Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

•♦ قضية افتتان ♦•

' محكمة '

ضربَ القاضي مطرقته مستقطبًا انتباه كلّ من في القاعة ، حان وقتُ الجدالِ في تلكَ القضيةِ المعقّدة والتي ذرفت وقتًا حتّى وصولها لذروتها

متى سيصدر الحكم ؟ اليوم ؟ أم جلسةٌ أخرى مرهقة لهيئة المحلّفين ؟ ' المشاعر ' هكذا نسمّيهم في محكمتنا هذه

نظرات مستعرّة يتبادلانها كلًا من المحامي والمدّعي العام ، كلاهما يسعانِ للظفرِ بهذه القضية كي تكونَ بصفّ موكلَيهما

قلبين ، أحدهما مقيدٌ بأغلالِ الغرامِ والآخرُ اتهمه بتعذيبه بالهيام

______________

بينَ تلافيفِ قلبي أنتَ تقطن

__________________

جمعت أطرافَ الوشاح الذي يغطي نصفَ بدنها ، ثم قررت حثّ قدميها للبدء في مهمةِ البحث عن من اختفى فجأة من مرأى ناظريها

كانا على الأريكةِ معًا ، يصطلونَ عندَ المدفأة
بينما يرخي كلّ واحدٍ فيهما أثقاله عن عاتقيه فيجعلها شاغرةً لاستقبالِ وزنِ الآخر فقط ، لتصبحَ الدنيا مقبولةً للعيشِ أكثر بعدما كانت ذليلةً بأبصارهما

غفت في صدره ، الوسادة الآمنة التي جحدت من أجلها وسادتها المخلصة لها في كلّ حين ، كمّ مرّةً قد تشرّبت دموعها الغزيرة وأمسكت رأسها عن السقوطِ إلى صلابةِ الأرض ، كمّ مرةً قد واستها بليونها التي تناقضُ ما عهدته عن الحياة القاسية والجّافة ؟

لكن مؤخرًا هي تجحدُ كلّ شيء ليسَ فيه عبقُ بيكهيون ، لو تعطّرت الوسادة بعطره مثلًا فستعيدُ لها قداستها من جديد

' أينَ أنت ؟' لفظت السؤال مع خطاها الباحثة عنه ، في أرجاء هذا الكوخِ الذي يحتويهم من أجواءِ سيئول الباردة

هي لم تطأ بقدميها كل بقاعه لذا من المتوقّع أن لا تعلم كلّ شيء عنه ، انهت رحلةَ استكشافها مع رؤيتها لذلكَ الباب الخشبي و الذي يواري خلفه مساحةً خاصّة ، تتشكّلُ أرضيتها من أحجار البازلت الناعمة وجدرانها عبارة عن زجاج تقبعُ خلفه تلكَ المساحةُ المحتشدة بالخضرة ، و التي سبقَ وأن رأته يفرغُ بندقيته فيها

على بعدِ مسافةٍ أقلها ثلاث أمتار ، هو يرخي أطرافه داخلَ الحوضِ الساخن الذي يجاورُ الجدارَ الزجاجي

في خلوةٍ شديدة الهدوء مع نفسه
يبارحُ العالم بعقله ، متجاوزًا طبقة التروبوسفير
وصولًا إلى الاكسوسفير وما بعدها ، هناكَ حيثُ تسكنُ الأصوات تمامًا في هدوء لا يهابه هو

ابتسمت مع أفكارها الجانحة بإفساد خلوته عليه ، حينما تكونُ هي معه

لا يجوزُ له أن يقرر فجأة الانتحاء عنها ، فكما قال

هي طمّاعةٌ جدًا به ..

خطواتٌ خافتة جدًا حتّى لحظة وصولها إلى حوافِ المغطس السّاخن ، حينها قررت المجاهرةَ بصوتها نازعةً هو من غمرةِ الهدوء

" بيكهيـــون "

فتحَ عينيه وقد كان وجهه خاليًا من التعابير كما أنه لم ينبس بحرف ، فقط أبصرها بجمود أوصلَ لها انزعاجه مما فعلت

فتحدّثت هي بغرضِ اغاظته ، ألم نقل أنها صبيانية ؟

" كيف تجرؤ على عدم دعوتي لمشاركتكَ المغطس ؟ أنا حتى لم أكن أعلم بوجوده ، أنتَ شرير "

" أجل أنا كذلك لذا ولا كلمة "

" هل تظنّ أنني سأذهب هكذا ؟ لا تحاول
سأدخل !"

هوى الوشاحُ للأرض لتبادرَ بنزعِ كسوتها عنها فلم يزل عينيه أبدًا ، و بالرغمَ من تمثله للبرود إلا أن مشاعره قد هاجت تصفقُ ببعضها البعض في حربٍ طاحنة

لم يعتد بعد على منحنياتها الخلّابة ، ففي كلً مرةٍ يتسنّى له رؤيتها هو يُذهل زيادة ويسأل السّماء بقلبٍ خائر ' ترى ما لذي فعلته في حياتي حتّى أستحقّ هبةً كهذه ؟'

أبقت القطعتينِ التي تغطّي تلكَ المحرّماتِ التي لا تقودُ إلا لارتكاب المعاصي

ثم أدخلت ساقها بكلّ رقةٍ تخوفًا من حرارةِ الماء ، أخيرًا أصبحت على الجهةِ المقابلة له تغلقُ محّارتيها تشعرُ بجسدها يتراخى مع تحرر أطرافها المستسلمة لسخونةِ المياه

مريحٌ للأعصابِ التي تخوضُ في معاركَ دائمة ، كأعصابها على سبيلِ المثال

لا حاجةَ للتفكير فقط أرح ذهنكَ وأحجز له تذكرةً في درجةِ رجال الأعمال ، دعه يترفّه بعد كلّ هذه الأشغالِ الكادحة التي افتعلها هو من أجلك!

هي فجأة تذكّرت أن هناكَ شاغلٌ للذهنِ يقبع تمامًا أمامها لذا فتحت عينيها لتراه من تناسته بفضلِ هذا المغطسِ المريح

عذرته الآن على تناسي وجودها معه ، لكن ما أثار استغرابها هو عيونه التي لم تكن مغلقة كما كانت عندَ دخولها

" ماذا هناك ؟"

رطّب شفته ليقول

" تسألين بكل براءة ؟"

" إن كنتَ تريد مغادرتي فلن أفعل "

" لا تغادري لكن ، امهلي قلبي ساعةً من الهدوء !
رجاءً "

طوت شفتيها للداخل تكبحُ ضحكةً جامحة ، ثم قررت أن تردّ عليه بما خطرَ ببالها الآن

" هكذا نتعادل ، كلانا لا نرفقُ بقلوبِ بعضنا البعض
أخيرًا أشعرُ أن الحياةَ لا تزدريني !"

بعد حفاظه على ثباتِ وجهه لفترة هي قد جردته من هذا الثباتِ ليضحكَ رغمًا عنه ، الازدراء تعبيرٌ جيد لما تفتعله الحياةُ فينا

" إذًا اقتربي ، أنا غير مرتاح ببعدك "

" ولن أرتاحَ أنا بقربك "

" ماذا تعنين ؟"

" نظراتكَ وحدها ترعشني
ما لذي تفكّر به ؟"

هذا لأن عينيه مستوية ، وملتاعة !

فارتفعَ طرفُ شفته الأيمن مع انغماسِ نظراته في حبرٍ أشدّ قتمة مما سبق

" أتعلم ، لطالما تساءلت
ترى كيف تستحمّ مع ذراعكَ الآلية ؟ "

قررت الحديثَ عن شيء آخر ، في خضم توترها من نظارته هذه

" ماذا ؟ أتظنين أنني قذر ؟
إنها مضادة للماء ، كيف أتعايشُ معها إذًا ؟"

منذ البداية كانت تحاولُ التحرش بهدوئه حتى فلحت بإغاظته بهذا الشكل ، كان هذا طريفًا لها لكنه مزعجٌ جدًا بالنسبةِ إليه ، حتّى أنه صفعَ الماءَ تعبيرًا عن الغضب

" سأعاقبكِ لهذا "

" أوه علي أن أهربَ الآن !"

قالتها ثم أطلقت سربًا من الضحكاتِ والذي اُُقتطع فجأةً مع ارتطامِ صدرها بصدره ، ففرت منها شهقة

مستنجدة بالرّحمة~

بقدرِ استماتتها لقربه بقدرِ ما هي تموتُ فعلًا بقربه ، حياة وموت في آنٍ واحد مما يربكُ الرّوحَ المٌتحيّرة داخلها

" اختاري
أي العقابينِ أهون
هنا أم في الغرفة ؟"

لفحَ دواخله السّاخنةِ قربَ أذنها لترتعش ، كلا الأمرين يثيرانِ ذعرها فما عرفت الاختيار

" ألا يمكنكَ مسامحتي ؟"

صوتها مُرتبك تمامًا كخافقها الذي رُجّ بجنونٍ الآن ، أحتجزها في حيزه مع ذراعيه التي كوّنت القضبانَ حولها ، يهزّ رأسه ببطء مردفًا دون الاستعانةَ بناطقه ' لا '

" أعلي الاستلام ؟"

" ربما أغفرُ لكِ حينها وأخفّفُ من عقابي "

ابتسامةٌ تستتر بخمارِ الخجل قد رُسمت في شفتيها فتبعتها ابتسامته هو ، شعورها بيديه تسرحُ وتمرحُ فيها أمرٌ مهيب لكنّها جسورة كفاية لمواجهةِ مهابته هذه

تراجعَ رأسها للوراءِ مع تحرير تأوهٍ منها إثرَ تمرّدَ شفتيه على رقبتها ، كانَ مندفعًا كأسدٍ هائج وهي محضُ هرّة صغيرة بينَ يديه لا حولَ لها ولا قوة

إذًا ..

فلترفق بها يا سيد بيون -

~

ولأن لها عيونُ كلّما غُصتَ صوبها انفضّ سوادُ قزحتيها وتفشّى نورُ قمرها الباهر ، متلألئ كسطحِ البحرِ حينما تغطّيه عباءةُ الظلامِ فيأتيه القمرُ متسللًا يرفعُ طرفَ العباءة كي يباسمه ويشاركه وحدته ، لا 'خوفٌ عليكَ من هيبة الظلام فأنا سأحميكَ حتّى طلوع الشّمس' هكذا هو يقولُ له كلّ ليلة

ولأن لها خدّينِ قد امتلأ بستانهما بأزهارٍ وردية تجتذبُ كلّ فراشاتِ الكونِ إليها

ولأن لها ثمرةٌ حمراءَ قد أيعنت بعدَ إغداقها برضابه هو

كانَ لابدّ أن يعفو عنها ويصفح ، نظراتها البريئة والطالبة للسماحِ تقشعُ كلّ رغباته الداكنة بخلافِ هالةِ الضياء المحيطة بها

فتراجعَ عمّا بدا له مباحًا الآن ، النفسُ الأمارةِ بالسوء وما تفعل !

" حسنًا أستسلم ، لا أستطيع إيذائكِ
ليسَ الآن على الأقل "

أنهى جملته بابتسامةٍ متوعدة بلقاء آخر مع وحشه الضاري ، تنفست الصعداء ممتنة

رغمَ أنّها لم تبادر بأي رفض ، هي لن ترفضَ اقترابه منها مهما كانت غايته ، أبدًا !

لذا تساءلت من عودته للجهةِ الأخرى المقابلة لها ، بكل هدوء كما لو أنه لم يهيجَ فجأةً منذُ قليل

من الواضحِ أنّه شخصٌ ذو قلبٍ رحيم ، عطوف
وما فتئ يراوده شعور أنّها طفلةٌ بينَ يديه

هذا وحده ، يغصبها على حبّه زيادة !
ويجعلها تسرحُ فيه بافتتان

___________________

اتخذت الفرشةُ الخشبية مكانًا عندَ ذقنها بينما تغشاها هالةٌ من الشرودِ في ذاك الآخر ، الذي كانَ يجففُ شعره بالمنشفة

والغيمُ ناصع البياضِ يشرنقُ خاصرته فقط ، جزئه العلوي يبدو ساطعًا كضوء الشمس ! حتّى أن ذراعه الآلية تلمع !

خيالها فذ ، وهو قد لاحظَ شرودها هذا يوقف يديه عن تجفيفِ شعره ، مع جمع حاجبيه معًا

" توقفي عن التحديقِ بي هكذا ، ستسقطُ منشفتي على هذا المنوال "

أفاقها مما كانت فيه ، فارتفعَ طرفُ شفتها مشهرةً ابتسامةً خبيثة مع التفوه بـ

"سيكونُ هذا مشوقًا "

حتى هذه اللحظة هو يستعجبُ من هذه الفتاه ، جرأتها دائمًا ما تبقيه مذهولًا كما هو الآن

حثت قدميها نحوه ثم مدت له الفرشاة

" أيمكن أن تمشطَ لي شعري
أشعر بالكسل ؟"

مثّلت تلكَ اللطافة التي لا تمد لها بصلة مع زمّ شفتيها على آخر الجملة ، وكأن ذلكَ سيذعنه لها

لكنه فقط أبدى تعابيرًا منزعجة مع أخذه للفرشاة ثم الاشارةِ لها بالتوجه صوبَ الكرسي المقابل للمرآة

أرخت اكتافها محبطة لأن تعابيرها تلكَ منذ السابق لم ترهف قلبه ؛ لأنها ليست مجبرة على افتعالِ أمور لا تشبهها حتى ترهفه !

" هل أخبركِ بشيء مشوق؟"

بدى عليه الحماسُ بعد أن بدأ بتمشيطِ خصلها الرطبة ، همهمت كإجابة فكانَ يسترقُ النظرَ لها عبرَ المرآة ثم يعاود النظر إلى خصلها الماكثة بينَ يديه

" حفلة عيدُ ميلادي ستكون بالغد "

رمشت مندهشة ولم تنبس بحرف ، لأن أول ما جالَ بفكرها هو أمر الهدية

حتمًا لا تعلم ما يجدرُ بها اقناءه لأجله

" وليست حفلة واحدة "

هذا أمرٌ إضافي يتطلب منها الانصاتَ له بتمعن

" السيد بارك أيضًا يود إقامة حفلة لأجلي !"

نطقها ثم قهقه قليلًا ، لكن هي لم تستطع أبدًا فهم ذلكَ ، فسألت على الفور

" لماذا ؟! لماذا يريد فـ.."

" من دون ولماذا نحنُ دائمًا ما نطعنُ ظهورنا من الخلف بينما نحتضنُ بعضنا البعض ، هكذا تكونُ سياساتُ العلاقات بينَ ذوي السلطة

فقط سينتهي الأمرُ عمّا قريب

عليه أن يقلق بعد فشله الدّائم بالقضاءِ علي من خلفِ ظهري "

" وماذا ستفعل ، هل ستذهب ؟"

" جميعنا سنذهب ، إنها حفلةُ الوداع "

شحبت تمامًا ولم تستطع مجاراته بشأن لهفته لأجلِ ذلك ، تعلمُ أن هناكَ المزيد من الأفكارِ التي لم يطلق لها العنانَ بعد ، وأن ابتسامته لا تبشرُ بالخير

هناكَ سلسلةٌ من الخطط في رأسه ، وهناكَ قلق حقيقي يختلجها جراءَ ذلك

والأهم ، أستراه هناك؟

الضابط بارك تشانيول ؟

_____________________

لا حاجةَ للؤلؤ منضودٍ حولَ جيدها ، فهي لؤلؤةٌ بحدّ ذاتها ، غاصَ البحّار إلى أقصى قاعِ محيطِ النوادرِ فحصدها ، بمحارتها الصلدة والتي تحميها من تمرّداتِ ما حولها عليها

لكنّ ذاك البحّار قد توعدَ ذات ، مذ أن استلها بينَ كفّيه ، أنّها ستكونَ مقدّرة للأبد

جمالها لا يفنى و صلابتها ستزدادُ مع مضي الأيام ، حتى لو نتجَ عن ذلكَ أن تكونَ قاسيةً تجاهه هو

" فقط أريدُ أن أخبئكِ تحتَ أكنافي
لا أريدُ من عيونِ البشرِ أن تبصركِ حتّى "

" بيكهيون أنتَ تتملّكني هكذا "

حث أصابعه المغلفة بالقفازِ الجلدي على أن تحرّكَ أطرافَ شعرها كي تسترَ المزيدَ من أكتافها المكشوفة ، وترقوتيها البارزتين

هي ارتبكت من فعلته هذه لأنّ هناكَ ما تخفيه في بقعةٍ ما قريبة من مسارِ يديه منذ قليل

" عيونُ البشر سطحيةٌ جدًا ! أكره هذا "

" ألستَ بشريًا كذلك ؟"

سألته بعدَ أن ابتعدت عنه قليلًا تتفحّصُ مظهرها على المرآة ، ثم تعودُ إلى من أصبحت خطواته تقودُ إلى خارجِ الغرفة

" لا ، أنا سايبورغ "

تساءلت عاقدةً حاجبيها مع إدغامِ رغسها في لويه لمرفقه ، تمشي جنبًا إلى جنبٍ معه متجهينَ إلى بقيةِ أعضاء الفريق

فلقد اتفقوا على أن يتقابلوا في آخر المقرّ

"ماذا يعني سايبورغ ؟"

ابدى ابتسامةً حذقه جعلتها تقلّب عيونها مباشرةً

" نصف آلة نصف بشر "

توقفت عن السير ترشقه بعيونها

" ذراعكَ فقط الآلية !"

" تعابيركِ أصبحت حادّة أكثر
ڤاليري إن مزاجكِ متقلّبٌ كالطقس
هل أنتِ بخير ؟"

رفعت أكتافها أي أنها لا تدري ذلك ، وبما أن الأمرَ ليسَ بتلكَ الأهمية هما لم يكثرا الحديث به فقط أكملا الطريقَ وصولًا إلى بقية الفريق

أصواتُ التصفير والتصفيق تعلو بالأرجاء فكل فردٍ منهم يمتدحُ مظهر الآخر ومن هنا نستطيع قول أن الحفلة قد بدأت قبل أوانها حتّى

" بيكي والبذلة ناصعة البياض
أفضل تجانس قد عرفه الكون !"

كانَ ذلكَ ثناءُ سولار من انطلقت عنده تهندم ياقته ، هناكَ من يشتعلانِ كموقدٍ خلفهما

" تبًا ، أهذه هي تلكَ الصغيرة ؟ كيف تكبرين بهذه السرعة ؟"

تساءلَ سيهون مع مسحه لڤاليري بعينيه فانضمّ له جونغ إن كذلك

" صاروخ ! أنتِ صاروخ بشري "

" لو لم تخرس فسأقذفكَ للفضاء بصاروخ كاي وأنا جادة "

يعمّ الصمتُ فورًا حينما تتجهمُ سولار ، حرفيًا هي تجعلُ من جميعهم يحبسونَ أنفاسهم لأنها سريعةُ الثوران ، هناكَ واحدٌ فقط يستطيع تهدئتها كالعادة

" دعكِ منه هو يود اشعال غيرتكِ لأنكِ كنتِ تمتدحينني منذُ قليل "

قال يربّت على كتفيها فتهدأ بالفعل كما هو متوقع من كلماتِ البلسمِ خاصته

جمع انتباههم بكفيه كي يتحدّث بجدية الآن

" أعرف أنكم تحبون الطعام حبًا جمًا
لكن امسكوا انفسكم !

لا تشربوا ولا تتذوقوا أي شيء
لا تعلمون ما قد يوضعُ لكم فيه

أنا احذركم فلا تتصرفوا كالأطفال !!"

رغمَ الجدّية التي كانت في محياه إلا أنّهم يمسكونَ بضحكاتهم ، والتي انفجرت فورما نطقَ سيهون بـ

" أمومة بيكهيون تظهر من جديد !"

قلّب عينيه يحث قدميه على السير للخارج متجاهلًا إياهم ، فريقه الذي لا يخجل ما زال يقهقه خفيةً عليه

إلا أنّ ڤاليري قد استوقفت كيونغسو مبتسمة ، فلتفتَ لها على الفور وهكذا قد فوتا بقيةَ الفريق

" لم نتحدث منذُ فترة ، كيفَ حالك ؟
آوه أنتَ تبدو أنيقًا جدًا اليوم
قمتَ بحفّ شعركَ قليلًا صحيح ؟"

هي تحدثت كما لو أن فاهها كان مملوءً بالكلماتِ الموجهةِ إليه ، كما عقلها الذي احتشدَ بكلّ ذكرياتها معه

لقد كانَ لطيفًا معها على الدّوام ، يسعى دائمًا لأن تكونَ بخير ، رغمَ انغماسه في هالةٍ من الهدوءِ عادةً كما أنه يبدو مدرعًا ضدّ من حوله طوال الوقتِ إلا أنّ تواصلها معه كان أسهل بكثير من البقية

ربما لأنهما يتشابهانِ في نقطةِ التدرّع ! ، هذا هو التفسير الأرجح كما يبدو

هي لامست طرفًا من سترته تجتذبُ انتباهه زيادة ، لكنها تفاجأت بردة فعله ، كيفَ أنّه عادَ للوراءِ خطوتين تقريبًا حتّى تنفصلُ أصابعها الممسكةِ بسترته عنه

ابتسمَ ببهوتٍ قبلَ أن يقول

" أنا بخير شكرًا على سؤالك
أنتِ تبدينَ جميلةً كذلك ، كالعادة "

هكذا أبترَ أي حوار قد يمتدّ حبله بينهما ، أسدلَ عليها ستارًا من الضبابِ مع خطواته المبتعدة

ظلّت تسهبُ بصرها في كيانه المنفتل عنها ، لم تفهم شيئًا

وهكذا أيقنت أن القلوبَ كما تلين فهي تتحجّر !
بغتةً دون أي إشعارٍ مسبق

___________

خرجَ جميعهم من سيارة الليموزين ، كانَ آخرهم هو القائد - الجوكر الأحمر - وبدوره هو قد انتظرها حتّى تحطّ بقدميها على البساطِ الأحمر المؤدي إلى القاعة

مدّ لها كفّه مع طيفِ ابتسامةٍ تحفّز أنوثتها على الغليانِ جوفها ، قد نسيا تمامًا أن هناكَ آخرين يقفونَ بانتظارهما

" ما مشكلة هذين الاثنين ؟"

هسهس كاي قربَ سيهون والذي كانَ بدوره يضيّقُ جفنيه في محاولة حزرِ ماهية علاقتهما الآن

لا بأس بالتروي فكلّ الخبايا ستتجلّى كشمسِ الضّحى الآسرة ~

ضربتِ الرّياح فتبعثرت خصلها السوداءُ قليلًا كما تبعثرَ كيانُ الواقفِ قربها والذي أحاقَ يدها بذراعه باسطًا ابتسامةً فارهة و بسيطة في آنٍ واحد

" إنهم يلاحظوننا "

همست مع سرحانِ عينيه بها ، عينيه التي أجمعت كوكبةً من النّجوم المستعرّة

وكما هفتِ الريحُ بخصلها هفا قلبه المُستحوذِ من قبلها فترنّحت كلماته قبلَ أن تستوي ثم يقول

" سيعلمون جميعًا اليوم "

توسّع جفنيها بدهشة ، أسيفعل ؟!
طرحت السؤال بعيونها فقط أما هو فقد حث يدها على الالتحامِ مع ذراعه كي يسيرا برفقةِ الجميع نحو الدّاخل

قرنَ عقلها هذا اليوم بذكرى
فائتة ، حينما حضرت برفقتهم حفلةً ضخمة كهذه

وقابلت فيها تشانيول للمرةِ الأولى ، لكن سرعانَ ما شتت عقلها تلكَ الذكرى لأنها كانت مغموسةً في حبرٍ أقر أن يكتبَ في صفحاتها الألم لأيام تليها أيام

~

كل محفزاتِ الانبهارِ لم تفز بقلبها الذي شهدَ أعتى ضرباتِ الانبهارِ مع بيكهيون ، لذا لم تشرد ولا للحظةٍ في تصاميم الحفلة أو أزياء من يعبرون وحتى الموسيقى العالية لم تكن من ذوقها لتنسجمَ معها

فكّت عقدة يدها عنه فعبسَ حاجبيه تلقائيًا يسألها بكل حزمٍ كما لو أنّ أبوةً قد كسحته في طرفِ ثانية

" إلى أين ؟"

" سأجلس برفقة كيونغسو ، لا أرتاح بالتجوّل هكذا "

" ولا أنا ، أنظارهم تكادُ تخطفكِ منّي !"

" سأخطفُ عيونهم وأهوي بها في مكانٍ سحيق ، لو كانَ هذا يزعجكَ كما يبدو "

قهقه على الفور ثم أشهرَ سبابته ينبهها على نقطةٍ ما

" عقدتُ هدنة للسلامِ هذا اليوم "

" إذًا لن أكونَ متوحشة ، سأتجاهلهم فحسب
وداعًا "

انسحبت من محيطه وليسَ محيط عينيه المتتبعة لخطاها ، حتى لحظة جرّها للكرسي المحاذي لصديقه

هنا

هو قد إرتاح~

______________

حمحمتها لم تحرّك شعرةً منه ، لم يلتفت ولم يعرها أي شيء تحتَ مسمى الاهتمام

" معلم كيونغ لمَ تفعل معي هكذا ؟"

سألت فجأة بصوتٍ متهدّج ، فهي لا تحتمل التجاهل
لأنه ينخرها ببطء ثم يرديها ضعيفةً قبال تداعياتِ البكاء

" أفعلُ ماذا ؟"

سألَ يمرر عيونه في وجهها القريبِ منه ، استاءَ من هذا القرب كما استاءَ من عيونها التي برقت تنويهًا للدموع الباحثةِ عن نقطةِ تجمّع كي تنفذَ خطّة الإخلاء

" تتجاهلني ، في ماذا أخطأتُ بشأنك ؟
أنا آسفة على أي شيء سيء فعلته
لكن فقط لا تتجاهلني هكذا "

ما كانَ البكاءُ سهلًا لها وما كانت مشاعرها تتقلّبُ كذلكَ بهذه السرعة ، لذا باتَ الأمر غريبًا جدًا بالنسبةِ إليه وحتى بالنسبةِ لذاتها

أحنت رأسها مع سحبها لمنديلٍ يزيلُ عنها الدموعَ قبلَ أن تفسدَ الكحلَ عليها ، وأثناء مسحها للدموع هو قد تحدّث

" لستُ أتجاهلك ، أنا أعرف بيكهيون
هو غيور جدًا لذا لن يرتاحَ إن كنّا مقربين كالسّابق "

والحقيقة أن بيكهيون يوافق تمامًا على تواجدها معه بل إنه يأتمنه عليها كلما تركها رفقته ، لابدّ أن هناكَ سببًا آخر يتوارى خلفَ ستارِ نظرته الخفيضةِ هذه

كوّرت المنديل داخلَ يدها ثم أدارت وجهها إليه كي تسأله

" هل تعرفُ عن علاقتنا ؟"

" أعرف كلّ شيء عنه حتى لو لم يخبرني بذلك "

سكنت هي قليلًا كما فعلَ هو ، من كانَ يمرر عينيه على الحاضرين

ثم أردفَ بعدَ بضع دقائق بـ

" إضافةً إلى أنني متضايق جدًا من كلّ هذا ، حفلة ميلاد ؟ للتو كانَ سيجعلُ من أوراحنا تضيع بلعبةٍ سخيفة منه ، أنا لا أحتمل مجاملاتِ بيكهيون الكثيرة هذه ، أعلمُ أنه يفعلُ ذلكَ بغيةٍ للحصولِ على الوقت وهكذا أمور ، لكن لم يعد بإمكاني احتمال رؤية ألدّ أعدائنا يضحكونَ هكذا أمامَ وجهنا بينما الحياةُ ما زالت باقيةٌ في أجسادهم "

كلماته الأخيرة ، جعلت من حاجبيها يلتحمان على الفور

" كيونغ المهمة الأخيرة اقتربت أليسَ كذلك ؟ هو يفعل هذا لأن كل شيء سينتهي عمّا قريب ، يودّعهم بالأصح !"

" أستطيع جعلهم يودّعونَ الحياةَ الآن ، فقط لو يتركني أفعل ذلك "

قال مكونًا قبضة محمرّة بكفّه التي كانت للتو مبسوطةً برخاء عندَ حجره ، لم تنبس بحرفٍ آخر فلم تجد ردًا على ذلكَ إلا أن كيونغسو قد توقفَ عن إبصار كلّ من في القاعة بحقد محولًا عينيه إليها

" أتعرفين أنني مستعد للهتكِ بأي شخصٍ يمسّه بسوء ؟ أي شخص قد يفطره أو يفكّر حتّى بذلك
ولن أتركه يوقفني أبدًا عن قتله "

" كلماتكَ تبدو مظلمة جدًا معلمي "

قالت مع شعورها بهالةٍ من الظلالِ تلتفّ حولهما بفضلِ ما تفوّه به ، هذا لا يبدو مألوفًا لها

وأفكارٌ كهذه لا تراودها حتّى ، في هذه الأيام هي حتى لا تفكّر بأشياء سيئة أو حزينة أو حتّى قاتمة اللون كهذه ، بيكهيون فقط دون الجوكر الغامض

بيكهيون الذي يجعلُ نابضها يفز كلما اقتربَ هامسًا باسمها

" هذا هو أنا ، كيونغسو "

ظنّت أنه يثبّت عيونه عليها فارتعشت لأنه ما كانَ يرمشُ حتّى ، صريمٌ حالك قد سوّر جفونه مع ابصاره لبقعةٍ ما خلفها ، فلتفّت لتعلمَ ما خطبُ نظراته السوداويةُ هذه فأدركت أنه كانَ يتقصّد تشانيول بها

ذاك الطويلُ ذو الجسدِ الفاتن والبذلة المتناسقة مع كلّ انعطافات جسده ، تستطيع الشعور أنّه مغلفٌ بعطرٍ فاخر كما مشيته الواثقة وخطاه الشامخة كعارضِ أزياء

فتبادلت عيونها بينَ ابصار كيونغسو ثم اللحاقِ بهيئةِ الآخر ، كما لو أنه يرشقه بسهامٍ من السّمّ مع كلّ خطوةٍ يخطوها هو

اجتذبَ انتباهها صوتُ احتكاكِ السّكين الموضوعِ جنبَ صحنِ الحلوى ، حينما سحبه ثم ثقبَ الحلوى به حتى ارتطمت حافّةُ السكين بالصحن فصدحَ الصوتُ حولهما

توسّعت عيونها أكثر لدى رؤيته يقطّع الحلوى بـ شراسة !

" قال لنا الجوكر أن لا نتـ"

بترَ جملتها كما بتر أنفاسها حينما لفظَ كلماته المتجانسة مع ابتسامة الاختلال الطفيفة التي رُسمت على شفتيه

" أنا فقط أتسلّى "

ارتابت كما صعُبَ عليها آخذُ أنفاسها ، هبّت واقفة واستأذنته للمغادرة

مسرعةً إلى بيكهيون الذي كانَ يكلّم رجلًا في منتصف العمر ، أمسكت بذراعه فتشبثت به عسى أن يُبثّ دفءُ الطمأنينةَ إليها

التفت لها فابتسمَ على الفورِ ثم جعلَ يعرفُها على الذي أمامه

" أوه إنها حبيبتي وجوهرتي الثمينة ڤاليري
وهذا أحدُ الرجالِ الذين استثمر معهم بأسهمي "

لم تكن في وعيها أثناءَ بدئه الحديث ، لكنها استغربت من كلمته الأخيرة فسألته هامسة

" تستثمر ؟"

" ألم أخبركِ أنني أمتلكُ ثروة عائلتي ؟"

أجابها هامسًا هو كذلك ، ثم علا صوته يلوّح بالوداعِ للذي كانَ برفقته منذُ قليل ، أخذها معه لمكانٍ آخر ثم جعلها تمتثلُ أمامَ عينيه ممسكًا بأكتافها

" تبدين منزعجة ؟ هل نرقص ؟"

" لا !"

قالتها بلكنةٍ مرتبكة مع رؤيتها لشبحٍ قادم من خلفه ، دعت ربها أن لا يأتي إليهما لكنّ دعواتها كانتَ متأخرة جدًا

عند وصول تشانيول إلى كليهما

" أووه بيون بيكهيون !! إنه يوم ميلادك يا رجل
لابد أنه اليوم الأفضل في هذا العالم ، كيفَ حالك لم نرى بعضنا منذُ فترة !!"

قالها بجهوريةِ صوته مع مدّ كفّه بغرضِ أن يصافحه الآخر

التعابير التي أبداها بيكهيون في تلكَ اللحظة ، ردمت كلّ ركائزِ الثباتِ داخلها

تغيّرت تعابيره تمامًا ، ولاحَ الرماديّ في سحنته

فتساءلت ، كمّ من المقتِ يحملُ في جوفه لذلكَ الطويل يا ترى ؟

تشانيول ، كفّه قد خجلَ من كونه معلّقًا في الهواء ، فأعادَ كفًه إليه مع مراقصةِ أصابعه كما لو أنه ينثرُ وقاحةَ الآخر معه كالرذاذ

ابتسامته لا تفارقُ محياه ، وكلما غاصت غمازته زيادة في خدّه وكأنه في أكثرِ لحظاته حبورًا

" أتتذكر حينما كنا نحتفل سويًا بعيد ميلادك ؟
مع بقية الرفقة بالمدرسة ؟"

سأل مع غمسه لكفيه في جيوبه ، ومازالَت عيونُ من أمامه خالية من كلّ لون

" وبعد أن تخرجنا ، حفلة لم الشمل كانت في يوم ميلادك ألا تتذكر ؟ آه كان ذلكَ منذ وقت طويل
اشتقت لتلكَ الأيـ.."

" كلا لا أتذكر "

هناك كمّ جليل من الخبايا في نظرته وجملته الباهتة
كطقمٍ متكامل مع عيونه ونبرةِ صوته كذلك

ڤاليري تعيشُ الحدث المريبَ هذا بشفتين مطبقة ، و ارتجاعاتٍ عديدة لريقها علّ حلقها لا يجفُّ من قحطِ الارتياب

كانت شاكرة حتّى الآن لعدمِ جثومِ عيني الأطولِ عليها ، أظافرها الخائفة تنغرسُ زيادةً في ذراعِ بيكهيون اليسرى

من الجيدِ أنها الآلية ، حيثُ لن تؤلمه أظافرها ولن يحمل شكًا ما نحوها

تداول عينيها بينَ الاثنين ، صمتَ كلاهما في هذه اللحظة لكن ابتسامة تشانيول ما زالت حيةً في محياه

" كيف ؟ حقًا ؟ أعرف أن الأيام فرقتنا
والظروف كذلك لكن نحنُ أصدقاء في النهاية أليسَ كذلك ؟"

" لا أعرفُ صديقًا باسمك
بارك تشان يول ، هذا اسمٌ غير مألوف "

" أوه ، أنتَ تؤذي مشاعري هكذا "

قالها مع تركِ كفّه على صدره كتعبيرٍ عن الألم ، لكنّ عيونه قد عبرت الطريقَ إلى ڤاليري ثم عادت إلى من أمامه في طرفةِ عين

ما لذي عناه بتلكَ النظرةِ الخاطفةِ لها ؟

" سأؤذيها أكثر لو أدعيتُ أنني أعرفك !"

حان دور الجوكر ليبتسم لأن من أمامه قد رفعَ رايةَ الاستلامِ حينما رفعَ كتفيه كذلك ، كأنه لا يدركُ ما سبب تفوه بيكهيون بهذا

" على كلّ ، اقضي يومًا هنيئًا و .."

حانَ دور قلب ڤاليري المتماسك ليقع ، لكنها أمسكت به في آخر ثانية حتّى لا تتطرّف أفكارُ بيكهيون نحوها

" أليست هذه هي جوهرتكَ السّوداء ؟ ماذا كان اسمها ؟ تشونغ ڤاليري صحيح ؟ اسمها مميز لذا لم أنساه "

فكّ عقدة يديها حولَ ذراعيه ليحيطها بكاملها إليه

" أصبت ، وأخطأت
اسمها هو بيون ڤاليري "

عيونها المتسعة كالبومِ قد تحوّلت إلى الجوكر من ابتسمَ إليها مؤكدًا على حروفِ كلماته

فتصنّعت ابتسامةً ركيكة مع استمرار الأرضِ بالتصدّع هذا اليوم

" آوه ..هكذًا إذًا
هل تسمحُ لي برقصة مع جميلتك ؟"

ليته لو أجابَ بلا فقط لكنّه أعادَ طرحَ السؤالِ إليها ، محدقًا بأقصى قاعٍ لعيونها القاتمة

" هل تودين الرقصَ معه ؟"

هزت رأسها أن لا مع التحدّث بنبرةٍ مهزوزة

" أنا أشعر بالدوخة لا أستطيع
أعتذر سيدي "

وجهت بداية جملتها لبيكهيون
فأنهتها لتشانيول

والذي أطمرَ ابتسامته تمامًا هذه المرّة مع رشقها بنظراتٍ حادّة وهادئة في الوقتِ عينه

" إذًا سأذهب ، سأترككما لتقضيا الوقت معًا "

تنهدَ ثم أردف بذلكَ فأدبر معطيًا كليهما ظهره ، يتناولُ مما رُصّ في الطاولةِ التي تجاوره

ظلّ بيكهيون ينخرُ ظهره بعيونه الثاقبة لثواني معدودة فقط ثم أعادَ أبصاره للتي أمامه

كلّ ما فكّر به هو قد أفرجَ عنه لها
يعلم أنّها متحيّرة من الموقف هذا
لكنّه لم يكن متهيئًا لقصّ أي حكايةٍ أخرى قد حجزها عنه جانبًا مع مضي الأيام

تحمحم أولًا ثم قال

" أعلم أنّ هناك أسئلة كثيرة تجول في رأسك
وأنتِ تعلمين أنني ما عدتُ أخفي عليكِ أي شيء
لكني لستُ مستعدًا لإجابتكِ الآن ، حسنًا ؟"

نبرته اللطيفة تؤكدُ لها أنه لا يحملُ نحوها أي نوع من أنواع الشكوك ، وهذا حتمًا قد أهدى قلبها التربيتَ ليهدأ

" أجل ، سأذهب لدورة المياه "

لم تكذب حينما قالت أنها تشعر بالدوخة ، وما ظنّها تكذب حتّى لذا أومأ لها فغادرت على خطى هاربة

كان موقفًا عصيبًا بحق ، لكن الأمر لم ينتهي هنا
بينَ هذين الاثنين

تشانيول قد التفت ثم تقدم إلى حيّز بيكهيون يتركُ منديلًا مطبقًا تحتَ قعرِ الكأسِ المتواجد في الطاولة خلفَ بيكهيون

ثم أهداه ابتسامةً تليها أقدامه المغادرة

علمَ أنّه تركَ له رسالة ، دون حتّى أن تتواصلَ أعينهما

زفرَ قبل أن يلتفت ليرفع الكأس فيفتحُ طوية المنديل ، ثم يقرأ ما خُطّ عليه بقلمِ حبرٍ أزرق

مزّقه إربًا ثم نثره ساخطًا مع اشتعاله كعودِ ثقاب ، لعنه خلفَ طواحنه ويده لم تترك الكأس في حاله بل هوى به صوبَ الأرضِ لافتًا إليه الأنظار

- أكرَهني حِينما أسخَط ،
لأنِّي أَكونُ ضَريرًا حِينهَا وَ عقلِي يَفرّ بَعيدًا عَن نُقطَةِ الامتِثَال

أكرَهُنِي ، لأنِّي سَأُصدّعُ الأرَضَ مِن تَحتِي
فتُسقطُ السَّماءُ عَليَّ شوَاظَها وَهَكَذا أَشتَعلُ كَعنقَائِي المَكبُوتَة

أنتَ لَا تًعرفُنِي بعد ، حِينما يلبسني الجُوكر قَاتمُ الحُمرة ، كَالدِّمِاء -

- أنتَ لَم تَعرفْنِي بَعد ، بَارك تَشَانيول -

~

هي في دورةِ المياه تذهبُ وتجيء متحيّرة من الحوارِ السّابق بينهما

" ماذا ؟ هل كانا يعرفانِ بعضهما منذ فترةِ طويلة ؟
أصدقاء قدماء ؟ إلهي إن هذا مخيف
مع من أتعاملُ أنا ؟ تارّة يخبرني كيونغسو بكلامٍ مريع وتارةً أرى خلو وجه بيكهيون من كلّ رحمة !"

حطّ كفها على صدرها علّ وجيفَ قلبها يهدأ

مسحت وجهها بغرفة من الماء ، ثم استلت المنديلَ كي تجففه

خرجت واحدة من خلفِ إحدى البيبان ترمقها بعيونها ، لابد أنها تفكّر بها كمجنونة حيثُ أنها كانت تحادثُ ذاتها بصوتٍ جهور

لم تبدي ڤاليري أي شيء ، وكلّ من وُضع في موقفها قد يصابُ عقله بالجنون كذلك !

قررت المغادرة أخيرًا لتحملَ حقيبتها الصغيرة ثم تتأمل ذاتها مع هندمة خصلها المسترسلةَ على أكتافها

فستانها اليومُ يجعلها تبدو أكثرَ نضجًا ، كاشفٌ لأعلى كتفيه لكنه بأكمامٍ طويلة

تسوّر فتحةُ الصدر بكرستالات براقة صغيرة ومتناثرة كنجومِ المجرّة ، الأمر ذاته مع خواتم أكمامها الطويلة

ابتسمت لذاتها مستجمعةً ثقة تشونغ ڤاليري أو بالأصح

بيون ڤاليري~

ثم خطت صوبَ الباب فتفتحه لتهوي ثقتها تمامًا كما تكبتُ أنفاسها وهكذا تكادُ تسقط من طولها

لولا أن أمسكها من أمامها فردّته عنها بحركةٍ لا إرادية مع ارتطامِ ظهرها بالجدار

" اللعنة ، هل أربككِ لهذا الحد ؟"

" ارحل تشانيول أنتَ ستتركني في مصيبة هكذا ؟"

" أنا ؟"

قهقه لتكره نفسها زيادة وتتمنى لو تنجلي حفرةٌ من تحتها فتدثرها فيها ، ولا أن تدثرها أحداثٌ تهابُ وقوعها يومًا ما

" لماذا ؟ كلّ ما أفعله هو أنني أكلمك
لم ألمسكِ حتى

بيون ڤاليري "

علمت أن الليلة لن تمضي على ما يرام مع سلوكياته هذه ، تمنت منه لو يتفهمها كما يفعلُ عادةً ويقرأ أنفاسها المضطربة فيتركها في حالها

أليسَ هو صديقها الذي يتفهمها على الفور ؟

" أرجوكَ دعني وشأني بيـ..أعني تشانيول "

" واو " صفّق بقوة مما أصابها بالهذيان من شدّة الخوف

" أنتِ حتّى نسيت إسمي ؟! هل جميعكم ينكرني فجأة ؟ يجحدني من الوجود ؟ أعلي أن أتألم لهذا ؟"

صفعَ الجدار خلفها بكفّه حاجزًا إياها بمحيطه الخانق وشذا عطره القوي

" أعلي أن أكرهكِ ڤاليري ؟
أخبريني الآن ، صديقة
أم ألدُّ أعدائي؟!! "

صوته الشثن الجهور الصّارخ قد أغلقَ مسامعها ، كما عيونها التي كادت أن تنطفأ تمامًا

هي حتمًا تشعرُ بدوخةٍ شديدة وهذا الذي أمامها يزيدُ الأمر عليها

" توقف أرجوك "

همست ، والبكاءُ يمشي جنبًا إلى جنبٍ مع صوتها

فكما همست هو اقتربَ هامسًا إليها ، وجهه يقابل وجهها

" عندما تخبريني أولًا ! حينها سأتخذ القرار الأسلم لكلينا "

________________________

رأيكم 🌚

توقعاتكم ! 😃

لاحظتوا كيف يبدأ البارت وكيف ينتهي 😂

ايش تتوقعوا تشان كتب لبيك ؟

احسني نسيت ايش كتب 😂 ، لازم أتذكر
المهم هو شي استفز بيكهيون

بينهم قصّة لكن سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب

🔽
🔽
🔽

😃 انظروا لهذا الغلاف الذي أوقع قلبي

يالهي ...

يا رحمان ألطف بقلبي المسكين

اقسم باللّه ما عرفت أرد عليها

فانز قصتي انتوا بجد خارقين !! مبدعين مذهلين !!

وتخلوني أعجز أرد سواء بتعليقاتكم أو بإبداعاتكم

ملاحظين اليد الألية - تموت بصمت -

ما أعرف حساب البنت بالواتباد عشان أمنشها ، لكن انتظرها بفارغ الصبر ترد علي وبسجله بعدها

انتوا من أجمل وألطف الاشياء اللي حصلت بحياتي
قاعدين تساعدوني كثير على إني أتجاوز الكثير من الأمور الصعبة التي أمر بها الآن

تحبكم نفر نفر

سلام ♥ لنلتقي ..

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro

Tags: #exo