PROVOCATIVE| 03
<مستفزة>
غادرت مكتب الوزير أختزن في ذاكرتي لحظات صادمة، كانت نظراته المحذرة من أجبرتني على الانصياع له، بالنهاية ليسا شخصا تسعني مواجهته.
لم أتوقع أن يكون بذلك المكر أو أن يجرؤ على لمسي، يونجون نسخة طبق الأصل عنه.
لم يخبرني بأنه سيساعدني، أردت أن أفضحه لكني قررت التريث حتى لا أندم، أقسمت أني لو رأيت يونجون أمامي مجددا فسوف أنشر الأدلة التي جمعتها على تنمره.
«هل تحدثت معه؟»
قرأت رسالة جيسو بينما أسير نحو منزلي وانشغلت بالرد عليها.
«لا أعرف من أين أبدأ حتى، ما أزال مصدومة من شخصيته، رغم أنني لم أرفع سقف توقعاتي كثيرا».
«ذلك يعني أنه لن ينفعنا!»
زفرت بقلة حيلة قبل أن أجيب.
«فلنتمى أن لا يخبر ابنه عن زيارتي، سنكون في خطر حقيقي حينها ولن ينقذنا منه أحد».
في اليوم الموالي ذهبت إلى المدرسة، قبل زيارتي للوزير اتفقت مع جيسو على الدخول من البوابة الخلفية حتى لا نصادف ذلك المتنمر بالخارج، نجحت الخطة بالأمس لكن كما يقولون ليس في كل مرة تسلم الجرة.
كنت أعبر الطريق الذي يفصلني عن البوابة حينما سمعت زمجرة محرك يقترب مني، تبعت نظراتي مصدر الصوت فإذا بيونجون يقود دراجته النارية نحوي مباشرة.
«أيتها الساقطة، هل اعتقدت أنك قادرة على الهرب مني؟»
لم يكن يرتدي الخوذة، لمحت الشر يتراقص بين ملامحه.
«ابن العاهر».
لم أهرع مبتعدة بل سكنت في مكاني أحدق به كأنني أقول:
«فلتدهسني لو كنت رجلا».
شعرت بالخوف، ذلك رد فعل طبيعي للقلب البشري لكن إصراري تغلب عليه، سمعته يهتف.
«هل تعتقدين أنني لست قادرا على تمزيقك إلى قطع صغيرة بعد فعلتك المتهورة؟»
انسدل جفناي وانكمش كتفاي، كان الأوان قد فات على الهرب.
«لا أخاف من الموت بقدر ما أخاف من الحياة».
عندما كاد يصطدم بي ضغط على المكابح بقدمه فارتفعت العجلة الخلفية عن الأرض ومالت الدراجة إلى الأمام.
ذلك الاحتكاك جعلني أفتح عيني لأرى أساريره المنقبضة، بينما يحاول السيطرة على الدراجة.
«سحقا لك أيتها المجنونة».
سرعان ما استقرت العجلة الخلفية على الأرض وترجل يونجون من الدراجة بسخط.
«ما الذي تحاولين إثباته لي بوقوفك في وجهي؟ إلى متى ستصرين على إشهار التحدي ضدي؟ تظنين أنني سأكون رحيما بك كالآن دائما؟»
ارتخى كتفاي واجتاح البرود سحنتي، المسافة التي تركها بيننا أعدمتها بخطوة.
«أثبت لك بأنك أكثر جبنا من أن تزهق روحا، ذلك يتطلب شجاعة عظيمة من المحال أن يمتلكها مراهق باحث على الاهتمام مثلك، كان تخميني في محله بما أني أتنفس».
لحرارة الغضب الذي اشتعل بداخله احمر وجهه بشدة.
«مارينا لا تختبري صبري، أنت لا تعرفين ما أنا قادر على فعله لك».
رفعت يدي وصنعت بأناملي شكلا يشبه منقار الطير، حركته بسخرية.
«بلا بلا بلا، لا يخرج من شفتيك سوى الكلام الفارغ».
أخفضت يدي وطوقت حزام حقيبتي.
«سأقف في وجهك حتى تتركني وجيسو بشأننا، لا أكترث إن كنت ستتنمر على شخص آخر بعدنا، ولا يهمني أحد غيري وصديقتي».
طرد المشاعر السلبية التي احتشدت في صدره بتنهيدة، ثم صب نظراته السامة على وجهي.
«أنت من حشرت نفسك في شؤوني الخاصة، صديقتك تكون حبيبتي يمكنني التلاعب بها كما يحلو لي، توقفي عن تصرفاتك الطائشة لأنني لن أسكت لك».
بارزت نظراته الحادة ببسالة غير مكترثة مهما نزف فؤادي وجلا، وضحكت بتهكم.
«الابن نسخة عن والده حتما، من الواضح أن الرابطة بينكما قوية لتتبادلا المعلومات بهذه السرعة».
قبل أن أنبس ببنت شفة ضربني على رأسي بكفه فانتفضت خصلات شعري الحرة واحتلت خدي.
«ما الهراء الذي تتحدثين عنه، أنت لا تعرفين والدي!»
جحظت عيناي حينما توصلت إلى استنتاج، لقد ظلمت الوزير ظنا أنه أخبره عن زيارتي وكدت أفضح نفسي!
«أنصحك بالابتعاد عن طريقي إن كنت تريدين سلامتك بما أنني لا أريد إيذاءك حقا».
عندما مد يده على مجددا أمسكت بمعصمه.
«لست جيسو التي ترتعد خوفا منك يا هذا، لم يخلق بعد من يحق له الاعتداء علي».
تشاحنت نظراتنا بضراوة، لم يبادر أحدنا باختتام تلك الحرب البصرية.
«إن كنت تعتقدين أن شجاعتك تلك ستجعلني أنظر إليك بطريقة مختلفة فأنت مخطئة، جميع الفتيات متشابهات».
لويت شفتي باستنكار، أردت إخباره بأن اهتمامه هو آخر ما أبحث عنه لكنه اعتلى دراجته النارية بصدد الرحيل.
«طفح الكيل».
هسهست عازمة على فضحه.
حالما احتميت بين جدران منزلي البسيط واختليت بنفسي في غرفتي فتحت حاسوبي المحمول ودخلت إلى موقع pann، ثم أبدعت في كتابة مقالة محفوفة بالغموض.
لم يكن يسمع في الغرفة سوى صوت اصطدام أناملي بلوحة المفاتيح.
<ابن أحد الوزراء وهو طالب في مدرسة للأغنياء كان على علاقة مع الضحية A لمدة سنة كاملة، تعرضت فيها للإساءة اللفظية والجسدية.
عندما قررت الانفصال عنه اشتد عنفه معها، حتى أنه ينتظرها أمام المدرسة كل مساء ليتنمر عليها.
الضحية B صديقة مقربة للضحية A تدخلت لإنقاذها فصار يتنمر عليها هي الأخرى ويفضح خصوصياتها أما الجميع>.
طالعت الفقرات بإمعان لتصيد الأخطاء.
«الكوريون يحبون لعب دور المحقق كونان، أجزم أن المقال سوف يستقطب الكثير من الفضوليين».
سرعان أرفقت صورة ليونجون وهو يخنق جيسو، شوشت وجهيهما لإثارة الجدل.
«لنرى ما الذي ستفعله يا وزير الخارجية».
قلت تزامنا وضغطي على زر النشر وها قد صار مقالي متاحا أمام الجميع، بلامبالاة مددت ذراعي.
«هذه ليست سوى البداية، حاولا العبث مع مارينا ڤاسكيز مجددا وسأنشر بقية الأدلة التي جمعتها، يستحيل أن أهزم أمام الظلم».
أغلقت حاسوبي ثم استلقيت على السرير، قررت أن آخذ غفوة طويلة. استيقظت على صوت جرس المنزل الذي قُرِع بإلحاح، كان الظلام طاغيا على غرفتي.
خرجت في ثيابي المنزلية، قميص بلا أكمام وسروال قصير، نظرت من العين السحرية لكنني لم ألمح أحدا.
فتحت الباب على أية حال، فتربع على عرش بصري وجه مألوف، حينما تعثرت بعينيه الشائكتين نزفت رهبة.
«الوزير؟»
رمشت عدة مرات لعل صورته تختفي من أمامي، لكنه ظل هناك راسخا كالجبل الأشمّ.
«وزير الخارجية أمام منزلي؟ إلى من أدين بهذا الشرف؟»
أتقنت إخفاء التوتر الذي زرعه صمته بداخلي، وتفقدت مظهري المنزلي المبعثر.
«كان عليك إبلاغي عن زيارتك مسبقا لأستقبلك بطلعة أحسن من هذه، أترضيك رؤيتي مبعثرة هكذا؟»
استل لسانه ليرطب زاوية شفتيه قبل أن ينطق بصوت ينذر بالخطر.
«لا تخاطبيني وكأنني أحد أصدقائك، أما علمك أهلك احترام من هم أكبر سنا منك؟»
لمع الخبث في عينيه اللتين غلفهما السخط فأيقنت بأنه يحضر لي كلمات مؤذية.
«ربما لا يجب علي لومك بما أنك كبرت من دون أب!»
اعتقد أنه قادر على جرح مشاعري، صدم حينما ضحكت بتسلية.
«رأينا كيف ينضج بعض الأطفال فاسدين حتى وهم في كنف آبائهم!»
تأملت طلعته الراقية، حيث كانت بنيته الشديدة محاطة ببذلة سوداء لا تضاهي عتمة مقلتيه.
«أنا منبهرة بنفوذك، يبدو وأنك قد أجريت بحثا دقيقا عن حياتي لتكتشف مكان إقامتي، لن أستغرب إن كنت تعرف كم مرة في اليوم أدخل إلى الحمام!»
لم تمسح مزحتي السخيفة التجهم عن وجهه.
«ما الذي تظنين أنك تفعلينه يا صغيرة؟»
رمقته بعينين واسعتين تزينهما البراءة.
«لم أفهم قصدك معالي الوزير!»
أغمض عينيه كأنه يحاول السيطرة على أعصابه ثم دفع بخطوة إلى الأمام يبتغي الدخول.
«لنتحدث بالداخل».
شهقت بدهشة وخرجت من المنزل لأقف بينه وبين الباب.
«إلى أين تظن نفسك ذاهبا؟ كونك الوزير لا يعطيك الحق للدخول حيثما شئت! ليس وكأن البلاد ملك لك ولنسلك!»
سكنت قدماه عن الحراك وحدق بملامحي الشاحبة لفرط التوتر.
«غير مسموح بدخول الرجال إلى منزلي، علمتني الحياة أن لا أثق بجنس آدم مهما بلغوا من الرفعة!»
اخترقت نظراته بؤبؤي كطعنة نافذة، فشلت في قتل شجاعتي.
«أخبرتك أنك تمتلكين خيارا وحيدا للنجاة، تسليمي الأدلة التي تدين ابني بالتنمر، حذرتك من التصرف بتهور بوضوح، ولكن ما الذي فعلته؟»
صمت لثوان ثم هسهس بسخط.
«قمت بنشر ذلك الهراء ليراه الجميع!»
استغرقت بعض الوقت لأهتدي إلى سبب غضبه حيث رفعت حاجبي بدهشة.
«بما أنك واقف على عتبة منزلي فذلك يعني أن الموضوع قد لقي رواجا واسعا بين العامة».
شبكت أناملي أمام وجهي بغرور.
«في الواقع غفوت مباشرة بعدما ضغطت زر النشر، لم أتفقده حتى الآن لأنك طرقت بابي، أنا متحمسة لرؤية التعليقات».
قفزت بخفة حينما حط يده على الحائط بجانبي، كانت سترته معلقة على ذراعه الأخرى.
«أنت لا تعرفين مع من تعبثين وما سوف تجنينه من استفزازي لن يسرك، ما أزال أحاول كبح أعصابي لو فاض الغضب الذي يغمر دواخلي الآن سيغرقك».
لا أنكر أنني شعرت ببعض الخوف فأنا وحيدة في المنزل لا أحد ليحميني منه.
«ليست مشكلتي أنك رفضت تقديم يد العون لي عندما قصدتك محتاجة، علي حماية نفسي بنفسي».
أخذت نفسا عميقا عسى أن يساعدني على الغوص في عينيه الخانقتين كالفضاء.
«أنت من رفضت إبعاد ابنك عن طريقي تحمل العواقب».
ضرب الجدار بقبضته وارتجفت حدقتاي بخوف.
«قومي بمسح المنشور حالا».
عقدت ساعدي لأخفي ارتباكي وتظاهرت باللامبالاة.
«ماذا إن رفضت؟»
مال نحوي منتهكا مساحتي الشخصية وقال بغيظ:
«سأمسحك عن وجه الأرض».
دفعته من صدره، ابتعد عني ملء إرادته، قبضتي لم
تكن قوية بالقدر الكافي لدحره.
«أنا لم أبدأ حتى الآن، فلتعتبر المنشور مجرد قرصة أذن، كلما ظهر ابنك أمامي سأنشر دليلا آخر إلى أن أفضحه بالكامل، قد أغير رأيي في حالة واحدة، إن أبعدته عن طريقي».
ما انكفأت نظراتي عن جفنيه المشتعلين كساحة وغى، عندما انتهيت من الحديث التفتُّ بصدد الدخول إلى المنزل.
«سررت بزيارتك والآن إلى اللالقاء».
كبل ذراعي بخشونة وسحبتني نحوه غير مكترث لتعثري.
«لقد صبرت عليك بما فيه الكفاية يا صغيرة، لست من يركض خلف نكرة مثلك في حين يسعني إلغاؤك عن الوجود باتصال واحد».
انقبضت معالم وجهي لشدة ضغطه على ذراعي.
«فلتكوني فتاة مطيعة ما دمت أطلب منك بلطف».
كان الغضب يتمخض في صدره الذي يعلو ويهبط سريعا، جهزت له ردا قويا قضى نحبه بين شفتي حينما أطبق جسده على جسدي ودس رأسه في تجويف عنقي.
«ما ما الذي تفعله؟»
كردة فعل طبيعية وضعت يدي على صدره.
«لماذا تواصل التهجم على حدودي؟ هل أنت رجل بيدوفيلي تثيره الفتيات القاصرات؟»
تمسك بذراعي قائلا:
«حتى وإن كنت بيدوفيليا لن تستهويني فتاة طائشة مثلك، قابلتك مرتين كانتا كافيتين لأتيقن أنك شخص مضر بالصحة».
لقربه مني شعرت بارتعاش جسده، وضعت يدي على ذراعه بدافع الإنسانية.
«هل أنت بخير؟»
انتشل رأسه من كتفي وطوق زمردتي بعينيه المرهقتين.
«هل أجد لديك شيئا حلوا؟»
هلاوز خفافيشي الحلوين 😍
كامي ما تأخر عليكم كتير ما 👀 حسيت بالحماس لما شفتكم متحمسين بالفصل السابق أتمنى تظلوا هيك وما تسحبوا على الرواية 😭😭😭
بيكون التحديث أسبوعي إن شاء الله
رأيكم بالفصل!
جونغكوك!
مارينا!
يونجون!
شو كان يقصد جونغكوك بالأخير؟
يستمر الحديث بينو وبين مارينا أو ينصرف؟
مارينا توافق تمسح المنشور عن يوجون؟
تتوقعوا حدا يشوفهم مع بعض؟
ردة فعل يونجون على عملتها؟
الفصل بعد 200 فوت
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro