~Dreams ForEver~
♥القصة مقدمة لكل من يظنّ أنه قد كبر
و لكن بداخله ذلكَ القلب الطفولي الطاهر
الذي يصدق بكل ما كان يتخيله سابقًا ♥
~~~~~~~~
يقال بأنني -كبرت في السّن -
إلهي أنا حتى لم أقطع منتصف العشرين !
هم يجعلونني أشعر أنني هرمت
وأنه ينبغي علي الزواج ، أو فعل شيء مفيد في حياتي يقوم التاريخ بتسجيله
ما لن يفهموه هو ، أنني لو قمت بشيء مفيد فسأفعله لأجل نفسي
لأني أريد فعلَ هذا الشيء ، توقفوا عن أمري
أنتم تملون علي ما أفعل باستمرار
حتى بالرغم من بلوغي هذا السن ، ما زلتُ أشعر أنني محاصرة بما يقولون كطفلة صغيرة
أنا أكره هذا !
في أحيانٍ كثير أشعر أنني لا أتوافق مع من حولي ، فأنزوي وحدي
أعيشُ في خيالي الرّحب
من يصدق أن شابة في عمري ، مازالت تؤمن بوجود الجنيات حولها ؟
الأصدقاء الخياليين ، بيتر بان
تينكر بيل
جنية الأسنان ، أرنب عيد الفصح
سانتا كلوز
والعديد العديد من تلكَ الأمور التي أصبحَ يقول عنها الكبار أنها تخص الأطفال وحدهم فقط
ضجرت من هذا العالم الذي يصنع القيود لمن وُلد حرّا بالأساس ، وهكذا أنا أقضي وقتي وحدي
بعيدًا عن غرابة الجميع من لن يفهموني
تثاءبت عميقًا فقد أرهقت نفسي طوال الصباح في العمل ، ثم عدت لأكمل أعمال المنزل ومساعدة أشقائي الصغار في دروسهم
وها أنا أنزوي مع نفسي قربَ النافذة ، أتأمل السماء ليسَ تتوقًا لفارس أحلام أو حبّ أمدي وهكذا أمور
فقط أريد أن أغادرَ هذا العالم وأذهب لعالمٍ آخر يتناسق معي ومع أفكاري الغير محدودة
وخيالي الجامح !
ألقيتُ نفسي على الفراش ، أتمنى بصدق أن لا تزورني الكوابيس
فهي مصدر قلق كبير لي ، ما زلتُ أشعر بالخوف مما يقبع تحت السرير ، أو داخل الخزانة
علّاقة الملابس ، المرآة
والسقف عاليًا
كل تلكَ الأمور تصبح مخيفة جدًا حينما يتوجب علي النوم ، أما عن الكوابيس فهي تظهر لي في فترات متقطعة
غطيت نفسي بالكامل ، أتمنى بصدق أن لا يزحف وحشٌ ما إلى سريري ريثما يغشيني النوم تمامًا
وبينما أنا أتمتم بصلواتي كنت قد شعرت بنور ما يحيط بي ، أرى وهجًا من تحت البطانية
ذلكَ كان مخيفًا جدًا ، رددت لنفسي أنه محض خيال جامح مني ، وأن الأشباح تفعل لي ذلك كي لا أنام
فأغلقت عيني بقوة ، لكن سرعان ما فتحتها من شدة ذعري
عندما شعرت بكفّ ما تزيح البطانية ببطء عن وجهي ، قررت أن أدعي كوني بلا حياة
بما أن هذا الوحش ينوي قتلي ، خطرت لي هذه الفكرة
ويبدو بأنه قد تراجع عن قرار قتلي لأغمض عيناي بشدة أتمنى أن يختفي وهجه هذا
لكنه لم يختفي ، بل سمعتُ صوته يتحدث بخفوت
كان يتذمر بينما يعبث بشيء ما
ففتحت عيناي بصورة ضيقة حتى لا يلاحظني
حينها دهشت بصدق ، هل ما أراه حقيقة ؟
كان رجلًا ذهبي الشعر ، كل جزءٍ من بشرته يتوهج بينما هناك كيس قماشي يمسكهُ بإحدى يديه
واليد الأخرى تقوم بالعبث داخله
" لا يمكن بأن يكون قد نفذ
كان يفترض بي أخذ كيس آخر احتياطي "
ثم فركَ هذا الرجل المشع رأسه منزعجًا
" أهش ..ما لذي سأفعله الآن ؟
لا يمكنني تركها سترى الكوابيس بسببي !!"
أطلقَ تنهيدة شبه عالية ، ليكتم فاهه مباشرةً بينما يتلفت بعينيه يمينًا و شمالًا
أما عني فقد ظللتُ في دهشتي متجمدة ، عيناي لا ترمش حتى مما جعلها تحترق
فلتحترق ! لكن لن أطرف حتى كي لا يزول ما أراه الآن
لعله حلم ، أجل على الأغلب هو كذلك
حلم جميل يؤكد لي وجود رجل الرمال
هل تعرفونه ؟ أجل ذلكَ الرجل الساحر الذي يأتيكم بينما أنتم على وشكِ الغوص في النوم
فينثر من رماله السحرية كي لا تصيبكم الكوابيس ! هل ما أراه الآن حقيقة ؟
عيناي تبرقان بشدة ، أريد البكاء من شدة جماله
" آه ينبغي علي العودة بسرعة !!"
تمتم هو مع نفسه وأنا كنت على وشك الصراخ وقول ' لا ' له كي لا يرحل
أنا حتى لم أتأمله جيدًا بعد..
وبينما كان محتارًا مع نفسه بشأن ذهابه والعودة سريعًا ، هو أدار وجهه ناحيتي و رأى عيناي التي لا تكفّ عن مشاهدته
توسعت عيناي زيادة ، وقد قطب هو حاجبيه متعجبًا يحاول التأكد إن كنت أراه بالفعل أم لا
نظر لخلفه ثم أعاد بصره إلي
وأنا لم أكف عن إبصاره ، قلت لكم لن أغلق عيناي !! انتهى
إنها فرصة واحدة وأخيرة ولن تتكرر في حياتي البالية هذه
فغر فاهه مصعوقًا ، ثم أشار علي ثم على نفسه
هو حتى فقد القدرة على الكلام من شدة فجعته
" أجل . ... أنا آراك "
قلتها والبريق يتدفق من عيني ، نهضت ثم قعدت كي يتسنى لي تأمله جيدًا وهو قد ترنح في مكانه بينما يرجع للخلف
" أرجوك لا تذهب "
" كيفَ يمكنكِ رؤيتي ؟ هذا غير معقول !
هل أنتِ ترينني بالفعل ؟"
أومأت بشدة ، أنا أراك وأرى غبارك السحري يحفك بجمال خلّاب
أنتَ تنير غرفتي كنجمة في وسطِ الدجى~
" هذا غير معقول " قال يحدث نفسه محتارًا من حقيقة رؤيتي له
" آهش سأتأخر هكذا " هو مجددًا نفر شعره بشدة فتراقصت الفراشات داخل معدتي من شدة جمال أبسط تفاصيله
" هي ... يمكنكِ انتظاري صحيح ؟
لا تنامي ولا تخبري أي أحد أنكِ قمت شاهدتني
عديني بذلك !"
" لن أفعل أعدك
وأنا بالطبع لن أنام سأنتظرك لحين عودتك "
" جيد ... الكوابيس تنتظر لحظة غفوتك حتى تهجم عليكِ وأنا لن أسمح لهم بذلك "
قلبي وقع ، نبرته وهو يتحدث هكذا بينما يشير إلي صدره ببطولية
حتمًا أكاد أبكي ..
" لن أتأخر " شدد الحزام الذي يحمل الكيس على جنبه ثم أسرع للنافذة فيفتحها بغرض التحليق عاليًا
إلى أين يا ترى ؟
تركت فراشي على الفور وهرولت عنده ثم تمسّكت به ، هو التفت متفاجأ من فعلتي هذه
" خذني معك ..أريد رؤية المكان الذي تجلب منه هذا الغبار السحري "
" آه يا فتاه لا يمكنني ذلك والمسافة بعيدة وعلي التحليق بسرعة "
" لا بأس لا بأس لا بأس
سأتمسك بك ولنحلق معًا "
هو كان يبدو متورطًا بينما أنا أتمسّك به هكذا ، أقسم أنني لن أفلته
وسامته تتضاعف كلما دققتُ أكثر في وجهه
زفر بقلة حيلة
" حسنًا ...لكن أنتِ المسؤولة إن حدث و فقدتي الوعي بينما نطير ! "
أومأت بشدة وابتسامتي تكاد تخرج من وجهي ، حتمًا مشاعري في هذه اللحظة
لا يمكن أن تصفها كتب من القصائد ~
أمسك بيدي ثم أكّد لي " لا تتركيها أبدًا !"
لن أفعل ! مستحيل !!
ألقيت نظرة سريعة لخلفي بينما نحنُ على وشك الوثب من إطار النافذة
وكان مشهدًا مريعًا بحق ، رؤيتي لجسدي هناك وحده
ما لذي يجري ؟!!
كنت على وشك سؤاله لولا اندفاعه للأعلى وهكذا ضربت الرياح وجهي بالكامل
نحنُ في السماء نحلق بسرعة جنونية ، والمدينة تصغر وتصغر باستمرار
كنت خائفة جدًا في البداية مما جعلني أشدد على يديه وهو في الحقيقة لم يتركني في خوفي هذا بل حاصرني بذراعيه كي لا أفلت أبدًا
كان يراقب دهشتي من هذه السرعة ، وهذه السماء التي ننطلق فيها
الغيوم التي نكاد نصل إليها ..
الرياح التي تزيد الأمر حماسًا ومتعة ، صرخت مستمتعة وهو قد ضحكَ بشدة على ذلك
أظنه يستمتع برؤيتي أخوض تجربة كهذه للمرة الأولى ، عيناه تبرق وأنا أذوب باستمرار
هكذا حتى خرقنا السحاب فظهرت أمامنا مدينة طافية مسورة بالنبات
وها قد وصلنا حتى هبطنا فيها بسلام ، أنا ما زلت أضحكُ سعيدة على هذه التجربة الجنونية منذ قليل
" أعجبكِ الأمر ؟"
" جدًا !!"
صرخت حتى انتفضَ هو للخلف ، إلهي إنه ظريف هل يمكنني الاحتفاظ به داخل كرة زجاجية مع رماله هذه ؟
" الآن علينا أن نتوجه لمركز المدينة ، هيا !"
مجددًا هو يمسك بيدي لنسرع بخطانا حتى وصلنا للشوارع ، كانت المدينة مزدحمة
والأنوار فيها ساحرة ، هناكَ موسيقى تخرج من المتاجر المفتوحة
هناكً أشياء خيالية كثيرة حولي ، أشياء يقولون أنها في قصص الأطفال فقط
جنيات بأجنحة صغيرة ولطيفة تتسابق من حولنا ، أقزام يعرضون الأحذية للبيع
عربات من اليقطين ، أوه لحظة
هناك من يجلس على الرصيف واضعًا يده تحت ذقنه حزينًا
" سانتا كلوز ؟"
قلتها بصوتٍ عالي ، ليتوقف رجل الرمال هذا عن السير ويلتفت إلي
ثم يرى حيث أرى أنا ، ابتسم بعدها وأخذ يقترب منه
" مرحبًا يا عم نويل "
رفع الآخر رأسه ثم حدق بنا بأعينه الحزينة
" لماذا هو حزين هكذا ؟"
عندما سألت هو غطى وجهه وبكى ، قلبي سينفطر !
" آه كما تعلمين إنه ليس موسم عمله لذا هو يشعر بأنه عديم الفائدة "
لوّح له جاذبًا انتباهه " هي يا عم ، ستمر السنة سريعًا وسيأتي ديسمبر عما قريب لا تحزن "
" لكن..- يشهق- لكن أريد أن أعطي الأطفال الحلوى
أريد رؤية ابتسامتهم وسماع ضحكتهم السعيدة
أنتَ محظوظ لأنكَ تراهم كل يوم ساندمان "
" آه لا تقل هذا إن عملي متعب جدًا وعلي أن أدور كل ليلة حول الآلاف من المنازل "
ثم جعل يرتب على سانتا الحزين وأنا على وشك أن أذرف دموعي
لا أعرف هل بسبب كون حلمي قد تحقق برؤيته أم لأنه يبكي وليس بوسعي فعل أي شيء ؟
اقترب منه ثم همست له " لا بأس اعطني أنا الهدية "
" حقًا ؟"
قالها وقد برقت عيناه فورًا ، وجنتيه حمراوتين بشكل ظريف جدًا
أومأت له بشدة فأسرع بإخراج علبة الهدية من كيسه العملاق مع حلوى مصاص ملونة
لم أقاوم لطفه هذا فاحتضنته على الفور وهو كاد يخنقني بحضنه الدافئ هذا
ثم ودعناه لأن علينا الإسراع نحو مركز الرمال ، توقفنا عن الركض فرجل الرمال قد تعب
" هل أنتَ بخير ؟"
كان يشهق ويزفر باستمرار حتى هدأ قليلًا ، ابتسم لي واختفت عينيه
إلهي إنه خلّاب !
" أجل أنا كذلك ، من الضروري أن أكون بخير لأجلك "
وحينها أنا قد تسمّرت أنظر له بدهشة ، سأحلق من رفرفة الفراشات القوية داخلي
لكن هناكَ من قطع هذه اللحظة عندما جاء مسرعًا كالقذيفة نحو رجل الرمال
" ساند ساند ساند ماان~
هل يخيل لي أم أنك عدت مبكرًا اليوم ؟
اوه انظروا إليه انه يبدو متعبًا هيهي
وتقول بأنك اكثر نشاط مني مستحيل !
أنت تبدو كعجوز بينما أنا لن أكبر ابدًا "
هذا الفتى حتمًا ثرثار ومتعجرف أردت ضربه بشدة لأنه يزعج ساند مان خاصتي
لكنه فجأة التفت إلي ثم نظرنا لبعضنا البعض متعَجبين
" من هذه ساندمان ؟ تبدو عادية !"
رفعت حاجبي هل يريد العراك معي هذا المزعج المتطفل ؟ لحظة
دققت النظر فيه ..
في ملابسه
شهقت بقوة " بيتربان !!"
ابتسمَ الاخر على الفور ثم اخرج قبعته وانحنى معرفًا بنفسه
" أجل أنا بيتر الذي لا يكبر أبدًا ~"
" لو تعرف كم أحبك
أنا حتمًا أحبك جدًا بيتر بان "
اندفعت الحروف من فاهي ليضحك هو وقد توردت وجنتيه
" أعلم ، الجميع يحبني "
سرعان ما تبدد وجهي من غروره ، ثم تألمت بسبب لكمة ما صغيرة على وجنتي
انها الغيورة تينكر بيل خاصته
" على كل أنا علي الذهاب لمقاتلة القرصان الشرير !
وداعًا ساند مان ، وداعًا يا جميلة ..آوتشش ياه تينكر بيل توقفي "
كان يلوح لنا بينما يذهب بعيدًا ويتجادل هو وتنكر بيل الغاضبة
ابتسمت ، لم أظن يومًا أن الحظ سيحالفني كي أرى أحلامي تتجسد هكذا امام عيناي
ثم وجهت بصري لرجل الرمال ، وجهه قد تغير
تماما
اكتسى عينيه الحزن ثم أطلق تنهيدة عميقة بعدها قال " لنسرع "
أوقفته أمسك بكم قميصه فلتفتَ إلي يحدق بعيناي ، أود احتضانه بشدة لكني قلقة من ذلك
" أنا لم أتجاهلك
وأنا أحبك أيضًا ، أنا أحبكم جميعًا
كنتم طفولتي ومازلتم تتوهجون في جوفي دائمًا
أنا أصدق بكم جميعًا "
قلتها لتتسع ابتسامته شيئًا فشيئًا
" أعلم أنكِ تصدقي بي
وإلا لم يكن من الممكن أن تكوني معي الآن"
قال ثم اقتطع اللحظة الخاطفة بيننا ممسكًا بيدي وساحبًا إياي معه حيث المخزن العملاق والذهبي
حينما وصلنا عندَ البوابة ، كان هناك حارس صارم يقف أمامها
" البطاقة "
أظهر له رجل الرمال بطاقته ليومأ له بالدخول لكن الأمر توقف عندي
" من هذه ؟"
حسنًا هو قد توتر جدًا وأنا خفت بسبب نظرات الحارس الثاقبة لي وله
" حبيبتي !"
قالها ليكاد يغمى علي ، هو قد أحاطني وضمني إلى جنبه مبتسمًا
سرعان ما قهقه الحارس قائلًا
" أخيرًا ساند مان ! هيا هيا يمكنكَ الدخول أنتَ وحبيبتك ، اعتني بها جيدًا "
قال ينفر شعره الذهبي ليضحكَ هو مجاملًا ثم يسحبني معه وأنا في دهشتي من فعلته عالقة
لكن كلّ تلك الدهشة قد تحولت لشيء أكبر حينما دخلنا إلى المخزن العملاق والذي لا تشعر أن لسقفه أي نهاية
جبال من الرمل السحري الذهبي في كل مكان ، هناك فقط طريق ممهد كي يستطيع السير فيه والذهاب لمليء كيسه بالرمل
تقدمت نحوه متسائلة
" هل ..هل تقوم بذلك وحدك ؟"
" لا نحنُ نتناوب باستمرار
لكنني مكلف بالمدينة التي تقطنين بها "
" لكن ، ماذا عن الأيام التي أرى فيها الكوابيس ؟"
سألتُ قلقة من اجابته ، فهو قد التزمت الصمت قليلًا ثم نهض بعدَ أن عبأ كيسه حتى بدأ يفيض الرمل منه
" هناك من يناوبني في العمل حينما أكون متعبًا أو ما شابه .."
" وهل يقوم ذلكَ الآخر بتجاهلي ؟"
انخفضَ بصره و امتلأ وجهه بنظرة حزينة
" للأسف هم يتجاهلون الكبار عادةً
لكنني أعرف أنكِ ترين الكوابيس عندما مررت بجانب غرفتك بعد نثري للغبار فوق اخوتك الصغار ، كما أنكِ تؤمنين بوجودي ووجودِ أصدقاء طفولتكِ الخياليين"
ابتسم على آخر جملته ابتسامة أخفت عينيه وجعلت قلبي يضرب بقوة شديدة
اقتربت منه ثم ضممته تلقائيًا
كان شعورًا لا ينسى أبدًا
هو بادلني الحضن وجعل يربت علي لأن دموعي انهمرت على الفور
لكن وبمجرد أن ابتعدت عنه أنا عطست بقوة
" أوه لا ...لا يمكنكِ النوم هنا "
كل شيء أصبح ضبابيًا بعدها ولم أعد أرى شيئًا على الاطلاق ~
~~~~~
" يا إلهي لقد نامت " كادت أن تهوي على الأرض لولا أن أمسكَ بها بينَ ذراعيه
تلفتَ حوله محتارًا وقلقًا بشدة ، لا يمكنه حملها وهي في عمقِ نومها هكذا
ولا يمكنه في الوقت نفسه أن يتركها هنا وحدها ! لأن عليه الذهاب وإكمال عمله قبلَ تأخر الوقت زيادة
دفع باب المخزن وركضَ الحارس إليه
" ساندمان !! الأطفال يبكون لأن الكوابيس لا تتركهم في حالهم ، ما لذي يجري ما هذه الفوضى ؟"
ثم وجه بصره للشابة بين يديه
" ما بها ؟"
" هل يمكنني أن أطلبَ منكَ شيئًا سريعًا
لا تردني أرجوك غارديان أنجيل "
غمغم ثم تنهدَ لأنه سرعان ما يستسلم لعيني الجرو الخاصة بالآخر
" ما هو طلبك ؟"
" نادي على جنية الأسنان ويندي بسرعة !"
" لماذا ؟"
" فقط افعل ذلكَ من أجلي
أرجوكَ أسرع ، ألا تريدني أن أحل مشكلة الأطفال ؟"
هو سرعان ما ركضَ بمجرد استشعاره لنبرة العجلة في صوتِ الآخر ، فجعل يركض حثيثًا حتى وصوله لجنية الأسنان التي كانت على وشكِ التوجه لمنزلها
" ويندي ..ويندي !"
التفتت ثم فركت عينيها بفتور
" ماذا تريد سيد غارديان انجيل ؟"
انحنى يمسك بركبتيه يستجمع أنفاسه
"ساندمان يحتاجك بسرعة "
" ساند مان !!"
~~~~~
بتأكيد ويندي لن ترد له طلبًا ولن تتكاسل عن مد يد العون له فهو أقرب أصدقائها ولم يتهاون يومًا في مساعدتها ، فعملهما يجعلهما يلتقيان على الدوام في سماء الليل المرصعة بالنجوم
" ماذا هناك سـ...أوه من هذه ؟"
" أرجوكِ اعتني بها ريثما أعود "
" لكن .."
" أرجوكِ ويندي سأحكي لكِ كل شيء عندما أعود "
أومأت له تأخذ الشابة من ذراعيه وتضع رأسها على فخذها ثم جعلت تمسح رأسها بوداعة
" وجهكِ مألوف
بتأكيد كنتُ قد وضعتُ لكِ قرشًا وأنتِ صغيرة "
ابتسمت ثم قبّلت رأسها بلطف
~~
جلسَ على أسطح إحدى المنازل يمسح جبينه ويزفر متعبًا
" آه انتهيت .."
قالها ثم مدد ذراعيه عاليًا وسرعان ما اخفضها مع توسع عينيه ، حينما تراءى له تخضّب السّماء بزرقة الفجر
صاح ذعرًا ثم طار سريعًا نحو بلاده
هبط وركضَ للمخزن ثم فتحه ليجدَ ويندي و جميلتنا نائمتين بسلام
هو أسرع إليها ثم جعل يوقظها خائفًا
" استيقظي ..استيقظي بسرعة !"
"آه ماذا هناك لمَ تصرخ في وجهي ؟"
فتحت عينيها ببطء لتصرخ فزعة
" ساندمان !! ألم يكن ذلكَ حلمًا ؟"
" لا وهنا المشكلة ، أنه ليس حلمًا وسيكون حقيقة مؤبدة عليكِ إن لم تعودي الآن برفقتي إلى بيتك !! "
شدد على ذراعها كي تستقيم وتتبعه ، لكنها تراجعت للخلف فجأة مما جعله يتفاجأ منها
" لا أريد العودة
أحبّ بقائي هنا معك "
تبددت تعابيره لثواني ، ثم تهدلت حواجبه بحزن
" لكن لن تتمكني من العودة لهناك أبدًا
عائلتك ، أصدقائك
جميعهم لن يروكِ بعد الآن
سيحزنون كثيرًا بفارقتك
ألا بأس معكِ بذلك ؟"
سألها لتشردَ بأفكارها ، حينها هو قد أرخى كفيه على كتفيها ينظر لها بعينيه الباهرة وبعمقٍ شديد
" اذهبي فقد تندمين لاحقًا
أو ..ستشتاقين لهم كثيرًا "
أومأت له بعدها ليبتسم ، ثم هي قد ألقت نظرة خلفها فسألته قائلة
" أتلكَ هي ..جنية الأسنان ؟"
" أجل إنها كذلك ، لقد احتضنتكِ وأنتِ نائمة
حينما كنتُ أكمل عملي في المدينة "
ابتسمت على الفور بينما تتأملها
" دومًا ما كنتُ أؤمن بوجودها ~"
~~~~~~~~~~~
دخلت لجسدها فعادَ إليها مباشرةً ، ثم وجهت بصرها لرجل الرمال الذي لم يغادر بعد عاقدًا يديه خلفَ ظهره
" ستذهب الآن ؟"
" أجل "
نطقها بصوتٍ داعب اذنيها
" إذًا وداعًا ، سأنتظرك في ليلة الغد"
قالت وهي تزحف لتغوص أسفل البطانية ثم تخرج رأسها بلطف
قطبت حاجبيها حينما رأت النظرة الغير سعيدة في عينيه
" آسف ...
لن تتذكريني
ولن تتذكري كل ما مررتِ به
لكنكِ لن تتوقفي عن الإيمان بوجودي
هذا فقد ما سأعدكِ به
إضافةً إلى أنني سأزوركِ كل ليلة
حتى لو لم يكن دوري
لكيلا تري الكوابيس أبدًا
حسنًا ؟"
اغرورقت عينيها بالدموع ثم أطلقت عنانها حينما جعل يقترب منها مدخلًا يده في الكيس
كي يخرج الغبار ثم يرشه فيها
قالت بسرعة وهي ترى لمعانَ الغبار المتوهج ينير حولها
" أحبّك"
" وأنا أيضًا ~"
آخر ما شاهدته هو
ابتسامته الواسعة
ثم أغلقت عينيها بسلام ~
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~The End ~
.
.
__________________
لن نكبر على طفولتها الذهبية
لن نكبر على أحلامنا المرصعة بالنجوم
لن نكبر على أمانينا التي لم تتحقق بعد
لا يمكنني أن أفقد آمالي وأحلامي لمجرد كون الحياة لا تريني منها شيئًا يسقي هذا القلب العطش لها
أعلم أنه سيأتي يومٌ ما وسأقول
كنتُ أحلم وها قد تحقق
إسمي هو * أماني *
لذا أنا غير مصرح لي بفقد أمنياتي أبدًا !
أحبكم جميلاتي واحدةً واحدة ✨
Sand man = Jongdae
Santa Claus = chanyeol
Petter pan = baekhyun
tooth fairy = wendy
Guardian Angel = suho
❤
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro