What If....|03
ألم فظيع يجتاح رأسي وعيني لم اعد اشعر بشيء كُلي مخدّرة، ما الّذي حصل؟
لحظات من الصمت القاتل حتى قطعته طرقات الباب.
" سأدخل "
خبطتني الكثير من الاسئلة والصداع يأكل عقلي، ماذا يفعل كيونغسو في منزلي؟
دخل بينما عيني تركز على بقاع الغرفة.
" سأشرح ما جرى لكِ بعد ان تشربي هذا الدواء "
انا في منزل كيونغسو!
" عليك ان تشرح قبل ان افقد صوابي، كنت مع دي في النادي ارق.... "
سكت بعد ان ركزت فيما أقوله، فضحت نفسي~
ضحكت بسخف ودعكت شعري من الخلف بقلق.
" اعترفتِ انّكِ كنت في الملهى الليلي، كيف ستواجهين والدك؟ طفلة لا تزال في عمر المراهقة تطوف حول الملهى مع صديقتها الّتي لم تتجاوز عمر السادسة عشر!"
" سابعة عشر، والدي لن يعرف ما لم تفتن انت إليه. "
قطب حاجبيه غاضبا وقال:
" اشربي الدواء وتعالي لتأكلي شيئا."
" لا اريد سأعود إلى المنزل."
" وبهذا الوقت المتأخر؟"
حركت عيني إلى اتجاه الساعه وكانت قد بلغت الخامسه فجرا، بأي ساعة جلبني إلى هنا؟
" عذرا منك، منذ متى وانا هنا؟ "
جذبتني حدّة عينيه وتهت بهما، حتّى أبسط تفاصيله ملفتة عكس ذلك الأحمق هيون، يظن أني استلطف تصرفاته الغبية.
" وردني اتصال في تمام الساعة الواحدة وهرعت إليكِ، خفت من أن يحصل لكِ شيئا ويخسركِ بيكهيون."
سيخسرني حتما ان بقيت مع هيون~
" هل تحدثت معه؟ "
" هاتفه مغلق ولا يمكنني الوصول إليه "
نسيت أني وضعت له بعض من حبات المنوم حتّى يتسنّى لي رؤية والدي قبل أن يشرع هيون بقتلي مُغتصبة من قبله.
" اريد الذهاب إليه، أبإمكانك أخذي إليه؟ "
" كُلي أولا وسنغادر. "
" حسنا، لكنك ستأخذني إلى المنزل "
حرك رأسه وغادر، لا ادري كيف سأواجه والدي ان عرف أني خلفت بوعدي له ودنست جسدي بذلك المكان مجدداً. حتما سأفقد وعي من شدّة التفكير.
حملت نفسي ونزلت إليه، جسدي ثقيل ولا يسعني السير به، اذكر أني لم احتسي الخمر كيف اصبحت هكذا؟
صادف جسدي مرآة كبيرة مُعلقة على جدار الممر، لاحظت أن رأسي مصاب، كيف ومتى وأين؟
ما أن طفقت أنادي عليه حتّى غلبني الدور وسقطت، احسست بيديه تحتضن خصري، رائحة جسده تلتصق بأنفي، هل امسكني؟
" أثينا، تسمعيني! "
أنا لا اسمع ولا أرى بوجودك حولي غادر وسيعود كل شيئا بخير. حمل جسدي ووضعه على الأريكة، كان حضنك دافئ ارجعني إليه~
نثر شعري حول الوساده وفتح الزر الأول من القميص، أنا شبه واعيه لكني لا أقوى على حمل يدي.
جلب لي كأس من الماء وبعثر قطرات منه على وجهي، لحظات حتّى عاد كلّ شيء لطبيعته المعتادة.
" للمرة الثانية خفت من فقدانكِ "
وضع الكأس على المائدة ومسح جبيني بيديه.
" ابنتي ابتعدي عن هذه الأمور، أنها متعبة لمثل عمركِ "
ابنتي، أجمل عبارة تمرّ على سمعي منذ أن وعيت لهذه القمامة.
" ليس ذنبي "
رمقني بشك وسرعان ما افترشت ابتسامة خفيفه على محياه.
" سأجلب الطعام لكِ، كُليه ونغادر."
راقبت جسده إلى ان اختفى كليا عن مجرى نظري، تماديت في التفكير بكيونغسو وتغافلت عن والدي، عليّ العودة بسرعة.
حركت قدمي قليلا وحاولت السير عسى ولعلى أن أكون قادرة على المشي وفشلت~
استندت على طرف الأريكه حينها ظهر كيونغسو مِن المطبخ قائلا:
" أتريدين البيض أم شرائح الجبن؟ "
حملت رأسي واجبت:
" كِلاهما أن لزم الأمر فأنا اشعر بالجوع "
في فترة جلوسي عنده، بقيت افكر عن سبب عجزي في الحركة أو الوقوف وإلى الآن لم احصل على أيّة تفسيرات منه، كلما حاولت النهوض يحتل الدوار الجزء الأكبر من رأسي.
رفعت يدي اليمنى إلى مكان الضماد وسألت:
" كيف أصبت بهذا الجرح؟"
انزل كوب الشاي من فمه ورمى جلّ نظره عليّ، ارتجف صدري من نظراته.
" وقعتي عندما خرجتي من الملهى، نزفتِ كثيرا وما كان بوسعي غير أخذكِ إلى صديقي ليضمد جرحكِ وجلبتك إلى هنا."
قطبت حاجبي باستغراب بينما العجز يمنعني من حمل رأسي ناحيته، أنه ثقيل؛ ثقيل لدرجة لا أستطيع حمله!
" أعدني إلى والدي،
لا لا دعك هنا سأغادر بنفسي."
" جسدكِ لن يقوى على السير دعيني أوصلك إلى البيت."
" لا تقلق، جسدي يتحمل وزن فيل سأكون قادرة على الوصول بسلام."
صرخ ملء حنجرته فسرعان ما اعتلت يدي أذني واغلقتهما، رأسي لا يتحمل الضغط!
" سأوصلك وانتهى الحديث."
" ح-حسنا."
بعد فترة من الزمن ركد جسدي في المنزل، كان هادئ وهذا مؤشر قوي لبقاء والدي على السرير نائم.
مشيت باتجاه غرفتي والارتياح ينصب في صدري، شعور رهيب يلمسني حينما أكون قريبة من والدي. وضعت يدي على مقبض غرفتي وداهمتني افكار رهيبة عنه.
لم تأخر في نوم كثيرا؟
هل بالغت في وضع المنوم؟
هل مات؟
" لن يموت ذلك الوحش ويتركني مثلما تركتني امي، هو وعدني ولن يخلف بوعده، بيكهيون يكره خلف الوعود."
غيرت مسار وجهتي إلى غرفته بينما عيني تكتسحها الدموع. بغتة اصبح جفنايّ ثقيلان وفتحهما باتت مهمة مستحيلة، أريد رؤية والدي قبل أن أموت.
عقب فترة من النظر إلى محياه، ظهر أمامي عاقدا ذراعيه على صدره.
" أين كنتِ؟ "
حاولت الركض لحضنه، لكن الأرض احتضنتني أولا وغاب وعي عن الحياة.
مرّت ديموس كطيّف خفيف في أحلامي حتّى أتضح لي أنّه لم يكن حلما، بل كان واقعا مُميتا، تبدو حياتي وكأنّها شرائط فيديو قديمه، تتقطع كثيرا وسماع اصواتهم معدوما جزئيا.
آخر كلمة وعيت عليها اطلقها فم والدي.
" اللعنة عليكِ، لا تأخذيها مني"
القلق يبدو واضحا من نبرته المرتجفه، لا تقلق لن يحدث لي شيء أنا زهرتك يا أبي، أنمو بك، لن تؤثر عليها ضربة طفيفة . ربما قد تؤثر قليلا، أو ربما كثيرا، أنا لا ادري ما مدى شدّتها قطعيا~
لكن ما شدّني وبخوف عبارة لا تأخذيها مني! من؟
ضحّى والدي بحياته من أجل العائلة عندما كنت صغيرة، كان من أشجع وأحكم الأشخاص الذين عرفتهم في حياتي، عندما أتحدث عن أبي، فأنا أتحدث عن جنة وحب لا ينتهي.
حين استيقظت وجدت كلّ شيء من حولي ضبابي إلى أن تعدل نظري ورأيت جسد والدي ممدد على الأريكة الّتي تصف بجانب النافذة، سررت برؤيته وكأنني أراه بعد انقطاع دام سنوات، حاولت النهوض وضربني ألم رأسي، صيحة مؤلمة عجّ بها فمي، فنهض والدي فورًا بعد سماعه لصرخاتي وجرّ يدي إلى أحضانه قائلا:
" انت بخير، يؤلمك شيئا! "
ابتسمت وبكيت في آن واحد.
" عرفت أن شيء ما يؤلمك، سأنادي الطبيب."
شدّيت على يديه وأشرت إليه بأن يجلس على السرير بجانبي.
" أنا بخير، أنني احتاجك معي، أشتاق إليك في كلّ دقيقة تمرّ في حياتي، أنا أراك الآن وكأنني أراك بعد فترة طويلة من الزمن."
حطّ يديه الثانية فوق يدي وبان الحزن على محياه.
" غبتي عني وعن قلبي ثلاثة أيام ألا تكفي لتشتاقي لي؟ "
ظهرت معالم الصدمة على وجهي ورغبت في الحديث لكنه قاطعني.
" لا تتعبي نفسك في التفكير، الطبيب شرح لي عن حالتك وذكر أن استيقظت ابنتك فهذه معجزة وعليك الاعتناء بها بشكل سليم."
أزاح يداه عني ونهض يتجه صوب النافذة، ضمّ يداه إلى صدره وأغمض عيناه، الهواء يداعب خصلاته البيضاء، حتّى ملامحه القلقة أعشقها.
" تبدو الامور فوق السيطرة، لهذه الدرجة أنا مريضة."
" لا من قال."
" ملامحك تشرح كل شي."
أنزل يداه وسار ناحيتي، حاوط وجهي بكفيه وحطّ جبينه فوق جبيني. خفق قلبي وانقبضت أنفاسي، قربه مني يصنع ضجيج دائم أخشى هذا القرب.
" خشيت فقدانك، الشيء الوحيد الّذي أرعبني هو خسارتك، بقيت أتوسل إلى الربّ ثم أمك عسى أن يتركوا طفلتي معي، لا تتركيني مثلما فعلت امك فأنا لا أقوى على رحيلك."
حسيت بدمعته تنزل على خدي حتّى التطمت بدمعتي، لم أراه يبكي بحرقة هكذا، ركزت على ملامحه ووجدت بها الخوف، بيكهيون والخوف لا يجتمعان ما عساه تغير؟
وفاة أمي؟
" مهلًا، متى توفت امي؟ ولما لا اعرف عن وفاتها؟ "
بلع جوفه ورُسم القلق على ملامحه.
" أنّها قصة طويلة سأخبركِ بها وقتما تتعافين."
حبست دموعي وحذرتها من النزول، طيلت هذه السنين وأنا اعرف أن أمي هجرت والدي، كيف انتهى بها المطاف بالموت؟
" أخبرني بها الآن فأنا بخير."
ركد لفترة ثم نظر إلى ديموس الّتي لامست الهدوء تماما مثله.
" ألن تخبرني؟ لقد سترت الموضوع عني لسنين لا أظن أنه سيبقى مستترًا هذه المرة!"
داعب التلعثم لسانه لكنه سرعان ما أجاب.
"حسنًا، كلّ ما في الأمر أنني سمعت خبر وفاة أمكِ قبل سنتين. "
" ما سبب وفاتها؟ "
ترك يدي واستقام حينها تحدث بجدية.
" حسنًا وصلنا إلى نقطة النهاية وعليكِ معرفتها. "
لازم الهدوء للحظة ثم اكمل:
" منذُ اكتشافي أن أمكِ تحملكِ في بطنها هي اكتشفت أن لها مرض خطير قد يتسبب في مقتلها مع مرور الزمن، بقت معي دون أن تبوح بهذا الشيء وعندما ولدتك تركتكِ عندي وغادرت دون عودة، حتّى سمعت خبر وفاتها منذ عامين من إحدى جاراتنا القديمة."
" ماتت بمرض! يعني أنا مصابة به أيضًا. "
سرعان ما أنقلبت ملامحه إلى الحزن وشرع في البكاء، لا اعلم في أيّ مرحلة وصلت إليه ليخرّ باكيًا هكذا. قد أثر عليّ خبر وفاة أمي رغم أني لم أزورها أو رأيتها من قبل، كان من السهل معرفة أنّها خائنة وأفضل من سماع خبر موتِها. حاولت النهوض من السرير لأحتضن والدي مرارًا وكلّ المحاولات فاشلة. جلست ديموس بجانبي ومنعتني من النهوض، مشاعري اضطربت ورغبت في الصراخ، حسنا لربما سأصرخ لن أبالي لصحتي.
" بيكهيون."
استمر في تجاهلي وهو يمسح دموعه.
" ب- بي- بيكهيون. "
ركض ناحية الباب وخرج، من تصرفاته عرفت أنني في المرحلة الأخيرة وسألحق بأمي~
" مستحيل، هذا مستحيل لن يحصل مثل هذا الشي لن اترك والدي يا ديموس، لا يزال على عاتقي الكثير من الأمور لأفعلها لأجله، لا أريد أن أكون مثلها."
قلبت رأسي ناحية وجهها ورأيتها تبكي، حرقت بكائها تشرح كلّ شيء. دفعتها عني وركضت ناحية أبي، لا أبالي للدوار ولا حتّى لصرخات ديموس الأهم أني أريد الوصول إلى جسد أبي، أريد أن اشبع منه.
خرجت مِن الغرفة ابحث عنه ووجده يجثو على ركبتيه بعيدا عني كي لا اسمع شهقاته العالية.
" أبي! "
صرخت ورفع رأسه يتأملني، ما أن خطت قدمي ناحيته نهض من الأرض والتصقت به باكية.
" لا تتركني وحدي هكذا، اريدك بجانبي. "
" أسف طفلتي. "
يبلع غصة تلو الاخرى وبالكاد اسمع صوته من علو الشهقات. حقا لأول مرة أشهد على بكاء والدي بهذه الطريقة، اتمنى ان يتخطى كلّ شيء ويقضي باقي الأيام هادئا حتّى موعد وفاتي.
•
سلام 🥲🫶🏼
آسفة ع التأخير بس شكلي نسيت عندي واتباد 😂🦦
شنو رأيكم بالبارت؟
وصدك رح يتخطى بيكهيون ويكمل وياها لو رح يلقى حل لعلاج أثينا؟
إلى الآن ما بين بأي مرحلة هي فبيها أمل تعيش 😭🫂
دمتم بخير 💙
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro