15
انجوي بالقراءة لا تنسون الكومنت بين الفقرات و الڤوت 🤎
لا تبخلون بالكومنت
في صباح اليوم التالي
استيقظ تايهيونغ مبكرًا على وقع صداع حاد كان يطرق رأسه بلا هوادة نتيجة الإفراط في شرب النبيذ الليلة الماضية فتح عينيه بتثاقل ونظر حوله ليتبين أنه مستلقيًا في سرير الغرفة السفلية التي تِقعُ أسفل السلالم أدار عيناه جهة اليسار ليجد المكان خاليًا لكن رائحة عطر جونغكوك كانت لا تزال تعبق في الهواء مما أكد له أنه قد غادر بالفعل نحو عمله
مرر يده على جبينه ببطء يحاول تخفيف الألم المتصاعد وأطلق تنهيدة خافتة أمسك هاتفه القريب منه ليتفقد الوقت فوجده يشير إلى الثامنة والنصف صباحًا حاول استرجاع تفاصيل الليلة الماضية لكن ذاكرته بدت ضبابية؛ آخر ما يتذكره كان جلوسهما معًا على طاولة الطعام يتشاركان النبيذ والكعكة ثم انقطع كل شيء .. بل تلاشى
ضغط على عينيه بقوة محاولًا استجماع ما تبقى من ذكرياته لكن الصداع كان كفيلاً بإبعاده عن تلك المحاولات نهض من السرير ببطء يسير بخطى متثاقلة نحو دورة المياه حيث غسل وجهه بالماء البارد علّه يشعر ببعض الانتعاش
بعد أن انتهى توجه إلى المطبخ بحثًا عن شيء يخفف جوعه وصداعه معًا لكن المفاجأة كانت بانتظاره وجد الطعام محفوظًا بعناية داخل الحافظة وبجانبه ورقة صغيرة كُتب عليها:
"صباح الخير تاي أعددت لك الإفطار لا تنسَ تناوله إذا كنت تعاني من الصداع تناول الدواء الموجود في درج المطبخ بجانب الفرن وإذا شعرت أن الألم يزداد لا تتردد في الاتصال بي"
ظل تايهيونغ يتأمل الكلمات بابتسامة امتنان دافئة شعر بلحظة من الراحة والطمأنينة تغمره وهو يفكر في الاهتمام الذي أبداه جونغكوك جلس على الطاولة بهدوء وبدأ بتناول الإفطار الشهي الذي أُعد له
أثناء تناوله للطعام التقطت أذناه صوت قطرات المطر الرقيقة التي بدأت تطرق على زجاج النوافذ التفت بنظره إلى الخارج حيث كانت السماء رمادية والمطر يتساقط بخفة يرسم مشهدًا هادئًا تمتم لنفسه بابتسامة:
"لن أذهب إلى العمل اليوم أرغب بالاستمتاع بهذا الطقس الساحر!"
بعد أن أنهى طعامه تناول حبة دواء من الدرج لتخفيف حِدة الصُداع ثم ارتدى معطفًا دافئًا وثيابًا ثقيلة استعدادًا للخروج أمسك بمظلته السوداء ذات المقبض الخشبي المنحوت بعناية والذي زُين بحواف معدنية لامعة
كانت المظلة ذات قماش متين ومظهر أنيق يعكس ذوقه الرفيع فتحها بخفة وهو يخرج إلى الشارع حيث استقبلته رائحة المطر المنعشة وبدأ يمشي على مهل تحت السماء الممطرة مستمتعًا بكل لحظة في هذا الجو البديع
شركة جيونيكس
في مكتب جونغكوك كان ذهنه مشغولًا طوال الوقت بما حدث في تلك الليلة الماضية لم يستطع التوقف عن التفكير في كل التفاصيل الصغيرة التي أثارت مشاعره بعمق
همسات تايهيونغ تلك الهمسات الرقيقة التي كانت تحمل معها حرارة لا يمكن تجاهلها ولَمساته التي كانت شديدة الرقة لدرجة أنه شعر وكأنها قد تركت أثرًا عميقًا في كيانه
كل لمسة .. كل همسة .. كانت كالسحر الذي أخذه إلى عالمٍ آخر، عالمٍ غير هذا الذي يعيش فيه شعور غريب اجتاحه شعور لم يشعر به منذ فترة طويلة وكأن جزءًا منه كان قد مات ثم أحيي فجأة بلحظة واحدة حتى الآن كان ما حدث بينهما لا يزال عالقًا في قلبه وعقله
تلك اللحظة كانت بالنسبة له بداية جديدة إحياء لمشاعر كانت خامدة في أعماقه مشاعر لم يكن يعلم أنها ما تزال حية حتى تلك اللحظة كان يشعر كما لو أن تايهيونغ قد بعث في روحه شيئًا جديدًا شيئًا جعله يشعر بأن كل شيء حوله أصبح أكثر حيوية وأصبح أكثر شغفًا
بينما كان غارقًا في أفكاره قطع صوت الطرقات على الباب صمته العميق نطق بكلمات هادئة ولكن حاسمة: "ادخل"
دخلت سوهي تلك الموظفة التي طالما كانت محترمة و مخلصة لِعملها اقتربت من مكتبه وقالت بكل احترام : "سيدي جونغكوك، المهندس المعماري للفرع الجديد هنا ويرغب بلقائك"
أومأ لها جونغكوك برأسه ثم أخذ وقتًا لترتيب بدلته بأناقة ليظهر بمظهر مهذب أخبرها بجدية: "ادخليه فورًا"
ابتسمت سوهي وأومأت برأسها ثم فتحت الباب ليظهر المهندس المعماري إيثان الذي دخل بخطوات ثابتة يحمل بيده ملفًا مليئًا بالتصاميم كان وجهه يعكس الثقة والإصرار وكأن كل شيء في تصميماته يعكس رؤيته الدقيقة لما يجب أن يكون عليه الفرع الجديد
"مرحبًا، مهندس إيثان كيف حالك؟" قال جونغكوك وهو ينظر إليه بابتسامة خفيفة
رد إيثان بلطف مبتسمًا: "أهلاً، سيد جونغكوك انا بخير شكرًا لك ، كما وعدتكم هذه هي التصاميم الأولية للفرع الجديد نحن جاهزون للبدء وما تبقى هو الاتفاق على التصميم الداخلي"
أخذ جونغكوك الملف من يده بدأ يتصفح الصفحات وكلما نظر إلى التصاميم التي عرضها إيثان شعر بالارتياح كانت التصاميم تتماشى تمامًا مع رؤيته للفرع الجديد ولكن ما زال هناك بعض التعديلات التي يجب إتمامها
عندما نظر جونغكوك إلى التصاميم التي عرضها إيثان أخذ لحظة ليتأمل كل تفصيل بعناية كانت الأفكار واضحة مبتكرة، وتعكس فهمًا عميقًا لرؤية الشركة وبينما كان يقلب الصفحات وجد نفسه يلتقط التصميم الذي نال إعجابه بشكل خاص
رفع نظره عن الملف وقال لإيثان بنبرة جادة ولكن مع ابتسامة خفيفة: "هذا التصميم هنا رقم 5 أعجبني جدًا الفكرة التي تعتمد على المساحات المفتوحة والاهتمام بالتفاصيل الزخرفية تتماشى تمامًا مع ما كنا نطمح إليه للفرع الجديد أعتقد أنه سيخلق بيئة مثالية للعمل"
أضاف وهو يشير إلى التصميم في الملف: "الخطوط النظيفة هنا، والطابع العصري الذي يعكس هوية الشركة بشكل واضح مع بعض التعديلات الطفيفة على التفاصيل الداخلية مثل الإضاءة والمواد المستخدمة سيكون هذا التصميم مثاليًا" ، ابتسم إيثان بتقدير وهو يستمع إلى تقييم جونغكوك و ملاحظاته
"بالطبع، سيدي نحنُ جاهزين غدًا للانطلاق و البدء في العمل و تطوير التصميم الداخلي" ، رد إيثان بتفاؤل ثم قدم يدًا للمصافحة التي قابلها جونغكوك بالمثل
بعد خروج المهندس المعماري من المكتب جلس جونغكوك في مكانه لبعض الوقت أخذ نفسًا عميقًا ثم نظر إلى الخاتم الذي كان يضعه في يده كانت أصابعه تداعب تفاصيل الخاتم برقة كما لو كان يتأمل لحظةً معينة
تلك اللحظة كانت تتعلق بتايهيونغ بل بتلك الليلة التي مزقت كيانه بعمق كان يتذكر كيف كاد يترك مشاعره تأخذه إلى أبعد من ذلك، وكيف أن اللحظة كانت تحمل الكثير من الوعود لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، وكأن شيئًا داخله كان يحاول أن يمنعه كان يندم الآن، لأنه شعر بأنه ضيّع فرصة قد لا تتكرر
"لماذا تراجعت؟" تساءل جونغكوك بنبرة غارقة في الحيرة، وهو يتأمل الخاتم بين أصابعه ثم تابع بصوتٍ منخفض، كأنه يطرح تساؤلاته على نفسه أكثر من أي شخص آخر: "كانت تلك اللحظة أقرب إلى الحقيقة مما كنت أتوقع لماذا لم أقبله؟ لماذا تركت تلك القبلة تفلت مني؟"
شعر بالندم وكأن فرصة ثمينة قد ضاعت منه ولكن في الوقت ذاته كان يعلم أن تايهيونغ في تلك اللحظة كان في حالة سكر وأنه ربما لن يتذكر تلك اللحظة أبدًا لكن هذا لم يمنعه من أن يشعر أن الفرصة قد ضاعت بين يديه في أعماقه كان يعرف أن تلك القبلة كانت تحمل شيئًا خاصًا، لحظة فريدة كان يمكن أن تكون بداية لشيء مختلف تمامًا ولكن الآن، كان عليه أن يعيش مع هذا الندم، يحاول تهدئة نفسه بالفكرة أن تايهيونغ لن يتذكر، وأنه ربما كان الأفضل أن تبقى تلك اللحظة في ذاكرته فقط
رفع جونغكوك هاتفه ببطء، أصابعه تتلمس الأزرار بتردد بينما قلبه مليء بالشوق والقلق في آن واحد ضغط على الرقم وانتظر بضعة لحظات حتى جاء الصوت الذي طالما كان يهدأ من توتره صوت تايهيونغ الذي يعكس النعومة والطمأنينة
"مرحبًا تايهيونغاه" ، نطق جونغكوك بصوت دافئ سرعان ما تخللته لهفة خفيفة حينما سمع صوت تايهيونغ يرد عليه بنغمة لطيفة كأنها تلامس قلبه :"مرحبًا جونغكوك"
ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة وهو يوجه إليه السؤال صوته يحمل قلقلًا غير ظاهر: "هل أنت بخير الآن؟ هل لا زال رأسك يؤلمك؟" ، كان يحرك القلم بين أصابعه كأنما يحاول تهدئة نفسه وهو ينتظر إجابة تايهيونغ
أجاب تايهيونغ بصوت هادئ، محاولًا أن يطمئنه: "نعم، أنا بخير لا داعي للقلق تناولت الدواء، وخفف الألم خرجت فقط لأمشي تحت المطر، لأستمتع به قليلاً"
شعر جونغكوك ببعض الراحة، ولكن قلبه ظل مشغولًا :" هل ارتديت ثيابًا ثقيلة؟ الطقس بارد " ، قال ذلك وهو يشعر بالقلق على تايهيونغ على الرغم من أن صوته كان يظهر العناية والاهتمام العميقين
"نعم، ارتديت ثيابًا ثقيلة" ، رد تايهيونغ وصوته كان يحمل طمأنينة كما لو كان يحاول أن يخفف من مشاعر القلق التي يشعر بها جونغكوك
لكن جونغكوك لم يستطع إلا أن يسأله عن العمل : " لم تذهب إلى العمل اليوم؟"
أجاب تايهيونغ بنبرة صادقة، قائلًا: "لا، ليس لدي رغبة في الذهاب اليوم" ، كانت الكلمات بسيطة لكنها حملت شيئًا من الاسترخاء كأنما كان يحتاج فقط إلى الوقت لنفسه بعيدًا عن ضغوط الحياة
جونغكوك شعر بأن الفرصة مناسبة للحديث عن أمر كان يرهقه :" هل يمكنك القدوم إلى الشركة؟ هناك شيء أود التحدث معك عنه" ، كانت نبرته تحمل نوعًا من الرغبة في القرب وكأن الحديث معه قد يكون الدواء لما يشعر به
تحدث تايهيونغ برفق، وهو يختار كلماته بعناية، مدركًا أن آرثر ويونقي يعملان معًا في نفس الشركة: "هل شقيقك وآرثر معًا في الشركة؟"
أجاب جونغكوك سريعًا : "آرثر ليس هنا يعمل في فرع والده أما بالنسبة ليونقي، هو يعلم بعلاقتنا فلا داعي للقلق" ، كانت كلمات جونغكوك مليئة بالاطمئنان كما لو كان يحاول أن يجعل تايهيونغ يشعر بالأمان والراحة
بعد لحظة من الصمت سمع جونغكوك صوت تايهيونغ يرد بهدوء : "أرسل لي الموقع، سأأتي إليك" ، كانت كلماته مليئة بالرقة والاهتمام كأنما يعبر عن رغبته في الحضور بسرعة ليكون قريبًا من جونغكوك
همس جونغكوك بصوت منخفض "حسنًا"، ثم أغلق الهاتف مستشعرًا نوعًا من الارتياح بعد حديثه معه كان قلبه ينبض بشدة الآن فقد أصبح يشعر بأن لقاءهما قريبًا وأنه أخيرًا سيتمكن من التحدث مع تايهيونغ عن كل ما يثقل صدره
عندما أغلق جونغكوك الهاتف بعد مكالمته مع تايهيونغ كان قلبه ما زال ينبض بسرعة بسبب لهفته على لقاءه القريب لكنه لم يكن يعلم أن الهدوء الذي شعر به سرعان ما سيتلاشى
دون سابق إنذار دخل أرثر إلى المكتب بشكل مفاجئ، غاضبًا يحمل في يده هاتفه وجهه مشوه بالتوتر وعيناه مشدوهتان كأنما كان يحمل شيئًا يختلج في صدره نظر إلى جونغكوك مباشرة ثم عرض له صورة على شاشة الهاتف صورة تظهر شخصًا كان قد قضى تلك الليلة معه شخصًا كان جونغكوك يعرفه جيدًا
"من هذا جونغكوك؟" سأل أرثر بصوت عالٍ مغلف بالغضب والتحدي بينما كان يرفع الهاتف أمامه ليعرض الصورة
جونغكوك الذي كان جالسًا خلف مكتبه رفع رأسه بنظرة حادة وعيناه تتألقان بالغضب أغلقت قبضته حول قلم كان في يده لكنه بقي هادئًا في الظاهر رغم أن غليان غضبه كان يشتعل في صدره بعد لحظة صمت قصيرة أجاب بصوت عميق وقوي : "أنت لا تملك الحق في التدخل في حياتي، ولا في مراقبتي لا تتدخل في أموري مرة أخرى أرثر هذا آخر تحذير لك"
أرثر لم يتراجع بل ازداد غضبه ورفع صوته وهو يصرخ في وجهه: "هل تخونني حقًا؟ من هذا الشخص؟ هل هو من يقضي الليالي معك؟ هل هو الشخص الذي يسلبك مني؟" ، كانت كلماته تحمل ألمًا عميقًا كأنها سكاكين مغروسة في قلبه
جونغكوك الذي شعر بالاستفزاز يسيطر عليه أجاب بصوت قاطع مليء بالتحدي: "وماذا ستفعل إن عرفت من هو هذا الشخص؟ هل ستقدر على تغيير شيء؟" ، ثم نظر إليه نظرة ساخرة موجهًا كلماته الأخيرة بنبرة مليئة بالاستفزاز: "أنت لا تستطيع أن تفعل شيئًا تذكر هذا"
صُدم أرثر لم يكن يتوقع أن يتحداه جونغكوك بهذه الطريقة شعور بالخذلان والدهشة اجتاحه لكنه لم يستطع أن يظهر ضعفه أمامه كان يعرف أن هذا التحدي ليس مجرد كلمات بل كان يعني شيئًا أكبر
قبل أن يخرج الموقف عن السيطرة أكثر دخل يونقي إلى المكتب وعيناه تحدقان في الأجواء المتوترة بين الاثنين سرعان ما اقترب منهما ووضع يده على كتف أرثر ليمنعه من الرد ثم نظر إلى جونغكوك وقال بصوت قوي: "كفى لا مكان لهذه الخلافات هنا في المكتب الحل في المنزل لا هنا"
أرثر، الذي كان يتنفس بغضب ويشعر بأنه فقد السيطرة على الموقف، رد بحدة: "سنتحدث في المنزل إذن هذا لن ينتهي هنا"
جونغكوك الذي شعر بأن أرثر لا يزال يتحدى قال له بابتسامة ساخرة: "لا تتعجل، أرثر سأقضي الليلة مع هذا الشخص استمتع بوقتك"
كانت الكلمات الأخيرة التي خرجت من فم جونغكوك مليئة بالاستفزاز والقوة، كما لو كان يطعن كل شكوك أرثر بحد السكين بينما كانت الأجواء مشحونة بالتوتر بقي أرثر واقفًا في مكانه مدهوشًا ومكتوف اليدين أمام تحدي جونغكوك الذي أصبح واضحًا أنه لا يهاب أحدًا في هذه اللحظة
بعد تلك المواجهة الحادة بين جونغكوك وأرثر، تأثرت الأجواء بشكل كبير أرثر الذي كان يشعر بمرارة وغضب عميق خرج من المكتب وهو لا يزال يحمل العديد من الأسئلة والتحديات في عقله كانت تلك اللحظة بمثابة لحظة فاصلة في علاقته مع جونغكوك ومع كل خطوة كانت تفصل بينه وبين المكتب كان يعيد التفكير في كل كلمة قيلت ويحاول أن يفهم أين أخطأ وهل هناك مجال للعودة إلى ما كان عليه
في الجهة الأخرى كان جونغكوك في حالة من الهدوء الظاهري رغم الغضب الذي كان يعصف به شعر بأنه لا مفر من المواجهة، وأن الأمور بينه وبين أرثر قد وصلت إلى نقطة لا يمكن التراجع عنها بعد أن غادر أرثر عاد ليجلس خلف مكتبه، متأملاً في ما حدث كان يحاول التفكير بوضوح ولكن كانت مشاعره تجاه تايهيونغ تسيطر عليه بشكل أكبر من أي شيء آخر
على الرغم من أنه كان قد صرح أنه سيقضي الليلة مع ذلك الشخص إلا أن قلبه كان يعترف له بأنه لا يستطيع الابتعاد عن تايهيونغ كانت مشاعره تجاهه معقدة مليئة بالتحديات والرغبات التي لا يستطيع أن يفهمها بالكامل لكن ما كان واضحًا في ذهنه هو أنه لا يمكنه السماح لأرثر أو لأي شخص آخر أن يحدد له مسار حياته بعد الآن
بينما كان جونغكوك جالسًا في مكتبه تفكيره مشوش بسبب الأحداث الأخيرة شعر أنه لا يستطيع الانتظار أكثر قرر أن يتصل بسوهي ليؤكد ما قرره أخذ هاتفه بين يديه وأدخل رقمها بسرعة ثم ضغط على الاتصال
بعد لحظات وصل الصوت الهادئ والمألوف لسوهي عبر الهاتف: "نعم، سيد جونغكوك؟"
"سوهي، إذا جاء شخص اسمه تايهيونغ دليله إلى مكتبي مباشرة" ، قال جونغكوك بصوت هادئ ولكن عميق وكأنما هذا الطلب يحمل شيئًا أكثر من مجرد إخبار بسيط
"بالطبع، سيد جونغكوك سأتأكد من توجيهه فور وصوله" ، ردت سوهي بهدوء مظهرة تفاعلها المعتاد والمهنية
أغلق جونغكوك الهاتف وأخذ نفسًا عميقًا يحاول أن يتماسك كان يعلم أن اللحظة التي تنتظره الآن ستكون مليئة بالتحديات فقد قرر أن يواجه تايهيونغ بما يختلج في قلبه
وصل تايهيونغ إلى مواقف الشركة وهو يحمل بيده قهوةً ساخنة لجونغكوك بينما اختار لنفسه كوب ماتشا كان يسير بخطوات هادئة وكلما اقترب من مبنى الشركة زاد شعوره بالتوتر والترقب كان يفكر في اللقاء مع جونغكوك الذي لا يعرف ماذا سيحدث بعده ومع ذلك كان يحمل في قلبه شعورًا بالراحة لوجوده بالقرب من جونغكوك
بمجرد أن دخل كانت سوهي في استقباله بابتسامة جميلة مبتعدة عن روتين العمل المعتاد في الشركة لاحظت أنه كان يرتدي ملابس غير رسمية على خلاف باقي الموظفين استدارت نحوه وسألته بلطف : "المعذرة، أأنت تايهيونغ؟"
نظر إليها تايهيونغ للحظة قبل أن يجيب باستغراب :" نعم، أنا تايهيونغ"
ابتسمت سوهي وقالت بنبرة هادئة: "السيد جونغكوك طلب مني أن أرشدك إلى مكتبه فور وصولك"
ابتسم تايهيونغ بخفة بسبب التصرفات الطيبة من جونغكوك ثم سار برفقة سوهي نحو الطابق الرابع حيث تقع مكاتب الرؤساء ومديري الإدارات وفي الطريق اعترض يونقي طريق سيرهما قائلاً بنبرة جادة: "سوهي، يمكنك المغادرة"
أجابت سوهي بسرعة محاولة إتمام مهمتها: "السيد جونغكوك طلب مني أن أرشد..."
لكن يونقي قاطعها قائلاً بلطف أكثر: "أنا سأرشد تايهيونغ يمكنك المغادرة"
نظر تايهيونغ بتوتر إلى يونقي وهو يرى سوهي تبتعد لكن يونقي تابع حديثه بابتسامة هادئة متجاهلًا أي توتر قد يسيطر على الموقف: "أنت تايهيونغ، أليس كذلك؟"
أجاب تايهيونغ بابتسامة صغيرة محاولًا تخفيف الجو: "نعم، تايهيونغ"
"كيف حالك؟ من الغريب رؤيتك هنا" ، قال يونقي مصافحًا إياه بلطف
"بخير جئت لأجل جونغكوك أخبرني أنه يريد لقائي" ، أجاب تايهيونغ وهو يراقب يونقي بعينين مشدودتين
"دعني أرشدك إلى مكتبه" ، قال يونقي متابعًا سيره ثم أضاف وهو يذكر الموقف الذي حدث بين جونغكوك وأرثر قبل قليل : "لتو قد أتى أرثر إلى هنا، وكان بينهما شجار"
"أرثر يصنع مشكلة من لا شيء" ، تحدث تايهيونغ بتنهيدة متعجبًا من تصرفات أرثر
"أنت مُحق، أظن أنه قد افتعل شيئًا مؤخرًا مع جونغكوك يجب أن أتأكد من والدي لأنه لا يمكن اتخاذ هذه الخطوة إلا بموافقة والدي" ، تحدث يونقي وهو يواصل السير
"انتظر... ما الذي فعله؟" توقف تايهيونغ فجأة، وقد شعر بقلق متزايد، ليتوقف يونقي أيضًا في مكانه
"أعتقد أنك كنت في الصورة" ، قال يونقي متابعًا حديثه بهدوء
"ما الذي تتحدث عنه؟ أي صورة؟" ، سأل تايهيونغ مستغربًا بشدة
"هناك شخص التقط صورةً لكل خطوة لجونغكوك وحمل صورةً لظهرك أعتقد وهذا ما أزعج أرثر وجعله ينفجر غضبًا" ، تحدث يونقي بهدوء وهو يراقب رد فعل تايهيونغ
شعر تايهيونغ بصدمة كبيرة وهو يستمع لكل كلمة من يونقي يراوده شعور متضارب من القلق والدهشة
"جونغكوك غاضب الآن أعلم أنك تستطيع تهدئته" ، قال يونقي بابتسامة هادئة وأشار بيده نحو المكتب مفتتحًا الباب: "تفضل، ادخل"
ابتسم يونقي بلطف تجاه شقيقه الذي كان جالسًا في المكتب ثم لاحظ كيف تغيرت ملامح جونغكوك بسرعة بمجرد دخول تايهيونغ وكأن كل شيء قد أصبح مختلفًا في تلك اللحظة
بعد أن دخل تايهيونغ المكتب وقف جونغكوك لحظةً وهو يراقب ملامحه ثم ابتسم برقة رغم الموقف المتوتر الذي كان يعيشه كانت المرة الأولى التي يلتقي فيها تايهيونغ في هذا المكان وكان هناك نوع من الارتياح في عيون جونغكوك بمجرد رؤيته
"أهلاً، تايهيونغ" ، تحدث جونغكوك بنبرة هادئة لكن واضحة تمامًا موجهًا نظرة سريعة نحو يونقي الذي كان يقف بجانبه ابتسم يونقي بشكل غير محسوس وغادر المكتب تاركًا جونغكوك مع تايهيونغ بمفردهما
اقترب جونغكوك من تايهيونغ الذي كان قد وضع القهوة التي يحبها على الطاولة بالإضافة إلى مشروبه الماتشا وضع يده برفق على وجنتي تايهيونغ وأطال النظر في عينيه قبل أن يسأله بهدوء:
"كيف أصبحت الآن؟"
ابتسم تايهيونغ وابتعدت نبرته عن الجدية حين أجاب قائلاً:
"أنا بخير، لكن... أنت بخير؟ يونقي أخبرني بكل شيء عن ما حدث" ، وكانت يده على خصر جونغكوك تمر بحركة خفيفة وهو ينظر إليه بتساؤل
"فورما رأيتك، ذهب الغضب كله لا تشغل بالك،" قال جونغكوك بلطف بينما ظل يمسح برفق على وجنته
"دعنا نجلس، هل سنتحدث هكذا؟" قال تايهيونغ وهو يقهقه ليكمل وهو يراقب جونغكوك الذي بدأ بالابتعاد: "أحضرت لك القهوة التي تحبها"
ابتسم جونغكوك بابتسامة مليئة بالامتنان وقال:
"شكراً لك، تايهيونغاه هذا لطف منك حقاً"
جلس تايهيونغ بينما أخذ رشفة من الماتشا وضع ساقه على الأخرى ونظر نحو جونغكوك الذي بدأ يتحدث بجدية:
"حسنًا، ما الأمر الذي كنت ستخبرني به؟"
أخذ جونغكوك نفسًا عميقًا قبل أن يقول:
"البارحة قابلت صديقي المحامي لمناقشة أمر الطلاق والأمور القانونية بشأنه"
نظر تايهيونغ إليه بحذر ثم سأل:
"هل اتخذت قراراً؟"
"نعم، ولكن هناك مشكلة..." ، أجاب جونغكوك بنبرة قلق
"ما هي؟" سأل تايهيونغ بينما استند بظهره إلى المقعد متأملاً جونغكوك الذي بدأ يتحدث بجدية تامة
"التوقيع يحتاج إلى موافقة الطرفين وأعلم أن أرثر لن يقبل بتوقيع ورقة الطلاق بسهولة ولا يمكنني إجباره قانونيًا"
"لا تجبره اجعلّه يكرهك، وسيوقعها بسهولة " ، تحدث تايهيونغ بنبرة حازمة وهو ينهض من مكانه ويقترب من جونغكوك
وقف بجانبه وأسند نفسه على حافة المكتب وكان يراقب عيني جونغكوك بحذر
"وكيف أجعلّه يكرهني؟" ، سأل جونغكوك وهو ينظر إلى تايهيونغ باستغراب.
اقترب تايهيونغ منه بحركة بطيئة فاصبح الهواء بينهما ثقيلًا تتداخل أنفاسهما ثم قال بنبرة خافتة لكنه مليئة بالثقة: "أنا سأجعله"
أرسل تايهيونغ قبلةً في الهواء تجاه جونغكوك ما جعل قلبه يتسارع للحظة ويشعر بتشويش في مشاعره تراجع قليلاً ولكنه ظل يراقب جونغكوك بينما تحدث بصوت منخفض:
"ماذا حدث ليلة البارحة؟ كلما حاولت تذكر ما حدث يصيبني صداع"
ابتسم جونغكوك ابتسامة عريضة وهو يلتقط رشفة من قهوته قائلاً:
"لم يحدث شيء فقط سقطت نائمًا"
"أحقًا؟ فقط سقطت نائمًا؟" سأل تايهيونغ بنبرة لعوبة مشككًا في كلامه
"نعم، فقط... وتفوهت ببعض الكلمات" ، أجاب جونغكوك بنبرة ماكرة وهو يراقب عيني تايهيونغ بتحدٍ خفيف
"بعض الكلمات؟ ما الذي تحدثت به؟" سأل تايهيونغ باهتمام وقد لاحظ تلك الابتسامة الماكرة على وجه جونغكوك
بينما كان جونغكوك يتحدث، تعثر تايهيونغ خطوةً إلى الأمام فجأة مما جعل جسده يسقط بشكل مفاجئ نحو فخذ جونغكوك وبحركة غير إرادية وضعت يديه على صدر جونغكوك ليحاول التوازن في حين كان جسده قريبًا جدًا منه
تجمد الاثنان في مكانهما لحظة كل منهما يراقب الآخر في صمت قبل أن تبدأ نظراتهما بالتشابك في تحدٍّ غير معلن كانت الأنفاس تتداخل بينهما بشكلٍ غير مسبوق وكان الهواء حولهما يتسم بالثقل
في تلك اللحظة ارتبك تايهيونغ وهمهم ليحاول استعادة توازنه قائلاً:
"آسف... كنت فقط... متعثراً"
ابتسم جونغكوك ابتسامة خافتة وهو يثبت يديه على خصر تايهيونغ بقوة مانعًا إياه من السقوط بالكامل
" ابق هكذا ، دعنا نحتفظ بهذه اللحظة قليلاً " ، تحدث جونغكوك بنبرة هادئة وهو يتأمل ملامح تايهيونغ، عينيه تتنقلان بين تفاصيل وجهه وكأن الوقت توقف في تلك اللحظة
بينما كان تايهيونغ جالسًا فوق أفخاذ جونغكوك كانت اللحظة بينهما مليئة بالتوتر المشحون بالمشاعر التي لم تُعلن بعد كان كل شيء حولهما يبدو وكأنه توقف والوقت نفسه أصبح غير ذي قيمة في تلك اللحظة جونغكوك كان يشعر بتلك المشاعر التي ظن أنها ماتت في قلبه منذ وقت طويل لكن ها هي تعود فجأة حية وقوية !
بهدوءٍ تحدث جونغكوك بينما كانت يداه لا تزال تلامسان خصر تايهيونغ بحركة لطيفة وكأنهما يطلبان أن يبقيا في هذه اللحظة دون عجلة أو تسرع نظر إلى عينيه قائلاً: "لم أكن أصدق أن خدشًا بسيطًا في سيارتك يمكن أن يغير حياتي بهذا الشكل لا أستطيع تصديق كيف أن مشاعراً بداخلي تراكمت شيئًا فشيئًا وانتقلت من مجرد صداقة إلى حب عميق"
أجاب تايهيونغ بنبرة هادئة ولكنه مليئة بالتساؤل: "هل أنت أيضًا تشعر بما أشعر؟"
أومأ جونغكوك برأسه، وكأن إيماءته كانت تأكيدًا لكل ما في قلبه كانت كلماته قليلة لكن عينيه تحدثتا بما يكفي
ثم بدأ جونغكوك يتحدث عن ليلة البارحة وهو يذكر كلمات تايهيونغ عن الغيرة التي شعر بها من أرثر: "البارحةِ قلت لي إنك تشعر بالغيرة من أرثر لأنه يستطيع تقبيلك... لكن الآن، أنا ملك لك بِين يداك ويمكنك تقبيلني كما تشاء"
كانت تلك الكلمات تتسرب إلى قلب تايهيونغ ويشعر بها أكثر من أي وقت مضى
وبعد لحظة من الصمت العميق اقترب جونغكوك بخفة ينظر إلى شفاه تايهيونغ ليشعر بشيء أكبر من مجرد رغبة؛ كان شعورًا عميقًا بالحب والشوق للمرة الأولى، كان هو من بدأ بالقبلة
تلاقى الشفاه في قبلة هادئة لكنها مليئة بالعاطفة والشغف كانت القبلة لطيفة ولكن مع كل لحظة ازداد عمقها وكأن الزمن توقف تمامًا بينهما يد كانت يد تايهيونغ على فك جونغكوك برفق يساعد في تقريب المسافة بينهما بينما كان جونغكوك يلامس وجنتي تايهيونغ بيديه وهو يغمض عينيه ليشعر بكل جزء من القبلة
مُسبباً ارتخاء جسد جونغكوك الذي اندفع إلى الوراء على الكرسي حيث انحنى بخفة تحت تأثير عمق القبلة الطويلة بينهما كانت شفاههما تتداخل العلوية مع السفلية في تناغم لا مثيل له كما لو كانا يذوبان معًا في لحظة واحدة ليشعر كل منهما بدفء الآخر ويغرقا في هذا الشعور الذي طال انتظاره
كان جسد تايهيونغ يقترب من جونغكوك أكثر فأكثر ويداه تشدان على خصره برفقٍ محكمة اقترابه بينما كان جسده يلين مع كل قبلة عميقة من جونغكوك مما جعل الأخير يدرك كم هو رقيق و مرهف في تلك اللحظات مع كل لحظة من القبلة، التي كانت تتطور ببطء، لكنها مليئة بحماسة جديدة، وكأنهما لا يريان نهاية لهذا الاتصال كان كل منهما يشعر بدقات قلب الآخر، وكأن العالم بأسره قد توقف، وأصبحت اللحظة بينهما أكثر وضوحًا، وأكثر حقيقية من أي وقت مضى
كانت القبلة تتعمق أكثر، كانت تلك اللحظة تملأهما بالدفء والشعور بالامتلاك المتبادل، كما لو أن كل ما في العالم توقّف عند تلك اللحظة
تلك القبلة كانت بداية لشيء جديد بينهما لحظة لم تستطع الكلمات التعبير عنها حيث كانت المشاعر أكبر من أي تفسير
في مكتب دايهيون
كان يونقي يقف أمام والده دايهيون ووجهه يكسوه الغضب المكبوت صوت خطواته كان يملأ الغرفة الهادئة حتى توقف فجأة وقال بنبرة حادة:
"أبي أريد أن أعرف شيئاً بوضوح هل صحيح أن أرثر قد عيّن شخصاً لمراقبة جونغكوك؟"
رفع دايهيون عينيه عن الأوراق أمامه، وأجاب بهدوء:
"نعم، أرثر قام بذلك لديه أسبابه"
ضرب يونقي الطاولة أمامه بيده، محاولاً كتم غضبه:
"أسبابه؟ هذه خصوصية شقيقي، أبي! لا يحق لأحد التدخل في حياته بهذه الطريقة، مهما كانت الأسباب"
تنهد دايهيون وهو يتكئ للخلف على كرسيه:
"أرثر فعل ذلك لأنه يشك في ولاء جونغكوك هو يغيب كثيراً عن المنزل، ويثير الشكوك بتصرفاته"
شدد يونقي قبضته، وقال بسخط:
"أرثر يشك؟ هذا لا يبرر أي شيء جونغكوك ليس مجبراً على تبرير غيابه أو تصرفاته لأحد"
قاطعه دايهيون بلهجة صارمة:
"لا تكن عاطفياً يا يونقي ، جونغكوك لديه تاريخ من العلاقات السابقة، وربما دخل في علاقة جديدة وهجر أرثر .. أرثر لديه الحق في حماية نفسه"
زمّ يونقي شفتيه ثم قال بنبرة غاضبة لكن محسوبة:
"حتى لو كان هذا صحيحاً، هذا ليس شأن أرثر بعد الآن نحن وقعنا اتفاق شراكة تجارية منفصلة مع شركة ليام والصفقة التي وقعها جونغكوك تحت اسم الزواج لم تعد مؤثرة في كل الأحوال نحن الرابحون"
ابتسم دايهيون ابتسامة باردة، وقال:
"الشراكة التجارية شيء والسمعة العائلية شيء آخر ماذا لو كشف أرثر شيئاً يضر بسمعتنا؟"
رد يونقي بثقة:
"سمعتنا لن تُمس لأننا نتحكم بكل شيء ما يفعله أرثر الآن هو مجرد محاولة بائسة للسيطرة على جونغكوك ولن أسمح بذلك"
التقى نظرات دايهيون الثاقبة بنظرات يونقي الثابتة وكان الصمت يسيطر للحظة قبل أن يقول دايهيون بنبرة حاسمة:
"حسناً، سأوقف هذا المراقب لكن هذه مسؤوليتك الآن، يونقي إذا حدث أي شيء بسبب هذا القرار فلا تلومنّ إلا نفسك"
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي يونقي، وقال بهدوء:
"لن يحدث شيء ثق بي"
خرج يونقي من المكتب بخطوات واثقة وشعور الانتصار يملأ صدره
في مكتب جونغكوك، كانت اللحظة مشحونة بعاطفة لم يُعبر عنها بالكلمات منذ زمن ابتعد تايهيونغ برفق عن جونغكوك بعد أن طبع قبلة خفيفة على أعلى شفتيه، وعيناه تحملان مزيجاً من الخدر والحب الذي لم يعد يخفيه التقت نظراتهما في صمت كل منهما يقرأ في الآخر ما كان مخفياً لوقتٍ طويل
ظل كلاهما يحدقان في عيني الآخر وكأنهما يعيشان لحظة توقفت عندها عقارب الزمن الحب الذي نما بصمت بينهما طوال الأيام الماضية بدا الآن وكأنه انفجر دفعة واحدة، ليصل بهما إلى هذه اللحظة الحاسمة
قهقه جونغكوك بخفة، وكأن ما حدث للتو لا يزال يفاجئه ابتسامة خفيفة ارتسمت على وجهه وهو يقول بصوت هادئ:
"أنت... أنت أحيت مشاعرًا لم أظن يوماً أنها لا تزال موجودة"
ابتسم تايهيونغ بخفة، وابتعد بخطوة صغيرة وكأن المشاعر الغامرة أثقلته للحظة ارتسمت على شفتيه ابتسامة دافئة وهو يجيب بنبرة حانية:
"لأنني لم أكن أريدك أن تنساها أبداً كنت أعلم أنها موجودة، لكنها فقط كانت بحاجة إلى من يُعيدها للحياة"
رفع جونغكوك يده برفق ومسح بأنامله على وجنة تايهيونغ وكأن لمسته تأكد له أن ما يعيشه الآن حقيقي تحدث بصوت هادئ لكنه يحمل أثراً من الدهشة:
"وكيف استطعت؟ كيف استطعت أن تُعيد لي ما ظننت أنه انتهى منذ زمن؟"
أمال تايهيونغ رأسه قليلاً، وعيناه تلمعان بثقة هادئة، ثم أجاب بابتسامة خفيفة:
"ربما لأنك لم تكن بحاجة للكثير... كنت فقط بحاجة لشخص يلمس تلك المشاعر برفق، وأنا كنت ذلك الشخص"
شعر جونغكوك بارتجافة خفيفة تعبر صدره وكأن كلمات تايهيونغ اخترقت أعمق زوايا قلبه تنهد بخفة قبل أن يهمس:
"أحياناً أنسى كيف يبدو الحب الحقيقي حتى أراك أنت مختلف يا تايهيونغ... كل شيء بِكَ يُعيد لي الحياة ويذكرني أنني أستحق هذا الشعور"
توهجت عينا تايهيونغ قليلاً، وكأن كلمات جونغكوك أشعلت في داخله دفئاً غير معتاد اقترب أكثر، ووضع يده على صدر جونغكوك، فوق قلبه مباشرة، قائلاً بنبرة صادقة:
"أنت دائماً تستحق، جونغكوك لكنك كنت بحاجة إلى من يُذكرك بذلك"
ارتسمت على وجه جونغكوك ابتسامة أعمق، وكأن كل كلمات تايهيونغ أزاحت عن روحه أثقالاً مضت قبض برفق على يد تايهيونغ الموضوعة على صدره، ونظر إليه بصدق قبل أن يقول:
"أعدك... هذه المرة لن أسمح لشيء أن يبعدني عنك تايهيونغ"
نظر تايهيونغ إليه بثقة ناعمة ورسمت ابتسامة مشاغبة على وجهه وهو يرد:
"سأصدقك... ولكن إذا أفسدت الأمور فأنا أول من سيحاسبك، تذكر ذلك"
قهقه جونغكوك بخفة، وشد على يد تايهيونغ برفق قائلاً:
"اتفقنا لكن لا تتوقع مني أن أفسدها ليس بعد أن أصبحت ملكاً لي تايهيونغ"
ارتسمت على وجه تايهيونغ ابتسامة دافئة، ثم قال بخفة:
"ملِكك؟ يبدو أنك واثق جداً من ذلك"
رد جونغكوك بنبرة مليئة بالثقة والحب:
"ولِمَ لا أكون؟ فمنذ اللحظة التي وقعت فيها عيناك عليّ أدركت أنني لن أسمح لأي شيء أن يبعدك عني"
انفجر كلاهما بالضحك بخفة لكن ما بين ضحكاتهما كان واضحاً أن الوعد قد قُطع بينهما دون الحاجة إلى كلمات أخرى
ظل تايهيونغ جالسًا فوق فخذ جونغكوك وقد كانت يداه لا تزال مثبتة برقة على صدره كأنهما يملكان المساحة بينهما بلمسة هادئة تحمل الكثير من المعنى نظر إلى عينيه بلطف وسأله بصوت هادئ:
"هل ستأتي الليلة؟"
ابتسم جونغكوك ابتسامة صغيرة وهو يمرر يده على خصلات شعر تايهيونغ برفق، كأن تلك اللمسة تروي شيئًا من مشاعره التي باتت تتراكم داخل قلبه رد بنبرة مليئة بالصدق، غير قادر على إخفاء التوهج الذي بدا في عينيه:
"بالطبع أعتقد أنه بعد هذه اللحظة، لن أجرؤ على الابتعاد عنك" ، كانت كلماته هادئة، لكنها عميقة كأنها إقرار بحقيقة لا يمكنه التراجع عنها
تايهيونغ ابتسم ثم قال:
"جيمين سيزور منزلي الليلة، تعال في وقت متأخر"
أومأ جونغكوك بتفهم قائلاً :
"حينما تتأكد من مغادرته، اتصل بي"
"هل ستكون حينها في المنزل؟" سأل تايهيونغ وهو يرفع حاجبه بعينين تملأهما الفضول لكنه كان يعرف الإجابة
"لا، سأذهب مع سام إلى الحانة" ، أجاب جونغكوك ببساطةً
قهقه تايهيونغ بخفة وهو يبتسم ثم قال بنبرةً مرحة:
"حسنًا، لكن لا تشرب كثيرًا حتى لا أراك تصطدم بأقرب إنارة طريق"
ابتسم جونغكوك وهو يعبس بخفة ثم نقر على جبين تايهيونغ برقة وقال بنبرة هزلية:
"أنا لا أثمل بعد اجتراع كأسين"
ولكن تايهيونغ ظل مبتسمًا، وقد اتخذت تعبيرات وجهه لمسة من الجدية الخفيفة، وعيناه تحملان نوعًا من الجديةِ :
"لست من عشاق النبيذ، فلدي أسبابي"
أدار نظره إلى جونغكوك وكان جسده يميل قليلًا إلى الأمام يقترب أكثر منه وهو يكمل:
"النبيذ يجعلني أتحدث بمشاعري دون وعي بلا خوف من التردد أو الرفض يجعلني أرى كل شيء بوضوح"
جونغكوك نظر إليه ثم ابتسم ابتسامة دافئة تترافق مع نظرة مليئة بالحيوية همس وهو يلامس وجه تايهيونغ برفق:
"لولا كأس النبيذ، ما كنا وصلنا إلى ما نحن عليه الآن ما كنا اكتشفنا مشاعرنا الداخلية الصادقة" ، كانت كلماته تنبض بالصدق ومع كل كلمة كان يشعر أن قلبه يقترب منه أكثر
أخذ نفسًا عميقًا وهو يواصل حديثه عينيه لم تفارقا عينيه، وقد كانت تعابير وجهه تعكس عمق مشاعره:
"أنا أؤمن بالكلمات والمشاعر التي تظهر في تلك اللحظات عندما نكون في حالة شرب نكون الأكثر صدقًا لا يمكننا أن نخبئ شيئًا حتى لو أردنا كل كلمة تخرج هي من أعماق القلب وفي تلك اللحظات نكتشف ما نحتاجه حقًا"
تايهيونغ بقي ساكنًا للحظة وكأن كلمات جونغكوك لامست شيئًا في أعماقه ثم ابتسم ابتسامة خفيفة وكأنهما لا يحتاجان إلى كلمات أكثر لأن كل شيء بينهما قد أصبح أكثر وضوحًا من أي وقت مضى
"أنت محق" ، قال تايهيونغ بنبرة هادئة وهو يلتقي بنظرات جونغكوك : "في تلك اللحظات نكون أكثر أنفسنا"
جونغكوك ابتسم له ابتسامة عميقة، وعيناه تحملان إشراقة من الأمل والدفء، ثم همس بلطف:
"نحن هنا، معًا، لا شيء يمكن أن يغير ما نحن عليه"
كان جونغكوك يراقب تايهيونغ تأكد من أن تلك الكلمات كانت بداية لرحلة طويلة معًا، رحلة لا تسكنها الخوف أو التردد، بل تُبنى على الحب الصادق الذي يعبر عن نفسه في أصغر اللحظات وأبسطها
في تلك اللحظة، كان الصمت بين جونغكوك وتايهيونغ يتناغم مع دفء اللحظة الحميمة التي جمعتهما، حتى انفتح الباب فجأة وبلا إنذار فوجئ كلاهما بدخول يونقي المفاجئ إلى مكتب جونغكوك، ما جعل تايهيونغ ينهض بسرعة من على فخذ جونغكوك، مصدوماً ومتوترًا من المشهد الذي ربما التقطته أعين يونقي
حتى جونغكوك نفسه بدا غير مصدق لما حدث، وملامحه أظهرت انزعاجاً واضحاً من قطع اللحظة الهادئة بينهما
"لدي أمر مهم!" أعلن يونقي بجدية وهو يغلق الباب خلفه ما أضفى على الموقف مزيدًا من التوتر
نظر جونغكوك إلى تايهيونغ، الذي بدوره كان ينظر إليه بنفس النظرات القلقة، متسائلين عما إذا كان يونقي قد لاحظ وضعهما الحميم
لكن يونقي كسر حدة الصمت قائلاً بنبرة غير مبالية ؛
"لا أهتم لما رأيته، ولكن جونغكوك هناك أمر يجب أن تعرفه"
جلس يونقي أمام المكتب وأشار إلى تايهيونغ للجلوس استجاب تايهيونغ اليه وجلس على المقعد المقابل وظلت عيناه تتنقل بين يونقي وجونغكوك مترقباً ما سيقوله
سأل جونغكوك بنبرةً مازحة يحاول بها كسر التوتر:
"ماذا هناك؟ ما بالك؟ تبدو وكأنك تحمل نهاية العالم بين يديك!"
لكن يونقي تجاهل النكتة، واستطرد بجديته المعتادة:
"هناك أمر خطير لكني قمت بإنهائه ، أرثر، الأحمق بل المتطفل، وضع حارساً خلفك يتتبع تحركاتك أنا مندهش كيف لم تلاحظ ذلك؟"
عقد جونغكوك حاجبيه بدهشة واضحة وهو يرد بصدمة:
"حارس؟ يتتبعني؟! ما الذي تقوله؟"
أخذ يونقي نفسًا عميقًا قبل أن يرد:
"ليلة البارحة، حينما جاء أرثر إلى شقتي وسألني عنك، أخبرته أنك بالحانة لكن بعدها اكتشفت الأمر حين تحدثت مع جيمين، وأخبرني بما افتعله أرثر"
دلك جونغكوك ما بين حاجبيه محاولاً استيعاب الموقف، وقال بنبرة مشوشة:
"أنا حقاً لم ألاحظ أي شيء... كيف لم أنتبه؟"
رفع يونقي كتفيه قليلاً وأضاف:
"يبدو أنه حارس محترف المشكلة الآن هي أنك بحاجة للتصرف بسرعة لديك خياران: إما أن تواجه أرثر مباشرة، أو تتحدث مع هذا الحارس وتطلب منه حذف كل الصور التي التقطها"
سأل جونغكوك بغضب يتصاعد في صوته:
"ومن يكون هذا الحارس؟"
أجاب يونقي ببرود:
"لم أسأل والدي عن هويته"
عقد جونغكوك حاجبيه، ونبرة غضبه أصبحت أوضح:
"وما علاقة والدي بالأمر؟"
تردد يونقي للحظة قبل أن يقول:
"والدي هو من قام بتعيينه"
اتسعت عينا جونغكوك بذهول، وهو يرد بمرارة وسخرية واضحة:
"أبي يعين حارساً ليتجسس عليّ! عائلة جيون لا تكف عن إدهاشي"
ابتسم يونقي ابتسامة جانبية وقال:
"تحدثت معه وأخبرته أن يتوقف عن هذا الأمر، لكنه تركت أمر الصور لك يجب أن تجد حلاً سريعاً"
نهض جونغكوك بعزم وهو يقول بحدة:
"أولاً، سأعرف من يكون هذا الرجل"
خرج من المكتب بخطوات سريعة متجهاً نحو مكتب والده والغضب يشع من ملامحه وكأنه يستعد لمعركة
قال يونقي وهو ينهض بدوره متوجهاً خلف جونغكوك بسرعة:
"يجب أن أتبعه قبل أن يهدم المبنى فوق رؤوسنا!"
أما تايهيونغ فقد ظل جالساً في مكانه، وعيناه مليئتان بالدهشة والارتباك أمسك كوب القهوة الخاص بجونغكوك وراح يحتسيه ببطء، محاولاً استيعاب ما حدث للتو أفكاره كانت مشوشة، غير مصدق كيف أن والد جونغكوك سمح بشيء كهذا
"هذه العائلة... غريبة بشكل لا يُصدق" ، تمتم لنفسه بينما بقي ينتظر عودة جونغكوك و يونقي
في مكتب والده، دخل جونغكوك بخطوات سريعة وحادة، مغلقًا الباب خلفه بقوة جعلت صوته يصدح في المكان كان والده جيون دايهيون يجلس خلف مكتبه يراجع أوراقًا مهمة لكنه رفع عينيه ببرود عندما رأى ابنه يتقدم نحوه بوجهٍ مشدود وعينين تقدحان غضبًا
"أريد اسم ذلك الرجل الآن" ، قال جونغكوك بحدة وهو يقف أمام المكتب يضع يديه على سطحه كأنه يتحدى سلطة والده
رفع دايهيون حاجبه بهدوء ثم وضع القلم الذي كان يحمله جانبًا قائلاً بنبرة هادئة لكنها صارمة:
"لست في وضع يسمح لك بإصدار الأوامر هنا، جونغكوك"
تشددت ملامح جونغكوك وهو يرد بصوت خافت لكنه مليء بالحدة:
"لدي كل الحق عندما يتعلق الأمر بحياتي الشخصية أريد معرفة اسم الحارس الذي قمت بتعيينه ليلاً ونهارًا لمراقبتي"
استند دايهيون إلى كرسيه متشابكًا يديه أمامه وقال ببرود:
"الحارس ليس سوى إجراء احترازي أرثر هو من أثار الشكوك حول تصرفاتك، وأنا قمت بما يتوجب علي فعله لحماية مصالح العائلة"
ضرب جونغكوك بيده على المكتب بقوة، وقال بصوت مرتفع:
"مصالح العائلة؟ هذا هراء! حياتي ليست جزءًا من لعبتكما! هذا تعدٍّ تعدي على خصوصيتي، وأريد أن أعرف الآن من هذا الرجل وما الذي قام بتصويره"
تأمل دايهيون ابنه للحظة ثم قال ببرود:
"ألا تخشى مما قد تكشفه الصور؟"
رد جونغكوك بغضب:
"ليس لديك الحق في أن تشك بي إذا كنت تعتقد أنني خائف فأنت مخطئ ، لكني بحاجة إلى معرفة الحقيقة وأريد اسم الحارس اليوم"
ظل دايهيون صامتًا للحظة ثم تنهد بخفة وقال:
"سأعطيك الاسم ، لكنك ستتحمل مسؤولية أي تصرف تتخذه هذا الشخص مجرد موظف وهو يتبع الأوامر فقط"
"لا يهمني من يتبع الأوامر إذا كنت أنت وأرثر تعتقدان أنكما تستطيعان التحكم بي بهذه الطريقة، فأنتما مخطئان" ، قال جونغكوك ببرود، ثم أضاف بنبرة أكثر ثقة:
"أرسل لي اسمه ومكانه قبل نهاية اليوم، وإلا سأبحث عنه بطريقتي الخاصة"
نظر دايهيون إليه بنظرة طويلة، ثم أومأ برأسه بخفة قائلاً:
"حسنًا، ستحصل على الاسم لكن لا تدع عاطفتك تقودك لاتخاذ قرارات تندم عليها لاحقًا"
اقترب جونغكوك من المكتب واستقام ببطء وهو يقول بصوت واثق:
"الندم؟ سأجعل الجميع يندم إذا استمر هذا العبث"
استدار جونغكوك وغادر المكتب بخطوات ثابتة بينما ظل دايهيون ينظر إلى الباب المغلق خلفه ملامح وجهه لم تفصح عن أي شيء سوى هدوء غامض
بعد أن خرج جونغكوك من المكتب، دخل يونقي بهدوء، تاركًا الباب مفتوحًا خلفه ليتأكد أن المكان لم يتحول إلى ساحة معركة نظر حوله، واطمأن أن الوضع لم يتدهور بعد
"هذه نتيجة اتباع قرارات أرثر الحمقاء، أليس كذلك؟" قال يونقي، بنبرة هادئة لكنه كان يحمل في صوته استهزاء خفيف
رفع دايهيون نظره ببطء، وحدق في ابنه للحظة قبل أن يرد بصوت متردد: "ربما... لكني لا أستطيع أن أتجاهل أن جونغكوك أصبح أكثر تسلطًا من السابق لا أعرف ماذا حدث له، لكنه ليس كما كان هل ما قاله أرثر صحيح؟ هل هو فعلاً هكذا؟"
سكت يونقي للحظة مندهشًا من كلمات والده ثم تحدث بصوت محايد، لكنه كان يحمل فيه شيء من الحدة: "كيف تشك في ابنك بسبب أرثر؟ هل تصدق كل ما يقوله هذا الرجل؟"
ثم تابع بنبرةً حازمة : "أرثر ليس إلا شخصًا مليئًا بالأقاويل الكاذبة لا يجب أن تتأثر بما يقوله إنه يبث افتراءات بلا أي دليل"
توقف دايهيون عن التحدث للحظة، ثم أومأ برأسه ببطء، وكان في عينيه توجس لم يتبدد تمامًا :" ربما... لكن لا يمكنني إنكار التغيير الذي طرأ عليه إنه ليس كما كان"
أخذ يونقي نفسًا عميقًا، ثم تحدث بنبرةً هادئة: "دع الأمور تأخذ مجراها أعتقد أنه سيعود إلى طبيعته مع الوقت ولا أعتقد أنه يستحق أن نصدق كل ما يقال عنه"
نظر يونقي إلى والده بعينين هادئتين، ثم تحدث بنبرة محايدة: "سأذهب إلى مكتبي"
ثم غادر يونقي نحو مكتبه، موجهًا ذهنه إلى كل ما يحدث في العائلة بِسبب ارثر كان يعلم أن جونغكوك يحتاج إلى الراحة والتهدئة بعد كل ما مر به ولذلك لم يتوجه مباشرة إلى مكتب جونغكوك بل ترك الفرصة لتايهيونغ للتعامل مع الوضع على طريقته الخاصة
في مكتب جونغكوك
دخل جونغكوك بهدوء ووجد تايهيونغ جالسًا في مكانه، يترقب قدومه ، كانت نُظرات تايهيونغ مملوءة بالقلق
اقترب جونغكوك منه بخطوات هادئة، وكأن كل خطوة نحو تايهيونغ تخفف من التوتر الذي يعصف به دون أن يقول كلمة، سحب جونغكوك تايهيونغ نحوه برفق، محيطًا إياه بذراعيه في عناق عميق كان قلبه ينبض بسرعة وهو يشكو له: "كيف يمكنه أن يفعل هذا؟ كيف يعين حارسًا خلف ابنه؟ كيف يصدق أرثر لهذه الدرجة؟"
ظل تايهيونغ صامتًا لوهلة ثم همس بنبرة هادئة :" أنت محق في غضبك كيف يمكنه أن يضع حارسًا وراءك؟ وكيف يصدق أرثر؟ هذه تصرفات غير معقولة"
فصلتا العناق ببطء، واستمرتا العيون في تبادل النظرات فتايهيونغ تحدث بعد لحظة من الصمت: "ولكن ماذا عن الصور والمعلومات التي تلقاها أرثر؟ كيف ستتعامل مع ذلك؟"
جونغكوك رغم كل ما يعيشه من ضغوط ابتسم ابتسامة مطمئنة ثم قال بنبرة واثقة، "لا تقلق سأتأكد من أن الأمور ستكون على ما يرام سأتعامل مع الصور ومع أرثر أيضًا سأضع حدًا لكل هذا"
لم يكن هناك ما يُقال بعد تلك الكلمات، فسكتا لوهلة، كما لو أن الزمن توقف بينهما ثم اقترب جونغكوك أكثر وتلامست شفتاهما في قبلة عميقة
كانت القبلة بين جونغكوك وتايهيونغ عميقة، مليئة بالشعور، وكأنها لحظة تجسد كل شيء لم يُقل بعد عندما اقترب جونغكوك من تايهيونغ، شعر كل منهما بالهدوء والراحة التي يمنحها الآخر تحركت شفاههما ببطء وتوافق، لتلتقي برفق ثم تنساب في تناغم
كانتا شفاههما تتداخلان بخفة ثم تتحركان بشغف، في تنقلات ناعمة، لا يتسابق أحدهما للابتعاد بل كل حركة منهما كانت بمثابة تعبير عن الارتياح التام والاتصال العميق بينهما عيناهما مغلقة لكن قلوبهما كانت تهمس بكل ما هو غير مرئي في تلك اللحظة، كانا كأنهما قد تركا العالم خلفهما، ووجدا في بعضهما الأمان الذي يحتاجان إليه
بعد تلك القبلة العميقة، انفصل جونغكوك وتايهيونغ عن بعضهما بلطف، لكن النظرات التي تبادلاها كانت تحمل معاني أعمق بكثير مما يمكن للكلمات أن تعبر عنه كان الهواء في الغرفة مشحونًا بتلك اللحظة، كما لو أن كل شيء قد استقر أخيرًا في مكانه الصحيح
جونغكوك أخذ نفسًا عميقًا، ثم ابتسم بخفة وهو يلمس وجه تايهيونغ برفق، قائلاً بصوت هادئ: "سأنتظر من والدي أن يخبرني باسم الرجل سأتأكد من كل الأمور، لا تقلق مطلقًا"
ابتسم تايهيونغ بلطف وقال بثقة: "أثق بك، عزيزي!"
تورد وجه جونغكوك فجأة وظهرت عليه علامات خجل خفيفة، وقد بدا أنه لم يتوقع تلك الكلمة نظر إلى تايهيونغ بخجل وقال: "عزيزي؟... تلك الكلمة... كانت دائمًا تعني لي الكثير"
ثم اقترب منه ببطء وجهه يقترب من وجه تايهيونغ وقال بنبرة خجولة وحانية: "هل يمكنك من فضلك أن تناديني بها دائمًا؟ أحب أن أسمعها منك تشعرني بشيء عميق في قلبي"
ابتسم تايهيونغ ابتسامة هادئة، وأجاب بهدوء: "إذا كنت تحبها، فسأقولها لك كل يوم، عزيزي"
عند سماعه تلك الكلمات، لم يستطع جونغكوك السيطرة على مشاعره ابتسم بشكل أوسع ثم اقترب فجأة من تايهيونغ، ونثر قبلاً خفيفة على وجهه عشوائيًا، يلامس خديه وجبينه وجفنه، وهو ممسكًا بخصره برفق
تايهيونغ ضحك بخفة، وهو يحاول الابتعاد قليلاً قائلاً ضاحكًا: "توقف، جونغكوك! يكفي"
لكن جونغكوك لم يوقف قبلة واحدة، مستمتعًا بكل لحظة، استمر في تقبيله بحب، وهو يضحك أيضًا قائلاً: "لن أتوقف أبدًا، أريدك أن تعرف كم أنا محظوظ لوجودك بجانبي!"
بعد تلك اللحظة المليئة بالضحك والقبلات، انفصل جونغكوك وتايهيونغ عن بعضهما بلطف، لكن الطاقة بينهما كانت ما زالت مشحونة بالحب والحميمية بينما كان تايهيونغ يحاول تهدئة نفسه بعد ضحكاته، نظر إلى جونغكوك بعينيه اللامعتين وقال مبتسمًا: "أنت حقًا تعرف كيف تجعل كل شيء يبدو أفضل"
ابتسم تايهيونغ برقة وقال بنغمة دافئة: "سأذهب إلى والدتي الآن، لكنني سأكون في انتظارك الليلة لا تنسى أن تأتي"
جونغكوك نظر إليه بحنان وأجاب بصوت منخفض: "أنتَ أولويتي، سأكون هناك فقط انتبه على نفسك تايهيونغي"
ابتسم تايهيونغ بخفة وهو يقترب منه همس قائلاً: "لن أتأخر، وأنت أيضًا انتبه على نفسك" ، ثم اقترب منه ليمنحه قبلة أخيرة على جبينه قبل أن يودعه برفق ويخرج من المكتب
عندما ابتعد تايهيونغ عن جونغكوك، شعر بشيء غريب في صدره، مزيج من الفرح والحنين كانت نظراته لا تزال تتبع تايهيونغ وهو يغادر، وكأن جزءًا منه لا يريد أن يتركه يذهب كانت مشاعره متشابكة، فقد كان يشعر بالسعادة العميقة لأنهما اقتربا أكثر من أي وقت مضى، لكنه في الوقت ذاته كان يعاني من شعور بالفراغ الخفيف في قلبه بمجرد أن اختفى
كان قلبه ينبض بسرعة كلما فكر في تلك اللحظات الخاصة بينهما، خاصة تلك التي تبادل فيها القبلات والضحكات رغم كل الهموم التي تواجهه، كانت كل لحظة مع تايهيونغ تجعله ينسى كل شيء آخر وفي تلك اللحظة، بينما كان يشاهد الباب يغلق خلفه، كان يتمنى لو أن الوقت يتوقف هنا، لكنه كان يعلم أن الحياة ستستمر، وأنه سيجد طرقًا ليظل قريبًا من تايهيونغ
في فترة المساء
في تلك اللحظة، بعد ساعات من الانتظار، دخل يونقي المكتب برفقته الحارس وقف الحارس بشكل حذر بينما جلس يونقي أمام جونغكوك، مُظهرًا جديّة واضحة في عينيه
قال يونقي بهدوء، وهو يفتح الهاتف أمام جونغكوك: "لقد حصلنا على كل شيء هذه الصور من ليلة البارحة، جميعها محفوظة في هاتفه" ، أشار إلى الحارس الذي كان يقف جانبه
جونغكوك الذي كان يشعر بقلق متصاعد نظر إلى الصور، وكانت ملامحه تزداد توترًا مع كل صورة جديدة الصور كانت توثق كل لحظة حتى تلك الأحضان التي تبادلها مع تايهيونغ
تحدث جونغكوك بصدمة وهو ينظر إلى يونقي: "هل أرسل هذا إلى أرثر؟!"
الحارس الذي كان يقف جانبًا هز رأسه بسرعة نافياً: "لا، لم أرسل أي شيء له فقط احتفظت بكل شيء لنفسي"
جونغكوك شعر وكأن الأرض تميد من تحت قدميه، وأصابته صدمة من أن الحارس كان يراقب تفاصيل دقيقة مثل رقم لوحة سيارة تايهيونغ بل وحتى عنوان منزلهم
"أرسل له كل شيء؟!" تمتم بها جونغكوك قبل ان يتحدث بعصبية : "ماذا كنت تفكر؟ كيف تجرؤ؟!"
حاول جونغكوك الوقوف بسرعة وكأن العنف بدأ يتسرب من قلبه، نويًا ضرب الحارس، لكن يونقي أمسكه بسرعة، قائلاً بصوت منخفض وثابت: "اهدأ، جونغكوك الآن ليس وقتًا لتصريف غضبك يجب أن نحل الأمر بهدوء"
جونغكوك توقف عن الحركة، لكنه كان ما يزال غاضبًا نظر إلى يونقي ثم إلى الحارس قائلاً: "امسح كل شيء صور، معلومات، ورقم أرثر الآن"
الحارس الذي كان يبدو خائفًا من غضب جونغكوك، أومأ بسرعة، وبدأ بحذف كل شيء في هاتفه، وابتعد عن المكان في صمت، تاركًا خلفه توترًا شديدًا في الأجواء
جلس يونقي على طرف المكتب، وهو يراقب جونغكوك بعينين هادئتين، لكنه كان يعلم أن الوضع لا يزال متوترًا
نظر إليه جونغكوك وهو يمرر يده في شعره بشكل غاضب، ثم تحدث بصوت منخفض وحازم: "احتاج إلى التحرك الآن يجب أن أنهي هذه العلاقة مع أرثر لا يمكن أن تستمر هكذا بعد كل ما حدث"
أومأ يونقي برأسه في تفهم، وعيناه تحملان نظرة جادة. "أنت على حق هذه هي الخطوة التالية يجب أن تكون قويًا في قرارك، جونغكوك لكن يجب أن تعرف أن هذا ليس فقط متعلقًا بك أنت ستواجه مقاومة من جميع الأطراف"
تنهد جونغكوك وهو يجلس خلف مكتبه، ثم نظر إلى يونقي بابتسامة خفيفة، رغم كل القلق الذي كان يعصف به:" أعلم ذلك، ولكنني أريد أن أكون سعيدًا لا أريد أن أستمر في شيء لا أراه مستقبلاً"
نظر يونقي إلى جونغكوك بعينين مليئتين بالتفهم، وقال بصوت هادئ ولكنه حازم: "أنا معك في هذا، وسأساعدك بكل ما أستطيع حتى لو تطورت علاقتك مع تايهيونغ سأظل أساندك إذا كان أرثر ما زال مرتبطًا بك، سأظل أظل على علاقتك مع تايهيونغ حتى تنتهي علاقتك رسميًا بإرثر لن تدع شيئًا يقف في طريقك"
ابتسم جونغكوك قليلًا وهو يشعر براحة مع الكلمات التي خرجت من فم يونقي وقال: "شكراً لك أعلم أنني يمكنني الاعتماد عليك في هذه الفترة"
منزل تايهيونغ
في منزل تايهيونغ أزال كل الزينة ورتب غرفة المعيشة بعناية كانت الأجواء هادئة حين سمع صوت جرس الباب يرن، مما جعله يدرك أن جيمين قد وصل
فتح الباب بابتسامة عريضة وقال: "مرحباً"
رد جيمين بصوت لطيف وابتسامة صغيرة: "مرحباً، كيف حالك، تايهيونغ؟"
قال تايهيونغ وهو يفسح له المجال للدخول: "أنا بخير، تفضل"
دخل جيمين إلى الداخل، وتوجه إلى خزانة الأحذية حيث خلع حذاءه بهدوء، ثم توجه نحو غرفة المعيشة كانت الغرفة مرتبة بشكل جميل، وعلى الطاولة وُضعت بعض المأكولات الخفيفة التي أعدها تايهيونغ ابتسم جيمين برقة وهو يتأمل اهتمام صديقه
جلسا معًا ثم كسر جيمين الصمت قائلاً بفضول: "لم أرك اليوم، هل كل شيء على ما يرام؟"
أجاب تايهيونغ بنبرة مطمئنة: "نعم، لا تقلق كنت فقط أشعر ببعض الصداع بسبب الشرب" ، وأشار بيده وكأنه يحمل كوباً
رفع جيمين حاجبيه بدهشة وقال: "الشرب؟ هذا غريب، أنت لا تشرب كثيراً"
ضحك تايهيونغ قليلاً وأجاب: "أنت محق لكن ليلة البارحة شعرت فجأة برغبة في ذلك"
ضحك جيمين بخفة وقال ممازحاً: "يبدو أن مزاجك كان مختلفاً تماماً الليلة الماضية"
ابتسم تايهيونغ وأجاب بصوت هادئ: "ربما لكن يبدو أنني دفعت الثمن هذا الصباح"
ضحك جيمين قليلًا وقال ممازحًا:
"يبدو أن مزاجك كان مختلفًا تمامًا ليلة البارحة"
ابتسم تايهيونغ وأجاب بصوت هادئ:
"ربما... لكنني دفعت الثمن هذا الصباح بلا شك"
هز جيمين رأسه مبتسمًا قبل أن يقول:
"هذا ما يحدث دائمًا أتذكر حين خرجت مع يونقي وأفرطت في الشرب؟ استمر الصداع معي يومين كاملين!"
رد تايهيونغ بنبرة هادئة وهو يحتسي عصيره:
"لهذا السبب تحديدًا أكره الشرب" ، ثم أضاف بعد لحظة من التفكير: "بالمناسبة، كيف تسير الأمور بين آرثر وجونغكوك؟"
تنهد جيمين وقال:
"تزداد سوءًا عندما خرجت من المنزل هذا الصباح، كان جونغكوك غاضبًا جدًا دفعني أثناء دخوله وأغلق الباب خلفه بعصبية"
رفع تايهيونغ حاجبيه بدهشة وسأل:
"حقًا؟ ما الذي حدث؟"
ابتسم جيمين ابتسامة خفيفة وقال بنبرة ساخرة:
"لا أعلم بالتحديد، لكن يبدو أن هناك مشكلة كبيرة في منزل جيون الآن لا تقلق، هذه مجرد فوضى روتينية تحدث بينهما دائمًا." ثم أطلق ضحكة خفيفة
في منزل جونغكوك، كان الجو مشحونًا بالغضب والتوتر صوت آرثر المرتفع اخترق أرجاء المكان وهو يصرخ بجونغكوك:
"كيف تجرؤ على طرد الحارس الشخصي؟ من أعطاك الحق في التصرف بهذا الشكل؟ هذا الحارس وُضع لحمايتك ومراقبة تحركاتك لأسباب مهمة!"
جونغكوك، الذي وقف بثبات أمام آرثر، لم يكن يبدو عليه أي علامة تردد رد بنبرة حادة وقوية:
"وأنا من أعطاك الحق في التدخل في حياتي؟ الحارس خرج ولن يعود، ولن أسمح لأحد بمراقبتي أو تتبع خطواتي! لا أحتاج إلى شخص يلاحقني كالظل!"
تقدم آرثر خطوة للأمام وهو يشير بيده بغضب:
"وهل تظن أنني لا أعرف لماذا تختفي في الليالي؟ ما الذي تخفيه يا جونغكوك؟ ومن أخبرك عن الحارس؟"
لم يتمالك جونغكوك نفسه، وتفجرت فيه مشاعر الغضب اقترب من آرثر فجأة وشد شعره بقوة، وقال بصوت منخفض ولكنه مليء بالحدة:
"اسمعني جيدًا، آرثر... لا تتدخل في حياتي مرة أخرى أنا حر بما أفعله، ولن أسمح لك أو لأي شخص آخر بأن يضع حدودًا لي هل تفهم؟"
تراجع آرثر، وعيناه متسعتان بالغضب والصدمة لكن قبل أن يتمكن من الرد، دفع جونغكوك الباب بقوة وخرج من المنزل خطواته الغاضبة كانت تصدح في أرجاء الشارع، وتوجه مباشرة إلى الحانة، باحثًا عن مهرب مؤقت من هذه الفوضى التي أصبحت تخنق أنفاسه
دخل جونغكوك إلى الحانة، التي كانت مليئة بالضوء الخافت والموسيقى الهادئة فور دخوله، لفتت عيناه سام، صديقه القديم الذي كان يجلس على طاولة في الزاوية، يحتسي كأسًا من النبيذ عندما رآه، أشار له سام بابتسامة عريض
جلس جونغكوك أمامه وسكب له كأسًا من النبيذ قبل أن يسأله بصوت هادئ:
"كيف سارت الأمور مع قضية الطلاق؟"
سام أخذ نفسًا عميقًا وقال وهو يعبث بكأسه قليلاً:
"الأمور تحت الدراسة حاليًا الآن ، أنا في مرحلة جمع الوثائق اللازمة لتقديمها هناك بعض الأوراق القانونية التي يجب تسليمها هذا الأسبوع"
نظر جونغكوك إلى سام بنظرة جادة ثم قال:
"أنا فقط أريد أن أنهي هذا بأسرع وقت ممكن أصبحت الأمور معقدة جدًا، وأحتاج لوضع نقطة في هذا الفصل"
سام هز رأسه بتفهم وقال:
"أعرف كيف تشعر لكن لا بد من التأكد من كل شيء قبل المضي قدمًا هذا ليس شيء يمكن اتخاذه ببساطة"
"أنا فقط أريد أن أرتاح كل شيء أصبح ثقيلًا جدًا، وكل ما أفكر فيه هو إنهاء هذا الوضع" ، قال جونغكوك وهو يشرب من كأسه ويغلق عينيه للحظة
"الصبر مهم الآن الأمور تتطلب بعض الوقت، لكن كل شيء سيكون على ما يرام في النهاية" ، رد سام بنبرة مطمئنة وهو يرفع كأسه ليحتسي المزيد من النبيذ
أخذ سام نفسًا عميقًا قبل أن يتحدث بجدية، وهو ينظر إلى جونغكوك:
"بالنسبة للطلاق، هناك مجموعة من الأوراق التي تحتاج لتسليمها في هذه الفترة أولًا، يجب عليك تقديم شهادة الزواج الأصلية أو نسخة مصدقة منها بعد ذلك، تحتاج إلى نسخة من بطاقة الهوية أو جواز السفر لضمان هويتك"
رفع سام كأسه قليلاً ثم أكمل:
"علاوة على ذلك، إذا كانت هناك ممتلكات مشتركة بينكما، فستحتاج إلى إثباتات حول ذلك، مثل سندات ملكية أو عقود إذا كنت قد وضعت أي اتفاقات خاصة، مثل اتفاقات مالية، يجب عليك تقديم نسخ منها"
جونغكوك استمع باهتمام وأخذ لحظة ليتنفس بعمق قبل أن يسأل:
"هل هناك أي شيء آخر أحتاج له؟"
قال سام بهدوء وهو يجرع النبيذ:
"لا، فقط ما أخبرتك به"
جونغكوك هز رأسه بتفهم، وهو يمسك بكأسه ثم يتناول رشفات منه قبل أن يجيب:
"يبدو أن الأمور ستكون أكثر تعقيدًا مما توقعت لكن عليّ أن أنهي هذا في أسرع وقت"
"أعرف أنك متعب من كل هذا، لكن صدقني خطوة بخطوة ستتمكن من الخروج من هذا الوضع" قال سام مطمئنًا، وهو يبتسم
استمر الاثنان في شرب النبيذ، وبينما كانت الأحاديث تتبادل بينهما، كانت الأوقات تمر ببطء ولكن كان هناك شعور بالراحة النسبي بعيدًا عن مشاغل الحياة
في منزل تايهيونغ، استقام الأخير مستأذنًا من جيمين ليذهب لإحضار الطعام بينما كان تايهيونغ يخرج من الغرفة، لاحظ جيمين شيئًا لامعًا بالقرب من الطاولة كان خاتمًا فضيًا صغيرًا يبدو وكأنه قد سقط هناك عن غير قصد
حدق جيمين في الخاتم باهتمام، وهو يضيق عينيه بشك شعر بشيء غريب ينتابه، وكأن الخاتم كان مألوفًا له بشكل غير مريح كان لديه شعور قوي أنه قد رآه من قبل في مكان ما، لكن تفكيره تشتت ولم يستطع تذكر أين أو من كان صاحبه كانت تلك الذكرى غير واضحة، كما لو كانت جزءًا من حلم قديم أو لحظة ضبابية في الماضي
ظل جيمين يحدق في الخاتم لفترة طويلة، يحاول ربط هذه الذكرى الغامضة بما يعرفه لكن كلما حاول أن يتذكر، كان يشوبه شعور بعدم اليقين، وكأن تلك التفاصيل كانت تختبئ بعيدًا عن ذهنه
بينما كان جيمين غارقًا في أفكاره وهو يحدق في الخاتم، سمع صوت تايهيونغ يناديه من المطبخ: "جيمين، الطعام جاهز!"
استفاق جيمين فجأة من شروده، وابتلع آخر فكرة كانت تدور في ذهنه حول الخاتم رفع رأسه بسرعة وترك الخاتم كما كان ، متجهًا إلى المطبخ حيث كان تايهيونغ ينتظره حاول أن يتجاهل الشعور الغريب الذي انتابه، مؤجلًا البحث عن إجابة لتلك الذاكرة المفقودة
بعد أن ترك جيمين الخاتم على الطاولة، اتجه إلى المطبخ حيث كان تايهيونغ قد أعد الطعام كان المطبخ مليئًا برائحة الأطعمة الشهية التي جعلت جيمين يشعر بشيء من الراحة بعد تفكير طويل في الخاتم جلس على الطاولة بجانب تايهيونغ، الذي كان قد بدأ في تناول طعامه
بينما كانا يأكلان معًا، حاول جيمين إبعاد أفكاره عن الخاتم الغريب، لكن لم يستطع كان يشعر أن هناك شيئًا مهمًا يختبئ خلف تلك الذاكرة الضبابية إلا أنه قرر أن يتجاهلها للحظة، وأخذ يحاول التركيز على الحديث مع تايهيونغ
بعد الانتهاء من الطعام، جلس جيمين مع تايهيونغ للحظات أخرى في صمت كانت الأجواء هادئة، وكل واحد منهما يبدو غارقًا في أفكاره كان تايهيونغ يبتسم بلطف، في حين أن جيمين كان لا يزال يفكر في الخاتم الذي رآه قبل قليل
نهض جيمين أخيرًا وقال بابتسامة خفيفة:
"حسنًا، يبدو أن الوقت قد حان لأذهب شكرًا على العشاء، كان لذيذًا كما هو دائمًا"
نظر إليه تايهيونغ وهو يميل برأسه قائلًا:
"لا داعي للشكر"
ابتسم جيمين وأجاب:
"سأراك قريبًا ! "
ثم أمسك جيمين بمعطفه وأخذ خطوة نحو الباب توقف للحظة ليعود نظره إلى تايهيونغ، ثم قال:
"اعتني بنفسك"
قال تايهيونغ وهو يلوح بيده:
"أنت أيضًا حافظ على نفسك"
توجه جيمين نحو الباب لكنه توقف للحظة أخرى، وألقى نظرة سريعة على الغرفة قبل أن يغادر المنزل بينما كان يخرج، كان يختلج في قلبه شعور غريب حول الخاتم، لكنه قرر أن يتركه في الوقت الحالي، معتقدًا أن كل شيء سيكون واضحًا في النهاية
بينما كان تايهيونغ ينتهي من ترتيب غرفة المعيشة بعد مغادرة جيمين، كان صوته ينساب في أرجاء المنزل الهادئ، يداه تعملان بنعومة على تنظيف المكان، لكنه كان يشعر بشيء مختلف في قلبه فكره كانت شارد في كل شيء جمعهُ مع جونغكوك مع كل حركة يده، كانت تتناثر أفكار متشابكة عن اللقاء المنتظر
ثم وبينما هو يمسح الطاولة بهدوء رن هاتفه فجأة ليقطع شروده ابتسم عندما رآى اسم جونغكوك يضيء على الشاشة أسرع في الرد وصوته يلمح بهجة غير ظاهرة: "مرحبًا، جونغكوك"
من الطرف الآخر جاء الصوت العميق والهادئ لجونغكوك الذي كان يشعر بشيء من السعادة المختلطة بالدفء:
"مرحبًا، تايهيونغي هل غادر جيمين؟"
"نعم، غادر منذ قليل أنا فقط الآن أنهي بعض الأمور متى ستأتي؟" ، أجاب تايهيونغ وهو يحاول إخفاء الخجل الذي بدأ يتسرب إلى قلبه
جونغكوك ابتسم ابتسامة مليئة بالغواية ثم قال بنبرة مليئة باللطف والإغواء:
"سأكمل كأس النبيذ الأخير ثم سأكون في طريقي اليكَ لكن لا تتوقع مني هذه المرة أن آتي لفتح كتب الماضي... هذه المرة سيكون الأمر مختلفًا تمامًا"
صمت للحظة ثم تابع:
"هذه المرة أنا قادم فقط لأغلق المسافة بيننا ليس بالكلمات... بل بالقبلات التي كنت أتمناها دائمًا ولا مجال للكلمات بعد الآن، فقط شفتاك... شفتاك التي أحتاج إليها أكثر من أي وقت مضى"
كان صوت جونغكوك مغلفًا بالوعد عميقًا وملتهبً صدمتا الكلمات قلب تايهيونغ وجعلت خجله يتسلل إلى وجهه تنفس بعمق محاولًا السيطرة على مشاعره لكنه لم يستطع إخفاء ارتباكه فقال بصوت منخفض يكاد لا يُسمع:
"جونغكوك أنت تجعلني أتصور أشياء لا أستطيع مقاومتها لا أعلم إن كنت مستعدًا لذلك، ولكنني... أنا أنتظرك"
ضحك جونغكوك برقة، وكأنما كل كلمة كانت تقربه من اللقاء المنتظر:
"لا داعي للانتظار أكثر، يا تايهيونغ سأكون قربك ولن تجد غير شفتيّ تلامس شفتاك، لتكون تلك هي البداية"
لم يستطع تايهيونغ إلا أن يبتسم بخجل، إذ كان يعلم أن كلمات جونغكوك ليست إلا وعدًا همس أخيرًا:
"سأنتظرك"
وأغلق تايهيونغ الهاتف برفق وبينما كان قلبه ينبض بشدة ظل يبتسم برقة وهو يتذكر كلمات جونغكوك
كان يشعر وكأنه في حلمٍ لا يصدق، حلم كان بعيدًا عنه، لكنه أصبح الآن حقيقةً، واقعًا بين يديه لم يستطع تصديق أن جونغكوك أصبح ملكًا له، أنه الشخص الذي كان يراوده طوال الوقت، والذي أصبح الآن قريبًا منه، يشاركه كل لحظة وضع الهاتف فوق الطاولة بحركة هادئة، وتوجه نحو الأعلى، حيث بدأ يفكر في اللحظة المقبلة التي سيتشارك فيها كل ما في قلبه مع جونغكوك
دخل إلى الحمام ليغتسل، وأخذ وقتًا أطول من المعتاد تحت الماء الدافئ، كأنما يغسل كل القلق الذي راوده في لحظات الانتظار كل قطرة ماء كانت تمس جسده كانت تزيل شعورًا غريبًا كان يملأ قلبه
بعد أن انتهى خرج من دورة المياة واتجه إلى خزانة الثياب ليغير ثيابه إلى اخرى منزلية مريحة يشعر بها بالراحة التي كان يفتقدها لكن مع كل حركة كان يقوم بها كانت أفكاره تدور حول جونغكوك، ولا يمكنه الهروب من مشاعر الشوق التي تجتاحه
ثم وقف أمام المرآة ليتفقد نفسه، وهو يحاول ترتيب شعوره وتماسكه، لكنه في أعماقه كان يعلم أن تلك اللحظات القادمة ستكون مليئة بكل ما هو جديد، وكل ما سيقوده إلى تحول جديد في العلاقة بينه وبين جونغكوك
في غرفة المعيشة كان تايهيونغ مستلقياً بهدوء على الأريكة عينيه تتابعان شاشة التلفاز دون اكتراث كانت الأضواء خافتة، والجو دافئاً ومريحاً، مما أضاف شعوراً من الطمأنينة إلى المكان بينما هو في هذه اللحظة الهادئة، سمع صوت مقبض الباب يتحرك، فرفع عينيه قليلاً وهو يعلم أن جونغكوك قد وصل
رفع رأسه ببطء قائلاً بصوت مرتفع وكأنه يستحث الوقت على المرور سريعًا: "أتيت؟"
رد عليه همهمة خفيفة من جونغكوك، كانت كافية ليعلم أنه وصل بالفعل سرعان ما سمع صوت خلع الحذاء بجانب خزانة الأحذية، ثم حركة أخرى لخلع المعطف، الذي وضعه بعناية قرب معطف تايهيونغ، كأنهما جزء من نفس المكان
في غرفة المعيشة، حيث كان الهدوء يسكن المكان، رفع تايهيونغ عينيه من على شاشة التلفاز حين دخل جونغكوك وعيناهما التقتا في لحظة، وكأن الوقت توقف بينهما ليسأل تايهيونغ بصوت هادئ بينما يِسير بخطوات ثابتةً نحو جونغكوك : "هل استمتعت مع سام؟"
في حركة غريزية اقترب كلاهما من الآخر دون تفكير، كما لو أنهما كانا ينجذبان بشكل لا إرادي كانت المسافة بينهما تتقلص بسرعة، وتضج الغرفة بنبضات قلبيهما
رفع تايهيونغ يده برقة لتمسح على عضلات جونغكوك الصلبة، ثم تحركت يده بهدوء لتصل إلى عنقه، حيث كانت أنامله تداعب تلك البقعة الحساسة برقةٍ، بينما كانت عيناه هائمتين في عمق عيني جونغكوك ، اختلطت مشاعر الشوق والعاطفة في هذه اللحظة
أحاط جونغكوك خصر تايهيونغ بين يديه برفق، كما لو أنه كان يحاول أن يحجزه في عالمه الخاص، حيث لا يوجد شيء سوى هذا القرب انتشرت رائحة عطره الرجولي الممزوج بالنبيذ والتدخين في الهواء، مما جعل تايهيونغ يشعر بحالة من الخدر الشديد، وكأن جسده قد غرق في هذا العالم الدافئ
"نعم، كيف كانت زيارة جيمين؟" سأل جونغكوك برفق وهو يتلمس خصر تايهيونغ بحركات ناعمة ثم اقترب ليضع جبينه فوق جبين تايهيونغ، حتى تلامست مقدمة أنفيهما كانت اللحظة مليئة بالشغف الصامت بينهما، وكان الصمت أكثر حديثًا من أي كلمات قد تقال
"جيدة..." ردَّ تايهيونغ لكن فضوله دفعه لأن يسأل: "لكن لم تُخبرني، هل حليت الأمور بشأن ذلك الرجل؟"
"نعم، لا داعي للقلق" ، قال جونغكوك بهدوء، لكن نظراته كانت تخبره أن هناك شيئًا آخر في ذهنه تابع :" لكن الآن يجب أن نركز على شيء أهم" ، ثم جذب تايهيونغ نحوه بشكل مفاجئ، وكأن قلبه يريد أن يلتصق به أكثر
في لحظة، وضع جونغكوك قدمه بين فخذي تايهيونغ ليثبته في مكانه، بينما كانت القبلة التي تلت ذلك عميقة وقوية، تزداد حرارة مع كل ثانية أناملَ تايهيونغ التي كانت على عنق جونغكوك تدلكه برقة، بينما كان جسده يرتخي تحت تأثير القبلة كانت كل حركة وكأنها تعبير عن العاطفة التي لا تستطيع الكلمات أن تفسرها
ارتخى جسد تايهيونغ بشكل كامل في أحضان جونغكوك، كما لو أن كل شيء في الكون قد تلاشى، ولم يعد هنالك إلا هذه اللحظة، قبلة تكاد تكون أبدية كان جونغكوك يقرّبه إليه أكثر، وجسده لا يقدر على الابتعاد، كما لو أن المسافة بينهما ستظل منعدمة إلى الأبد
كانت القبلة تعبيرًا عن مشاعر عميقة لا يمكن للكلمات أن تترجمها، بينما أغلقت عيون تايهيونغ تمامًا، كأن قلبه توقف عن الخفقان، ليعود ينبض بالحياة مجددًا فقط حينما كان بالقرب من جونغكوك، وحينها فقط عادت الحياة بكل تفاصيلها لتغمره من جديد
بعد القبلة، ظل الصمت يخيّم بينهما لثوانٍ، وكأن الوقت توقف لحظة، فقط الأنين الهادئ لقلبيهما هو ما يسمع نظرا لبعضهما بعينيهما التي تعكس مشاعر لا تُقال بالكلمات كان تايهيونغ يشعر بشيء لم يعرفه من قبل، شعور بالاطمئنان والأمان، وكأن العالم بأسره قد اختفى من حوله ولم يبقَ سوى هذا اللحظة، هذه الرابطة بينه وبين جونغكوك
جونغكوك، الذي كان يقف بالقرب منه، مسح بلطف على شعره وأخذ نفسًا عميقًا نظر إلى تايهيونغ بابتسامة خفيفة، تلك الابتسامة التي كانت تحتوي على الكثير من المعاني، وقال بصوت منخفض لكنه مليء بالمشاعر: "أنت كل شيء بالنسبة لي"
رد تايهيونغ بصوت خافت، لكنه كان مليئًا بالصدق: "وأنت أيضًا" ، لم يستطع أن يضيف أكثر من ذلك، لأن الكلمات كانت أقل من أن تعبّر عن ما يشعر به، لكن في تلك اللحظة، لم يكن بحاجة إليها. كل شيء كان واضحًا بينهما، وكل شيء كان مثاليًا كما يجب أن يكون
بعد أن انفصلت شفاههما عن بعضهما، كان الصمت يخيم في الجو، حيث ظل تايهيونغ يمسح برقة على عنق جونغكوك، يراقب علامات القبلة التي تركت أثرها عليه لم يستطع تايهيونغ إخفاء ابتسامة صغيرة كانت تعبر عن فخره، فهو كان يلاحظ الانتفاخ الطفيف في شفاه جونغكوك، التي أصبح لونها أحمر متوهجًا جراء قبلةٍ
سأله بصوت هادئ، بينما كان يراقب كل التفاصيل الصغيرة على وجهه: "هل تناولت العشاء؟"
هز جونغكوك رأسه قليلاً وهو يبتسم ابتسامة خفيفة تكشف عن توتر بسيط لكن ملامحه كانت مليئة بالراحة والسكينة :" لا، لم أتناول شيئًا بعد"
أومأ تايهيونغ برأسه وهو يقفز في ذهنه لحظة التفكير في شيء يجلب السعادة لجونغكوك :" إذن، لنذهب إلى المطبخ سأعد لك شيئًا"
بدأا سويا في التوجه نحو المطبخ، حيث أضاءت الأضواء الخافتة المساحة حولهم، ليجد جونغكوك نفسه يراقب كل حركة صغيرة من تايهيونغ، وهو يمضي في إعداد الطعام بعناية جلَس على الطاولة، واضعًا يديه على حوافها، مستندًا عليها بينما كان ينظر إليه، يراقب كل حركة رقيقة وصادقة
بينما كان تايهيونغ يعمل بنشاط ويعد الطعام، شعر جونغكوك بقلبه ينبض أكثر مع كل لمسة، وكل خطوة يخطوها تايهيونغ في المطبخ كان الأمر بسيطًا ولكنه في غاية الأهمية، وكانت كل التفاصيل الصغيرة كأنها جزء من لوحات فنية في عينين جونغكوك، بينما كان يراقب بعينيه المضيئة تلك الحركات الخفيفة والهادئة
لم يكن حديث بينهما، فقط كانا يعيشان في تلك اللحظة، حيث كانت حركة الأيدي وهي تقطع المكونات تتناغم مع صوت أنفاسهما الخفيفة، ولكن كل حركة كانت تعني شيئًا أكبر من الكلمات
وفيما كان جونغكوك يراقب تايهيونغ بتلك النظرة العميقة، قال بصوت منخفض، وكأن الكلمات التي يهمس بها أكثر من مجرد حديث: "أنت دائمًا تعتني بكل شيء"
ابتسم تايهيونغ وهو يرفع عينيه إليه، وقال بهدوء مع لمسة من الحنين: "أفعل ذلك لأنني أريدك أن تشعر بأنك في المنزل هنا حيث تنتمي"
استمروا في إعداد الطعام معًا، حيث لم تكن اللحظات مجرد وقتٍ يمضي، بل كانت تجسيدًا لعلاقة تنمو بينهما، مليئة بالاهتمام، و الحُب ، والشغف الذي يتناثر بينهما في كل لحظة
في مكان هادئ، كان جيمين جالسًا مع آرثر في غرفة معتمة، حيث كان الصوت الوحيد الذي يملأ المكان هو صوت ساعات الحائط الثقيلة كان جيمين يحدق في الطاولة أمامه يتلاشى في أفكاره بينما يتذكر الخاتم الذي وقع في منزل تايهيونغ كان يعلم أنه رآه من قبل، لكنه لا يستطيع أن يتذكر أين أو متى
أخذ نفسًا عميقًا وحاول التركيز على تفاصيل تلك اللحظة لكن ذاكرته كانت مشوشة على الرغم من أن الخاتم بدا مألوفًا إلا أن أفكاره كانت مشتتة بسبب الأحداث أخرى نظر إلى آرثر بجانبه الذي كان يحدق فيه بحذر ولم يستطع منع نفسه من التفكير في كيف سيبدو الوضع إذا كشف له ما كان يدور في ذهنه
"هل هناك شيء؟" سأل آرثر بصوته البارد ملامحه خالية من التعبير لكنه كان يراقب جيمين عن كثب
جيمين لم يرد على الفور كان يفكر في الخاتم في ملامحه التي كانت تذكره بشيء ما بشخص ما... لكنه لم يكن متأكدًا بعد
"لا شيء، مجرد شيء تافه... مجرد فكرة عابرة" . قال جيمين أخيرًا وهو يبتسم ابتسامة صغيرة محاولًا إخفاء القلق الذي كان يراوده
لكن في داخله كان يعرف أن تلك الفكرة العابرة لن تتركه بسهولة كان يعلم أنه سيتعين عليه اكتشاف السر وراء ذلك الخاتم، ولكن الآن لم يكن الوقت مناسبًا للحديث عن ذلك مع آرثر
ظل صامتًا، يحاول إخفاء ارتباكه لكنه في نفس الوقت كان يشعر بأن هذا اللغز قد يتسبب في الكثير من المتاعب إذا تم كشفه
..
🫨🫨🫨🫨 تايكوك؟!؟
كيف البارت؟
توقعاتكم للأحداث الجاية؟
See you soon 🤎
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro