Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

♦ نجلُ إبليس | ONE ♦

امسحي دموعَ المجهول

~~~~

لمَ عليكِ الخوف مما قُدّر لنا ؟
لمَ عليكِ الخوفُ مما سيبقيني معكِ أكثر
ويجعلني أحبّكِ أكثر ؟

لمَ بكيتي خوفًا منّي ڤاليري ؟

~~~~~

" أوه أينَ كنتما ؟ لقد لعبنا وشربنا طوال الوقت حتمًا فوتتم الكثير !"

صادفَ الثنائي بيون يشينغ والذي كانَ ذاهبًا لجناحه ، عينيه النعسة أصلًا كانت نعسة أكثرَ هذه المرة مما جعلهما يضحكانِ بخفوتٍ عليه

" إذهب واحظى بنومٍ هنيء "

لوّحَ لكليهما بينما يجرّ أقادمه بصعوبة نحو بابِ جناحه ، زفرَ بيكهيون براحة لأنّ ذلكَ كان يشينغ وليسَ أحد الحشريانِ كاي وسيهون

" لنذهب "

تحدث بنبرٍ هادئ يثيرُ عواصفًا في قلبها ، مذ أن عرفته لم تستقر أبدًا ولا تظنّ أنها قد تستقر
ومن قال بأنها تريدُ أن تستقر ؟ فالحياةُ معه أكثرَ لذّةً وخفة ، ستتقبّلُ الحياةَ بسائر أوجهها لو كانت فقط ستقضيها معه هو

الحبُّ سيعميها لكن ليسَ للأبد
على الأقل ، فلتتمتّع بهذا الحبّ المُغشي لأعينها عن أقبحِ الأمور ، وتلكَ المجاهيل المستترة خلفَ خمارٍ غامق لا يُظهر منها أي شيء

يسيرانِ متعاقدانِ الأيدي صوبَ جناحهما الخاصّ ، ڤاليري تبتسمُ مع عيونها المبتسمة بالأصل أما هو فقد كانَ متوترًا لأنّه يعلم أن فريقه ' حشري ' جدًا

" اوووه ڤاليري والجوكررر"

أغلقَ عينيه مستسلمًا ، تم تصيدهما ببراعة

فجأة هناكَ من يحط بكفه على كتفه ، متحدثًا عندَ عينيه ، هذا لأنه يفوقه طولًا

" ماذا إلى أينَ انتما ذاهبين ؟ أوه قفص الحب "

قال كاي ليدعمه سيهون كذلك

" أو عرين الأسد !!"

شخرا ضاحكين بينما كانَ وجه بيكهيون خاليًا من التعابير ، ڤاليري تلثمُ فاهها محرجة مما يقولون لكنها تضحكُ كذلكَ مثلهم

هنا يستغربُ الجوكر للمرةِ المليون مقطبًا حاجبيه ومتسائلًا إن كانَ هو أكثرَ خجلًا منها في هذه الأمور !!

" دعكَ منهم "

قالت تحثه على إكمال الطريق فازدرد ريقه مرتبكًا زيادة وهناك الثنائي ' سيكاي ' مازالا يسخرانِ من قائدهما وخليلته

" أنا لن أحب أنا لن ألمسَ فتاةً أبدًا هوهو "

كاي الثمل يقلده بصوتٍ نحيل ثم يركع ضاحكًا وسيهون المترنح يشاركه بذلك

طفقَ الجوكر يتمتم بالطلاسمِ على هذا الموقفِ الذي وُضعَ فيه ، إما أن تكونَ شتائم أو إنها دعوات ليتخلصَ منهما الربّ الآن

وها قد وصلا إلى حيثُ تتواجد أنفاسهما معًا فقط ، بلا أسماء إضافية ، إسمٌ واحد يشتركانِ به

بيون ..

وفي هذه الأحرف الأربعة ، كمّ جليل من المعاني
لنقطف حرفَ الباء مثلًا

بـاء ، بسمةٌ لا تنطفئ و بدرٌ يسعُ بنوره الآفاق

ياء ، يمٌ تسبحُ فيه مرادفاتُ الحبّ بشتّى اللغات
مشاعرٌ تجدّف في زورقِ القلبِ الذي ترنحه أمواجُ الهفوات ، هفواتٌ تتمنّى لو تقلبُ الزورقَ رأسًا على عقب

فينتهي كلّ ما كُتب
ويفقد كلّ ما وُجد

الواو ، وسمةٌ وسمت بها ذاتها لتعلّم جسدها أنّ له مالكٌ يستفردُ بها ، وُجبَ عليها أنّ تنتمي له مدى العمر كما أن الحبّ وسمةٌ قد علقت به فكلّ من يراه يعلم أنّ به هالةٌ مختلفة ، ستجعلهم يدركونَ أنّه واقع

بشدّة..

نون ، نور ، نسيمُ بحرِ القصيد
نجمٌ برّاق ، و نكرةٌ أضيفَ لها أل التعريف

ألم يقل ذاتَ يوم ، أنّه أرادَ منها أن تحبّ نفسها
وأن تكونَ نوَّارة تضيء أمتارًا تليها أمتار ؟

أغلقَ البابَ خلفه ، أمّنه بالتحديد

فقط هكذا..

عادَ بعيونه إليها ، كما شاركت ابتسامته تلكَ نظراتٌ مترعة بالهوى ، أمسكَ بيديها ثمّ قبّلهما بعدها أسرهما عندَ خافقه

" استمعي له ، إنّه يغنّي
يطبّل ، يرقص ، ثم يولول من جديد "

قهقهت بخجل ، وعيونها تتلألأ كما يتلألأ اللؤلؤ في محّارته

" الشعور متبادل صدقني "

" أوه حقًا ؟ دعيني اسمع "

" تعال "

قالت له تشرع ذراعيه ليحيطها بعدَ أن قصّر من طوله فأصبحَ كالصغير عندها يضعُ رأسه بطمأنينةٍ عندَ صدرها مع انسدال جفونه نتيجةً عن شعوره بالأمان

" أقسم ، ستكونين أمًا جيدة
لديكِ ذلكَ الدفء ، تذكرينني بـ.."

صمت هو لتبتئس بعدَ أن كسحَ وجهها الحبور ، لكنه سرعان ما عادَ واقفًا كما استعادَ ابتسامته

" إذًا ماذا سنفعل ؟"

" أنتَ أخبرني "

"مستعدة لأي شيء ؟"

رفعت كتفيها " أي شيء "

لا مانعَ لها بأي خطط سيضعها بعقله لتنفيذها بها ، هي تتركُ من نفسها أضحيةً له وهذا حتمًا يؤكدُ نظرية كونه مجنونة في الحبّ

قادها معه لمنتصفِ الجناحِ الذي ينبعثُ من أرجاءه عبقُ المخملية ، روائح زكية و إضاءات باهتة تهيئ أجواءً رومنسية

" أفكّر بأن نرقص سويًا
لا شيء أكثر "

ضحكت بقوة ثم بررت لأنه استغربَ من ذلك

" آسفة ، عيونكَ المتحمسة أجبرتني على التفكير بكَ بجموح !"

" ڤاليري !! أهدأي "

ضحكت بشدّة على ردة فعله ، هو في كلّ مرة يفاجئها من كونه يملكُ مزيجًا من الخجل والبرائة ، هو ليسَ بريئًا لكنه ليسَ بذلكَ التمرّد

إلا إن تخطّى الحدود ، حينها تذهب مبادئه تلكَ بعيدًا وتشتعلُ نيرانُ القبائل الوحشية داخله

تركها تضحكُ في مكانها فيذهبُ ليشغّل الموسيقى ثم يعودُ إليها ، أمسكَ بيدها فجعلَ يراقصها بخفة

رأسها متروكٌ على صدره في جهةِ نابضه مع شروده في آفاقِ المشاعر أمامه ، يردد مع الأغنيةِ بخفوت

" أوه تذكرت "

تحدثت فجأة ثم التفت تقابله فهكذا تراخت ذراعيه عنها ، وأسكبَ نظراته فيها يتلهف لقطفِ ما سيدلي به ناطقها ، يتأملُ شفاهها المكتنزةِ بالحمرةِ بأعينٍ نعسة وهائمة

" هديتي "

استغربَ فتلاحمَ حاجبيه تعبيرًا على ذلك

" ماذا ؟"

" أجل هديتي "

ألم تقل بأنها هي هديته ؟ ألم يعني ذلكَ أنه لا وجودَ لشيء مادّي آخر لن يجرأ حتى على مضاهاةِ قيمتها عنده ؟ ، سكتَ يتطلّعُ إلى ما تقول أو ما تفعل بالتحديد

ثبتت شعرها على كفةٍ واحدة ثم طلبت منه أن يأتي إليها من خلفها ، ففعل على الفور مع فضولٍ شديد يستولي على كيانه

وثبَ حاجبيه كما توسعت عينيه ، فأعطى لأنامله تصريحًا للعبورِ منه إليها ، فهكذا لمسَ رقبتها متفحصًا ما وشمت نفسها به

Joker's Queen


"في كل مرة تدهشينني أنتِ
لكن بجدية ڤاليري لمَ وشمتِ نفسكِ بي ؟"

نبرته تجانست بينَ دهشةٍ وعتاب ، فكما قلنا سلفًا هو يعتبرها كصغيرته التي يخشى أن تفتعلَ أشياءً سيئة بنفسها ، والوشمُ أمرٌ جدّي كما أنه مؤلم حينما تقومُ به

" أنا حرّة ، جسدي وأفعل به ما أشاء "

أجابت مع إطلاقِ عنانِ ضحكةٍ صبيانية متمردة ، حينها أدارها إليه بخشونة لترى أن في عينيه لمحةٌ من الاستياء

" لقد اتفقنا مسبقًا على أنّكِ تندرجينَ تحتَ قائمة ممتلكاتي ، كل جزء منكِ ينتمي إلي أنا وحدي"

نوتات الغضبِ التي يرنّم بها صوته تجعله أكثرَ تنمّرًا على قلبها ، فلعنته بخفوت على مهابةِ جبروته عليها

" أعلم ، لذا وشمتُ نفسي بك
أنا عالقة معكَ للأبد "

ابتسمت ببلاهة لتجبره على تبديد جديته من السابق وتستبدلها بقهقهة خفيفة

ثم قال بعدها " أوه ولمَ لم تخبريني؟
ربما كنّا سنذهب سويٌا إلى هناك "

أكانَ سيفعلُ الأمر ذاته ؟ أكانَ سينقشُ على جسده حروفها ولقبها الذي يحتفي ويفخر به ؟

مجرد تخيل ذلك يعطي خافقها فرصةً أخرى للارتجاج في مكانه بجنون

" أكانَ الواشمُ ذكرًا ؟"

فجأةً انقلبت ملامحه من جديد حينما بثقَ شيءٌ ما في رأسه فنطقه بغلاظة وقد دعمها هكذا على إفراجِ ضحكةٍ قوية أكّدت أن ظنونه حتمًا في محلها

زفرَ باستياء فهو وللحقِ يمقتُ فكرةَ أن يلمسَها أي ذكر ، شعرُ جسمه يفزّ وينتصبُ متأهبًا كجيشِ الملك ، المستعدّ للدفاعِ عن وطنه في كلّ حين

" على كلّ ، إنّ هديتك ثمينة جدًا
لكنها لن تضاهيكِ وزنًا عندي ، سبقَ وأن أخبرتك
أنّ الجوكر يجثو عندَ جلالتك "

" أهذا يعني أنها أعجبتكَ أم لا ؟"

ضيّقت عيونها ثم طرحت السؤال بحدّة ، متجاهلةً ما أكملَ به جملته مما جعله يتعجّب ، ڤاليري قد أصبحت متقلّبة فوقَ ما كانت عليه

كما لو أنّ المراهقةَ تعبثُ بها من جديد ، أو إنّ هذه هي حقيقتها التي كلّما يكتشفها أكثرَ فأكثر

ولا بأس في هذا على كلّ حال ، لنا انعطافات كثيرة في كافّةِ جوانبنا لذا لا يمكنُ للإنسانِ أن يكونَ مثاليًا في شخصه ، وهذا أمرٌ مسلمٌ به

" وهل هذا سؤال ؟ ، بتأكيد !"

عادَ للوقوفِ ورائها ثم رطمَ ظهرها بصدره مع إحكامِ أغلاله عليها لتشعرَ أنّها أسيرةٌ ليسَ لها مفرٌ من قطبانِ سجنه العتيدة

" أحبّ رؤيتي لإسمي على جسدكِ
ذلكَ يؤكدُ ملكيتي لك ، ويعلنها جهرًا للعالم "

أغلقت عينيها مزامنةً مع انبثاقِ أحرفه ثم عبورها إلى أذنها بقاطرةٍ باهتة وخافتة !

" بالمناسبة ، راقني جدًا اعترافكَ بي أمامهم"

" أنا اعترفتُ أمامَ العالمِ أنّ لي خليلة
كيف لا أعترفُ لهم بحبّي لك ؟"

فكّت أسواره عنها بكل سهولة ثم أرته وجهًا جدّي مع إشهار سبابتها التي استقطبت أنظاره لبضعِ ثواني مما جعله يشردُ عمّا تقول ، أنزلَ سبابتها تلكَ كي يستطيعَ فهمَ ما تتفوه به هي

" إذًا أتحداكَ أن تصرخَ أمام العالم بذلك "

" أوه ماذا ؟ لم أفهم أعيدي ما قلتِ "

" أصرخ أمامَ العالم بحبّكَ لي "

" تعنين أن أقف في أعلى قمّة ما
ثم أصرخ به ؟"

أومأت بحماس مع احتشادِ الأنوارِ في عيونها ، ضحكَ مع إبصاره لجهةٍ أخرى

" لكِ ذلك "

" أترقّبُ هذا "

" لا ، لا تترقبي لأنّ الأمرَ سيفوق توقعاتكِ كالمعتاد، أنا فائقُ التوقعاتِ كما تعلمين "

في طرفةِ عين كانَ قد أصبحَ ذقنها خفيضًا وجعلت ترمقُ محطّ قدميها بينما تقول

" أتعلم ، أنا لستُ مهتمةً بالعالم
فهذا العالمُ لم يفدني بشيء ، توالت علي ضرباتٌ من الإحباط بسببه و كثيرًا ما أساءَ البشرُ معاملتي
لذا ، أنا اكتفي بكَ كعالمي فقط "

لم يجبها بشيء ، ثم أخذَ بخطواته إلى حيثُ تكمنُ الشرفة ، و سرعانَ ما تبعثرت خصله في مشهدٍ آسرٍ للعيون ، عيونها الملاحقة له على سبيل المثال

وقفَ هناكَ ثمّ التفت ، مع انغماسِ كفيه في جيوبه
تحلّت قسمته بالثبات ، مع عيونه التي هي كحوافِ شظيةٍ من زجاج

" أستطيعُ جعلَ عيونِ المدينة تنطفئ الآن ، فقط لو شئتِ ذلك "

قطّبت حاجبيها تستفهم ، مع حثّ خطواتها على الوصولِ إليه

" سأجعلهم يغطّونَ في موجةٍ من الظلام
كلّما أخلجوا فيكِ مشاعرًا سيئة ، سأكلفهم ثمنَ إنفطفاءكِ هذا "

" لا ، هناك الكثير من الأطفال

والعوائل المسكينة كعائلتي ، لا حاجةَ لبث الرعب في قلوبهم ، هم مرتاعونَ كفايةً من تقلباتِ الحياة "

وقفت أمامه أخيرًا ثم رفعت رأسها لتتواصلَ أعينها مع خاصتيه ، تمرّدت الرياحُ على خصلها هي كذلكَ فتراقصت يمينًا وشمالًا وكانَ ذلكَ يُخرّب عليه تأمل وجهها الأقمر

ثبّت قِلةً منها خلفَ أذنها مع طرحِ ابتسامةٍ رهيفةٍ على شفتيه

" وأنا مرتاع من تقلّباتك
تارةً تبتسمين وتارّةً أخرى تعبسين "

" أوه سأبتسمُ لأجلك على الدوام ، أنا آسفة
لم أقصد ذلك "

" لا بأس ، ما دمتِ ستبقين بجانبي
فسأتعاملُ مع كافّةِ خصالك ، أنا مستعد"

~~~~~~

[الليلة ، سأرسلُ وهجَ اليراعة
لمكانٍ ما قربَ النّافذة
هكذاَ أنا أحبّك~]

غنّاها مع توسدِه لفخذها ، هو أسفرَ منذ قليل عن شعورِه بالفتور لذا سحبته على الفورِ معها إلى السرير

تخلخل أصابعها في خصله كي يبعثَ ذلكَ به المزيدَ من شعور الاسترخاءِ والأمان ، لقد غنّى بصوتٍ نعس لكنّه كانَ يقظًا كفايةً كي يجعلها تبتهل إليه

تتأمّله هو فقط دونَ إزاحةِ عيونها عنه

" أريدكَ أن تغنّي لي دائمًا بيك
أهذا طلبٌ عسير ؟"

" على الإطلاق ، سأفعل
سأفعلُ كلّ ما تودّينَ منّي فعله ڤاليري "

" إذًا أودّكَ أن ترتاح ، وأن أرتاحَ معك
أشعرُ أننا عانينا كفاية وأنه حانَ وقتُ إيجادِ سبلِ راحتنا فقط وسعادتنا أيضًا "

أسبلَ جفونه يهز رأسه بخفةٍ مما جعله خصلاته الحمراء تتحركُ بخفةٍ عليها

" أنا أيضًا تعبٌ من كلّ شيء
لذا أريدُ أن أرتاحَ بجانبكِ ، أضعُ رأسي مكانَ ما تضعينَ رأسكِ فأبرحُ عن عالمي إلى عالمٍ أكثرَ هدوءً معك "

" أهذا يعني أننا سنعيشُ معًا مستقبلًا ؟"

فتحَ عيونه على الفور مع نسجِ الجدّية في أحرف كلماته

" باللّه عليكِ ، تتساءلين حتّى ؟"

قهقهت بلطف فبادلها ذلك ثم أسدلَ ستارَ جفونه تارةً أخرى وتبعَ ذلكَ تباطؤ ارتفاعاتِ وانخفاضاتِ صدره إذًا هي علمت أنّه قد أبحرَ في محيطِ النّوم لذا جذبت الوسادة بخفوت ثم تركت رأسه أسفلها

أخبرها أنّ ما بينهم من السنين ما يساوي العقدَ تقريبًا ، لكنّها لا ترى إلّا غلامًا صغيرًا يتمسّكُ بأحضانها

ستراه هكذا للأبد ، على الأغلب
وستنصتُ دومًا إلى صوته ، الذي يذوبُ في أذنها

أهناكَ حياة تفوقُ هذه حلاوةً ؟ كلّا
إنّها الجنانُ بالنسبةِ إليها

انتشلَ شرودها به رنين هاتفها ، ففارقت السرير بعد أن غطّته باللحاف ثم استلت هاتفها لتنقبضَ على الفور دون أي اشعارٍ مسبق

هكذا يباغتها كلّ مرة ، ألم يمل من ذلكَ بعد ؟

" ماذا تريد تشانيول ؟ إن الوقت متأخر لتكلمني به"

أغلقت باب دورةِ المياه ثمّ فتحت الخطّ لتكلّمه ، سمعت تنهيدته أولًا

وبعدها ندد صوته الجهورَ أساسًا

" أنا أتألم "

كانَ هناكَ ترنّحٌ ملحوظ في نبرته ، مع ضحكته المفاجئة لها

" أنتِ تجعليني أتألم ، هذا سخيف
لكن نعم ، أنتِ تجرحينني بشدة "

" أنا ؟"

تساءلت مع إبصارها لذاتها على المرآة ، فاسترسلَ هو مباشرةً

" أجل أنتِ ، ليسَ سيارتي بل أنتِ !"

" أنتَ ثمل تشانيول
لنتحدث في وقتٍ لاحق"

" لا لن نفعل ، هذه هي المرةُ الأخيرة
قلبي يؤلمني كلما تأكّدتُ أكثر أنكِ تحبينه
لماذا ؟ في ما هو أفضلُ منّي ؟ أحقًا لا ترينني ؟
أأنا شبحٌ أمامك ؟ لماذا لا تحدقينَ إلي كما تفعلين إليه؟ لماذا تبدوانِ مثاليين معًا ڤاليري ؟!أنا أتمزّق من الغيرة "

أوجعتها كلماته ونبرة الشجونُ تلكَ في صوته
زفرت بعمق ثم قررت أن تقولَ له

" ألم تقل بأنكما كنتما أصدقاء ؟ عليكَ أن تكونَ سعيدًا لأجله وأن لا تفكر حتّى بأخذ حبيبته منه"

" من قال أنني فكرتُ بأخذك منه؟ أنتِ لم تكوني له أساسًا هو لم يعترف بالحبّ قط ، كنتُ الأجدر بك "

سكتت ، لأنه محق في آخر ما ذكر
لم تكن تحتَ لقبِ خليلته حتّى وقتٍ قريب

" وبالنسبة لكوننا أصدقاء .."

شخرَ ضاحكًا مما جعلها تبعدُ الهاتف عن أذنها ثم تعيده كي تتأكدَ أنه انتهى من ذلك ، كان يشهقُ من شدّة الضّحك

" من الأفضل أن لا أتحدث في ذلك ، سأترككِ تتهني معه ، لا أحبُّ إفسادَ العلاقاتِ عمومًا

الوداع ، للأبد... "

لم يمهلها فرصةً للردّ حتى
تركها فاغرةَ الفاه

تسهبُ بصرها في الفراغ

لا تعلمُ أي الأحاسيس قد أخلجَ فيها هو
لكنّها كانت مستاءة بشدّة

أبعده عنها نعمةٌ أم نقمة ؟
لقد أواها حينما فقدت كلّ موطن
ولقد أنصت لها حينما غُلّقت الأذان عنها

لكنّه يطلبُ منها مقابلًا أكثرَ مما تقدرُ عليه

قلبها ، يستحيلُ ذلك

كما أنّها لم ولن تخرجَ من العصابةِ لأجله
أغلقت الهاتف بوجهٍ ممتعض

ثم أسرعت لترتمي في صدرِ بيكهيون ، تتشبث به بشدّة

أي أنّها لن تتركه مهما حدث ، فلتنهارُ الجبالُ أمام عيونها ، لن تفعل

لماذا هي تذرفُ دموعًا الآن ؟
لأنّها جربت التخلّي لمراتٍ عديدة

وفي كلً مرةٍ يكونُ مؤلمًا رغمَ تنبيهها لذاتها على عدمِ الالتفات لذلك ، على صدّ فيضان مشاعرها

على التماسك ، لكنها تنهارُ في كلّ مرةً هكذا
كلما يتركها أحد

" هل أنتِ بخير ؟"

هي سمعت سؤالًا باهتًا صادرًا ممن بللت قميصه ، هزت رأسها بلا ثم أجبرت نفسها على عدمِ إطلاق أي شهقةٍ كي لا توقظه من جديد

~~~~~~~~

أمامَ المرآة هي تقبع ، تحملُ فرشاةَ أحمرِ الخدود
فتحركها على وجنتها بلطف كي تخضبها بلونِ الخوخ ، كانَ أحمر الشعرِ ماكثًا قربها

ساقٌ على الطاولة وساقٌ أخرى على الأرض ، يتأملها بأعينٍ ملتاعة وقلبٍ يهتزّ بشغف

فتساءلت من عيونه المثبتةِ عليها ، تشعرُ وكأنها فريسةٌ وهو أسدٌ يكاد ينقضّ عليها

" ياه توقف عن النظر إلي هكذا !"

هما كانا مستعدينِ للخروج من الجناح ثم النزولِ إلى الطابقِ السفلي حيثُ تكونُ مائدة العشاء التي سيتشاركانها مع بقيةِ الفريق

" إذًا كيفَ علي أن أنظرَ لكِ ؟"

سألها مع إمالةِ رأسه بزاوية وابتسامة حطّت على شفته ، ابتسامةٌ لا تبشّرُ بالخير

لم تجبه بل أكملت ما كانت تفعله هي ، تحمحم ثم لوّحَ بيده تبريدًا لذاته التي أصبحت تسبحُ في الحمم بفضلها

" ڤاليري بإمكاننا أن نتجاهلَ العشاء معهم
فلنتناوله هنا معًا "

أسفرَ عن أسنانه مع ابتسامةٍ عريضة كانَ يسترُ بها معانٍ تتراقصُ في عقله ، معاني منحطة ! ، ولم تصل لها مباشرةً لذا قطّبت حاجبيها مستغربة

نزلَ من الطاولة ثم اقتربَ منها هامسًا عندَ أذنها

" فستانكِ لا يروقني فلتغيريه "

أكتافه مكشوفة تمامًا وهذا الشيء قد حفّزَ غيرته على الاشتعال

" إذًا اختر لي غيره "

تركت الفرشاة ثم وقفت بانتظار أن يأتِ بالفستانِ المزعوم ، والذي يتلاءمُ مع شروطه هو

مشى بخطى متراقصة مع أغنيته التي همهم بها ، هو بدى مستمعًا بالمهمةِ التي وُكّلَت إليه

بل متشوقًا للقيامِ بها كذلك

فتحَ الخزانة ثم طفقَ يتفحّص كافّة ما عُلّق من فساتين فارهة ، أنيقة وجميعها ستبدو مذهلةً على أيقونة الجمال تشونغ ڤاليري

استلّ واحدًا بلونِ المحيطِ حينما يغشيه الصريم ، في ليلةٍ دامسة

فيكونُ قاتم الزرقة ، لكنّ أنوارَ النجومِ تُعكس عليه

فهكذا احتوى على لمعاتٍ صغيرة في جهاتٍ متفرقة

الأهم من ذلكَ أنه ساتر ، حدّ الرقبة !

جلبه معه وقد كان متشوقًا لرؤيته عليها ، كيفَ سيحوي تضاريسها فيبرزها بمثالية دونَ أن يكشفَ من بشرتها البضة الكثير

" هيا لنغيره "

رمشت باستغرابٍ مما نطق

" ماذا ؟"

" أنا من سألبسكِ إياه !"

قال ثمّ لم ينتظرها لتجيبه بالموافقةِ أم لا ، هو فقط حثّ يده على جرّ السّحابِ نحو الأسفل

فتراءى له منظرٌ يُبهر عينيه كلّما أبصرته ، لوحةٌ خلاقة بها أصفى الألوانِ وأكثرها ألفةً له ، وتحريكًا لخافقه

ألوانها هي ..

هوى الفستانُ للأسفل ، فانتظرته عاقدةً يديها
انتظرته أن يفرغَ من تأملها بهذه العينين المتوهجة

تحمحمت تعيدُ صوابه إليه ، فابتسمَ على الفورَ مصلحًا موقفه

" أوه أجل ..
لحظة لمَ لا تربطينَ الحزامَ حول فخذك ؟"

سأل فأجابته على الفور

" كنتُ سأفعل بعدَ الانتهاء من تفحص نفسي بالمرآة ، أنتَ من كان متعجلًا "

أومأ بتفهم ليهرول كي يجلبَ الحزامَ ثم ينخفضُ حتى يصبحَ بطول ساقها فيربطُ الحزامَ الأسودَ ثمّ يغمسُ سكّينها في جيبه

هنا نحنُ نكشفُ عن سبب ارتداءها لفساتينَ ذاتَ فتحةٍ على السّاق ، لا تصلُ إلى حيثُ يوضع حزامها لكنّها تُسهل عليها كثيرًا عملية إخراجِ سلاحها في أي أمرٍ طارئ قد يحدث

هو لابدّ أن يكونَ معها في كلّ زمانٍ ومكانٍ

" وأنا من ظننتُ أنكَ بريء "

نطقت مع حدجه بعيونها وذلكَ لأنه ما زالَ عالقًا في مكانه يمرر أنامله عليها ثم يجعلُ من سبابته تترافقُ مع اختها الوسطى فيشكلانِ ساقي شخصٍ ما يمشي فيها

كانَ ذلكَ مدغدغًا لها ، فحررت ضحكةً من داخلها حفزته على الارتعاشِ فوقَ ما هو يرتعشُ بسببها

إنّها فتنةٌ فتّاكة ، سرعانَ ما توصله لأعلى نقطةٍ من النشوةِ بصوتها فقط ، نظراتها منحدرٌ جبلي سيهلكُ بأقدامه فيجعله يهوي لها على الفور

ابتسامتها رشفةٌ من شرابٍ قرمزي
يرجُ بعقله ويخرّ بثباته فيجعله ركيكًا في صموده

" لنتأخر قليلًا فقط .."

~

" هي نحنُ جائعين جدًا ، هذا ليسَ وقت تصرفكما كعرسانٍ جدد !"

" معدتي تزقزق من الجوع ، حتمًا هذا ظلم "

هبّ بيكهيون راكضًا لفتحِ الباب بعدَ أن سمعَ طرقهما العنيف ، الثنائي سيكاي الشهير بإزعاجه !

قبلَ أن يفتح الباب هي كانت تناديه كي تنبهه على أمرٍ ما ، لكنه انشغلَ بهندمة مظهره وإغلاقِ أزرار سترته

ثمّ فتحه ليتلقى هجومًا من صغاره المدللين

وقبل أن يبرر كانا قد تحولا من طفلي حضانة ساخطَينَ إلى مراهقين ساخرين

" هي كاي "

نده سيهون على رفيقه الذي يجاوره

" أجل حبيبي "

" منذُ متى يضعُ الرجال أحمر شفاه أيضًا ؟"

فقهقه كاي بتغنج ثم أردفَ بـ

" كل هذا بسببك ، أنتَ السبب عزيزي "

قال مع ضربه لكتفه برفق لتتبعه ضحكةٌ انفجرت من كليهما معًا

حينها فقط استوعبَ بيكهيون ، أغلقَ الباب في وجهيهما ثمّ عادَ ليرى نفسه على المرآة

" يااه لمَ لم تخبريني أنني مصبوغٌ بهذا الشكل !!"

- ڤاليري المهووسة -

" أنتَ لم تنتظر وركضت لتفتح الباب لهما
هذا ليسَ ذنبي "

هي كانت تضحكُ حدّ الاختناقِ على تعابيره المتبددة ، وقفته العاجزة و امتلاء وجهه بالأحمرِ دليلًا على تفشي الاحراجِ في كلّ أطرافه

استل منديلًا ثمّ جعلَ يمسحُ وجهه بقوة وشفته كذلكَ حتّى كاد يمزّقها

هذا فقط حفزها على خوضِ جولةٍ أخرى من الضحك ، من البارحة وحتى الليوم

بات الجوكر أضحوكةً للجميع !

~~~~~~~~~~~

أمامَ المائدةِ الممتلئة بأصنافِ الطعام هي تجلسُ بسكون ، تراقب الأصنافَ دون أن تحث يدها على أخذِ أي شيء

شهيتها منقبضة ، كما أن قسمتها تُظهر ذلك

" ڤاليري ؟"

بعد أن كانَ منخرطًا في ثرثرةِ البقية ، هو التفتَ صوبها ثم نبس حروفَ اسمها بخفوت ، رفعت رأسها فشاهدته بديعُ الجمالِ من يبدو أحلى فأحلى كلما تكونُ أقرب منه

" أه أجل "

" هل أنتِ بخير ؟"

رغمَ شعورها بالسوء هي أومأت له أن نعم ، مع قطف ابتسامةٍ من أي بستانٍ يجاور ينابيع عينيها

لكنها لم تستطع المجاملة في أمر تناول الطعام ، استقامت فجأة واعتذرت من جميعهم مع شعورها أن أعضائها الداخلية تتقلّبُ في بعضها البعض

سارت ببطء ثم هرولت على درجاتِ السلم وصولًا إلى جناحهما ، ألقت حقيبة يدها المزينة بقماش الترتر على أقربِ طاولة ثم انطلقت إلى دورةِ المياه كي تسعلَ بقوة

~

تكوّرت في السرير مع شرنقة ذاتها بالبطانية الدافئة ، عيونها كزهورٍ ذابلة ووجهها كورقةِ خريفٍ مصفرّة أما عن أنفاسها فهي تتردد في مكانها فاترة

دخل الجوكر ثم أغلقَ الباب من خلفه ، من طريقة دخوله هي ستعلم أنّه جاءَ مسرعًا مع اكتساءه بالقلق

هبطَ المكانَ جنبها حيثُ مكث هو ثم رفعت عيونها ببطء إليه لترى طلائع القلق على كامل سحنته

" ما لذي جرى لك ؟"

" لا أعرف ، ربما يجدر بي أن أرتاحَ قليلًا "

أطبقَ شفتيه متضايقًا مما أصبحت عليه فجأة ، أصلحَ لها الوسادةَ خلفها فساعدها على الهبوطِ بسلامٍ فوقَ الوسادةِ الناعمة

كانت يده موضوعة أسفلَ رأسها بحرصٍ حتى سحبها حينما تأكدَ أنها سترقدُ في ما هو أكثرَ راحةً من كفّه

~

" فلنتوقف في مكانٍ بعيد عن منزلي "

أردف ناطقها مع مراقبتها للطريق حولهما ، كانت السيارةُ تحملها صوبَ منزلها

تقصّدت إرجاعها بعد أن ألحّت عليه ، هي قلقة بالفعل من تركِ والدها وحده كما أنّ كذباتها قد كثرت مؤخرًا

ففي كلّ مرة تحاول نسجَ كذبةٍ مختلفةٍ عن سابقتها ، حتى تقنعه بشأن غيابها المتكرر

فعلَ كما أرادت ، ثم استكنّ بالسيارةِ على جانب الطريق ، هي زفرت بعمق قبل إقرارها بالخروج

منذَ الذي يشعرُ بالراحةِ بعدَ أن يبارحَ مرتعه ؟ هذا ما شعرت به حينما أُوجبَ عليها الابتعادُ عن مرتعها

بيكهيون ..

" لماذا تتنهدين ؟ ليسَ وكأني سأترككِ بحالك
بل سأباغتكِ في سحر الليل "

التفّت إليه مع رمشِ جفنيها بتكرار

" ماذا ؟ ماذا ستفعلُ عندي في ذلكَ الوقت ؟"

" أنا حرّ آتيكِ وقتما أحببتُ سيدة بيون "

قهقهت ثم بددت ضحكتها تمامًا ، لقد كانت متعجبة بحق

" أنتَ تناديني كما لو أنّي زوجتك
بيون ڤاليري ، سيدة بيون
أأنتَ جاد بذلك ؟"

سحبَ عيونه عنها بامتعاض ، ثم أعادها إليها يخترقُ مدى بصرها بحدّةٍ كونتها لمعةُ قزحته القاتمة

" سبقَ وأن تم عقدُ قراننا بالفعل
ألم أتعهّد لكِ بقلبي
وتعهدتِ لي ببقائك معي بقاءً سرمدي ؟ لذا لمَ تتساءلينَ حتّى ؟"

هناكَ جملةٌ معينة تودّ لو أن تسحبها من بينِ أسنانه المنضودة ، تودّ لو أن يسترسلَ ناطقه بها

رغمَ تلميحاته الكثيرة ، هي تريدُ سماعه يقول

- سأتزوجكِ ڤاليري -

لكنّه لم يقل حتّى الآن ..

ابتسمت له بحبور ، ثمّ جهّزت حقيبتها لتبادرَ بالخروج ، استبقها يجذبها من ذراعها فلتفّت مباشرةً إليه ، وهكذا تصادمت خصلها مع نتوءاتِ وجهه

كما شعرت أن نظراته تقطّع صلابتها إربًا ، لا تعلم ما به

إمّا أن حالته قد تغيرت فجأةً أو أنّه بات يستملكها ولا يودّ منها أن تبرحَ من مطرحِ عينيه

" انتظري.."

لفظها ببحةٍ وخفوت فجالت عيونها به فقط تنتظره كما أمر ، بات يتقنُ دورَ السلطانِ الطّاغي أكثرَ فأكثر

هو تنفسَ بهدوءٍ أولًا ، مغلقًا عينيه
فتراءى لها مشهدها الآسر كلّما يلتحمُ خطّ رمشه الأعلى مع شقيقه السفلي

ففتحها مجددًا ثمّ هبّ وانقضّ على شفتيها بخاصتيه ، كان شيئًا مفاجئًا منه

وبقدرِ كونه مفاجئ إلا أنّه متخم بالعاطفة الجياشة والتي هي كعاصفةٍ وجدانية هائجة

لقد شعرت به يتمسّك بها ، لا يريدها أن تتزحزح عنه
كما لو أنّها كادت أن تفرّ هاربة فقبضَ عليها ثمّ سوّرَ رغسيها بأصفاده

كيفَ يحيطُ وجهها بكفّيه جاذبًا إياها نحوه أكثرَ فأكثر ، بادلته ذلكَ ثم أحاطت بدنه بشدّة

فحتّى بعدما انهى قبلته الشغوفة تلكَ هي ما زالت قريبةً جدًا منه ، يتأملها كشيء سيودعه في خرانةٍ لفترة من الزمن

أو كصغيرته التي ستغادرُ بها الطائرة بعدَ دقائق معدودة

" سأشتاقك بشدّة"

"كيف وأنا موجودة معك طوال الوقت؟"

" لا ، حتّى افتراقنا القصير هذا
أنا أمقته "

" أفهمت مشاعري الآن ؟"

سألته فأومأ مستسلمًا ، فهمها تمامًا
واستطاعَ مبادلتها إياها

هذا وإن لم يكن يفوقها بها ..

ما وصفَ لها مقدار حبّه بعد ، لأنّه لو فعل
فستشوشُ الأرقامِ ويحصلُ خطبٌ في عداداتها

والقياساتُ ستسقطُ وهنًا واحدة تلو الأخرى ، لأنّ جميعها لن تستطيع قياسَ مدى حبّه الشاسع

مرر ابهامه على شفتيها مبتسمًا ، ما علمَ أنّ تلكَ ستكونُ قبلته الأخيرةَ معها

لو علم ، لما تركها قط
ولما تركَ بدنها كذلكَ ينفتلُ عنه

" سأذهب الآن ، وداعًا "

أومأ فترجلت من السيارة بهدوء ، ثم لوّحت له على خطى متسارعة صوبَ منزلها

قعدَ في مكانه لفترة ، يبصرُ الطريق فقط
ومئاتُ الأفكار تعتركُ بداخله

وجميعها تخصّ - ڤاليري - فقط
هي حتمًا قد استحوذت عليه

~

في ليلةٍ هادئة ، وسطَ ظلامٍ دامس
هي كانت تتأمل السّماءَ من النافذة

لم تغط عينيها في النّوم ، فقد زعمَ سالبُ نومها أنه قادمٌ على آخر الليل

لكنّه لم يأتِ بعد ، فهكذا ظلّت تسهرُ ليلها بانتظاره

تنهدت ثم شرنقت ذاتها باللحاف ، استقطبَ سمعها صوتُ هاتفها الذي يرنّ كرنين الرسائل بالضبط

من سيكونُ يا ترى ؟ تشانيول لن يفعل
لأنه أفصخ عن وداعٍ لا تليه عودة

إذًا من يكون ؟ الجوكر ؟
والذي لم يتعب نفسه حتى بتجريبِ الاتصالِ عليها ؟ رغمَ أنّه هو من جلبَ لها هذا الهاتف !! والخطّ كذلك

كل الاحتمالات تتهاوى واحدة تلو الأخرى ، ومع هذا كانت متخوفة من رؤية محتوى الرسالة وراسلها أيضًا

كانَ خوفها في مكانه ، راقبت الرقمَ فكانَ مجهولًا بأرقامٍ معدودة

ثم مررت لترى الرسالة ففاجئتها تلكَ الجملة
التي أبقتها حتّى الفجر تفكّر بمن تقصّد بثّ الرّعب لكامل بناها

- أنا أعلمُ أنكِ خائنة -

قضمت اصبعها بتوتر ، أنفاسها تعلو وتهبطُ بتواترٍ عنيف

فزّت مرتعشة ثم جعلت تذهبُ وتجيء مرارًا وتكرارًا
وهكذا ما لازمَ عينيها النّومَ طوال هذه الليلة ، حتّى الفجر

إضافةً أن بيكهيون لم يفي بوعده ،

ولم يحضر..

~~~

كانَ يومًا مريعًا بحق ، حيثُ تكدّست المخاوف برأسها فنسجت لها سناريوهات بإخراجها ، ولم تغط عينيها حتّى بالنوم

كان يفترضُ بهم أن يكونوا بالمقر ، فقد اقتربَ موعد الاجتماع الذي ستتولّد منه مهمة جديدة ، قيلَ أنها ستكون الأخيرة

هذا يعني أنه و في أي وقتٍ قد يتمُّ مناداتهم للحضور ، كما أنّ عصرَ التدريبات قد بدأ من جديد

جميعهم دون أي استثناءٍ يزخرونَ طاقتهم ، يجددونها و يذرفونَ الوقتَ بتنديدها

عداها هي ، من كانت بلا أي حيلة
بلا أي طاقة

كلما تحاول التصويبَ زاغَ عنها الهدف ، شُوّشَ بصرها وكادَ أن تغشيه غيمةٌ من الضرير

تلفظُ أنفاسها إثر دوارِ رأسها ، تضامنًا مع رهافتها ووهنا المُستنكر

ألقت ما بيدها وفرّت مبتعدة ، خانتها أقدامها فما استطاعت المضي في ركضها الحثيث حتّى أُثقلت خطاها تشعر ببطنها ينبهها على حروبٍ كوّنها السّقم

شاهدها البعض مستغربًا لكن لم يلحق بها أحد ، وكانت تلكَ نقطة جيدة كي تستريح

تفكّ رباط يديها بأنفاسٍ فاترة ، مع ارتخاء جسدها على طول الجدار حتى وصولها للأرض ثم الجلوس بوهن عليها

ثبتت رأسها بيدها التي لامست خصلها الرطبة ؛ إثر العرق

بينما تشهق وتزفر باستمرار

" إلهي ما لذي يجري معي؟ .."

تساءلت ثم رفعت رأسها ترمي ببصرها للسقفِ العالي وللنورِ المعلقِ هناك ، فتشعر برؤيتها تبهتُ فتكادُ تسقطُ من وعيها

" من الذي أرسلَ لي الرسالة يا ترى ؟"

طرحت السؤال والحيرةُ تعتريها وتغترفُ من طاقتها التي تغور المزيد ، ما كانَ سؤالها إلا افتتاحيةً للمزيدِ من الخوف ، الذي يتبعه تفشي لظلامِ المجهول ..

~~~~

لم تصادفه حتّى، لم يسأل عنها
ولم تبادر هي بالبحثِ عنه

لأنها كانت خائفة من مواجهته علّه يكونُ هو المرسل ! لكن تلكَ هي عوائدُ الجوكر يختفي لأيامٍ متواترة

حينما تترأسُ أشغالٌ أخرى جُل تركيزه ، فيبتعد ولا يظهر لفترة

ثمّ يعود باهرًا الطلةِ من جديد !

ما كانَ ابتعاده ذلكَ مريحًا يومًا لخافقها الرهيف ، إما أنه يرهقه بشوقه إليه أو بسقمٍ مؤلمٍ سواءً كان مقتًا أو خوف

كانت في مضجعها تسهبُ بصرها في الفراغ ، تعبثُ بحبلِ معطفها متلحفةً ببطانية الصمتِ قبل تلحفِ جسدها والذي يرتجف كل بضعِ دقائق

فجرّت البطانية ثم أبقت رأسها فقط خارجها ، ظنّت أن ذلكَ سيجعلها تلجُ في راحةٍ شديدة

وما عرفت الراحة طريقًا للوصولِ ضالةً حتّى أُشعلَ فتيلٌ كادت أن تستدلّ به فأحرقها ، هاتفُ ڤاليري الذي رنّ من جديد

رنّة تبعتها روحٌ كادت أن تُغرغر من حلقها ، شهقت بقوة كما احمرّ وجهها فقد بدأ تداعياتُ الاختناقِ بإظهارِ نفسها بها

هوى الهاتف منها ، وتبعًا لذلكَ صعدت يديها المرتجفةُ ببطء إلى صدعيها تضغطانهما علّ ذلكَ يبثُ لها المزيدَ مما يسمى بالاستيعاب

كانَ الرقمُ المجهول ذاته ، تصحبُ رسالته هذه المرة

صورة !

ليتها كانت صورةً لها هي كدليلٍ دامغٍ على وقوعها في حفرةِ الخيانة

لكن لا ، كانت إرهابًا
تهديدًا ووعيدًا بالموت !

أنثى ما علمت هويتها ، وبالرّغم من تلطخ وجهها بالدّما إلا أنّ معالمها واضحة ، إلا لها

طُبعت أصابعٌ على رقبتها ، لعلّ قاتلها أهلكَ روحها بالخنق فتركَ أثارًا تتبادلُ بينَ الأحمر والأرجواني

كدمات في بقعٍ مختلفةٍ منها ، شعرها مبعثر تمامًا وعيونها مفتوحة كمن كانت شاهدةً أخيرة على من افتعلَ ذلكَ بها

هذا و الشروخُ التي بعثرت هنا وهناك ، قاتلها قد عذّبها حرفيًا بلا أي رحمة

تبعَ تلك الصورة ، نصٌ أسفلها

- هذا هو مثوى الخائنين
جحيمي -

حملت هاتفها للمرةِ الثانية كي تتأكدَ من صوابِ ما رأته ، من أن عقلها لم يبرح من مكانه ويفرضُ لها تخيلاتٍ دموية

لكن من تلكَ الفتاه ؟ ومن المرسل؟

ما طفرَ في عقلها إلا شخصٌ واحد ، هزت رأسها بجنون حتى غطت خصلاتها مرأى بصرها

هذا كي تنفكّ صورته عن مراودة ذهنها ، لا يمكن أن يكونَ هو الفاعل

إذًا من ؟ هي طفقت تبكي من الخوف

أجبرت أصابعها المرتعشة على ضربِ سهم الارسالِ بعدَ أن كتبت جملةً ما عرفت كيفَ قد كوّنتها حتّى

من شدّة رهبتها من كلّ ما وقعَ فوقَ رأسها فجأةً

- من أنت ؟-

هل كان ليجيب ؟

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

فزّت متعرقه ، كلّ خليةً منها تعتركُ مع اختها
جسدها مضطرب وعقلها كذلك

ركضت كي تفرغَ ما تداعى إلى فاهها

ثم عادت شاحبةً متشققةً الشفتين ، كأرضٍ بور جدباء تغرّبت عنها الأمطار لفترة

كانت في رأسها فكرة واحدة ، ستنفذها بعد أن يستوي جسدها

وكان الهاتفُ قد لازمَ يدها من جديد ، تتذكر ما جعلَ من ليلتها سوداوية ثم اقتحمَ أحلامها فخربها ببراعة

فجعلها تفيقُ على نوبةٍ من الذعر ، ذلكَ الخوفُ المريع

لا تعلمُ كيف قد التحمَ جفنيها سويًا حتّى ، ربما تعبها الشديد هو ما أرغمَ جسدها على الارتماءِ في حضنِ النوم

بتأكيد ، ليسَ النومَ حضنًا دافئًا حتى لها
الأحضانُ الدافئة الوحيدة التي ارتوت من أمانها كانت أحضانُ بيكهيون

والآن هي ليست متأكدة ، إن كانت أحضانه تلكَ متاحةً لها مرةً أخرى أم لا ..

- من أنت ؟-

و هو قد أجابَها عليها بـ

- شيطانٌ فرّ من جحيمه فقط كي يقطفَ روحك ثم يعودُ من جديد ،
أخذًا اياكِ معه إلى باطنِها -

--------------------------

☺🌚☺

من المرسل يا ترى ؟

تعب ڤاليري 😰

تعودتوا على وقفاتي الرائعة ولا لسة ؟ اني واي بكرا ميلادي ابي اسمع تهاني حارّة من اليوم لبكرا تخفيفًا من شعوري بكوني سأكبر بالسن وأنا لا أحب هذا الشعور أبدًا

أود لو أظل صغيرة كبيتر بان 😍

سلام ❤

لنلتقي ♥


سلمت يداكِ baekmizehyun على الغلاف ♥

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro

Tags: #exo