03
سلام ، طمنوني عنكم؟
انجوي بالقراءة
لا تنسون الكومنت بين الفقرات و الڤوت .🤍
..
رَتَّبَ جونغكوك خُصلات شعره بلا شعور، بينما كانت هالةُ تايهيونغ تقترب من بعيد، متجهةً نحو سيارته لم يلبث أن استقام من مقعد القيادة، ففتح باب السيارة بسرعة وتوجه نحو تايهيونغ.
"انتظر!" ارتفع صوت جونغكوك فجأة في مواقف السيارات، مما جعل تايهيونغ يستغرب من سبب مناداته هكذا، ويتساءل كيف ظهر جونغكوك فجأة. شعور بالفوضى اجتاحه، فاستدار بهدوء لتلتقي عيناه بعيني جونغكوك السوداوين اللتين تحملان نوعًا من الجدية.
"أنا حقًا أعتذر عما تسببت فيه اصطدمت بسيارتك من الخلف، مما أدى إلى حدوث خدش بها" ، نطق جونغكوك بصوت خافت، وقد بدا عليه التوتر.
تايهيونغ ضيق عينيه بذهول، غير مدرك لما يقوله الآخر ، " أي خدش؟" همس وهو يحرك قدميه ببطء نحو المكان الذي يشير إليه جونغكوك.
ضحك تايهيونغ بقهقهة خفيفة، معتقدًا أن الخدش كان واضحاً لكن مجرد خدش بسيط لا يرى بالعين حتى ! "لا بأس، ليست مشكلة، شكرًا على حرصك" ، كان يود الهروب من الموقف.
ولكن جونغكوك لم يتركه يهرب بتلك السهولة "أعطني رقمك" ، قال ذلك بنبرة جادة، دون أن يُظهر أي تردد.
"ماذا؟" التفت تايهيونغ بصدمة، وهو يحاول استيعاب الموقف. لم يكن يتوقع أن يطلب منه جونغكوك رقم هاتفه لماذا قد يحتاجه؟
"ألا تريد تعويضًا؟" أضاف جونغكوك بهدوء، ملاحظًا الصمت الذي ساد بينهما لفترة قصيرة بدا وكأنه ينتظر جوابًا حازمًا
"لا." ردَّ تايهيونغ بسرعة، محاولًا الخروج من الموقف بأقل خسائر ممكنة.
أخرج جونغكوك هاتفه من جيب بنطاله، وقال بإصرار: "لن أدعك تذهب دون تعويض عن الخطأ الذي ارتكبته لا تجادل، أعطني رقم هاتفك"
"أخبرتك، لا بأس، إنه خدش بسيط، لا يُرى حتى بالعين المجردة." حاول تايهيونغ التملص من الموقف، وكان واضحًا أنه يشعر بعدم الارتياح
جونغكوك رفع عينيه وأخذ يراقب باستمرار تبريرات تايهيونغ ثم أطلق تنهيدة ثقيلة، وقال بنبرة جدية: "اسمع، إذا لم تُعطني رقمك الآن، سأتصل بجيمين ليعطيني إياه"
"لا!" كان الخوف يسيطر على تايهيونغ في تلك اللحظة لا يجب أن يصل الأمر إلى جيمين سيظن أنني معجب به، أو ربما يعتقد أنني أنا من طلب رقم هاتفه أفكاره مشوشة
"حسنًا..." نطق تايهيونغ أخيرًا، وهو يُسرع في إعطاء رقم هاتفه عيناه كانت مشوشة، تبتعد قليلاً عن وجه جونغكوك، لكنه لم يُفلت من شعور تلك العيون التي تتبع كل حركة له كما لو أن جونغكوك كان يلتقط كل تفاصيله بحذر، يُسجل الرقم ببطء، كما لو كان يتصفح هاتفًا قديمًا
لم يكن فقط جسده مثاليًا، بل كان وجهه أيضًا يفوق خياله بكثير الملامح كانت أكثر إغراء مما تصور، وتلك الندبة الصغيرة أعلى خده جذبت انتباهه بشدة لم يستطع مقاومة التحديق فيه، حتى أنه نسي نفسه للحظة لم يكن يشعر بالوقت يمر، إلا عندما نقر جونغكوك على جبينه ضاحكًا.
"سأتواصل معك، وداعًا." قالها بابتسامة، وهو يغلق باب السيارة خلفه، تاركًا تايهيونغ في حالة من الدهشة والارتباك.
دخل جونغكوك إلى المنزل بينما عيناي لم تبتعدا عن مراقبته، شعرتُ بالخجل الشديد عندما أدركتُ نفسي، ثم دلكتُ ما بين حاجبيّ، أحاول تخيل كيف كانت نظراتي تجاهه. هل كانت تلك النظرات غريبة؟ هل كان يظنني مهرجًا؟ أحمق، كيف لي أن أظهر بهذا الشكل؟ بعثرتُ خصلات شعري، صاعدًا إلى سيارتي، متجهًا نحو منزلي أيضًا
كان الوقت قد اقترب من منتصف الليل، حيث توجه جونغكوك إلى مكتبِ والده لأجل تسليم الأوراق للسيد جيون، واستمر في العمل على مراجعتها، تعديل ما يلزم وحذف ما لا يفيد طيلة الساعات الماضية حتى تكون متكاملةً
"طابت ليلتك، شكرًا على عملك الجاد وإنجازك السريع للأوراق" قالت الكلمات التي لطالما افتقد سماعها من والده المتسلط ابتسم جونغكوك ابتسامة عميقة، منحنيًا بكل سرور، ومتناسيا كل التعب الذي يشعر به، لأن تلك الكلمات كانت تُثلج صدره
"شكرًا لك أبي، طابت ليلتك"
توجه جونغكوك نحو شقته، لا تزال الابتسامة مرسومة على وجهه فتح مقبض الباب ودخل، يود تغيير ملابسه والخلود للنوم بعد يوم طويل لكن، فجأة، قاطعته كلمات أرثر وهو ينظر إليه بفضول، واضعًا يده تحت ذقنه في انتظار إجابة
"ماذا كنت تفعل بالأسفل؟ لقد تأخرت"
قالها أرثر بنبرة مشوبة بالقلق، فقد اعتاد أن يعود جونغكوك في وقت أبكر توقف جونغكوك متململًا، وهو يرد على سؤاله
"كنت أسلم الأوراق لوالدي، ثم تحدثت مع والدتي" أجاب بابتسامة، لكن عينيه بدت متعبة
"هل أخذت رقمه؟" نطق أرثر بنبرة ملأتها الغيرة، محاولًا إخفاء شعوره بالضيق الموجود بداخله كانت الكلمات ثقيلة على قلبه، فقد شعر بحرقة في صدره وهو يراقب تفاعل جونغكوك مع الآخر
"بالطبع سأأخذ رقمه، لقد تسببت في خدش بسيارته، توقف عن المبالغة في الأمور، أرجوك" قالها جونغكوك بنبرة مرتفعة، غضبته واضحة في صوته وهو يتجاهل تمامًا نبرة أرثر المشبعة بالغيرة
لم يكن لديه وقت للمزيد من هذه الأحاديث، لذا سار نحو غرفة ملابسه ليخلع ثيابه، بينما بقيت كلمات أرثر تطن في أذنه
"حقًا؟ بينما يملأ وجهك بالبهجة عند حديثك معه، لا أصدق أفعالك، تجعلني أشعر وكأنك ما زلت في مرحلة المراهقة، لا في سن العشرين" قالها أرثر باختناق وعيناه تشتعلان بغضب رفع جانبًا من شفتيه في سخرية ، كان صوته قد ارتفع ليمتزج مع أرجاء الغرفة، يصل إلى أذني جونغكوك الذي كان مشغولًا في ذلك الوقت
رفع جونغكوك حاجبيه بدهشة، لا يصدق أن أرثر كان يراقبه من الأعلى هل كان قد لاحظ الارتفاع الواضح في وجنتيه أثناء حديثه مع تايهيونغ؟ هل لاحظ عينيه اللامعتين؟ وتلك اللمسة على جبينه؟
تساءل في نفسه: هل كان واضحًا جدًا؟ لكنه لم يظهر هذا الجانب لأرثر أبدًا، فقط في فترة الخطوبة ثم انتهى كل شيء و تلاشي ، كان ذلك الرجل الجاف البارد المحمل بالغضب كالشعلة المشتعلة
ابتسم جونغكوك بسخرية، وضحك بنبرة تحمل التحدي وهو يكتف ذراعيه على صدره العاري، نظراته تتطاير بين التسلية والدهشة "هل أنت جاد؟ هل كنت تراقبني؟" قالها، صوت ضحكته يملأ الجو، في حين كانت ملامح وجهه تنبض بالاستفهام، كما لو أنه لا يستطيع تصديق ما سمعه للتو
"ولم لا؟ تذكر أنك متزوج، وتوقف عن تصرفاتك" كانت كلمات أرثر بمثابة الشرارة التي أشعلت غضب جونغكوك. كيف يمكنه أن يتحدث إليه بهذه الطريقة؟
بدأت ملامح وجهه الهادئة تتحول إلى غضب عارم بانت عروقه المحمرة، وعبس حاجباه، واشتعلت عينيه بالشرر كان على وشك أن يصفعه، لكن غضبه كان يضغط على أعصابه، وهو يحاول السيطرة على نفسه لكنه لم يستطع كبح جماحه أكثر، فارتفع صوته في أرجاء الغرفة
تقدم جونغكوك خطوةً أخرى إلى غرفة المعيشة، والدهشة تملأ عينيه، قبل أن يرفع صوته بتهديد حاد، ملامحه مشتعلة بالغضب "من تكون حتى تأمرني بما أفعل؟ نعم، أنا متزوج، لكن بالأوراق فقط، إذا كنت قد نسيت!" قالها بنبرة تتناثر منها الحدة
ثم اقترب خطوة أخرى، وجعل عينيه تلتقيان بعيني أرثر بتحدٍ واضح "أقسم، إذا تحدثت معي بهذا الأسلوب مرة أخرى، ستندم!" كانت كلماته قاسية، وكأنها رصاصة خرجت من فمٍ مهدد، يختلط فيها الغضب والتهديد، وتُحدث صدى في الهواء، قبل أن يدير ظهره ويرحل عن المكان
ثم غادر جونغكوك المكان متجهًا إلى غرفته لتغيير ملابسه والنوم لكن في قلبه كانت تتسارع الأفكار، لم يكن يعرف إذا كان غضبه ناتجًا عن أسلوب أرثر أو عن شيء آخر عميق في داخله
جلس في غرفة المعيشة، حيث السكينة والهدوء، يحتسي كوبًا من الشوكولاتة الساخنة بيد، بينما يمسك بيده الأخرى كتابًا. كان الوقت الأنسب له الآن ليغذي عقله بشيء مفيد. أخذ آخر رشفة من الشوكولاتة، ثم وضع الكتاب على الطاولة. كانت تساؤلاته لا تزال تتردد في ذهنه: هل ما حدث كان حقيقيًا؟ هل كان يمتلك حقًا رقم جونغكوك على هاتفه؟
أمور لم يتوقعها أبدًا. وضع الكتاب أعلى الطاولة وتوجه نحو غرفة النوم. كان اليوم قد أرهقه كثيرًا، فترك جسده المتعب يغرق في النوم
...
بدأ يومٌ جديد مع فنجان قهوة ساخن تحضيره لأول زبون دخل المقهى. ابتسمت وأنا أسلمه الكوب، ليبادلني هو الآخر الابتسامة قبل أن يغادر مسرعًا، يبدو أنه متأخر عن عمله
استغليت الهدوء المبكر في المحل لأبدأ في تحضير كعكة التيراميسو المفضلة لدي، بحذر وبكمية محدودة تكفي لبقية اليوم في الصباح عادةً لا يزور الكثير من الزبائن المكان، لذا قررت استغلال هذه الساعات في إنجاز ما يجب
نظرت إلى ساعتي متسائلة، "تأخر جيمين على غير عادته"، فقد بدأ العمل منذ ساعتين ولم يظهر بعد. مددت يدي لأرسل له رسالة، "ستأتي للعمل اليوم؟". ثم تركت هاتفي جانبًا، بينما استمرت موسيقى الجاز تعزف في الخلفية، ملء المكان بجو من الهدوء والسكينة. لطالما أحببت هذا النوع من الموسيقى، وقد تعلمت العزف على بعض الآلات الموسيقية والغناء أيضًا كانت تلك اللحظات تمنحني شعورًا بالراحة، بينما استمرت أصوات الألحان تنساب برفق في أرجاء المكان
كنت دائمًا أحب تعلم كل جديد وإتقانه عندما أنتهي من فترة التدريب. هذا هو السبب في شغفي المستمر بتطوير مهاراتي واكتساب معرفة جديدة
في مكان آخر، جلس جونغكوك مع جيمين في شقة شقيقه، متسائلًا عن مكان الحصول على فنجان قهوة لذيذ قبل التوجه إلى العمل
"أريد مقهى قهوة لذيذة قبل أن أذهب إلى العمل"، قال جونغكوك وهو ينظر إلى جيمين، دائمًا ما كان يأتي إلى شقة زوج شقيقه لتناول الإفطار، ليس لأنهما لم يمتلكا طعامًا، بل لأنه كان كسولًا ليعده لنفسه .. أما أرثر، فكان لا ينام حتى طلوع الفجر، مما يعني أنه لا أحد يصنع الإفطار.
"اذهب إلى مقهاي أنا وتايهيونغ"، أجاب جيمين ببساطة وهو يأخذ شريحة من الخيار
"مِن تايهيونغ؟" سأل جونغكوك متصنعًا الغباء وهو يرفع حاجبيه بشكل غير متوقع، مما خلق تقوسًا خفيفًا على شفتيه
"أوه، صحيح، نسيت أنك ما تعرفه. هو صديقي الذي زارني البارحة"، قال جيمين وهو يضرب ما بين حاجبيه بحركة خفيفة، ثم أوضح لجونغكوك بابتسامة
"سأرسل لك الموقع، فهو قريب من الشركة. كذلك أخبر تايهيونغ أنني لا أستطيع العمل اليوم، أنا متعب"، أضاف جيمين وهو يتجاهل نظرات جونغكوك الفضولية
"هل سنرحبُ بفرد جديد؟" غمز جيمين في نهاية حديثه قبل أن يفر من المكان، هاربًا من شتائم جونغكوك التي تلاحقه
"جونغكوك، أيها اللعين!" صرخ جيمين وهو يضحك، ثم ذهب ليغلق عينيه مرة أخرى، بينما أرسل الموقع لجونغكوك
كان الجو مليئًا بالضحك والفكاهة، وجو من الود بينهما، قبل أن يقرر جيمين العودة إلى نومه بينما يظل جونغكوك يفكر في كلمات صديقه
كان المقهى بسيطًا، يتسم بالألوان البيضاء الهادئة والأثاث الخشبي الذي يبعث على الراحة، مع لمسات من النباتات الصناعية التي أضافت للمكان إشراقة وجمالًا لا يُضاهى ، ركن جونغكوك سيارته عند المدخل متوجهًا للداخل، حيث غمره هواء المكان الهادئ
"مرحبًا"، صدحت تلك الكلمة فجأة، جاذبةً انتباه الجميع من حوله كانت النبرة مألوفةً بالنسبة له
"مرحبًا، كيف يمكنني خدمتك؟" ابتسم تايهيونغ بلطف، وملامح وجهه كانت تفيض بالإشراق أنامله تراقصت على شاشة جهاز الطلب، وكأنها ترسم أجمل الأنغام على جهاز بسيط
"أمريكانو مثلج"، قال جونغكوك بصوت هادئ، بينما استفاد من الفرصة ليتأمل ملامح تايهيونغ الهادئة، التي تشبه الشتاء في روعتها
أنفه كان منحوتًا بعناية، وشعره البني الناعم كان يلامس جبينه، بينما كانت عيناه البنيتان تقتربان من حالة السكون، تتزينان برموش طويلة تكاد تلامس جفونه السفلية
كان جَميلًا للغاية، ساحرًا في هدوئه
رددت تلك الكلمات في داخله
"شيء آخر؟"
رفع تايهيونغ عينيه فجأة إلى جونغكوك الذي كان قد شرد بِه شعر بأن نبضات قلبه تتسارع بسبب تلك النظرات، فحتى عينيه لا تستطيع الهروب من تأثيره
"لا، فقط... جيمين أخبرني أنه لن يأتي اليوم، فهو متعب"
أومأ تايهيونغ بتفهم، وأعطاه الإيصال قبل أن ينصرف لتحضير القهوة. أما جونغكوك فجلس في مكانه، في انتظار أن ينتهي من تحضير طلبه
بينما كان يجلس في هدوء فجأة، سمع صوت هاتفه. "مرحبًا، أبي، سأكون هناك في وقت لاحق فقط، عالق في ازدحام إشارة المرور" ، ابتسم تايهيونغ لتلك الكذبة البيضاء، فكيف لعملية ازدحام أن تكون الآن؟
عندما انتهى من إعداد القهوة، أضاف لها الثلج في تناغم تام، ثم وضع قطعة من تيراميسو لذيذة في صندوق صغير باللون الأبيض الذي يحمل اسم المقهى. لاحظ جونغكوك كيف انتهت طلباته بسرعة، فنهض ليأخذها
"المعذرة، لم أطلب كعكة"، قالها بنبرة هادئة، بينما عيونه تتبع كل حركة لتايهيونغ
"إنها هدية، قد صنعتها للتو. أتمنى أن تعجبك"، رد تايهيونغ بابتسامة جميلة، نظرة سريعة لامعة كانت قد لمحت من عينيه قبل أن يعيد تركيزه على العمل
ضحكة خفيفة، ملأها السرور، خرجت من فم جونغكوك. لأول مرة منذ زمن طويل، شعر بشيء مختلف. شيء لطيف، دافئ، جعل قلبه يفرح. كانت تلك اللحظة واحدة من اللحظات التي لا تنسى، لحظة اختلط فيها اللطف بالتقدير، لحظة اختلط فيها البهجة والسرور من جراء تصرف بسيط من تايهيونغ
ابتسم جونغكوك بينما رفع نظره مجددًا لتايهيونغ، الذي كان منغمسًا في عمله. لم يستطع أن يبعد عينيه عنه، حتى في تلك اللحظة. المريلة التي ارتداها حول خصره النحيل كانت تزيد من جاذبيته، وكأن جماله يتسرب من كل زاوية. شعر تايهيونغ بذلك، فقد شعر بأعين جونغكوك تخترق ظهره، ولم يكن ذلك لأول مرة.
"هل أنت متفرغ في المساء؟" سأل جونغكوك، جعل تايهيونغ يبتعد عن التركيز على وضع الكريمة فوق قطع البسكويت، متعجبًا من السؤال، ما الذي يخطط له؟ لوهلة، لم يكن لديه أي فكرة عن نيته
وسّعت عيناه بدهشة، ثم ارتسمت على وجهه ملامح الصدمة. هل يخطط للخروج معه في موعد؟ مستحيل!
"نعم، لماذا؟" أجاب تايهيونغ بهدوء، مترقبًا ما قد يقوله جونغكوك بعد ذلك.
في الحقيقة، كان لديه دورة تدريبية في المساء، لكن قرر التخلي عنها فقط ليتعرف على ما يريده جونغكوك
"جيد، سأتصل بك لترتيب الذهاب معًا لتصليح سيارتك" قالها جونغكوك بثقة، ثم ودعه راحلاً دون أن يعطيه فرصة للحديث
ترك تايهيونغ يفكر في السبب وراء ذلك الخدش صغير جدًا لدرجة أنه لا يُرى بالعين المجردة، ربما كان جونغكوك يبالغ في تصرفاته ليظهر نفسه بشكل مثالي أمامه. أو ربما كان يحاول قضاء بعض الوقت معه.
"لا تفكر كثيرًا، تايهيونغ"، همس في نفسه، "أنت فقط تختلق أحلامًا لن تتحقق."
ابتسامته المتعجرفة، وعيناه الحادتان، لم يكن لهما أي نية للمزاح، كانتا مليئتين بالجدية.
لم يكن لدى تايهيونغ مشاعر تجاهه، على الأقل هذا ما كان يعتقده، لكن لماذا كان يشعر بتسارع نبضات قلبه بشكل مفاجئ كلما التقت عيناه بعينيه؟ لم تكن هذه المرة الأولى، فقد تبادلا النظرات ليلة البارحة، ثم صباح اليوم.
"هو في النهاية رجل متزوج"، قالها في ذهنه، "هذا مستحيل. سأمحو هذه الفكرة من مخيلتي."
ورغم ذلك، كان هناك شيء ما في تصرفات جونغكوك، وكأن رغبتها في التقرب منه لم تكن مجرد صدفة.
...
وضع جونغكوك كوب القهوة السوداء المثلجة جانبًا بجانب الحاسب الآلي، وترك كعكة التيراميسو على الطاولة أمامه، تبدو شهية للغاية. خلع سترة العمل ووضعها على الكرسي، ثم أخرج نظارته ذات الإطار الشفاف وبدأ في عمله. بين الحين والآخر، كان يأخذ رشفة من القهوة المثلجة، مستمتعًا بطعمها الذي يبدو مختلفًا اليوم عن المعتاد.
"الأمر لا يتعلق بالقهوة فالجميع يستطيع صنعها، بل يتعلق بمن صنعها، إنها لذيذة على غير عادة"، قالها مبتسمًا، وابتسامة صغيرة شكلت غمازاته على وجنتيه
"مرحبًا سيدي جونغكوك"، قالت سوهي باحترام شديد بعد أن أذِن لها بالدخول
"أوامر من السيد جيون لإنهاء هذه الحزمة من الأوراق المتعلقة بشركة الشراكة"
"تخص المجوهرات؟" تساءل جونغكوك وهو يستلم الأوراق ليتفحصها.
"نعم، تم تقديم وثيقة حتى يكون مؤهلاً للنشر، لكن تحتاج للمراجعة"، أوضحت سوهي. أومأ جونغكوك برأسه بتفهم وهو يبدأ في دراسة كل كلمة في الأوراق بينما تشرح له سوهي تفاصيل المنتجات التي تنوي الشركة إطلاقها
"كم سيكون نصيب كلا الشركتين؟" رفع جونغكوك نظره إلى سوهي وهو يسأل
"خمسون بالمئة لشركة الشراكة وخمسون بالمئة لشركة السيد جيون"، أجابت سوهي بثقة
"سأراجع الأوراق، وعندما أنتهي سأتصل بكِ"، قالها وهو يضع الأوراق جانبًا، بينما انحنت سوهي بتفهم وغادرت المكتب
ثم بدأ جونغكوك يراجع الأوراق بعناية، وهو يقرأ بتفصيل كل منتج تم تقديمه، وأثناء ذلك، كانت أفكاره تتشتت في شيء آخر. "حلق، قلادة، أساورة... خاتم، سلسلة خصر؟ كم يبدو ذلك مثيرًا!" توقفت أفكاره عند سلسلة الخصر، ما الذي جعله يفكر بهذا الشكل؟ لماذا يتذكر هذا؟ ربما لأنه كان أول شخص دخل تفكيره بهذه الطريقة
تخيل السلسلة الذهبية تحيط بخصر شخص آخر، كانت تلك الأفكار تبدأ بتعكير صفو عقله. حاول سريعًا مسح الفكرة من ذهنه، لكنه شعر بارتباك واضح وهو يضع القلم على شفتيه، ثم يتابع عمله
دائمًا ما تختار شركات الشراكة جونغكوك لمراجعة المشاريع قبل انطلاقها، فهو شخص مبدع وأفكاره تضفي جمالًا لا يوصف على أي مشروع يتعامل معه
مرت ساعة كاملة وهو يعمل باجتهاد، ترك الأوراق جانبًا وقرر أن يتناول قطعة صغيرة من التيراميسو. تناولها بملعقة صغيرة، وفجأة أطلق صوتًا خفيفًا من اللذة: "أممم!"
صُدم من مدى لذتها، كانت المرة الأولى التي يتذوق فيها تيراميسو بهذا الطعم الرائع، ولم يكن يستطيع أن يصدق كيف أن تلك القطعة الصغيرة كانت بهذه المتعة. أكمل الطبق بسرعة، وهو يشعر بالدهشة في قلبه
"لماذا انتهى بسرعة؟" قالها مستغربًا، رمى الصندوق الورقي في سلة القمامة، ثم أخذ رشفة من القهوة وعاود العودة للعمل مرة أخرى. كان يعمل بجهد أكبر من المعتاد اليوم، وكأنما كان يود أن ينتهي من كل شيء بسرعة حتى يتمكن من مغادرة المكتب في المساء
عادةً، كان يغادر المكتب في الخامسة، لكن اليوم كان يريد أن يخرج مبكرًا بعد أن أنجز المزيد من الأعمال
"انتهت مراجعة الأوراق بعد إضافة ما يلزم وحذف ما لا يلزم، فقط تحتاج لتوقيع والدي"، قال وهو يقدم الحزمة إلى سوهي التي كانت تستعد للخروج.
عند خروجهما، دخل يونقي، مندهشًا من سرعة عمل شقيقه
"انتهيت من خمسين ورقة في ساعتين فقط! هل أنت رجل آلي؟" نطق بصدمة بينما لا يزال فمه مفتوحًا
"نعم، عندما تدخل أولاً، أطرق الباب. ثانيًا، قل صباح الخير"، قالها جونغكوك وهو يضم يديه أسفل ذقنه
"من الأكبر، أنا أم أنت؟" قالها يونقي بتذمر وهو يتقدم ليجلس أمام جونغكوك الذي كان يُرتب مكتبه ويفرز الأوراق التي تم الانتهاء منها خلال الأسبوع
"كنت مشغولًا بعملي ولم أستطع سؤالك عن أمور حياتك. أخبرني، كيف تسير الأمور؟" قال يونقي بابتسامة دافئة، وهو ينظر إلى شقيقه، فقد مر وقت طويل منذ آخر حديث لهما
"تسير بثقل، هيونغ"، رد جونغكوك بلهجة ثقيلة، وكان قلبه مليئًا بالإحباط. ترك الملف على الطاولة ورفع عينيه لينظر إلى شقيقه الذي هز رأسه في استغراب
"أنت تعلم أن كل شيء في حياتي ليس كما أريد أشعر بالإحباط الشديد، ولا أعرف ما ستكون نهاية زواجي من أرثر"، قالها جونغكوك بصوت مكتوم.
"لكن كان لديك مشاعر له"، استغرب يونقي. كان يعرف أن جونغكوك كان يحب أرثر، وقد عبّر عن حبه له بأكثر من طريقة
"لست كذلك. والدي أمرني بأن أظهر أمام عائلتهما كزوج مثالي، بينما في داخلي لا أشعر بذلك. هل تصدق لو أخبرتك أنني في ليلة زفافي تركت المنزل؟ لم أستطع تحمّل البقاء معه"
"أين ذهبت حينها؟" سأل يونقي بهدوء، وقد لاحظ أن شقيقه كان صامتًا لفترة طويلة، فرفع حاجبيه بدهشة وقال: "الملهي، صحيح؟"
"نعم"، أجاب جونغكوك بصوت منخفض، "كان من المحرج أن أذهب إلى منزل أحد أصدقائي في ليلة زفافي، أو حتى العودة إلى المنزل. كيف كان سيستقبلني والدي؟ بالطبع سيجبرني على العودة"
"أرثر، لماذا لم يُخبر أحدًا؟ أليس هذا غريبًا؟" قال يونقي، مُدهشًا من هذه الحادثة التي كانت المرة الأولى التي يسمع بها.
"هو يحبني!" أجاب جونغكوك بيأس، فكل يوم كان يلاحظ كيف تكبر مشاعر أرثر تجاهه
"وأنت؟" سأل يونقي بتساؤل
....
كِيف البارت و السرد؟
مشاعر جونغكوك لأرثر؟
تايكوك؟
أرثر؟
جيمين يونقي ؟
جونغكوك الخفيف بالبدايات 🙂↔️
توقعاتكم لشخصيات تايكوك و الأحداث الجاية؟.
إن هُناك اخطاء املائيه تجاهلوها فسيتم تعديلها بأقرب وقت 🫶🏻.
See you soon <3
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro