12
انجوي بالقراءة لا تنسون الكومنت بين الفقرات و الڤوت .
البارت طووووويل 🍓
لطفاً لا تبخلون بالكومنتات بِين الفقرات حتى أتحمس انشر كل ما زادت الكومنتات و شفت حماسكم النشر بيكون أسرع 🤎🙈
في مواقف المستشفى الخارجية حيث كانت السماء غائمة وأجواء الشتاء باردة قليلاً كانت الرياح تتلاعب بأوراق الأشجار المتهدلة وهواء خفيف يمر من هنا وهناك
في الجهة المقابلة كان تايهيونغ يقف بهدوء ممسكًا بيد ليو الذي كان يحتضن لعبة الدب التي فاز بها بحب وبراءة وعينيه تلمعان بابتسامة عفوية تُعبر عن سعادة صافية
كان الهدوء يعم المكان وكأن الزمن قد توقف ليحتفظ بهذه اللحظة الهادئة بينهما بينما كان تايهيونغ غارقًا في أفكاره يراقب ليو كانت يد جونغكوك ترتفع ببطء لتوقظ تايهيونغ من شروده تلامست أنامله برفق مع أطراف أنامل تايهيونغ كأنما يهمس له دون كلمات
في تلك اللحظة شعرا بشيء غير مفسر نوع من التوافق الغير منطقي بينهما شيء لا يمكن فهمه إلا من خلال هذا اللمس الهادئ كانت تلك اللمسة البسيطة رغم أنها لا تذكر تحمل في طياتها مشاعر عميقة وكأنها رسالة غير معلنة تتبادلها يداهما حين تلامس أناملهما اختفى كل شيء حولهما ليبقى فقط الارتباك الجميل الذي بدا يجتاح قلب كل منهما
جونغكوك شعر بمدى نعومة يده وكأنها تحمل دفئاً غير مرئي من العاطفة التي لا يستطيع التعبير عنها بكلمات بينما تايهيونغ الذي شعر بشيء غريب يتحرك بداخله شعر بأن تلك اللمسة كانت أكثر من مجرد احتكاك خفيف بين الأنامل ؛ كانت لحظة تحرك مشاعر لم يكن يعرف كيفية تفسيرها بعد كانت هناك رسالة في هذا التلامس رسالة تكاد تكون صامتة ولكنها أقوى من كل الكلمات
ابتسم جونغكوك ورفع يديه برفق ليقترب أكثر من تايهيونغ ثم بدأ يلاعب وجنتيه بلطف كأنه يحاول أن يعبر عن شعوره بشيء أبسط من الكلمات كانت مشاعره مختلطة مليئة بالامتنان العميق تجاهه وكأن الكلمات قد فقدت قوتها في هذه اللحظة
وقف لحظة عينيه تلتقط تفاصيل وجه تايهيونغ وابتسامته التي كانت كالعطر الذي يملأ المكان وكأنها تضيء قلبه تمنحه شعورًا بالسلام كان قد فقده لفترة طويلة
في تلك اللحظة شعر بشيء عميق شيئًا لم يشعر به مع أي شخص آخر شيئًا لا يستطيع حتى أرثر أن يمنحه إياه
قال بصوت هادئ ومفعم بالدفء: "اليوم كان رائعًا كنت ممتنًا جدًا لوجودك هنا مع ليو جعلكما اليوم مميزًا حقًا"
تايهيونغ رد بابتسامة خفيفة و عيناه تتنقلُ بين جونغكوك و ليو : "أنا أيضًا سعيد لكن ليو هو من أضاف سحر اليوم هو من جعلني أشعر بالسعادة الحقيقية"
كان قلبه يفيض بتلك المشاعر التي يصعب تفسيرها وكأن اليوم وحده يعبر عن شيء أكبر بينهما
جونغكوك ضحك قليلاً وهو يلاعب وجنتي تايهيونغ بلطف أكبر وقال:
"نعم ليو رائع لكن أنت السبب الأكبر في كل شيء"
كان صوت جونغكوك مليئًا بالصدق وفي عينيه كان هناك شيء أشبه باللمعان الصدق غير قابل للإنكار ، لحظة صمت اجتاحت بينهما كان كل واحد منهما يشعر بتلك الرغبة الغريبة في التواصل لكن لا يعرفان كيف يعبّران عنها
كِسرَ الصمت حديث جونغكوك الذي جاء مفاجئًا وصريحًا:
"بعد أربعة أيام سنخرج معًا إلى أي مكان تختاره أنت أريد أن نقضي وقتًا أكثر معًا" ، كانت كلماته قريبة جدًا من الجدية، لكنه ترك فيها لمسة من العاطفة الخفية التي شعر بها تايهيونغ
فوجئ تايهيونغ للحظة وعيناه تلاقتا مع عيني جونغكوك شعر بشيء غريب ينبض داخل قلبه و خجله يزداد : "أحقًا؟ إلى أي مكان؟"
ابتسم جونغكوك ابتسامة و تحدثَ بِـ : "نعم أي مكان لأنني فقط أرغب في أن نكون معًا أكثر"
كانت كلماته تخترق قلبهُ وتنثر داخل تايهيونغ شعورًا جديدًا لا يعرف كيف يصفه هل هذا هو التعلق الذي يشعر به؟ أم هو شيء أعمق؟ لا يستطيع الجواب .. ، ثم تغير الحديث بشكل مفاجئ فبدأ جونغكوك يخبر تايهيونغ عن ملاقاته صديقه المحامي بعد الحفل لأمور تتعلق بالطلاق
"بعد الحفل سألتقي مع المحامي هذا الأسبوع لتسوية الأمور هناك بعض الأوراق التي يجب أن أعدّها" ، قالها بصوت خافت، وكأن الحديث عن هذا الأمر يرهقه قليلًا
تايهيونغ الذي كان يستمع باهتمام أومأ برأسه ثم قال بنبرةً هادئة مليئة بالعناية: "إذا كنت بحاجة إلى أي مساعدة أو إذا شعرت أن هناك شيئًا ما عليك أن تفعله فقط اتصل بي أنا هنا في أي وقت تُريده "
كان عرض تايهيونغ عميقًا وكأن كلمات العناية هذه كانت تأخذ طابعًا أكبر مما يبدو عليه كان يشعر بشيء غريب بداخله لكن لا يمكنه تفسيره
ابتسم جونغكوك بحنان وهو ينظر إلى تايهيونغ: "سأحتاج إلى بعض الوقت مع المحامي لكنني لن أبتعد عنك "
نظراتهما تلتقي، وكان هناك شيء مشترك بينهما، شعور لا يمكن أن يختفي
أكمل جونغكوك بنبرة منخفضة وهو يشعر بالقليل من الحزن في قلبه:
"سيكون صعبًا أن نبتعد عن بعضنا لبعض الأيام"
كان يتحدث وكأن هناك جزءًا منه يخشى الغياب عن تايهيونغ وكأن وجوده بجانب تايهيونغ أصبح شيئًا لا يمكن أن يتخلى عنه بسهولة
تايهيونغ الذي شعر بالأثر الكبير لتلك الكلمات قال بصوت هادئ مليء بالعاطفة يُطبطب أعلي وجنتاه جونغكوك قِبل أن يرفع ذقنهُ ببطيء لتلتقي عيناهما مرةً اخرى
"لن نبتعد عن بعضنا كثيرًا سأكون هنا في أي وقت تحتاجني فيه أعدكَ" ، كان صوته دافئًا كأنما يعرض على قلبه شيئًا لا يستطيع جونغكوك رفضه
اقترب جونغكوك من ليو بحذر وأخذ رأسه بين يديه بلطف ثم وضع قبلة على جبين الطفل بحنان: "كون بخير يا ليو استمتع بيومك"
ابتسم ليو مع لامعان يُصاحب عيناه اقتربَ من جونغكوك ثم احتضنه بحب عفوي كِـ رد تلقائي
رفع جونغكوك نفسه ليصل إلى مستوى تايهيونغ ثم قال بصوت هادئ: "أنت كذلك تايهيونغ كن بخير"
ابتسم تايهيونغ بابتسامة هادئة وأجاب: "سأفعل وداعًا"
ثم أمسك بيد ليو بإحكام قبل أن يتحرك بهدوء نحو داخل المشفى
راقبهم جونغكوك وهما يدخلان المستشفى والابتسامة لم تفارق وجهه كان يراقب هالة تايهيونغ البعيدة عن ناظريه يحاول أن يستوعب كل ما يشعر به تجاهه كان قلبه في حالة من الاضطراب، مليئًا بمشاعر مبعثرة لا يستطيع فهمها
كان يِشعرُ بشيء عميق لم يستطع تفسيره شيء بدأ يتحرك بداخله من لحظة لقائه بتايهيونغ شيء يشعره بأن كل شيء في حياته أصبح مختلفًا الآن وأن تلك اللحظة كانت بداية لشيء أكبر
كان جونغكوك يعتلي مقعد السائق في سيارته يلفّ مقودها بخفة وكأنه يتهيأ للانطلاق أخرج هاتفه من جيبه عندما ارتفع رنينه معلناً مكالمة واردة لمح اسم والدته على الشاشة فابتسم تلقائياً وأجاب بنبرة هادئة:
"مساء الخير أمي"
على الطرف الآخر جاء صوت والدته دافئاً ومليئاً بالحنان: "مساء الخير عزيزي ، أأنت في المنزل الآن؟"
بينما يتحدث كانت يداه تتنقلان على عجلة القيادة يضغط الأزرار لتشغيل السيارة شعر بخلفية صوتٍ صاخب ينبعث من سماعة الهاتف وكأنه يدل على حفل أو استعدادات أجيبها بهدوء:
"لا لدى صديقي أمي"
ترددت ضحكة خفيفة من والدته كان صوتها مرحاً وكأنها تعرف شيئاً ما لا يعرفه :"صديقك؟ صديقك؟" سألته وهي تقهقه فأطلق هو الآخر ضحكة خافته لا تخلو من الحرج
"نعم" ، قالها بصوت منخفض وكأنه يخشى أن يكشف عن المزيد
تابعت والدته حديثها نبرتها مازحة ومليئة باللطف: "يبدو أن العلاقة بينكما تتطور! أخبرني هل أصبحت تبيتُ عنده مؤخراً؟"
ضحك جونغكوك بخفوت وهو يضغط بيده على جبينه وكأن سؤالات والدته كانت أكثر جرأة مما توقع قال بفضول مشوب بالضحك:
"أمي، هل هناك أحد بجانبك؟ تتحدثين براحة كبيرة اليوم"
ضحكت والدته بصوت ناعم كان في حديثها دفء يكفي لطمأنته: "لا أحد فقط الخدم يرتبون الأطباق لحفل استقبال الحفيد الأول لعائلة جيون لا تقلق"
تسللت ابتسامة صغيرة إلى شفتيه رغم مزيج الغموض الذي سيطر على المكالمة قال بجدية متصنعة لكن صوته بقي حنوناً: "أمي دعينا نؤجل الحديث حتى أعود إلى المنزل أريد أن أتحدث معك بإريحية حسناً؟"
"حسناً كما تشاء لكن تعال باكراً لا تتأخر" ، صوتها كان يحمل مزيجاً من الحب والنصيحة فشعر بتلك الدفعة الصغيرة من المسؤولية التي دائماً ما تتركها كلماتها في نفسه أدار المحرك متجهاً نحو المقهى الذي كان يقصده ناوياً أخذ قهوةً
في المقهى الهادئ حيث ينعكس الضوء الباهت من مصابيح السقف على الأسطح الزجاجية وتملأ رائحة القهوة الفضاء كان جيمين يجلس وحده في ركنه المعتاد
المقهى كان غريبًا اليوم في غياب تايهيونغ كما لو أن شيئًا ما كان مفقودًا في هذا المكان الذي اعتاد أن يكون فيه صديقهُ كانت جلسته خالية من الراحة التي كان يشعر بها دائمًا عندما يتواجد صديقه وكأن الجو يفتقد شيئًا جوهريًاً
اتصل جيمين بأرثر الذي كان قد قرر البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى عمله اليوم
دفع الباب ويدخل أرثر يخطو بثقة نظر إلى جيمين للحظة، ثم اقترب سريعاً سِحب كرسياً وجلس أمامه دون أن يقول كلمة واحدة كانت لغة جسده مشوشة عيونه تحمل شيئًا من الانفعال و الغِضب
"اللعنة عليك!" انفجر جيمين بصدمة وعيناه تتسعان في تعبير من الدهشة كانت الكلمات تخرج بسرعة، وكأنها تتسابق لتفسير ما كان يحدث نظر إلى أرثر بذهول غير قادر على استيعاب ما سمعه تِابع قائلاً :" ماذا تعني أنك ستجعل شخصًا يراقب تحركات جونغكوك؟"
"ماذا تريد مني أن أفعل؟ هل تعتقد أن هناك خيارًا آخر؟" رد أرثر بانفعال وجسده يتصلب قليلاً في المقعد كانت نبرته خشنة، تعكس غليانًا داخليًا لا يمكن إخفاؤه
"ماذا تفعل؟" سأل جيمين و قام بتقليد نِبرته بسخريةً وهو يحاول جمع أفكاره وسط فوضى مشاعره
" أنت تعلم أنك تستطيع فعل الكثير، فلماذا هذه الطريقة المجنونة؟ وأخبرت والده أيضًا؟" ، كانت كلمات جيمين تحمل مزيجًا من الغضب والدهشة بينما كان يحاول فهم ما الذي دفع أرثر لهذه التصرفات المتسرعة
أرثر أخذ نفسًا عميقًا وكأنما كان يحاول تهدئة نفسه قبل أن يرد
"لا يهمني أن يغضب جونغكوك ما يهمني هو أين يختفي طوال الليالي الماضية" ، كان صوته هادئًا، باردًا، وعيونه تلتقي بعيني جيمين بنظرة ثابتة بينما جسده يظل ساكنًا في المقعد وكأن كل شيء حوله يزول في تلك اللحظة
ثم كما لو أنه اكتشف شيئًا سأل أرثر: "أين هو صديقك؟" ، كانت نبرته هادئة لكنها تحمل تساؤلًا عميقًا كان قد لاحظ غياب تايهيونغ في ذلك اليوم وعينيه تلتقط التفاصيل الصغيرة
"سيأتي في المساء" ، أجاب جيمين بابتسامة مرهقة، وعيناه تبتعدان عن التواصل المباشر مع أرثر مِن ثُم تابع الحديث : " عندما أغادر، سيتولى المهام"
أرثر الذي بدا وكأنه يتأمل في كلمات جيمين بتركيز سأل بجدية أكبر: "أتذكر عندما أخبرتك أنهما تبادلا الأرقام؟"
"نعم" ، أجاب جيمين ببساطة لكن هناك شك ظاهر في عينيه
أرثر الذي يبدو وكأنه يغوص في التفاصيل تحدث بهدوء: "كلاهما يكذب هناك شيء أكبر من هذا"
"ماذا تعني؟" سأل جيمين وعينيه تنقلان شعورًا عميقًا من عدم الفهم كان حاجباه يعقدان بشكل غريزي محاولة لالتقاط خيوط الحكاية
"هو أخبرك أن جونغكوك يريد اسم المتجر، بينما جونغكوك أخبرني أن السبب هو اصطدام سيارته بسيارة صديقك" ، قال أرثر وهو يسترجع تفاصيل تلك الأيام بعيون مليئة بالشك
جيمين شعر بتقلبات في قلبه وهو يسترجع تلك اللحظات ثم رد بارتباك: "حينها أخبرني تايهيونغ أنه سيذهب مع دانيال لإحضار سيارته" ، كانت عيناه تتلاقيان مع عيني أرثر وكان كلاهما يبحث عن إجابة غير مرئية
أرثر الذي لم يفقد تركيزه تابع حديثه بهدوء أكبر: "في نفس اليوم، خرج جونغكوك إلى مكان لا أعرفه وعاد برائحة عطِره الرجولي الممزوج بالمسك جيمين جونغكوك لا يضع هذا النوع من العطور!"
ارتبك جيمين وأصابته الدهشة كانت الكلمات ثقيلة وعقله يرفض قبول هذا التفسير تحدثَ و الكلمات تتلعثم بِفمه : " لا أستطيع تصديق ذلك. عطر تايهيونغ المفضل هو المسك، لكن لا يمكن أن يكون هو !"
أرثر الذي بدأ يلاحظ تغيرات في ملامح جيمين أجاب بنبرة حزينة: "لست متأكدًا إذا كان هو لكنني سأكتشف الحقيقة بطريقتي"
جيمين، الذي كان يحاول جاهدًا أن يهدئ نفسه رد بصوت خافت: "تايهيونغ ليس من هذا النوع لا يمكن أن يفعل ذلك" ، كانت الكلمات تخرج ببطء وكأن عقله يحاول أن ينقلب على نفسه ليصدق شيئًا مستحيلًا
أرثر الذي كان عازمًا على كشف الحقيقة رد ببساطة:
"سأكتشفها بنفسي"
قال آرثر بسخرية بعد صمت دام قليلاً وهو يميل برأسه إلى الجانب بينما ارتسمت على شفتيه ابتسامة خافتة تخفي خلفها ألمًا واضحًا:
"سأحاول الليلة ... والده يرغب بشدة في طفل، لكن جونغكوك لا ينوي معاشرتي مطلقًا بل إنه لا يشتهي وجودي حتى"
تجمدت عيناه للحظة وكأنما كان يسترجع ذكريات مؤلمة، ثم أشاح بوجهه وكأنه يحاول التهرب من الحديث أكثر عن الموضوع
رفع جيمين حاجبيه قليلًا متكئًا بظهره على الكرسي ثم عقد ذراعيه أمام صدره بدت ملامحه متأملة وعيناه تحملان تساؤلًا واضحًاً قال بنبرة هادئة وكأنه يحاول تحليل الوضع بعناية:
"ربما يعاني من برود؟ أعني... لو كان ينوي الانفصال حقًا وهو يعلم أن الطفل قد يكون الحل لإنهاء كل ما بينكما لكان فعل ذلك منذ البداية"
أخذ آرثر نفسًا عميقًا ثم أرخى كتفيه ببطء كانت نظراته ثابتة على الطاولة أمامه، وكأنما وجد في الخشب المسطح ملاذًا من أفكاره المتشابكة قال بصوت خافت يحمل شحنة من الحزن والتفكير العميق:
"جونغكوك يخشى مسؤولية العائلة، وأعلم جيدًا أنه يحب الجو العائلي ويرغب فيه بشدة لكن ... مشاعرنا؟ إنها لا تتلاقى أبدًا، بل تكاد تكون متضادة تمامًا أفكر أحيانًا... ماذا لو أصبحت حاملاً؟ من سيتحمل مسؤولية الطفل بعد الانفصال؟ لا أنا، ولا هو هذا الأمر يشغل تفكيره كثيرًا، وربما أكثر مما ينبغي"
أنهى كلامه وهو يرفع رأسه قليلًا بينما ارتسمت على ملامحه هدوء ظاهري يخفي داخله عاصفة من الأفكار المتضاربة التي كانت تتصارع في صمت
صمت جيمين لثوانٍ ناظرًا نحو آرثر بعينين تحملان تعاطفًا وشيئًا من الحيرة ثم اقترب قليلًا وأمال رأسه للأمام محاولًا كسر حاجز الصمت بينهما قال بلطف:
"ماذا لو حاولت الليلة؟ أعني... لن تخسره، وربما تعرف حينها ما يدور في ذهنه حقًا"
هز آرثر رأسه ببطء ثم نظر نحو جيمين بعينين غارقتين في الحزن والتردد قال بصوت متهدج بالكاد يخرج من بين شفتيه:
"وماذا إن لم يُبادرني؟ ماذا لو لم يُبادلني أي شعور؟"
كانت كلماته تحمل رجفة خفية، ويداه ترتعشان قليلًا وهو يشبكهما معًا في محاولة لتهدئة نفسه
ابتسم جيمين ابتسامة خفيفة، ووضع يده على كفي آرثر بحركة مطمئنة قال بصوت واثق يختبئ خلفه تفاؤل خفيف:
"لا تقلق... إذا لم ينجح الأمر، سنلجأ إلى خطة أخرى سأخبرك بها لاحقًا الأهم الآن أن تُحاول"
ظل آرثر صامتًا وعيناه شاخصتان نحو الطاولة أمامه بينما انعقد حاجباه قليلًا في تعبير يوحي بالقلق والتفكير
وفي اللحظة التي همّ فيها جيمين بمواصلة حديثه انفتح باب المقهى فجأة ليطل منه جونغكوك بخطوات ثابتة
نادى عليه جيمين بابتسامة مشرقة: "جونغكوك، مساء الخير!" كان صوته يحمل مزيجًا من الترحيب والارتياح
أما أرثر فقد أطلق تنهيدة خافتة أشبه بمحاولة للتحكم في نفسه حينما سمع مناداة جيمين تلك ثم رفع رأسه ببطء من فوق الطاولة لكنه لم يرفع عينيه عن جونغكوك للحظة كان يراقب تحركاته بعناية مريبة
عيناه تمسحانه من الرأس إلى أخمص القدمين وكأنما يبحث عن شيء خفي بدا وكأنه يحاول قراءة كل شيء: لغة جسده، نظراته، وحتى الطريقة التي يدخل بها المقهى
"ما الذي ترغب به؟" ، سأل جيمين بلطف وهو يستقيم واقفًا ويتوجه نحو آلة القهوة يديه تتحركان بخفة لتجهيزها
"أمريكانو" ، قال جونغكوك بهدوء يرافقه إيماءة صغيرة إلى جيمين قبل أن يتوجه إلى الطاولة حيث كان أرثر جالسًا سحب الكرسي الذي كان يشغله جيمين واستقر عليه بثقة ليجد أرثر يحدق فيه بصمت ثقيل
جونغكوك الذي لاحظ نظرات أرثر الغريبة رفع حاجبيه مستغربًا قبل أن يقول بابتسامة ساخرة: "ما بالك تحدق بي هكذا؟ هل أنا مُدين لك بشيء؟ كيف حالك؟"
"بخير" ، أجاب أرثر ببساطةً من بين أسنانه المشدودة ويداه المتشابكتان فوق الطاولة تظهران توتره المكبوت
ابتسم جونغكوك ببرود وأخذ وضعية أكثر استرخاء ثم قال بنبرةً مستفزة: "على مهلك، لست مجبرًا على الإجابة" ، أطلق بعدها قهقهة خافتة زادت من حدة غضب أرثر الذي لم يستطع كتم انفعاله
بصوت مليء بالتحدي همس أرثر وهو ينظر مباشرة في عيني جونغكوك: "سترَى ما سيحدث لك جيون هذه الليلة"
جونغكوك أمال رأسه قليلاً وعيناه تلمعان بالسخرية: "أوه؟ أخفتني! أخبرني، ما الذي تخطط لفعله؟" سأل واضعًا ذقنه على راحة يده ونظرته تحمل شيئًا من التعجرف
اقترب آرثر ببطء من الطاولة وعيناه تركزان بثبات على وجه جونغكوك، تحملان مزيجًا من التحدي والغضب المكبوت انخفض صوته إلى نبرة خافتة مشحونة بالتوتر، وانحنى قليلاً نحوه، قائلاً بهدوء يخفي تحته عاصفة:
"سترَى... إن لم أُحيِ ما بين قدميك رغمًا عنك"
لمعت عينا جونغكوك للحظة، وكأن جرأة آرثر باغتته بشكل لم يتوقعه غير أنه سرعان ما تمالك نفسه ورد بنبرة باردة امتزجت بشيء من التحدي:
"وهل تعتقد أنك قادر على ذلك؟"
توقف لبرهة، وضاقت عيناه بخبث قبل أن يتابع بسخرية ظاهرة:
"أتعلم؟ لقد مر عام كامل على ارتباطنا، ومع ذلك لم تنجح يومًا في إيقاظه كل محاولاتك باءت بالفشل الذريع والآن... تظن أنك ستحقق ما عجزت عنه في يوم وليلة؟"
كانت الكلمات تخرج من فمه ببطء وكأنها طعنة مباشرة في كبرياء أرثر وفي لحظة من الصمت الذي أعقب ضحكة جونغكوك اشتدت قبضة أرثر فوق الطاولة بينما توترت عضلات وجهه وكأنه يحاول جاهدًا كبح انفعاله
قبل أن يتفاقم الوضع بينهما أكثر صدر صوت حمحمة من جهة جيمين الذي وقف بجانب آلة القهوة ينظر إليهما بقلق واضح كانت عيناه تجولان بينهما وكأنه يحاول إعادة الأجواء إلى طبيعتها مما أجبر الاثنين على تمالك نفسيهما
استرخى أرثر في كرسيه وأرجع ظهره إلى الخلف ثم قال بنبرة خالية من الحماس: "سأعود معك إلى المنزل"
جونغكوك رفع حاجبيه وهو يميل برأسه قليلاً إلى الجانب مستفهمًا: "لماذا؟ هل أتيت هنا عبر الإسقاط النجمي؟"
ضحك أرثر بسخرية خفيفة وقال: "لستَ ظريفاً أتيت مع صديقي لكنه يبدو مشغولاً الآن ولأنك هنا سأعود معك"
رغم محاولاته لإخفاء انزعاجه أطلق جونغكوك تأففًا واضحًا وهو يعيد ترتيب جلسته هذا التأفف لم يمر دون أن يلاحظه أرثر الذي قال بصوت يحمل مزيجًا من الاستياء والتذمر: "ما بالك؟"
رد جونغكوك بنبرة متكاسلة وهو ينظر إلى كوب القهوة الذي بدأ جيمين في تحضيره: "لا شيء ، سأخذ قهوتي وسنذهب"
"تفضل،" قال جيمين بابتسامة لطيفة تزين وجهه المشرق واضعًا كوب القهوة بحركة متأنية على الطاولة وكأنما يُقدّم جزءًا من دفء قلبه
مدّ جونغكوك يده ببطء وأمسك الكوب بأطراف أصابعه برفق ثم أومأ برأسه بخفة في إيماءة شكر رافقها ابتسامة هادئة أضافت لوجهه هالة من الهدوء
رفع نظره إلى جيمين للحظة كأنه يودعه بلا كلمات ثم استدار بخطوات متزنة نحو الباب سار خلفه أرثر بصمتٍ يشي بالكثير وملامحه تُخفي وراءها مشاعر مختلطة بين الغضب والتساؤل
في الخارج توقف جونغكوك للحظة أمام السيارة ألقى نظرة سريعة على الطريق الممتد أمامه ثم فتح الباب الأمامي ودخل بخفة جلس على مقعد السائق مستقيمًا وضع كوب القهوة في حامل الأكواب القريب من ذراعه وبجانبه نظارته الشمسية التي كانت تتوسط المقعدين الأماميين
مرّر يده سريعًا فوق جبينه وكأنه يبعد إرهاقًا خفيًا، ثم أمسك بحزام الأمان وأحكمه على صدره في حركة روتينية هادئة بعد لحظات، أدار المفتاح ليُشغّل المحرك، فانبعث صوت خفيف منتظم
أما أرثر فقد فتح الباب الجانبي الآخر بخطوة ثقيلة ودخل السيارة منذ اللحظة التي أغلق فيها الباب اجتاحت أنفه رائحة المسك التي ملأت الأجواء وكأنها جزء من السيارة ذاتها
رائحة لم تعد غريبة عليه لكنها باتت تثير بداخله شيئًا من الاضطراب والغيرة جلس على مقعده بتوتر ظاهر، ويداه ترتكزان بقوة على ركبتيه لم يستطع أن يمنع نفسه من التفكير: " لماذا ترافقه هذه الرائحة دائمًا؟ ومن أين مصدرها؟"
تلك الرائحة التي وجدها ذات مرة على معطف جونغكوك حين عاد متأخرًا في ليلة غامضة تعود الآن وكأنها أصبحت جزء منه
حاول أرثر أن يُشتت أفكاره لكن نظره انجذب فجأة إلى المقعد الخلفي كانت هناك بدلة رسمية أنيقة مطوية بعناية لونها الداكن وقماشها الفاخر استدار بجزء من جسده لينظر إليها بوضوح ثم عاد إلى وضعه الأصلي ليطرح سؤالًا قطع به الصمت: "هل اشتريت بدلة للحفل؟"
ردّ جونغكوك دون أن يشيح بنظره عن الطريق بينما يرفع كوب القهوة إلى شفتيه ويأخذ رشفة صغيرة: "نعم." كانت كلمته مختصرة
وفي لحظة لفتت انتباهه بطاقة صغيرة موضوعة في إحدى فتحات السيارة الجانبية أمسك البطاقة بين أصابعه ونظر إليها بتأنٍ ، كانت بطاقة ملونة مخصصة لملاهي الأطفال قرأ ما كُتب عليها بصوت منخفض ثم رفعها قليلًا باتجاه جونغكوك وسأله بنبرة تحمل سخرية واضحة: "حقًا؟ وهل بطاقة ملاهي الأطفال جزء من شراء بدلتك؟"
التفت جونغكوك برهة إلى البطاقة ثم عاد بنظره إلى الطريق وكأن الأمر لا يستحق اهتمامًا إضافيًا قال بهدوء لا يملك أرثر تفسيرًا له: "إنها لِطفل صديقي ، خرجت معهما صباحًا"
لكن أرثر لم يقتنع انقبضت ملامحه وتجمعت خطوط التوتر على وجهه كأن كلماته تُثير داخله عاصفة مكتومة ، مال بجزء من جسده نحو جونغكوك قليلًا وسأله بصوت حمل في طياته كل ما يعتمل بداخله: "أين كنت الليلة الماضية؟ لماذا تهجرني هكذا؟ ألست بزوجك؟" كان صوته مشحونًا بالأسئلة التي لم يكن مستعدًا لسماع إجابة صريحة عنها
أطلق جونغكوك زفرة ثقيلة وضرب مقود السيارة بقبضة يده مُكملاً القِيادةَ ثُم قال بصوت واضح لكنه مفعم بالبرود عِكس الغضب المُتطاير بعيناه : "ألم تملّ من سؤالي هذا وأنت تعرف إجابته؟" ألقى نظرة خاطفة وسريعة نحو أرثر قبل أن يعود ببصره إلى الطريق
لكن أرثر لم يتراجع كان وجهه يشع غضبًا وشفتاه ترتعشان وهو يتحدث بنبرةً عاليةً : "أنا لا أعرف الإجابة! أجهلها تمامًا ! ، تخرج لأوقات متأخرة وتعود برائحة المسك هذه التي تعبق الآن في سيارتك! ما تفسير ذلك؟ إن كنت لا تحبني ولا تطيق وجودي فلا تفعل هذا بي... لقد أوهمتني بحب زائف حتى جعلتني أقع في حبك الكاذب!" ، كانت كلماته أشبه بخناجر تُلقى بغضب عشوائي
التفت جونغكوك نحوه سريعًا عيناه تشتعلان بحدة غاضبة وقال بصوت صارم: "لم أوهمك بحبٍ كاذب أنت من صدّق الكذبة هل تظن أن حبًا يمكن أن يولد من زواج مصلحة؟ أرثر، أنا لم أحبك يومًا أفهم!"
أنهى حديثه بضربة قوية على المقود قبل أن يعتدل في جلسته والغضب والاستياء يكسوان ملامحه بوضوح
اتسعت عينا أرثر كأنه تلقى صفعة قوية تجمد مكانه عاجزًا عن الرد حاول أن يقول شيئًا لكن الكلمات خانته ولم يخرج من فمه سوى أنفاس متقطعة تُترجم غضبه وجرحه
ساد الصمت بينهما بعد ذلك ولم ينقطع حتى وصلت السيارة إلى المنزل توقف جونغكوك بمهارة عند المدخل بينما فتح أرثر الباب بقوة وخرج بخطوات غاضبة متسرعةً
أغلق الباب خلفه بعنف جعل السيارة تهتز للحظة صرخ جونغكوك بحدة و هُو يجمعُ أشياءه : "اللعنة عليك!" ثم أطلق زفرة طويلة وأمسك بدلته واتجه نحو المنزل
على الدرج كانت والدته تشوهي واقفة تحمل بين يديها باقة زهور بيضاء منشغلة بالتجهيزات للحفل توقفت فجأة حين رأت أرثر يعبر أمامها دون أن يلقي التحية رأت تصِرفه وقحاً للغايةِ !
عبست ملامحها وقالت بامتعاض: "ما باله؟"
تقدم جونغكوك نحو والدته مبتسمًا ابتسامة عريضة كأنما لا شيء قد حدث وحين اقترب منها احتضنها برفق وهمس في أذنها: "مرحبًا أمي"
ابتسمت تشوهي بحنان وأحاطت خصر ابنها بلطف ثم قالت بنبرة ملؤها القلق: "أهلاً عزيزي، ما الذي حدث مع زوجك؟" ، ثم ابتعدت عنه بهدوء وتابعت سيرها إلى غرفة المعيشة
ارتسمت على وجه جونغكوك نظرة عابرة وكأنه اعتاد على هذا السؤال أجاب ببساطة: "تشاجرنا قليلًا، لا شيء جديد" ، ثم تابع سيره سريعًا خِلف والدته وكأنه يغيّر الموضوع: "إذن، هل انتهت كل التجهيزات؟"
جلسَت تشوهي على الأريكة وأخذت تفرز الزهور بعناية تختار الأفضل منها بينما تتخلص من الذابل منها وأجابت بابتسامة هادئة: "نعم كل شيء جاهز فقط تبقى بعض الزينة مثل الزهور"
لاحظ جونغكوك غياب شقيقته فسألها بفضول: "متى ستأتي جيوون؟"
أجابته والدته بهدوء دون أن ترفع عينيها عن الزهور: "إنها في غرفتها بالأعلى"
استفسر جونغكوك مجددًا بحماس : "حقًا؟ متى وصلت؟ وهل كان جون برفقتها؟"
أجابته والدته مبتسمة وقد بدا في صوتها رائحة الود والمحبة: "نعم، وصلت قبل قليل مع زوجها، وجون معها هل انتهيت من شراء بدلتك؟ دعني أراها" ، رفعت عِيناها عن الزهور نحو جونغكوك
ابتسم جونغكوك بإيماءة خفيفة وبدأ في استعراض بدلتها أمام والدته، بينما ابتسمت هي بلطف وقالت: "ستبدو وسيماً للغاية!"
مزح معها جونغكوك ضاحكًا: "ألم أكن وسيمًا من قبل؟ أم أن البدلة هي التي تجعلني كذلك؟"
ضحكت والدته بلطف وقالت: "دائمًا وسيم أخبرني كيف حال صديقك المجهول؟"
أجابها جونغكوك ضاحكًا: "إنه بخير أمي، وهو في الواقع من اختار لي هذه البدلة"
ابتسمت تشوهي بخفة وهي تدرك أن ابنها يخفي أمرًا ما: "أعلم، هذا التصميم ليس من ذوقك" ، أعادت عيناه مرةً اخرى نحو الزهور
أجاب جونغكوك مبتسمًا يِخجل طفيف كِون والدته تُدرك أبسط تفاصيله : "إذاً سأذهب لرؤية جيوون إذا احتجتِ شيئًا اتصلي بي " ، ثم ودع والدته بابتسامة دافئة وتوجه إلى الأعلى
في غرفة جيوون
طرق جونغكوك الباب بلطف وعندما سمع صوت شقيقته تِدعوه للدخول دخل مبتسمًا فور رؤيتها ، ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتي جيوون، وعيناها تتلألأ بالسعادة قامت بتمهل انتظرت قدومه إليها وفور وصوله احتضنته برفق ذراعاها تحيطان به كما لو كانت تحاول ألا تفلت منه همست بصوت دافئ : "جونغكوك افتقدتك حقًا"
أحاطها جونغكوك شقيقته بذراعيه بفرح قائلاً : "وأنا أيضًا سعيد حقًا بوجودك هنا"
فصل العناق بلطف ثم جلس بالقرب منها وسألها بقلق طفيف: "كيف حالكِ؟ هل لا زلتِ متعبة؟"
أجابت جيوون وهي تتابع احتساء مشروبها :
"لا تقلق، أنا بخير الآن"
نظر إليها جونغكوك وبعد لحظة صمت سألها بحذر: "هل أتعبتك الولادة إلى هذا الحد؟"
تنهدت جيوون بهدوء وتكلمت بصوت منخفض وهي تذكر لحظتها حينها : "كانت ولادتي الأولى قيصرية وكان الأمر مرهقًا للغاية الجرح كان يؤلمني بشدة، ولم أستطع المشي لفترات طويلة هيون لم يتمكن من الاعتناء بنا معًا لذا اتصلت بوالدتي وأخبرتها أننا سنضع جون لفترة حتى أتعافى قليلًا"
شعر جونغكوك بقلق متزايد فسألها بلهفة : "هل الولادة القيصرية مرهقة لهذه الدرجة؟"
أومأت جيوون برأسها وأجابت: "نعم في البداية لم أشعر بالألم لكن بعد الأيام الثلاثة الأولى زاد التعب والألم وتضاعف استمر الألم لبضعة أيام لكنني بخير الآن"
ثم استفسر جونغكوك بفضول: "هل مِن هم بحالة أرثر قيصرية أيضًا؟"
أجابت جيوون برقة وهي تبتسم: "نعم"
سألها مجددًا: "هل كان جون بخير حينها؟"
أجابته جيوون بابتسامة رقيقة: "نعم، هذا كان يريحني كثيرًا جونغكوك شعور وجود طفل بينكما رائع للغاية أتمنى أن تجرب هذا الشعور يومًا"
ابتسم جونغكوك وقال بهدوء: "أتمنى ذلك، جيوون"
ثم أضافت جيوون بحنان، وهي تمسح وجنتي جونغكوك برفق: "ألن تذهب لرؤية جون؟ لاحظت أنه حينما يستشعر وجودك أو يسمع صوتك يستيقظ هل تسمع حديثه؟"
قهقه جونغكوك بلطف، بينما اشراق السعادة يظهر على وجهه: "بالطبع، يحب الحديث مع خاله"
قام جونغكوك بفرح طاغٍ وتوجه نحو سرير جون فاقترب منه برقة، وبدأ يداعب أنفه بلطف بينما قبّل جبينه بحنان بالغ كان الطفل في سريره عيونه الصغيرة مغلقة وكأنها تعكس النقاء والبراءة، وكان وجهه طفوليًا جدًا سرعان ما استشعر حرارة الحب التي أحاطته، وبدأ في الابتسام برفق وهو في أحضان عاطفة خاله
قبل أن يغادر جونغكوك نظر إلى شقيقته مبتسمًا وقال: "أعتقد أنني سأذهب الآن" ، ثم استأذن بلطف وهو يترك وراءه جوًا من الألفة والطمأنينة
بعد أن ودع جونغكوك شقيقته جيوون وخرج من غرفتها اتجه إلى الأسفل حيث كانت والدته ما زالت مشغولة بترتيب الزهور في غرفة المعيشة شعر بشيء من الراحة بعد حديثه مع جيوون لكن ذهنه كان مشغولًا بعدد من الأسئلة حول ما يدور حوله خاصة بشأن العلاقة مع أرثر وحالة شقيقته بعد ولادتها
عندما دخل غرفة المعيشة اقترب من والدته مبتسمًا وقال لها: "كل شيء جيد الآن، شكراً على كل ما فعلتيه"
ردت والدته بابتسامة دافئة وهي تضع الزهور في مكانها: "أنت دائماً هنا عندما نحتاجك لكنني أشعر أنك تحمل همًا ما الذي يحدث حقًا؟"
نظر إليها جونغكوك للحظة ثم ابتسم بلطف قائلاً: "لا شيء، مجرد بعض الأمور التي تحتاج إلى وقت"
تشوهي نظرت إليه بنظرة حانية كما لو أنها تفهم ما وراء كلماته، ثم قالت: "إذا كنت بحاجة إلى شيء، أنا هنا لا تجعل الأمور تتراكم عليك"
ابتسم جونغكوك بأدب ولكنه شعر بالطمأنينة وهو يلاحظ كيف أنها دائمًا قادرة على تهدئته
أثناء حديثهم دخل أرثر فجأة من الباب وكانت ملامحه تعكس تواجده في حالة من التأمل ربما بسبب مشادة سابقة مع جونغكوك لكنه عندما رأى والدته ابتسم بخجل وقال: "أهلاً، هل انتهى كل شيء؟"
أجابته تشوهي بابتسامة هادئة: "نعم، كل شيء جاهز تقريبًا فقط بعض اللمسات الأخيرة"
لم يتطرق أحد للحديث عن الخلاف الذي حدث بينه وبين جونغكوك، لكن الجو كان مشحونًا قليلاً بعد لحظات من الصمت حتى تحدثت تشوهي قائلةً : "هيا حان وقت الاستعداد جميعًا لدينا الكثير لنفعله"
استقام جونغكوك وأرثر بخطوات هادئة نحو شقتهما في الطابق العلوي بينما اتجهت تشوهي إلى غرفتها لتستعد عند دخولهما الشقة، بدأ أرثر في تفحص خزانة الملابس وسحب بدلتين إحداهما سوداء والأخرى زرقاء داكنة وقف أمام جونغكوك وسأله بنبرة خفيفة مشوبة بالتردد وكأنه يحتاج إلى رأي حاسم: "أي واحدةٍ منهما أبدو أفضل بها؟"
كان جونغكوك منهمكًا في إخراج أحد أحذيته من درج قريب رفع عينيه نحو البدلتين وأخذ لحظة للتأمل قبل أن يقول بثقة وهو يشير نحو الزرقاء الداكنة:
"الزرقاء الداكنة جميلة ستبدو مميزًا بها؛ الجميع سيرتدون الأسود"
للحظة ارتسمت على وجه أرثر ابتسامة صغيرة لم يستطع إخفاءها كلمات جونغكوك رغم بساطتها حملت تأثيرًا غريبًا عليه لم يكن معتادًا على هذا النوع من العِبارات منه قال بصوت هادئ لكنه لا يخلو من الامتنان:
"حقًا؟ حسنًا، سأرتديها إذًا"
أخذ البدلة معه متوجهًا نحو دورة المياه بخطوات أسرع مما توقع يحمل شعورًا غريبًا بالسعادة
في هذه الأثناء ، فتح جونغكوك باب الشرفة الخارجية بخفة استند على الحافة وأطلق أنفاسًا هادئة ثم رفع هاتفه واتصل بتايهيونغ نظر إلى السماء التي بدأت الغيوم فيها بالتفرق ليظهر لونها الأزرق الصافي كأنها تعكس ما يشعر به
"مرحبًا، تايهيونغ هل عدت إلى المنزل؟" ، سأل جونغكوك فور أن أجاب الآخر
"نعم، لتوّي أوصلت والدتي إلى منزلها، وأنا الآن أسترخي قليلًا هل هناك شيء؟" سأل تايهيونغ بنبرة فضولية تعكس دهشته من الاتصال غير المتوقع
تردد جونغكوك قليلاً وكأن الكلمات تأبى الخروج لكنه سرعان ما قال بنبرة مطمئنة تحمل قلقًا خفيًا:
"لا شيء... أردت فقط أن أتأكد أنك بخير بعد زيارة عمك"
توقف تايهيونغ عن الحديث للحظة شعر أن هناك ما يختبئ خلف كلمات جونغكوك لكنه رد بابتسامة صغيرة وكأنها تترجم ارتياحه لسماع هذا الاهتمام:
"لا تقلق، أنا بخير كل شيء على ما يرام"
لكن جونغكوك لم يكتفِ بذلك أكدا على كلامه بنبرة جادة:
"إن قررت زيارته مجددًا، أخبرني سأكون معك"
رفع تايهيونغ حاجبيه بدهشة طفيفة وابتسم بخفةً:
"جونغكوكاه أنا أستطيع التعامل مع الأمر بمفردي لا داعي للقلق"
هز جونغكوك رأسه بحزم وصوته صار أكثر إصرارًا:
"أعلم أنك تستطيع لكن لا أريدك أن تواجهه وحدك دعني أكون هناك بِقربكَ"
لم يستطع تايهيونغ الرد على الفور شعر بصدق جونغكوك ورغبته الحقيقية في تقديم المساندةِ اليه دائماً تنهد بخفة ثم قال بابتسامة دافئة: "حسنًا، سأخبرك إذا قررت الذهاب"
أطلق جونغكوك تنهيدة ارتياح خفيفة وقال بصوت مطمئن:
"جيد إذا احتجت أي شيء أنا هنا دائمًا"
"أعلم... شكرًا جونغكوك" ، أغلق تايهيونغ الهاتف ببطء بعدما وِدع جونغكوك وعيناه تظللان تأمل شاشة الهاتف للحظات للمرة الأولى منذ وقت طويل شعر بشيء يختلف عن أي شعور آخر عرفه كان الإحساس بالراحة يغمره وكأن ثقله الداخلي قد بدأ يزول شيئًا فشيئًا
في قلبه أدرك أن جونغكوك ليس مجرد شخص بجانبه بل هو الأمان الذي لم يعتقد يومًا أنه سيجده
شخص يفهمه دون أن يطلب ويدعمه دون أن يضغط لأول مرة منذ سنوات، أحس أنه ليس وحيدًا تمامًا
" جونغكوك!" ، صوت يونقي المزعج اخترق هدوء الشقة فجأة وقف عند المدخل عابسًا قليلًا كعادته ونظرة ضجر واضحة تملأ ملامحه
وضع جونغكوك الهاتف أعلي سريرهما متوجها لِيونقي ثم صاح بنبرة استنكار بينما يسيرُ :
"ألم تتعلم كيف تطرق الباب؟! ماذا تريد الآن؟"
رفع يونقي يديه بعفوية وهو يرد بنبرة متذمرة:
"حذائي لم يعد يناسبني ، أتيت لاستعارة واحد منك"
أطلق جونغكوك تنهيدة خفيفة ثم رفع حاجبه وهو يرد بابتسامة ساخرة:
"هل أبدو وكأنني أدير متجرًا للأحذية؟ خذ شيئًا واذهب قبل أن أندم على السماح لك بالدخول"
ضحك يونقي بخفة وهو يتجه نحو خزانة الأحذية يرد بمزاح وهو يتفحص الأحذية:
"ربما عليك أن تفكر في الأمر لديك مجموعة تكفي حيًّا بأكمله"
تابعه جونغكوك بنظرة مرحة لكنه قال بسخرية ظاهرة:
"لكنني لا أبيع بالمجان لذا لا تنسَ أن تدفع لاحقًا!"
التقط يونقي حذاءً بسرعة ورفعه بيده كأنه ظفر بجائزة ثم استدار نحو الباب وهو يلوّح به قائلاً بابتسامة مشاكسة:
"لا تقلق سأدفع الثمن على طريقتي!"
هز جونغكوك رأسه بيأس مصطنع وهو يراقب يونقي يغادر قبل أن يبتسم أخيرًا ويعود إلى ترتيب أموره
خرج أرثر من دورة المياه مرتديًا بدلته الداكنة التي كانت مشدودة على جسده بشكل أنيق كان يشعر بالارتياح لما بدا عليه من أناقة
التفت نحو جونغكوك الذي كان منهمكًا في إغلاق أزرار قميص بدلته بهدوء يركز على التفاصيل الصغيرة ويعمل عليها بدقة بينما ظل وجهه خاليًا من أي تعبيرات
اقترب أرثر منه بحذر ثم سأل بصوت هادئ: "كيف أبدو؟"
أجاب جونغكوك دون أن يرفع عينيه عن قميصه نطق. بكلماته بهدوء مطلق: "أنيق" كانت الكلمات قاسية قليلًا، لا تحمل حماسة أو أي إشارات للمشاعر، وكأنها مجرد ملاحظة عابرة او واجباً عليه
كان أرثر يراقب عن كثب وفي لحظة غير متوقعة
اقترب من جونغكوك برقة ثم رفع يده برفق ليدير وجهه نحوه محاولًا جذب انتباهه قبل أن يتمكن جونغكوك من الرد اقترب منه أكثر وأطبق شفاهه على شفاة جونغكوك في قبلة هادئة
كان هو من بدأها وهو من فرض سيطرته عليها القبلة كانت ناعمة مليئة بالهدوء لكن الطرف الذي يبادر بها كان واضحًا تمامًا؛ كان أرثر هو من تحكمه المبادرة في هذه اللحظة
أما جونغكوك فقد بقي ثابتًا باردًا في تعبيراته لم يظهر أي تغيير في وجهه وكانت ملامحه كما هي دائمًا؛ خالية من أي تعبيرات عاطفية عينيه كانتا مغلقتين قليلًا لكن لم يكن هناك أي تفاعل في وجهه مع القبلة ظل في مكانه محافظًا على صمته بينما كان أرثر هو من يسيطر على الموقف
بعد لحظات ابتعد أرثر برفق عن جونغكوك وبحث في عينيه عن إجابة ثم سأل بنبرة تحمل بعض الحيرة و الحُزن : "لماذا لا تبادلني؟"
أجاب جونغكوك وهو يبتعد خطوة إلى الوراء وينظر إليه بجدية لكن بصوت مختلف عن المعتاد: "نحن بحاجة لأن ننتهي بسرعة تبقى عشرة دقائق فقط" ، كانت كلماته حاسمة خالية من أي تأثر أو مشاعر وكأن الوقت هو ما يشغل ذهنه لا ما يحدث حوله
ثم بدأ جونغكوك في ارتداء ملابسه بسرعة حركاته منظمة وكأنما يريد الانتهاء من كل شيء بأسرع ما يمكن بعد أن انتهى من ارتداء ثيابه استقام بسرعة وتوجه نحو الأسفل حيث كان الجميع في انتظارهم
ظل أرثر يقف في مكانه وهو يشعر بشيء من الارتباك يتأمل في لحظات القبلة التي انتهت بسرعة بينما كان جونغكوك يتحرك بعيدًا عنه وكأن لا شيء حدث
أثناء سيره عبر الممر المؤدي إلى الفناء الخارجي لمح جونغكوك انعكاس وجهه في إحدى المرايا توقف للحظة قصيرة ونظر إلى شفتيه التي بدا عليهما الانتفاخ الواضح أطلق تنهيدة عميقة وبيده دعك شفتيه بخفة كأنما يحاول مسح أثر تلك اللحظة التي جمعته مع أرثر
لم يكن متوتراً لكنه أراد أن يبدو طبيعيًا أمام الآخرين مفضلاً إبقاء الأمور بينه وبين أرثر كما هي دون أي تعقيدات جديدةً قد تقوده إلى متاهة أخرى هو بغنى عنها
تحرك مرة أخرى بعد أن تأكد من أن انتفاخ شفتيه بدا أقل وضوحاً وتابع طريقه إلى الفناء الخارجي بمجرد خروجه وقع بصره على عائلته بأكملها أشقائه ووالديه بالإضافة إلى جيمين الذي كان يتحدث مع أحد الضيوف على الجانب الآخر، كانت عائلة أرثر مجتمعة أيضًا وبالقرب منهم تجمع بعض الضيوف الذين وصلوا باكراً
اتجه جونغكوك أولاً نحو عائلة أرثر حيث كان والدهما يتحدث مع والد أرثر بابتسامة ودية اقترب جونغكوك منهما وألقى التحية باحترام:
"مرحباً عمي ليام آمل أن تكون بخير"
ابتسم والد أرثر له بحرارة وقال بنبرة هادئة يُصافحه :
"مرحباً جونغكوك نِحن بخير ماذا عُنك و عن زوجك ؟"
أجاب جونغكوك بصوت متزن وابتسامة صغيرة:
"كِلانا بخير، شكرًا لسؤالك أتمنى أن تكون رحلتكم كانت مريحة"
رد ليام بنبرة مليئة بالود:
"كانت رحلة هادئة شكراً لاهتمامك"
بقي جونغكوك واقفًا للحظة يستمع إلى حديث سريع بين والد أرثر ووالده، ثم انحنى قليلاً باحترام وغادر نحو تجمع الضيوف حيث لمح زوج جيوون، هيون يقف بالقرب من إحدى الطاولات
بمجرد أن اقترب منه فتح هيون ذراعيه بابتسامة واسعة تملأ وجهه وعيناه تضيئان بحماسة صادقة وقال بصوت يحمل دفء اللقاءات القديمة:
"جونغكوك! من الجيد رؤيتك!"
توقف جونغكوك للحظة ثم رسم ابتسامة هادئة على شفتيه تعكس احترامه وودّه واقترب ليعانقه بخفة مع انحناءة طفيفة تدل على التقدير ثم قال بصوت هادئ:
"هيون، سعيد برؤيتك أيضاً كيف حالك؟"
ضحك هيون قليلاً وهو ينظر إلى جونغكوك بعينين متألقتين وقال بنبرة مرحة تحمل ودّ الذكريات القديمة:
"بخير، ماذا عنك؟ مضى وقت طويل حقاً منذ آخر مرة رأيتك فيها"
أخذ جونغكوك نفساً قصيراً وملامحه ظلت متماسكة وابتسامته الخفيفة ما زالت تحتفظ بوقارها أجاب بصوت متزن:
"كلانا انشغل لكن ها قد التقينا الآن أبارك لك مجددًا، هيون أتمنى لكم السعادة الدائمة"
هز هيون رأسه بتقدير واضح وظهر على وجهه امتنان عميق وهو يضع يده برفق على كتف جونغكوك قائلاً بابتسامة أكثر دفئاً:
"شكراً لك جونغكوك "
ابتعد بعدها جونغكوك بخطوات هادئة متجهاً نحو طاولة كان يجلس عليها كل من جيمين ويونقي كان جيمين يتكئ على الطاولة بيده بينما يتحدث مع يونقي بنبرة خفيفة بمجرد أن اقترب جونغكوك، ابتسم جيمين وقال بمرح:
"أهلاً، جونغكوك! لكن... ما قصة شفتيك؟ تبدوان... غريبتين!"
تجمدت ابتسامة جونغكوك للحظة لكنه سرعان ما استعاد هدوءه وقال بنبرة جادة:
"لا شيء مجرد تعب بسيط"
رفع جيمين حاجبيه بدهشة مصطنعة وقال مازحاً:
"تعب؟ هل التعب يجعل شفتيك منتفختين بهذا الشكل؟ يبدو وكأنك... حسناً، لا أريد أن أفسد المفاجأة!"
ضاق جونغكوك عينيه قليلاً وأخذ نفساً عميقاً ليكبح انزعاجه قال بنبرة شبه حادة: "جيمين، لا تبدأ"
ضحك جيمين بخفة لكن تلك الضحكة لم تخلُ من القصد الواضح
استقام جونغكوك بحدة وهو ينظر إلى جيمين نظرة صامتة، وكأنه يقول له "كفى". ثم استدار دون أن يضيف كلمة وتوجه نحو والده الذي كان يقف بالقرب من مجموعة صغيرة من الضيوف
بمجرد أن غادر جونغكوك نظر يونقي إلى جيمين بعتاب واضح وقال بنبرة منخفضة: "حقاً، جيمين؟ كان بإمكانك تجنب ذلك"
ابتسم جيمين بخفة وقال: "كنت أمزح فقط لكن ردة فعله كانت ممتعة"
رد يونقي ببرود: "أحيانًا عليك أن تعرف متى تتوقف عن المزاح"
لكن جيمين كما هو معتاد اكتفى بهز كتفيه بلا مبالاة ثم التفت نحو الضيوف وكأن شيئاً لم يكن
بأحد الطاولات الفاخرة في الفناء كان يجلس ليام والد أرثر، إلى جانب دايهيون ، والد جونغكوك يتبادلان الآراء حول الخطط المستقبلية الخاصة بمشاريعهما
كان الحديث يدور حول كيفية دمج الشركتين معًا بطريقة استراتيجية بالإضافة إلى الجمع بين الأقسام المختلفة مثل الإدارة، والتسويق، والتخطيط، والتنفيذ، بهدف تعزيز العمل الجماعي وتحقيق النجاح المشترك
كان جونغكوك يستمع بعناية، يجذب انتباهه كل تفصيل يتحدثان عنه كان يشرب مشروبه بهدوء بينما يراقب تعبيرات وجه والده، ليام، الذي كان يشرح بعض الأفكار بحماس في كل مرة يتوقف فيها الحديث قليلاً كان جونغكوك يرفع عينيه عن كوبه ليشارك برأيه ببعض الملاحظات الذكية التي كانت دائمًا تصيب الهدف
"إذاً، علينا أن نتأكد من أن هناك توازنًا بين كل قسم في الشركتين، ليس فقط من الناحية الهيكلية، ولكن من حيث التعاون الفعلي أيضًا يمكننا أن نخصص فرق عمل من كل قسم، ونعمل معًا على تحقيق رؤية واحدة" ، قال ليام وهو ينظر إلى دايهيون بتفكير عميق مشيرًا إلى ضرورة التأكد من تكامل العمل بين الأقسام المختلفة
أجاب دايهيون بابتسامة على وجهه: "صحيح، وكلما كانت هناك رؤية مشتركة وهدف واضح ستسير الأمور بشكل أسرع وأفضل علينا أن نركز على التخطيط بعيد المدى وتقديم حلول مرنة"
بينما كان الحديث مستمرًا كان جونغكوك ينصت في صمت ومع كل فكرة جديدة يتم طرحها كان يظل يحتفظ بمشروبه في يده ، وبينما كان والده ووالد أرثر يتناقشان لم يكن جونغكوك مجرد مستمع فحسب بل كان عقله يعمل بجدية يلتقط كل نقطة ويفكر في كيفية تطبيقها على أرض الواقع
فجأة، قال جونغكوك بهدوء وثقة وهو يرفع نظره عن كوبه: "إذا تحدثنا عن التنفيذ يجب أن نتأكد من أن هناك خطة مرنة تتناسب مع أي تحديات غير متوقعة يجب أن نكون مستعدين لأي شيء وليس فقط نتابع مسارًا ثابتًا"
نظر إليه كل من ليام ودايهيون بدهشة فبعض من أفكاره كانت خارج الصندوق حقًا لكنهم عرفوا أن جونغكوك يمتلك رؤية استراتيجية فريدة بدأ ليام يبتسم قائلاً : "أنت محق، جونغكوك الحلول المرنة هي المفتاح في هذا النوع من العمل ستظل لدينا دائمًا تحديات ولكننا بحاجة إلى أن نكون مستعدين لها"
بينما استمر الحديث أدرك الجميع أن هناك شيئًا مختلفًا في طريقة تفكير جونغكوك كانت آراؤه أكثر إبداعًا من مجرد اقتراحات عابرة؛ كانت تتسم بالبصيرة والفهم العميق لكيفية إدارة الأعمال في العالم المتغير
بينما كان ليام ودايهيون يتبادلان الحديث حول الأمور المتعلقة بالشركة اقترب أرثر منهم بهدوء خطواته ثابتة ووجهه يحمل تعبيرًا هادئًا توقف عند الطاولة التي كان يجلس عليها والده ووالد جونغكوك، ووجّه إليهما تحية قصيرة:" مرحبًا أبي، مرحبًا عمي"
رفع ليام نظره بابتسامة دافئة، وقال:
"أهلاً بني، كيف حالك؟"
وأجاب دايهيون بنبرة مماثلة، وهو يبتسم:
"مرحبًا أرثر، كيف تسير الأمور؟"
بينما كان أرثر يتحدث ظل جونغكوك جالسًا في مكانه عينيه مسمرتين على كأسه التي أمسك بها بين يديه وكأن عقله منشغل بأفكار بعيدة عن الحديث الذي يدور حوله ، كان يرفع نظره بين الحين والآخر نحو أرثر، لكن عينيه كانت تظل هادئة بلا انفعال أو تعبيرات واضحة نظراته كانت باردة وكأنها لا تحمل أي مشاعر تجاه الشخص الذي يقف أمامه وكأن بينه وبين أرثر حاجزًا غير مرئي
ابتسم أرثر ابتسامة بسيطة قبل أن يتحدث قائلاً بصوت هادئ:
"أشعر ببعض الصداع من كثرة الحديث عن أمور الشركة أعتقد أنني سأذهب للبقاء مع جيمين لبعض الوقت"
ضحك ليام بلطف ثم قال: "إذًا، اذهب وريح نفسك نحن هنا على ما يرام"
أما دايهيون فقد أضاف مبتسمًا: "نعم، استرح قليلاً لا داعي للقلق"
ظل أرثر يتجنب النظر إلى جونغكوك طوال الحديث وعينيه تركز على والده أكثر من أي شيء آخر كانت تعابير وجهه خالية من أي توتر أو ارتباك لكن كان واضحًا أنه يحاول تجنب أي اتصال بصري مع جونغكوك وهو ما جعله يبدو أكثر هدوءًا مما هو عليه في الواقع
بعد أن ابتعد عن والديه توجه أرثر إلى جيمين الذي كان يراقب المحيط به بعينين فضوليتين جيمين الذي لاحظ الانتفاخ الطفيف في شفاه جونغكوك كان أول من تحدث نظر إلى أرثر بابتسامة مشاكسة على وجهه وقال بهدوء:
"أرثر... هل أنت من تسبب في هذا الانتفاخ على شفاه جونغكوك؟ كانت محمرة قليلاً، أعتقد أنني رأيت آثار قبلةً "
ابتسم أرثر ابتسامة فخرية، وعيناه تلألأتا بما يشبه التحدى ، :"نعم، أنا من فعل ذلك ولكن... لا يبادرني مطلقًا هو لا يظهر أي مشاعر أو تفاعل"
جيمين أطلق ضحكة منخفضة، ثم قال بصوت هادئ مليء بالثقة: "لا بأس، طالما سمح لك بتقبيله هذا يعني أنه سيسمح لك بالكثير في المستقبل فقط انتظر حتى تنتهز الفرصة بشكل صحيح"
أرثر نظر إلى جيمين بعينين مليئتين بالتفكير ثم قال بصوت منخفض: "أخطط الليلة لأن أثيره سأجعله يشعر بشيء مختلف شيء أعمق أريد أن أجعله يعاشره ويشعر بما في داخلي"
جيمين هز رأسه قليلاً، وأجاب بحذر: "حاول الليلة إذا لم يتفاعل سيكون لدينا خطة بديلة أخبرني بما يحدث لاحقاً وإذا لم تنجح الخطة سأقترح عليك شيئًا آخر"
ثم أضاف جيمين بصوت أكثر جدية: "إذا حملت فسيكون الطلاق بينكما مستحيلاً حاول مرة واحدة وإذا وافق فسيظل يسمح لك بذلك مرارًا وتكرارًا فطفلكم فسيكون هو الحاجز الذي يمنع الطلاق بينكما"
أرثر استمع إلى كلمات جيمين بهدوء وهو يفكر في كل كلمة قالها كانت الأمور تتضح أمامه بشكل أكبر عيناه متسعة وكأن عقله قد بدأ يخطط بذكاء لما سيحدث لاحقًا
" فهمت سأحاول الليلة" ، قال أرثر بثقة وهو يبتسم بابتسامة هادئة مشيرًا إلى أنه على استعداد لتنفيذ خطته
بينما كان الجميع حول الكعكة والجميع يبتسمون ويساعدون في ترتيب الأشياء لالتقاط الصور كان جيوون تحمل ابنها جون برقة وعينها مليئة بالحب والسرور هيون كان إلى جانبها يدعمها بابتسامة دافئة
بينما كانت أصوات الأحاديث والقهقات تملأ المكان وتبعث بهجة في الأجواء كان الجميع سعيدًا العائلة تحتفل بتلك اللحظات المميزة
في تلك اللحظات اقترب جيمين من جونغكوك وهو يبتسم ابتسامة ماكرة همس له بخبث: "أتمنى أن يكون دورك القادم ، جونغكوك "
ابتسم جونغكوك ابتسامة مصطنعة ثم رد بهدوء دون أن يبدو متأثرًا: "ليس في عجلة من أمري، جيمين لا تتدخل في شؤوني أبدًا" ، كانت كلماته حاسمة وهادئة ولكنها تكشف عن رغبته في الابتعاد عن هذه المواضيع
قهقه جيمين بخفة، ثم توجه إلى يونقي الذي كان يقف قريبًا منهم ليقبله بسرعة تاركًا جونغكوك خلفه بينما كانت ضحكاته تملأ المكان لم يدم الهدوء طويلًا حتى أتي ارثر
اقترب أرثر من جونغكوك مبتسمًا بحماسة، وقال: "اللحظة جميلة، أليس كذلك؟ هل سنعيشها نحن أيضًا؟" كانت عيناه مليئة بالفضول وهو ينظر إلى جونغكوك
نظر إليه جونغكوك بتعبير هادئ وعيناه لا تحملان أي أثر للانفعال أجابه بنبرة حاسمة: "لا تغرق في تخيلاتك وأوهامك، أرثر" ، ثم ابتعد عنه تاركًا إياه خلفه متوجهًا نحو شقيقته وزوجها ليلتقط صورة معهم
بعد أن ابتعد جونغكوك عن أرثر توجه نحو شقيقته وزوجها حيث تبادلوا الابتسامات والأحاديث الخفيفة كانت الأجواء هادئة وكان الجميع يسعى للاستمتاع باللحظة مع العائلة والأصدقاء
في المقهى
كان دانيال يجلس إلى جانب تايهيونغ يساعده في العمل بعد أن أصر على القدوم إلى المقهى، حيث كان متفرغًا في ذلك اليوم كان المقهى يعج بالزبائن والأجواء مفعمة بالحيوية
بينما كانا يجهزان بعض الطلبات نظر دانيال إلى تايهيونغ وسأله بابتسامة:
"لماذا لم تعد تأتي إلى الدورة التدريبية ؟"
تايهيونغ أخذ نفسًا عميقًا وهو يضع بعض الأكواب على الرف وقال:
"لقد ألغيت تسجيلي في الدورة التدريبية سجلت في وقت ضيق ولم أتمكن من الموازنة بين العمل في المقهى الدورةِ ، كان من الأفضل أن ألغيها كي أتمكن من التركيز هنا"
دانيال أومأ برأسه بتفهم وقال:
"أفهم تمامًا، يبدو أن العمل هنا يتطلب الكثير من وقتك وطاقتك لا بأس بذلك"
تابع دانيال مساعدته لتايهيونغ في ترتيب الطلبات بينما كان الأخير يظهر عليه الامتنان
"أشكرك حقًا على مساعدتك دانيال الأمر أصبح أسهل معك هنا" ، بادله دانيال الابتسامة الودودة النقيةِ
ثم نظر تايهيونغ إلى دانيال وهو يتذكر أمرًا آخر، فسأله بلطف:
"ماذا عن تشان؟ لم أره منذ فترة هل هو بخير؟"
أجاب دانيال وهو ينظم بعض الأوراق:
"تشـان سافر إلى اليابان قبل فترة قصيرة كان بحاجة إلى بعض الراحةِ هناك و زيارةِ جدته كذلك "
أومأ تايهيونغ بهدوء قبل أن يضيف في صوت منخفض:
"في الحقيقة هُناك امراً ارغب بالحديث عِنه دانيال "
دانيال الذي كان قد ترك ما بين يديه ، نظر إلى تايهيونغ بتركيز كانت ملامح وجهه تعكس اهتمامًا حقيقيًا، قبل أن يرد قائلاً:
"ماذا هناك، تايهيونغ؟"
ظل تايهيونغ للحظة صامتًا، ينظر إلى الطاولة وكأن الكلمات تعثر في فمه ثم رفع نظره إلى دانيال لكن عينيه كانت مليئة بالحيرة، وكأن مشاعره مشتتة أخيرًا بنبرة مشوشة وبصوت ضعيف قال:
"لدي مشاعر ملخبطة تجاه شخص ما..."
كانت كلمات تايهيونغ تخرج بصعوبة وكأنها تحمل أثقالًا من التساؤلات والشكوك وجهه كان عابسًا قليلاً ويداه لا تزالان مستندتين على الطاولة لكنه لم يكن قادرًا على إخفاء الارتباك الذي يملأ عينيه
دانيال توقف للحظة عن العمل ثم نظر إلى تايهيونغ بتفهم، قائلاً:
"أعتقد أن عليك أولًا أن تفهم مشاعرك تجاه هذا الشخص إذا كنت متأكدًا من مشاعرك فالحل التالي هو أن تحاول أن تفهم مشاعر الشخص الآخر قد تكون الأمور معقدة لكن الأهم هو أن تكون صريحًا مع نفسك أولًا"
تايهيونغ أخذ حديث دانيال على محمل الجد وشعر ببعض الارتياح شكر دانيال بابتسامة صغيرة وهو يدرك أنه بحاجة إلى وقت لكي يفهم مشاعره بشكل أفضل
بعد انتهاء الحفل، كان الخدم في الأسفل منهمكين في ترتيب الفناء وتنظيفه
جلس جونغكوك على طرف السرير يفتح أزرار قميصه ببطء بينما كانت يداه مستندة على الفراش عيناه تراقبان أرثر الذي كان يقف بالقرب منه وأشار إليه بتحدٍ في صوته قائلاً:
"هيا، افعل ما لم تستطع فعله طوال عام من زواجنا أيقظه الآن، دعني أرى كيف ستتمكن من فعل ذلك!"
ربما شعر أرثر بالإهانة فالنبرة الساخرة التي تحدث بها جونغكوك كانت واضحة للغاية مما أثار في داخله غضبًا مكنونًا ليكسر على كبريائه كان يفكر في حديث جيمين الذي دار بينهما منذ لحظات الأمر الذي جعل مشاعره تتأجج
اقترب أرثر خطوة من جونغكوك الذي كان يقف بين ساقيه المفتوحة متأملاً ملامحه ثم رفع أحد أصابعه ببطء ليمررها فوق فك جونغكوك كأنما يستمتع بتفاصيل وجهه التي طالما أحبها
أرثر كان مغرمًا بتلك الملامح لكنه في نفس الوقت كان يكره أفعاله شعر أن هذه هي الفرصة التي طالما انتظرها فربما حان الوقت لتحقيق ما يريد
كان الجو مشحونًا بالتوتر الأضواء الخافتة في الغرفة تلعب دورها في خلق أجواء مثيرة بينما كان أرثر واقفًا بالقرب من جونغكوك
اقترب أرثر أكثر جسده يكاد يلامس جسد جونغكوك حركاته بطيئة ومقصودة نظر إلى عينيه للحظة، بينما كانت عيناه تعكس مشاعر مختلطة بين الغضب والرغبة فجأة دون سابق إنذار، انحنى قليلاً ومرر شفتيه على شفتَي جونغكوك في قبلة مفاجئة كانت مليئة بالعنفوان والإثارة
جونغكوك تجمد للحظة، لم يكن يتوقع أن يكون هذا هو الرد على تحديه ولكن فجأة، شعر بتدفق غريب من الحرارة في جسده لكن سُرعان ما تلاشى كانت قبلة أرثر مليئة بالعواطف المكبوتة واللذة المتبادلة وكأنها كانت محاولته للسيطرة على الموقف للانتقام من كلمات جونغكوك التي أثارت كبرياءه
ظل جونغكوك صامتًا عينيه ثابتتين على أرثر بينما داخله غارق في شعور غريب من البرود لم تكن القبلة بالنسبة له سوى لحظة عابرة لم يشعر بأي إثارة أو لذة تتسلل إلى جسده، كانت وكأنها مجرد حدث عابر، لا يحمل معه أي تحرك عاطفي أو جسدي
بينما على الجهة الأخرى كان أرثر يشعر بشيء من الرضا وكأن القبلة كانت انتصارًا له تلك اللحظة التي طالما تمنى أن يحققها ترك قبلة أخيرة على شفتي جونغكوك قبل أن يبتعد عنه قليلاً، نظر إليه نظرة مليئة بالتحدي وكأنه يعتقد أن هذا هو ما أراده
لكنه في أعماقه كان يدرك تمامًا أن تلك اللحظة لن تترك الأثر الذي كان يعتقده
بهدوء بدأ أرثر ينزل قميص جونغكوك يمرر يديه على الأقمشة الناعمة وهو يراقب جسده بنظرة مليئة باللذة بينما كان قلبه ينبض بشدة
في المقابل، كانت عيون جونغكوك ثابتة تراقب كل حركة له لكن دون أي إشارات للرغبة أو الإثارة لا يشعر بأي نوع من المتعة أو التفاعل مع ما يحدث حوله كان جسده مستسلمًا للأحداث لكن عقله كان بعيدًا عن كل هذا يفكر في شيء آخر متمسكًا بالهدوء الذي يغطيه
عندما خلع القميص وأبعده بعيدًا كان الهواء البارد يلامس جسد جونغكوك ليترك أثرًا على جلده ، قام ارثر بِدفع جونغكوك برفق فوق السرير حيث تِجرد هو من ثيابهُ بقياً بالبنطال فقط كِحال جونغكوك
حينما خلع ارثر القميص كأنه يترقب رد فعل جونغكوك كانت عيناه مليئة بالترقب بينما جونغكوك بقي ساكنًا لا يظهر أي تعبير على وجهه عكس أرثر الذي كان يملؤه الشعور باللذة كان وجه جونغكوك خاليًا من أي رغبة أو انفعال كما لو كان في عالم آخر محاطًا بهدوء غير مبالي بما يحدث حوله
دفع أرثر جونغكوك إلى الخلف برفق ثم صعد إلى السرير حيث كان جونغكوك مستلقيًا أسفل منه قدماه كانت تحيطان بخصر جونغكوك مما جعلهما في مسافة قريبة جدًا من بعضهما صانعاً احتكاك خفيفةً بِين اعضائهما
أما جونغكوك فقد قرر أن يظل هادئًا ويراقب الوضع بعينيه في انتظار معرفة ما الذي يسعى أرثر للوصول إليه دون أن يظهر أي رد فعل على وجهه
انحنى أرثر برقة فوق شفتي جونغكوك وكانت يديه على جانبي وجهه ثم قبّل شفتيه بجموح محاولًا إثارة رد فعل منه ، رِفعَ جونغكوك يداه أحداهما وُضعت فوق كِف ارثر و الاخر خِلف عُنقه
كان وكأن جونغكوك يحاول إيقاظ نشوته قسرًا، لكن جسده كان يخلو تمامًا من أي شعور باللذة أو الإثارة لم يشعر بأي نوع من المتعة وكأن كل شيء حوله أصبح باردًا ومفتقدًا للحرارة
بدأ الشك يساوره في نفسه هل المشكلة تكمن فيه؟ هل أصبح عاجزًا عن الاستجابة؟
لن ينكر مهارة أرثر في الاقتراب منه، لكن هذا الأمر بدأ يُثير فيه قلقًا عميقًا حيث شعر بأن شيئًا ما في أعماقه قد تغير وأنه ربما لا يستطيع استعادة ما كان يشعر به سابقًا هذا الخوف من العجز عن الاستجابة، من فقدان التفاعل العاطفي والجسدي، بدأ يراوده ويجعله يشعر بالرهبة
أخفض أرثر رأسه برفق نحو عنق جونغكوك تنساب أنفاسه الحارة على الجلد الناعم بينما يبدأ برسم علامة داكنة تزين الجانب الأيمن من عنق جونغكوك كانت يداه تتحركان ببطء أحد أصابعه يمرر برقة على حلمات صدره يداعبها بحذرٍ وتأنٍ
لم يِكتفى بِهذا القدر تأكد مِن صُنع اكثر من علامةً فُوق عنق و صِدر جونغكوك العريضِ مِرر لسانه بحركةً دائريةً فوق حلِمات جونغكوك قِبل أن يمتصها بِشفاهه بحركةً متتاليةً
"كيف تشعر؟" سأل أرثر بابتسامة جانبية، رافعاً وجهه عن صدر جونغكوك ليلتقي بوجهه الذي كان يعكس برودة غريبة قبل أن يجيب بنبرة خالية من أي تعبير: "لا شيء مُطلقاً..."
لِن ينكر ارثر استياءه الشديد لِكن قرر الإكمال لربما سيحركَ شيئاً بِداخله وسط تقبيل أرثر لحلماتِ جونغكوك توجهت يِده نِحو ذكوريةِ جونغكوك كان يمسد أعلاها فوق القماش كِان يستطيع الشعُور بِـ لينها لا صلابتها
" جُونغكوك عِاشرني .. أرجوك"
تِحدث بنبرةً مستاءةً رِفع عيناه تِجاه جونغكوك الناطقُ بِـ :" كِيف ترغبُ مِني أن اعاشركَ و أنا لا أشعر بأي نشوةً تجاهك .. حِتى شُعور المتعةً لا أشعر به "
" إن كُنت لا تِرغب بِمعاشرتي .. اذا خلصني مِن انتصابي" ، تحدث بترجى
" سأخلصك لكن لِن أمارس معك الفموي" ، اعتدل جُونغكوك بجلستهُ حينما رأى إيماءةً هادئةً من أرثر ، أمر جونغكوك آرتور أن يتجرد من ثيابه السفلية
فِرقَ جُونغكوك بِين ساقي أرثر و قام بأمساكَ ذُكوريةَ ذكوريتهُ بُين قبضة يداه رأي مدى تاثيره على أرثر كِان منتصباً بشدةً عكسهُ تماماً ، بِدأ يمرر و يُمسد يده فوق ذكوريتهُ بحركةً متتاليةً سريعةً
طابق شفاهما سوياً كابحاً تأوهات ارثر التي بدأت تتزايد و تتعالي بالغُرفةِ مُدركاً أنه على وشكَ القذفِ ، قِام أرثر بِوضعَ يداه فِوق كف جونغكوك يِرغبُ منه بأن يتوقف لِكن جونغكوك تجاهله و ظِل يمسدهُ حتى تقوس ظهره بنشوةً شديدةً دافعاً سائلاً تدفق فِوق غطاء السرير و أعلى كف جُونغكوك ..
وسط لهثه المتسرع و المتقطع استقام جُونغكوك من أعلى السرير ليذهب إلى دورةِ المياة تاركاً ارثر بحالةِ فوضى
توجه جونغكوك إلى دورة المياه، يشعر بفوضى عارمة تملأ عقله... هل كانت المشكلة منه؟ أم من ارثر؟ ظل لوقت طويل، شارد الذهن، يراقب تدفق المياه بإرهاق شديد
استحمّ جونغكوك وغيّر ثيابه، ثم خرج نحو غرفة المعيشة تاركاً ارثر في الغرفة ظل يعتقد أنه يعاني من برود جنسي، يتساءل في نفسه: لماذا لا يشعر بأي نشوة؟ توجه إلى المطبخ لاحتساء مشروب ساخن، يبحث عن العزلة والهدوء
كِانت مُجرد ليلةً عابرةً ...
في صباح اليوم التالي استفاق جونغكوك وهو يشعر بإرهاقٍ شديد يحاول جاهدًا تجاوز تفاصيل تلك الليلة نظر إلى جانبه فوجد ارثر نائمًا بعمق، فتنهد تنهيدةً طويلة وكأن عبئًا ثقيلًا ما زال يثقل صدره نهض ببطء محاولًا تصفية ذهنه وتوجه لتغيير ثيابه بسرعة مرتديًا ثياب العمل التي سيواجه بها يومه الجديد
تناول وجبة إفطار خفيفة للغاية فكان عازمًا على عدم الإكثار من الطعام فهو لم يكن في مزاج يسمح له بالاستمتاع بأي شيء
ثم انطلق إلى الشركة وفي طريقه بينما يقود سيارته كان يقاوم رغبةً شديدة في التوجه إلى المقهى لرؤية تايهيونغ هذا الصباح لكن كما وعده كان يعلم أنه يجب عليه الصبر فقط أربعة أيام سيكاف وسيظل بعيدًا رغم أن الابتعاد كان أمرًا صعبًا على كليهما لربما اعتاد كل منهما على وجود الآخر، لدرجة أن غيابهما عن بعضهما بات يشكل ثقلًا لا يمكن تجاهله
في المقهى، كان تايهيونغ جالسًا بهدوء يبدو عليه الإرهاق والذهول إذ شعر بشيء من الذبول نتيجة غياب جونغكوك لكنه في الوقت ذاته كان يشعر بشيء من الراحة ربما لأنه كان يعتقد أن هذا الابتعاد قد يخفف بعض الشكوك التي بدأت تحوم حول علاقتهما الغريبةِ مؤخرًا
نظر إلى جيمين الذي كان يجلس بالقرب منه وسأله بصوت هادئ:
"كيف كانت حفلة العائلة؟"
ابتسم جيمين بلطف ثم رد وهو يحرك يده بحركات غير متعجلة:
"رائعة، تمنيت أن تكون معنا"
ابتسم تايهيونغ برفق بينما عيناه تلمعان قال:
"لا بأس، إن أقيمت حفلة أخرى سآتي"
بينما كان جيمين يعد القهوة التفت نحو تايهيونغ وسأله:
"ليلة البارحة، عند الصباح... كنت بالمنزل؟"
نظر تايهيونغ إلى جيمين بضع لحظات قبل أن يجيب ببساطة، مع إشارة خفيفة من يده: "لا، كنت بالمشفى عند عمي"
وجه جيمين اصطفى ببعض القلق وعينيه ضيقتا قليلًا فسأله بحذر: "كيف حاله الآن؟ هل هو بخير؟"
أجاب تايهيونغ وعيناه مليئتان بالحزن صوته منخفض كما لو كان يحمل وزنًا ثقيلًا: "هو يكافح ليكون بخير"
ثم رد جيمين بمحاولة طمأنته وهو يضع كوب القهوة على الطاولة أمامه: "لا تقلق، سيكون بخير"
أومأ تايهيونغ برأسه وحاول أن يبتسم رغم الحزن الذي كان يعصر قلبه ثم قام متوجهًا إلى الزبون القادم ليأخذ طلبهُ
في قاعة الاجتماعات الواسعة كان جونغكوك يجلس إلى الطاولة برفقة والده، ليام، ويونقي، ومع رؤساء الأقسام في الشركتين
كان الجميع منشغلين بالحديث والتخطيط لمشروع دمج الشركتين، لكن ذهن جونغكوك كان بعيدًا عن كل ذلك كان يشعر بتشويش غريب، وكأن الأفكار تتناثر في رأسه دون رابط لم يكن يستطيع فهم ما يشعر به
في لحظة من التوهان رفع يده بشكل هادئ وقال:
"أستأذن بالخروج قليلاً"
نهض وابتعد عن الطاولة متجهًا نحو الشرفة حيث الهواء البارد قد يهدئ من تشتت ذهنه وقف هناك مستنشقًا دخان سيجارته وهو يحاول جمع أفكاره التي كانت تتشابك بشكل غير مريح
أمضى وقتًا طويلاً هناك غارقًا في أفكاره حتى انتهى الاجتماع وعندما عاد إلى الداخل كان يونقي في انتظاره عند الباب اقترب منه وقال بنبرةً مليئة بالقلق: "ماذا بك؟ لست على عادتك اليوم"
جونغكوك نظر إليه، ثم أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يرد بصوت منخفض:
"الليلة الماضية، حدث شيء غريب... كُنا سنتعاشر أنا و ارثر ، لكنني لم أشعر بأي نشوة شعرت وكأنني عاجز عن الاستمتاع بأي شيء أخشى أنني أعاني من برود جنسي"
ظل يونقي صامتًا للحظة وهو يراقب ملامح وجه جونغكوك بتمعن. ثم اقترب منه، وضع يده على كتفه وقال بهدوء:
"لا داعي للقلق، ربما يكون الأمر مجرد توتر أو ضغط نفسي. أحيانًا تكون الظروف غير مناسبة وهذا لا يعني شيئًا دائمًا"
أومأ جونغكوك برأسه ولكنه كان لا يزال غارقًا في تساؤلاته
ظل يونقي صامتًا لبرهة، ثم ابتسم بخفة وهو ينظر إلى جونغكوك بعيون مليئة بالتفهم قال بصوت هادئ كما لو كان يشارك شقيقه سرًا قديمًا:
"لا تقلق، كنت أمر بنفس الشيء في بداية علاقتي مع جيمين"
رفع جونغكوك نظره إلى يونقي بدهشة وكأن الكلمات قد لفت انتباهه بشكل مفاجئ فتحدث يونقي مجددًا ولكن هذه المرة كان هناك شيء من الطمأنينة في صوته:
"في البداية، كان لدي نفس الشعور كان هناك أوقات شعرت فيها أنني لا أستطيع التفاعل كما يجب لكن الأمر لم يستمر مع مرور الوقت، ومع التأقلم بيننا كل شيء أصبح أفضل"
أخذ جونغكوك نفسًا عميقًا وتنفست ملامحه القلقية قليلًا رغم أن تساؤلاته لم تختف تمامًا نظر إلى يونقي وقال:
"هل تعني أن الأمر طبيعي؟ يعني يمكن أن يمر بفترات كهذه؟"
أومأ يونقي برأسه مؤكداً ثم قال مبتسمًا:
"بالضبط المهم ألا تجعل هذه اللحظات تحدد كل شيء مع الوقت والتواصل مع شريكك ستتغير الأمور بشكل طبيعي"
جونغكوك شعر ببعض الراحة في كلام يونقي، وعلى الرغم من أنه لا يزال يواجه بعض الحيرة إلا أن الحديث مع يونقي أعاد إليه جزءًا من ثقته بنفسه
"حسنًا يبدو أنني أحتاج لبعض الوقت، أليس كذلك؟" ، قال جونغكوك بتفكير
أجاب يونقي مبتسمًا:
"تمامًا، وكل شيء سيكون على ما يرام"
ثم ابتسم جونغكوك، وكأن شيئًا من العبء قد زال عن كاهله، بينما تبادلا النظرات التي حملت الكثير من الأمل والطمأنينة
نظر يونقي إلى جونغكوك، وعيناه مليئتان بالقلق، ثم سأل بهدوء محاولًا قراءة ملامحه:
"هل تحسنت علاقتك مع ارثر منذ ليلة أمس؟"
رفع جونغكوك رأسه بثبات وكانت ملامح وجهه جادة عينيه لا تعكسان أي شكوك أو تردد كان هناك نوع من الصلابة في تعابيره تحدث بصوت هادئ، خالٍ من أي مشاعر: "ليلة أمس لن تغير شيئًا، هيونغ"
تابع بصوت متزن، دون أي ارتباك أو تردد:
"مشاعري ثابتة تجاهه استحالة أن تتغير أصبحت أفكر بحياتي المستقبلية، لا الحالية حياتي مع شخص آخر، لا مع آرثر"
لم يكن هناك أي تردد في صوته، كانت كلماته حازمة وواضحة وجهه كان خاليًا من أي تعبيرات دالة على الألم أو الحزن بل كان يُظهر قوة لا مجال للشك فيها كان يبدو كما لو أنه قد وصل إلى نقطة حاسمة في حياته، حيث لم يعد لديه مكان للمشاعر تجاه ارثر
ظل يونقي يراقب جونغكوك لبضع لحظات ثم تحدث بنبرة هادئة لكنه كان يحمل في صوته بعض الحكمة:
"لقد استطعت أن أرى جونغكوك أنك لا تندمج مع ارثر مطلقًا هناك فجوة بينكما وكأن شيئًا ما مفقود"
ابتسم جونغكوك ابتسامة باهتة لكن عيناه بقيت ثابتة تعكس مشاعر من الصمت العميق لم يجب على ما قاله يونقي بل استمر في التحديق في الأرض أمامه وكأن فكره كان بعيدًا
تحدث يونقي بتفهم و نبرةِ تحدى بنهاية حديثه :
"لكن عليك التحمل لبعض الوقت ربما يتحسن الوضع مع مرور الوقت ربما تجد طريقة للاندماج أو... لتغير الوضع بنفسكَ "
نظر يونقي إلى جونغكوك بثبات، وملامحه تنضح بالصبر وكأنه يحاول إيصال فكرة عميقة دون أن يصرح بها مباشرة تابع بنبرة واثقة تحمل في طياتها تلميحًا خفيًا:
"جونغكوك أحيانًا لا يمكننا الحكم على مشاعرنا إذا كنا محصورين في نفس الدائرة مع نفس الأشخاص التغيير لا يعني دائمًا الهروب بل ربما يعني استكشاف طرق أخرى لفهم أنفسنا"
تجعدت ملامح وجه جونغكوك قليلًا، عقد حاجبيه أكثر وسأل بصوت يعكس حيرة حقيقية:
"ماذا تعني بذلك؟ هل تريدني أن أتخلى عن ارثر؟"
أطلق يونقي تنهيدة خفيفة ثم ابتسم ابتسامة صغيرة وكأنه يحاول تهدئة الأجواء وقال بنبرة هادئةً مكملاً :
"ليس التخلي بالضرورة... ولكن ألا تعتقد أن حياتك تستحق أن تجرب شيئًا مختلفًا؟ أحيانًا نحتاج إلى الخروج من الإطار الذي حبسنا أنفسنا فيه لنعرف ما نريده حقًا"
بقي جونغكوك صامتًا للحظة وجهه خالٍ من أي تعبير واضح وكأن عقله يحاول استيعاب ما قيل للتو كان يشعر بأن يونقي لا يقول الأمر بوضوح لكنه كان يلمح إلى شيء أعمق تحدث أخيرًا بصوت منخفض لكنه مليء بالثبات:
"هل تقصد أن أبدأ علاقة جديدة؟ أن أكون مع شخص آخر... لأتأكد مما أشعر به حقًا؟"
رد يونقي بهدوء وعينيه تراقبان تعابير وجه جونغكوك عن كثب:
"أنا لا أقول ذلك مباشرةً، لكن... فكر في الأمر أحيانًا ما نشعر به يعتمد على الشخص الذي نكون معه قد لا تكون المشكلة بكَ بل يكون الأمر مرتبطًا بالتوافق"
لمعت عينا جونغكوك للحظة وكأن تلك الكلمات أشعلت داخله شرارة من التفكير لكنه حاول الحفاظ على هدوئه وقال بصوت عميق:
"أفهم ما تحاول قوله هيونغ لكن هذا ليس سهلًا... خاصةً الآن"
وضع يونقي يده على كتف جونغكوك بابتسامة مطمئنة ثم قال:
"لا شيء في الحياة سهل جونغكوك لكنك لن تعرف الحقيقة إذا بقيت ساكنًا في مكانك التفكير والتردد لن يقدما لك الإجابة، التجربة هي ما ستفعل"
ثم حاول تغيير الأجواء بقوله بابتسامة مرحة:
"دعنا نأخذ استراحة الآن ما رأيك أن نذهب للمقهى في الطابق الأرضي؟ القهوة ستساعدك على التفكير بوضوح أكثر"
أومأ جونغكوك برأسه لكنه لم يتحدث خطى كلاهما نحو المقهى، وبينما كان الصمت يحيط بهما كانت كلمات يونقي تتردد في ذهن جونغكوك وكأنها تفتح بابًا لم يكن يعلم بوجوده
اتصل أرثر بوالده ليُعلمه بأنه سيتأخر اليوم قليلاً ثم قرر التوجه إلى المقهى حيث كان جيمين وتايهيونغ في استراحة قصيرة
عند دخوله وجد الاثنين يقفان بالقرب من آلة القهوة أحدهما يتحدث والآخر يستمع لم يكن هناك شيء غير طبيعي في مشهدهما لكن الوضع أصبح مختلفًا عندما اقترب أرثر منهما
ألقى أرثر تحيته على جيمين بلطف فاستجاب له جيمين بابتسامة ودودة لكن عندما التفت إلى تايهيونغ الذي كان منهمكًا في تزيين الكعكة سارع بإلقاء التحية عليه لم يُجب تايهيونغ على تحيته بل اكتفى بابتسامة باهتةً خفيفةً و استمر في عمله شعر أرثر بشيء غير مريح يمر بينهما، لكنه لم يهتم كثيرًا بل جلس بجانب جيمين الذي قدم له قهوته
"أوه، جيمين!" قال أرثر بحماسة مبتسمًا و هو يستقر على المقعد :" لا تصدق ما حدث الليلة الماضية! أخيرًا، جونغكوك استجاب لي سمح لي بالاقتراب منه جسديًا كدت أظن أنه سيرفض لكنه فاجأني، كنا على وشك أن نعيش لحظة خاصة..."
جيمين نظر إلى أرثر متابعًا حديثه بتركيز ملاحظًا الحماس في
عينيه :" هذا رائع! إذًا، حصلت على ما كنت تأمله؟"
أجاب أرثر بصوت مرتفع، "نعم نوعاً ما والأفضل من ذلك، وضعت علاماتي على صدره وعنقه حتى لا ينسى ما حدث" ، ابتسم يتباهي بينما ارتشف رشفة من قهوته
في تلك اللحظة كل كلمة نطق بها أرثر كانت كطعنة لروح تايهيونغ كان يلاحظ تفاصيل صغيرة في حديثه عن تلك الليلة، وكل واحدة منها تغرز في قلبه كما لو كانت سكاكين حادة
لم يكن يفهم لماذا يشعر بكل هذا الألم، لكن في أعماقه كان يعرف أنه مجرد شعور واحد: الغيرة
شعور لم يختبره من قبل بهذه الطريقة، شعور مرير، حارق، كأنه يلتهمه ببطء أفكارٌ سوداء كانت تجتاح ذهنه فجأة: كيف كان جونغكوك ينظر إلى أرثر في تلك اللحظات؟ كيف كانت كلمات الغزل والحب تتدفق بينهما؟ كيف اقترب جسده من جسد أرثر؟
الخيال الذي كان يطارد ذهنه كان يؤلمه أكثر من أي شيء آخر كان يعجز عن التوقف عن تخيل كل لحظة، كل تفاصيل حميمية بينهما وكأن كل تلك الصورة التي كان يراها في ذهنه كانت تمزق روحه دون رحمة في قلبه، كان هناك ثقب عميق، كأن شيئًا ثمينًا قد فقده دون أن يعي كيف وأين
توقف عن تزيين الكعكة وهو يشعر بأيديه ترتجف لم يكن فقط يواجه مشاعره من الغيرة، بل كان أيضًا يحاول فهم نفسه وسط هذه الفوضى العاطفية نظر إلى الطاولة أمامه للحظات وكأن الوقت قد توقف، وكان عقله يطير بعيدًا في تلك اللحظة التي أصبح فيها غارقًا في التفكير
قرر أن يتوجه إلى غرفة العملاء بهدوء في محاولة للهروب من كل هذه المشاعر التي كانت تدور داخله كان قلبه يشتعل بالغيرة، لكنه لم يكن يستطيع أن يشرح لنفسه لماذا
ربما كان يتمنى لو كان هو من يعامل جونغكوك بهذه الطريقة، لو كان هو من يحتله ويملأ حياته بكل تلك اللحظات الخاصة شعور غريب ومربك اجتاحه فجأة: أنه يرغب لو كان في مكان أرثر، لو كان هو من يقترب من جونغكوك، ولو كان هو من يعيش تلك اللحظات معه
لكن مع كل لحظة يمر بها كان يعلم في أعماقه أن تلك الأمنية هي مجرد وهم، وأن تلك الحقيقة كانت بعيدة عنه جدًا ومع هذا الألم والغيرة، شعر بشيء آخر داخله، شعور بالضياع، وكأن حياته قد أصبحت سلسلة من الأمنيات التي لن تتحقق أبدًا
طاولة جانبية تطل على نافذة كبيرة تُظهر المدينة المزدحمة بالخارج جلسا في مواجهة بعضهما وتقدم النادل لأخذ الطلبات طلب يونقي كوبًا من القهوة السوداء بينما اختار جونغكوك قهوة بالحليب وكأنه يحاول أن يختار شيئًا يبعث على الراحة
بعد لحظات من الصمت، قطع يونقي السكون قائلاً بابتسامة صغيرة:
"إذن؟ هل فكرت في ما قلته؟"
تردد جونغكوك للحظة ثم أجاب بصوت منخفض لكنه واثق:
"فكرت فيه ربما تكون محقًا، هيونغ ربما المشكلة ليست فيّ... بل في العلاقة نفسها لكن فكرة تجربة شيء جديد تبدو... مخيفة"
ابتسم يونقي ابتسامة تشجيع، ثم أمال جسده للأمام قليلاً وقال:
"كل شيء جديد يبدو مخيفًا في البداية، لكنك لن تعرف قوتك الحقيقية إلا إذا واجهت هذا الخوف أحيانًا ما تحتاجه هو أن تكون صادقًا مع نفسك، حتى لو كان ذلك يعني اتخاذ قرارات صعبة لا تقلق سأكون معك "
أومأ جونغكوك برأسه وعينيه تائهتان وكأنه يحاول أن يجد الإجابة في عمق الكأسِ أخذ رشفة من قهوته وقال:
"لكنني أشعر أنني أظلم ارثر إذا بقيت معه على هذا الحال"
رد يونقي بحكمة:
"جونغكوك لا تُحمل نفسك أكثر مما تستطيع ، الصدق مع نفسك ومع ارثر هو أفضل شيء يمكنك فعله له ولك لا تخف من البحث عما يجعلك سعيدًا حقًا"
ابتسم جونغكوك بخفة لأول مرة منذ بداية يومه، وكأنه وجد بصيصًا من الإجابة في كلمات يونقي قال وهو ينظر إليه:
"شكرًا هيونغ أعتقد أنني بحاجة إلى وقت لكنني سأفكر في كل شيء قلته"
رد يونقي بابتسامة دافئة:
"خذ وقتك لكن لا تبقَ عالقًا في التفكير فقط افعل ما تشعر أنه صحيح لك"
وبينما كانا ينهيان قهوتهما شعر جونغكوك أن تلك اللحظة لم تكن مجرد حديث عابر بل بداية لتحول جديد في حياته
قرر جونغكوك في لحظة حاسمة أن يخوض علاقة جديدة علاقة حقيقية كان يعلم أن هذه المشاعر لن تكون عابرة كان متأكدًا من أن تايهيونغ هو نصفه الآخر الجزء المفقود الذي طالما بحث عنه مشاعره تجاهه كانت عميقة بشكل يفوق التصور
كان يشعر أن تايهيونغ هو النور الذي سينير ظلامه الداخلي الشخص الذي سيكمل كل جزء في حياته المظلمة تخيل مستقبله معه وكيف ستتغير حياته إلى الأبد عندما يشاركه كل لحظة وكل تجربة شعور غامر بالارتباط، كان لديه يقين تام أنه لا يمكن أن يكون مع أي شخص آخر سوى تايهيونغ
ومع تلك المشاعر الجياشة رفع يده نحو هاتفه عازمًا على إرسال رسالة إلى تايهيونغ ليعبر عن ما في قلبه لكن في اللحظة التي كان فيها يهم بالضغط على زر الإرسال، ظهرت له رسالة مفاجئة على الشاشة:
< قام تايهيونغ بحظرك >
صُدم جونغكوك بشدة لم يستطع استيعاب ما حدث ، الصدمة كانت ظاهرة بوضوح على ملامحه
كيف؟ ولماذا؟ ألم يكن بينهما شيء حقيقي؟ هل كان قد أخطأ في فهم مشاعره؟ هل حقًا كان قد تجاوز الحدود دون أن يدرك؟
تجمدت يداه عينيه تتسعان في مفاجأة، و فمه يضغط على بعضه البعض في محاولة لاحتواء مشاعر الفوضى التي بدأت تعصف به كانت كل أحاسيسه تتقلب بشكل مفاجئ، من الحماسة إلى الانهيار التام شعر بالارتباك، وكأن الأرض قد ابتلعت قدميه فجأة
لاحظ يونقي الصدمة الغريبة على وجهه سأله، "ماذا بكَ؟"
جونغكوك لا يدري ماذا يقول أو كيف يفسر ما يحدث أجاب بسرعة بنفي، مسرعًا في إبعاد هاتفه عن نظر يونقي، وكان يغلقه بقوة بينما عقد حاجبيه بعنف، وكأن الإجابة الوحيدة التي يستطيع تكرارها في عقله هي "لماذا؟" لماذا فعل تايهيونغ هذا !
...
كيف البارت؟
تايكوك؟
ارثر و جيمين ؟
توقعاتكم لعلاقة تايكوك و جونغكوك مع ارثر ؟
توقعاتكم للأحداث الجاية ؟
أي تعليق يخص البارت ؟
يونقي صار بصف جونغكوك و أم جونغكوك 🙈
يعني الخير جاي بالطريق
إن هُناك اخطاء املائيه تجاهلوها فسيتم تعديلها بأقرب وقت 🫶🏻.
See you soon <3
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro