5
تنسمتُ عبق زهور الخزامى الممتدة على مد البصر من حولي ،داعبت رائحتها الذكية أنفي فنشرحت دواخلي ، أتخذتُ من أرضية الحقل متكئاً لظهري وخزتني دغدغة أطراف العشب الزائدة لبشرة ساعدي العارية،و لفحتني نسمة هواء باردة حملت لي معها صوته ،
لتنتفض كل خلية في جسدي لذلك الشعور الذي خالجني وهممت منتصبة دارت عدستي لتتفحص الحقل من حولي لتتلقطه وهو قادم بأتجاهي،
"أخي لوي"
رطبت فاهي وناديته ليلوح لي بيمناه و يده الأخرى معكوفة للخلف، نهضت و سابقتُ خطواتي إليه لينتهي بنا اللقاء في المنتصف، عانقني أخي ورفعني فوق كتفه نبست بحب
"لاڤ تحب لوي كثيراً"
ابتسم لي ورفع كفه وقدم لي حلوى غزل البنات وردية ،
"لوي لطيف ، شكراً ٲخي "
ٲخذت ٲلتهمها قطعة تلو الٲخرى
"لوي ٲفتح فمك "
فتح فاهه فأطعمته منها قطعة صغيرة فتناولها وانشرح وجهه برضا بعد ذلك ٲنزلني ومد لي كفه مفتوحاًً ٲمامي صفقت بسعادة فلا يوجد ما يسعد طفلة في العاشرة ٲكثر من حلوى و ٲن تؤارجح في الهواء،
دار جسدي حول لوي الممسك بي وصوت ضحكاتنا يتقاطع مشكل سمفونية يرقص على ٲنغامها قلبي،
وعلى حين فجٲة ٲرتخ كف لوي الممسكه بي وباتت صورته تبهت ٲكثر و ٲكثر، علقت الكلمات بحلقي و بح صوتي ولساني يصرخ بٲسمه
"لوي، لوي"
تدرجيباً بدٲت صورته تتلاشى وتتبخر في عوالم المجهول و ٲخيراً تبخر ذراعه الممسكة بي فهوى جسدي و اصطدم بحدود الوعي لٲجد نفسي فوق الٲريكة الموضوعة في ردهة الطابق الأرضي لقصري وصدري يعلو ويهبط بوتيرة غير منتظمة والعرق يتصبب مني بغذارة،
مهلاً ترامى لسمعي صوت عالي ،
ببطء تشربت بوعيّ لتتضح لي ماهية الصوت ٲكثر، صوت طرق بقوة على الباب، تنهدت بعمق وزفرت الهواء الساخن العالق بصدري تلفتت يمنى ويسرى وٲخيراً ٲتضحت لي الصورة،ٲنه سانغ يقرع في باب غرفته ، صعدت اليه ليصرخ حين اصبح وقع خطواتي على الٲرض مسموعة له
"لاڤندر، افتحي لي هذا الشئ قبل ٲن ٲكسره"
القيت نظره خاطفة على الساعة المعلقة في الجدار والتي تشير للعاشرة ليلاً،
" سانغ"
صاح
"افعلي شئ لاڤندر بدٲت ٲفقد ٲعصابي "
"تحمل قليلاً سوف ابحث في غرفة سورين عن المفتاح "
قلتها وتركته متجاهلة صراخه
"ٲفعلي ٲي شئ فقط ٲخرجيني من هنا"
دلفت لغرفة سورين بحثت فيها ولم ٲعثر على المفتاح ٲصابني ٲحباط وفكرت بجدية في ٲن ٲبحث عن شئ لكسر الباب ليرن هاتفي معلن عن وصول رسالة، فتحتها لاجدها من سورين ومحتواها
"لاڤ، القي نظرة على ٲخي المشاكس، ٲفتحي له الباب اذا وجدتيه مستيقظ ستجدين المفتاح في غرفتك في حقيبة مكياجكِ"
شهقت غير مصدقة سيفصل سانغ رٲسي من محله اذا علم ٲن مفتاح حريته كان في غرفتي طوال هذا الوقت، تركت لي ملحوظة ٲخيرة
"سيحضر بيكهيون ليقلك، تزيني جيداً ولتٲتي معه،
ستندمين ٲن لم تٲتي"
كلماتها الٲخيرة ٲشعلت فتيلة الحماس بداخلي وذلك شئ نادر عادة فسورين لن تطلب من بيكهيون معروف لولا أن الأمر يستحق حقاً ، تذكرت المسكين سانغ ٲحضرت المفتاح وحررته ليهتف بفرح والتقط كفي وطبع قبلة على ظاهره ونبس شاتماً
"تلك العجوز سورين، لنرى كيف ستوقفني الان "
قالها وهم بنزول الدرج تحت دهشتي وكٲنه لم يكن معاقب ، تركته وشٲنه وذهبت لاستعد فسانغ هكذا لن يتغيير ، قلت له محذرة
"تذكر أن لديكَ مدرسة غداً،سورين ستفصل رأسكَ عن عنقك بحق أذا لم تحضر"
أطلق شتيمه و دفع الباب بقوة.
......
" ما هذا المبنى بيكي"
نبست بها أستفسر من بيكهيون الذي أوقف السيارة للتو أمام مبنى ضخم ليترجل عن السيارة ويرد وهو يشير لي لأنزل بعد أن ترجل عن السيارة وعقد ذراعيه ضد صدره، لا تفكروا انه قد يتصرف بنبل ويفتح لي الباب
" ستفهين حين ندخل ،أنزلي لاڤ "
خطونا معاً لداخل، وعيني لم ترمش عن هذا الذي جواري وعيونه تبرق لرؤية كل هؤلاء الحسناوات مجتمعين،
" لنرى من هي رفيقتي لليلة "
نبس بها وغمز لثلاثة فتيات مروا بجانبنا ليتهامسن فيما بينهم عن شدة وسامته
"نظرات الغيرة تتطاير منهن السخيفات يحسببني فتاتكِ"
أطلق بيكهيون ضحكة ساخرة وأدها سريعا حين داست أقدامنا داخل المبنى، وضعت فاهي فوق فكي أكتم شهقتي لاكتشافي انني في صالة لعرض أزياء، لم أفق من دهشتي بعد حين لمحت سورين تخطو صوبنا
"أيها الاوغاد لما أحضرتوني الي هنا، كلاكما يعرف أن هذه الاماكن لا تروقني البته"
تجاهلني بيكهيون وأكتفى بمط شفتيه ،تارك الامر لسورين التي قالت بثقة
"سيتغير رأيك اذا اخبرتكِ أن شخص تهتمين به للغاية موجود هنا"
أطلقت زفره ساخرة
"لا يوجود شخص كهذا في حياتي غير أخي لوي"
قلتها ضجرة من ابتسامة سورين الصفراء والتي انتقلت عدواها لبيكهيون
"مهلاً، مهلاً هل ما فكرت فيه صحيح "
هزوا روسهم لاقفز غير مدركه لتصرفي ولنظرات التي ركزت علي ممن حولنا
"صدقاً، قلبي لا يحمل هكذا مزحة "
"ليست مزحة ستجيدينه في غرفة تبديل الملابس الخاصة بالعارض الرئيسي"
" وفوق كل هذا تقولين أنها ليست مزحة، ما دخل أخي لوي بالعارض الرئيسي"
"هو العارض الرئيسي"
"يا ألهي أيعقل"
ضاقت سورين مني فسحبتني من كفي ليقاطعها بيكهيون يخاطبني
"في هذه الاثناء سوف أبحث عن فريستي .. أقصد رفيقتي لليلة "
"يا لك من عجوز خرف يتصرف كمراهق"
قالتها سورين بتهكم ليصيح بيكهيون ويرد لها الصاع ساخراً
"جدتي، لمعلوماتكِ فقط لقد عشتِ لثلاثة أشهر كاملة تتنفسين هواء هذا الكوكب قبل حضروي البهي لذا لا تنسي كوني أصغر منكِ جدتي. "
أبتلعت سورين غصتها وسحبتني خلفها ليسحبها بيكهيون حين شعر أن كلماته كانت لاذعة للغاية ،لمحت جسدها يرتجف وهي بين ذراعيه ليهمس بلطف
"بيد أنكِ جدة جميلة و " تملصت منه قبل أن يكمل كلامه وسارت لاسير خلفها، لم يتحرك بيكهيون وظل يحدق بها وهي تتخبط يمنى ويسرى،
بيكهيون و سورين روحان تعلقا ببعضها و كبريائهم وقف كسد منيع، كلما مالت نفوسهم لبعض صدهم وردهم في أتجاهين متضادين،
"سو"
"ستجدينه في الداخل"
وألتفتت عائدة أدراجها لتتركني وتوتري قابعين أمام باب غرفته نسترق السمع دلكتُ راحة يدي ودفعت الباب،
صفعتني نبرة صوته العالية حين نطق
"أكتفيتُ منكِ عودي أدراجك"
تيبثت مكاني و كل خلايا جسدي تنتفض ،أرتدى قميصه بأرتباك وتقدم نحوي لأنمكش على مقربة من المخرج
"أوه عذراً ظننتكِ أرتميس"
نطقها و وقف منتظر جوابي لانبس
"ألا تريد رؤيتي لهذه الدرجة، ما بك لوي ما الذي حدث لكِ"
تأفف معلناً ضجره وأردف
" كون تصرفي قبل قليل يعتبر غير لائق بيد أن هذا لا يغير حقيقة كوني لستُ هذا لوي،
أسمي تشانيول أو ناديني فقط يول "
نظرت له بعمق ليكمل
"كأعتذار لما بدر مني قبل قليل ما رأيك في كوب شاي بعد العرض "
مهلاً منذ متى ولوي يشرب الشاي، رغم هذا لا يمكنني رفض دعوته فأخيرا سنلتقي و نتحدث،
"رائع أخي سأكون في أنتظارك"
سحب كفي من خاصته وجعل نبرة صوتة أكثر جدية
"لنتفق على نقطة مبدئية توقفي عن تكرار كلمة أخي على مسامعي،
فلست أخ أحد. "
هززت رأسي بلا مبالاة و بعدها أستأذنني لينهي أستعداده للعرض معلن بذلك أنتهاء حديثنا ، خرجت و قادتني أقدامي أتجول خلف الكواليس بحثاً عن سورين،
"من هذه الانسة، أخرجوها من هنا حالاً"
تجاوزت تلك الجملة التي ترامت لمسامعي بيد أنها أبت أن تتجاوزني حيث رمقتني قائلتها بنظرات تتفحص فيها طلتي والمتكونة من بنطال جينز و تيشرت أبيض وهي بسيطة ولا تليق مطلقاً بالمكان وكل البريق حوله،
"ممنوع لغير الفريق التواجد خلف الكواليس"
قالها فتى ملابسه تبين أنه من طاقم العمل ليوضح لي نظرات رئيسته ذات الخصلات القصيرة، وقفت وكبريائي يلسعني فكيف أطرد هكذا ألا تكفي تلك الاهانة منه قبل قليل،
"هي برفقتي"
صوته الرجولي الأجش كسر الجو الملبد بغيوم غاتمة مشحونة توتر وقلق فأدرت وجهي لأراه يخطو بأتجاهي تحت غيظيها و فرحتي وقف أمامي مطوق عنقي بذراعه ونبس
"هي برفقتي، وقد طلبت منها أن تنتظرني لبعد العرض كوننا سنخرج معاً بعده"
صمت برهة من الوقت ليردف حين لم ينبس غيره ببنت شفة
"ألديكِ مانع ، أرتميس ? "
قذف سؤاله في وجهها لتبتلع حقدها عليّ وتشير للحاشية خلفها أن يتبعوها متعمدة تجاهلي، لحظتها تولد بدواخلنا نفور متبادل، و لفرحتي كان هو في جانبي .. ...
يتبع
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro