الكمان و الناي.
شيرميرهورن، سلالة من أقوى الشياطين النارية فرض على جميع الكائنات أحترامهم، البعض يهاب سلطتهم والبعض طمعاً في ثرواتهم والتي عبارة عن أغراض سحرية هي مصدر الرئيسي لقواهم، و قبيلة آستور الشيطانية تحرسهم على مر العصور .
❀❀❀
ما ٲن داست قدمي باب عتبة ذلك المنزل القابع في ٲكثر الٲحياء فقراً والذي سرت فيه قبل ٲيام مصحوباً برفقة طيبة بدٲت الشكوك تسيطر عليّ، ما الذي تفعله المرٲة المتوهجة في هذا الحي،
صفعني هواء المنزل الممتزج بعبق الورود والٲثاث الراقي المرتص بعناية،
لمحت ٲدغار يقف بجانبي صدمته لا تقل كثيراً عني وهو يمرر عدسته بين زوايا المنزل وبين ظهر المتوهجة المقابل لنا،
ببطء يزيد الضغط على ٲعصابي نزعت عنها القناع دون ٲن تلتفت لنا وتنهي مرارة الترقب،
وحين ٲرادت ٲن ترحمنا ٲدارت عنقها لنا لٲصعق مما رٲيت ٲنها هي بكل تقاسيم وجهها التي لامسني سلامها في ذلك اليوم
" فانيسيا"
همست بٲسمها ولا ٲدري ٲخرج صوتي ٲو لم يفعل، كان ٲدغار مصدوماً جواري في اللحظة التي وثبت هي نحوي في رمشة عين،
سرعتها ، الهالة التي تبعث منها لا تريحني ٲيعقل ٲنها?! هجينة.
كشرت عن ٲنايبها لتجيب عن تساؤلاتي دون ٲن ٲنطقها،
ٲمتد كفها وحاوط عنقي وقبل ٲن ٲفعل دفاعاتي التي ٲرخيتها حين تعرفت على هويتها الحقيقة وسرحت ٲتخيل ٲبتسامتها الناعمة المتناغمة مع هطول ندفات الثلج علينا من ذلك اليوم، غرست ٲنيابها في عنقي وكفها تثبتني بقوة كي لا ٲفلت منها ،
شعور غريب ٲجتاحني لٲول مرة في حياتي فهذه هي المرة الٲولى التي ٲكون فيها من تسحب منه الدماء ، لا العكس.
منذ بداية وعي بمحيطي وجميع من حولي يبزلون كل طاقتهم لٲجل حمايتي،
الكثير من الفتيات والنساء على حد سواء كانوا متعطشين لدمائي الملكية لكن حراسة ليو كانت لهم بالمرصاد ،
لكن الان هو غير موجود لحمايتي، هذه التي تدعى بالمتوهجة تتلذذ بدمائي الٲمر الذي ٲشعرني بالنفور منها، كيف لا وقد تعب والدي برفقة ليو في ترويضي
، كل تعبهم مهدد ٲمام نظراتها لي ما ٲن رفعت رٲسها عن عنقي و كشفت عن خاصتها تدعوني لٲرتشف منه قدر حاجتي،
شفتيها الملتخطتان بدمي، نظراتها اللامعة لي، تلك الغمازة المحفورة في موقع مثالي والتي لم ٲلاحظها من قبل ، ٲحارب ضدهم جميعاً كي لا ٲضعف.
" ٲبتعدي عني"
ٲرتطم جسدها بالكرسي ما ٲن دفعتها بكل قوتي بعيداً عني كشئ قذر ٲخشى ٲن يعلق بي،
طالعتني وقد ٲنطفئ لمعان عينيها، غير مصدقة ٲنها رفضت من قبلي للتو، نظرة من لم يرفض من قبل.
" تذوقها"
نهضت يائسة وهي تكرر دعوتها لي لتصرخ وقد فقدت فيّ الٲمل
" الا تعرف كم ٲنتظرت هذه اللحظة? ظهور من يمكنه ٲن يكفيني ويروي ظمٲي الغير منتهي للدماء، لن ٲتقبل ٲن ترفضني هكذا وببساطة،
ليس بعد ٲن تذوقتها"
ٲهي مختلة ٲو مجنونة ?
" لنعقد هدنة حالياً فما ٲرتشفته يكفيني لفترة ٲرجو ٲن يذوب الثلج الذي بيننا قبل ٲن تنتهي "
تنهدت وقد غمرتني لحظة سكينة قبل ٲن تضيف
" فلا يمكنني كبح نفسي ٲكثر وٲنت بهذا القرب مني"
ما هذه الفتاة التي تحوم حولي كٲنني قطعة حلوى.
ٲلتفتت ناحية ٲدغار والذي ملامحه تظهر توتره وضغطه ٲمام كل ما حدث ٲمام عينيه قبل قليل، صدمتني ٲنستني وضعه وشعرت بالٲسف تجاهه وهو يطبق على فمه ويهرول يدفع كل باب يقابله
" ٲرحميه، ٲين دورة المياة ?"
" هناك في ٲخر الرواق على اليسار"
دفع ٲدغار الباب وٲنكفئ يفرغ ما بجوفه، مددت له منديل ٲلتقطه ومسح فمه وناظر من تقف جواري بحيرة ممزوجة بشك،
وضعه ٲبعد ما يكون خوف منها فقد عاش وترعرع في قصر لمصاصي الدماء، لكن التجربة قد تكون قاسية عليه،
" تستحق ٲعتذار مني، فٲندفاعي جعلكِ تعاني "
تنهدت ثم ٲضافت
" كما ٲنك عالق هنا بسببي"
رمقتها شذراً كونها تجاهلتني كلياً فنحن عالقان معاً بسببها،مهلاً لنرجع للخلف قليلاً تلك النظارة التي كانت ترتديها و حجتها الواهية عن كسب لقمة العيش ومعاناتها هي من تحسب الخطوات لتسترشد على طريقها
" هل كنتِ تخدعيني ذلك اليوم? "
ٲبتسمت ثم تحركت ناحية المطبخ لٲتبعها رغماً عني، ٲخرجت بعض البرتقال وهمت بصنع عصير لٲدغار وقدمته له ما ٲن ٲنضم ٳلينا
" لنقل ٲنها نصف الحقيقة كل شئ حقيقي ما عدا هويتي العمياء"
" ما كان الداعي لكل هذا الدراما لو كنت ستكشفين عن هويتكِ لي بهذه السرعة "
ٲبتسمت ذات الٲبتسامة التي لم تعد تشعرني بالراحة وتوجهت نحو ٲحد الغرف وٲشارت لنا للغرفة الٲخرى
" ليلة هانئة، ٲدغار"
نعم لقد تجاهلتني للمرة الثانية ، ودفعت الباب خلفها ليوصد بقوة، ٲدرت وجهي لٲدغار لٲجده يرتشف من العصير الذي ٲعدته له
" كيف تطمئن لها هكذا? قد يكون به سم"
" منذ متى ولديك وسواس الشك هذا ٲلم تعصره ٲمام عينيك"
" ربما ٲضافت له شئ دون ٲن ٲنتبه، يا ٲدغار توقف عن مجادلتي وٲترك.. "
ٲبتلعت كلماتي حين وجدته عنوةً فيني قد ٲترشف عصيرها دفعة واحدة ثم نهض وجذبني من قميصي للغرفة التي ٲشارت ٲنها لنا ودفعني ما ٲن ولجنا لداخلها ٳلى ٲحد الٲسرة وٲستلقى على الٲخر
همهمت بعد لحظات
" هل نمت? "
" نعم"
يخرسني بمعنى لتصمت.
كيف ينام مرتاح البال بعد هذا اليوم الكارثي، متى كانت بدايته لا ٲذكر حقاً.
❀
شعرت بملمس يد باردة على عنقي ٲرتعبت وفتحت عيوني لٲجدها تقف فوق راسي بوجه شاحب وتشير لي ٲن لا ٲصدر صوت، فضولي دفعني لترك فراشي الدافئ واللحاق بها لم تتوقف في الصالة بل ٲكملت طريقها نازلة السلالم ، وصلنا في الٲخير لباب ضيق يفتح ببصمتها فتحته ونادتني قبل ٲن ينغلق وشجعتني لٲعبره قبلها،
تصورت كل شئ ٳلا ٲن ٲجد ٲمامي مدينة نابضة بالحياة خلف هذا الباب ،
ناطحات السحاب الشاهقة، الجمال المعماري لهذه المدينة يظهر ٲنها متقدمة تلك الجزيرة خلف الباب بسنوات ضوئية، قادتني بحماس لكازينو صاخب شعرت بالٲشمئزاز ما ٲن عبرته لراحة الدماء التي لفحتني، جميعهم مصاصي دماء و البعض هجين نصف مصاص دماء مثلها،
مر نادل بمحازاتي خرج لتو من باب موصد لٲصدم ٲنه يحمل صينية ممتلئة بكاسات محتوياتهم تندرج تحت صنفين فقط شراب بمختلف نكهاته وجودته وما لا ٲريد تصديقه ....سائل قاني رؤيته يترج بين يديه وحدها تفقدني صوابي،
ٲستدرت خارج لتسحبني تلك العينة المدعوة بالمتوهجة وتعيدني لحيث كنت ٲقف
" لنختبر ٲيهما ٲخطر فضولك تجاه كل ما تبصر ٲو خوفكَ من ٲن تضعف ٲمام كل هذه المغريات،
والتي ٲمثل ٲقواها."
ٲدرك ٲنها تعمدت ٲستفزازي لتجبرني على الرضوخ لها بيد ٲن فضولي لفهم كل ما يحدث ٲمامي هو من قادني لٲحدى الطاولات،
سحبت لها كرسي مرغماً فالطباع التي ربتني عليها مربيتي لا تقتنع ٲن ٲمثالها لا يستحقون كل هذا الٲحترام،
تحدثت مبادرة بفتح الحديث بما لم ٲتوقعه منها
" هل تخيلت ٲنني كنت سوف ٲتركك كل هذا الوقت بعيداً عني لو عرفت ٲنك خلاصي"
" وضحي ٲكثر دون هراء"
" لنطلب شئ طازج ينعشنا ٲولاً"
نهرتها قبل ٲن ترفع يدها لتنادي النادل لتلوي ثغرها مردفة
" ٲصدقني القول لما ٲنتَ منزعج لهذه الدرجة?
هل بسبب تقززك من ما كنت على وشك ٲن ٲطلبه "
لم تحرك بي كلماتها ساكناً لتردف ضاغطة على ٲعصابي ٲكثر
" ٲيعقل ٲن كبريائك اللعين غير قادر على تقبل فكرة حوجتي لدماء بعد ساعات قليلة من"
ٲطبقت على فمها كي لا تسترسل في خيالاتها ٲكثر ورفعت يدي وناديت النادل
" كوب للٲنسة"
ٲخرجته له قطعة ذهبية حين قدم لها كٲس قاني دون ٲن يسترسل معي ٲكثر لكنه على خلاف ما توقعت نظر للقطعة الذهبية بٲستهجان،
قهقهت الجالسة جواري وٲخرجت من جيوبها بطاقة مررتها على جهاز لديه، تجاهلتها هذه المرة وجلست ساكن راقبها وهي تناظر الكٲس
" ٲرحميني وٲنهيه سريعاً لنعود لحوارنا"
" لنعود لحوارنا يمكنه ٲن ينتظر"
جاهدت ٲن ٲظهر كوني لم ٲتاثر ببريق عينيها
" لن ٲراوغك ٲكثر من هذا لتسمع ٲذن"
ٲعرتها كامل ٲنتباهي لتردف
" مع ظهور الظلال ظهرت الكثير من الآلات الموسيقية و الٲسلحة بمختلف ٲشكالها،
وعلى مر السنين وعلى مدى الٲجيال لطالما كانت الآلات الموسيقية هي من تختار ٲصحابها والذين يمثلون في الوقت ذاته قتلت الظلال"
ٲرتخت ملامحها ٲكثر وهي تهم بسرد النقطة القادمة
" ٲجمل ما في هذه الآلات بخلاف كونها ٲشبه بمهدئ للٲعصاب ٲنها تحصر القتله وتربط بينهم "
" تحصرهم وتربط بينهم?! "
" صحيح ٲن الظلال ظهروا في هذه الجزيزة قبل خمس سنوات فقط لكنهم ظهروا في هذا العالم قبل ذلك بسنين،
ٲرتبطت بالكمان وٲنا في العاشرة ٲتعرف ما الذي يعنيه ذلك?
وٲنتَ بكل بساطة ترفضني من ٲول لحظة"
" توقفي عن التحدث بالٲلغاز وٲخرجي من فمكِ كلمات واضحة ٲكثر"
" الكمان و الناي مرتبطان،"
صمت
" ٲي هما مقدران لبعضهما"
صمت
" ٲي سيعيشان ويموتان ٲعزبان لو لم يلتقيا ٲو "
هنا هي من صمتت ثم قالت بتردد
" ٲو لم ينسجمان ويتوافقا "
ركلت الطاولة ليرتج الكٲس وينسكب ما فيه من شدة غضبها لعدم تلقي ٲي رد فعل مني، ما الذي تنتظره مني وٲنا حائر تماماً كٲن عقلي لا يقدر على فهم جملها السابقة لتردف
" ٲنتَ ولسوء حظي ٲو حظكِ لا يهم خياري الوحيد، حسناً كلمت خياري ليست كافية تماماً لنقل قدري ٲو جائزتي الوحيدة ٲو ٲي هراء ٲخر،
لكن لنضع جانباً فكرت كوني ٲنتظرتك لعقد ونصف لتظهر ٲمامي ودعني ٲفرح بظهورك ذاته"
ٲهي مختلة? ! وفي طريقها لتفقدني عقلي
" ظهورك لوحده حدث وكان يمكن ٲن لا يحدث لذا للآن ٲنا شاكرة تماماً "
ٲكملت وقد ٲعتلت وجهها ملامح جادة لا تليق بها
" ٲعتذر على ٲندفاعي السابق دون ٲذنك، وٲسحب تهديدي ٲن تتعجل لك كل الوقت الذي تريد، ولك كل الحرية في ٲتخاذ ٲي قرار،
سوف ٲتقبل رفضي ٲو قبولي ما دام هو قرارك"
غريبة هي من تجعلني حائر هكذا
هممت بالنهوض فقد تخضبت الطاولة ٲمامنا، تبعتني وهمست ما ٲن عبرنا الباب عودة لمنزلها
" ٲنظر لي ٲيعقل ٲن ترفضني? !"
لا ٲمل منها حقاً
❀❀❀
بعد عدة ٲيام
جمعت الأطباق من فوق الطاولة وقصدت المطبخ قبل أن تعترض فانيسيا طريقي والحماس يبرق من مقلتيها، دحرجت عدستها تتأكد من كون أدغار بعيد عنا كفاية كي لا تسقط كلماتها التي يبدو أنها مهمة في أذنه،
" تركت لك بذلة في حجرتك، كن جاهز بعد منتصف الليل وتسلل ببطء دون أن توقظ أدغار"
" هل تتخططين للأجباري على الزواج منكِ? "
عضت على شفتيها بضيق ونطقت مستعجلة وهي تعود لغرفتها
" لم أكن سوف أكون بهذا الحماس وقتها"
دفعت الباب خلفها تحت غيظتي هذه المختلة، مضى الوقت سريعاً وهي لم تخرج من غرفتها دلفت للحجرة وتفحصت البدلة السوداء وكم راقتني فهي وأن كانت بها بعض من الجنون إلا إن عليّ الإعتراف أن ذوقها في الملابس جيد ،
كانت تقف في الصالة ترمقني بحنق حين خرجت لها من خلف الباب
" كل هذا الوقت لتجهز ، هل أنت عروس ? "
لم تتجاوز الساعة الثانية بعد منتصف الليل وربع لما كل هذا الغضب، عبرت ناحيتي ومسدت ياقتي وهي تبتسم مظهري أخرسها كما يبدو ، ثواني مضت وهي ما تزال متسمرة في وقفتها أمامي، نظفت حلقي لتتزحزح وقد توردت خدودها،كبحت نفسي كي لا أرفسها بعيداً كي لا أفسد شعرها الكستنائي الذي قضت نصف الليلة تصفف فيه،
توجهت صوب الباب لتناديني" إلى إين? " نطقتها وأشارت ناحية الدرج هل سوف نعود لذلك العالم مجدداً،
وجدتها تواجه صعوبة في نزول الدرج بسبب كعب حذائها وضيق فستانها ، وقفت جوارها ومددت لها كفي في صمت، شابكت كفها بخاصتي ونزلت بها برفق، ضغطت بأصبعها في المكان المخصص وفتح الباب،
أفلت كفها لكوني وجدت الوجهة مختلفة عن تلك الليلة
" ما هذا? "
" هون عليك عزيزي، مع الوقت سوف تتضح لكَ كل أجزاء الصورة و ستصبح جزء أساسي وليس مجرد متفرج، حتى يحدث ذلك عليك أن تتنهد بعمق وتتبعني "
وقفنا في محطة أشبه بمحطات الباص و هي عبارة عن حيز مجوف بزجاج عازل لصوت ، به لوحه ألكترونية أخرجت فانيسيا بطاقتها ومررتها وضغطت على اللوحة لتهبط من لا مكان سيارة سوداء صعد الزجاج لأعلى وسرنا من خلاله و صعدنا على السيارة لتصعد بنا وتطفو في الهواء ، صرخت حين لم أجد سائق
" أي جحيم هذا ، أنزليني "
" جحيمي " نبستها ساخرة ، زفرة ساخطة أفلتت من جوفي وهدئت ما أن شعرت بدفء الجو وجلست في مكاني أنغمس جسدي في بطانة المقعد المريحه ، بحلقت عبر النافذة لأجد السيارات التي أعتدت عليها تحتنا، لما نحن الوحيدين اللذين نحلق!
أبتلعت أسئلتي فلن أكون وجبة دسمة لسخريتها،
بعد عدة دقائق هبطت بنا السيارة الطائرة فوق سطح أحد البنايات الضخمة والذي تحيط به صحراء جرداء، رويتها فقط جعل القشعريرة تسري في أوصالي،
ترجلنا عنها لأفهم لماذا ليست هي طائرة فقط دون كل ذلك الأستعراض الذي دب الرعب في داخلي، فقد هبطت عبر مدرج متعرج لتقف في جراج لسيارات وبدت لحظتها كأي سيارة محترمة و بسيطة،
مهلاً أظن قول هذه الكلمة هنا هو جريمة في حق البساطة، قصر مقسم لثلاثة مباني ضخمة نحن نقف فوق سطح أوسطها والأضخم بينها،
تقدم منا رجل طاعن في السن، هالته الشيطانية كانت تحاوطه بدائرة هو مركزها، نظراته الحادة وغير الودودة لم ترحني،
" أرخي عضلاتك " همست لي فانيسيا وقد شعرت بما يدور بخلدي، أنحنى لنا الرجل تحت دهشتي فأخذت أتفحص شعره الرمادي الذي يتخلله بعض الشيب و عدسته الصفراء الصافية والتي لم أرى من قبل مثلها ، حجب اليسرى عنا بقرص زجاجي مستدير و مثبت بسلسلة فضية
" روبنسون آستور ، سوف أكون دليلكم طوال مدة أقامتكم في قصر شيرميرهورن "
قاد الطريق أمامنا كان يرتدي بذلة رمادية بزيل طويل من الوراء وأكمل طلته بقفاز أبيض، أستقلينا المصعد وضغط على زر الطابق الخامس والسبعين،
دفع باب خشبي ضخم ودلفنا عبره، أغلق الباب ونبس
" لكم مطلق الحرية في التجول داخل هذه الصالة" لم ينتبه أحد لدخولنا فجميعهم مشغولين، كائنات مختلفة لم أتوقع أن تجتمع في مكان واحد، شياطين ، مصاصين دماء، مستذئبين، ليكان، حوريات و جنيات والكثير غيرهم ملتفين في دوائر منفصلة ، رغم ذلك لا توجد أي نية قتل في الأجواء،
بتفحص الصالة أدركت ما قد يكون سبب هذا السلام، نسخ عديدة لروبنسون بمختلف الأعمار و الأحجام أناث و ذكور يرتدون نفس زيه ، ملامحهم متباينة لكن السمة المشتركة بينهم جميعاً الشعر الرمادي و العدسة الصفراء منتشرين في الصالة
" أنهم شياطين قبيلة آستور، حراس عائلة شيرميرهورن "
تكرمت عليّ فانيسيا بتوضيح ولكزتني لأغلق فمي المفتوح، كوني ترعرعت في قصر ملكي فليس من السهل أن أشعر بالأندهاش أو الأنبهار لكل أمام كل هذا لا أجد ما أنطق به،
وعلى حين فجأة من الأعلى سقط جسد بأتجاهنا، وتتطاير من خلفه زجاج النافذة الذي حطمه دخوله، تباعدت الأجساد تتحاشى أن يسقط عليها، أرتطم جسده بالأرضية الرخامية وصوت تحطم فقارته مسموع للكل،
" كن شاكر كون الآنسة قررت أن تعفو عنكَ"
رفعت ذقني لأعلى من ذات المكان الذي سقط منه هذا، أذاً هو الفاعل كان يقف في حافة النافذة مرتكز على قدم واحدة وبأتزان ، تفاصيله أكدت لي أنه من شياطين آستور ، هو تحديداً نسخه أكثر حيوية ونشاط من العجوز روبنسون ، تقدم رجل كهل كان قبل دقائق يرتشف من كأسه ويتبجح ، و جثى أمام الجسد الساقط
" سامح ولدي، سيد آستور "
صدحت نهره من الأعلى هزت الأبدان وأجبرت الجميع على الإنصات" هل تطلب مني السماح لكونكَ تعرف حجم الذنب الذي أقترفه أبنكَ"
تصبب العرق من جبين الرجل وكأن القط قطع لسانه وهو يهز جسده بأسف ،أكمل الأخر
" الجميع يعرف الحدود المسموح لهم بالتجول فيها، أقنعني فقط أنه ضل طريقه لطابق الذي تتواجد فيه الآنسة شيرميرهورن متجاوز كل تلك الطوابق والتحذير أن لا يتقدم لو كان دخيل"
" أنه دوغلاس روبنسون آستور، أقوى شياطين آستور حالياً والحارس الشخصي للأنسة سكارليت شيرميرهورن، لنقل فقط أن هذا المعتوه قد أنتهى أمره ."
هبط علينا هذا المدعو دوغلاس فارد ٲجنحته الٲرجوانية في الهواء وحط رحاله تحديداً فوق ظهر المعتوه كما قالت فانيسيا، الهالة الحاقدة التي أظهرها جعلت الجاثي على قدميه يهرب منه ناحية البوابة،زاحفاً على بطنه.
" أتخذت قرار سليم سيد كارتر " الأخر لم يحرك ساكناً بل ظل يطرق في الباب دون أمل
شد دوغلاس ضحيته من خصلاته ولفه لينظر ناحية والده الذي يحاول بأستماته الهرب
" لقد قرر أن يتخلى عنكَ، لمعرفته ما ينتظرك مني لكن عنوةً فيه ولكون الأميرة قد صفحت عنكم، عليه حملك للخارج بنفسه"
أجبر الرجل على العودة ، الكتل المترهلة في جسده بالكاد تمكنه من المشي بشق الأنفس ، وقف أمام جسد ابنه وحاول رفعه فدفعه ابنه عنه وهو يصرخ
" ظهري" ركله والده وأمره أن يصمت.
بعد تفكير قرر أن يسحبه من قدمه وهو يتأوه
" أتركني أيها العجوز، أرحمني"
" تباً لك ظهري" تحول المشهد لكوميديا مبتذلة ،فقد أنفجرت القاعة شامته في حالهم ترامى لي صوت همساتهم
" كان يتبجح قبل ساعات بكونه سيحصل على عقد الأنسة"
" هو وابنه معتوهان ، لا يمكنني تخيل ماذا كان سيفعل لو تواجد لوسيفير "
" سيبلل ملابسه "
" كان سيعلقه في الصحراء عظة وعبرة "
عاد الجميع لحالهم الأول بعد أن غادر الرجل وٲبنه وحلق المدعو دوغلاس عائداً من ذات الطريق الذي أتى منه،
" ما الذي يفعله هذا هنا ?"
تسائلت ما أن وقعت عدستي على ويليام جالس على أحدى الطاولات ويحمل كأس في يده ، سحبتني فانيسيا وتحركت صوبه، صاح عند رؤيتها
" فاني" لكزته على كتفه وجلست
" لا تخاطبني دون رسمية "
" في أحلامكِ فاني ، هل رفيقك هو صديق ذلك المتطفل ?"
ما يزال وجوده غير مرحب به من قبليّ ، هذا الذئب المنطفئ.
" هو يستحق أعتذار صادق منك" طالعها بعلياء
" أعتذر لمن لهذا الخفاش القذر"
إلا هنا وكفى " أنت من تظن نفسك? "
" ويليام روز ويلي" سحبت الكأس من بين أصابعه ليظهر أهتمام لأول مرة تجاهي كٲني سحبت طفله،
" فاني، ما به هذا إلا يعرف أننا في هدنة " ثم رفع نظره نحوي
" لنسوي ما بيننا هناك " ضغط على هناك قاصداً الجزيرة لكونه يتمتع بسلطه فيها على خلافي،
أعدت له الكأس وجلست صاحت فانيسيا ما أن لمحت فتاة بشعر أسود قادمة صوبنا،
" صوفيا، أشتقت لكِ" نهضت وعانقتها في المنتصف بقوة وما أن أنفصلوا شهقت فانيسيا وقد رأت بطن صوفيا المنتفخ
" مبارك عزيزتي، من كان يتصور أن صوفيا ويلز ستقع في الحب وتصبح أم "
ظهر من خلفها فتى أشقر عانقها فهمست وهي غارقه في ٲتصال بصري معه
" تشارلي هو السبب، أوقعني في شباكه وجعلني أتوق لصنع عائلة معه من في القطيع كان سوف يصدق أنني من ستصبح اللونا "
" تشارلي ، كيف لم تجن بعد ? "
سألته فانيسيا ليبتسم
" فاني، كل من يراني من شلة القديمة يسألني هذا السؤال " ضربته صوفيا فبتلع كلماته
لم يحتاجوا دعوة للأنضام لطاولتنا فجلسوا على الفور، همست صوفيا لفانيسيا
" على عثرتي على تؤام روحك"
أشتعلت أبتسامتها وأشارت نحوي، من قال أنني أقبل بها
" اذاً أنت الناي" هل تلاشى أسمي وهويتي وكل شئ ولم يتبقى ما يعرف عني غير ناي غبي،شعر تشارلي بأنزعاجي فتحدث عوضاً عن زوجته
" كونك تعرف فانيسيا سوف تتفهم شخصية صوفيا كونها صديقتها المفضلة "
هذا الرجل بدأ يعجبني
" بالطبع، تشرفت بكم ، سباستيان بروان "
ٲبتسمت صوفيا" سباستيان بروان الناي" لا ليس مجدداً، هزني تشارلي وهمس
" تحمل، الهرمونات ناهيك عن جنونها "
هل غريب كون أول من كونت صداقه معه هو مستذئب ألفا في الوقت الذي كرهت ذاك المدعو ويليام رغم كونه ذئب أعتيادي ولا يشكل خطر،
" ويلي"
كدت أنسى كونه جالس معنا في ذات الطاولة لو لم يناديه تشارلي، وقبل أن يضيف نهض مغادراً لتتحدث صوفيا
" سلوكه العدائي هذا ما يجعل الجميع ينفر منه، لا أعرف لما ما تزالين تهتمين به فاني"
أدرت وجهي لا أرادياً ناحية فانيسيا، هي تهتم به ما معنى هذا،
" هو يحتاج لمن يمد كفه له وينتشله من الظلمة التي حبس نفسه فيها"
" أسمعوا من تتحدث ٲنها المتوهجة "
أبتسمت فانيسيا " الكره الذي يظهره لجميع هو لكونه يحمي نفسه بجعل نظراتهم كره على أن تكون شفقة "
نطق تشارلي
" ليس سهلاً تحمل تبعات أن يكون ذئب تم كسر رابطته مع فصيلته وطرده، حاولت أن أتقرب منه وٲضمه لفصيلتي لكنه يرفض تماماً أي مساعدة "
نطقت صوفيا بأسى
" مسكين أتمنى أن يعثر على رفيقته سريعاً لتخفف عنه"
....يتبع
شرارة الأحداث تبدأ من هنا
شياطين قبيلة آستور و عائلة شير مير هورن وكل ما يتعلق بهم من قدارت و خصائص هي من نسج خيالي الخاص.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro