة، وكأنهما يعيشان خارج الزمن أنفاسهما اختلطت، وجونغكوك أغمض عينيه، تاركًا نفسه ينغمر في هذه اللحظة التي حملت كل المعاني التي لا يمكن للكلمات وصفها
ضغط تايهيونغ برفق لكن بحزم أعلى ثِياب جونغكوك بقبضته ، يُوكل الأمر لـ شفتيه لتقول كل ما كان يخشى قوله كانت القبلة تحمل بين طياتها حباً عميقًا بحبٍ لا يعرف حدودًا انامله النحيلة استقرت على ذِقن وجه جونغكوك وكأنها تحاول الإمساك بلحظة لا يرغب أن تنتهي أبدًا
أما جونغكوك فقد استجاب بنفس القوة يده ترتفع لتستقر على ظهر تايهيونغ، وكأنه يحاول جذبه أقرب ليصبحا جزءًا واحدًا لا ينفصل كانت القبلة مزيجًا بين الحنان والجرأة ، بين الهدوء والعاصفة، بين الحب والشوق الذي لا يمكن إنكاره
حين انفصلا في النهاية كانت أنفاسهما متقطعة وعيونهما مفتوحة بالكاد، لكنهما لم يبتعدا كثيرًا بقيتا وجوههما قريبة، وكأنهما ما زالا يعيشان في صدى تلك القبلة التي اختزلت كل ما يشعران به في تلك اللحظة التي لم تحتج إلى أي تفسير
بعد تلك القبلة العاصفة التي كانت تجسيدًا لكل ما عجزا عن قوله، جلسا معًا في صمتٍ عميق، تتشابك أنفاسهما، وتلتقي نظراتهما بطريقة أشبه بالمرايا التي تعكس كل ما في قلب كل منهما كان الجو مشحونًا بشعورٍ دافئ ومؤثر، حيث لم يعد هناك ما يعبر عن المشاعر أفضل من هذا التواطؤ الصامت بينهما
لم يفصل بينهما شيء سوى تلك اللحظة التي كانت تزداد عمقًا مع مرور الوقت لا يزال كل منهما يكتشف شيئًا جديدًا في عيني الآخر، وكأن العالم بأسره قد ضاق ليحتوي هذه اللحظة بدأت القلوب تنبض بتناسق، وكأنهما أصبحا جزءًا واحدًا لا يمكن فصله
تايهيونغ الذي كان لا يزال يشعر بحرارة قبلة جونغكوك على شفتيه اقترب منه ببطء وتلمس المدى الذي وصل إليه شعوره تنهد بهدوء قبل أن ينطق صوته ينم عن إحساس غامر بالحنين:
"لم أكن أعرف أنني بحاجة إليك بهذه الطريقة"
ابتسم جونغكوك ابتسامة دافئة ثم دفع تايهيونغ برفق ليجلس أعلى منه قليلاً يتنقل ببصره بين ملامح وجهه التي تشعّ بالهدوء والراحة وفي تلك اللحظة كانت كل كلمة توحي بشيء أعمق من مجرد حديث كأن الجواب الوحيد كان الصمت الذي جمع بينهما
بينما دفع جونغكوك تايهيونغ برفق ليجلس أعلى منه قليلاً امتلات الأجواء بلحظة صمت دافئة فكان كل شيء حولهما يذوب في هدوء لم يسبق له مثيل اقترب جونغكوك منه مرة أخرى، وكانت هذه المرة مختلفة، إذ بدأ يقبله بعمق شديد، في قبلة لا تحمل فقط الشغف، بل كانت تعبيرًا عن كل ما كان يختلج في قلبه كان تايهيونغ مستسلما بالكامل لهذا الشعور، مغمض العينين، مستمتعا بكل لحظة
انتقل جونغكوك بين شفاه تايهيونغ وعنقه بحذر، وكأن كل لمسة كانت تترك أثراً عميقاً في قلبه ظل تايهيونغ يمسد عنق جونغكوك برقة، كأنما يستشعر كل لمسة وكل حركة من يديه
ثم توقف جونغكوك قليلاً، وابتعد قليلاً عن وجه تايهيونغ بينما كان أنفاسه متسارعة وقال بصوت هادئ :
"لا أعتقد أنه يجب أن أتهور، تايهيونغ"
رفع تايهيونغ حاجبيه، وعلى وجهه ابتسامة ماكرة، وقال:
"ولماذا لا تتهور؟ هل تخشى من شيء؟"
ابتسم جونغكوك، لكنه تابع كلامه وهو يقترب قليلاً:
"لأنني أرغب في تجهيز ليلةً تِليق بكَ أولاً..." ثم بدأ يطبع قبلة على وجه تايهيونغ و أضاف بابتسامة مرحة:
"سأعدك بأنني سأعد لك ليلة مثالية لنا معًا، ولكن ليس الآن"
توقف لفترة قصيرة وهو يحدق في عيني تايهيونغ، ثم همس بصوت منخفض يملأه الشغف:
"الليلة المثالية التي ستظل في ذاكرتنا إلى الأبد"
" متى ستكون مستعداً لإحياء الليلة المثالية؟" ، سأل جونغكوك بنبرة مازحة وضحكة خفيفة وهو لا يزال مستلقياً فوق تايهيونغ قدماه مرتاحتان بين فخذيه وكأنهما في عالمٍ خاص بهما
تايهيونغ محاولاً أن يبادل المزاح رد بابتسامة هادئة: "لنؤجل المغامرات إلى الصباح... دعنا ننام الآن" ، ثم حاول النهوض لكن حركة جونغكوك كانت أسرع؛ إذ أمسك بمعصميه بحزم، وثبتهما عالياً فوق رأسه
التوتر انعكس في عيني تايهيونغ وهو ينظر إلى جونغكوك الذي اقترب منه مبتسماً بمكر قائلاً بهمسٍ جريء: "ألا ترى أن اللحظة المثالية هي الآن؟"
بينما كان التوتر يزداد في الأجواء كان تايهيونغ يحاول أن يحافظ على تماسكه لكن نبضات قلبه المتسارعة فضحته نظر إلى جونغكوك نظرة تحدٍّ، محاولاً استعادة زمام الأمور، وقال بصوت خافت لكنه مفعم بالثقة: "وهل تعتقد أنك قادر على إقناعي بذلك؟"
جونغكوك بابتسامة تحمل مزيجاً من التحدي والمشاكسة اقترب أكثر، حتى كاد أنفاهما يتلامسان وقال: "أنا لا أحتاج لإقناعك، عيناك تخبرانني بكل شيء"
تايهيونغ، وكأن كلماته أصابته في مقتل حاول الإفلات من قبضة جونغكوك، لكن الأخير ضحك بخفة وهو يشد قبضته قائلاً: "لا فائدة من المقاومة، تاي"
وفي تلك اللحظة، وكأن الزمن توقف، التقت نظراتهما في صمتٍ حمل بين طياته أكثر مما يمكن للكلمات أن تعبّر عنه
بينما ظل الصمت سيد الموقف، بدأت ابتسامة خفيفة ترتسم على وجه تايهيونغ، وكأنها إعلان غير مباشر عن استسلامه للموقف لكن في لحظة مفاجئة، وبحركة سريعة مليئة بالحيلة، استطاع أن يحرر يديه من قبضة جونغكوك
تايهيونغ انقلب الوضع لصالحه بسرعة، وأصبح هو المسيطر هذه المرة أمسك بمعصمي جونغكوك وثبّتهما بقوة فوق رأسه، وهو يقول بابتسامة ماكرة: "أترى؟ لست وحدك من يعرف كيف يلعب هذه اللعبة"
جونغكوك، رغم الموقف ضحك بصوت مرتفع ولم تظهر عليه أي علامة للندم قال بنبرة مليئة بالتحدي: "يبدو أنني أعلمتُك أكثر مما ينبغي ماذا ستفعل الآن، أيها المنتصر؟"
تايهيونغ اقترب أكثر ناظراً إليه بعيون مليئة بالجراءة وقال بهمس: "هذا سرّ ستراه بالليلةِ المثالية "
بينما كان جونغكوك مستلقياً تحت تايهيونغ بدأ يحدق فيه بابتسامة هادئة ولكن عينيه كانتا تحملان بريق التحدي المعتاد قال بخفّة: "تعتقد أنك ربحت المعركة؟ لكن تذكر، الحرب لم تنتهِ بعد"
تايهيونغ دون أن يفقد ابتسامته الواثقة اقترب أكثر، ورفع حاجبه قائلاً: "ربما لم تنتهِ، لكنني أعلم أنني الآن أملك الأفضلية" ، ثم أفلت قبضته تدريجياً وكأنه يمنحه الفرصة لاستعادة زمام الأمور
جونغكوك وهو يُحكم قبضته على تايهيونغ الذي أصبح بين أحضانه ابتسم بمكر وهمس بصوت منخفض، لكن بنبرة آسرة: "ألم أقل لك إنك تبدو أجمل عندما تكون محاصراً بين يديّ؟ هذه الوضعية تبدو وكأنها صنعت خصيصاً لك"
تايهيونغ شعر بتسارع نبضات قلبه وهو محاصر بين أحضان جونغكوك، عينيه تلمعان بشيء من المفاجأة والدهشة شعر بالحرارة تتسلل إلى وجنتيه، لكن مع ذلك لم يستطع إلا أن يبتسم بخفة وهو يواجه نظرة جونغكوك المليئة بالتحدي والحدةِ
"أنت دائماً تظن أنك تستطيع التحكم في المواقف بهذه الطريقة، أليس كذلك؟" رد بصوت منخفض، مع ابتسامة تحدٍ ثم أضاف وهو ينظر إلى عينيه مباشرة: "لكن لا تنسى أنني لست شخصاً يسهل السيطرة عليه"
أخذ نفساً عميقاً وهو يحاول أن يبدو واثقاً، رغم أن قلبه كان يهمس له بشيء مختلف تماما
بعد تلك الكلمات الجريئة من تايهيونغ، بدأت الأجواء بينهما تصبح أكثر كثافة، حيث تلاعبت التوترات بينهما بشكل غريب كان جونغكوك تحدث و هو يبتسم بنبرةً هادئة ولكن هناك شيء في عينيه يوحي بأنه استمتع بتحدي تايهيونغ
"أنت على حق لكنك أيضاً تعرف أنني لا أحتاج إلى السيطرة عليك بشكل كامل فقط لحظة واحدة أو نظرةً واحدةً تكفي لتغيير كل شيء"
تايهيونغ لم يستطع إلا أن يلاحظ عمق هذه الكلمات لكنه حاول أن يخفف الموقف ابتسم وقال :" إذن دعنا نرى من سيكون القادر على التحكم في اللحظة المقبلة"
ومع تلك الكلمات تحركت يده فجأة لتحرير نفسه من قبضة جونغكوك لكن الأخير كان أسرع وأمسك بمعصميه مرة أخرى بحركة سريعة
تبادلوا نظرات مشحونة، وكأن كل واحد منهما يحاول قراءة الآخر، بينما كان الصمت يشبع المكان ولكن في تلك اللحظة، أصبح كل شيء أكثر وضوحاً كانا يعيشان اللحظة تماماً، بين التحدي والمرح، وكأن لا شيء آخر في العالم يهمهما سواهما
بينما استمر التوتر في الأجواء، شعر جونغكوك بشيء غريب يتحرك بداخله، وكأن اللحظة قد حانت لتغيير الديناميكية بينهما ابتسم بخفة وهو ينظر إلى تايهيونغ، ثم دون تحذير، رفعه بين ذراعيه بسهولة، قائلاً بابتسامة ماكرة: "لن تذهب بعيداً الآن"
تايهيونغ، الذي فوجئ بتلك الحركة المفاجئة، ضحك قليلاً لكنه لم يظهر أي مقاومة:" أنت حقاً لا تستطيع الانتظار، أليس كذلك؟"
جونغكوك الذي حمله بين ذراعيه بأريحية رد بنبرة مشاكسة: "لا أحتاج أن أنتظر، كل شيء يأتي في وقته"
بينما كان يخطو بخطوات ثابتة نحو غرفة النوم، شعر تايهيونغ بتلك اللحظة الخاصة، حيث كانت كل خطوة بينهما تزداد قرباً وتوترًا، وكأنهما يعيشان أكثر اللحظات الحميمية في صمتٍ هادئ
من هنا كان المكان غارقاً في صمت ثقيل يملؤه فقط صوت أنفاسهما المتسارعة دخل جونغكوك إلى غرفة النوم وهو لا يزال يحمل تايهيونغ بين ذراعيه، ثم أوقف خطواته لحظة عند السرير
تايهيونغ، الذي لا يزال في أحضان جونغكوك، شعر بحرارة يديه التي تحيط به وكأنها تمنحه إحساسًا بالقوة والراحة في آن واحد عينيه التقتا بعيني جونغكوك، وكأن اللحظة كانت تُعبّر عن شيء أعمق بينهما، شيء أكثر من مجرد المزاح أو التحدي
"هل تعتقد أنك تستطيع السيطرة على كل شيء بهذا الشكل؟" ، همس تايهيونغ، محاولًا الحفاظ على تماسكه رغم مشاعره المتضاربة
ابتسم جونغكوك بتلك الابتسامة الساحرة، وقال بهدوء: "لا أحتاج إلى السيطرة، لكني أستطيع أن أظهر لك ما يمكننا فعله معاً"
مع تلك الكلمات، وضعه على السرير بلطف، لكن كان هناك شيء في طريقة لمسته، في عينيه، جعل تايهيونغ يشعر بالراحة والغموض في نفس الوقت
الفترة التالية كانت مليئة بالتوتر الخفيف واللحظات التي كان كل واحد منهما يتنفسها مع الآخر، وكأن الكلمات أصبحت عديمة الجدوى
قبل تلك اللحظة، كان كل شيء مشحونًا بعاطفة متقدة وأصوات أنفاسهما المتسارعة تعبق في الأجواء بينما كان الضوء الخافت يغمر الغرفة كان جونغكوك يحمل تايهيونغ بين ذراعيه وعينيه لا تفارقان عينيه كانت هناك تلك النظرة الخاصة بينهما، تلك النظرة التي تتحدث بلغة غير مسموعة، وتنبض بشيء أعظم من مجرد اللحظة الحالية
لكن مع اقتراب اللحظة أكثر، شعر جونغكوك بشيء يثقل صدره بدا كما لو أن كل شيء بدأ يخرج عن سيطرته وكأن اللحظة أصبحت ثقيلة بما يكفي لتجعل قلبه ينبض بتسارع أكبر لم يكن الأمر يتعلق فقط بالمشاعر التي تغمره بل كان هناك شعور داخلي عميق بالخوف من التورط في شيء قد يندم عليه لاحقًا
توقف فجأة وأوقف حركة يديه التي كانت تحيط بتايهيونغ برفق وقال بصوت خافت لكن حازم:
"تاي... دعنا نتوقف هنا لا أريد أن نتهور في شيء قد نندم عليه بعد ذلك"
كانت الكلمات ثقيلة على لسانه وكأن كل حرف منها كان يحمل قلقًا داخليًا كان قلبه يئن بين الرغبة في التقدم أكثر وبين الخوف من فقدان السيطرة على ما بينهما
لكن تايهيونغ نظر إليه بلطف وعيناه مليئة بالتحدي والحنان في نفس الوقت كان يعرف أن اللحظة كانت محورية بينهما وأن هذا التوقف قد يعني الكثير لكنه كان اراد شيئًا صغيرًا فقطً ، علامة تثبت له أنه لا يزال يمتلك مكانًا في قلب جونغكوك حتى وإن كانت تلك اللحظة قد تتوقف الآن
قال تايهيونغ بصوت هادئ لكنه يحمل رغبة قوية:
"دعني أترك علامة على عنقك، وبعدها نتوقف، مجرد علامة صغيرة" ، ثم اقتربت أنامله من بعضها ليشكل دائرة صغيرة وكأنها وعد
ابتسم جونغكوك برفق وهو ينظر إلى تايهيونغ، معبراً عن موافقته على طلبه المغري رفع ذقنه قليلاً، وكأنه يفسح المجال لما سيأتي بعد، بينما كان قلبه ينبض بشدة بين يديه
اقترب تايهيونغ منه بحذر، ثم ترك شفتيه تلامس عنق جونغكوك بلطف في قبلة عميقة، كانت وكأنها وعدٌ بصمتٍ ما بينهما شعر جونغكوك بنسمة دافئة من فم تايهيونغ على بشرته، فقبض على خصلات شعره بيده برفق، وكأنما يطلب منه أن يستمر، تزداد حرارة اللحظة بينهما شيئاً فشيئاً، وكأن العالم من حولهما قد اختفى لحظتها
بعد أن ترك تايهيونغ علامة داكنة على جلد جونغكوك خلف عنقه، كانت تلك اللمسة و العِلامةَ شيئًا أكثر من مجرد قبلة؛ كانت عبارة عن أثر صامت يعبّر عن مشاعر عميقة لم تكن قبلة تقليدية أو واضحة، بل كانت بمثابة إشعار خفي، كأنها رسالة غير مرئية تنبض بالحاجة إلى القرب
ثم، بدأ تايهيونغ يطبع على عنق جونغكوك قبلاً رقيقة جدًا، كانت كهمسات خفيفة على بشرته، مليئة بالحنان والاهتمام قبلاً صغيرة ومتتابعة، لكنها كانت تحمل في كل واحدة منها شيئًا يطوق قلب جونغكوك، فتتسارع أنفاسه تحت تلك اللمسات الخفيفة
وفي لحظة ما لم يعد جونغكوك قادرًا على تحمل المسافة بينهما جذب تايهيونغ نحوه فجأة وسحبه برفق إلى حضنه، كأن قلبه لا يطلب شيئًا سوى هذه اللمسة الدافئة استلقيا معًا بهدوء في السرير، حيث ارتاح جسداهما في تناغم تام غرقا في الصمت والهدوء، مع شعور عميق بالراحة، فبدأت أعينهما تغلق تدريجيًا، ليغلب عليهما النوم في أحضان بعضهما البعض، دون أن تُقال كلمة واحدة
في تلك اللحظة التي كانت تمتد فيها الظلال على المكان، كانت أضواء المدينة الباهتة تتراقص في الأفق، بينما ارثر الذي بدا على غير عادته كان يقف في مواجهة أدفين بِمنزله
كان جسده مشدودًا، وعقله مشتت، لكن شيئًا ما داخل قلبه كان يدفعه للاستسلام لم يكن يعلم إن كان ما يشعر به هو مجرد رغبة عابرة، أم أنه كان هروبًا من شيء أكبر في حياته ابتسم أدفين ابتسامة غير واضحة، وكأنما هو أيضًا يعرف ما سيحدث، وكأنما كان ينتظره لوقت طويل كانت عيناه مليئة بالتهديد والوعود غير المعلنة
اقترب منه أدفين خطوة خطوة، وكان صوته خافتًا لكن حادًا، كالسكاكين التي تقطع في صمت :" أنت هنا لأنك تريد ذلك، لأنك تبحث عن شيء غير موجود في حياتك" ، كانت كلماته كالرصاص الذي اخترق جدران آرثر الداخلية، وأصاب قلبه بصدمة لا يعرف كيف يواجهها
وعندما اقترب أدفين منه أكثر، كان يشعر بحرارة جسده تزداد، وكان اللمس الذي كان يمر من خلال أصابعه يثير في داخله توترًا لا يمكن إنكاره كانت تلك اللحظة تحمل شيء من الغموض، شيء من الاستسلام الذي فاق كل حدود المنطق ولم يستطع ارثر أن يقاوم؛ حيث اندمجت الرغبات والغرائز في لحظةٍ واحدة، وتحولت تلك اللحظة إلى حالة من اللاوعي، حيث اختفى كل شيء حوله
أدفين كان يقف أمامه، عيناه مشتعلة بتلك النظرة التي تخلط بين التحدي والإغواء، وبكل خطوة كان يقترب منها آرثر أكثر فأكثر كان الأدرينالين يتدفق في عروقه، وكل شيء من حوله أصبح ضبابيًا؛ عقله كان مشوشًا، مشاعر مختلطة تجرفه بعيدًا عن نقطة العودة لكنه شعر بشيء آخر، شيء غير مألوف يجذبه نحوه، كما لو أن هذه اللحظة هي شيء كان يفتقده دون أن يعرفه
اقترب أدفين منه حتى أصبحت المسافة بينهما لا تتجاوز بضع بوصات كانت عيون ارثر تبحث في عينيه وكان أدفين يتأمل في ملامحه، مبتسمًا ابتسامة خفية مليئة بالوعد
"هل أنت متأكد مما تفعله؟" همس أدفين بصوته العميق، وكان لحديثه نغمة سحرية، وكأن الكلمات نفسها تخترق ارثر بطريقة غير قابلة للمقاومة
لم يستطع ارثر الرد كانت الكلمات تختفي من فمه، وكان عقله يغرق في دوامة من الحيرة والاختلاط لكن في تلك اللحظة، كان جسده يتحدث بدلاً منه. رفع أدفين يده بلطف ليضعها على جانبه، ثم انحنى نحو ارثر بحركة بطيئة ولكن حاسمة وعندما كانت الشفاه على وشك أن تلتقي، توقفت اللحظة كان الهواء في الغرفة ثقيلًا، وكان الصمت يصرخ بينهما
ثم، بلطف لكنه لا يترك مجالًا للرفض، أسقط أدفين شفتيه على شفتي آرثر كانت القبلة الأولى بطيئة، مشحونة بشعور غريب من الانجذاب الذي لا يمكن تحليله كانت شفاههما تتلامس لأول مرة، وكأن كل شيء حولهما اختفى، وكأن هذا التبادل هو النقطة التي تنقض فيها كل الحواجز
كان ارثر في البداية مترددًا، لكن شيئًا ما في القبلة جعل تلك الترددات تتلاشى ، كانت قبلة مليئة بالاندفاع، بالتحدي، بالوعد، كانت الحواس مشتعلة، والواقع يتلاشى خلف غيمة من الرغبات المجهولة كل حركة كانت تشعل شيئًا جديدًا، شيئًا لم يكن مستعدًا له، ولكن جسده كان يرفض التراجع
ومع مرور اللحظات، بدأت القبلة تصبح أكثر عمقًا، أكثر إلحاحًا، وكأنها لا تحمل فقط رغبة جسدية بل اختلطت فيها مشاعر غريبة، مشاعر من الاستسلام والتمرد في آن واحد كانت قبلة تنطق بالهزيمة قبل أن تكون تذوقًا للمتعة، قبلة كانت تعني أن ارثر قد دخل في عالم آخر، عالم قد لا يستطيع الخروج منه أبدًا.
وعندما ابتعدا أخيرًا عن بعضهما، كان ارثر يلهث، عينيه مشوشة بين ما حدث وما كان يجب أن يحدث كان جسده لا يزال يتنفس بعمق، وكأن قبلة أدفين قد استنفدت كل قواه قلبه كان ينبض بشدة، وعقله لا يستطيع أن يتماسك أمام الفوضى التي أثارتها تلك اللحظة كان يشعر وكأن الأرض قد انزلقت تحت قدميه، وكل شيء حوله بدأ يتلاشى في ضبابٍ كثيف من الارتباك والندم
لكن قبل أن يستطيع التفكير، شعر بيد أدفين الثقيلة على صدره، دفعته بلطف لكن حاسمًا نحو السرير كانت القوة التي دفعه بها لا تترك له مجالًا للمقاومة، رغم أن قلبه كان يصرخ في أعماقه بأن يتوقف، بأن يتراجع لكنه لم يكن قادرًا على التراجع
"لا يمكنك الهروب الآن" ، همس أدفين بصوته العميق الذي كان يعج بالإغواء، وهو يراقب ارثر بعينيه ، كان ارثر يحاول أن يثبت نفسه، أن يحاول أن يجد في داخله ما يعيده إلى رشده، لكنه لم يستطع كل خطوة كانت تزداد فيها سيطرة أدفين عليه، وكل لحظة كانت تسحب ارثر أكثر إلى عالمه المظلم
دفعه أدفين حتى شعر أن ظهره قد لمس السرير، وسمع الصوت الخافت للغطاء الذي تم تحريكه كانت الغرفة مليئة بحالة من التوتر، حيث كان الهواء مشبعًا بالرغبات المكبوتة، والرغبة في الهروب التي تغلي في قلب ارثر، لكنه كان يعرف في أعماقه أنه أصبح عالقًا في تلك اللحظة، في تلك اللعبة التي بدأها أدفين.
أدفين كان ينظر إليه بترقب، كما لو كان يشاهد استسلامه يتشكل أمامه اقترب منه أكثر، يهمس في أذنه بكلمات تحفز مشاعره، تزيد من ارتباكه وتجعله أقرب إلى التخلي عن نفسه في تلك اللحظة :" هذه هي اللحظة التي لا يمكن الرجوع عنها، آرتشر. استمتع بها"
كانت قبضته تلامس جسده بلطف، لكنها كانت تحمل في طياتها أمرًا بالاستسلام، وكأن هذا هو مصير ارثر الآن، وكأن لا مفر من التمادي في هذا المسار كانت المشاعر تتداخل في داخله بين التوتر العميق والفضول المحموم، وعيناه لا تستطيعان إلا أن تتبعان حركات أدفين الذي كان يسحب منه السيطرة قطعة تلو الأخرى
كل حركة كانت تقربه أكثر من السرير بعد أن دفعه أدفين إلى السرير، شعر آرتشر وكأن الأرض تهتز تحت قدميه، وكأن الهواء في الغرفة أصبح كثيفًا وصعب التنفس. جسده كان مشدودًا، وعقله كان يعصف به مزيج من المشاعر المتناقضة بين الخوف، الرغبة، والندم الذي بدأ يلوح في الأفق. لكنه كان يعلم في أعماقه أنه في تلك اللحظة فقد السيطرة على كل شيء، وأنه أصبح عالقًا في لعبة خطيرة لا يستطيع الهروب منها.
أدفين اقترب منه أكثر كان لديه تلك الابتسامة الهادئة التي لا تنم عن شيء سوى التسلط :" أنت هنا الآن، ولن تستطيع أن تخرج من هذا العالم الذي أضعته فيه بنفسك" ، همس أدفين بينما كان يمرر أصابعه على جسد ارثر، ويغرقه في شعور غريب من الاستسلام
ارثر ، الذي كان يشعر بثقل اللحظة حاول أن يثبت نفسه لكن قلبه كان يسبح بين شعورين متضاربين من جهة، كانت الرغبة الداخلية تدفعه للانغماس أكثر في اللحظة، ومن جهة أخرى، كان جزء من عقله يحاول أن يصرخ في وجهه ليوقف كل شيء لكنه لم يستطع كانت الرغبة في الهروب ضبابية، والندم كان يتجسد في كل ثانية يمر بها في تلك الغرفة المغلقة
أدفين، بعد أن اقترب أكثر، بدأ يفقد تلك المسافة التي كانت بينهما، بل بدأ يلامس شفتي آرثر مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت القبلة أكثر قسوة، أشد إحكامًا، وكأنها رسالة أخيرة بداخلها تعبير عن انتصارٍ ما كانت شفاه ارثر متصلبة في البداية، لكن مع مرور الوقت، أصبح جسده هو الذي يقود، يعبر عن استسلامه شيئًا فشيئًا
بدأ ادفين يُقبل ارثر عيناه مصوبةً نِحوه مُزامن يداه التي يمسح ببطيء فوق منحنيات جسد ارثر من اعلى القماش ، يستطع الشعور بأنفاس ارثر التي تتعالي عالماً أن ارثر بأقصى مراحل النشوة الان ، بدأ يخلع قطع ثيابهُ واحدةً تلو الاخر
وفي لحظةٍ ما، شعر آرثر بأنه قد وجد متعةً لم يختبرها من قبل مع جونغكوك، حتى أن تلك المتعة غمرت عينيه، تاركةً فيه شعورًا لم يعرفه من قبل
انتهت تلك اللحظة التي غمرت فيها النشوة والمتعة عينيهما، لتترك خلفها صمتًا يعكس تأثيرها العميق
كان سائل أدفين الدافئ يتغلغل داخل آرثر، ليترك أثراً عميقاً في أعماقه، كأن كل قطرة منه تحمل معها شعوراً لا يستطيع الهروب منه
صباح اليوم التالي
كانت السماء ملبدة بالغيوم ونسمات الهواء الباردة تداعب الأجواء بالخارج. كان جونغكوك يقود السيارة بهدوء، مرتديًا ثيابًا سميكة ونظارات طبية ذات إطار شفاف، بينما كان تايهيونغ جالسًا بجانبه، يريح إحدى قدميه على المقعد والأخرى على الأرض، مشغولًا بهاتفه لكنه يستمع بانتباه إلى حديث جونغكوك
"أتعلم ما الغريب؟" قال جونغكوك بصوت هادئ، وعيناه ثابتتان على الطريق وهو يقود بتركيز
"ماذا؟" سأل تايهيونغ، وقد ترك هاتفه جانبًا ليحول نظره إلى جونغكوك، عينيه مليئة بالفضول
"عندما وصلت إلى شقتي، وجدتها خالية" ، أجاب جونغكوك نبرته تتسلل إليها بعض الحيرة
قهقه تايهيونغ بخفة وقال: "ما الغريب في ذلك، جونغكوك؟"
"الغريب أن آرثر لم يكن هناك هو دائمًا في الشقة، لكن هذه المرة، لا أثر له" ، قال جونغكوك ويده تتحرك فوق المقود بينما عيناه تظل ثابتة على الطريق
"ربما خرج للعمل باكرًا... أو ربما التقى بأحد أصدقائه" ، تحدث تايهيونغ محاولًا تفسير ما يحدث
"ربما..." رد جونغكوك بنبرة غارقة في التفكير
"أو ربما يفعل لك ما تفعله له ، يشعر بالملل عندما يكون وحيدًا فيتسكع خارجًا" ، قال تايهيونغ وهو يتوقع مكان آرثر لكنه لم يجرؤ على إخبار جونغكوك بما يدور في ذهنه بعد أن رآه آخر مرة مع الرجل الغريب
"هل قمت بتجهيز الأوراق؟" سأل تايهيونغ وهو يواصل النظر إلى الطريق
"سأعود إلى المنزل لأغير ملابسي، ثم سآخذ الأوراق معي بعد العمل، سأذهب مع سام" ، أجاب جونغكوك وهو يحرك المقود نحو وجهتهم المحددة
"أليس هذا مرهقًا عليك؟" تساءل تايهيونغ، وعيناه تعودان لتلتقيان بعيني جونغكوك
"لا بأس، عزيزي" ، قال جونغكوك بابتسامة عريضة وهو يلتفت نحو تايهيونغ، عيناه مليئتان بالحنان، وكأن ابتسامته هي كل ما يحتاجه ليشعر بالراحة
أوقف جونغكوك السيارة في موقف السيارات، ثم نظر إلى تايهيونغ بابتسامة صغيرة وقال: "هيا"
فتح الباب وخرج من السيارة وتبعه تايهيونغ، ليجد كلاهما نفسيهما في أجواء المطعم الهادئه كانت الأنوار خافتة والجو مليئًا بالسكينة تقدم الاثنان معًا نحو المدخل، حيث استقبلهم الهدوء الذي يعكس تناغمًا في مشاعرهما كان الجو في المكان، بألوانه وأجوائه، يتناغم مع ما يشعر به كل منهما، وكأن كل خطوة يقودها جونغكوك تحمل شيئًا من الأمان، وكل نظرة يبادلها تايهيونغ تحمل دفء القلب
توجه الاثنان نحو طاولة تقع بالقرب من النافذة، التي كانت تطل على المدينة المبللة بأمطار الصباح الباكر جلسا معًا، بينما كانت قطرات المطر تتناثر على الزجاج، وبدأا في اختيار الأطباق التي يودان تناولها
تقدمت النادلة بلطف، وسألتهم بأسلوب رسمي مهذب: "طلبكما؟"
"نعم"، أجاب جونغكوك بنبرة مهذبة، بينما أخبرها بما اختاروه من الأطباق، كذلك فعل تايهيونغ. ثم انحنت النادلة بخفة، وتوجهت لتلبية طلباتهم
"تايهيونغ، لم تُخبرني عن حياتك الدراسية أتعلم أني لا أعلم ما هي شهادتك الجامعية؟" تحدث جونغكوك بدهشة وهو يسند ظهره إلى المقعد، مشيرًا إلى تعبيره المستغرب
"لا شيء مشوق فيها، جونغكوكاه، فقط تخرجت بمعدل مرتفع في الجامعة من تخصص التصميم الداخلي" ، أجاب تايهيونغ بنبرةً عابرة
"تصميم داخلي؟" رد جونغكوك بذهول، وهو ينظر إلى الذي تايهيونغ أومأ برأسه برفق، ليكمل جونغكوك: "أتعلم، هذا مذهل ستساعدني في إبداء ملاحظاتك على التصميم الداخلي للفرع الجديد"
"ماذا؟" قال تايهيونغ، وهو يظهر علامات الاستفهام على وجهه
"سأذهب عند الساعة الثانية عشر إلى الفرع الجديد للشركة لألقي نظرة مع المهندس ، هل تنوي المجيء؟" سأل جونغكوك بابتسامة متفائلة
"سأرى جدولي". ، رد تايهيونغ متعجرفًا بعض الشيء بينما ضحك جونغكوك بتحدٍ قائلاً: "وإن لم يكن، سأخذك في كل الأحوال"
"سوف نرى..." رد تايهيونغ، وضيق عينيه ضاحكًا وهو يمازح جونغكوك
بينما استمر الحديث أقبلت النادلة مجددًا وقالت بهدوء: "استمتعا" ، ثم وضعت الأطباق أمامهما، فشكرها كلاهما قبل أن تبتعد
بينما كانوا يتناولون الطعام، قال جونغكوك وهو ينظر إلى طبق الطعام: "افتقدت ليو حقًا..."
"ليو" ، نطق تايهيونغ باسم الطفل بحب واستلطاف قبل أن يضيف: "هل تنوي لقائه؟ سأتحدث مع والدته إذا أردت لقد افتقدته حقًا"
"أحب الأطفال الذين مثل طاقته أتمنى أن أرزق بطفل مثله يومًا ما" ، تحدث جونغكوك بابتسامة كبيرة تملأ وجهه، بينما كانت نبراته مليئة بالعاطفة
"شخصيتك الأبوية رائعة، جونغكوك ، حينما رأيتك مع ليو أيقنت أنك ستكون أفضل أب في العالم بأسره" ، قال تايهيونغ مما تسبب في احمرار طفيف على وجه جونغكوك
"إن لم تُمانع ذلك، دعنا نخرج في عطلة نهاية الأسبوع أو... ليلة عيد الميلاد." ، اقترح تايهيونغ برقة
"ليلة عيد الميلاد ستكون ليلتنا... دعنا نخرج في عطلة نهاية الأسبوع" ، أجاب جونغكوك بحماس
"ليلتنا؟" ، سأل تايهيونغ بتساؤل وهو يرفع حاجبيه
"نعم، أريد قضائها منذ البداية وحتى النهاية معك فقط." قال جونغكوك، وعيناه تلمعان بحب
"يبدو أنك متشوق" ، قهقه تايهيونغ برفق بينما أظهر جونغكوك ابتسامة خفيفة قائلاً: "نعم، لطالما تمنيت قضائها مع شخص أحببته"
"لم تقضها العام الماضي مع آرثر؟" ، سأل تايهيونغ وهو يلمح إلى الماضي
"لم أفعل خرجت مع سام وبعض أصدقائنا حينها" ، أجاب جونغكوك وهو يبتسم قليلاً
"إذاً، أنا متشوق لما ستقدمه في تلك الليلة" ، قال تايهيونغ بابتسامة دافئة، عينيه تلتقيان بعيني جونغكوك، بينما كان الصمت يتسلل بينهما محملاً بمشاعر الحب والانتظار
"ما رأيك في المشي بهذا الطقس الجميل؟" قال جونغكوك بحنية وهو ينظر إلى المدينة من خلف الزجاج، حيث كانت نسمات الهواء الباردة تلامس الزجاج بينما تتناثر قطرات المطر على الأسطح
"لا بأس، لكن ألن يؤخرك عن عملك؟" سأل تايهيونغ بنبرة مهتمة، وهو يلتفت إليه للحظة
"أشعر أنك تفكر في عملي أكثر مما أفكر أنا به" ، قهقه تايهيونغ ممازحًا ثم أضاف مبتسمًا: "لا تقلق، الشركة كلها تحت سيطرتي الآن بعد والدي"
"إذاً، لا بأس بذلك، فالطقس اليوم جميل جدًا" ، رد تايهيونغ وهو يبادل جونغكوك الابتسامة مازحًا بدوره
"أنا أحب هذه الأجواء الباردة" ، قال جونغكوك وهو يلتفت إليه بنظرة مليئة بالقلق الخفيف قبل أن يسأل: "هل ما ترتديه سميك؟ لا أريدك أن تمرض"
"نعم، لا تقلق" أجاب تايهيونغ بابتسامة خجولة، محاولًا كبح مشاعره، بينما كانت نبرة صوته تحمل لمسة من التواضع
مرت اللحظات في هدوء، بينما كانا يبدآن في الاستمتاع بجمال المدينة والطقس المنعش، محاطين بصمت من نوع خاص، حيث كانت كلماتهم تتناغم مع تلك اللحظات الهادئة
في زوايا الغرفة، كانت الأجواء مشبعة بالتوتر والغضب، كأنما الهواء نفسه قد أثقل بأصوات الصمت المدوية بينهما. وقف آرثر أمام أدفين، نظراته تفيض باللوم والقهر، بينما علامات داكنة على عنقه تروي حكايةً لم يكن يريد لها أن تُروى. بنبرة مكسورة لكنها حادة، كسر آرثر جدار الصمت بصوته المرتجف:
"أنت السبب! أنت من وضعتني في هذا الموقف، أنت من ترك هذه العلامات على جسدي، وجعلني ضعيفًا الليلة الماضية! هل كنت تظن أنني سأبقى صامتًا أمام ما فعلته؟"
أدفين، المستند إلى الحائط برتابة، لم يفقد هدوءه المعتاد. ابتسم تلك الابتسامة الغامضة التي تحرق الأعصاب، وعيناه تلتمعان بنظرة سيطرة وتحدٍ. رد بصوت بارد، كأنه يقلب الطاولة على آرثر:
"أنت من جئت بإرادتك، آرثر. لم أُجبرك على شيء، وكل ما حدث كان نتيجة اختيارك. وإن كنت تدّعي الضعف الآن، فلا تنسَ أنك لم تحاول إيقاف ما حدث. بل على العكس، كنت مستمتعًا. أليس هذا ما أردته؟"
اشتعل الغضب في ملامح آرثر، كأن كلمات أدفين ضربت أعمق نقطة في كبريائه. لكنه لم يستطع الرد فورًا للحظة، شعر أن كل ما يقال صحيح، وأنه لا يستطيع إنكار ما حدث لكنه قاوم، بصوت مرتفع وعينين مملوءتين بالتحدي، قال:
"لن أخرج من هنا لن أذهب إلى العمل، ولا حتى إلى المنزل، حتى تختفي هذه العلامات!"
جلس على الأريكة، يدفن رأسه بين يديه، كأنه يحاول أن يهرب من كل شيء. أدفين، الذي ظل يراقبه بصمت لبضع لحظات، اقترب بخطوات ثابتة، ثم تحدث بصوت هادئ يحمل في طياته نبرة تهديد مقنّعة:
"آرثر... لقد فعلتُ معك ما لم يستطع زوجك فعله تلك الليلة لم تكن مجرد خطأ عابر، وأنا وأنت نعلم ذلك جيدًا عندما تكون مستعدًا لمواجهة الحقيقة، ومواجهة مشاعرك الحقيقية تجاهي، تعال إليّ أما الآن، فابقَ هنا إن شئت، حتى تختفي العلامات"
توجه أدفين نحو الباب، وألقى آخر كلماته بصوت بارد قبل أن يخرج:
"ولا تنسَ... الهروب لن يغير شيئًا"
أغلق الباب خلفه، تاركًا آرثر وحيدًا وسط غرفة أشبه بسجن من مشاعره المتضاربة
جلس آرثر، محاطًا بصمت ثقيل يمزق روحه، ودموع غير مرئية تحرق داخله. تلك الليلة التي جمعته بأدفين تركت بصمتها، جرحًا غائرًا لا يعرف كيف يداويه كان قلبه مضطربًا، يتأرجح بين شعور بالخيانة لنفسه ولجميع من حوله، وبين انجذاب غريب ومربك نحو أدفين
لكنه لم يستطع تجاهل صوت آخر في ذهنه، صوت يهمس باسم "جونغكوك" فكرة مواجهته كانت ترعبه، تملؤه بالذنب والخجل كيف سيستطيع النظر في عينيه بعد ما حدث؟
وفي خضم تلك الأفكار المتشابكة، كان هناك شيء آخر... جاذبية غريبة نحو أدفين كره تلك الليلة بكل تفاصيلها، لكنه لم يستطع إنكار الشعور الذي زرعه أدفين بداخله كان يقف على حافة هاوية، ممزقًا القلبِ بين جونغكوك و أدفين
شعر آرثر وكأن حياته لم تعد ملكًا له وكأن كل شيء أصبح معلقًا بخيط واهٍ يوشك أن ينقطع لكنه في أعماقه، أدرك أن القرار الذي سيتخذه الآن، سيحدد مصير كل شيء
تحت السماء الرمادية، خرج تايهيونغ وجونغكوك من المطعم، حيث كان الهواء البارد يلاعب وجهيهما برقة، وكأنما يدعوهما للاحتضان مع هذا الطقس الشتوي الساحر كان كل شيء حولهما هادئًا، يعكس صفاء اللحظة خطواتهما كانت متناغمة على الرصيف الخالي، كما لو كانا يرقصان مع الرياح الباردة في تناغم لا شعوري
نظر جونغكوك إلى تايهيونغ بجانبه، ولاحظ الوهج الهادئ الذي يحيط به، وكيف كانت وجنتاه تكتسيان احمرارًا خفيفًا بفعل البرودة، وشعره البني يتطاير مع الرياح اللطيفة ابتسم جونغكوك بلطف وقال:
"هل تشعر بالبرد؟ إذا أردت، يمكنني أن أعطيك معطفي"
ضحك تايهيونغ بخفة وهو يرفع يديه خلف رأسه في حركة عفوية، ثم رد:
"جونغكوكاه، أنا بخير أحب هذه البرودة التي توقظ كل حواسي"
رفع جونغكوك حاجبيه بدهشة مفاجئة، ثم قال مازحًا:
"لم أكن أعلم أنك شاعر بهذا الشكل! البرد يجعل الحواس يقظة؟ ربما عليَّ أن أكتب عن هذا في مذكراتي"
قهقه تايهيونغ برفق، ثم أشار إلى الأشجار العارية التي تصطف على جانبي الطريق، متأملًا إياها بعينين حالمة:
"أنظر إليها. تبدو وكأنها تنتظر شيئًا ربما الربيع، أو ربما دفء أشعة الشمس ألا تذكرك بنا؟"
وقف جونغكوك للحظة، متمعنًا في كلمات تايهيونغ وكأنها قد لامست أعماق قلبه ثم أجاب بهدوء، بصوت مشبع بالمشاعر:
"ربما. لكن الفرق بيننا وبين الأشجار أننا لا نحتاج إلى انتظار شيء لنكون سعداء وجودنا معًا هنا يكفي لي"
شعر تايهيونغ بحرارة الكلمات تخترق البرودة المحيطة به، فخفض بصره للحظة خجلاً، وكأنه يحاول إخفاء ابتسامته لكن الكلمات التي خرجت من جونغكوك كانت كافية لتمزق كل جدار يحيط بقلبه، فقال:
"أنت تخجلني حقًا..."
ابتسم جونغكوك بلطف، ثم داعب وجهه بيديه، يلامس وجنتي تايهيونغ الباردة بحنية، وقال:
"إذًا، إذا كان منظر وجهك الوديع حينما تخجل سأحرص دائمًا على أن أطرب آذانك بهذا"
استمر الاثنان في سيرهما بين الأزقة الهادئة، متبادلين الضحك والمزاح، حتى وصلا إلى نهر صغير كان سطحه قد تجمد بفعل البرودة الشديدة أشار جونغكوك إلى الجليد قائلاً بابتسامة تحدٍّ:
"لنراهن، إذا استطعت كسر الجليد بحجر، سأشتري لك كوبًا من الشوكولاتة الساخن أعلم أنكَ تُحبها و ستكون مثالية في هذا الطقس البارد"
ابتسم تايهيونغ مبتسمًا بتحدٍ، التقط حجرًا صغيرًا من الأرض وقال:
"إذا نجحت في محاولتي، عليك أن تعدني بليلة لا تنسى في عيد الميلاد"
رفع جونغكوك يديه في استسلام، ثم قال مازحًا:
"صفقة. أرني مهاراتك"
لكن عندما حاول تايهيونغ أن يلقى الحجر على الجليد، أخفق في المحاولة الأولى، فتناثر صوت ضحكهما في الهواء كأن العالم كله قد توقف لحظة، وأصبح كل شيء حولهما مجرد خلفية لضحكاتهما
الهواء البارد الذي يلفهما فقط يضيف إلى الشعور بالألفة والراحة بينهما، وسط ذلك الشتاء البارد الذي بدت فيه الأرض وكأنها تنبض بالحياة بفضل وجودهما معًا
استمر جونغكوك وتايهيونغ في رمي الحجارة على سطح الجليد المتجمد، كل منهما يحاول بتركيز أن يكسر الطبقة المتجمدة باستخدام قوة يده الدقيقة كانت أيديهم تتشابك مع الرياح الباردة، لكن التحدي لم يكن مجرد اختبار للقوة، بل كان بينهما رقصة من المرح والمنافسة كلما أخفق أحدهما في المحاولة، كان الآخر يضحك ويشجعه على المحاولة مرة أخرى
بعد عدة محاولات، أخيرًا، ألقى تايهيونغ حجره بشكل دقيق على سطح الجليد، مما أحدث صوتًا صغيرًا عندما انكسر الجليد تحت تأثيره. ابتسم بفرح، وهو ينظر إلى جونغكوك، فاعلًا بفخر:
"ها! لقد فزت"
لكن جونغكوك لم يظهر عليه الضيق بل ابتسم ابتسامة دافئة وهو يرفع يديه في استسلام لطيف وقال:
"أنت فائز ! ذ لكن لا تقلق، مهما فزت أو خسرت، سأشتري لك الشوكولاتة الساخنة بالحالتين"
تايهيونغ ضحك بابتسامة واسعة، مشعرًا بارتياح من تلك اللحظة البسيطة التي تجمع بينهما، ثم قال وهو يربت على ذراع جونغكوك مازحًا:
"وأنا أعتقد أنك كنت ستشتريها لي بغض النظر عن النتيجة"
"ربما" ، رد جونغكوك ضاحكًا وهو يبدأ في السير نحو المقاهي الصغيرة القريبة تابع حديثه :" لكن الآن بما أنني خسرت، فأنا مضطر للوفاء بوعدي"
ما أن دخلا إلى المقهى، جلسا على طاولة صغيرة قرب نافذة كبيرة تطل على الشوارع المتجمدة، بينما كان كوب الشوكولاتة الساخنة يتصاعد منه البخار. اختلطت رائحة الشوكولاتة مع الهواء البارد الذي تسلل إلى الداخل، فأضافت لحظة أخرى من السكينة إلى وقتهم المشترك
"أعتقد أن هذه اللحظة تستحق أن تُخلد، لا أعتقد أنني سأستمتع بالشوكولاتة بهذا الشكل مرة أخرى في هذا الشتاء البارد," قال تايهيونغ وهو يأخذ رشفة من مشروبه الساخن
"لن أخبرك، لكنني أشعر أن الجو حولنا اليوم أصبح أكثر دفئًا بوجودك هنا" رد جونغكوك بنبرة خفيفة، وهو يحدق في عينيه بلطف
في المقهى، حيث كان الجو دافئًا والشوكولاتة الساخنة بين يديهما، اختار جونغكوك أن يتحدث عن إحدى اللحظات التي لا تفارقه أبدًا كان يأخذ رشفة من مشروبه قبل أن يتوجه بكلامه إلى تايهيونغ، الذي كان يجلس أمامه مبتسمًا برقة
"هل تتذكر تلك الليلة الأولى التي ذهبت فيها إلى منزلك؟" قال جونغكوك، وعيناه تلمعان بشيء من الشوق :" حينها كانت مشاعر غريبة تملأني لكن بمجرد أن دخلت، شعرت بشيء لم أشعر به من قبل كان كأنني في مكاني الصحيح، في منزلي كل شيء كان مريحًا بشكل لم أتوقعه، وكان السبب هو وجودك أنت ، وجودك كان يكفي ليملأ المكان بالحُب المخفي"
ابتسم جونغكوك بلطف وكان قلبه ينبض بسرعة، مستعيدًا تلك الذكريات التي تملأه بحب عميق، ثم أكمل حديثه بنبرة أكثر حُباً :
"ثم، هل تذكر يوم ذهبتنا معًا إلى ورشة الصيانة؟ كنت هناك، عيناكَ تتنقل هنا وهناك كما لو كنت ضائعًا، تبحث عن شيء في مكان غريب كنت تبدو بريئًا جدًا، وكأنك قطة صغيرة لا تعرف أين تذهب .. لم أستطع أن أتوقف عن التحديق بكَ حينها كنت تراودني مشاعر أن اقترب منك أكثر، وفي لحظة عفوية، أردت أن أقبل وجنتيك بشدة، كل شيء فيك كان يدفعني لأكون أقرب إليك"
ثم نظر إلى عينيه بحب عميق مُمسكاً بيده برقةً وكأن كل لحظة في ذاكرته لا تزال حية أمامه، وقال:
"أول مرة رأيتك فيها، كنت خجولًا جدًا كنت تحاول الهروب من الحديث، وكأنك ترغب في الهروب من اللحظة، وأنت تفتح باب السيارة وكأنك تهرب من نفسي ، لم أكن انك خجول بهذا الشكل كل حركة منك، كل نظرة، كَانت تُلامس قلبي كل تصرف منك كان ينبض بالخجل، وكل حركة كنت تقوم بها كانت تأسرني أكثر كنت أراقبك وأبتسم، وأتمنى لو أنني كنت أقرب إليك، لأخفف عنك ذلك التوتر"
نظر جونغكوك في عينيه بعمق وكأن العالم توقف عند تلك اللحظة، ثم قال بصوت دافئ:
"كل لحظة معك تمنحني شعورًا لا أستطيع وصفه وفي كل مرة أتذكرك، أكتشف جانبًا جديدًا منك، وأتعلق بك أكثر أنت بكل خجلك وبراءتك، أصبحت جزءًا من حياتي وأنت الشخص الذي أريد أن أكون معه إلى الأبد"
تايهيونغ نظر إلى جونغكوك لحظة، وكأن الكلمات التي خرجت منه كانت تلمس أعماق قلبه، وجعلته يشعر بشيء من الخجل الذي لم يختفِ رغم مرور الوقت ابتسم بلطف، ثم قال بنبرة هادئة، لكنه محملة بالعاطفة:
"جونغكوك... أنت دائمًا تعرف كيف تجعلني أشعر بشيء خاص وكأنني لا أستطيع الهروب من مشاعرك كنت دائمًا خجولًا، وهذا شيء ما زلت لا أستطيع تغييره لكنك أنت جعلتني أشعر أن خجلي ليس شيئًا يجب أن أخجل منه. بل على العكس، أعتقد أنه جزء من من يعجبك، صحيح؟"
ابتسم جونغكوك ببطء كأن كلماته كانت تنساب من قلبه بكل صدق نظر إلى تايهيونغ بحنان ثم قال بصوت منخفض، كما لو أنه يهمس لمشاعره الخاصة: "إذا كان خجلك يميزك فإني سأظل أبحث عن ذلك الخجل في كل زاوية منكَ لأنك أنتَ بكل ما فيكَ جعلتَ من مشاعري شيئًا يستحق التقدير"
في تلك اللحظة، قاطع تواصلهما البصري صوت هاتف تايهيونغ، وهو يرن بلطف على الطاولة
"إنه جيمين"، همس تايهيونغ، وهو يرفع هاتفه، قائلاً لجونغكوك ليمنعه من التحدث حتى ينتهي من المكالمة
"مرحبًا جيمين، صباح الخير"، قال تايهيونغ وهو يضع الهاتف على أذنه
"أين أنت؟ ألن تأتي؟"، سأل جيمين من الطرف الآخر، صوته يحمل نبرة من العمل والمشاغل
"أنا أتسكع مع دانيال، ربما سآتي في المساء"، أجاب تايهيونغ، محاولًا تهدئة المكالمة
سماع اسم "دانيال" جعل جونغكوك يضحك بخفة، حيث بدا أن تايهيونغ قد أصبح معتادًا على تغيير أسمائه بسرعة
"ما بال الجميع اليوم؟ أنت وجونغكوك وآرثر لا أثر لكم! ماذا يجري؟"، تساءل جيمين، غير قادر على إخفاء دهشته
أجاب تايهيونغ بابتسامة خفيفة، قائلاً: "لا شيء، مجرد وقت خاص"
"إذاً سأغلق الآن، سأحاول الاتصال على جونغكوك وآرثر لأرى أين هما، وداعًا"، همس تايهيونغ وهو يغلق الهاتف
"سيتصل بك جيمين الآن"، قال تايهيونغ وهو يضع الهاتف على الطاولة، ثم نظر إلى جونغكوك بابتسامة ماكرة
"إذاً، دانيال..." قهقه جونغكوك، ثم ابتسم بحنان
"دانيال هو من شجعني على القدوم إليك تلك الليلة، حينما أخبرته بأني أرغب في الابتعاد عنك"، قال تايهيونغ وهو يرمق جونغكوك بنظرة خفيفة، وكانه يعتذر عن مشاعره التي تراجعت في ذلك الوقت
"إذن، أنا ممتن له كثيرًا"، أجاب جونغكوك بابتسامة دافئة، وكأنه يشعر بالامتنان لتلك اللحظة التي قادته إلى تايهيونغ
"سأظل معك طوال الصباح، وسأذهب في المساء"، قال تايهيونغ وهو يضع يده على مقدمةَ أنف جونغكوك بلطف مداعباً لها بخفةً
قبل أن يتمكن أي منهما من الرد، رن هاتف جونغكوك فجأة. تأفف بخفة وهو ينظر إلى الشاشة، ثم قال بتملل : "ها قد أتي"
"مرحبًا جيمين"، أجاب جونغكوك عبر الهاتف بصوت هادئ
"مرحبًا كوك، أأنت في الشركة؟" سأل جيمين بتساؤل واضح في صوته
"نعم، أنا في مقهى الشركة... لماذا، هل هناك أمر؟" أجاب جونغكوك، وهو يحاول الحفاظ على نبرة صوت عادية
"وأرثر؟" سأل جيمين، مدفوعًا بالفضول
"لا أعلم أين هو، ربما مع أصدقائه" ، قال جونغكوك ببساطة، وهو يلتقط رشفة من مشروبه دون أن يرفع نظره عن المائدة
أخذ جيمين نفسًا عميقًا، ثم قال بنبرة مشككة:
"أشك أنكما متزوجان حقًا... سأحاول الاتصال به وداعًا"
جونغكوك ابتسم قليلاً وهو يتجاهل تعليقه، ثم قال ببساطة:
"وداعًا"
جيمين، الذي شعر ببعض القلق، حاول الاتصال بأرثر عدة مرات، لكن الهاتف كان يرن دون إجابة كل مرة كان يسمع فيها صوت الرنين، كان يشعر بأن شيء ما غير طبيعي يحدث، وأنه ربما هناك شيء لا يعلمه
"أين هو؟" تمتم جيمين لنفسه، وهو يعاود الاتصال مرة أخرى كان يفكر في كل الاحتمالات، ولكن لا شيء يبدو منطقيًا حاول مرارًا، ولكن دون جدوى
كل مرة ينظر فيها إلى شاشة هاتفه، كان يجد نفسه في دائرة من القلق، بينما أرثر لا يجيب على اتصالاته كان جيمين يتساءل عما إذا كان أرثر في مكان ما بعيدًا، أو ربما مشغولًا بشيء ما لكن مع كل اتصال فاشل، كانت شكوكه تزداد، وكل لحظة تمر تثير المزيد من الأسئلة في ذهنه
قال جونغكوك ببساطة وهو ينهض من مكانه: "دعنا نذهب إلى منزلي، أحتاج لتغيير ملابسي وأخذ بعض الأوراق المهمة"
تفاجأ تايهيونغ قليلاً، وسأله بدهشةً : "منزلك؟"
أجاب جونغكوك بثقة: "نعم، لا تقلق الجميع مشغول بأعمالهم الآن أنا فقط بحاجة إليك لمساعدتي في بعض الأوراق هيا بنا"
قام جونغكوك بتعديل وضعه وأشار إلى السيارة في حين تبعه تايهيونغ بصمت لكنه كان يشعر بتوتر شديد، غير قادر على تحديد سبب هذا التوتر تمامًا كان هناك شعور غريب يتسلل إلى قلبه، خشية أن يراه أحد مثل أرثر أو جيمين في هذا الوضع بينما كان جونغكوك، من جانبه، يبدو مرتاحًا تمامًا وهو يقود السيارة دون أي همّ أو قلق
"هيا"، قال جونغكوك بتلقائية وهو يخلع حزام الأمان
نظر تايهيونغ نحو جونغكوك متسائلًا: "هيا إلى أين؟"
"إلى الداخل"، أجاب جونغكوك وهو ينوي فتح الباب
لكن تايهيونغ تردد، قائلاً: "لا، سأنتظرك هنا"
ابتسم جونغكوك بدهشة، ثم رد بنبرة حازمة: "تايهيونغ، أنا لن أقوم باختطافك، هيا تعال معي"
في تلك اللحظة، دخل الاثنان عبر مدخل الحديقة الأمامية إلى داخل المنزل لكن ما لم يكن يتوقعه تايهيونغ هو أن يجد والدة جونغكوك جالسة في الحديقة على أحد المقاعد، تنظر إليهما بتركيز كانت نظراتها مليئة بالاستفهام، كما لو أنها تتساءل عن وجود تايهيونغ هنا وما الذي يجري بينه وبين ابنها لم يكن لدى الأم أي فكرة عن هذه الزيارة المفاجئة، وكان الصمت يملأ الجو حولها وهي ترقب المشهد بأعين مليئة بالدهشة
والدة جونغكوك لم تكن تخفي صدمتها كانت تلك أول مرة ترى ابنها برفقة تايهيونغ بهذه الطريقة، وكان الارتباك واضحًا على ملامح وجهها لم تستطع أن تمنع نفسها من التساؤل عن سبب وجود تايهيونغ في المنزل، وما الذي يجري بينه وبين جونغكوك كان كل شيء غريبًا بالنسبة لها، خاصة وأنها لم تكن تعلم عن العلاقة المتطورة بينهما
بينما ظل تايهيونغ واقفًا هناك، يشعر بقلق متزايد، بينما كانت نظرات والدة جونغكوك تحيط به، كأنها تحاول أن تستخلص الإجابة من ملامحه
بينما كان جونغكوك وتايهيونغ يسيران داخل المنزل، كانت والدة جونغكوك تراقبهم عن كثب من مكانها في الحديقة الأمامية، عينيها تتابع كل حركة وكل تفصيل عندما اقترب الاثنان أكثر من الباب الداخلي، وقفت والدة جونغكوك فجأة وبدأت تقترب منهما بخطوات هادئة، ثم توقفت أمامهما بنظرة مندهشة مليئة بالتساؤل
"جونغكوك، ماذا يفعل تايهيونغ هنا؟ وبرفقتك؟" قالت والدة جونغكوك بصوت منخفض لكنه مليء بالاستفهام، عيناها تلتقيان بعينيه بشكل مباشر، محاولتين فهم ما يحدث في هذه اللحظة
.....
كيف البارت ؟
تايكوك؟
ادفين و ارثر؟
أي ملاحظات تخص البارت؟
توقعاتكم لتطوراتهم 🙈؟
See you soon 🤎
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro