Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

06

سلام  ، طمنوني عنكم؟

انجوي بالقراءة
لا تنسون الكومنت بين الفقرات و الڤوت .🤍

..

" لا "

سريعًا، حذف تايهيونغ الكلمة من النص، يقضم شفتيه بتردد كان الطلب غريبًا، كيف لجونغكوك أن يطلب المبيت في منزله، وهما لم يمضِ أسبوعٌ حتى على تعارفهما؟

ظل تايهيونغ يحدق بحروف الجملة المرسلة، تغمره الحيرة. هل يرفض طلب جونغكوك؟ لكنه شعر أن الرفض ليس منطقيًا وفي الوقت ذاته، أراد قبول طلبه حتى لا يثير استياءه.

لاحظ جونغكوك تأخر تايهيونغ في الرد، ورأى كيف يكتب ثم يمحو ما كتبه مرارًا، فأدرك تردده. أطلق تنهيدةً ضيقة خرجت من بين شفتيه، ثم كتب وأرسل: "لا بأس، انسَ ما قلته"

أغلق هاتفه وألقاه على الكرسي بجانبه بيأس، قبل أن يدفن وجهه بين كفيه، يخفي ملامحه التي غمرها الإحباط

لم يكن جونغكوك يومًا يخشى والده أو يخشى مخالفة أوامره. على العكس، كان أشبه بنسخة مصغرة منه، يحمل ذات التفكير الحاد والشخصية الصارمة كل ما يشغله هو مصالحه الشخصية التي تصب في مصلحة الشركة ولهذا، لم يتردد في قبول هذه الصفقة

مع مرور الوقت، أدرك جونغكوك الخطأ الذي أوقع نفسه فيه. لم يكن ما يحتاجه شراكات ومكاسب، بل كان يبحث عن شيء أعمق؛ الاحتواء والدفء الذي طالما افتقده ، انشغال والديه بالعمل جعله يشعر بالتجاهل، وكأن وجوده كان مجرد تفصيل ثانوي في حياتهما

تلك الفجوة التي تركتها برودة طفولته جعلته يتوق إلى الحنان الذي لم يعرفه يومًا. لكنه أدرك أيضًا أن جزءًا منه سيبقى منطفئًا، مهما حاول ملء هذا الفراغ

أسند جبينه على المقود، محاولًا الاسترخاء قليلاً ، سمع اهتزاز هاتفه بجانبه، لكنه تجاهله، مفضِّلًا إغماض عينيه بحثًا عن لحظة راحة ، لم يدرك متى غلبه النعاس، لكنه استسلم لغفوة قصيرة، وكأن عقله استجدى هدنة من الأفكار التي أثقلته

"لماذا لا يجيب؟ هل انزعج؟" تساءل تايهيونغ بينما عيناه تجولان في الأرجاء بقلق. لقد أرسل لجونغكوك رسالة يخبره فيها بموافقته، لكنه لم يتلقَّ أي رد، مما أثار حيرته وقلقه

هل هو بخير؟ لا يبدو كذلك... ربما يجب أن أسأله غدًا؟ لكن، ماذا لو ظن أنني أقتحم حياته؟ جونغكوك لا يبدو كشخص يسهل التعامل معه أو مجادلته

حاول تايهيونغ طرد الأفكار المتزاحمة من ذهنه، لكنه لم ينجح. أغمض عينيه محاولًا النوم، إلا أن القلق الذي استقر في داخله حال دون أي شعور بالراحة

أيقظه صوت طرقات على نافذة السيارة، ليجبره على فتح عينيه بتثاقل وانزعاج. لم يكن يدرك أنه غفا داخل السيارة! نظر إلى الخارج ليجد شرطيًا يقف بالقرب من نافذته، ينتظر منه أن يخفض الزجاج ليتحدث معه

"مرحبًا، هل أنت في حالة ثمالة أو تحت تأثير أي مواد؟" سأل الشرطي بنبرة غليظة تناسب هيئته الضخمة ونظراته الجادة

فزع جونغكوك من الصوت، وفتح عينيه بسرعة ليواجه الشرطي. نفي بسرعة وهو يحاول تجنب الإحراج، مشيرًا إلى نفسه بابتسامة متوترة: "لا، مطلقًا. أنا فقط قررت الاسترخاء هنا قليلاً"

رفع الشرطي حاجبه بتشكك ثم قال: "السيارة بهذه الطريقة قد تثير الشبهات يجب عليك التحرك"

أومأ جونغكوك برأسه بتفهم، شكر الشرطي في صمت قبل أن يبدأ في تحريك السيارة ببطء توجه إلى منزله، ولكن وضعية نومه في السيارة كانت غير مريحة تمامًا، مما تركه يعاني من بعض الألم في جسده وصل إلى المنزل، وأغلق عينيه مجددًا ليغفو لساعتين كاملتين، بينما كانت الساعة تقترب من الثالثة صباحًا، وهو في غفوة عميقة بعد يوم طويل

دخل جونغكوك إلى المنزل بهدوء، محاولًا عدم إحداث أي ضوضاء، لكن توقف عند سماع صوت جيمين وهو يناديه، ثم سحب طرف قميصه قائلاً: "تعال إلى هنا"

"اللعنة عليك!" رد جونغكوك بفزع، متفاجئًا من الموقف شدّ جيمين معصم جونغكوك بقوة، وأجبره على التوجه نحو غرفة المعيشة حيث جلسا معًا"

"لا يهمني أين كنت، لكن تظاهر بأنك كنت معي أخبرت أرثر أنك جئت لشقتي لتناول الطعام" ، قال جيمين بصوت خافت، ناظرًا إلى جونغكوك الذي بدا مندهشًا مما سمعه، فسأله: "لماذا لم تخبره بالحقيقة، أنني كنت خارج المنزل تمامًا؟"

"هل تريد منه أن يخبر جيون الأكبر؟ جونغكوك، أنت أحمق! لماذا لا تتظاهر بأنكما في علاقة جيدة أمام والدك؟ حتى لو قررت الطلاق، سيكون والديك بجانبك." قالها جيمين وهو يربت بخفة على فخذ جونغكوك، بنبرة هادئة لكنها مليئة بالواقعية

نظر جونغكوك إليه بتساؤل، وعلامات الاستغراب تلوح على ملامحه، فسأله بدهشة: "ما الذي تقصده؟"

"أنت لا تريد أن يظهر جانبك السيء أمام أرثر، حتى لا تضر بمستقبل عائلة جيون هل تفهم ما أعنيه؟" قال جيمين بهدوء، وهو يراقب رد فعل جونغكوك الذي أجاب بلا مبالاة: "لا يهمني... ربما سأحاول إصلاح العلاقة من أجل الطلاق فقط، لا شيء أكثر."

لاحظ جيمين التورم في وجه جونغكوك، فرفع حاجبًا وقال: "وجهك يبدو متورمًا. أين كنت؟"

"ذهبت للتجول في الخارج." أجاب جونغكوك ببساطة، ممددًا يديه في الهواء وكأن لا شيء يعكر صفوه. لكن جيمين لم يرد، فكرر جونغكوك بتعجب: "لماذا لا تصدقني؟"

"أصدقك، فلا رائحة خمور تنبعث منك" ، قهقه جيمين بخفة، بينما كان يراقب عبوس وجه جونغكوك، ثم ضربه على كتفه برفق، قائلاً: "ألا تمتلك عملًا في الصباح؟"

"لن أذهب." أجاب جونغكوك، واضعًا يديه خلف عنقه ليدلكهما بخفة، غير مكترث بكلام جيمين

"لماذا؟ هل أنت متعب؟" سأل جيمين بقلق، وعندما أومأ جونغكوك برأسه موافقًا، جلس إلى جانبه وربت على كتفه قائلاً: "سأخبر يونقي بذلك اذهب إلى النوم، واسترح"

ابتسم جونغكوك براحة شديدة ثم قام بتوديع جيمين قبل أن يتوجه إلى الأعلى نحو شقته، وتحديدًا إلى غرفة نومه كان المكان هادئًا بشكل غير معتاد؛ عادةً ما كان أرثر ينتظره في غرفة المعيشة، لكن اليوم لم يكن هناك أي أثر له، مما جعله يشعر ببعض الراحة

لم يعطِ الأمر الكثير من الاهتمام فتابع سيره نحو الغرفة، حيث وضع مفتاح سيارته على المنضدة الأقرب إليه، ثم خلع حذاءه بالقرب من باب الشقة ، فتح مقبض باب غرفة النوم ليرى أرثر نائمًا على جانبه في السرير توجه جونغكوك نحو الجهة المقابلة له، وأطلق تنهيدة خفيفة قبل أن يستلقي

عند الساعة الثامنة صباحًا، استفاق أرثر على حركة جونغكوك على الجهة المعاكسة للسرير، مما دفعه للاستغراب سرعان ما أمسك بهاتفه، وعند ملامسته لشاشته، توهجت بوضوح، ليلاحظ الوقت. تساءل في نفسه: لماذا لم يذهب جونغكوك إلى عمله؟

"جونغكوك..." نادى أرثر بصوت عميق، كان مرتفعًا نسبيًا، دليلًا على استيقاظه سمع همهمة خافتة من جانب جونغكوك، فأكمل قائلاً: "ألن تذهب إلى عملك؟"

"لا." أجاب جونغكوك بصوت خافت وهو يحتضن البطانية قرب صدره، عينيه مغلقتان في هدوء

عندما سمع أرثر جواب جونغكوك، قرر ضبط منبهه ليُذكره بوقت عمله عند الساعة العاشرة صباحًا. ثم عاد للنوم مجددًا حتى يسمع صوت المنبه يوقظه من غفوته.

منزل عائلة كيم

"صباح الخير، أمي" ، نطق تايهيونغ فور أن لاحظ دخولها إلى غرفة المعيشة

"صباح الخير، تايهيونغ ، خذ كأس الشاي" قالت سويون، وهي تمد له صينية تحتوي على كأسين أخذ ابنها كأسه بابتسامة، إذ لم يقم بزيارتها منذ فترة طويلة

"كيف حالك؟ وكيف تسير أيامك؟" ، سألته سويون بعدما جلست بجانبه.

"تسير بهدوء، وأنا بخير." ابتسم تايهيونغ بحرارة، إذ كانت نبرة والدته الغير معتادة تمنحه شعورًا بالطمأنينة

"لا زلت تعمل في المقهى؟" سألته سويون مجددًا، فقد انقطعت أخبار ابنها منذ مغادرته المنزل واستقلاله للعيش بمفرده

"نعم، لا زلت أعمل هناك، كما بدأت أذهب إلى دورات طهي لتغيير نمط حياتي قليلاً." أجاب تايهيونغ وهو يريح نفسه في المقعد، حرك يده برفق وهو يتحدث

"هذا جيد، حتى لا تشعر بالملل." قالت سويون وهي تأخذ رشفة من كأس الشاي بين يديها، ثم أكملت حديثها برفق: "هل وجدت سعيد الحظ؟"

قهقه تايهيونغ بخفة، ثم هز رأسه نافيًا وهو يبتسم بابتسامة خفيفة: "لا زلت أبحث عنه"

ثم نظرت سويون إلى ابنها بتساؤل، وأجابته بصوت هادئ: "لماذا لا توافق على الزواج بديفيد؟" كانت نبرتها مليئة بالفضول، فهي كانت ترى فقط الجوانب الجيدة فيه ولم تلاحظ ما وراء نظرات ابنها

"مستحيل!" نطق تايهيونغ بتوسع عينيه قليلاً، ثم أدار نظره كاملاً تجاه سويون لاحظ تعبير الاستغراب الذي ارتسم على وجهها، فتابع كلامه عبوسًا، وهو يحتضن الكأس بين يديه، وعيناه تُحدقان فيها بحدة: "مُقرف، بل مقزز! إنه لعوب، وأنتِ لا تعرفين شيئًا عن شخصيته السيئة، أمي!"

بدأ تايهيونغ يشرح لسويون عن مدى خباثة ديفيد، كلمات تتناثر من فمه كما لو كانت تخرج من أعماق قلبه، يصفه كمتحرش بأبشع الطرق كانت تعابير وجهه تعكس الغضب والاشمئزاز وهو يروي التفاصيل

ظل الصمت يخيم بينهما بعد أن انتهى من حديثه، وسويون جالسة بجانبه، مصدومة، عجزت عن استيعاب ما سمعته للتو. كيف لم تلاحظ ذلك طوال هذه الفترة؟ كانت شفتاها مفتوحتين لكن لم تخرج منها أي كلمة، وكأنها ما زالت في حالة من الإنكار.

بينما كان تايهيونغ صامتًا منتظرًا منها ردًا، كانت هي تواصل النظر أمامها، غارقة في صمتها، لم تعرف ماذا تقول أو كيف تعبر عن دهشتها

"أنسي الأمر، فقد تخطيتُه" ، قال تايهيونغ بنبرة هادئة، محاولًا تغيير مجرى الحديث. ثم أضاف مبتسمًا: "ماذا عنكِ؟ كيف حالك؟ افتقدتُ أحاديثنا معًا"

استفاقت سويون من شرودها، وأجابته بابتسامة خفيفة: "أنا بخير، تايهيونغي وأنا أيضًا افتقدت أحاديثنا. لربما كنتُ أنا السبب في قرارك بالعيش بمفردك، بسبب أحاديثي التافهة"

"لا تلومي نفسك، صحيح أنكِ كنتِ سببًا، ولكن سببًا صغيرًا. هناك أمور أخرى جعلتني أرغب في العيش وحدي." رد عليها مبتسمًا، ثم تلقى ضربة خفيفة على رأسه من والدته، فضحك بخفة، معتذرًا لها

"هناك عدة أسباب جعلتني أرغب بالعيش بمفردي أولًا، لكي أتعلم الاعتماد على نفسي، وثانيًا لأن مكان منزلي قريب من مكان عملي." قال ذلك وهو يبتسم، في حين ربتت سويون بلطف على كتفه، مشيرةً بفهم لجوابه

سار بينهما العديد من الحوارات الممتعة، حيث أمضيا وقتًا طويلًا في الحديث. طلب تايهيونغ الإذن بأخذ استراحة لزيارة والدته، فقد مر وقت طويل منذ آخر زيارة له وعندما حان وقت المغادرة، استقام مودعًا إياها ليعود إلى عمله مجددًا

"رافقتك السلامة، تايهيونغي" ، قالت ذلك وهي تلوح له بيدها من بعيد. رد عليها بابتسامة وداعية، ثم صعد إلى سيارته متجهًا إلى المقهى، مستعدًا لاستكمال يومه

"مرحبًا جيمين!" ، نطق بها تايهيونغ فور دخوله إلى المقهى

"مرحبًا! كيف كانت زيارتك؟" ، سأل جيمين وهو يسكب الحليب على البخار

"رائعة جدًا!" ، أجاب تايهيونغ بنبرة مليئة بالبهجة، متجهًا إلى غرفة العملاء ليرتدي المريلة ويبدأ العمل، بينما كان جيمين سعيدًا لسماع ذلك

"سوهي ستأتي نهاية هذا الأسبوع" ، قال جيمين بعدما قدم القهوة للزبون، مستندًا يديه على الطاولة

"من هي سوهي؟ لماذا يظهر فرد جديد في العائلة؟" سأل تايهيونغ ضاحكًا، فقد أصبح كل مرة يكتشف فيها شخصًا جديدًا في العائلة شيئًا مثيرًا للاهتمام

"شقيقة يونقي... ما رأيك في القدوم؟ يونقي أخبرني أن عائلة جيون ستقيم حفلة عشاء بمناسبة جون." اقترح جيمين بحماس، داعيًا تايهيونغ للانضمام إلى الحفل المقرر نهاية هذا الأسبوع

"حفلة عشاء؟" سأل تايهيونغ بتردد، وأخذ يتساءل في ذهنه إن كان سيكون هو وجونغكوك في نفس المكان مرة أخرى

"نعم، هل تود القدوم؟ لن أضغط عليك إذا لم ترغب" ، قال جيمين بهدوء، محاولًا أن يخفف من إحساس الضغط على تايهيونغ

"لا أعلم، سأفكر في الأمر" ، اكتفى تايهيونغ بابتسامة خفيفة، معلقًا على حديثه، بينما أومأ جيمين برأسه. كان واضحًا أنه لا يريد إجباره على شيء لم يكن مستعدًا له

تسللت أشعة الشمس الذهبية عبر الستارة الثقيلة، لتُضيء الغرفة بلطف. فتح جونغكوك عينيه بتعب، محاولًا التخلص من تأثير النوم. كان الجو هادئًا تمامًا، ليكتشف أن أرثر قد غادر إلى عمله

جلس على طرف السرير، مستندًا إلى يديه في محاولة للتركيز. رفع نظره إلى ساعة الجدار، متسائلًا عن الوقت وجد أنها الواحدة مساءً، ليشعر بدهشةٍ من كيفية مرور الوقت لم يشعر بأي تعب أثناء نومه، وكأنه قد استعاد نشاطه بعد أيامٍ من الإرهاق

نهض من السرير بحركاتٍ بطيئة، متوجهًا إلى الحمام للاستحمام وتغيير ملابسه. بعد أن انتهى، قرر تحضير إفطار بسيط ليبدأ يومه. كان يخطط لزيارة المقهى قبل أن يذهب للمشي قليلاً وممارسة بعض التمارين الرياضية

"جونغكوك، بني، هل أنت بخير؟ جيمين أخبرني أنك كنت متعبًا"، سَألت تشوهي فور أن رأت جونغكوك ينزل من السلالم

"نعم، أمي، أصبحت بخير الآن ، كنت متعبًا البارحة فقط"، أجابها وهو يبتسم لاحظ ابتسامة مطمئنة على وجهها ثم قالت: "سنقيم حفل عشاء نهاية هذا الأسبوع"

"ما المناسبة؟" سألها باستغراب، فقد لم يكن هناك أي مناسبة في الشركة تستدعي إقامة حفل

"بسبب ولادة سوهي، سنقيم حفلةً"، أجابت تشوهي بابتسامة أومأ جونغكوك برأسه موافقًا، فجون هو أول حفيد لعائلة جيون، مما جعل جميع أفراد العائلة في غاية السعادة لقدوم عضو جديد

خرج جونغكوك بعدما ودع والدته متوجهًا نحو المقهى. ركن سيارته بالقرب منه، ثم سار على قدميه نحو الداخل

من خلف الزجاج، لمح تايهيونغ هيئته وهو يمشي بخطوات ثابتة، بينما كان يقفل السيارة بيديه وسط سيره ، لعبت نسمات الهواء بخصلات شعره الداكنة، وكانت حلقاته المميزة تبرز بشكل رائع؛ واحدة فوق حاجبه والأخرى على شفته السفلية

رفعت حاجبيَّ فور أن أدركت مدى شرودي الطويل في مراقبته، فبدأت بسرعة في تحضير القهوة، محاولة التخلص من أفكاري التي لا تنتهي عنه كان بإمكاني سماع محادثته مع جيمين خلفي. شعرت بأنني كنت على صواب، فهو لم يكن بخير. بدأت ألوم نفسي؛ لماذا تأخرت في الرد؟ لماذا ترددت؟ فهو ليس ذلك الشخص القاسي الذي كنت أظنه!

"كيف أصبحت الآن؟" سأل جيمين بلطف وهو يسلم طِلب جونغكوك بينما يراقب ملامحه

"أفضل بكثير، ربما كان تعبي بسبب إرهاقي في العمل مؤخرًا" ، أجاب جونغكوك ببساطة، وهو يبتسم ابتسامة خفيفة، عكس ملامح التعب التي كانت تظهر عليه سابقًا

"لطالما أخبرتكَ أن لا تُجهد نفسك، لكن رأسك مثل الصخرةِ" ، قهقه جيمين، وهو يضع إيصال الطلب على الطاولة، ثم التفت ليبدأ في تحضير القهوة.

أستطيع أن ألاحظك وأنت تحاول تجنب النظر إليّ، تقف هناك وتطحن بن القهوة وتخفق الماتشا وكأنك تحاول إضاعة الوقت لا تتلاقى أعيننا، وكلما حاولت لفت انتباهك، كنت تبتعد أكثر تنهيدة خرجت مني، وأنا أبحث عن أي إشارة منك، متمنيًا أن تعود نظراتك إليّ لكن لا جدوى، أدركت في تلك اللحظة أنني ربما أزعجتك بطلباتي الليلة الماضية، وها أنا أحاول تبرير نفسي دون أن أستطيع الوصول إليك

"تفضل قهوتك..." قال جيمين أخيرًا، وهو يضع الكوب أمام جونغكوك بابتسامة هادئة

"أرغب بكعكة التيراميسو التي أعدها صديقك لي مسبقًا" ، أشار جونغكوك بحاجبيه بتعجرف، وعيناه استقرتا على تايهيونغ الذي كان يقف في الزاوية، متجمدًا في مكانه

اتسعت عيون تايهيونغ فجأة وهو يخفق الماتشا، وكان يفكر في نفسه: لماذا لا أستطيع كتم هذا السر؟

"ماذا؟" نطق جيمين بتعجب، إذ لم يكن يعرف متى أعد تايهيونغ كعكة لجونغكوك

استدار تايهيونغ بسرعة ليخرج نفسه من الموقف قائلاً بابتسامة مصطنعة، وهو يصر على أسنانه بينما يخرج الكعكة من الثلاجة: "تفضل، شيء آخر؟"

ابتسم جونغكوك بابتسامة نصر صغيرة، يشعر بشيء من الانتصار في قلبه تلاقى عيونهم للحظة، وهو يشعر بأنه قد حصل على ما أراده ، أخذ القهوة والكعكة للخروج، في حين كان تايهيونغ يراقبه بتحدٍ، يتوعد له في نفسه

"ماذا يحدث هنا؟" استدار جيمين نحو تايهيونغ، سائلاً إياه بفضول

"قد أتى مرة في الصباح الباكر عندما كنت غائبًا، قمتُ بإهدائه كعكة لأنه كان أول زبون في اليوم، لذلك أحبها وطلبها مجددًا الآن." نطق تايهيونغ بشكل مختصر، ثم همهم جيمين باستغراب.

"ما بالك؟ ألا تصدقني؟" سأل جيمين بعقدة بين حاجبيه، وقد بدا عليه الارتباك التام

"الأمر ليس عن الكعكة... الأمر أنه ذهب دون أن يدفع." نطق تايهيونغ، وهو يبتسم قليلاً بتهكم

"هذه أمور عائلية تخصكما" ، قال تايهيونغ أخيرًا ثم توجه مجددًا لتحضير الماتشا مرةً اخرى تاركًا جيمين في حيرة من أمره، بينما بدا على ملامحه الاستفهام والدهشة بسبب التصرفات الغريبة من كلا الطرفين

كان يقود سيارته نحو المركز التجاري، يأخذ رشفة من قهوته بين حين وآخر، وعيناه تركزان على الطريق بينما أذنه تنصت للموسيقى الهادئة التي تعزف في الخلفية

قضى جونغكوك فترة الظهيرة بمفرده، يتجول في المركز التجاري بحثًا عن قطع جديدة من الثياب. في الجهة المقابلة، كان تايهيونغ قد أنهى عمله مبكرًا في السادسة مساءً، فاستأذن من جيمين ليغادر، مُبررًا خروجه بأنه يرغب بتغيير ملابسه، ليطلب من جيمين أن يوصله إلى المنزل

"لا تقلق جيمين، سأذهب مع دانيال لإحضار سيارتي"، قال تايهيونغ بعد عدة محاولات من جيمين للتأكد على جيمين أنه يستطيع الذهاب بمفرده

"أرى أن دانيال أصبح ذا مكانة خاصة لديك"، قال جيمين وهو يلمح إلى تايهيونغ بنظرة جانبية، ليرد عليه الأخير ضاحكًا بسبب تعابير جيمين، قائلاً: "لكن لا تزال أنت الأول .. حسنًا سأذهب الآن، إلى اللقاء"

لوح تايهيونغ لجيمين مودعًا بعد دخوله إلى منزله، وأطلق تنهيدة قبل أن يرسل رسالة إلى جونغكوك:
"هل ستأتي أم سأذهب مع دانيال؟"

رد جونغكوك:
"سآتي بعد نصف ساعة ، هل ذهب جيمين ؟"

أجاب تايهيونغ:
"نعم انتظر، كيف تعلم أن جيمين قد غادر؟"

رد جونغكوك بدهشة:
"ماذا؟ هل ستذهب إلى منزلك؟ من الطبيعي أنه هو من أوصلك"

قال تايهيونغ مبتسمًا:
"هذا منطقي..."

بينما كان على وشك إغلاق هاتفه، أضاءت الشاشة برسالة جديدة من جونغكوك:
"من هو دانيال؟"

أجاب تايهيونغ:
"هو صديقي ، هل استيعابك متأخر أم ماذا؟"

رد جونغكوك مازحًا:
"لا، لكن الأحرف منك تستحق التأمل والقراءة الجيدة"

أجاب تايهيونغ بدهشة:
"هل تقصد أنني لا أعرف الكتابة؟!"

أجاب جونغكوك مبتسمًا:
"سأصل إليك بعد نصف ساعة"

"لعنة!" تمتم تايهيونغ بانزعاج، بينما في الجهة المقابلة، أطلق جونغكوك قهقهة خفيفة، يبدو أن تايهيونغ كان يبالغ في الأمور، مما جعله يبدو ظريفًا

نطق جونغكوك وهو يتجه نحو أرثر في الغرفة المجاورة، تحديدًا في غرفة المعيشة:
"لدي بعض الأعمال لإنهائها خارجًا"

سأله أرثر بفضول:
"أي أعمال الآن؟ لقد انتهت أعمال الشركة، إلى أين أنت ذاهب؟"

رأى أرثر جونغكوك يخرج من الغرفة وهو يحمل مفتاح السيارة، ثم رد بهدوء:
"أخبرتك، لدي أعمال مهمة يجب أن أنهيها."

غادر جونغكوك، تاركًا أرثر في حالة من الحيرة. تساءل أرثر عن طبيعة تلك الأعمال التي يتحدث عنها، وكانت العديد من الأسئلة تدور في ذهنه، لكنه فضل الصمت

كان جونغكوك يقود السيارة بكف يده اليمنى، بينما كانت يده اليسرى ممسكة بالهاتف يتفحصه بين الحين والآخر

أرسل تايهيونغ الموقع الدقيق له، وبعد لحظات توقف جونغكوك بسيارته أمام منزل تايهيونغ فورًا، قام بالاتصال به ليتأكد من استعداد تايهيونغ للخروج

مرت دقائق حتى خرج تايهيونغ، صاعدًا إلى السيارة. فور دخوله، انتشر عطره بملأ السيارة؛ رائحة حلوة تشبه المِسك جعلت جونغكوك يبتسم داخليًا، ورغب في استنشاقها بتمتع

"مرحبًا"، نطق تايهيونغ بهدوء، وهو يرتدي حزام الأمان

"مرحبًا، كيف حالك؟" سأل جونغكوك، بينما ظل ثابتًا في وضعه، وعيناه لا تفارقان تايهيونغ إلا قليلاً

"أنا بخير، لكن لا أعتقد أنك كذلك"، أجاب تايهيونغ وهو ينظر من النافذة أمامه، عيناه غير مركّزتين على شيء بعينه

"أنا؟ وكيف حددت ذلك؟" سأل جونغكوك بدهشة، بينما بدأ يقود السيارة

"كان وجهك مصفرًا عندما أتيت إلى المقهى"، أجاب تايهيونغ بهدوء، وأصابع يديه متشابكة على بطنه، بينما هو يستمر في النظر إلى النافذة، يبتعد ذهنه عن الحديث

"كنت مجهداً ليلة أمس"، رد جونغكوك، محاولًا تبسيط الوضع

"هل كان بسبب العمل حقًا؟" سأل تايهيونغ بحيرة، وهو ما زال ينظر إلى الخارج، شعر بأن هناك شيئًا لم يقله جونغكوك

"لا..."، أجاب جونغكوك بهدوء، وابتسامة خفيفة مرّت على وجهه وهو يقود

"حسنًا، فهمت"، قال تايهيونغ، مفضلاً عدم إكمال الحديث، فقد كان يعلم أن سبب الإرهاق لم يكن العمل بل مشاكله المستمرة مع زوجته

"أعتذر على إطالتي البارحة"، قال تايهيونغ مجددًا، معتذرًا لجونغكوك عن المدة الطويلة التي أخذها في الرد

"تمزح؟ لا بأس، كان طلبي غريبًا"، ضحك جونغكوك بخفة، وألقى عليه نظرة دافئة. "لماذا تعتذر على شيء تافه كهذا؟"

"أعلم أنه غريب، لكنني كنت مترددًا. المنزل كان في حالة فوضى، وغرفة الضيوف السفلية لم تكتمل بعد"، كذب تايهيونغ بابتسامة خفيفة وهو يحاول تبرير تأخره

"تايهيونغ، لا تُبرر. قلت لك، لا بأس. لم أنزعج منك مطلقًا"، رد جونغكوك بابتسامة، وهو يستمر في القيادة، يشعر بالراحة في وجوده

تايهيونغ، لقد أحدثت فوضى في أعماقي، ربما لأن نبضات قلبي أصبحت صاخبة بسببك لم أعد أستطيع فهم ما أشعر به في هذه اللحظة معك، بقربك، ونحن نتبادل الأحاديث كنت ظريفًا وجذابًا بطريقة غريبة، ولك جمال يحمل في طياته سحرًا دافئًا يأسر القلب

ربما كان لقائي بك هذا هو الفرصة لاكتشاف جوانب فيك لم أكن أعرفها من قبل كل ما قيل عنك كان بعيدًا تمامًا عن الحقيقة؛ أنت عكس ما تصورته

"لماذا أخبرت جيمين عن التيراميسو؟ ألا تستطيع كتمان السر؟" نطق تايهيونغ بنبرة غاضبة مصطنعة، حاجباه معقودان، مما جعل جونغكوك يبتسم خفيفًا وهو يراقب تعابير وجهه عبر المرآة الأمامية

"كنت أريد فقط لقائك"، أجاب جونغكوك ببساطة، دون أن يكترث لكلمات تايهيونغ

"جونغكوك، أنا حقًا لا أرغب أن يعلم جيمين أن بيننا تبادل أرقام وأحاديث"، قال تايهيونغ بجدية، نبرة صوته هادئة وهو يرفع يده بوضعها أسفل ذقنه، ينظر إلى جونغكوك

"لماذا؟ ألسنا صديقان؟" سأل جونغكوك بدهشة، مستغربًا من رد فعل تايهيونغ. لماذا يجب عليهما أن يبقى الأمر سريًا؟

"صديقان سراً. ربما لا تعرف مدى أهمية أرثر بالنسبة لجيمين، إذا علم أننا على تواصل، سيخبر أرثر أننا نسرق بعضنا البعض وماذا لو علم والدك؟ ستكبر المشكلة، ولا أرغب بأن نكون نحن السبب فيها"، قال تايهيونغ بهدوء، صوته ثابت وواضح.

"أرثر لا يستطيع فعل شيء، فهو يخشى فقداني. لا قدرة له على مواجهة والدي"، رد جونغكوك بهدوء، عيونه أصبحت ثابتة، مليئة بالجمود

"وكيف تتأكد من هذا؟" سأل تايهيونغ مُديرًا رأسه نحو جونغكوك، محاولًا فهم ما يقصده

"مرت ثلاثة أشهر على زواجنا، أرثر يستقبل الكراهية ويحولها إلى محبة"، قال جونغكوك بهدوء، صوته يملؤه الجمود بينما استمر في القيادة، عينيه تركزان على الطريق أمامه

"جونغكوك، لا أمانع الحديث معك والخروج، لكن دعنا نحتفظ بهذا سراً، أرجوك"، أضاف تايهيونغ بابتسامة هادئة، عسى أن تكون سببًا في تهدئة الموقف. ابتسم جونغكوك بالمقابل، وتقبل ما قاله

ركن جونغكوك السيارة برفق، ممسكًا بالمفتاح في يده، ثم ابتسم ونظر إلى تايهيونغ قائلاً: "هيا"

نزل كلاهما إلى ورشة الصيانة ليتفقدا السيارة، متسائلين إن كانت قد انتهت أم لا ، اقترب منهما الرجل المسؤول عن السيارة بابتسامة دافئة قائلاً: "مرحباً، لقد انتهت، تفضلوا " ثم مد يده بالمفتاح إلى تايهيونغ

شكره كِلاهما، وبعد أن تفقد جونغكوك السيارة بعناية، نظر إلى تايهيونغ وقال: "هل لي بطلب صغير؟"

"بالطبع," أجاب تايهيونغ بسرور، وفجأة تلاقت عيناه بعيني جونغكوك للمرة الأولى، وهو ما جعل قلبه يخفق بشدة

"دعنا نتقابل بين حين وآخر"

في تلك اللحظة، شعر جونغكوك كما لو أنه بحاجة إلى شخص مثل تايهيونغ، شخص يشبهه في الكثير من الصفات، شخص يواسيه ويتفقده، شخص يمكنه أن يشعره بالسكينة والراحة في عالمه المزدحم

كنتُ احاول الهروب منك، بينما كنت تجذبني إليك قلبي لا يستطيع مقاومة سحرك

"لا بأس بالتلاقي بين حين وآخر، فقط أرسل لي رسالة في أي وقت," أجاب تايهيونغ بابتسامة هادئة، في حين كان جونغكوك يومئ برأسه في تأكيد

قبل أن يغادر، رفع يده ليداعب وجنتيه برفق، تاركاً وراءه حالة من الفوضى في قلبه، حيث تتصارع المشاعر والأفكار في داخله، وهو يحاول أن يفهم ما يحدث بينهما

..

هولا 🧍🏻.

كيف البارت و السرد؟

كيف لقاء تايكوك الاول ؟ 😢.

بخصوص شخصية جويكي دافيه ترفرف القلب انتظروا تشوفونها🤌🏻

توقعاتكم لشخصيات تايكوك و الأحداث الجاية؟.

إن هُناك اخطاء املائيه تجاهلوها فسيتم تعديلها بأقرب وقت 🫶🏻.

See you soon <3

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro