04
سلام ، طمنوني عنكم؟
انجوي بالقراءة
لا تنسون الكومنت بين الفقرات و الڤوت .🤍
...
نظرت عيناهما في صمت، وكان جونغكوك يحدق في شقيقه يونقي الذي همهم قبل أن ينطق:
"جونغكوك، حتى لو لم تكن لديك أي مشاعر تجاه أرثر، لا تُشعره بالكراهية هكذا"
أجاب جونغكوك بصوت هادئ لكنه مشحون بالمعاني: "هيونغ، أنت تعلم بأن..."
"بأن زواجكما بالأوراق، أعلم، لطالما أخبرتني بذلك، لكن تذكر أنه ربما بعد أسبوع، أو شهر، أو حتى سنة، ستنفصلان أو ربما غدًا"، قال يونقي وهو يضحك بصمت، بينما رد جونغكوك بقهقهة ساخرة، خافضًا رأسه قليلاً لتظهر ابتسامته الخافتة
"آمل أن يأتي هذا اليوم بسرعة. فأنا أحمل ثقلًا فوق كتفي، ووالدي يحمّلني مسؤوليات لا أستطيع تحمّلها"، تذمر جونغكوك بيأس مما جعل يونقي ينظر إليه بعمق
"جونغكوك والدي لا يحمّلك مسؤولياتك أنت إنسان راشد تمتلك القرارات بيدك يمكنك أن توافق أو ترفض متى شئت هو يرى زواجك من أرثر استقرارًا لك هناك الكثير من الجوانب التي تغيرت فيك بعد الزواج"، قال يونقي بنبرة واقعية وهو يراقب شقيقه الذي كان يبدو أكثر هدوءًا وسكونًا مما كان عليه في الماضي، ذلك الفتى الطائش الذي كان لا يترك نبيذًا إلا احتساه، أو يتردد في تغطية جسده بالوشوم في كل فرصة، أصبح الآن شخصًا مختلفًا
"ليس هناك استقرار بتاتًا، نحن دائمًا نتشاجر"، رد جونغكوك بحزن وهو يتنهد.
"أعلم، فجيمين يحدثني بكل شيء عن منزلنا. لكن ربما لا تعلم السبب وراء إصرار والدي على إتمام هذا الزواج، رغم أنه كم مرة أخبرته أنني أرغب في الطلاق، لكنه يرفض رفضًا تامًا"، قال يونقي وهو يضيء سيجارة ويأخذ نفَسًا عميقًا، وعيناه لم تبتعدا عن شقيقه الذي كان ينظر إليه بتركيز
"فقط طفلًا سينهي زواجكم"، قال يونقي بنبرة جادة.
"طفل؟ ما الذي تتحدث عنه؟ كيف يمكنني إنجاب طفل وأنا متزوج من رجل؟"، أجاب جونغكوك بانفعال، صوته يحمل سخرية شديدة، بينما اتسعت عينا يونقي بدهشة.
"ألم يخبرك أرثر؟"، تساءل يونقي، مصدومًا.
"يخبرني بماذا؟"، عقد جونغكوك جبينه في حيرة، متسائلًا عن ما الذي يعلمه يونقي ولم يكن قد علمه هو
"أرثر يستطيع الحمل، لكنك أنت من لا ترغب في معاشرته"، قالها يونقي بجدية تامة
"يستطيع الحمل؟!"، نطق جونغكوك بدهشة، وعيناه لم تومضا من الصدمة. كيف لم يخبره أرثر بهذا الأمر؟ قالها مندهشًا، غير مصدق: "أنت تمزح، أليس كذلك؟"
"لا، فقد أفاد والدي بتقارير من المستشفى قبل زواجكما"، رد يونقي وهو ينفث الدخان من فمه، عينيه ثابتتين على جونغكوك.
"هذا لن يغير شيئًا. لا أستطيع تقبله مطلقًا"، أجاب جونغكوك وهو يضع يديه أسفل ذقنه، حاجباه معقودان وهو يفكر. ثم تابع بصوت هادئ، لكن عميق: "لم أرد هذا الزواج من أجل شراكة. إذا كان يريد استقراري العاطفي والنفسي، فالطلاق سيكون الحل الأفضل."
"والدي لن يفهم ما تعنيه. أنت تعلم ماذا فعل عندما عاندته بشأن زواجنا. في الشهر الأول منعني من العمل وخصم من راتبي. لذا، قم فقط بتنفيذ ما يأمر به. جميع أفراد العائلة يعلمون طبيعة علاقتك مع أرثر، وكيف أنها تتدهور يومًا بعد يوم. الجميع يتوقع انفصالكما"، قالها يونقي بواقعية، وعيناه ثابتتان على شقيقه.
أومأ جونغكوك بصمت في النهاية، مؤكدًا أن يونقي على صواب كان هذا ما كان يخبئه في قلبه، لكنه كان يرفض الاعتراف به علنًا
بعد أن أنهى حديثه، استقام يونقي مودعًا شقيقه، وأطفأ سيجارته قبل أن يتوجه لعمله. ترك جونغكوك جالسًا في مكتبه، حائرًا، تفكيره مشوش بين مشاعره والمسؤوليات التي تزداد يومًا بعد يوم
جونغكوك كان يشعر تمامًا بتقيده، سواء تجاه أرثر أو تجاه عائلته. كان يعرف في قرارة نفسه أن الانفصال قادم، لكن ماذا لو حدث شيء آخر؟ ماذا لو حمل أرثر منه؟ كان هذا سيضيف عبئًا آخر على كاهله. لا يستطيع حتى تخيل نفسه في علاقة حميمية مع أرثر. في تلك اللحظة، شعر بقشعريرة تمر عبر جسده، وكأن فكرة الاقتراب منه كانت مستحيلة
جلس تايهيونغ عابسًا، حاجباه متشابكان بعد لحظة من الشرود الطويل، تفكيره تائه في أحداث الليلة الماضية، يشعر وكأنها كانت حلمًا استفاق منه، لكنه لا يزال يتمنى ثم، فجأة أمسك بهاتفه برفق وضعه بالقرب منه وهو يراقب المارة بعينيه اللامعتين
دقائق معدودة مرت حتى اهتز هاتفه، ليظهر له إشعار رسالة من رقم غير مسجل، مع موعد اللقاء: السابعةِ مساءً
"من ستلتقي اليوم؟" سأل جيمين بلهجةٍ مليئة بالاستغراب وهو يلاحظ تألق شاشة هاتف تايهيونغ
"مِ.. ماذا؟" أسرع تايهيونغ في أخذ الهاتف من أعلى ركن القهوة، فاجأته الرسالة من جونغكوك في هذا الوقت المبكر من الصباح
قضم شفتيه بحذر وهو يمرر المحادثة بنظره، يحاول تذكر الرقم... وبعد لحظات، تذكره، ثم ابتسم قائلاً لنفسه وهو يحاول الهروب من الحرج: "دانيال صديقي الجديد".
همس جيمين بابتسامة عريضة على وجهه، فخورًا بصديقه الذي توسعت دائرته الاجتماعية بشكل ملحوظ: "إذاً، اخرج بسرعة حتى تتجهز ولا تتأخر"
ربت على كتف تايهيونغ بلطف، والابتسامة ما زالت ترتسم على وجهه، بينما نظر تايهيونغ إلى جيمين بعينين لامعتين، ممتنًا لدعمه
أخبره جونغكوك أن يتوجه إلى ورشة إصلاح السيارات في بوسان عند السابعة، فكان تركيز تايهيونغ كاملاً في الرسم على سطح القهوة كان يعمل بحذرٍ شديدٍ، متمكنًا تمامًا من موهبته التي نمت بداخله منذ أيام المدرسة المتوسطة
لطالما أحب الطهي وإعداد القهوة بكل أنواعها، وها هو الآن يضع الغطاء بعناية على الكوب، ينادي بصوتٍ خافت رقم الطلب الذي صدح في المكان، ليأتي الزبون ويأخذ طلبه
"شكراً لكِ"، نطقت الفتاة بابتسامة دافئة بينما ردَّ لها تايهيونغ الابتسامة ذاتها، رائعة وهادئة، في إشارةٍ غير مباشرة للتقدير المتبادل بينهما
ظلَّ يراقبها بهدوء وهي تتجه إلى طاولتها، حيث رفعت الغطاء عن كوبها لتظهر رسمة القهوة المذهلة التفاصيل الدقيقة التي تزين سطح القهوة بدت وكأنها صورة حية للمقهى، وقد تجسد فيها كل تفاصيل المكان. لطالما أحب تايهيونغ هذه اللحظات، عندما يلاحظ إعجاب الزبائن بتصميم المقهى الفريد الذي يعكس ذوقه الخاص
"تايهيونغاه، سأذهب إلى البقالة لأحضر الثلج، فقد نفذ"، قال جيمين بصوتٍ أخرج تايهيونغ من شروده العميق، ليرد عليه بابتسامة خفيفة: "حسنًا، سأتولى العمل ريثما تعود"
بينما كان جيمين يغادر، صادف جونغكوك الذي خرج من الشركة في وقت استراحته لاحتساء قهوة. ابتسم جيمين بتفاجؤ وهو يراه، ليحتضنه بخفة قائلاً: "ما هذه الصدفة!"
"تعلم، المقهى قريب من الشركة، لذلك أصبحت أتي هنا مؤخراً في وقت استراحتي"، قال جونغكوك، وهو يحك عنقه من الخلف بخجلٍ طفيف، لكن ابتسامته التي تزين محياه كانت تكشف عن راحته
عينيه تابعت صانع القهوة خلف الزجاج، صاحب الوجه المشرق والملامح الهادئة التي تنم عن لطفه وإبداعه كانت حركاته دقيقة ومتقنة وكل كوب قهوة يصنعه كأنّه لوحة فنية شعره المنسدل على جبينه أضاف لمسة من الجاذبية، مما جعل جونغكوك يغرق في شروده بعيدًا عن كل شيء
"هذا يُسعدني استمتع بوقتكَ فأحتاج للذهاب والعودة سريعاً"، ربت جيمين على كتف جونغكوك قبل أن يرحل
دفع الباب لدخول المقهى، في خطواتٍ سريعة توجه نحو ركن الطلب، ابتسامته مفعمة بالسرور وعيناه تلمعان
"صباح الخير"، نطق وهو يبتسم برقة.
"صباح الخير؟ تقصد مساء الخير"، ضحك تايهيونغ وعيناه لم تبتعدا عن جونغكوك
"لا يهم، أعطني قهوة سوداء وكروسان بالجبن"، قال جونغكوك، بينما كان تايهيونغ يكتب الطلب بنبرة هادئة ثم سأل: "هل أعجبتك كعكة التيراميسو؟"
"كثيراً، شكراً على صنعك كعكة لذيذة مثلها"، أجاب جونغكوك بابتسامة
"حقاً؟ هذا المدح يخجلني"، ضحك تايهيونغ بخفة، وأحمر وجهه قليلاً، يشعر بالسعادة لأن كعكته قد نالت إعجاب جونغكوك
أعطى الوصل لجونغكوك بينما كان يعد القهوة والكروسان توجه جونغكوك للجلوس، يراقب المارة من خلال الزجاج بينما كانت يداه ملتفتين معاً على الطاولة ملامحه ثابتة، عينيه تحدقان في الشارع وكأنه غارق في أفكاره
تسارعت في ذهنه مشاعر متضاربة، يتساءل عن سبب رغبة والده في حمل أرثر، ولماذا لم يطلعها على هذا الأمر من قبل. هل كان يخطط لمفاجأته؟ لكن في تلك اللحظة، شعر وكأن هناك الكثير من الأمور التي يغفل عنها، وأنه بحاجة للحديث مع أرثر حول هذا الموضوع عند عودته. ورغم ذلك، أدرك أن ذلك لن يغير شيئاً، فالكراهية قد رسخت في قلبه ولن تذبل أبداً
أفاق من شروده على صوت تايهيونغ وهو يضع القهوة والكروسان أمامه، يضع يده خلفه، فوق المقعد: "لربما كنت مشغولاً جداً، لذلك لم تنتبه لمناداتي. تفضل"
"لا تنسى لقائنا"، قال جونغكوك بهدوء مبتسمًا، وأمال رأسه قليلاً بحركة وداعية قبل أن يلوح بيده بسرعة، ثم ابتعد بخطوات بطيئة والابتسامة لا تزال على شفاهه متوجهاً لشركة والده القريبة
ظل تايهيونغ يراقب جونغكوك وهو يبتعد، خطواته تتلاشى في المسافة، بينما كان ذهنه غارقًا في تساؤلاته عينيه لم تفارقه، رغم أن الشاب قد أصبح بعيدًا عن مرمى بصره
كان يفكر في كل شيء يتعلق بجونغكوك: وسامته التي لا يمكن إنكارها، ثقته التي تملأ المكان، وكل تلك الصفات التي تجعل منه شخصًا لا يُمكن مقاومته. كيف كان بإمكان أرثر أن يحظى برجلٍ مثله؟ تساؤل يتردد في ذهنه، يثير فيه شعورًا بالدهشة والفضول، بينما كان يقف هناك في المقهى، محاطًا بالصمت الذي خلفه رحيله
عند الساعة الرابعة مساءً، أنهى جونغكوك كافة أعماله في الشركة، عازمًا على التوجه إلى المنزل للاسترخاء قليلاً قبل أن يلتقي بتايهيونغ. ركن سيارته أمام المنزل، بينما كانت ابتسامته لا تفارق محياه. لم يتخيل أبدًا أن تأثير تايهيونغ سيكون قويًا إلى هذا الحد، فقد شعر بتقلبات مزاجه في الأيام الماضية
كان غالبًا يشعر بالإرهاق، لكن هذه المرة كان الأمر مختلفًا، فهو يشعر بالراحة والسعادة، وكأن شيئًا ما قد تغير بداخله.
"مرحبًا أمي"، قال وهو يدخل المنزل، يوجه تحيته إلى والدته تشوهي التي كانت جالسة في غرفة المعيشة
"أهلاً جونغكوك، كيف كان عملك؟" ردت بابتسامة دافئة، تغلق التلفاز وتوجه كل أنظارها إليه
"يسير جيدًا"، أجابها بنبرة تحمل القليل من الملل، بينما كان يلتقي بعينيها برفق
"هذا جيد"، قالت، ثم أضافت بابتسامة رقيقة
سأل هو باستغراب عندما لاحظ غياب أبن شقيقته فدائما ما يكون هنا : "أين جون؟"
" أتي زوج شقيقتك قبل ساعة، واصطحبه" ، أجابت والدته حيث همهم هو بتفهم كأجابةً
"هل أصبحت بخير؟" سأل بقلق و لا زال يقف قرب الأريكة فقد كانت سوهي قد شعرت بتعب شديد بعد ولادة جون، ولذلك فضلت أن تعتني والدتها بالطفل ريثما تتعافى.
"نعم، ربما ستأتي لزيارتنا نهاية الأسبوع"، قالت والدته بابتسامة مطمئنة.
ودعها جونغكوك بلطف وتوجه نحو السلالم، حيث كان الهدوء يعم المنزل. فتح الباب بهدوء، ثم اتجه إلى غرفته لتغيير ملابسه والاسترخاء قليلاً. كان المكان هادئًا، ولا أثر لأرثر، مما جعله يشعر بالراحة
خلع ملابسه بسرعة، ثم توجه للاستحمام، وبدل ملابسه إلى ثياب منزلية مريحة، مستمتعًا بتلك اللحظات من الهدوء والسكينة
قام بغسل يديه مباشرة، مستعدًا لتحضير غداء شهي لنفسه. أثناء انتظاره للانتهاء، أخذ يغسل ثياب عمله بعناية كان يكره أن يغسلها الخدم، خاصة بعد أن قامت إحدى الخادمات مؤخرًا بإفساد قميصه الأبيض، مما أدى إلى تغيير لونه ليصبح ملونًا، ولا يزال غاضبًا من ذلك
وضع الأرز في وعاء، وأعد حساء الكيمتشي اللذيذ، ثم تذكر أن يجهز مشروبه المفضل في كأس مليء بالثلج جلس على الأريكة، بدأ بتناول الغداء، بينما عينه على التلفاز، ولكن ذهنه كان مشغولًا
أراد الحديث مع أرثر حول الموضوع الذي يقلقه، لكن لا يريد أن يفسد مزاجه في تلك اللحظة، فقرر تأجيل الحديث لوقت آخر. علاوة على ذلك، لا أثر لأرثر الآن، فهو لا يعرف أين هو
"اذهب، تايهيونغاه، سأتولى كل الأعمال"، قال جيمين بعد عدة محاولات لإقناع تايهيونغ، الذي وافق أخيرًا على المغادرة.
قاد سيارته بينما كان لا يزال يفكر في كيفية قضاء الساعات القليلة المقبلة برفقة جونغكوك كان متأكدًا من أن مشاعر مختلطة ستغمره، لكن ما كان يربكه حقًا هو شعوره الذي لا يستطيع تفسيره عندما يكون بالقرب من جونغكوك كيف أن الحديث معه، تبادل النظرات، وحتى مجرد التواجد معًا يشعره بشيء غير عادي.
استمر في القيادة، يضع يده الأخرى أسفل ذقنه، محاولًا الهروب من موجة الأفكار التي داهمت عقله. كان يحاول إقناع نفسه بأن هذا اللقاء مجرد عابر، وأنه لن يتكرر مرة أخرى
عِند السابعةِ مساءً
ارتدى تايهيونغ ثيابًا بسيطة، بنطالًا باللون الأرجواني وقميصًا أبيض، ثم توجه إلى المكان الذي أرسل له جونغكوك الموقع
ركن سيارته بهدوء ونزل منها، ليواجه تلك الهالة التي تؤثر في قلبه كل مرة. كانت مشاعره تتسارع بشكل جنوني، وهو يعلم أنه سيحتاج لتخطي هذا اليوم لكي يهدأ
"مرحبًا"، نطق جونغكوك بصوته المألوف، مما جذب انتباه تايهيونغ ابتسم الأخير خفيفًا مُصافحًا إياه بنعومة
"مرحبًا، تأخرت"، قال جونغكوك بابتسامة صغيرة
قهقه تايهيونغ، مستمتعًا بالكلمات، وقال: "ماذا دهاك؟ أصبحت مثل جيمين، تُحاسبني على الدقائق؟"
"ربما يفيدك هذا مستقبلاً"، أجاب جونغكوك، وهو يرفع حاجبيه بابتسامة متعجرفة، مما جعل تايهيونغ عاجزًا عن تفسيرها، لكنه شعر بشيء غير مألوف يمر في قلبه
سرعان ما نادى جونغكوك على الرجل المسؤول عن فحص سيارة تايهيونغ، طالبًا منه إصلاح الخدش الذي تعرضت له من الخلف.
وقف تايهيونغ ساكنًا بجانب السيارة، عينيه تراقب بعناية جونغكوك وهو يتحدث مع الرجل لوهلة، شعر بشيء غريب، هذا الرجل، الذي يقف بكل ثقة، يتحدث بتركيز مع الرجل المسؤول عن الإصلاحات كانت طريقة استماعه، واهتمامه بكل التفاصيل الصغيرة، تثير في تايهيونغ شعورًا لم يستطع تجاهله
كانت مشاهدته تلك تثير فيه شعورًا جنونيًا، وكأن قلبه يشتعل في كل لحظة.
"سيتم إصلاح الخدش، لكن السيارة تحتاج إلى المزيد من الإصلاحات"، قال الرجل، بينما كان جونغكوك يستمع بعناية.
توقف تايهيونغ للحظة، شعور غريب انتابه وكأن السيارة أصبحت ملكًا لجونغكوك، وليست ملكًا له
"متى ستخرج السيارة؟"، سأل جونغكوك، وهو ينظر إلى الرجل في عينين ثابتتين.
"غدًا"، أجاب الرجل.
"كيف سأذهب لمنزلي؟" همس تايهيونغ بصوت منخفض، غير قادر على كتمان تساؤله
جونغكوك نظر إليه نظرة حادة قبل أن يجيب: "ستعود معي."
"معك؟!" نطق تايهيونغ بصوت مرتفع، وقد ارتسمت على وجهه ملامح الصدمة والدهشة، وتراجع خطوة إلى الوراء. فجأة، رفع جونغكوك يده بسرعة وضربه برفق على كتفه، قائلاً بنبرة عتاب: "أخفض صوتك!"، محاولًا تهدئته لأن صوته جذب انتباه من حولهما
"حسنًا، سأخفض صوتي، لكن لن أعود معك."رد بسرعة، محاولًا الابتعاد عن السؤال.
رفع جونغكوك حاجبيه بدهشة، ثم قال وهو يحدق به: "مع من ستعود إذن؟"
"سيارة أجرة." قالها تايهيونغ ببساطة، دون أن يلتقي بعيني جونغكوك
"حقًا؟ ستذهب بسيارة أجرة بينما أنا هنا، في أحلامك؟ لا مجال للنقاش." قال جونغكوك، وهو يمسك بمعصم تايهيونغ برفق، ليشعر الأخير بنبضات قلبه تتسارع. لماذا يفعل هذا؟ لماذا يشعر بهذا الارتباك؟
"لنذهب لدفع المبلغ ثم نغادر، هيا" قال جونغكوك، مُلحًا
"لا تقل لي بأنك ستدفعه كذلك؟" تساءل تايهيونغ، ممسكًا بمعصم جونغكوك في محاولة لإيقافه ، فاجأه جونغكوك حين أخرج بطاقة بنكية سوداء
"لا أعرف، ماذا ترى؟" رفع جونغكوك نظره إلى عيني تايهيونغ، يتحديان بعضهما البعض.
أجاب تايهيونغ بتردد، واضعًا يده على يد جونغكوك لمنعه من الدفع، بينما كانت عيناه تعكسان التردد والقلق، تتصارعان مع نظرات جونغكوك الجادة. "لا، لا تفعل، المبلغ سيكون كبيرًا."
قال جونغكوك بنبرة هادئة ومطمئنة، لكن حازمة: "ليس كبيرًا. أنا جيون جونغكوك، لست شخصًا آخر. أستطيع دفعه، لذا من فضلك، توقف عن التذمر." ثم حرر يده من قبضة تايهيونغ، مما جعل الأخير يشعر بالعجز أمام إصرار جونغكوك الذي لا يمكن مقاومته
دفع جونغكوك المبلغ بأكمله، ليُكمل الرجل: "يمكنكما العودة غدًا، ستكون السيارة جاهزة."
أومأ جونغكوك شكرًا، قبل أن يخرج برفقة تايهيونغ. الأخير لم يستطع أن ينظر في عينيه، وهو يقول بامتنان: "لا أعلم كيف سأرد هذا الجميل لك، شكرًا."
"لا بأس، هذا واجبي." قالها جونغكوك بابتسامة هادئة
"إذن سأتصل بسيارة أجرة للعودة." قال تايهيونغ محاولًا مجددًا الهروب من الموقف
"سيارة أجرة؟" نطق جونغكوك بعدم تصديق
"نعم، فلا أريد أن أثقل عليك أكثر." رفع تايهيونغ عينيه أخيرًا ليتقابل مع نظر جونغكوك.
"هل أخبرتك أو أشعرتك بالثقل؟" سأل جونغكوك بجدية، وبينما كانتا عيونهما تتلاقى، ساد الصمت بينهما.
"لكننا لم نتعرف إلا منذ بضعة أيام." قالها تايهيونغ، وهو يمرر أطراف أصابعه خلف عنقه، يحاول الهروب من النظر في عينيه
"وسائق السيارة تعرفه منذ زمن." رد جونغكوك، مبتسمًا بخفة وهو يراقب ملامح تايهيونغ، الذي كان يبدو محرجًا
كان هناك شيء غريب في الأجواء، شيء بينهما بدا غير مفهوم، وعواطف متشابكة يعجز عن تفسيرها. بعد لحظة صمت، ابتسم جونغكوك، ثم وضع يده بلطف على كتف تايهيونغ قائلاً: "هيا، لنذهب، فالوقت تأخر."
استسلم تايهيونغ، واختار أن يذهب معه.
في الطريق، كان جونغكوك هادئًا جدًا أثناء القيادة، بينما كان تايهيونغ يرشد الطريق بمنتهى الصمت. كانت أصوات الطريق تتداخل مع تفكيراتهما المبعثرة. جونغكوك لم يرغب في الحديث، لأنه ظن أن تايهيونغ سيعتقد أنه يتطفل على حياته، بينما كان الأخير يغرق في مشاعره.
شعر تايهيونغ بتردد غريب. كانت أفكاره تتصارع في قلبه، لكنه لم يستطيع الهروب من شعور القوة التي تمنحها قرب جونغكوك منه، حتى وإن كان ذلك يسبب له الارتباك. ظل يتأمل الطريق، بينما أفكاره كانت تجره بعيدًا عن الواقع.
في تلك اللحظة، شعر بأن كل شيء أصبح أكثر تعقيدًا. بدا له أن هذه الفوضى العارمة التي نشأت بداخله لم تكن مجرد شعور عابر، بل أصبحت جزءًا لا يمكن تفاديه من حياته.
"لربما سأكتفي بلقائنا هذا، وأنه لن يكون لنا أكثر من ذلك. سأغرسه في ذاكرتي، وأتركه ذكرى." همس في نفسه، متسائلًا لماذا لا يستطيع التخلص من هذا الشعور المتشابك.
"بعد غدٍ، سأحاول تخطيك، ولكن لا أستطيع نسيان معروفك."
....
كِيف البارت و السرد؟
تايكوك؟
أرثر؟
جيمين يونقي ؟
جونغكوك طاح و ماحد سمى عليه 😔
توقعاتكم لشخصيات تايكوك و الأحداث الجاية؟.
إن هُناك اخطاء املائيه تجاهلوها فسيتم تعديلها بأقرب وقت 🫶🏻.
See you soon <3
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro