10
انجوي بالقراءة لا تنسون الكومنت بين الفقرات و الڤوت .
البارت طووووويل 🍓
"هل رأيت جونغكوك؟" سأل يونقي بصوت يعكس الحيرة الواضحة في نبرته، وهو يدخل المنزل، عيناه تجول في أرجاء غرفة المعيشة حيث كان أرثر جالسًا على الأريكة مُنهمكاً في شاشة هاتفه عيناه مُثبتتان عليها بانتباه، وأصابعه تتحرك بانسيابية أعلاها
أرثر الذي لم يرفع رأسه على الفور، أجاب بنبرة هادئة ولكنها مستفسرة: "أليس في الشركة؟"
توقف يونقي عند عتبة المنزل ممسكًا بملفات العمل وسترة سوداء على ذراعه زفر قليلاً قبل أن يجيب: "خرج خلال فترة الاستراحة وأوصى السكرتيرة بإبلاغي بمغادرته لم أره منذ الصباح وظننت أنه عاد للمنزل"
رفع أرثر حاجبيه قليلًا، محاولًا إخفاء شعوره بعدم الارتياح، ثم رد مبتسمًا ابتسامة خفيفة تخفي الكثير: "لم يعد... ربما خرج يتسكع مع أصدقاءه جونغكوك يكره البقاء محاصرًا بين أربعة جدران"
كلماته كانت متماسكة، لكن نبرته فضحته عينيه كانتا تشعّان بشيء أشبه بعدم اليقين، وكأنه يريد أن يصدق كذبته بنفسه.
تراجع يونقي بخطوات هادئة نحو السلم، قائلاً: "ربما إذا سأصعد إلى الأعلى " لوح بيده وغادر، تاركًا أرثر وحده.
جلس أرثر متكئًا إلى الخلف يحاول تنظيم أفكا رفع يده إلى عنقه يدلكه بإحساس ثقيل يضغط على صدره أنفاسه كانت متقطعة قليلًا وكأنه يحاول طرد الأفكار السامة التي تملأ رأسه
" شعور التعلق... إنه مرهق جدًا،" همس لنفسه بصوت بالكاد مسموع.
كان يعلم أن الأمور تتجه نحو منحدر خطر. تعلقه بجونغكوك بات يؤلمه. ليس قادرًا على امتلاكه ولا قادرًا على الابتعاد عنه مشاعر متناقضة تملأ قلبه كأنه عالق في دوامة بلا نهاية
"لماذا أشعر أني أفقده؟" تساءل داخليًا، بينما راقب نقطة بعيدة غير مرئية تمثل أفكاره الشاردة
منذ زواجهما وهو يحاول الاقتراب من جونغكوك، لكن برود جونغكوك معه كان دائمًا سدًا منيعًا شعوره بالغيرة كان يأكل روحه ببطء كان يريد دليلاً، أي دليل على خيانة جونغكوك له، لكنه لم يكن متأكدًا من شيء لحتى الان استقام في النهاية، متوجهًا إلى غرفة النوم، مستسلمًا للتعب الذي ينهش عقله
في مكان آخر، كان تايهيونغ قد عاد إلى المقهى بعد أن ودع جونغكوك، الذي توجه لعمله كذلك
استبدل قميصه بقميص جديد وبدأ العمل على الفور، محاولًا الانشغال بتحضير أكواب القهوة وأطباق الحلويات رغم هدوئه الظاهر، كانت عيناه تعكسان أنه غارق في التفكير ربما كان يحاول تجنب أسئلة جيمين التي لا تنتهي
"سأخرج باكرًا اليوم،" قال تايهيونغ فجأة، بينما كان يزين قطع الكيك بكرز أحمر لامع.
رفع جيمين حاجبيه بدهشة قبل أن يسأل: "لماذا؟"
لم يكن من عادة تايهيونغ المغادرة مبكرًا
"سأخرج مع والدتي،" أجاب بكذبة صغيرة، بينما وضع قطع الكيك المرتبة بعناية في الثلاجة ليضمن بقاءها طازجة.
هز جيمين رأسه بابتسامة صغيرة وقال: "لا بأس، تاي يمكنك المغادرة متى شئت دون أن تطلب إذنًا."
كانت كلماته هادئة ومليئة بالود، مما جعل تايهيونغ يبتسم في المقابل، بنفس المودة التي تلقاها.
تايهيونغ، رغم أنه حاول طمأنة نفسه، كان يعلم أن الشكوك تملأ ذهن جيمين هو بريء تمامًا من كل تلك الأفكار، لكن أرثر بات يرى الأمور من زاوية مختلفة تمامًا ليزرعها بِه ، تايهيونغ كان يدرك أنه بحاجة إلى أيام قليلة لإبعاد الشكوك التي علقت بينهما، ليعيد الهدوء إلى علاقتهما الغريبةِ المتوترة.
تايهيونغ: "أنت في المنزل؟" - أرسل الرسالة بسرعة، عينيه تنتقلان بين شاشة هاتفه وساعة الحائط وكأنه ينتظر الرد بفارغ الصبر.
جونغكوك: "لا، أنا بالخارج مع أصدقائي." - جاء الرد بعد خمس عشرة دقيقة، لِيعلمَ أنه جونغكوك مشغول، مما زاد من فضول تايهيونغ إن كان سيأتي الليلةِ ؟
تايهيونغ: "هل ستعود الليلة؟" - كتبها بسرعة يضغط شفتيه بِفضول
جونغكوك: "نعم، ألم تُخبرني أنك تريد التحدث معي؟" - رد سريع هذه المرة
تايهيونغ: "أوه، صحيح! كيف نسيت؟ سأعود باكرًا اليوم، هل سأجدك؟" - أرسلها وهو يضغط شفتيه بارتباك، كيف يمكن أن ينسى شيئًا كهذا ، تسللت ابتسامةً صغيرة إلى وجهه
جونغكوك: "ربما بذلت جهدًا كبيرًا اليوم، وبدأت ذاكرتك تضعف * قهقهة* سأكون عند السادسة." - أضاف لمسة من المزاح، وكأنه يتخيل رد فعل تايهيونغ الظريفةِ
تايهيونغ: "ما الذي تقصده؟ هل أنا كسول؟" - أرسل الرسالة ممازحاً لِجونغكوك مع ارتفاع حاجبه وكأنه يحاول تحدي جونغكوك
جونغكوك: "نعم، أنت صاحب معدة دائرية ومنتفخة ولطيفة جدًا!" - أرسلها بإصرار، مستمتعًا بردود فعل تايهيونغ التي يتخيلها.
تايهيونغ: "ماذا؟ كيف رأيت معدتي؟ اللعنة!" - أرسل الرد بصدمة حقيقية، ذهنه يتنقل بين كل لحظة شاركها مع جونغكوك محاولًا فهم كيف تمكن من رؤية شيء كهذا.
جونغكوك: "رأيت وفقط. هيا أكمل عملك، يا لطيفي المنفوخ!" - جاءت رسالته مليئة بالسخرية الطريفة، وكأنه يحاول استفزاز تايهيونغ برفق
تايهيونغ: (يحدق في الشاشة للحظة، ثم يبتسم بتحدٍ) "انتظر فقط، سترى من هو المنفوخ!" - همسها لنفسه، وقرر الرد على مزاح جونغكوك بطريقته الخاصة لاحقًا
"لقد رأيت، وهذا يكفي... الآن، عد لعملك لِطيفي ذو المعدة المنفوخ!" - أرسل جونغكوك الرسالة بنبرة مرحة، تخيل ملامح تايهيونغ المتفاجئة وهو يقرأها بينما أصابعه تنقر على الشاشة بخفة وكأنه يعلن انتصاره الصغير في هذه الجولة من المزاح.
"لطيفي؟" أحمرت وجنتاه بخفة، تمامًا كما احمرت أذناه، لا يزال يحاول السيطرة على ابتسامته، لكن تأثير جونغكوك كان ساحرًا لدرجة أنه لم يستطع مقاومته أبدًا.
وضع الهاتف في جيب بنطاله، ولا زالت ملامح الخجل بادية على وجهه بوضوح. ثم توجه نحو الخارج، في الساعة الخامسة مساءً، متجهًا إلى السوبرماركت لشراء بعض السلع الأساسية التي بدأ المنزل يفتقر إليها مؤخرًا
حمل السلة متجهًا نحو أحد الرفوف المخصصة للمأكولات الخفيفة، مثل رقائق البطاطس والشوكولاتة والحلوى. التقط كل ما اشتهته معدته ووضعه في سلة التسوق
"هل يجب أن آخذ من كل شيء اثنين؟" تساءل بينه وبين نفسه، وهو يقوس شفتيه بعبوس، لا يزال ممسكًا بعلبة رقائق الشوكولاتة. وفي نفس اللحظة، وضع العلبة في سلة التسوق قائلاً: "ستكون الإجابة نعم."
وضع الأكياس على المقعد بجانبه بعد أن انتهى من التسوق، الذي استغرق نصف ساعة فقط، وهي أقصر مدة تسوق قضاها على الإطلاق
لاحظ تايهيونغ أن الطقس أصبح أكثر برودة مؤخرًا، ولا يمكنه إنكار الرجفة التي كانت تداهمه بين حين وآخر بسبب نسمات الهواء الباردة. لذلك، قام بتشغيل التدفئة لحين وصوله إلى المنزل
ركن تايهيونغ سيارته، ثم نزل منها ضاحكًا بدهشة ، حين لاحظ جونغكوك الذي أغلق سيارته للتو، كما يبدو أنه وصل للتو أيضًا سأل جُونغكوك و هو يخرج مِن السيارة : "أتيت باكرًا؟"
" نِعم ، كنت أود ترتيب الغرفة التي نمتُ فيها ليلة البارحة"، قالها بخجل وهو يداعب عنقه من الخلف
"يبدو أن ذاكرتك ضعيفة، جونغكوكاه. لا تقلق، لقد قمت بترتيبها"، قالها وهو ينقر على جبين جونغكوك بلطف، مبتسمًا ابتسامة واسعة
أمسك جونغكوك أنامل تايهيونغ الموجهة نحو جبينه، مدفنًا إياها في قبضة يده برفق ودفء، مستشعرًا برودتها. ثم نطق قائلاً: "دع الأكياس، سأحضرها أنا. ادخل إلى الداخل، فأنت متجمد."
حرر جونغكوك أنامل تايهيونغ من قبضته، فتح يده قاصداً أن يمنحه المفتاح سرعان ما فهم تايهيونغ المقصود، فمد يده ليمنحه إياه
ابتسامة عذبة ظهرت على وجهه، مما جعل عيون جونغكوك تذبل في شرود متناسيا الواقعِ ، بينما كانت نسمات الهواء تلاعب بشرتهما برفق، وتحرك خصلات شعرهما في تناغم بهي وديع.
سار تايهيونغ تحت نظرات جونغكوك إلى الداخل، كما طُلب منه. ارتفعت كتفا جونغكوك إثر ضحكته، وخفض رأسه، فتساقطت خصلات شعره برقة على جبينه. توجه نحو باب السيارة الأيمن، ليحمل الأكياس ويتوجه بهما إلى الداخل.
وضع الأكياس على منضدة المطبخ، ثم اقترب تايهيونغ منها، يفصل بينهما كرسي تحدث قائلاً: "سأذهب لتغيير ثيابي، دع الأكياس، سأقوم بترتيبها لاحقًا."
" هل تريدني أن أجلس على الكنبة حتى تتصلب مؤخرتي؟" قال جونغكوك بمزاح، ملقيًا تعليقًا غير متُوقع جعل تايهيونغ ينفجر بالضحك.
هامسًا بخفوت بينما رفع حاجبيه: "تتصلب؟ وكأنها كانت لينة أصلًا..." ثم رفع صوته ضاحكًا: "كما تريد، لكن لن اتأخر !"
قهقه جونغكوك بينما كان يفتح الأكياس ويوزع السلع على الطاولة، قائلاً بابتسامة: "سمعت ما قلته، لكن سأتجاهله هذه المرة ومع ذلك... أنت محق!"
صعد تايهيونغ إلى غرفته ليأخذ ملابس ثقيلة تناسب مع الطقس البارد، واغتسل سريعًا مع تجنب غِسل شعره بعدها وضع ملابسه المتسخة في الغسالة لتكون جاهزة للغسل لاحقًا في الليل .
في هذه الأثناء، كان جونغكوك يرتب المشتريات في أحد رفوف الخزانة، ولاحظ أن تايهيونغ أحضر من كل صنف قطعتين. أثار هذا التصرف إعجابه، إذ رأى فيه لمسة اهتمام بسيطة بعد انتهائه، جمع الأكياس الفارغة ووضعها في أحد الأدراج، ثم اتجه إلى غرفة المعيشة وجلس ممسكًا بهاتفه بين يديه، منتظرًا عودة تايهيونغ.
رن هاتف جونغكوك فجأة، وحين فتح الاتصال، جاءه صوت جيمين مباشرة:
"أين أنت، كوك؟"
لم يكن جونغكوك بحاجة لتخمين السبب، فقد كان واضحًا أن أرثر هو من أخبره ودفعه للاتصال.
"أنا بالخارج مع أحد أصدقائي، لماذا تسأل؟" أجاب جونغكوك بنبرة مليئة بالملل وهو يتنهد بضيق
"يونقي طلب مني أن أتصل بك"، أجاب جيمين بهدوء، مخفياً حقيقة الأمر.
"أعلم أن يونقي لم يطلب منك ذلك"، رد جونغكوك بنبرة حازمة وهو يزفر ببطء، ثم أضاف بصوت هادئ لكنه مليء بالتعب: "أخبره أنني سأعود الليلة، لكنني بحاجة لبعض الوقت بعيدًا عنه... أريد فقط أن أرتاح من الشجار قليلاً."
كان صوته يعكس مزيجًا من الإرهاق والانزعاج، وكأن هذه الكلمات تحمل أكثر مما يظهر، رغبة واضحة في استعادة هدوئه بعيدًا عن التوتر و العصبيةِ
سمع جونغكوك صوت تأفف جيمين عبر الهاتف، تبعه حديثه بنبرة عصبية ومليئة بالاستياء:
"جونغكوك، لماذا تهمل زوجك بهذا الشكل؟"
كانت كلماته تحمل عتابًا واضحًا، وكأن جيمين يتحدث نيابة عن أرثر، معبّرًا عن استيائه من تصرفات جونغكوك العنيدة و المهملة تِجاه زوجه
"هذه شؤون زوجية، جيمين، لا تتدخل من فضلك!" قال جونغكوك بنبرة صارمة بينما عقد حاجبيه بانزعاج، وعيناه تحملان حدة واضحة مُخيفةً
لم يمنح جيمين فرصة للرد، بل أنهى المكالمة على الفور عندما لاحظ صمته الطويل جلس وهو يشعر بغضب يتصاعد داخله ، لماذا الجميع يدافع عن أرثر وكأنه ملاك لا يُخطئ، بينما يُعامل هو وكأنه مجرد خادم يسعى لإرضاء أرثر؟ ، كانت هذه الأفكار تتزاحم في ذهنه ، لم يتوقع أبدًا أن تسير الأمور بهذا الشكل.
"ما الأمر؟" تساءل تايهيونغ فور دخوله غرفة المعيشة، وقد لفت انتباهه تغير ملامح جونغكوك بشكل واضح لم تكن ملامحه كما كانت قبل قليل؛ بدا عليه الانزعاج والغضب
تقدم تايهيونغ ببطء نحو الأريكة القريبة، وجلس عليها، يراقب جونغكوك بعناية وكأنه يحاول قراءة ما يدور في داخله دون أن يضغط عليه مباشرة
"مجرد اتصال مزعج، لا تشغل بالك." قال جونغكوك ببرود، وهو يرمي هاتفه بخفة بجانبه قبل أن يضع كفيه خلف رأسه في حركة تعكس محاولة للاسترخاء رغم ما يظهر على ملامحه من ضيق مكبوت
نظر تايهيونغ نحوه لوهلة، ثم أرخى جسده للخلف وضّم يديه إلى صدره بتردد، قائلاً:
"أعتقد أنه لا ينبغي أن أخبرك بالأمر الذي كنت أنوي الحديث عنه... أعلم أنك ستغضب كثيرًا."
اعتدل جونغكوك في جلسته، موجهًا نظراته نحو تايهيونغ بنبرة أكثر دفئًا وهدوءًا عند ملاحظتهُ ملامح تايهيونغ المتوترة:
"لا بأس، تايهيونغ، تحدث."
تنهد تايهيونغ قبل أن ينطق بحذر، وعيناه متشبثتان بنظرات جونغكوك وكأنهما تحاولان قياس ردة فعله:
"تحدث معي جيمين اليوم... قال إن أرثر أخبره أننا تبادلنا الأرقام عند باب المنزل."
مع كل كلمة ينطق بها تايهيونغ، كان جونغكوك يفرقع أصابعه بخفة، إشارة واضحة إلى التوتر الذي يحاول كبحه بصعوبة، بينما ظلت عيناه مثبتتين على تايهيونغ بتركيز غريب.
"ماذا أخبرته؟" سأل جونغكوك بفضول واضح، وقد ازدادت تساؤلاته وهو يسترجع ما حدث. كان يعلم أن أرثر قد رأى كل شيء في تلك الليلة، لكنه لم يتوقع أبدًا أن يذهب ويخبر جيمين بذلك.
أجاب تايهيونغ ببرود، وكأنه يحاول التقليل من أهمية الأمر:
"اختلقت كذبة."
تجهم وجه جونغكوك، وسأله بحيرة:
"لماذا؟"
كان من الواضح أن السؤال لم يكن مجرد استفسار بسيط؛ كان يحمل خلفه العديد من التساؤلات الأخرى. لماذا يصر تايهيونغ على الكذب؟ لماذا يحاول بكل الطرق إبعاد الأنظار عن معرفتهما ببعض؟
نظر إليه جونغكوك بتركيز، يحاول قراءة ما يدور في ذهنه، بينما بدا تايهيونغ وكأنه يغلق على نفسه المزيد من الأسرار
"جونغكوك، هل تصدق اذا أخبرتك أن جيمين يعز أرثر أكثر مني؟" سأل تايهيونغ، معتدلًا في جلسته ومتربعًا على الأريكة، محاولًا إخفاء عمق مشاعره خلف الكلمات
أجاب جونغكوك بهدوء، لكن الحيرة كانت واضحة في صوته:
"لم أتمكن من فهم هذه العبارة ، اشرح لي قصدك"
عيني تايهيونغ اتسعت قليلاً وهو يتنهد، ثم تابع:
"عيناه ونبرته عندما سألني كانتا مليئتين بالشك الواضح. جيمين يعتبر أرثر أكثر من مجرد صديق... هو أخاه الروحي. يعرفه منذ سنوات طويلة، أكثر من معرفتي به."
ثم تراجع قليلاً، وكأنه يختبر كيف سيستقبل جونغكوك هذه الكلمات. تابع حديثه بصوت أكثر هدوءًا:
"لم أتعرف على جيمين إلا في الجامعة، عندما قررنا معًا فتح المقهى هُناكَ شيئا لم يخبرك به أحد، جونغكوك."
لاحظ تايهيونغ الراحة التي شعر بها في الحديث مع جونغكوك، الذي كان يستمع له بعناية تامة دون مقاطعة، فقط يتابع بكل تركيز حتى هز رأسه في إشارة إلى أن يتابع حديثهُ ، مما دفع تايهيونغ للمضي في حديثه:
"جيمين هو من اقترح على والدك أن تتزوج أرثر."
كانت الكلمات ثقيلة، لكن طريقة الحديث كانت غريبة، كأن هناك شيئًا أكبر وراء كل كلمة
اتسعت عينا جونغكوك بصدمة ودهشة، ولم يستطع تصديق ما سمعه. رمش عدة مرات محاولًا استيعاب ما قاله تايهيونغ. بدا وكأنه في حالة من الصدمة التامة، غير قادر على تصديق ما يتردد في ذهنه.
فجأة، وبصوت منخفض سأل:
"هل تتحدث بصدق؟"
أجاب تايهيونغ بهدوء لكن بتأكيد قاطع:
"نعم، إذا لم تصدقني، سأعرض عليك المحادثة عندما تحدث معي بشأنك."
فتح تايهيونغ هاتفه بسرعة، متوجهًا مباشرة إلى المحادثة التي أجراها مع جيمين قبل أشهر، وألقى الهاتف نحو جونغكوك. تلقاه جونغكوك في يديه، وبدأ يقرأ كل ما كُتب في تلك المحادثة، وأصبح وجهه أكثر شحوبًا مع كل كلمة يتكشف أمامه.
"لم أكن أنوي إخبارك الآن، لكن أردت أن أجيبك على سؤالك، وها قد حصلت على جوابك."
شعر جونغكوك بمزيج من الحزن والاستياء يتسارع في صدره صوته أصبح متقطعًا وكأن الكلمات تخرج بصعوبة:
"لم أتوقع هذا من جيمين."
نظر تايهيونغ إليه بعبوس، وكأن ثقل الكلمات التي قالها كان يضغط على صدره، بينما كانت الغصة تتسلل إلى حلقه دون أن يدرك تمامًا عواقب ما قاله:
"جونغكوك، يجب أن لا نلتقي لبعض الوقت."
ثم أضاف بصوت قاسي، محاولًا إخفاء مشاعر أخرى تحت هذا العتاب:
"حتى نُبعد الأنظار؟"
كانت هذه الكلمات كالسهم الذي أصاب قلب جونغكوك مباشرة، وأثار فيه مشاعر مختلطة من الألم والتردد، وكأن العلاقة بينهما تتغير فجأة أمام عينيه
"نعم، سأخبر جيمين بأنني لن أحضر حفل العشاء" ، قال تايهيونغ، بينما ضم كفيه معًا في حركة لا إرادية، كأنما يحاول أن يجد في نفسه بعض القوة كانت عيناه مثبتتين على ملامح جونغكوك الساكنة يحاول جاهداً فهم ما يختبئ وراء تلك النظرة.
"هل تعتقد أنني سأستطيع تحمل لقاء أرثر وجيمين بعد كل ما عرفت؟" سأل جونغكوك بصوت منخفض، وضع يده خلف عنقه، مريحًا رأسه للخلف، وهو يتأمل تفاصيل تايهيونغ بعناية
كانت ملامح وجهه هادئة، ولكن عينيه كانت تروي قصة مختلفة، وكأن كل شيء حوله أصبح ضبابيًا في تلك اللحظة تأمل ملابسه الأنيقة، وشعره الذي انساب برقة فوق جبينه، وكأن الوقت قد توقف للحظة ملاقاته أشبه بعلاج روحي يُشفي كل دواخله
"لا أعتقد، لكن هل تستطيع التحمل من أجلي؟" ابتسم تايهيونغ بلطف، محاولًا رسم ابتسامة على وجه جونغكوك، وقد نجح بالفعل في إشراقة صغيرة على شفاهه.
في نفس اللحظة، رن هاتف أرثر، وعندما أخبره جيمين عن مكالمة جونغكوك، انفجر في رد فعل غاضب:
"ماذا تعني؟ هل أنا أعمى؟ لقد تبادلوا الأرقام!"
كانت نبرته مليئة بالعصبية والانفعال، وكأن جواب جونغكوك قد أصابه بصدمة، بينما كان جيمين يستمع بصمت، يحاول احتواء الموقف دون أن يُفاقم الأمور أكثر.
"أرثر، تايهيونغ ليس لديه تلك الأمور التي تفكر بها." كان رد جيمين هادئًا، لكن كلماته لم تكن كافية لإقناع أرثر الذي نظر إليه بسخرية، قبل أن يضحك ضحكة خافتة تحمل نبرة من الشك.
"يكذب... ألم ترَ نظراتهما؟ ومدة حديثهما معًا؟ إذا لم يكن هناك شيء بينهما، فأنا لا أصدق."
ثم توقفت ضحكته فجأة، وعيناه تجمدت على جيمين وهو يقول بحزم:
"لن أرتاح حتى أتأكد."
سأل جيمين، نبرة فضول واضحة في صوته:
"ما الذي ستفعله؟"
أجاب أرثر بنبرة مليئة بالتحدي، وعيناه تلمعان بالكراهية والحقد، كما لو أن هناك قسوةً داخليةً تتصاعد منه:
"لا أعلم بعد. سأنتظر الوقت المناسب، حتى أتأكد أن كل شكوكِي في محلها."
كان صوته مليئًا بالإصرار، وعيناه تشعان بغضب لم يكن يمكن تجاهله، وكأن شيئًا عميقًا يتحرك بداخله، يدفعه للتأكد من الحقيقة مهما كان الثمن.
استشعر جيمين توهج شاشة هاتفه، فالتقطه بين يديه بسرعة ليرى الرسالة التي ظهرت على الشاشة:
"مرحبًا جيمين، رغبت في إخبارك أنني لن أتمكن من الحضور إلى حفل عشاء عائلة جيون بسبب ظرف عائلي."
"لا بأس تايهيونغ، هل والدتك بخير؟" ، أجاب جيمين سريعاً
بعد لحظات، جاءت الإجابة:
"نعم، لا تقلق، إنه يخص شخصًا آخر."
رد جيمين متفهمًا:
"لا بأس تايهيونغ، أتمنى له الصحة."
أكتفى تايهيونغ بإرسال قلبين حمرين تعبيرًا عن شكره، بينما كان جيمين يبتسم خفيفًا وهو يقرأ الرسالة مِن ثم أغلق جيمين هاتفه
وفجأة تحدث أرثر وهو يراقب محادثة جيمين:
"عمه؟ ماذا تقصد؟"
مما جعل جيمين يشرح الأمر بسرعة:
"تايهيونغ اعتذر عن الحضور لحفل العشاء المقبل. قال إن عمه مريض في الآونة الأخيرة، وأصبح وضعه مُنهكًا بسبب المرض."
همهم أرثر بتململ قبل أن يرد بصوت هادئ
"سيكون من الأفضل أن لا يحضر."
كانت النبرة في كلامه تحمل بعض اللامبالاة، لكن في عينيه كان هناك شيء آخر، وكأن ملامح أرثر تعكس تفكيرًا أعمق مما يظهر على السطح.
"جونغكوك..." أنتحب تايهيونغ بتذمر مصطنع، محاولًا تخفيف التوتر بينهما
استقام ناحيته وهو يلاحظ عبوس وجهه وحزنه الواضح. اقترب منه وجلس بالقرب منه على الأريكة، طبطب برفق على فخذ جونغكوك وكأنما يود التخفيف عن قلبه، قبل أن يقول بابتسامة هادئة:
"هل ترغب في الخروج؟"
"إلى أين؟" سأل جونغكوك وهو يرفع حاجبيه متعجباً مِن سؤال تايهيونغ الغير متوقع.
ابتسم تايهيونغ بابتسامة مريحة، وواصل كلامه بحماس لطيف:
"أتذكر مطعم الشواء؟ دعنا نذهب إليه للعشاء." كان يطبطب برفق على فخذ جونغكوك مع كل كلمةً محاولةً لجعل الجو بينهما أكثر راحة ومع كل كلمة، كانت ابتسامة جونغكوك تتسع، تظهر أسنانه الأرنبية في تعبير ودي.
"هل ستذهب بثياب المنزل؟" سأل جونغكوك، وهو يرفع حاجبيه بدهشة.
"بالطبع لا!" رد تايهيونغ بابتسامة مشعة، ثم أضاف بحماسة:
"سأغير ثيابي. للمرة المائة! لا تقلق، لن أتأخر."
صوت حماسته جعل جونغكوك يضحك باستلطاف، وابتسم لما يراه من تصرفات تايهيونغ المرحة وكلماته الدافئة.
لم يستغرق تايهيونغ وقتًا طويلًا، كما وعد. بعد فترة قصيرة، نزل من السلالم مرتديًا ملابس أنيقة وبسيطة، مع معطف طويل أسود اللون، يلف جسده بحماية حمل معه معطفًا آخر بيده وهو ينزل إلى غرفة المعيشة، حيث كانت الأجواء أكثر دفئًا وسكينة، وكان شعور الراحة يملأ المكان.
"تفضل." مدّ تايهيونغ المعطف نحو جونغكوك بابتسامة دافئة، ممسكًا به بإصرار بينما قال بلطف:
"البرودة في الخارج ليست مزحة، أعلم أنك لم تجلب معطفك، لذلك أحضرت لك أحد معاطفي ، لا أرغب أن تمرض"
ابتسم جونغكوك تدريجيًا، حيث ملأت السعادة قلبه بشكل غامر لا يوصف. كانت كلمات تايهيونغ هذه تلامس قلبه بعمق، كما لو أنه يعوضه عن كل شيء افتقده كان الاهتمام الذي يظهره تايهيونغ بمثابة نسمةً من الدفء تبعث البهجة بقلبهُ ..!
كان مثل نجم ساطع في ليلة عابرة، واهتمامه كان أشبه بنسمة هواء دافئة في ليلة باردةً
أسرع جونغكوك في ارتداء المعطف، ثم توجه مع تايهيونغ نحو الخارج. نقر على مفتاح سيارتهما، وتوجها معًا نحو مطعم الشواء الذي كانا يتطلعان إليه.
"كم من الوقت سنكون بعيدين عن بعضنا؟" سأل جونغكوك بهدوء، وهو يشعر بشيء غريب في قلبه. مؤخرًا، أصبح مرتبطًا بتايهيونغ بشكل غير عادي، ولم يستطع تخيل يوم دون أن يلتقي به أو يتحدث معه.
"بعد العشاء، جونغكوك أي أربعة أيام فقط."
سمع جونغكوك همهمة منخفضة منه وهو يقول:
"هل سأُحرم من المواقع كذلك؟"
"بالطبع لا. يمكننا الحديث، لكن قليلاً فقط، جونغكوك تظاهر بأنك لا تعرف كل شيء حدث، حسنًا؟"
ابتسم تايهيونغ ابتسامة نقية في نهاية حديثه، وعيناه لم تفارقا جونغكوك الذي أومأ برأسه بتفهم.
ثم، لم يستطع جونغكوك مقاومة الرغبة في لمس وجه تايهيونغ عندما رأى وجنتيه المنفوختين، مد يده برفق و داعب إحداهما، مما جعل تايهيونغ يبتسم بخجل، مستلطف هذه الحركةِ كثيراً دُون أن يبتعد
كان منزل عائلة جيون مليئه بالفوضى الجميلةِ حيث كانت السيدة جيون وأختها مشغولتين بالتجهيزات الخاصة بحفل العشاء المقرر إقامته بعد يوم
كانت تشوهي تلاحظ التغيير الملحوظ في شخصية ابنها يِعود إلى المنزل بعد العمل بروح بهية وحيوية، يتحدث بحماس عن تفاصيل العمل والشركة، ثم يخرج في المساء. هذا التغيير لم يكن ليفوت نظرها، فقد بدا وكأن شيئًا ما قد حدث له. لكن ما زالت لا تعرف السبب وراء هذا التغير، ومع ذلك، فإنها كانت ممتنة لـ صاحب التغير كثيراً
في تلك الأثناء، قرر أرثر الخروج مع أدفين ليتحدثا عن ما حدث في الصباح. اكتشفا أن أحد معارف أدفين يعمل في أحد أقسام الإدارة، لذا طلب أرثر منه أن يتجاهل الحديث عن الأمر لتجنب وصول الأخبار إلى عائلته المتشددة.
"ها قد وصلنا." ركن جونغكوك السيارة في مكانها، ثم نزل كلاهما متجهين نحو المطعم. كان مطعمًا شعبيًا بأجواء دافئة طاولات خشبية مزينة بشوايات صغيرة في الوسط، وكل طاولة مزودة بأغطية حمايةً خاصة
سار مع أحد الفتيان إلى الطاولة التي تم تجهيزها لهما، والتي كانت بها مقاعد متقابلة. كان هناك خدمة مجانية تتضمن مجموعة متنوعة من المخللات والصلصات اللذيذة، بالإضافة إلى المشروبات المثلجة.
بينما كانا يجلسان رن هاتف تايهيونغ أجاب على الفور، وتحدث إلى والدته بنبرة مألوفة
"نعم، أمي"
قالت والدته قلقةً : "تايهيونغ، يجب أن نزور عمك غدًا في الصباح"
"لماذا، أمي؟ هل حدث شيء؟" سأل بقلق، وقد كانت نبرة والدته غير مبتهجة و مبشرةً مطلقاً
"اتصلت بي ابنته، وأخبرتني أنه أصيب بالتهاب في المعدة ، يجب أن نذهب لزيارته غدًا"
"حسنًا، أمي، غدًا عند العاشرة سأأتي لأصطحابك لزيارة عمك." أنهى تايهيونغ محادثته مع والدته بعد أن أضاف بعض التوصيات ثم أغلق الهاتف ووضعه جانبًا.
نظر جونغكوك إلى تايهيونغ حينما لاحظ أن تعابيره تغيرت، وأصبح وجهه يعبّر عن الحيرة والضياع.
"هل كل شيء بخير؟" سأل جونغكوك بقلق.
أجاب تايهيونغ بصوتٍ مرتجف، "لا أعتقد، جونغكوك... عمي مريض في المستشفى أنا أعزه كثيرًا! هو بمقام والدي، وأشعر بالخوف من فقدانه لا أريد أن أختبر هذا الشعور مرة أخرى." وضع يديه على وجهه، محاولًا إخفاء الدموع التي كانت على وشك السقوط، لكن صعوبة تنفسه وسيلان أنفه كانت تكشفه
شعر جونغكوك بقلبه يخفق بقوة، حين رأى دموع تايهيونغ. لم يستطع تحمل رؤية الحزن الذي في عينيه كان يشعر بالعجز والضعف؛ لا يستطيع أن يفعل شيئًا ليوقف بكاءه. كان يواجه معركة داخلية، فكل ما بداخله كان يتمزق لرؤية معاناة تايهيونغ.
"تايهيونغ، دعني أمسح دموعك، وأبدلها بمواساة." تحدث جونغكوك بصوت هادئ، بينما كانت عيناه مليئة بالعطف والحنان
أمسك بيد تايهيونغ برفق، ومسح سطحها برقة، ثم وضعها بلطف في باطن كفه. "إذا لم تقوَ على الذهاب غدًا مع والدتك، وإذا شعرت بالضعف أمامه، سأكون هنا، بانتظارك في الخارج. سأمنحك حضنًا دافئًا يملؤه الأمان والاحتواء." أضاف جونغكوك، بينما كان يتحدث بصوتٍ يحمل جميع معاني الطمأنينة. "حتى لو شعرت بأنك لا تستطيع المبيت وحيدًا الليلة، سأكون الشخص الذي سيكون بجانبك، لا داعي للقلق."
"جونغكوك... ماذا عن عملك؟" سأل تايهيونغ بصوت مرتجف، بينما مسح دموعه بأطرف أكمام معطفه.
"لا يهمني." أجاب جونغكوك بابتسامة هادئة، "طالما الأمر يتعلق بك، أستطيع تجاهل العالم كله من أجلك." ثم مسح بلطف آثار الدموع التي كانت على وجنتي تايهيونغ
"ماذا تود أن تتناول؟" سأل جونغكوك بينما كان يحدق في قائمة الطعام، محاولاً تغيير مجرى الحديث بينهما إلى مُبهج لم يستغرقا طويلاً في التفكير حتى اختارا الأطباق المفضلة لهما، ثم نادى أحد العاملين بالمطعم ليأخذ طلبهما
"جونغكوك، ماذا ستخبر أرثر إذا كنت ستبيت في منزلي؟" سأل تايهيونغ بتردد، كان يشعر بالقلق من أن يتسبب في مشكلات لجونغكوك مع عائلته بسبب وجوده
"تايهيونغ، لا أحد يسبب المشاكل في المنزل غير أرثر." أجاب جونغكوك بنبرة مليئة بالكراهية. "تصدق أن والدتي تعرف بغيابي ، ولم تشتكي لي أبداً، ووالدي لا يهتم، لكن أرثر دائماً ما يزرع أفكاراً سامة في رؤوس الجميع." كانت نبرة غضبه واضحة وهو يتحدث أضاف على حديثهُ :
"سأتصل بوالدتي لأخبرها أنني سأبيت خارج المنزل أثق بأنها ستختلق كذبة لإسكات أرثر ، أمي كانت ضد زواجنا في البداية، لكن بعد إصرار والدي اضطرت للموافقة."
"هل تكره أرثر؟" سأل تايهيونغ وهو يضم يديه إلى صدره، يشعر بالفضول حيال علاقة جونغكوك مع عائلته.
"نعم، لكن لا تظهر هذا الجانبِ ، إذا أخبرتها أنني أخوض علاقة ستكون سعيدة بذلك، تصدق؟" أجاب جونغكوك مبتسمًا بأعين مُشعةً لمعاناً
شعر تايهيونغ باندهاش. هل يقصد جونغكوك أنه يخوض علاقة مع شخص آخر؟ أو كان يقصد علاقتهما الغريبةِ هو؟ كانت تساؤلاته تدور في ذهنه
"أراها عدة مرات، تبدو لطيفة ومتفهمة." قال تايهيونغ وهو يبتسم قليلاً وهو يتذكر لقاءاته مع والدة جونغكوك. "لطيفة جدًا، دائمًا ما ترحب بي كأحد أبنائها و تُلقي على مسامعي ألطف العبارات"
في تلك اللحظة، وصل الفتى العامل إلى الطاولة ليضع أطباق اللحوم الطازجة قام بتشغيل مِقود النار للشواء، في تلك الأثناء بدأ جونغكوك بوضع شرائح اللحم فوق المشبك في حين تايهيونغ يحتسي حساء الخضروات يُخرج الفاصوليا بطبق أخر بأعواد الطعام
"ألا تحبها؟" سأل جونغكوك وهو يوجه سؤاله إلى تايهيونغ، ثم قام بتقليب شرائح اللحم على الشواية، محاولاً أن يثيره قليلاً . "حقًا لا تحبها أم أنك فقط صعب الإرضاء؟"
"ربما كلاهما." أجاب تايهيونغ بابتسامة خفيفة، قاصدًا إغاظته وهو يقوس شفتيه للأمام بينما يواصل مضغ الخضروات. جعل وجنتيه تنفخان قليلًا، ما أضفى على وجهه مظهرًا طفوليًا لطيفًا
"ناولني طبقك" ، قال جونغكوك وهو يمد يده نحو تايهيونغ، ثم أضاف بابتسامة مرحة : "هل تفضلها قطعًا صغيرة أم كبيرة؟"
" جُونغكوك ... لا داعـ .."
"هل تفضلها قطعًا صغيرة أم كبيرة؟" سأل جونغكوك مرة أخرى، وبإصرار، وهو ممسك بشريحة اللحم الرفيعة بالملقط، ينتظر إجابة تايهيونغ
استسلم تايهيونغ قائلاً: "صغيرة"
بدأ جونغكوك بتقطيع شريحة اللحم إلى قطع صغيرة كما طلب، بينما ترك خاصتهُ متوسطة الحجم ، وضع الشرائح المتبقية على الشواية حِتى تكن جاهزةً حينما ينتهيان
"اممم..." أصدر تايهيونغ صوتًا من لذّة وهو يلتهم قطعة اللحم، ما جعل جونغكوك يبتسم.
"أعجبك؟" سأل جونغكوك وهو يلتقط قطعة لحم أخرى بفمه
"الأمر لا يتعلق باللحوم، بل بالشخص الذي قام بشويها بشكل لذيذ!" قال تايهيونغ، وهو يصفق بحرارة و تسارعاً مما جعل جونغكوك يبتسم بتفاخر قائلاً: "أعلم، فلا داعي لهذا التصفيق."
قهقه تايهيونغ بدهشة ثم نقر على كتف جونغكوك قائلاً: "لا تكن متعجرفًا"
"يحق لي ذلك طالما أن المديح جاء من كيم تايهيونغ شخصيًا." رد جونغكوك مع غمزة في نهاية حديثه، مبتسمًا بـ جانبيةً
"في هذه الحالة، يحق لك"
قضى كلاهما وقتًا ممتعًا معًا، ناسين كل الحزن الذي ألم بهما، واستبدلاه ببهجة وسعادة، قاد جونغكوك سيارته نحو منزل تايهيونغ كان الوقت يقترب من العاشرة مساءً.
"سأتحدث إلى والدتي وأتي إليك." قال جونغكوك، متوجهًا إلى تايهيونغ الذي أومأ برأسه قائلاً: "سأحضر لك ثيابًا مريحة."
أومأ جونغكوك بموافقة، ثم توجه تايهيونغ إلى الداخل، بينما بقي هو وحيدًا. أخرج هاتفه وأجرى اتصالًا بوالدته ما إن ردت على المكالمة حتى قال بسرعة: "مرحبًا أمي."
"جونغكوك بُني،" جاء صوت والدته بلطف.
"أمي، أخبري أرثر بأني لن أعود الليلة إلى المنزل سأبيت لدى أحد أصدقائي." تحدث جونغكوك دفعة واحدة، مما جعل والدته تضحك بشكل مفاجئ ما جعله يستغرب
"جونغكوك، هل هو فعلاً أحد أصدقائك؟ أم أكثر من صديق؟" سألته والدته، وعلامات الفضول واضحة في صوتها.
"ما الذي سيهمك بهذه المعلومة، أمي؟" سأل باستفهام إذ بدا السؤال غريبًا بالنسبة له.
"إن كان أحد أصدقائك فلا مشكلة، لكن إن كان أكثر من صديق، فسأكون سعيدة حينها أن وجدت شخصًا استطاع تغيير الكثير في شخصيتك بشكل واضح." قالت والدته بهدوء، مع لمحة من التفهم.
"هل حقًا لا تمانعين إن وجدت شخصًا أفضل من أرثر؟" سأل، وهو يشعر بشيء من الراحة يسرى في قلبه، لأول مرة منذ فترة.
"نعم، إن كان له تأثير واضح على شخصيتك، يُبعدك عن المتاعب ويجعلك أكثر راحة كيف لي أن أمانع، جونغكوك؟ كذلك، أنت تعلم جيدًا مشاعري تجاه أرثر." أجابت والدته بصوت دافئ.
"حينما أتأكد من البعثرة التي بداخلي، سأتحدث إليك سريعًا، أمي." قال جونغكوك بابتسامة صادقة، شعرت والدته بها حتى من خلال الهاتف، ما جعلها تهمهم برضا.
أغلقا المكالمة في نفس اللحظة. شعر جونغكوك بشيء من الارتياح بعد محادثته مع والدته. ثم قام بالاتصال بوالده ليخبره أنه سيتأخر عن العمل غدًا، مؤكدًا أنه سيصل الساعة الحادية عشرة.
توجه جونغكوك إلى الداخل، إلى الغرفة التي كانت تقع في الطابق السفلي أسفل السلالم. ضغط على مفتاح الإضاءة، فانبعثت الأنوار لتملأ المكان وتجعله ينبض بالحياة وعندما وقع نظره على البيجامة الكحلية الداكنة التي كانت معدة له ابتسم بابتسامة مليئة بالامتنان وهو يلاحظ التفاصيل الصغيرة
اتجه نحو دورة المياه في أحد زوايا الغرفة ليأخذ حمامًا دافئًا ويغير ملابسه بينما كان يقوم بغسل ملابسه التي أتى بها، ليتمكن من ارتدائها في الغد، شعر بشيء من الاسترخاء في هذا المكان البعيد عن ضغوط الحياة
"هل انتهيت؟" سأل تايهيونغ، دخل الغرفة وأخذ مقعدًا على طرف السرير منتظرًا خروج جونغكوك من دورة المياه
"أيهم تفضل أكثر، اللعب بألعاب الفيديو أو الاسترخاء بمشاهدة فيلم؟" أضاف تايهيونغ بسؤال آخر و عيناه تلمعان بحماس خفيف حين خُروجَ جونغكوك الذي يُرتب خصلات شعره المجففة بأنامله
"الاسترخاء بمشاهدة فيلم سويا." أجاب جونغكوك بصوت هادئ، بينما كانت ابتسامته لا تزال مرسومة على وجهه متوجه إلى المرآة لِوضعَ الحلقِين أعلى حاجبهُ و اسفل شفاهه
"إذن، انتظرك في غرفة المعيشة" قال تايهيونغ بحماس، عينيه تلمعان بشغف، وكأن فكرة قضاء وقت ممتع معًا كانت تملأه بطاقة إيجابية. خرج من الغرفة بسرعة، بينما ضحك جونغكوك ضحكة خفيفة ومحببة، وهو يستمتع بعفوية تصرفات تايهيونغ.
نظر إلى المرآة ثم رسم ابتسامة هادئة على وجهه وهو ينظر إلى انعكاسه. كان هناك شيء مختلف في عينيه، شيء يعكس الهدوء الذي شعر به مؤخرًا كان وجود تايهيونغ بجانبه خلال الأيام القليلة الماضية قد أثر عليه بوضوح، جعله أكثر راحة وأكثر توازنًا في تعامله مع الأمور.
أطفأ تايهيونغ الأنوار تدريجيًا، تاركًا الغرفة تغرق في ظلام هادئ يكسره ضوء خافت ينبعث من المصباح الجانبي وأشعة إنارة الطريق المتسللة من خلف الستائر المنسدلة
وقف في منتصف الغرفة ليتأكد أن كل شيء مرتب ومثالي. قام بتعديل الأريكة جاعلًا من الوسائد مرتبة خلف ظهره وأخرى بجانبهما، ولم ينس وضع بطانية صغيرة بالقُرب مِنهما تحديدا الأريكةِ المجاورة تحسبًا لحاجتهما إليها لاحقًا
أكمل أجواء الراحة بتشغيل مكبر الصوت، ليملأ الغرفة بصوت نقي يعزز الهدوء جلس تايهيونغ على أحد جوانب الأريكة بعد أن انتهى من إعداد المشروبات والأطباق الخفيفة منتظرًا قدوم جونغكوك
"يا إلهي...!" همس جونغكوك بدهشة ما إن دخل الغرفة كانت عيناه تتفحصان التفاصيل بتمعن، من الأضواء الخافتة إلى ترتيب الوسائد والستائر المنسدلة كل شيء بدا كأنه مُعد بعناية فائقة لخلق أجواء مثالية
"تايهيونغ... ببساطة، هذا المكان مثالي للهدوء والاسترخاء." قال جونغكوك بابتسامة عريضة وهو يقترب من الأريكة، ليجلس بجوار تايهيونغ ويضع إحدى الوسائد على فخذيه.
"هل أعجبك؟" سأل تايهيونغ بابتسامة صغيرة، منشغلًا بتصفح قائمة الأفلام.
"أكثر مما تتخيل." رد جونغكوك، ليقترب منه قليلًا ويداعب ذقنه برقة، حركة باتت مألوفة بينهما، لكنها دائمًا تترك أثرًا لطيفًا على وجه تايهيونغ الذي لم يستطع منع نفسه من الابتسام
بدأ الفيلم أخيرًا، وصوت الشاشة الكبيرة ملأ الغرفة بتفاصيل مشاهدها. كانت أضواء الفيلم المتغيرة تعكس على وجهيهما، بينما كانت تعليقاتهما تضيف لمسة مرحة على المشاهد
ضحكات متبادلة، نظرات مليئة بالمودة، وحتى التعليقات العفوية التي لا تكاد تُسمع وسط الضوضاء الخفيفة جعلت اللحظة مثالية و مُحببه
"أخبرتك أنه لن يموت الرجل!" قال تايهيونغ بنبرة منتصرة، ممددًا ذراعيه باسترخاء مع انتهاء الفيلم.
"سأثق بك دائمًا في هذه الحالة." أجابه جونغكوك بضحكة خفيفة، بينما كان لا يزال يمضغ الفشار
بعد لحظات من الصمت، تحدث تايهيونغ بصوت خافت: "أشعر بالكسل الشديد للصعود إلى الأعلى" كانت كلماته تخرج بثقل، ورأسه يميل للخلف مستندًا إلى الأريكة، عيناه نصف مغلقتين وكأن النوم بدأ يثقل جفونه
"لا بأس. هل تفتح هذه الأريكة كسرير؟" سأل جونغكوك وهو يلمس أطراف الأريكة بفضول.
"نعم." أجاب تايهيونغ بصوت خافت، ومد ساقه ليبعد الطاولة الصغيرة بقدميه مفسحًا مساحة.
"إذن، دعني أنقل المأكولات إلى المطبخ بينما تقوم أنت بتجهيزها" ، قال جونغكوك، ثم مال قليلًا ليمرر أصابعه برفق عبر خصلات شعر تايهيونغ، وكأن اللمسة تحمل اهتمامًا غير معلن لكنها مليئة بالدفء والحنان.
همهمة خافتة خرجت من شفاه تايهيونغ قبل أن يستقيم وينهض بتثاقل. بدأ بتجهيز الأريكة لتتحول إلى سرير مريح، مبطن بالوسائد المبعثرة بعناية في الزوايا كانت المساحة واسعة للغاية كفاية لتمنحهما نومًا مريحًا.
في المطبخ، رتب جونغكوك الأطباق على الرفوف بعناية، مغلقًا أبوابها برفق حتى لا يحدث أي ضجيج قد يفسد الهدوء الحاصل
عاد إلى غرفة المعيشة ليجد السرير جاهزًا، فابتسم بخفة واستلقى بجانب تايهيونغ أغلق هاتفه تمامًا، واضعًا إياه جانبًا حتى لا يزعجهما استلقى بِهدوء و رفق أعلى الأريكة بِجانبِ تايهيونغ مِد يده بِرفق و وضعها أسفل رأسه مستنداً عليها و كأنها وسادةً إضافيةً استرخى عِليها لأخذ وضعيةً لتأمل محي تايهيونغ المُطل
رأسه مستلقي بلطف أعلى الوسادةِ و خُصلات شعرهُ تتناثر فِوق الوسادةِ و أعلى جبينه برقةً ، نائماً بِعمق مستلماً للنومِ العميقِ محياه كِان هادئاً تماماً أنفاسهُ هادئةً منتظمةً ، مِحياه يسكنه الطمأنينة و السُكون كأن النوم احتواه برقةً و دفء
بِدأت أعين جونغكوك تغلق ببطيء شديد و كأن النوم يسلبه مِن تأمل تايهيونغ النائم بقربه ، رِفع الغطاء بهدوء أعلى تايهيونغ و غطي جسده بِحنان و رفق حتى يظل في أمان وراحة طوال الليل تِأكد أنه محاطا بِكُل الاتجاهات
مِد جونغكوك أحد يداه خلف رأسه كـ حركة طبيعية، بينما كانت عيناه تغلقان تدريجياً ...
...
هااااي
بخصوص البارت 🥹🥹🥹🥹!!
كيف أجواء البارت مع برودة الجو ؟ ، لذيذه .!!
تايكوك ؟
أرثر و جيمين ؟ الشخصيات الباقية ؟
كيف تتوقعون نهاية علاقة تايكوك ؟
إن هُناك اخطاء املائيه تجاهلوها فسيتم تعديلها بأقرب وقت 🫶🏻.
See you soon <3
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro