Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

09

انجوي بالقراءة لا تنسون الكومنت بين الفقرات و الڤوت .





كان يحاول استيعاب ما حدث للتو، يتساءل في نفسه إذا كان ذلك حقيقة أم مجرد وهم يتلاعب بعقله

رغم مرور اللحظة، كان قلبه لا يزال ينبض بطاقة سعادة غامرة، وكأن الحُضن الذي تلقاه لا يزال يُشعِل فيه شعورًا لم يكن يعرفه من قبل. كانت تلك اللحظة أكثر من مجرد عناق، كانت لحظة محورية في حياته، واحدة ستحفر في ذاكرته للأبد

تذكر تفاصيل الحُضن بدقة، كأنها مرسومة أمامه في لوحة حية. ابتسامة دافئة ارتسمت على شفتيه دون أن يشعر، بينما وضع يده بلطف أسفل ذقنه، يُعبّر عن تلك المشاعر التي ملأت قلبه، مشاعر لم يكن يعرف كيف يصفها ، أحيانًا كان يلاعب شفتيه السفلى بحركات عفوية وهو يتذكر ذلك الدفء الذي أحاطه في أحضان تايهيونغ، وكأن الحُب والسكينة قد وجدا طريقهما إلى روحه المرهقة

هل كان دخول تايهيونغ إلى حياته هو ما يحتاجه حقًا ليتعافى؟ سؤال شق طريقه في ذهنه، كما لو أن تايهيونغ هو العلاج الذي طالما بحث عنه في أعماق نفسه. تلك اللحظة لم تكن مجرد شعور عابر، بل كانت بداية جديدة، بداية لشفاء داخلي طالما تأجل

وضع هاتفه في جيب بنطاله قبل أن يخرج من السيارة متجهاً نحو المنزل. أغلق الباب بلطف، ووسط خطواته المتأنية، كان الوقت قد بلغ منتصف الليل. كان الجو هادئاً تمامًا، سكونٌ يعمّ المكان، كما لو أن الهواء نفسه خافت وحزين

كل زاوية في المنزل كانت فارغة، يسودها صمت ثقيل، فقد كانت العائلة مجبرة على الاستعداد للنوم مبكرًا استعدادًا للعمل في صباح اليوم التالي. صعد السلالم ببطء، وأصابعه الموشومة، المفعمة بالذكريات الداكنة، كانت تتحرك بلطف على مفتاح الباب، منتجةً صوتًا خافتًا، يكسر سكون الليل

فتح جونغكوك باب شقته وهو يشعر بحاجة ملحة للاستحمام والنوم مبكرًا، كما يفعل دائمًا قبل يوم عمل طويل لكن سرعان ما اختلطت تلك الرغبة البسيطة بتوتر داخلي غير مريح، فقد شعر بأن هذه الليلة ستكون مختلفة

قبل أن يتمكن من أخذ قسط من الراحة، سمع صوت أرثر يخرج من الظلام، نبرة ساخرة تلوح في صوته:
"هل استمتعت؟"
أعينه لم تترك جونغكوك ولو للحظة، وكان وجهه يحمل تحديًا مكبوتًا

أدار جونغكوك رأسه، ثم جسده بالكامل، وتنفّس بغضب، قبل أن ينفجر بصوتٍ منخفض:
"ابتعد، فلا أنوي الشجار"
كان واضحًا أن الإحباط يعصف به، لكنه حاول أن يبقى هادئًا.

لكن أرثر لم يكن ليبقى صامتًا. قبضته كانت مشدودة وهو يقترب، صوته يزداد حدة:
"لستُ مغفلاً، جونغكوك."
اقترب منه أكثر، وكأن الغضب يشدّه للأمام، ليقف مباشرة أمامه

"ما الذي تنوي الوصول إليه؟"
سأل جونغكوك، وهو يضيق عينيه ويحاول أن يمسك أعصابه. عروقه في رقبته كانت ظاهرة بوضوح، وقد أُصيب وجهه بشيء من الاحمرار بسبب التوتر المتصاعد

أرثر كان يلهث غاضبًا، وأجاب بعنف:
"أنوي أن أوصلك إلى رشدك، وأ..."
لكن جملته لم تكتمل، فقد أمسك جونغكوك بشعره من الخلف فجأة، جذب رأسه نحو نفسه بقوة، وعيناه مشتعلة بغضب عارم

"وماذا؟ ماذا ستفعل؟ هيا، أخبرني!"
صرخ بكلمات مريرة، وكل كلمة كانت محمّلةً بالغضب والتهديد، عينيه تتوهجان بنار التوتر:
"لا شيء! أقسم أنني أخبرتك مرارًا وتكرارًا أن تتوقف عن فرض نفسك والتحكم بي. سأفعل ما أريد، ولا شأن لك!"
تحدث بنبرة متعالية، جسده مشدود وعيناه تشتعل بالغضب

ثم، كما لو أنه قد فقد كل صبره، أفلت جونغكوك أرثر بقوة، وتخطاه دون أن يلتفت إليه، وتركه واقفًا في المكان كانت الدموع تسيل على وجنتي أرثر، حرقة وألم، وكان في أعماق قلبه يعلم أنه يكرهه، لكن قلبه الأحمق لا يزال متعلقًا به، يحاول مقاومة مشاعره الجياشة التي لا يستطيع التحكم بها

جلس جونغكوك على حافة السرير، غارسًا أنامله بقوة في خصلات شعره، محاولًا تمالك نفسه والسيطرة على الغضب الذي يعصف به عيناه، بجمود، ظلّت تراقب الفراغ أمامه لفترة طويلة وكأن الزمن توقف من حوله

أطلق تنهيدة عميقة، وكأنها دفعة واحدة لإخراج كل الغضب الذي اجتاحه، ثم أمسك بقميصه ورفعه ببطء نحو أنفه ليستنشق عطره المألوف، العطر الذي أصبح يدمنه في الآونة الأخيرة، عطر كان أشبه بتهدئة داخله، كأنما يخمد النيران التي تتلظى في صدره

استقام أخيرًا من حافة السرير، متجهًا إلى دورة المياه للاستحمام، ثم ليغرق في النوم الذي يحتاجه بشدة لكن بينما هو ينقض عليه التعب، ترك خلفه شخصًا يكافح بكاءه في الصمت، في حين أن جونغكوك قد سئم من تلك الحلقة المفرغة، سئم من الشجارات التي ينشأها من لا شيء

أرثر بقي جالسًا في غرفة المعيشة، محاطًا بهالة من الحيرة والضياع عطر جونغكوك الممزوج بالمسك يملأ المكان، عطره الرجولي القوي، ولكن هل كان مزيجًا من عطره مع المسك؟ هذا ما فشل أرثر في تصديقه، كيف يمكن لجونغكوك أن يخونني؟ لا، ربما أخطأت معه في شيء، كان يجب أن أخبره بذلك لكن ماذا لو كان يخبئ شيئًا؟ قرر في النهاية النوم في الغرفة المجاورة، بعيدًا عن غرفة نوم جونغكوك

عندما خرج جونغكوك من دورة المياه، لاحظ الوسادة الوحيدة على السرير، ففهم أن أرثر قد قرر النوم في الغرفة المجاورة. هل يهتم؟ ربما لا، لكن نظر إلى السرير وأعاد ترتيبه قبل أن يستلقي

"هل نسيت شيئًا؟" سأل نفسه، وهو يضغط بين حاجبيه محاولًا التذكر. مرر ذهنه على التفاصيل أكثر من مرة، لكنه لم يستطع أن يعرف ما الذي نسيه

"جونغكوك نسيتَ سترتك لدي < أرفق صورة > "

رأى جونغكوك رسالة تايهيونغ وأطلق تنهيدة خفيفة أصبحت ذاكرته ضبابية، والوقت قد تأخر لدرجة أنه لا يوجد مجال للذهاب الآن لإحضارها

" يالهي ! ، سأتي لأخذها غداً " - ارسل جونغكوك

"سوف أضعها أعلى الأريكة في حين أن اتيت الظهرية أو المساء ستجدها "  - ارسل تايهيونغ

" شكراً لكَ"

" لا شُكر بِين الأصدقاء جونغكوك طابت ليلتك"

كرهت أن أصف علاقتنا بـ "أصدقاء"، لا أريدها أن تكون كذلك أبدًا. أرغب في أن تكون أعمق بكثير من مجرد صداقة تايهيونغ، أنت من سأحاول الوصول إليه، حتى وإن كلفني ذلك روحي، سأقدمها لك وحدك هناك رغبة داخل قلبي لا أستطيع تجاهلها، رغبة تجرني نحوك، وربما هي ما ستقودني إليك في النهاية

أغلق تايهيونغ هاتفه بقصد، يرفض أن يصف علاقتهما بـ "الصداقة". يريد أن يظهر لجونغكوك أنه لا يراه إلا صديقًا مقربًا. الأيام القادمة ستكشف ملامح موقف جونغكوك، هل سيظل يعتبر نفسه مجرد صديق، ليضع حدودًا بينهما، أم سيكافح لتصل علاقتهما إلى وصف أعمق وأصدق؟

عند التاسعة صباحًا، توجه تايهيونغ إلى العمل كعادته، متأخراً قليلاً دفع الباب ليعبر إلى الداخل، وتبسم ابتسامة واسعة مشرقة وهو يقول: "صباح الخير، جيمين"
"صباح النور" أجاب جيمين دون أن يلتفت، صوته خالي من أي مشاعر، وكأن هناك حاجزًا غير مرئي بينه وبين تايهيونغ

توقف تايهيونغ في مكانه لثوانٍ قليلة، محاولًا استيعاب نبرة جيمين الباردة، التي بدت خالية من أي ذرة من مشاعر الود المعتادة ربما لم ينام جيدًا الليلة الماضية، أو قد يكون قد تشاجر مع يونقي، ولكن هذا الاحتمال كان من المستبعدات بالنسبة له كان يتمنى لو أنه استطاع فهم سبب تعكر مزاج جيمين هذا الصباح

أخذ نفسًا عميقًا، ثم توجه إلى غرفة العملاء ليرتدي المريلة ويبدأ يومه بالعمل، لكن قبل أن يتحرك، قرر أن يفتح هاتفه الذي لم يكن قد التقطه منذ لحظة استيقاظه. فوجد العديد من الرسائل، من بينها رسالة من جونغكوك، التي كانت قد وصلت في الساعة 8:15 صباحًا:

"صباح الخير تايهيونغاه، هل يمكنني القدوم إلى منزلك عند الظهرية لأخذ سترتي؟"

ابتسم تايهيونغ برقة وهدوء، محاولاً كبح ملامح الاستلطاف التي بدأت تظهر على وجهه هل يطلب منه جونغكوك الاستئذان مرة أخرى؟ ففي ليلة البارحة، كان قد طلب منه القدوم في أي وقت يشاء

"مرحباً جونغكوك، لا بأس، يمكنك القدوم في أي وقت تشاء"

وضع هاتفه في جيب بنطاله الخلفي وتوجه نحو جيمين لمساعدته في استقبال الزبائن وتجهيز القهوة

بينما كان يعمل، استطاع تايهيونغ أن يلاحظ شيئاً غير اعتيادي في جيمين لم يكن جيمين المِرح الذي يملأ المكان بالحيوية والضحك عند الصباح، بل كان هادئاً ومنشغلاً في عمله فقط كان هذا غير معتاد بالنسبة له، وجعل ذلك تايهيونغ في حيرة كبيرة

حاول تايهيونغ الانشغال هو الآخر في عمله، لكن رغم محاولاته، لم يكن قادرًا على إبعاد تفكيره عن جيمين كان يشعر وكأن بينهما حاجزًا غريبًا، وكأن حديثهما قد وصل إلى نقطة النهاية فجأة، كأنهما أصبحا غرباء رغم سنوات من الصداقة

"سأتحدث معه"، قال تايهيونغ لنفسه، وهو يقرر أنه سيتحدث مع جيمين خلال فترة الراحة، لعله يفهم السبب وراء هذا التغيير الذي طرأ عليه

"أبي، متفرغ؟" سأل جونغكوك بعدما أستأذن من السيد جيون بالدخول، صوته يعلو قليلاً وهو يحاول استعادة توازنه

رفع السيد جيون نظره من أوراقه، متجهم الوجه، وأجاب بنبرة غليظة تعكس تجارب عمره: "نعم، اجلس ماذا هناك، جونغكوك؟"

جلس جونغكوك بثبات، لكنه شعر ببرودة الجو المحيط به كانت الغرفة مليئة بالهدوء، لكن كان هناك توتر غير مرئي يتصاعد في الهواء نظر إلى والده بعيون مليئة بالحزم والتحدي قبل أن يقول بنبرة قاطعة: "أرغب في تجهيز أوراق الطلاق"

صُدم السيد جيون للحظة قبل أن يجيب بصرامة: "حقاً؟ طلبك مرفوض"

هز جونغكوك رأسه برقة، لكن صوته ظل ثابتًا، مملوءًا بعنادٍ بدا وكأنه يعكس كل سنوات الصمت والاضطهاد: "أبي، لم آتِ هنا لكي أستشيرك أو لأخذ موافقتك. أنا فقط أردت أن أكون لديك علم"

"جونغكوك، الزم لسانك!" تعالت نبرة صوت السيد جيون بغضب، وقف واضعًا يديه على الطاولة وكأنهما قضبان حديدية تمنعه من التراجع كانت ملامح وجهه قاسية، وعيناه مليئة بالاستفهام والرفض

"حتى متى ألزم لساني؟" رد جونغكوك بقوة، جسده مشدود كالوتر، وعيناه مليئتان بالاندفاع :" حتى تراني جسدًا بلا مشاعر؟ أشعر بالاختناق كل ليلة أتذكر أنني مقيد مع رجل لا أطيق حتى رؤية وجهه!"

عبرت ملامح السيد جيون عن استياء عميق، لكن جونغكوك لم يبدِ تراجعًا. ظل ثابتًا في مكانه، عيناه لا تفارقان عيني والده، كأنهما مبارزة كلامية قد حانت لحظة حسمها

قال السيد جيون بلهجة أكثر حدة، محاولة لإحكام قبضته على الموقف: "مقيد حتى أمرك بالطلاق"

رد جونغكوك ببساطة وتهديد ضمني في صوته: "بعد بضعة أشهر سأكمل عامًا منذ ارتباطي مع أرثر. أشعر بالجمود العاطفي، وإذا لم تتخذ خطوة، سأفعلها في أقرب وقت" ، كان صوته متساويًا لا يظهر أي علامات على التراجع

استقام جونغكوك فجأة، متجاهلاً والده الذي كان يناديه من خلفه، وعيناه مليئة بالتصميم والإصرار ترك الغرفة خلفه دون أن يلتفت، كما لو أن ما قاله كان قراره النهائي

"يونقي، سأخرج لساعتين، ثم سأعود قرب نهاية العمل"، قال جونغكوك وهو يفتح باب مكتبة شقيقه، يحاول أن يكون على دراية بما يجري.

"جونغكوك...!" نادى يونقي بصوت عميق، فاستدار جونغكوك مجددًا

"هل حدث شيء؟" سأل يونقي، وهو يراقب تعابير وجه جونغكوك الغاضبة والمنزعجة. رغم أن جونغكوك لم يكن يعبّر عن مشاعره بسهولة، إلا أن ملامح وجهه كانت كفيلة بالكشف عما يختبئ في داخله

"نعم، حدث"، قال جونغكوك وهو يستند إلى الحائط خلفه، بينما كان يونقي لا يزال جالسًا على مكتبه تعبيره كان أكثر جدية من المعتاد، كأنه يحمل عبئًا ثقيلًا ظل يونقي يراقب شقيقه بترقب، وتساءل بفضول: "مثل ماذا؟"

"سأجهز أوراق الطلاق قريبًا"، قال جونغكوك بلهجة حاسمة، عينيه لا تفارقان عيني شقيقه، كأنهما معركة غير مرئية تُحسم بحركة واحدة

"لا تتسرع، فكر أكثر من مرة، جونغكوك. ألا تفكر في إعطاء أرثر فرصة أخرى؟" قال يونقي، وهو يضع يديه أسفل ذقنه، محاولًا أن يظهر تفكيرًا عميقًا. كان ينتظر إجابة شقيقه، لكنه شعر بأن هذا النقاش قد بدأ يصبح مرهقًا

لم يُبدِ جونغكوك تراجعًا رفع حاجبيه وقال بثبات، مع نفاد صبر واضح: "لم أتسرع، صبرتُ كثيرًا سأذهب" كان صوته جادًا، كأن قراره قد اتخذ بشكل نهائي، ولم يكن هناك مجال للتراجع عرف أن يونقي سيستمر في محاولة تغيير رأيه، ربما يمدح أرثر مرة أخرى، لكن ذلك لم يؤثر عليه

ابتسم جونغكوك بشكل خفيف، عينيه لا تحملان أي تردد، ثم أكمل حديثه: "لقد قررت، وكل شيء سيكون بصمت حتى أعلن عنه." غادر المكان بعد أن أنهى حديثه، متجهًا نحو خطوته القادمة، وهو يترك وراءه شقيقه الذي كان لا يزال غارقًا في محاولاته لفهم ما يحدث

"تايهيونغ، هل أستطيع المبيت في منزلك لساعتين؟" أرسل جونغكوك الرسالة بهدوء، وهو يحمل سترته بيده مع الحاسب الآلي، مغادرًا الشركة. وقبل أن يغادر تمامًا، أوصى سوهي بأن تُخبر والده إذا سأل عنه، أنه خرج من الشركة لغرض الراحة

"جونغكوك، لا داعي للاستئذان، اعتبره منزلك. ستجد غرفة أسفل السلالم مخصصة للضيوف، يمكنك الارتياح فيها" جاء الرد سريعًا من تايهيونغ

أغلق جونغكوك الهاتف، ثم انطلق نحو منزل تايهيونغ كان المنزل يبعد عن الشركة خمسة عشر دقيقة فقط، على عكس منزل جيون الذي كان يبعد ثلاثين دقيقة

قاد سيارته بهدوء، وأثناء القيادة كان يفكر في ما ينتظره ، عندما وصل إلى منزل تايهيونغ، نقر على لوحة التحكم بحذر ودقة، ليصدر صوت فتح المقبض بعد إدخال كلمة السر الصحيحة دخل المنزل بهدوء، وكان أول ما شعر به هو السكون الذي يملأ المكان. كانت أشعة الشمس تتسلل عبر النوافذ، تُضيء المكان بشكل خفيف ودافئ، مما أضفى على الأجواء شعورًا بالراحة والهدوء.

المنزل بدا مختلفًا عن أي مكان آخر. كان مفعمًا بهالة من البهجة والسرور، وكأن كل زاوية في المكان تنبض بالحياة بطريقة غير مرئية تلك الهالة التي لم يشعر بها في أي مكان آخر، تركت في قلبه شعورًا بالراحة العميقة، وكأن هذا هو المكان الذي ينتمي إليه حقًا

وضع جونغكوك سترته وحاسوبه المحمول على المنضدة القريبة من عتبة غرفة المعيشة، ثم توجه إلى الغرفة التي أوصى بها تايهيونغ. كانت الغرفة دافئة بشكل مريح، متوسطة الحجم، وأثاثها أبيض اللون يبعث على الهدوء الأرضية الخشبية أضافت لمسة من الأناقة البسيطة، فيما زينت بعض اللوحات القديمة الصغيرة إحدى الجدران في الزاوية، كانت نبتة خضراء في إناء أسود اللون تملأ المكان بحيوية هادئة

فتح جونغكوك أزرار قميص العمل الأبيض ببطء شديد، حتى تأكد من أنه قد خلعه تمامًا رمى القميص على الجانب الأيسر، ثم استلقى على السرير، وهو يضبط المنبه على ساعة ونصف

استلقى على بطنه، وأخذ الوسادة بيده ليقربها إلى أنفه، مستنشقًا عطرها الذي كان يشبه تمامًا عطر تايهيونغ كان عطرًا حلوًا، رقيقًا، لا يقاوم كانت الرائحة تغزو حواسه، تداعب ملامحه الهائمة ، وتخدرها برقة، كما لو أن كل شيء حوله أصبح أكثر هدوءًا في لحظة

"لماذا تتجاهلني هكذا؟" سأل أرثر بنبرة تحمل الاستفهام والألم، حينما لاحظ أن أدفين منذ الصباح يحاول أن يتجنب نظرته وابتسامته كان ذلك محيرًا له، فهذه التصرفات لم تكن تعهدهما منه أبدًا

"الأمر ليس متعلقًا بك، أرثر فقط تجاهلني اليوم، أرجوك" ، أمسك أدفين بمعصم أرثر برفق ثم مرر يده برقة على رأسه، محاولًا أن ينقل له هدوءًا لم يستطع إخفاءه

"لماذا ترغب أن أتجاهلك اليوم؟" سأل أرثر بدهشة واستياء، لم يكن يفهم تمامًا سبب هذا التغيير المفاجئ في سلوك أدفين، الذي كان دائمًا قريبًا منه ولا يتجنب نظراته أبدًا

"لنلتقِ الليلة وسأخبرك بكل شيء، اتفقنا؟" رفع أدفين يده برفق من معصم أرثر إلى أحد وجنتيه، قرصها بخفة ثم ترك عليها ابتسامة دافئة، تلك الابتسامة التي حملت في طياتها الكثير من المشاعر التي لم يُفصح عنها بعد

عندما رأى أرثر يوافق بإيماءة خفيفة، استأذن أدفين برفق وخرج لمتابعة عمله، حتى لا يشعر أحد بغيابهم معًا ترك أرثر خلفه في حالة من الحيرة والسعادة الغريبة، لأول مرة يشعر بذلك النوع من المشاعر التي لا يستطيع تفسيرها، مشاعر مختلطة بين الفرح والقلق، ولكنه شعر بشيء جديد، شيء كان في غاية الجمال والغرابة في الوقت ذاته

"اجلس، تايهيونغ" ، طلب جيمين بنبرةً هادئة وهو يشير إلى المقعد أمامه، ليعبر عن رغبته في الحديث قليلاً مع تايهيونغ خلال فترة استراحتهم

جلس تايهيونغ ببطء، سحب الكرسي ثم جلس، عينيه تحمل تساؤلًا :" ماذا هناك؟" سأل بصوت منخفض، يلمح القلق الذي بدأ يظهر في عينيه

"هل تبادلتما الأرقام، أنت وجونغكوك؟" سأل جيمين بفضول، ونبرته جادة، وهو يحدق في تايهيونغ، كان واضحًا أنه كان ينتظر إجابة محددة

شعر تايهيونغ وكأن الدماء تجمدت في عروقه ابتلع ريقه بتوتر، ثم حاول الحفاظ على هدوئه بينما أجاب بصوت هادئ: "لا، لم نفعل"

"هل تتحدث بصدق؟ أرثر أخبرني أنهما تبادلا الأرقام" سأل جيمين، عينيه تضيء بالقلق، بينما شعر تايهيونغ وكأن شريط حياته يُعرض أمامه. هو أخبر جونغكوك بعدم الكشف عن معرفتهما لأي شخص، فهل سيتجرأ على كشف ذلك الآن؟ بالطبع لا!

"ربما هناك سوء فهم، لم نتبادل أرقام الهواتف إطلاقًا. فقط، جونغكوك أراد معرفة اسم المتجر الذي اشتريت منه القميص" قال تايهيونغ، محاولًا إخفاء التوتر خلف ابتسامة عريضة، كان هدفه أن يبعد الشكوك عنه

"حقًا؟ إذًا لماذا يبالغ أرثر في الأمر بهذا الشكل؟" سأل جيمين وهو يحدق فيه، لا يزال الشك يسيطر على ملامحه أرثر لا يصنع مشكلة من لا شيء، إلا إذا كان متأكدًا من شيء أكبر

"أنت تعرفه جيدًا، هو يصنع مشكلة من لا شيء، أو ربما غلبته أفكاره السوداوية. أخبرته بأن لا شيء من تلك الأمور بيننا" ، أجاب تايهيونغ محاولًا تهدئة الأمور وإقناع جيمين أن لا شيء يحدث بينه وبين جونغكوك

"سأتحدث معه وأريد أن أسألك، هل قررت أن تأتي إلى حفلة العشاء؟" سأل جيمين، بينما أخذ رشفة من قهوته منتظرًا رد تايهيونغ

"نعم، سأفعل" ، أجاب تايهيونغ بعد لحظة من التفكير في البداية، لم يكن يرغب في الحضور لكن الآن، مع تزايد رغباته في لقاء جونغكوك، لم يكن لديه مانع

بعد مرور ساعة، وقف تايهيونغ ممسكًا بمناديل مبللة يمسح بها بقعة الشوكولاتة التي تلوثت بها قميصه الأزرق السماوي. كانت البقعة واضحة تمامًا، وهو يحاول تنظيفها بأسرع ما يمكن

"جيمين، سأذهب إلى منزلي لتغيير قميصي" قال تايهيونغ بهدوء، بينما جيمين كان منشغلًا بتحضير قهوة لأحد الزبائن

"حسنًا، لا تتأخر" أجاب جيمين

حمل تايهيونغ حقيبته الصغيرة وخرج من المقهى متوجهًا إلى منزله. طوال الطريق، كانت أفكار جونغكوك تشغل ذهنه هل لا يزال في المنزل؟ كان يشعر برغبة شديدة في التحدث معه قليلًا، ولكن ما الذي قد يحدث إذا فعل؟

ابتسامة عميقة ارتسمت على شفتيه حينما اكتشف أن سيارة جونغكوك لا تزال مركونة أمام منزله ركن سيارته بسرعة، وأخذ حقيبته، ثم توجه إلى الداخل. أدخل كلمة السر، وفتح الباب بهدوء، ليتوجه مباشرة إلى غرفة الضيوف

"جونغكوك؟" نادى بصوت خافت حينما فتح الباب

داخل الغرفة، كان جونغكوك نائمًا بعمق على السرير، عاري الصدر، والهدوء يعم المكان ابتلع تايهيونغ ريقه بتوتر كانت عيناه تتأملان جسد جونغكوك الممدد على السرير، وشعرت يداه بالارتعاش وهو يراقب التفاصيل التي تثيره.

كانت أكتاف جونغكوك العريضة تثير إعجابه، الواحدة مزينة بالوشوم التي تضيف إليه طابعًا قويًا، بينما كانت الأخرى ناصعة البياض، مع عضلات مشدودة ومثيرة

خصلات شعره السوداء كانت متساقطة على مقدمة عنقه، فيما انسدل البعض الآخر على جبينه ليخفي ملامح وجهه بشكل جزئي أما وضعية نومه، فكانت لطيفةً بشكل غير متوقع، حيث كانت إحدى وجنتيه تضغط على الوسادة، مما جعلها تبرز بشكل لطيف، وأصدر تايهيونغ قهقهة صغيرة وهو يتأملها، غير قادر على مقاومة الاستلطاف

سار بخطوات هادئة نحو السرير حيث كان جونغكوك مستلقيًا اقترب منه بهدوء، حتى وصل إلى طرف السرير ثم رفع أحد أصابعه الطويلة والنحيلة ليحرك خصلات شعر جونغكوك التي كانت تغطي جبينه، برفق، ليكشف عن وجهه بشكل واضح. كان مشهدًا ممتعًا وهادئًا، جعل تايهيونغ يشعر بارتياح عميق، محاولًا تأمل ملامح جونغكوك بشكل أكثر وضوحًا

"جونغكوك؟" ناداه تايهيونغ بصوتٍ هادئٍ، خافت وهو لا يزال يلمس خصلات شعر جونغكوك بلطفٍ ويبعدها عن جبهته كانت أنامله تداعب فروة رأسه بحركة خفيفة، كأنها تعتني به دون أن يدرك

همهم جونغكوك في نومه، عميقًا ومرتخيًا، ولم يكن يرغب في فتح عينيه أحب هذه الملامسات الرقيقة من تايهيونغ، وأحب طريقة جلوسه بجانبه بهذا القُرب، بل لأول مرة يشعر بهذا القدر من السعادة الغامرة عند الاستيقاظ

"ألن تستيقظ؟" قال تايهيونغ، وهو يراقب الوقت الذي يقترب من الثانية عشرة، "استأذنتُ من العمل حتى آتي لإيقاظك"

رفع يده برفق، ووضعها على بشرة جونغكوك الناصعة ملامسًا إياها بهدوء كأنها همسة تطمئنه

"لا أرغب في الاستيقاظ، هذه أول مرة أنام فيها براحةٍ كهذه" ، أجاب جونغكوك بخمولٍ، وعيناه لا تزال مغلقتين، لا تفتحان، بينما كانت ملامسات تايهيونغ تداعب ذهنه وتجعله في حالة من الهدوء التام

"لم تنم جيدًا ليلة البارحة؟" سأل تايهيونغ بقلق

همهم جونغكوك مجددًا بعبوسٍ خفيف، ليجيب بطريقة غير مباشرة: "جونغكوك اذهب إلى عملك، يمكنك العودة عندما تنتهي للنوم هنا، حسنًا؟"

"لن تكون في منزلك؟" سأل جونغكوك بينما فتح عينيه ببطء شديد، محاولًا التفاعل مع الحديث

"لا أعتقد، سأعود حوالي السابعة والنصف مساءً." قال تايهيونغ، وعيناه لم تترك جونغكوك الذي كان لا يزال مستلقيًا أمامه

"ألا تمانع حقًا في قدومي؟ لا تشعر بالانزعاج من وجودي؟" ، سأل جونغكوك بنبرة فضولية كان يبحث عن إجابة صادقة، فابتسم تايهيونغ وهو يجيب: "مطلقًا، وجودك هنا يُريحني ويسعدني أخبرتك أكثر من مرة أنه يمكنك القدوم في أي وقت فقط تعال لن أمانع"

قالها بهدوء، لكن قلبه كان يبتعد قليلًا عن نظرات جونغكوك التي كانت تلتهمه بحدة لأول مرة بينهما، هذا القُرب جعل كل التفاصيل تتضح لعيون جونغكوك التي كانت تراقب كل حركة بدقة

مشهد صدر جونغكوك المكشوف وخصلات شعره المتساقطة على وجهه، جعل كل شيء في تايهيونغ يتبعثر ويتناثر بشدة

"أترغب في قهوة؟" سأل تايهيونغ عندما لاحظ الصمت الذي استمر طويلًا بينهما

أراد تايهيونغ أن يتحدث عن "أرثر"، ولكن كان الوقت غير مناسب أبدًا لذلك، فقرر تأجيل الحديث إلى المساء

"سأحتسي قهوتي في المكتب." قال جونغكوك وهو يرفض حتى أن يتسبب في تعب تايهيونغ

"أعلم أنك تحب القهوة، لكنك ترفضها حتى لا تُرهقني، أليس كذلك؟" قالها بابتسامة واسعة، وهو يعرف أن جونغكوك كان يرفض بشكل متكرر بدافع من اهتمامه به رأى إيماءة محرجة من جونغكوك الذي كان يدلك خلف عنقه، كأنه يعتذر

"ماذا تُفضل؟ قهوة سوداء أم مع الحليب؟" سأل تايهيونغ، وهو يمسح برفق على فخذ جونغكوك فوق القماش، حركة غير إرادية، ولكنه شعر بها كما لو أنها طبعٌ طبيعي

"لا بأس، أحب كلاهما." قال جونغكوك بابتسامة، وهو يشعر بشيء من الراحة في هذا الحوار الهادئ

استقام تايهيونغ وقال وهو يخرج نحو المطبخ: "حسنًا، سأحضرها لك، ستجدها على منضدة المطبخ"

توجه تايهيونغ إلى المطبخ، حيث بدأ بتشغيل آلة القهوة لتحضير القهوة السوداء لجونغكوك

فجأة، نطق جونغكوك بكلمة "مرحباً" وهو يجيب على الهاتف دون أن ينظر إلى المتصل

"مرحباً، جونغكوك. اتصلت لأخبرك أنني سأخرج طيلة هذا المساء"، قال أرثر، مما جعل ابتسامة واسعة ترتسم على وجه جونغكوك. "لا بأس، يمكنك الخروج أنا كذلك لن أعود إلا في وقت متأخر من الليل"

"حسناً"، أجاب أرثر، وأغلق كلاهما الهاتف في نفس اللحظة، كانا يريدان الابتعاد عن بعضهما قليلاً

أخذ جونغكوك قميصه الأبيض ليرتديه، ثم وضع الهاتف في جيب بنطاله توجه نحو المنضدة ليحتسي القهوة قبل الخروج

"ما بالك تبتسم هكذا؟" سأل تايهيونغ، ضاحكاً، وهو يسكب القهوة السوداء في الكأس المملوء بالماء ومكعبات الثلج، حين لاحظ دخول جونغكوك والابتسامة ما زالت تزين وجهه الذي كان لا يزال يحمل ملامح النوم

"لقد اتصل أرثر وأخبرني أنه سيغيب طوال المساء. سأشعر ببعض الراحة من وجوده هنا"، قال جونغكوك وهو يمسك بكأس القهوة المثلجة التي ناوله إياها تايهيونغ

"هذا جيد. ستعود في المساء، صحيح؟" سأل تايهيونغ بفضول، وهو يتكئ بيديه على المنضدة خلفه

"نعم"، أجاب جونغكوك وهو يأخذ رشفة من القهوة

"سأتحدث إليك عن أمر ما"، أضاف تايهيونغ، ولاحظ تعبيراً على وجه جونغكوك، وكأنه كان يترقب الإجابة

"هل يخصنا الأمر؟" سأل جونغكوك بفضول

"نعم، أرغب في التحدث إليك عن شيء مهم سأذهب إلى عملي الآن، وأتمنى لك يوماً ممتعاً وإذا أردت القدوم بعد أن تنتهي، فقط تعال، لا بأس بذلك." قال تايهيونغ وهو يربت برفق على كتف جونغكوك قبل أن يودعه وهو يغادر

...

هاي🧍🏻.

كيف البارت و السرد؟

تايكوك 🥹🥹🥹

بخصوص فرق التعامل بين أرثر و تايهيونغ يصرع 😭.

الشخصيات الباقية كيف ؟
هل عندكم توقعاتكم لأحداث الجاية؟.

إن هُناك اخطاء املائيه تجاهلوها فسيتم تعديلها بأقرب وقت 🫶🏻.

See you soon <3

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro