02
سلام ، طمنوني عنكم؟
انجوي بالقراءة
لا تنسون الكومنت بين الفقرات و الڤوت .🤍
..
"لا يهمني، أليس هو سائق عائلة جيون؟" تردد صوت الفكرة في عقل تايهيونغ لكنه لم يستطع كبح نظراته التي عادت تنجذب دون إرادته. "ولكن... من الصعب تجاهل جمال كهذا،" قالها بينه وبين نفسه وابتسامة خفيفة بالكاد تشكلت على زاوية شفتيه
هزّ رأسه لينفض أفكاره، وأكمل خطواته الواثقة نحو الداخل، محاولًا أن يبدو غير مكترث، رغم أن أعماقه كانت تقول العكس
كان تايهيونغ يشعر بتلك النظرات الحادة تخترق ظهره، تلامس كل جزء من كيانه بوضوحٍ لا يمكن تجاهله .. كان يدرك جيدًا مصدرها لكنّه أجبر نفسه على تجاهلها متابعًا سيره بخطوات ثابتة نحو منزل عائلة جيون، يحاول كبح التوتر الذي كشفته عيناه
عند دخوله إلى المنزل، وقع بصره على تشوهي، زوجة السيد جيون، جالسةً على الأريكة كانت عيناها مثبتتين على شاشة التلفاز، تبدو مندمجة تمامًا وكأنها معزولة عن العالم من حولها لكن ما لفت انتباهه لم يكن انسجامها، بل شيء آخر تمامًا ..
على طرف الأريكة، كان هناك طفل صغير، لا يتجاوز عمره بضعة أشهر، ينامُ بهدوء ملفوفًا ببطانية ناعمة ، وجهه الصغير مملوءة بالبراءة و أنفاسه المنتظمة ترفع صدره الصغير بخفة تايهيونغ توقف في مكانه، وقد اجتاحه الذهول للحظة طفل؟ لم يكن يتوقع وجوده هنا، بل لم يكن يتخيل أن يرى مشهدًا كهذا داخل منزل عائلة جيون ..!
ضاقت عينا تايهيونغ باستغراب، وارتسمت على وجهه ملامح الحيرة، إذ كان الطفل الذي يراه أمامه لا يتجاوز عمره الشهرين بدا صغيرًا جدًا، لدرجة أنه كاد أن يكون غير واقعي في تلك اللحظة كان مشهدًا مفاجئًا، ليس فقط لوجوده هنا بل أيضًا لبراءته التي كانت تبعث على تايهيونغ الدهشة
لكن سرعان ما تلاشت ملامح الاستغراب من وجهه واستبدلتها ابتسامة عريضة وبهجة تغمره عندما لاحظ تشوهي تقترب منه بخطوات هادئة قائلة بنبرة حنونة يملؤها اللطف والدفء: "تايهيونغ هنا! مرحبًا بُني، كيف حالك؟"
أجابها مبتسمًا: "مرحبًا خالتي، أنا بخير ماذا عنكِ؟" ثم احتضنها برفق، وتفصل بينهما لحظة قصيرة من العناق الدافئ لكن في نفس الوقت، كان هناك سؤال يلوح في ذهنه عن الطفل، وكان على وشك أن يطرحه إلا أن فكرة سؤاله تجنبته في اللحظة الأخيرة فخشى أن يبدو وقحًا أو فضولياً أكثر من اللازم
"بخير، بُني"، أجابته تشوهي بابتسامة دافئة، بادلها تايهيونغ بابتسامة خفيفة قبل أن يستأذن منها للصعود إلى الأعلى حيث جيمين أومأت له بالموافقة، ومن ثم توجهت نحو الطفل الذي بدأ في البكاء بسبب الضوضاء من حوله حملته برفق وبدأت بتهدئته، بينما كان تايهيونغ يصعد الدرج بخطوات هادئة
"ظننت أنك ستعود للمنزل، لقد تأخرت"، قال جيمين متفاجئًا عندما فتح الباب واستقبله. صافح تايهيونغ وهو يجيبه بابتسامة اعتذار: "تأخرت بسبب ازدحام الطريق غير الطبيعي اليوم هل تصدق أنني توقفت عند إشارة المرور لأكثر من نصف ساعة؟"
هز جيمين رأسه متفهمًا وقال: "لا بأس، الأهم أنك وصلت لدي الكثير لأخبرك به، هيا، اجلس"
قاد جيمين تايهيونغ إلى غرفة المعيشة، حيث كان قد حضر مسبقًا مجموعة متنوعة من المشروبات والمأكولات الخفيفة خصيصًا لهذه الزيارة. الجو بدا مريحًا ودافئًا، يعكس اهتمام جيمين وتقديره لصديقه
"ما أخبار يونقي؟ لم أره منذ فترة طويلة، وأيضًا المنزل اليوم يبدو هادئًا على غير العادة"، قال تايهيونغ بفضول بينما أمسك كيس رقائق البطاطس وبدأ يتناولها واحدة تلو الأخرى ببطء مستندًا إلى الأريكة
رفع جيمين كوب العصير إلى شفتيه وأخذ رشفة صغيرة قبل أن يجيب: "يونقي بخير. ما زال منشغلًا في شركة والده، كالعادة، ويعود إلى المنزل في العاشرة مساءً." توقف لثانية، وكأنه يقرر ما إذا كان سيكمل حديثه، ثم أضاف: " أما عن الهدوء... فهو بسبب شجار جونغكوك و زوجه قبل قليل أعتقد أن تشوهي سمعت كل ما دار بينهما"
رفع تايهيونغ حاجبه مستغربًا، متوقفًا عن مضغ رقائق البطاطس للحظة. ثم قال بلهجة جادة تحمل استغرابًا واضحًا: "لماذا لا ينفصلان؟" كانت كلماته تبدو بسيطة، وكأن الحل منطقي وسهل وكأن كل هذا التوتر يمكن أن يتلاشى بقرار واحد
قهقه جيمين ضاحكًا، وهو يضع كوب العصير على الطاولة أمامه، ثم نظر إلى تايهيونغ بعيون مليئة بالسخرية: "أنت أحمق، أليس كذلك؟ هل تعتقد أن الأمر بهذه السهولة؟ الانفصال لن يكون مجرد نهاية لزواجهما؛ إنه يعني كارثة للسيد جيون هل تريد منه أن يخسر شراكته وأسهمه مع الشركة المجاورة؟ زواج جونغكوك ليس مجرد علاقة شخصية، إنه جزء من لعبة مصالح معقدة"
ثم مال بجسده إلى الخلف وابتسم بخفة، كأنه أراد كسر حدة السخرية في كلماته السابقة: "على الأقل، يمكننا أن نشكر الرب أن يونقي ليس مثل والده. إنه يدير الأمور بطريقته الخاصة ولا يتبع القوانين الصارمة التي يفرضها والده"
جلس تايهيونغ متكئًا على الأريكة، محدقًا في جيمين وكأن كلماته قد فتحت أمامه بابًا للتفكير في أمور لم تخطر بباله من قبل. ثم رفع عينيه مجددًا وسأل بصوت بدا وكأنه يحمل شيئًا من الحذر، لكنه لم يخلُ من الفضول: "وماذا عن جونغكوك؟ هل هو مثل يونقي؟"
"جونغكوك متسلط أيضًا لكن قوانين والده أقوى منه بكثير. في النهاية، تم توقيع الأوراق دون علمه بموافقة طرف واحد فقط "
بدت الدهشة واضحة على وجه تايهيونغ، فسأل بفضول: "كيف تمكن والده من فعل ذلك؟ قصص عائلة جيون تصلح حقًا لتكون سيناريو مسلسل درامي طويل" ، أطلق ضحكة قصيرة في نهاية حديثه وكأن الفكرة نفسها أضافت لمحة من الطرافة على الموقف
ابتسم جيمين بسخرية، ثم رد بلهجة خفيفة: "لو عشت مع عائلة جيون، ستدرك أن كل يوم هنا بمثابة حلقة جديدة شقة جونغكوك بجانب شقتي، وأحيانًا أسمع الحلقات مباشرةً دون الحاجة لأي تفاصيل إضافية"
لم يستطع تايهيونغ كتم ضحكته هذه المرة، فانفجر ضاحكًا وهو يميل برأسه للخلف: "أنت تمزح! حياتك تبدو وكأنها برنامج واقعي يُعرض على الهواء مباشرة!"
هز جيمين رأسه بابتسامة تجمع بين السخرية والأسى، ثم قال وهو يستعيد هدوءه: "أتعلم؟ زواجهما تم بسرية تامة جونغكوك لطالما أخبرني أنه يريد حفل زفاف مليئًا بالبهجة، حيث يدعو أصدقاءه وكل من يحب. حفل زفاف يحلم به الجميع... لكنه لم يحصل على شيء مما أراد ، الحفل كان كئيبًا للغاية، مجرد العائلتين والقسيس، ولا شيء من البهجة التي لطالما تخيلها"
أغمض جيمين عينيه للحظة، وكأنه يعيد التفكير في تفاصيل الحفل، ثم تابع بنبرة أكثر جدية: "أحيانًا أعتقد أن والده لم يترك له خيارًا ليعيش كما يريد. كل شيء لديه مخطط مسبقًا، حتى أكثر اللحظات خصوصية."
"أتمنى حقًا أن يأتي شخص يعوضه عن كل شيء فقده... يمكنني أن أتخيل كم كان الحفل كئيبًا"، قالها تايهيونغ بنبرة هادئة، بينما ارتسمت على شفتيه ابتسامة باهتة. كان يشعر بثقل الحزن على ما حلم به جونغكوك وما انتهى به الحال إليه، وكأن كل آماله قد تبددت في لحظة واحدة
"أعطني جون، سأأخذه في نزهة بالحديقة حتى يهدأ."
ناولته والدته الطفل الصغير بحذر، لتنتقل تلك الأذرع الرقيقة إلى أحضان جونغكوك حمله برفق كأنه أثمن ما يملكه متوجهًا بخطوات ثابتة نحو الفناء الخلفي
لم تمضِ دقائق قليلة حتى هدأ جون تمامًا بين دفء أحضان جونغكوك، وراح في نوم عميق من جديد دون وعي، ارتسمت على شفتي جونغكوك ابتسامة دافئة مليئة بالحنان اقترب منه بخفة وقبّل جبينه الصغير بلطف، متأملًا ملامحه الملائكية التي بدت كأنها لوحة رسمت بعناية
توقف عند مقدمة أنفه الصغيرة، وخدّيه الممتلئين الذين بدت حمرة خفيفة تزينهما. بدت تلك الخدود وكأنها تناديه ليقرصها أو يعانقها بأنامله رفع يده بحذر، وبدأ يمرر أطراف أصابعه برفق فوق وجنتيه، ثم صعد إلى خصلات شعره الناعمة التي انسدلت على جبينه
في تلك اللحظة، تسلل إلى ذهنه سؤال مؤلم، سؤال ثقيل كأنما خرج من أعماق قلبه: لماذا قد يُحرم من طفل كهذا؟ لماذا يكون زواجه من فتى عائقًا أمام حلمه الأبدي بأن يحتضن صغيرًا بين ذراعيه؟
الفناء الأخضر غمره الهدوء، بينما تراقصت أوراق الأشجار بفعل النسمات الباردة، محدثةً ضوضاء لطيفة كأنها لحن يعزف خصيصًا لجونغكوك الذي جلس هناك مستمتعًا بتلك السكينة بينما يداه تتحركان برفق فوق ملامح وجه جون الصغير لمساته كانت مزيجًا من الحنان والافتتان وكأنما يخشى أن يكسر شيئًا بهذه الرقة.
اقترب أكثر، ينظر إلى عيني الطفل النائمتين، وكأنه يود أن يقبلهما بحب. رفع أصابعه يداعب خصلات شعره الناعمة، متأملًا ملامحه البريئة التي بدت وكأنها تجسد كل ما حلم به يومًا. لقد كان دائمًا يعشق فكرة الأسرة، الأطفال، الدفء... لكن بالنسبة له كان هذا الحلم يبدو بعيد المنال
"طفل كهذا... هذا كل ما أريده. لكنه مستحيل... إلا بزواجي من فتاة لكنني... مثلي!!"
انزلقت تلك الأفكار الثقيلة عبر رأسه كأنها سحابة مظلمة، ألقى برأسه للخلف، وأطلق تنهيدة خفيفة وكأنه يحاول أن يتخلص من ثقلها ومع ذلك، لم تتوقف يده عن الطبطبة بخفة على صدر جون تهدئه وكأنه يهدئ نفسه أيضًا.
بعد لحظات، استقام جونغكوك ببطء حمل الطفل بحذر واتجه به نحو والدته، ناوله لها بابتسامة صغيرة ، غادر متوجهًا إلى شقته كان هناك الكثير لإنجازه الأوراق التي طلبها والده يجب أن تكون جاهزة قبل منتصف الليل
صعد السلالم بخطوات متزنة، كل خطوة تحكي عن انضباطه المعتاد ولكن، عند اقترابه من باب شقته، توقفت قدماه فجأة سمع صوت ضحكات قادمة من الداخل ضحكات جيمين، لكنها لم تكن وحدها كان هناك صوت آخر؟
انعقد حاجباه باستغراب، ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة جانبية خفيفة، وهو يهمس بسخرية لنفسه: "صديق جيمين، إذن..."
أطلق جونغكوك ضحكة خفيفة، بينما مرر أصابعه بين خصلات شعره السوداء المبعثرة ثم توجه نحو شِقتهُ تحديداً إلى الطاولة ليأخذ جهاز الحاسوب وملفات الشركة ، لاحظ أرثر جالسًا هناك مشغولًا بهاتفه لكنه لم يعطه أي اهتمام وضع كل ما يحتاجه على الطاولة بهدوء، ثم توجه إلى دورة المياه للاستحمام
وقف أمام المرآة، بينما كانت قطرات الماء تتساقط من خصلات شعره المبتلة، كاشفًا صدره العاري الذي تتألق عليه الوشوم بينما تظهر عضلاته القوية بوضوح في كل أنحاء جسده تأمل في انعكاسه للحظة ثم أكمل تجفيف شعره مرتديًا قميصًا واسعًا أبيض اللون وبنطالًا أسود فالتقط بحركات سريعة حِلق حاجبيه وشفاهه ، أمسك جهاز الحاسوب والملف مع مفاتيح سيارته ثم توجه نحو الباب
"إلى أين؟" سأل أرثر وقد لاحظ جونغكوك وهو يمسك بمفاتيح سيارته
"إلى مقهى القهوة" ، أجاب جونغكوك بهدوء عازمًا على متابعة طريقه
"مقهى القهوة؟ ولماذا؟" تحدث أرثر بحدة مستغربًا
"ألا ترى أنني لدي الكثير من الأعمال التي يجب علي إنجازها؟ وأنت هنا، تشكل مصدر إزعاج لي كان من المفترض أن أنهيها منذ ساعتين، لكن بسببك تأخرت" ، رد جونغكوك بصوت منخفض، ملامحه لا تخلو من الغضب الخفيف
فتح مقبض الباب بخفة، مغادرًا دون أن يلتفت إلى أرثر، تاركًا إياه مذهولًا "فقط اللعنة عليك، وعليّ أيضًا!" نطق أرثر بغضب بينما أغلق الباب وراءه
سار جونغكوك بخطوات سريعة نزولًا من السلالم، ليكتشف فجأة أن السيارة الزرقاء كانت قد ركنت بجانب سيارته مما جعله لا يمكن من فتح باب سيارته
تفاجأ بالوضع وقال بصدمة، وهو يتفحص الطريقة التي رُكنت بها السيارة:
"اللعنة! من أوقف هذه السيارة هنا؟ كيف سأتمكن من فتح باب سيارتي؟!"
سريعًا، أخرج هاتفه واتصل بجيمين، قائلاً:
"مرحبًا جيمين، هل تعرف لمن السيارة الزرقاء؟"
رد جيمين بسرعة:
"إنها سيارة صديقي. سأخبره بتحريكها، انتظر لحظة."
أغلق جونغكوك الهاتف، وضع ما في يديه فوق سطح السيارة، واستند بظهره على نافذتها منتظرًا صاحب السيارة في أثناء ذلك، بدأ يتلاعب بهاتفه، فيما كانت عيناه تراقبان الطريق
"مهلاً! هل هذا هو جونغكوك؟ كنت أظنه سائق السيد جيون!" قال تايهيونغ بدهشة، وفمه مفتوح وعيناه مشدودتان بالذهول هل كان هذا الوسيم فعلاً هو جونغكوك؟
"إذا سمعكَ تقول ذلك أقسم سيحفر قبرك بيديه إذا ذكرته!" ضحك جيمين بينما يضرب فخذ تايهيونغ بخفة
"لا جيمين، لِن، اذهب أنت، من فضلك!" نطق تايهيونغ وهو يتوسل إليه بعبارات مفعمة بالإلحاح لعلها تُفيد
"أيها الأحمق، سيارتك!" صاح جيمين ضاحكًا بشدة وهو يواصل ضرب فخذ تايهيونغ حتى يستقيم
"أتوسل إليك، جيمين... هو وسيم لدرجة أنني قد أتوتر وأصطدم بالجدار!" ضم تايهيونغ يديه معًا متوسلاً، بينما تأفف جيمين ثم استقام قائلاً:
"حسنًا، حسنًا !"
"أين صديقك؟ لماذا لم يأتِ لتحريك السيارة بنفسه؟" سأل جونغكوك عندما لاحظ جيمين يقترب
"كان سيأتي، لكنه في دورة المياه " ، أجاب جيمين
ثم سأل جونغكوك بدافع الفضول: "ما اسمه؟"
"جونغكوك، لم آتِ حتى للتعرف عليك. جئت فقط لتحريك السيارة. اصعد إلى سيارتك واذهب حيث تشاء." قال جيمين بصوت مرتفع قليلاً وهو يحرك السيارة
"حسنًا، لماذا أنت مُندفع هكذا؟" رد جونغكوك بتذمر وهو يركب سيارته استعدادًا للمغادرة، بينما أعاد جيمين سيارته إلى مكانها
قاد جونغكوك سيارته نحو المقهى القريب من منزله بمجرد أن دخل، حمل أغراضه وطلب قهوة وكعكة ثم فتح جهاز الحاسوب وبدأ في ترتيب الأوراق بعناية. ارتدى نظاراته ذات الإطار الش
لكن هالة تايهيونغ لم تفارق تفكيره أبدًا بين لحظة وأخرى، كان يشرُد قليلاً، غارقًا في تلك الهالة، ثم يعود مجددًا ليكمل عمله.
فرك ما بين حاجبيه بتشتت، محاولًا تجاهل تلك الهالة والتركيز فقط على عمله.
..
"كيف كانت الدورة التدريبية؟ هل استمتعت؟" سأل جيمين بحركة عفوية، وهو يعيد خصلات شعره إلى الوراء منتظرًا إجابة صديقه
"ممتعة جدًا، لم أشعر بسعادة مثل تلك عندما اختلطت مع الأشخاص من حولي... تعرفت على صديقين هناك." ابتسم جيمين بسعادة، فقد بدأ تايهيونغ صاحب الروح الاجتماعية بالعودة
رفع جيمين يده لا إراديًا، ومررها بلطف على شعر تايهيونغ مبتسمًا قائلاً: "سعيد لسماع ذلك."
بادله تايهيونغ الابتسامة بحفاوة، ثم بدأ يروي لجيمين كل ما حدث في الدورة من لحظة دخوله حتى خروجه كان يشرح بحماس ويداه ترفرفان في الهواء من شدة اندماجه
كان جيمين يستمع باهتمام، يتفاعل مع كل كلمة يقولها تايهيونغ ويتبادل معه الحديث بمودة بينما كانت القهقهات تتوالى بينهما
"سأطلب من المطعم، ماذا تريد؟" سأل جيمين وهو يفتح هاتفه المحمول، باحثًا عن مطعم يناسب ذوقهما
"ماكغوكسو"
"حسنًا، وسأطلب فطائر الكيمتشي ومخلل الملفوف" أضاف جيمين، وضع الأطباق المفضلة لكليهما في السلة، ثم أكمل الطلب
"سيأتي بعد نصف ساعة ، كيف حال والدتك؟" سأل جيمين وهو يضع يده خلف أذنه، متكئًا على الأريكة منتظرًا إجابة تايهيونغ
"بخير، أذهب لزيارتها بين حين وآخر كما أخبرتني عن ديفيد فهو يريد الزواج بي .. لكنني رفضت"
"ديفيد؟ لماذا رفضتِ؟" سأل جيمين بهدوء بعد أن لاحظ صمت تايهيونغ
رفع تايهيونغ عينيه ليلتقي بنظرات جيمين، وقال: "إنه مقزز للغاية لم يترك فتاة أو فتى إلا وتجاوز حدوده معهم، كما أن نظراته مليئة بالتحرش والشهوة تجاهي لذلك، لم أعد أذهب لزيارتها مؤخرًا حينما يكون هو موجود حتى في الحفلات الرسمية، أتجنب الذهاب إذا كان هناك. فهو يبلغ من العمر 33 عامًا"
"اللعنة! لماذا لم تقم بنقر عينيه؟" رد جيمين بغضب.
"أردت ذلك حقًا، لكن والدته لا تتوقف عن الحديث معي ويجب علي أن أبادلها أطراف الحديث، بينما هو لعين" ، أخذ رشفة من كأس العصير
"ألا تفكر في الزواج حقًا؟"
هز تايهيونغ رأسه نفياً
"هل هناك سبب أم لم تجد الشخص المناسب؟"
"الاثنين معًا. والدتي غيرت فكري تجاه الزواج، فهي تحثني عليه ليس لأكون سعيدًا معه، بل من أجل إنجاب الأطفال"
"لا تقلق، أنا واثق أنك ستجد الشخص المناسب لك، شخص يعوضك بكل ما مررت به ويحول أحزانك ومتاعبك إلى سعادة غامرة." طبطب جيمين على فخذ تايهيونغ بقوة، مبتسمًا ابتسامة واسعة، فيما ارتسمت على وجه تايهيونغ ابتسامة مليئة بالأمل. كان يشعر بالسعادة لسماع هذه الكلمات، وكان يتمنى من كل قلبه أن يحدث ما يتمناه جيمين له
"سأحضر الطعام وأتي." قال تايهيونغ وهو يقف ليذهب
دمعة انزلقت على خد تايهيونغ الأيمن، لكنه مسحها بسرعة بأطراف أصابعه. لم يكن قد اعتاد على سماع مثل تلك الكلمات، وكانت كالمواساة الحلوة على قلبه الذي طالما كان مليئًا باليأس
..
أغلق الحاسب الآلي وبدأ بتجميع الأوراق المبعثرة على الطاولة، ثم استقام ليغادر المقهى كان يشعر بصداع حاد ونعاس، فقد كان من المفترض أن ينتهي من كل شيء عند السادسة، لكن أرثر أغضبه مما جعله يقضي وقتًا أطول وهو يحاول تهدئة نفسه.
كان يخشى القيادة تحت تأثير الصداع، لكنه شكر الله أنه لم يذهب إلى مقهى بعيد عن منزله رمى الأوراق والحاسب الآلي في المقعد بجانبه في السيارة، ثم وضع كفيه على وجهه، يمسحهما برفق محاولًا تخفيف الصداع قليلاً كي يستعد للقيادة إلى المنزل. بدأ في القيادة بينما كان الصداع لا يزال يتفاقم، لكنه حاول تجاهله والتركيز على الطريق
فجأة، سمع صوت ارتطام قادم من مقدمة سيارته تأفف، مدركًا أنه صدم السيارة التي كانت مركونة بجانبه، لأنه لم يركز جيدًا أثناء ركن سيارته وصدمها عن طريق الخطأ.
"اللعنة!" نطق بها وهو يرخى ظهره إلى الخلف غير قادر على التحرك أو حتى الاتصال بجيمين. فقرر أن ينتظر في سيارته حتى يأتي صاحب السيارة ليخبره بما حدث: أنه قد صدم سيارته وتسبب في خدش أعلى سطحها.
أخذ رشفة من قارورة الماء التي كانت بجانبه، وبدأ يشعر بتحسن قليل، بل بالكثير...
هو قادم!
.....
كِيف البارت و السرد؟
تايكوك؟
أرثر؟
جيمين ؟
تتوقعون مين الطفل؟ 🤨
توقعاتكم لشخصيات تايكوك و الأحداث الجاية؟.
إن هُناك اخطاء املائيه تجاهلوها فسيتم تعديلها بأقرب وقت 🫶🏻.
See you soon <3
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro