Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

14

نجوي بالقراءة لا تنسون الكومنت بين الفقرات و الڤوت 🤎
لا تبخلون بالكومنت 😾




أمسك تايهيونغ بيد جونغكوك وجذبه برفق إلى الداخل أغلق الباب سريعًا وكأنه يحاول أن يحميه من البرد الذي خلفه وراءه نظر إليه بعينين عاتبتين لكن في داخله كان يخفي قلقًا عميقًا

"جونغكوك ! لا أصدق أنك خرجت هكذا الجو بالخارج بارداً جداً ! كيف فعلت هذا بنفسك؟"

لم ينتظر ردًا توجه مباشرة إلى إحدى الخزائن وسحب بطانية ثقيلة من القماش الدافئ عاد بخطوات هادئة ولفها حول كتفي جونغكوك بحركة وديعة وكأنه يحاول أن يحميه من البرد الذي تغلغل في جسده متوجهين نحو غرفة المعيشة

"هل ترغب في مشروب ساخن؟" سأل تايهيونغ وهو لا زال يقف عند عتبة غرفة المعيشة يركز نظره على جونغكوك محاولًا التقاط أي علامة على أن الأخير بدأ يشعر بتحسن

لكن جونغكوك بصوت خافت رد قائلاً: "أنا بخير ... لا حاجة لذلك"

جلس تايهيونغ على أقرب أريكة عينيه لم تبتعدا عن جونغكوك للحظة بينما تساءل بصوت هادئ لكنه يحمل قلقًا لا يمكن إنكاره و لا زال يتفحص هيئة جونغكوك : "ماذا حدث؟ كيف وصلت إلى هنا؟"

جونغكوك الذي كان ينظر إلى الأرض وكأنه يخشى مواجهة عينَي تايهيونغ أجاب بعد لحظة من التردد:
"تشاجرت مع أرثر ... خرجت من المنزل دون وعي شعرت كأنني لا أستطيع البقاء هناك وجدت نفسي هنا فقط قدماي قادتاني إلى منزلك"

أمضى تايهيونغ لحظة صمت طويلة قبل أن يسأل بعناية:
"هل كانت المشكلة كبيرة؟"

تنهّد جونغكوك وهو يمرر يده على وجهه المتعب وقال:
" لا أعلم... شعرت بالغضب يغطي عينيّ فجأة كأنني فقدت السيطرة على كل شيء"

ظل تايهيونغ صامتًا للحظة ثم سأله بصوت قلق لا يمكن إخفاؤه:
"هل كل شيء بخير الآن؟"

هز جونغكوك رأسه نفيًا ببطء وكأنما يجر معه حملًا ثقيلًا وقال بصوت خافت: "لا أعتقد ذلك ربما قلت بعض الكلمات القاسية دون أن أدرك"

بابتسامة خفيفة قال تايهيونغ بصوت مطمئن:
"لا تقلق كل شيء سيكون على ما يرام اهدأ أولًا ثم ناقش الأمر معه لاحقاً بهدوء"

لكن جونغكوك لم يستطع أن يهدأ بل رفع رأسه ووجه نظرته المباشرة نحو تايهيونغ كانت عيناه تحملان مزيجًا من الحيرة والجدية وصوته رغم هدوئه حمل ثقلًا كبيرًا حين قال:
"لماذا تايهيونغ؟ لماذا اخترت أن تنهي ما بيننا فجأة؟ لماذا لم تشرح لي السبب حتى ؟"

تايهيونغ تجمد في مكانه الكلمات علقت في حلقه كان يعلم أن هذا الحديث سيأتي لكنه لم يكن مستعدًا له حاول التهرب بنظره لكنه لم يستطع تجاهل جدية جونغكوك

بدأ بصوت خافت ومتردد وكأن كلماته كانت تقاتل للخروج اخيراً تحدث قائلاً : "الأمر ليس كما تظن لم أكن أريد أن أؤذيك جونغكوك ظننت أنني أحميك...منّي فقط"

تايهيونغ يدرك تمامًا أن اكتشاف أرثر لقضاء جونغكوك ساعات طويلة معه سيشعل مشكلة أرثر لن يرى الأمر كعلاقة عادية بين مستمع ومتحدث، بل سيعتقد أن هناك ما هو أعمق من ذلك وإذا وصل الأمر إلى والد جونغكوك فإن الأمور ستصبح أكثر تعقيدًا بكثير

رفع جونغكوك حاجبيه في تعجب وعينيه تضيّقان بينما يحاول استيعاب ما قاله تايهيونغ:
"تحميني؟ من ماذا؟ أنت لا تفهم ... قربك مني لم يكن يومًا خطرًا بل كان في الحقيقة أفضل شيء حدث لي"

كلماته جعلت قلب تايهيونغ يخفق بشدة لكنه لم يتحدث ظل يستمع اليه بهدوء استمر جونغكوك بصوت مليء بالإصرار الذي لم يستطع إخفاءه:
"لا يهمني إذا كنت ترى نفسك عبئًا أو خطرًا لأنك لست كذلك ما يهمني هو أن تبقى هنا بجانبي إذا كان ذلك يعني الحفاظ على سرية تواصلنا بعيدًا عن الأنظار فلا مشكلة لدي ولكن لا تتركني لا أستطيع تحمل البقاء في حالة من الضياع دون أن أفهم سبب تصرفك المفاجئ"

شعر تايهيونغ بدهشة غامرة وهو يستمع إلى كلام جونغكوك فالكلمات التي خرجت من فمه كانت بعيدة عن توقعاته لكنها تركت أثرًا عميقًا في نفسه

فتح فمه ليتحدث، لكن جونغكوك قاطعه بحزم، ثم انتقل ليجلس بجانبه على الأريكة، حتى ضاقت المسافة بينهما

"لن أسمح لأي شيء أو شخص بأن يقف بيننا مهما كان وحتى لو كان ذلك الشخص هو أنت تايهيونغ"

توقف تايهيونغ للحظة صامتًا محاولًا استيعاب كلمات جونغكوك ثم دون أن يلتفت نظر مباشرة إلى عينيه و همس بصوت مليء بالندم: "أنا آسف لم أكن أعي أن محاولاتي لحمايتك كانت تؤذيك أكثر"

هز جونغكوك رأسه قائلاً بصوت هادئ: "لا تحتاج للاعتذار لا تفعل ذلك مجددًا ماذا جرى؟ ما الذي دفعك لهذا؟"

"ألم تتحسن علاقتك مع أرثر؟" سأل تايهيونغ وصوته محمّل بحزن عميق نظر بعينيه نحو عنق جونغكوك حيث كانت هناك علامة خفيفة من الاحمرار أثرٌ طفيف من أرثر كانت نظراته مشوبة بالحزن إذ أدرك أنها مجرد علامة من تلك العلاقة المعقدة

قبل أن يواصل حديثه اعتدل في جلسته ووضع قدميه متربعتين وأيديه مشبوكة على صدره عينه تتجول في أرجاء الغرفة كأنما يهرب من النظر المباشر إلى عيون جونغكوك وهو يحاول أن يبتلع الكلمات الثقيلة التي كان ينوي قولها

بعد لحظة من التردد تحدث بصوت ثقيل : "سمعت حديث أرثر عن ليلتكما شعرت لربما أن علاقتكما قد تحسنت بعد ذلك اليوم راودني شعور بداخلي وكأنني أسرقك من زوجك عندما تقضي وقتك معي بالساعات والأيام أعتقدتُ أنه من الأفضل أن أبتعد وأحظر رقم هاتفك حتى تبقى علاقتك مع زوجك مستقرة"

كانت الكلمات تخرج منه كمن يخفف عبئًا ثقيلًا لكنه كان يعلم أنه يكذب فتايهيونغ لم يكن فقط يفكر في استقرار علاقة جونغكوك مع أرثر بل كان يشعر بشيء آخر لم يجرؤ على البوح به: الغيرة ، كان يشعر بالغيرة الشديدة

استمع جونغكوك إلى كلمات تايهيونغ وعيناه لا تفارقان وجهه يحاول فك شفرة التعابير الحزينة التي تظهر عليه كان هناك ثقل في كلماته كما لو أن تايهيونغ كان يختبئ وراء شيء أكبر من الظاهر لم يكن جونغكوك قادرًا على فهم ما يشعر به في تلك اللحظة

تحدث جونغكوك بنبرة خالية من أي مشاعر صوتٌ يحمل سخرية على ذاته: "تلك الليلة ... لا أعلم كيف استسلمت بهذه السهولة بدأت تراودني أفكار ماذا لو كنت أعاني من برود؟ هل يجب علي اكتشاف ذلك بنفسي؟ ربما المشكلة فيَّ أو ربما في العلاقة نفسها لم أعد كما كنت سابقًا شعرت وكأنني أقسو على نفسي أخدع نفسي بشعور النشوة الذي يتسلل إلى جسدي لكن لا شيء جسدي كما هو لا يتغير"

سأل تايهيونغ بصوت منخفض وثقل على لسانه: "ألم تشعر بشيء مطلقًا؟"

أجاب جونغكوك وهو يرفع رأسه للخلف وكأنما يود الهروب من أفكاره المزعجة: "مطلقًا رغم ما فعله لم أشعر بشيء لا شيء على الإطلاق"

"هل هذه أول مرة يحدث لك ذلك؟" سأل تايهيونغ بلطف وهو يحرك يده دون وعي ليبدأ في تدليك عنق جونغكوك بلطف محاولًا تهدئته

"أجل، لأول مرة" ، رد جونغكوك بصوت منخفض مستمرًا في الاسترخاء بلمسات تايهيونغ التي كانت تنقله إلى حالة من الهدوء النسبي رغم أن قلبه كان مليئًا بالتشويش

"ربما السبب هو أرثر ... طبيعة العلاقة بينكما ليست مستقرة جونغكوك " ، تحدث تايهيونغ بواقعية محاولًا تخفيف التشتت الذي بدا على جونغكوك كان يحاول أن ينير الطريق أمامه بطريقة هادئة

تحدث جونغكوك وهو يحرك عيناه تجاه تايهيونغ قائلاً : "أنا لا أشعر بشيء تايهيونغ رغم كل ما جرى لم أشعر بأي شيء جسدي، عقلي، مشاعري كل شيء بدا وكأنني خالٍ من أي رد فعل"

"هل تعني أنك لا تشعر بأي شيء عندما تكون مع أرثر؟" سأل تايهيونغ محاولًا فهم الحالة التي يمر بها جونغكوك

أومأ جونغكوك برأسه ببطء وعيناه تبتعدان عن تايهيونغ بينما تابع: "في البداية كنت أعتقد أنني بحاجة لبعض الوقت لأتعود على الوضع لكن بعد مرور عام شعرت أن هذا البرود يزداد يومًا بعد يوم تلك الليلة لم تغير شيئًا فقط كِانت بداية شكاً في نفسي ربما أنا فقط لا أستطيع العودة لما كنت عليه. ربما أكون أنا السبب"

قال تايهيونغ بنبرة هادئة محاولًا إخفاء الارتباك الذي يعتصره:
"لماذا لا تجرب شخصًا آخر؟"

استجاب جونغكوك غير مدرك لجديّة الموقف ضاحكًا:
"ما هذا الهراء؟" وأطلق قهقهة معتقدًا أن تايهيونغ يمزح

لكن تايهيونغ بقي ثابتًا وأجاب بجدية مطلقة:
"جونغكوك أنا أتحدث بجدية لماذا لا تجرب شخصًا آخر لترى؟ التجربة هي التي ستحكم"

صمت جونغكوك للحظة وملامح وجهه بدأت تأخذ منحى أكثر جدية وهو يرد:
"لا زلت أشعر أنني لست مستعدًا لخوض علاقة جديدة"

ابتسم تايهيونغ بابتسامة غير مرئية ثم قال بلطف:
"ربما أنت لا تميل إلى الفتيان"

أثار هذا السؤال في ذهن جونغكوك تساؤلاته الخاصة فقال معقبًا:
"وعقد زواجي؟"

أجاب تايهيونغ بحذر وكأن كل كلمة يخرج بها تحمل عبئًا ثقيلًا:
"ربما قمت بتوقيعه فقط لأجل الشراكة"

حدق جونغكوك في عينيه للحظة ثم قال بلهجة هادئة محاولًا إخفاء تعبيرات وجهه:
"لا تقلق ميولي هي للفتيان الليلة أرغب في النوم بين أحضانك تايهيونغاه"

مد يده بحذر وأمسك بكف تايهيونغ محاولة منه لتخفيف توتر اللحظة

صدم تايهيونغ قليلاً وعيناه اتسعتا بدهشة قبل أن يجيب بصوت خافت مشيرًا إلى نفسه بأنامله النحيلةِ :
"أحضاني؟"

اقترب جونغكوك منه بهدوء حتى أصبح التنفس بينهما مشتركًا في تلك اللحظة كانت المسافة بينهما تكاد تكون معدومة ولم يكن هناك سوى همسات الهواء التي تتخلل الجفون المغمضة رفع جونغكوك يده برفق وطبطب على وجنتي تايهيونغ بحنان وكأن كل لمسة كانت تحمل في طياتها مشاعر غير مرئية

ظلت عينا تايهيونغ تتنقل بين شفتي جونغكوك وعينيه بينما كان التوتر يزداد في قلبه نتيجة تلك الملامسة الخفيفة التي كانت تحمل في طياتها مشاعر معقدة كان قلبه ينبض بسرعة محاولًا فهم ما يعتمل في نفسه لكنه كان غارقًا في الحيرة من تلك المشاعر التي لا يعرف كيف يعبر عنها

في المقابل كانت عينا جونغكوك ثابتة تتأمل تفاصيل تايهيونغ عن كثب وكأنها تبحث عن إجابة أو تفسير لما يشعر به كان ينظر إليه بتركيز عميق ولكن شيئًا ما كان يمنعه من التقدم نحو ما يريد يتسائلان ما إذا كان هذا الشعور سيستمر أم أنه مجرد لحظة عابرة في الزما

أجاب بصوت منخفض ومليء بالانتصار :
"نعم هذه ضريبة ما فعلته سأنتظرك"

ثم استقام وبدأ يتحرك نحو الغرفة دون أن ينظر إلى الوراء تاركًا تايهيونغ في حالة من الفوضى العاطفية كانت أفكار تايهيونغ مشتتة قلبه في حالة من البعثرة وكأن كل شيء من حوله قد تغير في لحظة واحدة

ظل تايهيونغ يحاول استيعاب ما حدث بينهما ؛ القرب الذي جمعهما واختلاط أنفاسهما، ملامسة يدهما ، كل ذلك خلف في قلبه فوضى عاطفية لم يشعر سوى ببعثرة كبيرة في مشاعره كان كل شيء غير متوقع لكنه كان يحمل تأثيرًا عميقًا

في أعماقه كان يتمتم بتلك الكلمات التي تكررها ذهنه : "أتمنى ألا يخلع قميصه مثلما فعل في المرة السابقة " ، كان يأمل ألا يحدث ذلك مجددًا تلك اللحظة التي لم يكن قادراً على نسيانها

في الغرفة الأخرى جلس جونغكوك على طرف السرير ورفع هاتفه ليُجري اتصالًا بشقيقته عندما جاءه صوت يونقي من الطرف الآخر قال:
"مرحبًا يونقي"

أجاب يونقي بصوت متسائل:
"ماذا هناك جونغكوك؟"

"لا أريد العودة إلى المنزل الليلة إذا سأل أحد أخبريهم أنني ذهبت إلى الحانة"  ، قال جونغكوك بهدوء ثم سمع همهمة من يونقي قبل أن يسأله:
"أأنت معه؟"

"نعم" ، أجاب جونغكوك ببساطة

"حظًا موفقًا" رد يونقي بقهقهة ثم أغلق الهاتف تاركًا جونغكوك في حالة من التساؤل تمتم في نفسه: "حظًا موفقًا؟ ما الذي يقصده بذلك؟"

ظل يتمتم بتلك الكلمات في داخله قبل أن يخلع قميصه ليصبح مرتديًا بنطاله فقط الذي كان يظهر منه شعار البوكسر من علامة "كالفن كلاين" يلتف حول حزام خصره مما أضفى على مظهره هالة من الجاذبية و الإثارة استلقى على السرير حيث وجد راحته في هذه الوضعية بينما وضع يده خلف عنقه لتبرز عضلاته بشكل ملفت

ظل يتأمل الجدار أمامه بصمت أفكاره مشتتة وقلبه غارق في التساؤلات حول مشاعره تجاه تايهيونغ كلمات تايهيونغ لا تزال تدور في ذهنه : "لماذا لا تجرب شخصًا آخر؟ علاقة جديدة؟" تلك الأسئلة تركت أثرًا عميقًا في نفسه وكان يتساءل إن كان حقًا مستعدًا لمواجهة تلك العلاقة الجديدة أو كيف ستتطور الأمور بينهم

أطلق تايهيونغ تنهيدةً عميقة محاولًا جمع شتات نفسه ومتحديًا خجله ثم خطا خطوات متوازنة نحو غرفة الضيوف التي أصبحت مؤخرًا ملكًا لجونغكوك

عندما دخل الغرفة تجمد الدم في عروقه كان جونغكوك عاري الصدر ما تمناه لم يتحقق ولكن ما رآه أمامه كان أكثر مما يستطيع تحمله عضلاته البارزة المشدودةِ بشكل فاتن تضفي على جسده هالة من القوة والوسامة

ظل تايهيونغ واقفًا عند الباب أخذت عينا تايهيونغ تتنقلان بين تفاصيل جسد جونغكوك لا سيما الوشم الذي انتشر من على كتفيه وصولًا إلى انامله ظل واقفًا عند الباب يتأمل بصمت وكأن الزمن توقف من حوله ليقع نظره أخيرًا على شعار "كالفن كلاين" الذي كان يحيط بحزام خصر جونغكوك ليشعر بشيء أشبه بالجنون

لاحظ تايهيونغ آثار تلك الليلة على صدر جونغكوك مما جعله يستفيق فجأة من شروده ويخجل همس بحرج: " أتحتاج شيئًا؟ "

"لا فقط حضنك" ،  أجاب جونغكوك وهو يعتدل في جلسته ثم ألقى بهاتفه بالقرب من أقرب منضدة وعاد للاستلقاء

تقدم تايهيونغ بهدوء نحو السرير وجلس بالقرب من جونغكوك وهو يخلع أحذيته المنزلية كان صوت حديث جونغكوك يتخلل الصمت قائلاً:
"لا أعتقد أنني سأذهب للعمل غدًا"

"لماذا؟" ، سأل تايهيونغ بلطف وهو يضع البطانية فوق جسده لا يصدق أنهما يتشاركان نفس البطانية في تلك اللحظة

"لدي موعد مع شخص ولا أعتقد أنني سأكون قادرًا على الذهاب" ، أجاب جونغكوك وهو يريح رأسه على الوسادة

"لا بأس، في أي وقت سيكون الموعد؟" سأل تايهيونغ برفق وهو يميل إلى الوراء على السرير مستمتعًا بالقرب من جونغكوك

"العاشرة" أجاب جونغكوك وهو يضبط وضعه مستلقيًا على جانبه المقابل لتايهيونغ ويداه أسفل رأسه كأنما يبحث عن الراحة

"جيد سأوقظك قبل ذهابي للعمل" ، قال تايهيونغ بينما كان جونغكوك يرفع يده ليلعب بخصلات شعره بلطف مما جعل نبضات قلب تايهيونغ تتسارع

"ألن تذهب في الساعة الثامنة؟" ، سأل جونغكوك مستمتعًا بملاعبة شعره

"سأنام في وقت متأخر سأستيقظ عند الساعة الثامنة وأخبر جيمين أنني سأتأخر ساعة"، رد تايهيونغ وهو ينظر إلى السقف محاولًا تهدئة قلبه الذي كان يدق بسرعة بسبب قربه من جونغكوك

أطلق جونغكوك همهمة خفيفة ثم أغلق الأنوار لتغمر الغرفة الظلمة عدا بعض الخيوط الخفيفة من الضوء التي تسربت من نافذة بعيدة تاركة الجو يكتنفه الهدوء والسكينة

عندما بدأ تايهيونغ في احتضان جونغكوك على السرير كان كل شيء يبدو هادئًا كما لو أن الزمن توقف بحركة رقيقة أحاط تايهيونغ جسد جونغكوك بذراعه حيث وضع يده برفق أسفل عنقه المسترخى مستمتعًا بشعور الراحة الذي يغمره كانت يده الأخرى تتنقل بلطف على بشرة جونغكوك الناصعة وكأنها تطمئن قلبه المرهف تجعله يشعر بالسكينة والاطمئنان كل لمسة كانت بمثابة تهدئة لجوارح جونغكوك وكأن العالم بأسره قد توقف عن الحركة ليتركهما في هذه اللحظة الخاصة

تمتم جونغكوك بكلمات ثقيلة تكاد تُسمع بصعوبة "تايهيونغي أنا ممتن لك"، وصوته مليء بالنعاس الذي كان يزحف عليه برفق

دفن وجهه أسفل عنق تايهيونغ، مستندًا على كتفه كما لو كان يبحث عن الأمان في هذا العناق الدافئ مما جعل تايهيونغ يشعر بحاجة جونغكوك إليه ويشده إليه أكثر كانت يده التي أسفل عنق جونغكوك تلامس خصلات شعره الخلفية بخفة كأنما يحاول أن يربط بين جسديهما بطريقة غير مرئية

ظل تايهيونغ يراقب بدقة تنفس جونغكوك الذي استقر بين ذراعيه يغمض عينيه ويشعر بثقل أفكاره تتنقل داخل رأسه كان يده التي كانت أسفل عنق جونغكوك ترتاح عليه بينما كانت الأخرى تمسح بخفة على بشرة جسده الدافئة ويشعر كل شعور في قلبه يتداخل ويختلط بين الشك والحيرة

كان تايهيونغ في لحظة من الخوف الداخلي؛ هل هذا هو مجرد شعور صداقة؟ أم أن تلك المشاعر التي تتصاعد بداخله هي أكثر من ذلك؟ لم يكن يعرف كيف يحددها إذ أن التوتر الذي يعتصر قلبه لا يمكن تفسيره بكلمات كانت يده لا تفارق خصلات شعر جونغكوك وكأنها ترغب في البقاء قريبة منه أطول فترة ممكنة ولكن كان هناك شيء في تلك اللحظة غير قابل للتفسير شيء يخبره أن تلك المشاعر تخطت حدود الصداقة، لكنها أيضًا لا ترتقي إلى الحب المعلن

عقله كان يرفض التفكير في هذه التفاصيل لكنه لم يستطع إيقاف نفسه فبينما كان يحاول أن يهدئ قلبه شعر بقدرة المشاعر على التسلل إلى أعماقه أكثر لحظة استرخاء كاملة سادت بينهما وحينما وضع تايهيونغ إحدى ساقيه أسفل الغطاء فوق ساقي جونغكوك شعر بجسد الأخير وهو يتجاوب مع لمسته فزاد قلبه تسارعًا دون أن يستطيع التحكم فيه

بعد فترة من التفكير الطويل قرر أن يغلق عينيه يظن أنه ربما يجد بعض الراحة في النوم بعيدًا عن الأسئلة المحيرة التي تحاصر عقله لكن مع مرور الوقت كان يزداد اقتناعًا بأن هذه اللحظات كانت أكثر من مجرد قضاء وقت مع صديق وأنه لا يستطيع الاستمرار في تجاهل الشعور الذي بدأ يغزو كيانه

ومع ذلك ظل في داخله مكانًا للشك فهو لا يعلم إن كانت هذه المشاعر مجرد رغبة في القرب أم أن ما يشعر به يتجاوز كل تلك الحدود ولكن في تلك اللحظة ما كان يهمه أكثر هو أن يظل قريبًا من جونغكوك حتى لو لم يكن قادرًا على فهم كل شيء بعد

بينما كانت تشوهي منهمكة في حياكة الأقمشة بالكاد رفعت عينيها عن العمل عندما سألها آرثر بصوت منخفض بدا يحمل نفحة من القلق: "هل أتى جونغكوك إلى هنا يا خالتي؟"

أجابت دون أن تنظر إليه مباشرة نافية برأسها بينما استمرت أصابعها تحيك النسيج برشاقة : "تأكد من يونقي وجيمين أو ربما خرج مع أصدقائه"

لم يكن آرثر في مزاج لإطالة الحديث أومأ بخفة وكأن الإجابة لم تقنعه ثم استدار متوجهاً نحو الطابق العلوي حيث شقة يونقي وجيمين وقف أمام الباب طرقه عدة مرات

من الداخل جاء صوت يونقي متذمرًا بنبرة ساخرة تحمل غضبًا مصطنعًا:
"يبدو أن الباب يُطرق فقط حينما نكون في بداية المهمة أليس كذلك؟"

قهقه جيمين بخفة ناظرًا إليه بضحكة عابثة وهو يشير بيده نحو الباب:
"اذهب وافتح الباب بدلًا من أن تستمر في التذمر"

تمدد يونقي قليلًا قبل أن ينهض من فوق السرير مرتديًا حذاءه المنزلي بخطوات كسولة وبينما كان يغلق أزرار قميصه في طريقه إلى الباب تمتم بسخرية: "ومن سيكون غير الزوجين المحظوظين؟"

فتح الباب ليجد آرثر واقفًا أمامه ملامحه جامدة تحمل تساؤلات كثيرة رفع يونقي حاجبيه مبتسمًا بخفة وقال : "أوه آرثر"

لم يبادله آرثر التحية بل دخل في الموضوع مباشرة نبرته تنم عن شك دفين:
"هل تعرف أين ذهب جونغكوك؟"

كان الشك واضحًا في نبرة صوته فقد كان يعرف أن جونغكوك في مكان ما لكنه أراد أن يتأكد إن كان الأخير يكذب عليه أم لا

أجاب يونقي وهو يضحك بخفة محاولًا أن يكون غير مكترث: "ذهب إلى الحانة نسيت أن أخبرك"

"الحانة؟ حسنًا" ، رد آرثر بكلمات قصيرة ثم استدار ليغادر غير مرتاح لهذه الإجابة

بينما كان في طريقه إلى شقته وصلته رسالة من ماثيو:
"سيدي لا أستطيع البقاء هنا أكثر جونغكوك لم يخرج... الستائر مغلقة والأضواء مطفأة سأعود في الصباح الباكر"

قراءة الرسالة جعلت آرثر يضحك بسخرية وهو يركل الهواء بقدمه في غضب مكبوت تمتم لنفسه: "حانة؟ في أي منزل توجد هذه الحانة؟"

كان الشك يراوده بشكل متسارع وكان قلبه يملؤه القلق لم يعد مقتنعًا بكل ما قاله يونقي كان يشعر بشيء غير مريح وكأن شيئًا ما يخفيه الجميع ما الذي يحاول جونغكوك إخفاءه عن الجميع؟

دخل شقته وأغلق الباب خلفه ببطء وكأن لا شيء يريد أن يصدر عنه ضوضاء جلس على الأريكة في غرفة المعيشة يحدق في الفراغ لبضع لحظات تفكيره مشتت بين الكلمات التي قالها يونقي والرسالة التي تلقاها من ماثيو كانت الحقيقة بعيدة المنال، لكنه كان على يقين من أن هناك شيء غير مألوف في سلوك جونغكوك

"هل هو في الحانة فعلاً؟" تمتم آرثر لنفسه وهو يمرر يده في شعره بحركة عصبية

أخرج هاتفه من جيبه وفتح رسالة ماثيو مرة أخرى مُتأملاً إياها بحذر عندما قرأ كلمات "الستائر مغلقة، الأضواء مغلقة"، شعر بأن هناك شيئًا غير طبيعي في تلك الجملة الستائر مغلقة؟ الأضواء مطفأة؟ اي حانةً تفعلُ هذا .. لما قد تكون الحانة منزلاً ؟

آرثر أغمض عينيه لفترة قصيرة محاولًا تهدئة أفكاره المتضاربة الرسالة التي تلقاها كانت مشوشة استدار على الأريكة وألقى الهاتف على الطاولة بجانبه " لا، لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا" تمتم لنفسه قرر أنه بحاجة إلى الراحة مر وقت طويل منذ أن ترك نفسه ينام بلا تفكير

تمدد على الأريكة متكئًا بذراع واحدة على رأسه فكر في جونغكوك مرة أخرى وأين قد يكون الآن لكن التفكير جعل عقله مشوشًا أكثر أغلق عينيه وأخيرًا شعر بالتعب يغلبه

في لحظات قليلة تسلل النوم إليه تاركًا وراءه جميع الأسئلة دون إجابة

في صباح اليوم التالي

رن منبه تايهيونغ عند الساعة الثامنة ليحثه على الاستيقاظ كانت الغرفة لا تزال مظلمة بعض الشيء وفقط خيوط ضوء الصباح تتسلل من بين الستائر تُضيء الهدوء الذي يعم المكان

بجانبه كان جونغكوك نائمًا على السرير عاري الصدر وقد بدا في وضعية مريحة للغاية كانت ملامح وجهه هادئة وعيناه مغمضتان بإحكام وكأن النوم يعانقه بكل راحة شعر تايهيونغ بشيء من الاستلطاف لرؤيته بهذه الوضعيةِ و الأريحية الطاغيةِ تلك اللحظة التي جعلته يبتسم برقة وهو يلاحظ كيف كانت ذراعي جونغكوك متناثرتين على الوسادة بينما جسده مستلقٍ في تناغم تام مع السرير رفعَ يده برفق ليضعَ الغطاء بإحكام فوق صدر جونغكوك الذي كان موجهاً للهواء

جلس تايهيونغ على طرف السرير الأيمن محاولًا دفع النوم عنه بعينيه المتعبتين مرر يده على وجهه محاولة منه لإيقاظ نفسه بشكل كامل كان بالكاد يستطيع تمييز الأرقام على شاشة هاتفه وهو ينقر برفق على زر اتصال

"جيمين صباح الخير"، نطق تايهيونغ بصوت خافت وعميق الذي كانت نبرته تعبّر عن استيقاظه للتو سمع رد جيمين الذي كان دائمًا في نبرته الهادئة: "صباح الخير تايهيونغ"

"اتصلت بك لأخبرك أنني سأتأخر اليوم ساعة أي أنني سأصل في الساعة 10 حسنا ؟" ، تحدث تايهيونغ بسرعة وهو يحاول أن يكون مختصرًا

"هل هو ظرف طارئ؟" سأل جيمين بقلق خفيف وكأن نبرة تايهيونغ أثارت تساؤلاته

"نوعًا ما ، نعم ... لا بأس بذلك أليس كذلك؟" أجاب تايهيونغ بلهجة مطمئنة محاولًا أن يخفف من أي قلق قد يشعر به جيمين

"بالطبع لا بأس"، قال جيمين وهو يبدو مرتاحًا

"إذن سأغلق الآن وداعًا" ، قال تايهيونغ وهو ناوياً إغلاق المكالمة لكنه فجأة سمع همهمة مألوفة من خلفه صوت عميق تمتم خلفه

"تايهيونغي..." كان الصوت ضعيفًا ولكنه قريب

أسرع تايهيونغ في إنهاء المكالمة ليشعر بالارتباك يسيطر عليه في تلك اللحظة هل سمع جيمين الصوت؟ هل استطاع تمييزه على الرغم من خفته؟ تساؤلات كانت تدور في ذهنه بينما حاول أن يظل هادئًا

في تلك اللحظة تحدث جونغكوك دون أن يدرك تصرفه او يعي بنفسه حيث زحف بجسده بثقل نحو تايهيونغ ليحيط بخصره بيديه وكأنه يحاول جذبه إليه أكثر شعر تايهيونغ بنبضات قلبه تتسارع، فاستدار قليلاً نحو جونغكوك وقال له بلطف، مع لمحة من العتب: "لماذا، جونغكوك؟ هل أنت مرهق إلى هذا الحد؟"

اعتدل في جلسته وأصبح في وضعية مماثلة لما كان عليه قبل بدأ يطبطب على وجنتي جونغكوك بحنان بالغ بأطراف أصابعه مستمتعًا بمسح خصلات شعره للخلف برفق ليكشف عن ملامحه النائمة بشكل أكثر وضوحًا همهمات صغيرة كانت تتسلل من فم جونغكوك فابتسم تايهيونغ وأصبح يقترب منه أكثر محتضنًا إياه برفق ليشعره بالراحة والطمأنينة

بينما كان يطبطب على وجنتي جونغكوك برفق اقترب منه دون وعي فطُبعت شفاهه على كتف جونغكوك وتحديدًا على الندبة التي تزين بشرته الناصعة ربما كان ذلك أثرًا من الخدر الذي شعر به قبل النوم أو ربما كان مجرد استجابة عفوية من قلبه لم يكن يعلم

لكنه في تلك اللحظة شعر بشيء من الراحة العميقة والطمأنينة وهو يحتضن جونغكوك بهذا الشكل وكأنما كان يحاول أن يمنحه أمانًا لا ينتهي في تلك اللحظة الهادئة

أما جيمين الذي كان يضع الهاتف على أذنه كان لا يزال مشغولًا بتساؤلاته في لحظة سماعه الصوت الذي جاء من خلف تايهيونغ، كانت الشكوك تتسلل إلى ذهنه من كان ذلك الصوت؟ لم يخطر له أحد معين سؤالاً تراود فيه ذهنه لكن هل كان تايهيونغ في علاقة مع أحد؟

في تمام الساعة التاسعة والنصف استقام تايهيونغ بهدوء من على السرير بعدما ألقى نظرة خاطفة على جونغكوك الذي كان لا يزال نائمًا بجواره سار دون إحداث أي ضوضاء وهو يتجه نحو غرفة نومه التي تقع في الطابق العلوي كي يغتسل ويبدل ملابسه

ارتدى بنطالاً أبيض اللون مع قميص ثقيل باللون البني وأخذ وقته لترتيب خصلات شعره برفق فوق جبينه بعد أن انتهى من تغير ثيابهُ نزل نحو المطبخ ليعد الإفطار لكنه لم يكن يعرف بعد ما يمكنه تحضيره إذ أنه لا يعرف تمامًا ما هي وجبة الصباح المفضلة لدى جونغكوك

اسند تايهيونغ كفي يداه فوق رخام المطبخ وقام بثني شفتيه محاولًا تذكر ما كان قد صنعه جونغكوك في المرة السابقة بذل جهدًا كي يتذكر فاستعاد بعض التفاصيل البسيطة أخرج بعض الخضروات من الثلاجة غسلها ثم قطع الخيار والطماطم والأفوكادو وضع الخضروات جانبًا ثم بدأ في تحضير البيض ليصنع شطيرتين لهما

وضع قهوة أمريكانو لجونغكوك وهو يعلم تمامًا أن هذا هو مشروبه المفضل في الصباح بينما اكتفى هو بالعصير لنفسه رتب الطبقان فوق الطاولة ثم توجه نحو الغرفة في الأسفل ليتفقد ما إذا كان جونغكوك قد استيقظ أم لا

"صباح الخير هل استيقظت؟" قالها بنبرة هادئة مليئة باللطف حينما لاحظ أن جونغكوك مستيقظً لكنه لا يزال مستلقيًا على السرير وهاتفه في يده يتحدث مع شخص ما

لحظة أن لاحظ جونغكوك وجود تايهيونغ أغلق هاتفه مبتسمًا بهدوء وقال: "صباح الخير" . ثم رفع الغطاء عن نفسه محاولًا النهوض بكسل

"هيا الإفطار جاهز" ، قالها تايهيونغ وهو يغادر الغرفة بعد أن رأى إيماءة الموافقة من جونغكوك

استقام جونغكوك أخيرًا من السرير وقبل أن يدخل دورة المياه توجه نحو المطبخ حيث كان تايهيونغ يضع الطعام على الطاولة

شعر تايهيونغ بشيء غريب وهو يرى جونغكوك عاري الصدر أمامه إذ توقفت قطعة الطعام عن التحرك في فمه لحظة أن اكتشف أن جونغكوك يقف هكذا بلا قميص كان الارتباك واضحًا عليه لكنه حاول السيطرة على تعابير وجهه

قال جونغكوك وهو يقف عند عتبة المطبخ بنبرة لبقة:
"تايهيونغاه هل أستطيع استعارة بعض من ثيابك؟"

اجاب تايهيونغ مع ابتسامة محاولًا إخفاء شعوره المرتبك:
"بالطبع يمكنك! خزانتي في الأعلى، جهة اليمين يمكنك أخذ ما يناسبك لا بأس بذلك"

رد عليه جونغكوك بلطف: "شكرًا لك" ، ثم توجه نحو غرفة تايهيونغ في الطابق العلوي

داخل غرفة تايهيونغ شعر جونغكوك بجمالية المكان وجماله الكلاسيكي كانت الغرفة دافئة وجدرانها تحمل طابعًا من الذوق الرفيع فتح الخزانة الكبيرة التي كانت تحتوي على مجموعة واسعة من الملابس بألوان وأنماط متنوعة اختار ما يناسبه ثم توجه نحو دورة المياه في الطابق السفلي ليغتسل قبل أن يعود إلى المطبخ

أما تايهيونغ فقد بقي شارداً لفترة بعد أن غادر جونغكوك يحاول جمع أفكاره مشاعره كانت مختلطة وكان قلبه لا يزال ينبض بسرعة بعد اللحظة التي شاهد فيها جونغكوك عاري الصدر هذا الموقف جعل ذهنه مشوشًا رغم أنه حاول أن يكون طبيعيًا

لحظات بعد ذلك عاد جونغكوك إلى المطبخ وهو يرتدي ثياباً  بسيطة من خزانة تايهيونغ بدا عليه أنه لم يستغرق وقتًا طويلاً في اختيار ما يناسبه فقد كان مظهره مرتبًا وأنيقًا رغم بساطته

سحب الكرسي بهدوء وجلس أمام تايهيونغ وعيناه تتجهان إلى الأطباق التي أعدها وعينيه تلمعان بالامتنان ابتسم بلطف

"يبدو شهياً! أنا حقًا شاكراً لك على الإفطار" ، قال جونغكوك وهو يلتقط قضمة من الشطيرة تذوق الطعام ببطء وكأنه يستمتع بكل لحظة

"لم أكن أعرف ما تفضله حقًا فقمت بإعداد شطيرة مشابهة لما صنعتها سابقًا" ، أجاب تايهيونغ وقد شعرت كلماته بخجل طفيف عاقدًا يديه على الطاولة في حركة توحي ببعض التردد بينما كانت ابتسامته تتسع قليلاً وهو يحاول التظاهر بالهدوء

"كل ما تصنعه شهي وأنا متأكد من ذلك"  ، رد جونغكوك مبتسمًا بنبرة حانية صادقة وهو يحاول أن يطمئن تايهيونغ مما جعل الاخر  يشعر بشيء من الخجل

كانت تلك الكلمات بمثابة شهادة حقيقية على جهد تايهيونغ في إعداده للطعام لكن في داخل قلبه خالجته مشاعر مختلطة بين الخجل و الارتباك ازداد خجله مع نظرات جونغكوك التي حملت شيئًا من المودة و المحبة

لحظة من الصمت ثم تحدث تايهيونغ محاولًا تغيير الموضوع:
"جونغكوك ما سبب مشاجرتك مع آرثر؟" ، سأل بهدوء وهو يلاحظ التوتر الذي بدا عليه جونغكوك في الآونة الأخيرة

أخذ جونغكوك نفسًا عميقًا ثم رد بنبرة تعكس بعض الغضب المكبوت:
"أكره عندما أراه يشارك كل تفاصيل أيامنا مع جيمين لا أفهم لماذا يتصرف هكذا جيمين ليس له حق في معرفة كل شيء عن علاقتنا الأمر يزعجني حقًا"

صمت لحظة قبل أن يضيف وهو يعبس بوجهه : "لا أستطيع تحمل فِكرةَ أن ارثر يفتح حياتنا أمام شخص آخر لا علاقة له بنا كان من المفترض أن تكون هذه الأشياء بيننا فقط وليس مع أي شخص آخر أحيانًا أعتقد أن آرثر لا يقدر خصوصيتنا كما يجب"  ، كان الصوت في كلامه يحمل تلميحات من الاستياء العميق وكأن هذه المشاعر قد تراكمت لفترة طويلة وهو يواجه صعوبة في التعبير عنها بشكل كامل

نظر تايهيونغ إلى جونغكوك محاولًا فهم مشاعره وابتسم بلطف رغم أنه شعر بحزن عميق في قلبه كان يعرف تمامًا أن جونغكوك كان يعاني من ضغط داخلي بسبب هذه العلاقة المعقدة وكان يشعر به حتى في صمته

"هل لا زلت تفكر في قرار الطلاق؟" ، سأل تايهيونغ بينما كانت نظراته تتابع جونغكوك بتساؤل هادئ

أجاب جونغكوك بهدوء وقد ظهرت ملامح جديته: "الحقيقة نعم في الفترة الأخيرة قررت الشركتان فتح فرع مشترك بينهما لذلك الطلاق لن يكون له تأثير كبير لأننا على عقد مشترك بكلا الحالتين " ، ثم أضاف بصوت منخفض: "الليلة سيكون الاجتماع الأول لهذا"

تابع تايهيونغ بصوت مليء بالاهتمام: "هل ستنتقل للعمل في الفرع الجديد، أم ستبقى في الشركة الحالية؟"

أجاب جونغكوك بابتسامة صغيرة كونه غير عالما لما سيحدث الليلة : "لا أعلم حقًا كل شيء سيتضح الليلة"

ابتسم تايهيونغ بلطف وقال وهو يستقيم ليحمل أطباقه من على الطاولة لأجل غسلهما : "إذاً سأذهب الآن لا تتأخر على موعدك وأتمنى لك حظًا موفقًا استمتع بيومك"

"كيف ستذهب إلى موعدك؟ سيارتك ليست هنا" سأل تايهيونغ بقلق مكملاً حديثه و عيناه تعكسان اهتمامًا واضحًا بعد أن وضع الأطباق في آلة غسل الأواني اقترب من جونغكوك واضعًا يده خلف الكرسي والأخرى على الطاولة وهو ينظر إليه بتركيز واهتمام

أجاب جونغكوك بابتسامة هادئة محاولًا تهدئة قلقه: "لا داعي للقلق صديقي سام سيأتي لاصطحابي بعد ذلك سأذهب إلى منزلي كل شيء سيكون على ما يرام"

رغم أن كلمات جونغكوك كانت مطمئنة إلا أن نظراته حملت رغبة صادقة في طمأنة تايهيونغ حتى لا يشغل باله

همهم تايهيونغ برأسه بتفهم محاولًا إخفاء أي قلق ما زال يشعر به ، بدأ في تحريك خطواته نحو خزانة الأحذية ليغير حذاءه المنزلي إلى حذاء خارجي

"هل ستأتي الليلة؟" ،  سأل تايهيونغ وهو يلبس حذاءه ونظراته متجهة إلى الأرض بينما كانت يداه تشبكان الحذاء على قدميه

أجاب جونغكوك بصوت مُرتفع  : "إن تم تعييني في القسم الجديد كرئيس تنفيذي سأكون هنا و سنشربَ النبيذ سوياً للاحتفال" ، كانت كلمات جونغكوك مليئة بالأمل كأن النجاح بات قريبًا منه ورغم ذلك كانت نبراته هادئة تتسم بالرصانة والجدية

رد تايهيونغ بأمل صادق: "أتمنى أن تتعين أنت تستحق هذا بكل تأكيد " ، ثم أضاف وهو يتحرك صوب الباب: "سأذهب الآن، وداعًا"

قبل أن يغادر سمع صوت جونغكوك خلفه قائلاً بنبرة حانية: "اعتني بنفسك"

أومأ تايهيونغ برأسه وهو يخرج وهو يشعر بشيء من الدفء يغمر قلبه رغم أن الحديث قد جرى بسرعة إلا أن هناك شيئًا غير ملموس شعورًا غير مرئي بينهما جعلهما أقرب مما كانا عليه من قبل

بعد أن غادر تايهيونغ جلس جونغكوك في المطبخ لعدة دقائق يفكر في حديثه مع تايهيونغ كانت كلمات الأخير لا تزال تتردد في أذنه خاصة تلك التي حملت فيها نبرة الحنان والاهتمام وقد أثر فيه ذلك أكثر مما كان يتوقع

خرج تايهيونغ من المنزل مرتديًا نظارته الشمسية وسار بخطوات ثابتة نحو سيارته لم يلحظ وجود سيارة تقف خلفه وعندما فتح باب سيارته ليتوجه إلى عمله كان المشهد هادئًا

في تلك اللحظة أرسل ماثيو رسالة نصية تحتوي على صورة للجزء الخلفي لشخص يخرج من المنزل:

"- أرفق صورةً لظهر شخص- الشخص الذي خرج من المنزل، لا أعلم إن كان هناك آخرون بالداخل سواه لم أتمكن من التقاط صورة وجهه سيارته مظللة ولوحة السيارة ****."

قادت خطوات تايهيونغ نحو المقهى حيث كان جيمين ينتظره وكان الجو مختلفًا تمامًا عن ليلة الأمس فور دخوله ابتسم ابتسامة واسعة وقال:
"صباح الخير جيمين"

أجاب جيمين بلطف وهو يراقب تايهيونغ يقترب:
"صباح الخير هل كان كل شيء على ما يرام؟"

"نعم لا تقلق" ابتسم تايهيونغ وأومأ برأسه برفق

ثم ارتدى المريلة وبدأ في طحن حبوب القهوة مستمتعًا بلحظات العمل الروتينية التي تبدو هادئة رغم أن قلبه كان يحمل في طياته بعض التردد الذي لم يفصح عنه

في الجهة المقابلة رن الهاتف ليرد عليه جونغكوك بصوت هادئ: "سأتي."

كان سام قد اتصل به للتو وأعلن أنه ينتظره في الخارج خرج جونغكوك من المنزل بابتسامة واسعة متوجهًا نحو صديقه الذي كان ينتظره في السيارة

"كيف حالك؟ مضى وقت طويل!" قال جونغكوك بحماسة مصافحًا سام بحرارة فور دخوله إلى السيارة

أجاب سام بابتسامة أيضًا وهو يبدأ في قيادة السيارة: "كل شيء بخير ماذا عنك؟ هل انتقلت للعيش بمفردك؟"

أجاب جونغكوك بنبرة هادئة: "ليس منزلي بل منزل صديقي"

همهم سام بتفهم ثم سأل: "أين تريد أن نذهب؟ نحن بحاجة إلى مكان هادئ حديثنا سيكون طويلًا جدًا"

"مقهى BEANS؟ لا أعتقد أنني سأركز في موضوعنا هناك سأكون مشتتًا للغاية" ، قال جونغكوك وهو يضع يده أسفل ذقنه ثم أضاف: "هل تتذكر المقهى الذي كنا نرتاده أثناء فترة اختبارات الجامعة؟ إنه هادئ جدًا دعنا نتوجه إليه"

أومأ سام بتفهم برأسه مؤكدًا فهمه لمقصد صديقه واستدار بالسيارة نحو الوجهة المقترحة

"خرج من المنزل برفقة شخص ما متوجهًا إلى وجهة لا أعرف أين هي"، هكذا أرسل ماثيو ليترك في ذهن أرثر تساؤلات متراكمة لكن ما أثار دهشته أكثر هو الصورة التي تلقاها صورة لظهر شخص غريب لا يعرفه استفاق أرثر ليجد نفسه في مكان غير مألوف وعلى الأريكة التي اعتاد أن يراها مكانًا للراحة لكن هذه المرة كانت القسوة واضحة في طريقة نومه إذ كان الجسد يعاني من تعبٍ شديد

لم يشعر بأي اتصال مباشر مع نفسه كما هو المعتاد عند الاستيقاظ بل كانت مشاعره ضبابية ممزوجة بالحيرة والقلق كان جسده يخبره أنه لم يحصل على قسط كافٍ من الراحة وعقله مشوش بأفكارٍ مشتتة كما كان ظهر الشخص الذي ظهر في الصورة يشبه خيطًا ضاع في محيط من التساؤلات لم يكن يعرفه بل كان مجرد شخص غامض في ذهنه، وأدى ذلك إلى شعور مزعج بالارتباك ، " من هذا؟ وماذا يحدث؟" كانت الأسئلة تدور في ذهنه كدوامة دون أن يجد لها إجابة واضحة

استقام أرثر من مكانه ببطء يحاول أن يسيطر على أفكاره المتلاحقة وشكوكه التي بدأت تلتف حول جونغكوك ومن ثم حول ظهر ذلك الشخص الغامض الذي ظهر في الصورة قلبه مشغول بأسئلة غير مجابة، لكنه حاول أن يهدئ نفسه أطلق تنهيدةً عميقة كأنما كان يزيح ثقلًا غير مرئي عن صدره

بدأ ينهض متحاشيًا التفكير في المزيد من التفاصيل التي قد تشوش ذهنه أكثر قرر أن يغير ثيابه عسى أن يجد في روتين اليوم ما يعيد له بعض الراحة اليوم سيكون لديه ساعات عمل قليلة فقط وربما كان هذا هو ما يحتاجه لتخفيف هذا العبء النفسي الذي يثقل قلبه تمنى أن يملأ وقته بشيء يشتت ذهنه حتى يبتعد عن الأفكار المزعجة التي تلاحقه

أخذ نفسًا عميقًا محاولًا التخلص من شعور الارتباك ثم توجه نحو خزانته لارتداء ثياب العمل

"إذن هيا نبدأ يا جونغكوك"، قال سام وهو يفتح الملف المليء بالأوراق بينما كان يبدو عليه تركيز شديد

طلب سام قهوةً مع قطعة من الكعك الصغيرة بينما اكتفى جونغكوك بكأس من الشاي الساخن وبعض البسكويت المغطى بالشوكولاتة

ابتسم جونغكوك وقال بصوت هادئ: "لقد اخترتك لتكون المحامي المسؤول عن طلاقي من أرثر فأنت أفضل محامي في بوسان وأنت صديقي لذلك أثق بك !"

ابتسم سام بتفاخر وهو يشعر بالاعتزاز لما قاله صديقه: "أنت دائمًا تتحدث عني بهذا الشكل لكنني لن أخذلك برفقتي سيكون الأمر سهلاً أعدك "

ثم بدأ سام في تصفح الأوراق مستعدًا لبدء النقاش: "دعني أخبرك ببعض الأمور أولًا الطلاق ليس أمرًا يتم ببساطة يجب أن يكون القرار مشتركًا بين الزوجين لا يمكنني التوقيع على الأوراق نيابةً عن أي شخص يجب أن يوافق أرثر أيضًا، ولا يمكن إتمام ذلك من طرف واحد"

عبس وجه جونغكوك للحظة وأخذ يفكر بصمت : " لكنني ... لا أعتقد أن أرثر سيوافق بسهولة إنني أعلم أنه شخص متردد وربما يرفض الطلاق على الفور"

نظر سام إلى صديقه بنظرة خفيفة قبل ان يُعيد نظره للأوراق محاولًا تهدئته: "أفهم ما تشعر به لكننا لا يمكننا أن نضغط عليه يجب أن يكون القرار ناتجًا عن توافق بينكما إذا كنت جادًا في الطلاق عليك أن تجد طريقة لإقناع أرثر بذلك"

تنهد جونغكوك وهو يفكر في الأمر : "لكن كيف يمكنني إقناعه؟ أرثر شخص صعب الإقناع وأنا أعلم أنه لن يقبل بسهولة أن تنتهي علاقتهما ربما أحتاج وقتًا للتفكير في كيف أطرحه عليه"

أجاب سام بصوت مطمئن: "خذ وقتك، لكن اعلم أن الأمر يعتمد على كيفية تقديمه له إذا كان قلبه لا يزال متعلقًا بالعلاقة فسيكون الأمر أصعب لكن إذا كانكما حقًا قد وصلتما إلى نقطة لا يمكن العودة منها فبإمكانك اتخاذ الخطوات اللازمة"

كان جونغكوك غارقًا في أفكاره متسائلًا كيف سيتمكن من مواجهة أرثر وشرح له أنه لا مفر من الطلاق

"هل أستطيع معرفة سبب الطلاق؟" سأل سام بهدوء وهو يضع نظاراته على أنفه، مستعدًا لكتابة الملاحظات على الورق

نظر إليه جونغكوك لفترة قصيرة ثم أطلق زفرة عميقة قبل أن يجيب بصوت منخفض وحزين: "السبب بسيط لا مشاعر لي تجاه أرثر في البداية كنت أعتقد أن الزواج سيكون بداية جديدة وأنه سيقودنا إلى شيء عميق ربما إلى حبٍ ينمو بمرور الوقت لكن الحقيقة هي أن كل شيء كان مجرد صفقة صفقة كنت قد أبرمتها بناءً على أملٍ غريب في أن يتطور الأمر إلى شيء أفضل. لكن لم يحدث شيء من ذلك"

أغمض عينيه قليلاً وكأن الذكريات تغمره بشدة تابع :" لقد أصبحنا فقط في حالة من العيش معًا مجبرين على التواجد في نفس المكان كل يوم يمضي أشعر وكأنني أختنق أكثر لا يمكنني الاستمرار في هذا الوضع الزواج كان مجرد واجب مفروض علينا وبدلاً من أن يتحول إلى شيء ينمو مع الأيام أصبح علاقة مليئة بالكراهية والمشاجرات المستمرة"

تنهد جونغكوك بمرارة وهو ينظر إلى سام: "لم يكن هناك حب فقط صراع مستمر أشعر وكأنني عالق في مكان لا أستطيع الهروب منه"

بعد أن انتهى جونغكوك من حديثه صمت سام لحظات طويلة كانت الكلمات التي سمعها قد أثقلت قلبه فوجه نظره بعيدًا عن الأوراق التي بين يديه وتوجهت عيناه نحو النافذة كان واضحًا من تعبيره أنه استوعب حجم المعاناة التي مر بها صديقه لكنه كان يعلم تمامًا أن الأمور لن تكون بهذه السهولة التحدي الحقيقي لم يكن في اتخاذ القرار بل في تنفيذه

"أفهمك ، ولكن الأمور لن تحل هكذا بسهولة"، قال سام أخيرًا وهو يعيد القلم إلى يده بنبرة هادئة ولكن حازمة تابع قائلاً : "الطلاق ليس نهاية كل شيء بل هو بداية مرحلة جديدة ولذلك يحتاج الأمر إلى قرار مدروس من كلا الطرفين أنت أخبرتني الآن بسببك لكننا لا نعرف بعد ما هي أسباب أرث سنحتاج بعض الوقت للتفكير مليًا ولا يجب أن نتسرع في هذه المسألة"

أدار جونغكوك عينيه بتوتر قائلاً :" أعرف أنه سيكون صعبًا عليه لكنه لن يفهم هو دائمًا كان يرفض مواجهة الواقع كيف يمكنني إقناعه بأن هذا هو الحل الأفضل لنا؟"

رد سام بثقة وكأن تجربته الطويلة في هذا المجال علمته كيف يواجه مثل هذه المواقف: "لابد من الصراحة والمواجهة جونغكوك عليك أن تكون صريحًا معه أن تشرح له تمامًا ما تشعر به قد يكون ذلك مؤلمًا لكن هذه هي الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الطلاق ليس فشلًا بل هو محاولة للبحث عن حياة أفضل إذا كنتما لا تستطيعان الاستمرار معًا فالأفضل لكما أن تتركا بعضكما البعض قبل أن تتراكم الكراهية أكثر"

كان وجه جونغكوك مشوشًا كأن الكلمات التي قالها سام قد أعادت له بعض الوضوح لكنه كان ما يزال يشعر ببعض الحيرة : "ولكن ماذا لو رفض؟ ماذا لو كانت ردة فعله عنيفة؟"

"عليك أن تكون مستعدًا لكل الاحتمالات"، أجاب سام وهو يبتسم بحذر ثم نظر إلى صديقه بنظرة تفهم :" لكن لا تنسى أن هذه حياتك أيضًا إذا كنت ترى أن هذه هي الخطوة الصحيحة فلا تدع خوفك من رد فعل الآخرين يعيقك يجب أن تكون أنت صاحب القرار في النهاية"

صمت جونغكوك قليلاً وتلاشت نظرته في الفراغ وكأن ملامح القلق بدأت تنسحب شيئًا فشيئًا أخيرًا قال بصوت منخفض: "أنا مستعد للمواجهة إذا كانت هذه هي الطريقة الوحيدة للتخلص من هذا الازدواج فلا بد لي من اتخاذها لكن كيف أبدأ؟"

نظر سام إليه نظرة مطمئنة، ثم سأل وهو يكتب بعض الملاحظات على الورق: "تأكد من صحة قراراتك فهي تعني بداية حياة جديدة لكما أما بالنسبة للزواج، هل لديكما أطفال؟"

همس جونغكوك ببعض التردد كأنه يحاول ترتيب أفكاره: "لا، ليس لدينا أطفال"

"حسنًا إذاً يمكننا المضي قدمًا بشكل أسرع سأبدأ في تجهيز بعض الوثائق مثل عقد الزواج وأي مستندات تتعلق بالممتلكات المشتركة إذا كانت هناك أي ممتلكات مشتركة وسأعدّ كل شيء مسبقاً لتقديمه إلى المحكمة ولكننا بحاجة للتأكد من قرارك النهائي ومن قرار أرثر أيضًا قبل أن نتخذ أي خطوة قانونية"

أومأ جونغكوك برأسه وهو يشعر بالثقل يخف قليلاً رغم قسوة الوضع شعر وكأن الحياة بدأت تعود له شيئًا فشيئًا :" أريد أن أتم الأمر بأسرع وقت ممكن لكنني أعرف أن الأمور ستتطلب المزيد من الوقت سأحاول أن أواجه أرثر قريبًا"

"أنا هنا لمساعدتك جونغكوك لا تقلق الخطوة الأولى هي الحديث معه بصراحة وبعد ذلك سنتابع كل شيء حسب ما تقتضيه الأمور تذكر الطلاق ليس نهاية بل بداية لفرصة جديدة" ، قال سام وهو يضع القلم جانبًا وينظر إلى صديقه بعينين مليئتين بالثقة

ترك سام القلم جانبًا وأعاده إلى الطاولة بهدوء ثم رفع نظره نحو جونغكوك الذي كان يجلس أمامه يبدو عليه الحيرة والتردد :" قبل أن نواصل أريد أن أفهم أكثر عن حياتك الحالية مع أرثر ما الذي حدث بينكما؟ ما هي المواقف التي جعلتكما تصلان إلى هذا القرار؟"

تنهد جونغكوك بعمق ومرر يده على وجهه كأن الكلمات التي يريد أن يعبر عنها تتراكم في قلبه :" الأمر لم يكن هكذا في البداية سام كنت أظن أن الأمور ستتحسن مع الوقت لكن الحقيقة أننا بدأنا نتباعد شيئًا فشيئًا أنا لا أشعر بنفس مشاعر الحب التي يشعر بها أرثر هو دائمًا يظهر لي حبه ولكنني لا أستطيع أن أبادل المشاعر نفسها"

سام نظر إليه باهتمام ثم قال بصوت هادئ: "هل كان هناك لحظات معينة شعرت فيها أن هذا البرود بينكما بدأ يظهر بشكل أكبر؟"

أجاب جونغكوك بصوت منخفض، وكأنه يتحدث إلى نفسه أكثر مما يتحدث إلى سام: "نعم، شعرت بهذا البرود بشكل واضح في الفترة الأخيرة في البداية كان هناك اهتمام وتواصل بيننا لكن الآن أصبحنا نعيش تحت سقف واحد فقط أرثر يحاول دائمًا أن يعبّر عن حبه لكنني لا أستطيع أن أبادل هذا الشعور كلما حاولت أن أكون قريبًا منه شعرت وكأنني أبتعد أكثر"

سام أمال رأسه بتفهم وقال: "هل حاولت التحدث معه عن هذا البرود الذي تشعر به؟ هل أخبرته بما تشعر به تجاهه؟"

"حاولت"، أجاب جونغكوك وهو يعبس وجهه . " لكن كلما حاولت أن أفتح الموضوع كان يتهرب كنت أقول له إنني لا أستطيع أن أبادل نفس المشاعر التي يشعر بها وأنني أشعر بالفراغ بيننا لكنه دائمًا ما يجيب بأنني فقط بحاجة لبعض الوقت أو أنني أكون قاسيًا معه لا شيء تغير في النهاية بدأنا نتعايش معًا وكأننا نعيش في عالمين مختلفين"

صمت سام قليلاً ثم قال: "إذن، هذا البرود الذي تشعر به هو ما دفعك للتفكير في الطلاق؟"

أومأ جونغكوك برأسه قائلاً: "نعم لا أستطيع أن أستمر في علاقة بلا مشاعر حقيقية كلما مر الوقت أصبح كل شيء يبدو أكثر صعوبة حتى المواقف البسيطة بيننا أصبحت تشعرني بالمسافة أصبحت أرى أنني عالق في علاقة لا أستطيع أن أحييها من جديد"

أخذ سام نفسًا عميقًا قبل أن يضيف: "هذا بالتأكيد ليس سهلاً ولكن هل كنت تشعر أن أرثر أيضًا بدأ يلاحظ هذا البرود؟"

"أعتقد أنه لاح لكنه لا يريد أن يصدق هو دائمًا يحاول أن يجعل الأمور تبدو على ما يرام لكنني أعرف أنه في أعماقه يشعر بشيء غريب أنا لا ألومه لكنني لا أستطيع الاستمرار في هذه الكذبة لا أستطيع أن أظل معه لمجرد أنه يحبني بينما أنا لا أستطيع أن أبادله نفس المشاعر"

أومأ سام ببطء وقال: "إذا كنت قد حاولت بكل الطرق أن تجد حلولًا، وأنت تشعر أن الطريق مسدود فهذا يعني أن الوقت قد حان لاتخاذ قرار نهائي"

رد جونغكوك بصوت هادئ :" لكن هذا القرار لا يأتي بسهولة أنا أعلم أن أرثر يحبني وأعرف أنه سيكون صعبًا عليه لكنني لا أستطيع الاستمرار في شيء ليس حقيقيًا بالنسبة لي"

نظر سام إلى جونغكوك بتفهم وقال: "أنت تواجه حقيقة صعبة، ولكن يجب أن تكون صادقًا مع نفسك أولًا في النهاية لا يمكن لأحد أن يعيش في علاقة لا يشعر فيها بالحب الحقيقي إذا كنت متأكدًا من قرارك فأنا هنا لأساعدك في المضي قدمًا"

استمر الحديث بين جونغكوك وسام لثلاث ساعات متواصلة حيث كان سام يشرح له بتفصيل جميع المستندات المتعلقة بالطلاق وما يتوجب عليه فعله في الأيام المقبلة

كان الحديث يشمل كافة الجوانب القانونية بدءًا من الأوراق اللازمة حتى الخطوات التي يجب اتباعها لضمان سير الأمور بشكل قانوني وبدون تعقيدات كانت الأسئلة تتوالى من جانب جونغكوك فيما كان سام يجيب عليها بهدوء موضحًا له كل تفصيل يحتاج إلى معرفته ومع كل إجابة كان جونغكوك يشعر بأن العبء الذي يحمله يخف شيئًا فشيئًا رغم أن القرار كان لا يزال ثقيلًا على قلبه

بعد أن انتهيا من الحديث خرجا من المقهى معًا قاد سام نحو منزل جونغكوك

"لا تقلق، سأكون هنا متواجد إن احتجت لأي مساعدة"، قال سام وهو يلوح له بيده

أجاب جونغكوك بابتسامة خفيفة :" شكرًا لك، سام لن أنسى ما قدمته لي اليوم" ، ثم نزل من السيارة وأغلق الباب خلفه ليوجه تحيته الأخيرة لصديقه قبل أن يلتفت إلى المنزل

دخل جونغكوك إلى المنزل وكان الهدوء هو أول ما قابله لاحظ أن المكان خالٍ، كما كان يتوقع فالجميع في العمل توجه نحو شقته في الطابق العلوي حيث خلَع ثيابه ورتب نفسه بسرعة ليغير ثيابه إلى ثياب العمل كان يفكر في كل ما جرى في حديثه مع سام وفي القرار الذي اتخذ وبعد أن انتهى من تجهيز نفسه تنفس بعمق ثم اتجه نحو الباب ليغادر إلى عمله

في تلك الغرفة تحديداً مكتب أرثر كان الضوء الخافت يتسلل من النوافذ ليغمر المكان بظلال هادئة كان الجو مشحونًا بشيء غير مرئي

اقترب أدفين فجأة وبدون أن ينطق بكلمة جذب أرثر إليه في قبلة عميقة، كأنها محاولتهما للهروب من ضغوط الحياة كانت قبلة مليئة بالشغف حيث كان كل منهما يتبادلها بحرارة كانت عاطفة مشحونة بكل ما لم يُقال لكن القبلة رغم شغفها كانت تعكس نوعًا من اليأس من طرف ارثر يراها وسيلة للهروب من واقع مرير

لكن فجأة سحب أرثر نفسه برفق ابتعد قليلاً عن أدفين وكأنما أراد إيقاف تلك اللحظة فوقف لحظة في صمت :" توقف..." قالها بصوت خافت بينما كانت أنفاسه متسارعة من شدة التوتر

ادفين الذي كان قد اقترب أكثر في محاولة لفهم ما يجري أوقف نفسه في مكانه ثم نظر إلى أرثر بقلق: "ماذا جرى؟ لما ترغب أن ابتعد عنك؟"

كانت يده تمتد إلى ذقن أرثر ترفعها برفق لتلتقي أعينهما سوياً محاولًا أن يقرأ في ارثر ما لا يستطيع قوله

استطاع أدفين أن يرى في عيني أرثر اللمعة الحزينة وكأن هناك شيء مخفي في داخله شيء كان يحاول إخفاءه مسح أرثر عينيه برقة ثم قال بصوت منخفض وكأن الكلمات تتسلل بصعوبة: "لا شيء... لربما كنت أحتاج شيئًا كهذا منذ فترة"

ثم في صمت أكمل ' لكن من الشخص الخطأ '

سأل أدفين بقلق طفيف، محاولًا أن يفهم ما وراء تلك النظرة في عينيه: "هل أمورك بخير؟" كانت نبرته تحمل طيفًا من الحذر

أومأ أرثر برأسه بخفة كأنه يحاول أن يطمئنه لكنه لم ينجح في إخفاء القلق الذي يملأ قلبه :" نعم، لا تقلق. اذهب لعملك، فقد تأخرت"

أجاب أدفين وهو يهم بالمغادرة لكنه توقف للحظة مترددًا: "سأعود إليك لاحقًا"

أومأ أرثر برفق ثم عاد بصره إلى المكتب حيث كانت أوراقه تنتظره لكنه لم يكن قادرًا على التركيز كانت كلمات أدفين تدوي في أذنه بينما كان قلبه مشوشًا بين ما يريد وما لا يستطيع مواجهته

بعد أن غادر أدفين الغرفة عمّ السكون المكان من جديد وقف أرثر للحظات مكانه يتأمل الباب المغلق وكأن صدى الكلمات الأخيرة لا يزال عالقًا في الهواء أخذ نفسًا عميقًا وحاول أن يستعيد هدوءه، لكنه لم يستطع تجاهل شعور الثقل الذي يعتري قلبه

عاد إلى مكتبه وجلس على الكرسي بتثاقل ناظراً إلى الأوراق المبعثرة أمامه مدّ يده ليجمعها محاولًا التركيز على العمل لكنه سرعان ما استسلم لفوضى أفكاره القبلة، نظرة أدفين، كلماته... كلها كانت تحاصره وكأنها تذكّره بما يحاول الهروب منه

مدّ يده إلى درج المكتب وأخرج منه صورة صغيرة كان يحتفظ بها كانت صورة تجمعه مع جونغكوك التقطت بفترةِ الخطوبةَ في لحظة كانا فيها يبتسمان وكأنهما يملكان العالم بأسره حدّق في الصورة لوهلة ثم وضعها جانبًا بحذر تلك اللحظات باتت بعيدة مجرد ذكرى غارقة في بحر من المشاعر المتناقضة

أطلق أرثر تنهيدة طويلة محاولًا تهدئة أفكاره المتزاحمة قبل أن يرفع هاتفه ببطء أرخى ظهره على كرسي المكتب وأخذ نفسًا عميقًا وهو ينتظر الرد بعد أن ضغط على اسم جونغكوك في قائمة الاتصال

رن الهاتف للحظات قبل أن يأتي صوت جونغكوك جافًا وبعيدًا: "مرحبًا، أرثر ماذا تريد؟"

شدّ أرثر قبضته على الهاتف محاولًا أن يتجاهل البرود الواضح في نبرة جونغكوك قال بهدوء: "أريد أن ألتقي بك هناك أمور نحتاج إلى الحديث عنها وجهًا لوجه"

كان الصمت يخيّم للحظة قبل أن يأتي صوت جونغكوك ببرود أكبر: "لا أستطيع الليلة نحن نعمل على تحضيرات اجتماع مهم جدًا وسيُعقد الليلة لا وقت لدي الآن"

تجمد أرثر في مكانه مستوعبًا البرود في الكلمات لكنه أجاب بعد لحظة بصوت منخفض خالٍ من أي مقاومة: "حسنًا "

لم يأتِ أي تعليق آخر من الطرف الآخر فقط صوت التنفس البعيد أغلق أرثر الهاتف ببطء وكأن الحديث قد أطفأ كل ما تبقى في داخله من حماس وضع الهاتف جانبًا على المكتب وأسند رأسه إلى الخلف وهو ينظر إلى السقف متسائلًا إن كان هناك شيء لا يزال يستحق المحاولة

في قاعة الاجتماعات كان الموظفون منهمكين في ترتيب المكان بينما كانت سوهي سكرتيرة جونغكوك تجهز الأوراق والملفات الخاصة بشراكة الفرع الجديد بين الشركتين صوت الخطوات يعكس الهدوء والتركيز الذي يحيط بالمكان قبل الاجتماع المهم

دخل جونغكوك القاعة بحضور قوي وعيناه تتنقلان بتركيز بين الأوراق التي وضعتها سوهي على الطاولة كانت حواجبه معقودة وملامح وجهه تدل على الجدية

اقتربت سوهي منه بابتسامة احترافية وقالت : "مرحبًا، السيد جونغكوك كل شيء جاهز للاجتماع كما طلبتم"

أومأ جونغكوك برأسه وهو يبدأ في تصفح الأوراق بحذر يقرأ التفاصيل بعناية : " هل تأكدتم من جميع البيانات المتعلقة بالفرع الجديد؟" ، سأل صوته هادئ لكن يحمل جدية واضحة

أجابته سوهي : "نعم، لقد راجعت جميع الوثائق مرة أخرى كل شيء في مكانه"

بينما كانت سوهي تنظم الأوراق أمر جونغكوك الموظفين المتواجدين في القاعة: "حسنًا، عليكم الآن بالخروج والبدء بالاستعداد للاجتماع سنبدأ في السابعة تأكدوا من تجهيز كل شيء"

استجاب الموظفون فورًا، وغادروا القاعة في صمت

أثناء ذلك نظرت سوهي إلى جونغكوك وسألته بلطف: "هل تحتاج إلى شيء قبل أن أغادر ، السيد جونغكوك؟"

رفع عينيه إليها بابتسامة صغيرة، ثم قال: "نعم، سوهي أحضري لي قارورة ماء"

"بالطبع سأحضره حالًا " ، أجابت سوهي ثم غادرت القاعة بسرعة لتلبية طلبه بينما ظل جونغكوك جالسًا يراجع الأوراق مجددًا قبل ميعاد الاجتماع

بعد أن غادرت سوهي القاعة لتجلب الماء بقي جونغكوك جالسًا في مكانه غارقًا في أفكاره كان يعلم أن الاجتماع الذي سيعقد الليلة سيشكل خطوة مهمة في تطور شراكة الفرع المشترك بين الشركتين وكان كل شيء يتوقف على نجاحه

بينما كان جونغكوك يواصل تفحص الأوراق على الطاولة بتأنٍ و دقةً رن هاتفه فجأة وعيناه انتقلتا إلى الشاشة لتجد اسم "تايهيونغ" يضيء على الهاتف ابتسم بهدوء ثم رفع الهاتف مستقبلاً الاتصال بكل رحابة

"مرحبًا !" قالها بصوت دافئ وكأن مكالمتهما كانت جزءًا من روتينه اليومي رغم ضغوط العمل التي تحيط به

رد تايهيونغ بصوته العذب الذي يحمل بين نغماته حياة وسعادة: "مرحبًا جونغكوك هل أنت في العمل؟"

أجاب جونغكوك وهو يبتسم بصوت هادئ وهو لا يزال مغمورًا في أفكاره: "نعم في العمل"

ثم بدأ تايهيونغ الذي يعرف أن جونغكوك قد لا يطلب الراحة من نفسه يسأله بلهفة :" كيف تسير الأمور قبل الاجتماع؟ كل شيء على ما يرام؟"

أخذ جونغكوك نفسًا عميقًا وأرخى ظهره في كرسيه بينما بدأ يشعر بشيء من الراحة في حديثه مع تايهيونغ كان هذا الصوت الذي يسعده ويزيل عنه جزءًا من التوتر :" نعم، الأمور بخير كل شيء معد بشكل جيد وأنا متأكد من أن الاجتماع سيمضي بسلاسة"

استمر حديثهما ببعض السكون الذي امتلأ بالمودة غير المباشرة ثم قال جونغكوك بصوت أعمق : "في الحقيقة كنت بحاجة لهذا الاتصال مجرد حديث معك يجعلني أرتاح أهرب قليلاً من كل هذه الضغوط"

ضحك تايهيونغ بارتياح في الطرف الآخر من الهاتف ثم قال مبتسمًا: "أنت دائمًا تحتاج إلى استراحة جونغكوك الجميع يحتاج إلى وقت يتنفس فيه بعيدًا عن العمل لكنني سعيد لأنك تشعر بالراحة الآن"

جونغكوك أغلق عينيه للحظة كأن قلبه بدأ يثقل ليس بسبب العمل بل بسبب شيء آخر :" أنت تعرف كيف تجعلني أشعر بالراحة دائمًا تعرف ما أحتاجه حتى من دون أن أخبرك"

في هذه اللحظة دخلت سوهي إلى القاعة وهي تحمل كأس الماء الذي طلبه جونغكوك نظر إليها للحظة ثم أومأ برأسه بابتسامة قائلاً لها باحترام : "شكرًا سوهي يمكنكِ المغادرة الآن"

أومأت سوهي بابتسامة صغيرة ثم غادرت بينما عاد جونغكوك إلى الهاتف مسترخيًا أكثر في كرسيه همس بلطف وكأن الكلمات التي يقولها تخرج من قلبه دون تفكير: "حديثي معك يجعلني أشعر أنني أستطيع مواجهة أي شيء شكراً لك على وجودك دائمًا"

تايهيونغ ابتسم على الطرف الآخر قائلاً بهدوء :" أنا دائمًا هنا من أجلك جونغكوك "

تابع تايهيونغ و قال بحماس: "هل أقوم بتجهيز الاحتفال من الآن؟ هل أشتري الزينة من المتجر؟ أنا واثق أنك ستصبح الرئيس التنفيذي للشركة جونغكوك!"

ابتسم جونغكوك بخجل وأغمض عينيه لوهلة وهو يشعر بمدى السعادة التي تغمره جراء كلمات تايهيونغ لكنه لم يستطع أن يمنع نفسه من الرد بنبرة لعوبة، حملت بين طياتها دعابة غير مباشرة: "هل تعتقد أنه سيكون احتفالًا جماعيًا؟ أم أنه سيكون فقط بيني وبينك؟ "

بعد لحظة صمت قصيرة نطق بصوت هادئ: "سيكون شيئًا خاصًا بيننا فقط... أنا وأنت"

حرك القلم في يده وهو يراقب حركة إبهامه على الورق متأملاً في نفسه كيف أن كلمات تايهيونغ تمنحه شعورًا خاصًا لا يمكن تفسيره بكلمات

لم يستطع تايهيونغ أن يخفف من فضوله عند سماع نبرة جونغكوك المليئة بالمغازلة غير المباشرة فقال بلطف : "وماذا عن آرثر وعائلتك؟ هل ستحتفل معهم أيضًا؟"

جاء رد جونغكوك بنبرة هادئة، محملة بمعانٍ عميقة: "أنت أهم من كل شيء، تايهيونغ وجودك هو ما يضفي المعنى على كل شيء حولي وأنت تعلم جيدًا أن ما يجمعنا أعمق بكثير مما قد يتصور قلبك"

كانت كلمات جونغكوك تتسلل من بين شفتيه بصدق لم يسبق له مثيل كان قلبه يشعر بشيء عميق يتجاوز مجرد الكلام لكنه لم يستطع أن يعبر عن هذا الشعور بشكل مباشر

لم يكن تايهيونغ قد أدرك تمامًا ما تعنيه كلمات جونغكوك لكنه شعر بشيء غريب يملأ الجو شيء يشبه الحب وفي اللحظة التي تأمل فيها في تلك النبرة المليئة بالعاطفة شعر بالحيرة ماذا يعني هذا؟ هل هذه مجرد كلمات صداقة أم أن هناك شيئًا أكثر؟ ولكنه لم يرد أن يفسر الأمور بشكل مفرط

قال بهدوء : "جيمين أتي أتصل بك لاحقاً "

اجاب جونغكوك بصوت هادئ : " اعتنى بنفسك"

وأغلق الهاتف برفق لكن قلبه كان مليئًا بشيء لم يجرؤ على تسميته

فترةَ المساء

أنهى كل من جيمين وتايهيونغ عملهما مبكرًا تلك الليلة فكان جيمين قد قرر الخروج مع يونقي لموعدٍ مميز بينما كان تايهيونغ يحمل في قلبه فكرة صغيرة لكنها كبيرة في معناها

فقد توجه بخطوات هادئة نحو المتجر وعقله مشغول بتفكير واحد: أنه واثقاً أن جونغكوك سيكون المدير التنفيذي للفرع الجديد ولم يكن في قلبه سوى رغبة صادقة للاحتفال بهذا التقدم الكبير

وقف تايهيونغ في وسط المتجر يحيط به تنوع الزينة الجميلة التي يمكن أن يختارها كانت عيناه تتنقلان بين الألوان والتفاصيل وكل قطعة كانت تحمل في طياتها فكرة وتصورًا لمناسبات مختلفة كان يفكر في جونغكوك و كيف سيُسعده هذا اليوم وكيف سيجعل منه لحظة لا تُنسى وبينما كان يستعرض الخيارات بدأ يشعر بالحيرة تتسلل إلى قلبه

"هل يفضل الألوان الداكنة؟ أم ربما الألوان الزاهية؟" ، همس تايهيونغ لنفسه وهو يتنقل بين الزينة يفكر في ذوق جونغكوك لكنه سرعان ما تذكر أنه لا حاجة للتردد اختار اللون الذهبي الذي يُشبه تمامًا لما يراه في قلب جونغكوك؛ دائمًا لامعًا دائمًا مميزًا !

قال لنفسه بابتسامة صغيرة وهو يلمس الزينة الذهبية بعناية : "جونغكوك سيكون دائمًا مثل هذا اللون لامعًا في كل لحظة"

أخذ نفسًا عميقًا ثم قرر أن الذهبي هو الخيار المثالي

ثم جاء دور النبيذ ورغم أنه لم يكن من محبي الخمور إلا أن تايهيونغ قرر أن يستشير جونغكوك حول أفضل نوع من النبيذ الذي قد يناسب هذه اللحظة فكان يفتقر إلى الخبرة في هذا المجال وأراد أن يكون كل شيء على أكمل وجه

لكن المفاجأة الأكبر كانت في الهدية التي قرر شراءها لجونغكوك اختار خاتمًا من "كارتير" باللون الذهبي، بسيطًا ولكنه يحمل في طياته كل معاني الفخامة والحب هدية تُعبر عن تقديره العميق لهذا الشخص الذي بات يشغل كل زاوية في قلبه

وبعد أن جمع كل ما يحتاجه بدأ تايهيونغ في تزيين المكان اختار زاوية من غرفة المعيشة حيث بدأت يداه في ترتيب الزينة بعناية وكأنما كان يُنسج خيوط السعادة بين يديه الأضواء الذهبية تمايلت برقة فوق الزهور التي اختارها بعناية، بينما كانت الكعكة الصغيرة تنير الطاولة ، أضفى الجو الساكن الهادئ رونقًا مميزًا، وكأن الزمن نفسه توقف ليتنفس بين تفاصيل المكان التي أعدها بحبٍ عميق ليجعل منها لحظة لا تُنسى

في قاعة الاجتماعات

في قاعة الاجتماعات الهادئة حيث كان الضوء الخافت يضيء الوجوه المنتظرة وقف جونغكوك أمام جهاز العرض ممسكًا بجهاز التحكم عن بعد كانت الشاشات تعرض تفاصيل دقيقة حول الهيكل التنظيمي للفرع الجديد مع الخطط المستقبلية التي يتطلع إليها الجميع

بثقة عالية رفع جونغكوك رأسه وتحدث بصوت قوي يملؤه الطمأنينة:

"كما ترون هذه هي الأقسام الأساسية التي سيتم تأسيسها للفرع الجديد كل قسم سيختص بتطوير جزء محدد من خططنا وسنعمل على تعزيز الإنتاج المحلي وتوسيع دائرة التأثير في الأسواق العالمية لدينا قسم خاص للابتكار وآخر للتسويق وأيضًا قسم خاص لتحسين الجودة"

في تلك اللحظة بدأ الحضور يلاحظون تفرد الطريقة التي يعرض بها جونغكوك رؤيته كانت نظراتهم مليئة بالترقب وكل كلمة من كلماته كانت تثير المزيد من الأسئلة

لم تلبث أن انطلقت أولى الأسئلة من أحد الرؤساء:
"ما هي الإجراءات التي ستتخذونها لضمان استمرارية الإنتاج في حال حدوث أي ظروف غير متوقعة؟"

أجاب جونغكوك بسرعة وذكاء عينيه تنظران بثقة إلى الحضور:
"نحن نعمل على وضع خطة مرنة تتيح لنا التكيف بسرعة مع التغيرات الطارئة سنعتمد على موارد احتياطية في كل قسم فضلاً عن نظام متكامل لرصد المخاطر وتقييم الأداء بشكل دوري"

أشار أحد المديرين إلى الشاشة وقال بتساؤل:
"وماذا عن التوسعات المستقبلية؟ هل هناك خطط لتوسيع العمليات في الخارج؟"

ابتسم جونغكوك قليلًا ثم رد بثقة:
"نعم، لدينا خطة طموحة للتوسع خارج الحدود ونحن الآن في مراحل مناقشة الشراكات مع عدة شركات في أسواقنا المستهدفة الهدف هو إنشاء شبكة عمليات دولية مع ضمان الجودة في كل فرع"

ثم تتابعت الأسئلة من الحضور كل منها يزداد تحديًا واهتمامًا ومع كل سؤال كان جونغكوك يجيب عليه بحنكة وفطنة ويظهر فهمه العميق لمجريات الأمور كان كلامه مدعومًا بالأرقام والتفاصيل مما جعل الجميع يشعرون بالاطمئنان حول قيادة هذا الفرع الجديد

بعد عدة دقائق من الحوار رفع جونغكوك يده برفق و احترام قائلاً:

"إذا سمحتم لي يمكننا التوقف هنا لبعض الوقت سأترك المجال للرؤساء لمواصلة النقاش واتخاذ القرارات اللازمة"

نظر إلى والده، دايهيون، الذي كان يراقبه بصمت كانت عيناه مليئتين بالفخر والاعتزاز رغم توتر اللحظة، كان والده يراقب نجله بثقة غامرة وكأن قلبه مليء بالسلام وهو يرى كيف أن جونغكوك قد أصبح قائدًا بحق

وقف جونغكوك مبتسمًا ثم جلس على المقعد الذي أمامه بينما كانت الأنظار لا تزال عليه بعضها مشبع بالإعجاب وبعضها يتساءل عن المستقبل الذي سيصنعه هذا الشاب الطموح

بعد أن استمر الاجتماع لساعات طويلة كانت الأجواء قد بدأت تهدأ وكأن الجميع في قاعة الاجتماعات قد بدأوا يستوعبون نتائج النقاشات والمداخلات التي قُدّمت كان الحضور يستعرضون التقارير والاقتراحات النهائية عندما قرر دايهيون أن يعلن عن أمرٍ هام

رفع دايهيون يده قليلاً ليلفت انتباه الجميع ثم تحدث بصوتٍ هادئ وقوي يعكس رزانته وثقته الكاملة في ابنه:
"أيها السادة بعد مناقشات عديدة مع السيد ليام، وبعد تقييم شامل لكل الأمور التي تم طرحها فقد اتخذنا خطوةً هامة كما تعرفون الفرع الجديد يحتاج إلى شخص يملك رؤية واضحة وقدرة على القيادة في هذه المرحلة الحساسة ولهذا يسرني أن أعلن أن السيد جونغكوك سيكون الرئيس التنفيذي للفرع الجديد"

كان الصمت في القاعة لمدة لحظات قليلة قبل أن ينفجر الجميع بالتصفيق الحار ويرتفع الصوت بالتبريكات والتهاني لجونغكوك تناثرت الكلمات الطيبة من الحضور وكل شخص منهم كان يؤكد أن هذا المنصب يستحقه عن جدارة

"أنت تستحق ذلك، جونغكوك!" قال أحد أعضاء الإدارة بصوتٍ عالٍ
"مبروك لك، إنك بالفعل القائد الذي نحتاجه!" قال آخر وهو يبتسم بفخر

ابتسم جونغكوك بخجل وهو يتلقى التصفيقات الحارة  وشعر بعبء المسؤولية يزداد على كتفيه ولكنه كان يدرك تمامًا أن هذه اللحظة كانت بداية جديدة له وللشركة رفع يده شكرًا للجميع وقال:
"شكرًا لكم جميعًا هذا المنصب ليس تكريماً لي وحدي، بل هو تكريم لفريق العمل الذي كان خلف كل خطوة حققناها أشكركم على دعمكم المتواصل وأعدكم أنني سأبذل كل جهدي "

عندما انتهى التصفيق نظر ليام إلى جونغكوك الجالس بجانبه بابتسامة إعجاب وقال: "إنه حقًا يستحق هذه اللحظة دايهيون نعلم جميعًا أنه سيكون قائدًا حكيمًا وقويًا"

قال دايهيون وهو يضع يده على كتف ابنه بكل فخر:
"جونغكوك يستحق أكثر من هذا ليام كنت دائمًا واثقًا من قدراته واليوم أثبت لي أنه قادر على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة"

ثم التفت جونغكوك إليهما وقال وهو يبتسم:
"شكرًا لكم، والدي العزيز، ولِك أيضًا، لم أكن لأصل إلى هنا لولا دعمكم وتوجيهاتكم" ، شعر جونغكوك بسعادة غامرة وهو يرى ابتسامة والده الذي كان دائمًا مصدر إلهام له

ثم أضاف:
"ولكن إذا سمحتم لي أود أن أستأذن الآن لدي بعض الأمور الشخصية التي يجب عليّ التعامل معها"

نظر إليهما لحظة، ثم قال:
"أشكركم مرة أخرى على كل شيء سأراكم قريبًا"

ابتسم له ليام وقال:
"اذهب واحتفل بهذه اللحظة، أنت تستحق ذلك"
أما دايهيون، فقد ابتسم برقة وأضاف:
"حافظ على هذه الروح يا بني نحن فخورون بك"

بينما كان جونغكوك يهمّ بالخروج من قاعة الاجتماعات بعد انتهاء التصفيق الحار وإعلان القرار الرسمي شعر بخطوات خفيفة تقترب منه التفت برفق ليجد سوهي السكرتيرة المخلصة تقف أمامه بابتسامة لطيفة وعيون تلمع بالحماس

"تهانينا سيدي جونغكوك!" قالت وهي تمد يدها نحوه بورقة صغيرة أنيقة واصفة إياها بفخر: "أردت أن أكون أول من يسلمك هذا إنها بطاقة الرئيس التنفيذي الخاصة بك مع صورتك واسمك الجديد أردت أن تكون بين يديك قبل أن تغادر"

توقف جونغكوك للحظة وأخذ البطاقة منها بتردد بسيط ثم نظر إليها بتأمل البطاقة كانت مصممة بعناية بخلفية سوداء راقية وخط ذهبي يبرز اسمه:

جيون جونغكوكالرئيس التنفيذي للفرع الجديد

تأمل صورته المطبوعة على البطاقة شعر بشيء من الفخر يختلط بالرهبة و كأن هذه البطاقة الصغيرة تحمل كل الجهد الذي بذله على مدى السنوات الماضية

نظر إلى سوهي بابتسامة شكر خفيفة وقال:
"شكرًا لكِ، سوهي لم أتوقع أن تكون جاهزة بهذه السرعة"

ضحكت سوهي بخفة وقالت:
"كنت أعلم أن هذا اليوم قادم وأردت أن أكون مستعدة تهانينا مرة أخرى سيدي الجميع هنا واثقين بأنك ستقود هذا الفرع إلى نجاح باهر"

ابتسم جونغكوك بلطف وأجاب:
"شكراً لكِ على دعمك المستمر و مساعدتك سوهي وجود أشخاص مثلك يجعل المهمة أقل صعوبة"

انحنت سوهي قليلاً باحترام ثم أضافت:
"إذا احتجت إلى أي شيء سأكون هنا دائمًا للمساعدة"

هزّ جونغكوك رأسه بإيجاب ثم وضع البطاقة في جيبه الداخلي بعناية وكأنها رمز بداية جديدة تابع طريقه خارج المبنى يشعر بأن هذا الإنجاز ليس فقط لحظة فخر بل بداية مسؤولية جديدة عليه أن يحملها بثقة واقتدار

غادر جونغكوك الشركةِ في تلك اللحظة يشعر بنشوة النجاح والاعتزاز لكنه أيضًا كان يحمل في قلبه شوقًا لتلك اللحظة التي سيشارك هذه اللحظة برفقة مِن ينتظره بالمنزل كان واثقاً منه قاد سيارته لهناك حتى يشاركه هذا الإنجاز !

بينما كان جونغكوك يقود سيارته وسط الشوارع الهادئة في الليل أمسك هاتفه واتصل بتايهيونغ انتظر بضع ثوانٍ قبل أن يسمع صوته المألوف على الطرف الآخر

تايهيونغ: "مرحبًا، جونغكوك! هل انتهى الاجتماع؟"

جونغكوك بابتسامة خفيفة ونبرة واثقة: "نعم، انتهى للتو كنت سأصل إلى المنزل قريبًا لكن هناك مشكلة صغيرة"

تايهيونغ بقلق طفيف: "مشكلة؟ ماذا حدث؟"

جونغكوك: "لا تقلق فقط الرقم السري للباب ... غيرته مؤخراً ولم تخبرني به هل يمكن أن تخبرني به؟"

ضحك تايهيونغ بخفة، ثم قال بنبرة مشاكسة : "آه، صحيح لقد نسيت أن أخبرك الرقم السري الجديد هو **** " ، ثم توقف لحظة قبل أن يكمل : "لكن، هل على المنصب؟"

جونغكوك بنبرةً لعوبة تحدث وسط ابتسامته : "سأتركك تخمن عندما أصل إلى المنزل ستعرف الإجابة بنفسك"

تايهيونغ بابتسامة يشعر بها حتى دون رؤيته: "لا تتأخر، إذن"

جونغكوك: "لن أتأخر استعد فقط لاستقبال مفاجأة" ، ثم أنهى المكالمة بابتسامة واسعة واستمر في القيادة يفكر في اللقاء القادم مع تايهيونغ الذي يبدو أنه سيكون مميزًا بكل المقاييس

بعد إنهاء المكالمة، استمر جونغكوك في القيادة تتردد في ذهنه كلمات تايهيونغ ونبرته المشاكسة كانت الليلة مليئة بالمشاعر المختلفة من فخره بما أنجزه في الاجتماع إلى الحماس للعودة إلى المنزل ومقابلة تايهيونغ

عندما وصل إلى المنزل أوقف سيارته أمام البوابة وأدخل الرقم السري الجديد الذي أخبره به تايهيونغ فتح الباب بخفة متأملاً الظلام الهادئ الذي يغطي المكان

خطا إلى الداخل، حيث كان الضوء الخافت من زاوية غرفة المعيشة يلفت انتباهه تقدم ببطء ليجد تايهيونغ جالسًا على الأريكة، وقد تزين المكان بالزينة الذهبية والأضواء الدافئة أمامه كعكة صغيرة وزجاجة نبيذ، وهدية مغلفة بعناية ووضعت على الطاولة

تايهيونغ ابتسم ابتسامة مشرقة عند رؤية جونغكوك ثم وقف قائلاً: "أخيرًا وصلت! كنت أظن أنك ستتأخر"

جونغكوك وهو يتأمل الزينة حوله قال بنبرة مفعمة بالمشاعر: "ما كل هذا، تاي؟ لقد قضيت وقتك في تحضير هذا المكان من أجلي؟"

تايهيونغ وهو يشير نحو الطاولة: "بالطبع! هذا اليوم يستحق الاحتفال أنت الآن الرئيس التنفيذي، ولا أستطيع إلا أن أشعر بالفخر"

قبل ذلك ابتسم جونغكوك بثقة وهو يخرج البطاقة السوداء من جيبه، يمسكها بأطراف أصابعه بحذر وكأنها كنز ثمين رفعها أمام تايهيونغ وقال بنبرة مفعمة بالفخر والإنجاز: "انظر تاي ، الرئيس التنفيذي"

ارتسمت على وجهه ابتسامة مشرقة وهو يقترب بخطوة مد يده بلطف ليمسح بإبهامه على وجنة جونغكوك، وكأنه يهنئه بطريقته الخاصة مرةً اخرىتحدث بنبرة دافئة: "لقد فعلتها، جونغكوك كنت واثقًا أنك ستصل إلى هنا"

شعر جونغكوك بدفء لمسته يتسلل إلى أعماقه فارتسمت على شفتيه ابتسامة وادعة وهو يهمس بصوت يحمل صدق مشاعره: "لم يكن ذلك ليحدث من دونك تاي"

ضحك تايهيونغ بخفة، ثم مال برأسه قليلًا، ينظر إلى جونغكوك بمكر لطيف وقال: " إذن، ماذا عن أن نحتفل؟ ليلة مثالية كهذه تستحق أن نذهب للشرب، أليس كذلك؟"

أجاب جونغكوك، مبتسمًا وهو يعيد البطاقة إلى جيبه: "طالما أنت معي، أي شيء سيكون مثاليًا"

أمسك تايهيونغ بمعصمه، وجذبه برفق قائلاً بحماس: "إذن، لنفعلها الليلة ملكنا!"

لكن قبل سير تايهيونغ شعر جونغكوك برغبة عميقة في التعبير عن امتنانه بطريقة أعمق اقترب بخطوات واثقة من تايهيونغ وعيناه تملؤهما مزيج من الامتنان والحنان

وقف أمامه للحظة ينظر مباشرةً في عينيه وكأن الكلمات لم تعد تكفي لوصف ما يشعر به ثم ببطء، مدّ يديه وأحاط تايهيونغ بذراعيه جاذبًا إياه إلى صدره في حضن دافئ كان الحضن مليئًا بالسكينة وكأن الوقت توقف ليمنحهما هذه اللحظة الخاصة

تايهيونغ وكأنه قد فوجئ قليلاً استسلم لهذا الحضن بسعادة أغمض عينيه وارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة بينما كان بإمكانه سماع نبضات قلب جونغكوك، قوية ومنتظمة، تعكس عمق مشاعره

همس جونغكوك بصوت منخفض ومفعم بالدفء: "أنت تعرف، تاي، لا يمكنني أن أشكر القدر بما فيه الكفاية لأنه جمعني بك"

شعر تايهيونغ بأنفاس جونغكوك الدافئة على كتفه، ولم يتمالك نفسه إلا أن يغمض عينيه للحظة، وكأن هذا الحضن وحده يحمل كل الكلمات التي لم يتم نطقها رد بصوت خافت: "أنا سعيد لأجلك جونغكوك"

ظل الحضن بينهما عميقًا وكأن الزمن توقف، وكأن العالم الخارجي بأكمله اختفى ولم يتبقَ سوى دفء اللحظة التي جمعت قلبيهما أغمض تايهيونغ عينيه للحظة، يشعر بنبضات قلب جونغكوك الهادئة التي تسارعت بشكل خفيف وكأنها تتحدث بلغة خفية لم يفهمها سوى كلاهما

همس جونغكوك بصوت منخفض لكنه كان مفعمًا بالصدق: " أشعر أنني لا أستطيع تخيل هذه اللحظة بدونك وجودك يجعل كل شيء ذا قيمة"

تايهيونغ الذي شعر بكلماته تتسلل إلى أعماق روحه ابتسم بخفة قبل أن يبتعد قليلًا لكن يديه ظلتا مستندتين على كتفي جونغكوك :" أنا سعيد جدًا من أجلك جونغكوك كنت أعلم أنك ستصل إلى هنا يومًا وها أنت الآن تجعلني فخورًا أكثر مما يمكنني التعبير عنه"

أشار تايهيونغ نحو الطاولة بابتسامة مرحة وقال: "لكن انتظر لم ننتهِ بعد هناك شيء آخر"

خطا نحو الطاولة ليأخذ الهدية التي كانت مغلفة بعناية مدّ يده نحو جونغكوك، قائلاً بابتسامة واسعة: "هذه لك أردت أن أختار شيئًا يليق بك"

فتح جونغكوك الهدية بحذر ليجد خاتمًا ذهبيًا بتصميم أنيق لامعًا تحت ضوء الأضواء الذهبية التي تزين المكان أمسك بالخاتم بين أصابعه يتفحصه بدهشة وإعجاب

"تاي..." تحدث جونغكوك ثم ابتسم بخفة وهو ينزع خاتمه القديم ويضع الجديد مكانه تابعاً حديثه :" هذا أجمل شيء تلقيته اليوم شكراً لك"

ضحك تايهيونغ بخجل لكنه شعر بسعادة غامرة وهو يرى جونغكوك يرتدي الخاتم :" كنت أعلم أنه سيبدو رائعًا عليك"

جلس الاثنان حول الطاولة حيث أضاءت الشموع المحيطة بالكعكة التي وضعها تايهيونغ بعناية رفع تايهيونغ كأسًا من النبيذ قائلاً بابتسامة مشاكسة: "لنشرب لهذه اللحظة للرئيس التنفيذي جونغكوك ولليلة التي لن تُنسى"

رفع جونغكوك كأسه بابتسامة مماثلة ثم قال بنبرة عميقة تحمل في طياتها الكثير: "وأيضًا لشخص جعل هذه اللحظة لا تُنسى "

ارتشفا النبيذ ببطء وبدآ يتحدثان عن كل شيء وأي شيء الضحكات ملأت المكان، وبين كل جملة وأخرى كان هناك صمت قصير لكنه مفعم بالراحة والمشاعر المتبادلة

بينما كان الجو في الغرفة يعمّه الدفء الخافت من الأضواء بدأ تأثير النبيذ يظهر على تايهيونغ بشكل واضح كان جسده يميل قليلاً وعينيه تلمعان بكلمات كادت أن تخرج دون وعي اقترب بخطوات غير مستقرة نحو جونغكوك ثم توقّف أمامه للحظة كان يبدو كأنه يتصارع مع مشاعر مختلطة

"جونغكوك..." قالها بصوت هادئ لكنه يحمل شيئاً من العتاب
تابع :" أشعر بالغيرة من آرثر"

أوقف جونغكوك كأسه على الطاولة ورفع حاجبيه بدهشة :" الغيرة؟ من آرثر؟"

ابتسم تايهيونغ ابتسامة ضبابية وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يقترب أكثر من جونغكوك ضرب صدره بخفة لكن العتاب كان ظاهرًا في صوته:" أنت تعرف ، ارثر يستطيع تقبيلك .. بينما... بينما أنا هنا فقط، لا أستطيع"

كانت كلمات تايهيونغ تنساب بينهما كالهمسات ومعها شعر جونغكوك بشيء من الخفقان في قلبه في تلك اللحظة لم يرد عليه بكلمات بل أمسك به برفق من خصره محاولًا منعه من فقدان توازنه وهو يقترب منه أكثر

همس جونغكوك بنبرة لعوب مع ابتسامة خفيفة على شفتيه: "تاي، ماذا عنك؟ هل تود أن تقبلني؟"

ظل تايهيونغ يمرر يده برفق على عضلات بطن جونغكوك من فوق القميص وكأن أنامله تستمتع بملمس جسده الناعم ثم بحركة هادئة بدأ يفتح زر القميص الأول بنعومةً مما سمح له بأن ينساب أصبعه برقة على جسده تصاعدت يده تدريجيًا حتى توقفت عند فك جونغكوك حيث تلامست أطراف أصابعه مع شفتيه في لمسة رقيقة جعلت قلب صاحبها ينبض بسرعة

كان جونغكوك يشعر بالخدر تحت لمسات تايهيونغ عاجزًا عن مقاومة تأثيره

تأمل جونغكوك ملامح تايهيونغ الثملة بعناية ملامحه الهادئة ونظراته المرهقة التي تكاد تُترجم كل مشاعر الليل اقترب منه أكثر حتى أصبحت المسافة بينهما ضئيلة للغاية يمكنه أن يشعر بنفَسه على جلده كان قلبه ينبض بشكل أسرع وعينيه تركزان على تلك الابتسامة الخفيفة التي تتسلل إلى وجه تايهيونغ وكأن الزمن توقف بينهما للحظة كان ينوي تقبيله لكن في تلك اللحظة تردد قليلاً شعر بشيء من الحذر كأن كل خطوة قد تؤدي إلى تحول آخر في علاقتهما

لكن في تلك اللحظة، سقط تايهيونغ في حضن جونغكوك كما لو أن جسده استسلم للثمالة وذابت كل كلماته في ضمّته لم يتردد جونغكوك في احتضانه بقوة ورفع جسده بيديه القويتين :" حتى وأنت ثمل، لا تكف عن مفاجأتي وتستطيع أن تعبث في كياني كما تشاء مما يجعلني أضعف أمامك"

بينما حمله في اتجاه الغرفة كانت خطواته ثابتة لكن قلبه كان مليئًا بالقلق ذهب به إلى السرير ووضعه برفق وأخذ يتأكد من وضعية نومه قام بخلع حذائه بحذر شديد وأخذ يثبت الوسادة تحت رأسه يرفع الغطاء على جسمه الذي بدأ يسترخي تدريجيًا

"سأتركك تنام الآن لكن لا تظن أنني سأنسى ما قلته" ، همس في أذنه وهو يتأكد من أن تايهيونغ في أمان

بعد أن تأكد من أنه قد وضعه في وضعية مريحة خرج ببطء نحو غرفة المعيشة جلس على الأريكة وأخذ نفسًا عميقًا مستندًا إلى ظهر الأريكة لكن ذهنه كان لا يزال مشغولًا بكلمات تايهيونغ

"يستطيع تقبيلك" ، ترددت تلك الكلمات في عقله وكأنها صدى بعيد

ثم عاد ليغمض عينيه لثوانٍ قليلة يتخيل لحظة تأملية عندما كان تايهيونغ يهمس في أذنه كم كانت المشاعر واضحة بينهما حتى في تلك اللحظة التي كان فيها ثملًا تساءل وهو يحاول استيعاب كل شيء: "كيف لي أن أفسر مشاعرنا؟"

ابتسم بخفوت وهو يفتح عينيه ويرتشف ما تبقى من كأس النبيذ كانت الغرفة مليئة بالهدوء لكن قلبه كان يعج بالمشاعر التي لم يتمكن بعد من التعبير عنها

بعد لحظات من التفكير العميق شعر جونغكوك بأن اللحظة قد حانت لإعادة التوازن للمكان والموقف نهض ببطء من مكانه في غرفة المعيشة حيث كانت كلمات تايهيونغ تتردد في ذهنه كأنها همسات غامضة كان قلبه ممتلئًا بالتساؤلات ولكنه أدرك أنه يجب عليه التركيز على اللحظة الحالية والابتعاد عن الفوضى الداخلية

توجه نحو غرفة النوم بخطوات هادئة حيث كان تايهيونغ مستلقيًا على السرير عينيه مغلقتين وملامحه تنضح بالهدوء اقترب منه بصمت واستقر بجانبه ينظر إليه بتركيز كما لو كان يتأمل في معالم وجهه الهادئ الذي يبعث السكينة كانت أضواء الغرفة الخافتة تلقي بظلالها على المكان مما أضفى جوًا من هادئةً على اللحظة

جلس جونغكوك بجانب تايهيونغ يراقب تنفسه المنتظم وكأن كل نفس يخرج منه يحمل معه شعورًا بالسلام قلبه ارتجف قليلًا حينما تذكر حديث تايهيونغ عن آرثر والغيرة التي شعر بها هل كان هذا الشعور حقيقيًا؟ أم أن تأثير الخمر هو ما جعله يبوح بتلك المشاعر الدفينة التي لطالما كان يحتفظ بها؟

أطلق جونغكوك تنهيدة هادئة ثم اقترب بهدوء من تايهيونغ بحذر شديد وضع قُبلةً أغلى جبينه المكشوف بلطف ورفق كما لو كان يخشى أن يوقظه تاركًا قبلة خفيفة تحمل مشاعر غير معلنة

بينما هو جالس بجانبه بدأت يداه تتحركان بشكل آلي يفتح أزرار قميصه تدريجيًا وكأن لمسات تايهيونغ السابقة ما زالت عالقة في أنامله شعور غريب اجتاحه شعور لم يشعر به منذ وقت طويل وكأن شيئًا غير مرئي قد ربطه به بشكلٍ لا إرادي

رما قميصه على الأرض بهدوء  وألقى الغطاء فوقه مستعدًا للنوم ومع ذلك، كانت ذهنه يواصل التفكير في كلمات تايهيونغ التي لن تفارقه، تردد في أذنه حتى بدأت عيناه تغلقان ببطء ليغفو في النهاية وهو يحمل تلك المشاعر المربكة

..

تايهيونغ 😵‍💫

كيف البارت ؟ تايكوك ؟

ارثر ادفين؟

جيمين و يونقي؟

توقعاتكم للأحداث الجاية؟

See you soon 🤎

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro