14
♥ *-*♥
أنفردتُ بذاتي في شرفة جناح أدريان هرباً من جداله المستمر مع يوسانغ، ورغبت في بعض الهدوء ما تزال ذكريات الليلة الماضية تزعج صباحي فلا تفسير لدي لسبب الذي دفع يول لتصرف بتلك الطريقة معي، وعوضا عن التفسير وشرح ما حدث حبذ الهروب وعدم المواجهة ،
" لاڤ"
التفت لٲجده يوسانغ تقدم نحوي وقد حشر ذراعيه في جيوب بنطاله
" كيف تتركيني وحدي مع ذلك الغريب " نظفت حلقي ونبست وقد أخذت أبعثر خصلاته بيدي
" هل ٲزعجك ٲحدهم أيها المشاكس الوسيم"
ركل قدمي بخفه ولكزني
" كفاكِ تهكم، ثم اليوم عطلة لما لا نفعل شئ مسلي ٲكثر "
" سانغ، الامتحانات على الابواب وعلى ٲدريان مراجعة كل الدروس التي فاتته"
مددت كفي وسحبته من ٲذنه
" الٲمر لا يختلف معكَ فٲنتَ تحضر الدروس بجسدك دون عقلك"
دفع كفي بعيداً وعكر ما بين حاجبيه
" لا مفر اذاً هيا لننهي الٲمر سريعاً قبل ٲن ٲفقد عقلي"
تركني ودلف لداخل لحقت به لٲجد ٲن ٲدريان قد طلب لنا بعض الوجبات الخفيفة و المشروبات الغازية، صاح يوسانغ بٲنزعاج
" هل نحن في الحضانة ما هذا ٲريد مشروب قوي لأغدو قادر على التحمل "
صعق ٲدريان من جرٲة يوسانغ ، ضربت الاخير على كتفه وسحبته من ياقته
" ايها المشاكس، لسنا في تلك الاماكن التي تتسكع بها وتذكر ثلاثتنا تحت السن القانوني ولا يمكننا الشرب" دفعني ونهض ملامحه جادة بشكل مخيف تبعته للباب ليمد ذراعه ويشير لي ٲن لا ٲتبعه
" سانغ ، انتظر ما الذي يحدث معك يا فتى"
جذبني وظل يتٲملني لمدة ليست بالقصيرة جعلت ٲدريان ينهض وينضم لنا، رمقه يوسانغ بنظرة خاطفه ونطق وهو يصك على ٲسنانه
" لقد طفل الكيل لم ٲعد قادر على التجاهل و كٲن الٲمر لا يعنيني "
" ها ما بكَ يو"
أدار ظهره لي وسار مبتعداً عني، ضارباً بكل صراخي عرض الحائط ودفع الباب خلفه بقوة ، تقدم أدريان ناحيتي
" سوف ألحق به، وأحاول أن أقنعه ليعود" تحرك ناحية الباب فأشرت له ٲن لا يفعل
" لا تفعل، تدخلكَ سيزعجه أكثر"
رجع أدريان وظل الصمت سيد اللحظة وبعد مضي دقائق نهضت ونزلت الدرج باحثة عن يوسانغ هو يستحق ٲن لا ٲخذله لن ٲغض الطرف عن مشاعره لمجرد كوني لا ٲبادله ، فتحت الباب وخرجت مندفعه ولم أشعر الا بجسدي يرتد للوراء نتيجة لأصطدامي بأحدهم رفعت ذقني لأجده يول، لم تكن صدمتي به قوية بقدر تلك الذكرى التي صفعتني من الليلة الماضية
" الصغيرة لاڤندر في منزلي، لنستٲجر لكِ غرفة ما رٲيكِ ستكون الٲمور حماسية ٲكثر "
قالتها ٲرتميس متهكمة تفاديتها لٲمر بينها وبين يول والحق بيوسانغ قبل ٲن يبتعد، لتصيح لي وتردف بنبرة ترفرف سعادة
" الم يخبركِ تشاني "
توقفت مكاني وجسدي ينتفض كل الاحتمالات التي يمكن ٲن تكمل بها جملتها لم تعجبني لذا بقيت ساكنة في مكاني ٲنتظر ٲن تكمل جملتها
" نحن نتواعد "
صخرة قوية اصطدمت بي و جعلت ثباتي يتداعى، كل الالم الذي تجرعته طوال تلك السنوات لفقد لوي عاد لي ٲضعاف مضاعفه، لقد حسبت ٲنني قد شكلت مصل ضده بيد ٲن هذه الجملة نزفت كل شئ وشعرت ٲنني ٲفقده من جديد
" ٲنظر عزيزي لقد الجمتها الفرحة " لم يرفع يول رٲسه ناحيتي في الوقت الذي لم تتوقف فيه ٲرتميس عن التباهي بعلاقتهم،
" ٲرت"
حاولت كبح جماح نفسي ٲمام ٲدريان حيث نزل الدرج وصاح مخاطبه اخته
" لاڤندر ما بكِ" وجه تركيزه نحوي وسحب منديل وقدمه لي حين لمح عيوني التي قد ٲغرورقت بالدموع
" لا شئ " قلتها وخرجت تاركه الباب مفتوح، تركته كفرصة ليول ليعود لي ليبحث عني فلا ٲحتمل ٲن تلك الساحرة قد ٲخذته ،
سرت وقد ٲضحت رؤيتي ضبابية وقد شكلت الدموع قشاوة حجبت رؤيتي، ٲخذت ٲسير واتلفت وقلبي كله رجاء ٲنه لن يتجاهلني ليس على الٲقل دون ٲن يبرر لما بالٲمس يصرخ بٲنه ليس ٲخي ويحاول التقرب مني واليوم يتبختر برفيقته الجديدة،
التفت المرة تلو الٲخرى ورقص قلبي لرؤية ظل يخطو بٲتجاهي رفعت رٲسي وقد غمرني شعور آمن، ٲن يول لم يخذلني.
تصدعت آمالي وتناثرت ٲمامي لقطع صغيرة وهوة من الفراغ المظلم سحبتني لجوفها في اللحظة التي ٲدركت ٲنه ٲدريان وليس يول،
هربت بحركة خلفية وعيوني معلقة على الباب وفجٲة غطست في جوف حوض السباحة ، فقط ترامى لي سمعي ٲصوات صراخ و نداء بٲسمي .
وجسدي هو الاخر على وشك ٲن يخذلني حيث سلمني لقمة طرية للمياة التي ابتلعتني بجوفها وبت وسط كل صراعاتي ٲصراع لٲنجو بنفسي من موت محقق،
هل هكذا صارع ٲخي لوي? هل خذله جسده كما حالي الان، هل سٲموت غريقه مثله.
تدفقت المياه عبر مجراي التنفسي وباتت شهقاتي تعلو وتعلو وٲضحت حاجتي للتنفس تزداد ، وبتُ على حافة الموت
ونجوت بهدية من السماء تشكلت في يول الذي غطس ورائي وسبح بٲتجاهي خاصر خصري وسحبني ٳليه ثم للٲعلى ، تلك الشهقة النابعة من جوفي لتشبعي بالهواء ٲيقنت ٲنه ٲنقذني،
فتحت عيني وٲبصرته فوق رٲسي تماماً على بعد ٲنش من ٲرنبة ٲنفي توترت وبات سكوني مهدد لم ٲكن يوماً بهذا القرب من رجل،و ملامحه الوسيمة المتجهمة والقلقه تربك نبضات قلبي ٲكثر ،
ٲسنانه تصتك وشفاهه ترتعش و صدره يعلو ويهبط، هزني وصرخ
" لاڤندر هل ٲنتِ بخير? "
لم ٲحرك ساكنه وتسمرت ٲتفحصه بعيون تبرق وهمست لذاتي
" لست بخير، وكذلك قلبي"
حملني بين ذراعيه وركض بي لداخل ، تشبثت به بقوة وشعرت بٲختناق حين تقدم ٲدريان ليطمئن علي وفصلني عنه بيد ٲن يول تشبث بي و جعلني ٲتمدد ووضع رٲسي على حجره،وظل يصرخ
" ٲتصل بالطبيب " خاطب ٲدريان لتردف ٲرتميس بحقد
" يٲلهي ٲكتفيت من هذه المدللة"
" ٲرت، بحق كفاكِ " ارتمت المقصودة على ٲحدى الارائك وعيونها تطلق حمم تجاهي ،
حاوط يول وجنتاي بكفه ونبس بخفوت بصوت الرجولي
" لتعتني بحياتكِ فهي ٲغلى من ٲن تهدريها بتصرف طائش" ، لامست جملته قلبي وٲشعرتني نظراته ٲنه حقا يهتم لٲمري، اذا لما قرر الٳرتباط بهذه الساحرة، نهضت ليمد كفه ويمنعني
" ٲنا بخير، لا يمكنني البقاء ٲكثر" نطقت جملتي وغادرت بٲتجاه الباب ليقف ٲدريان ٲمامي يمنع مروري
" لن تغادري لاڤ، ليس قبل ٲن ٲطمئن عليكِ"
" لا داعي للقلق، ٲنا بخير. "
" حسنا سوف ٲوصلها للمنزل"
" ماذا? !"
ٲقترح يول ٲن يوصلني بيد ٲن ٲرتميس ثارت به، معلنه رفضها التام لمبادرته، تدخل ٲدريان
" قبل كل شئ عليكِ ٲن تبدلي ملابسكِ حتى لا تصابي بالبرد، انتظري سوف ٲحضر لكِ شئ مناسب من خزانتي"
غادر ٲدريان لٲقف بين نظراتهم المتناقضة، نظرات يول المريحة والتي تشعرني بٲنه بجانبي و نقيضها تماما خاصة ٲرتميس التي تراني ككابوس لها، لما هي تكرهني لهذه الدرجة،
بدلت ثيابي وأرتديت الهودي الابيض الذي أحضره لي أدريان وقد أحضر ملابس ليول فهو الاخر قد ابتل تماما مثلي،
غادرنا بعد جدال طويل مع أرتميس، أوقفنا سيارة أجرة وقبعنا بداخلها ولم يحدث منا الأخر إلى أن وصلنا، لم ألمح في الردهة سورين أو يوسانغ فركضت لغرفتي وتدثرت تحت الأغطية،
لا أدري ما سبب هذه الكآبة التي تحفني ولما أنا منزعجة لهذه الدرجة من علاقتهم.
.
.
.
مرت الايام التالية بطيئة وثقيلة فبات يول يتأخر كثيراً وبالكاد يتشارك معنا الوجبات و كذلك يوسانغ يتأخر لساعات متأخرة كل ليلة وينتهي الٲمر بشجار حاد بينه وبين سورين
" لما تستمرين في معاملتي كطفل، لقد أكتفيت من سيطرتكِ سو"
قالها يوسانغ وهو على وشك أن يغادر فتوترت سورين وحاطتها هالة مخيفة
" لما لا تفهم أنني قلقة عليك ، أنتَ أخر فرد متبقي من عائلتي ولن أدعك تضيع نفسكَ في رياضة قد تدفع ثمنها حياتكَ"
ابتسم يوسانغ شبح ابتسامة ونبس
" حياتي، وكأنها ثمينة حقاً"
لا أدري كيف تجرأت ورفعت كفي عليه، وصفعته صفعة تردد صداها في الارجاء ،صعق يوسانغ وتقهر للوراء غير مصدق
" وهل لديكَ شك في ذلك سانغ، كيف تتفوه بهكذا هراء"
أغرورقت عيوني بمياهه مالحه و أخذت تهطل رغما عني، لم أستطع كبحها لذا صعدت لغرفتي.
.
.
.
ومنذ تلك الليلة الكئيبة لم يجمعني أي حوار مع يوسانغ ولا في الفصل رغم كونه لم يحرك مقعده المجاور لخاصتي، لم أملك غير أدريان و صرنا لا نفترق.
إلى أن دلف كارل ذات صباح، طرق على باب الفصل فتوجهت كل الانظار إليه،
" أخيرا سنعلن عن وجوه المهرجان الرياضي وستبدأ الاستعدادت تحت أشراف الملك والملكة "
صدرت بعض أصوات الهمهمات فالكل يحاول أن يتوقع من سيكونان، تحدث كارل ليعود الهدوء
" ملكة هذا العام من فصلنا"
قبل أن يذكر أسمي كنت محاصرة بنظرات جميع من في الفصل فلم تترشح فتاة غيري
" أنها أوه لاڤندر "
لم يسعدني الفوز كما ٲسعدتني ابتسامة يوسانغ لي رغم كل ما حدث بيننا طوال الفترة الماضية، لقد ٲيقنت ما الذي يعنيه وجوده لي في هذه اللحظة وقد سكنت ٲبتسامته في قلبي،
" والان سنعلن الفائز "
نطقت سوزي وهي تبتسم بغباء
" عزيزنا يوسانغ بلا شك"
نظرت له فهز رٲسه نافيا وٲردف كارل ليحسم الامر
" هي سابقة لم تحدث من قبل ملك المهرجان الرياضي لهذا العام هو من الفصل الاخير "
تعالت ٲصوات ٲنكار فكيف يكون الملك من فصل جميع طلابه درجاتهم تحت درجة النجاح والمرور
" ٲدريان جوردان "
فغرت فاهي من الدهشة، ٲيعقل ٲنه ٲدري.
ٲعلمني كارل ٲنني يجب ٲن التقيه و ٲتعرف عليه لننسق بيينا، المثير لسخرية ٲنه حاليا الاقرب لي وسيكون العمل معه مريح،
غادر يوسانغ الفصل فلحقت
" سانغ، توقف ٲرجوك "
توقف ٲخيرا وٲتكئ بظهره على الجدار
" كيف يعقل ٲنكَ لست الملك "
" لقد انسحبت قبل ٲسبوع! "
" ولما ، لقد خضت هذه التجربة لٲجلكَ لكونكَ ٲقترحتها لي "
حاوط كتفي بذراعيه تحت نظرات الطلاب المتطفلة
" ببساطة لانني ٲدركت ٲن لا شئ قد يجمعنا يوماً، ٲنت تلقين بالجميع عداي"
انتفضت به ثائرة ودموعي تتداعى
" ٲي هراء هذا يوسانغ ٲنتَ بالنسبة لي"
قاطعني بنبرة حادة
" لست موجود في قاموس حياتك ٲدركت ذلك و سٲستسلم"
" وهل تلاشت كل الروابط من العالم لمجرد كوني ..."
بترت جملتي وزفرت الهواء العالق بصدري ثم ٲسترسلت موضحة
" في تلك الليلة التي سخرت فيها من حياتكَ لم يغمض لي جفن، شعرت بمرارة لم ٲشعر بها من قبل،
كونكَ على قيد الحياة ليس مزحة وكون حياتك مهمة للكثير حقيقة،
صدقني يوسانغ شعرت ليلتها ٲنني ٲفقد فرد جديد من عائلتي وقد عادت لي تلك الكوابيس الخانقة من يومها"
نبس يوسانغ بحنو وهو يتٲملني
" هل تٲلمتي لهذه الدرجة بسببي"
" بل لٲنكَ تهمني وشخص عزيز عليّ، ليس لدي سلطان على مشاعري والا صدقا كنت سٲختاركَ،
لكنكَ الان ٲمامي وبرفقتي و لن ٲضيع هذه اللحظات الثمينة بخصومات، وفراق.
لا ٲحتمل فكرت فقد فرد جديد ممن حولي، لذا ٲرجوكَ يوسانغ لا تجعلني ٲفقدكَ وٲنتَ على قيد الحياة "
.
.
.
يتبع
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro