♦.النظير العشقي.♦
____
Baekhyun - Cry for love -
Twice - Cry for me -
_
أرى كم أننا مُتشابهين..
_
كمهرجان مصغر..كان مدخلُ جناح السيد ليونغ فينغ
حيثُ يستقبلُ الداخلين عدد من النساءِ المُغريات ذوات الفساتين المنفوشة، والمصممة لتكون مشابهة لملابس الخدم
يحملن صواني كؤوس الشراب، ويرسمن تعابيرًا مُغرية تجر الرجال جرًا إلى الدخول والمشاركةِ في مُبارزات الورق، وأقراص اللوتو ..وغيرها من أشكال ألعاب القمار
مكان كهذا لن يلجهُ إلا بثقةِ الشاب الأصهب الذي لا يلعبُ إلا رابحًا. هي لم تستدعي بيكهيون بل استدعت رَجُلًا يُسمى بالجوكر ملك أوراق اللعب
لذا تمثل تلكَ الهيئة المُشتعلة، بزيهِ الأحمر
وشعرهِ الذي يشتعلُ توقًا لولوجِ ساحته الخاصة، والتي لا يخرجُ منها إلا بمغانمَ كثيرة، وفيرة!
أيًا كانَ نوع المفاجآت المجهزة إليه، القنابل التي يحملها في طياتهِ ستؤدي دورها بدحرِ تلك المفاجآت بأخَرى أشدَّ ابهارًا
أنزلَ عدستيه السوداويتين ليتمكن من تمريرِ عينيه على حشدِ اللاعبين
كمن يلجُ السوق ويستغرقُ في اختياراتهِ للأغراض التي سيحتازها، تفحصَ كل طاولة بتمعن ليرى أيهم تحملُ جبالًا أطول من رزم المال، ومنافسين أقَوى من الرجال
لم يكن للنساء دور كبير غيرَ مصاحبةِ اللاعبين، والذين لن يترددوا قبل تقديمهن بسخاء على طاولة الرهان
إلا تلك الواحدة التي تجلسُ ملاصقة للسيد ليونغ، بدت مختلفة عن جميعِ النساء هنا لا بمظهرها المُتكلف فقط بل بهالةِ المجدِ التي تحيطُ بها
لعينيها نظرةُ تمكن، ولقسمات وجهها ترفعٌ عن المستحيل، كمن تدانى من النُصرة
كانت تبدو أشدَّ ثقة من شمسٍ تجلت في يومِ صحو
ومن قمرٍ تهلل في ليلة بدر
كانت كونية، سماوية
لم تكن قابلة للمزايدة فسعرُ نظراتها قازح
وكانت هي المُشتري الذي لا يُشترى
كبيرُ الآلهة كما يزعم ذوي المزاعم
وهو بالأساطير مؤمن
وبالمسلمات كفَّار
" أتاني خبرُ فوزي فجئتُ لأظفرَ به"
ومن دونِ أي استئذان، انتشل احد الكراسي الشاغرة وأدغمها بينَ كراسي الطاولة التي يترأسها ليونغ
كنيزك، اخترقَ غلافهم وسقطَ كشهاب نيرٍ عليهم
قاطعَ اندماجهم بحضوره، وكعادته..قام بجعل الأضواء تتسلطُ عليه هو وحده
ابتسم سعيدًا بتعابير الدهشة التي جعلها تسطو عليهم جميعًا ما خلا واحدة
فهي عندما رأتهُ ثبتت زيادة، حضوره لم يدهشها فهي تعلمُ أنهُ قادم لا محالة..وان تحدثنا عن الدهشة، فالدهشةُ ستندهشُ عندما تعلمُ ما تحيكهُ في بالها
" أهذا هو الرجل الذي حدثتني عنه؟"
سأل ليونغ الحسناء التي تجاوره، والتي تجعل من يدها المستوية على كتفه وسادةً يتكأ عليها ذقنها
" أجل انه هو"
وكانَ بصرها لا يحيدُ عنه اطلاقًا
تحدثا بالصينية، فظن كليهما أنه لن يفهم
" حرشني الفضول لأعلم ما روتهُ لكَ عني، فهلا نطقت؟"
ربما نست أنهُ كان لديه صديق صيني، وبكل الأحوال
رجل مثله لابد أن يتعلمَ لغاتَ العالم، فالحاكم أدَرى بعاجم قومه
كان يتحدث بطمأنينة رجل لا يطأ النار
بل يصطلي بها
وهذا قد رفعَ مستَوى التحدي بين الاثنين دونَ حشرِ الثالث بينهما
" قالت عنكَ الكثير، حتى خلتُ أنكَ كنتَ أقربَ أصدقائها، لكنها كذلك ذكرت لي عن مدى اغترابها عنك؛ فأنتَ بقدر وضوحكَ غامض
لكن كل ما يهمني الأن هو أن أرَاكَ تُهزم، حتى أثبت لها استحالة فوزِ أي أحدٍ علي!"
ما الذي حكتهُ عنه بالضبط؟ لم يروي رد ليونغ فضوله بل زادهُ ظمأً
رأى سرابها يبتسمُ ابتسامة نداء تدعوه للبدء في اللعبة، تُرى..هل كانت تقصدُ التباهي بقدراتِ ليونغ في اللعب حتى تُطيحَ بكبريائه السامق؟
يذهلهُ كيف أنها تفعل ما بوسعها لجعلهِ يصل إلى مرحلة الغضب، ألا تعرفُ أنَّ غضبهُ ليس كأي غضب؟
" حسنًا لنبدأ"
قال..ثم أخرجَ من سترته رزمةً متواضعة جعلت أعينَ جميعهم تعشوه
" لا تؤاخذني لأنني لم أضع إلا القليل، فأموالي ستعودُ إليَّ في النهاية"
" لنرى "
هي التي لفظت كإطلاق شرارة البداية،
فواقعهم بشجاعة رجل مسلح بالغرور، وعلى عكسِ ما توقع كانت ساحة الوغى حافلة بالمنافسين الأقوياء
والعجيبُ أن ليونغ لم يكن يلعبُ وحده، كان لديه شريكٌ قوي يوسوس لهُ في أذنه كلما ارتبك وتوتر
أدى انتباه بيكهيون لذلك إلى سهوه للحظةٍ كانت كفيلة بجعل خصمهِ الألد يربح
سكتَ ذهولًا لا اعترافًا بالخسارة
" هل رأيت؟. ما كان ينبغي عليكَ التسلحُ بكل هذه الثقة"
" لا ترمي كلماتكَ رجمًا بالغيب، اللعبةُ لم تنتصب بعد حتى تنبري "
وجه جملتهُ الأولى إلى ليونغ الذي يجلسُ بالضبط ازاءه، ثم رمى تتمتها لمن تستهدف قلاعه:
" ثم أنكَ غششت، ولا انصافِ في ذلك!"
" انا قائدُ اللعبة هنا والقوانين لا تنـ.."
بُترت أحرف ليونغ بسيفِ لسانِ خطيبته القاطع والذي أُشهر في وجه الأصهبِ ببسالة
" نحن واحد، لا يغرُّكَ انفصالُ جسدينا "
قالت ترخي رأسها على كتفِ ليونغ بينما تطبقُ جفونها ببعضها البعضِ كأنثى حالمة، تعيشُ حالةً من الخدرِ الناتجِ عن الحب
راقَ ليونغ ذلك حد بزوغِ ابتسامته..
وغروبِ شمسي وجهِ الأخر
وكما يبدو أن هذا الليل الأسخم لن ينقضي الا بتفشي السخمة في صدره هو
" هل تجرؤ على اللعب مرةً أخرى؟"
طرحَ سؤاله كأهوج، متمثلًا جدية وشجاعةً ستجعلُ من ليونغ يحولُ الأمر إلى مسألة شخصية
" ولمَ لا؟..اطرح ما لديكَ على الطاولة"
أخرجَ من قلبِ سترته ياقوتة جعلت أعين جميعهم تتوهجُ بشراهة
لم تستطع هي كبتَ جماح ضحكتها التي استغرب هو سببها، وأخفت هي سببها
" اربحها لأجلي"
وكزت ليونغ بغنج فرد بسرعة:
" لكِ يا حبيبتي عشرة أمثالها
وهذه الحادية عشر"
" وأنت ..بماذا ستراهن؟
ضعَ شيئًا يضاهي هذه الجوهرة"
جمعَ ساقيه فوقَ الطاولة فجأة مما جعلهم ينزعجون من فعلته. لم يكترث لذلك بل ابتسمَ ببجاحة
" لاوشين..احضر حقيبةً من الداخل "
" لا..لا أريدُ مالًا على شاكلة ورق"
أوقفهم بكفه المرفوعة، وحينها قررت هي التدخل مندفعة
" هل تريدُ عقدي؟"
جحظت عيني ليونغ ورشقها بنظرات مستنكرة، لم تلقي لها بالًا بل كانت مشغولة بمد نظيرها بإشارات التحدي
العقدُ يحتضن رقبتها بوئام يجعله لا يرغبُ بفصلهما عن بعضهما البعض
" هل لي بالاثنان معًا؟"
" ماذا؟"
تحير الثنائي من مقصده فأجاب بعدَ اصلاح جلسته:
" اعني..
العقد وصاحبته "
وفيما جاشت المشاعرُ في مقلتيها هي فقدَ ليونغ رباط جأشه وانتفض يصوبهُ بسلاحه الذي خرجَ من حيثُ لم يحتسب
" كيف تجرؤ أيها الحقير؟"
" اهدأ عزيزي اهدأ !"
هرعت تطفئ نار ليونغ لكن الأصهب قد أقدحها بضحكته المُشاغبة
" كنتُ أمزح معك، اهدأ يا رجل "
قال دون أن يتزحزح من محله، فغضبُ ليونغ فينغ لم يؤثر فيه أبدًا، ولم يحرك شعرةً خاملةً من جلده
نفضَ ليونغ سترته منزعجًا وقال:
" سنلعب ..لكن إن ربحتُ أنا هذه المرة
فلا أريدُ رؤية وجهكَ هنا ثانيةً أبدًا!"
" لن تربح اطمئن، وبالمناسبة
أنا أيضًا أفضل أن لا نتقابل ثانيةً"
حافظ على نبرته الهادئة في اثناء قوله لذلك باسمًا، وهكذا حقق فوزًا ساحقًا في اللعبة التي أدغمته هي فيها، لعبة أخرى لا يدري الغشيم ليونغ عنها!
" لماذا؟ ألا تود حضور زواجي؟"
لم تتكأد فعل كل هذا ليربحَ هو بهذه السهولة، ولذا حركت بيدقًا من بيادقها تجاه الأمام
" يُشرفني ذلك، متى سيكون؟"
اقتصر الحوار عليهما في تلك اللحظة
وبدأ ليونغ يتحرى معركة النظرات الجارية بينهما
وكأنه قد بدأ يفهمُ شيئًا قد غفلَ عنه منذ البداية!
" بعد يومين من الأن "
استهدفها فينغ بعينيه مستنكرًا فهذا لم يكن الموعد المحدد لزواجهما، هي قد بكرته كثيرًا فجأة دون الرجوع إلى رأيه!
" سأرى إن أمكنني ذلك.."
رد بهدوء يجابهُ هدوئها المكار،
أيًا كانت الأحابيل التي حاكتها له هو قد نفذ منها ببراعة أفسدت عليها فرحةَ التغلب عليه
دحرجت مقلتيها ضجرة وقالت راحلة:
" أشعر بالارهاق عزيزي..أخبرني بنتائج اللعبة لاحقًا "
قبلت خد خطيبها ثم ولَّتهم ظهرها بينما تختفي في ظلمة الأفق
توقع أن تلتفت التفاتة واحدة على الأقل، لكنها لم تفعل
ولقد تغيرت كثيرًا كما يبدو.
_
تقفُ أمام نافذة عملاقة تشعرها بقربها من السماء،
كأن ليس بينها وبينَ تلك النجوم فراسخًا من العمر
تبدو أقربَ بكثير، كأن تمد كفها فتقبضُ في يدها بِضعًا منها، وهي ليست بالقليل!
هذا يذكرها بأحدهم، ويجعلها تُراجع أمرًا مهمًا داخل ذهنها
النجومُ مُشتعلة، يحيطها وهجٌ حار
أيعقل أن تقدر على الامساكِ بها دون أن تحترق أو أن تُذاب؟
" حبيبتي لماذا تركتنا وغادرتِ؟"
عرفت أنهُ جاء منذ لحظة سماعها لصوتِ مصراعي الباب ينفتحان. غمدت سيفي عينيها لفترة ثم استدارت استعدادًا لاستقباله ببسمةٍ كاذبة
"أخبرتك، لقد شعرتُ بالارهاق"
قالت قُبيل استنشاقها من العودِ المحصور بين اصبعيها
قهقه بعلو وقال بينما ينزعُ سترتهُ عن جسده:
" أيعني ذلك أننا لن نحظى بوقتٍ حلوٍ معًا؟"
علمت مقصدهُ جيدًا فقلبت عينيها ضجرة
" كلا لستُ مرهقة لتلك الدرجة
وإلا لكنت ستجدني نائمة الأن"
أضافت في أثناء دهكِها لرأسِ عودِ التبغ بقهرٍ في المطفأة
" أرى ذلك.."
أسقطَ جسدهُ الثقيل على الأريكة ثم طبطب جنبه قائلًا:
" تعالي يا جميلتي فبحوزتي هديةٌ أخرى لك "
همهمت وجعلت تمشي الهوينى إليه
لم تسأله عن نتائج اللعبة بعد لكن وفي أثناء جلوسها قربه حصلت على الاجابة المنتظرة:
" ها قد حصلتُ عليها لأجلكِ..
يا حُبي"
أخرجَ من غياهب سترتهِ الياقوتة فتوهجت عندما انعكست أنوار الغرفةِ الخافتة عليها
جفلت وتفرقت شفتيها ذهولًا اثر ما أدركته، ثم تربد وجهها في أثناء قيامها من محلها
أسهبت النظرَ في الفراغ متحيرة، ثم طرحت سؤالًا خفيًا في سريرة نفسها 'ما سبب تنازلهِ عن الفوزِ بهذه السهولةِ يا تُرى ؟'
التفت إلى الوراء لتلقي نظرة استفهامٍ على ليونغ والذي شرعَ يفكَّ كل زرٍ من أزرار قميصه عن عروته
" كيف ربحتها؟"
لم تحبس سؤالها بل باحت به، ونتيجةً لذلك ضحكَ هو ضحكةً مجلجلة وكأن في انتصارهِ تأكيدًا لملكيته لها، ما كانَ يدري أنها ملكةُ نفسها فقط
ولو نسجت له مخيلتهُ عدة أمو عنهما فلن يقدرَ على شجِّ خيالاته تلك بواقع فوزه عليهما معًا
" يالهُ من سؤال، ألم تكوني واثقةً من فوزي؟
أيمكن أنكِ كنتِ ترجحين فوزهُ علي؟"
تبقى القليل ليصير قميصه مشرعًا، وقد حبذ ارجاء الباقي لوقتٍ قريب يفصلُ بينَ وقوعه دقائق من القبل
أسرَ خصرها بكفيه الضخمين ودفعها إليه ليرتطمَ جسدها الضئيل بجسده
توارَى انزعاجها خلفَ تعابير وجهها والتي أجادت رسمها كيفما يهوى هو، ثم أجابت قائلة:
" أبدًا، وعلى عكسِ ما ظننت.. كنتُ أريدُ الاطاحةِ به فهو دائمًا ما كانَ يتباهى باستحالة خسارته"
لم يكترث بمصداقيتها في هذه اللحظة، كل ما أرادهُ هو الحصول على ما يبتغيه منها. لم يذرف المزيدَ من الوقتِ في قولِ كلماتٍ لا طائلَ منها فأمرُ ذلك الرجل لا يهمه كثيرًا
هو جزءٌ من ماضيها، ولكنها تعيشُ معه حاضرها
وكذلك ستبقى له في مستقبلها
لكنه لا يدركُ أيضًا أن حياةَ الانسانِ مرتبطة بماضيه كحاضره ومستقبله. كل هذه الاجزاء تشكل كيانه
قد يتخلى عن النتف والرفات، لكنه لا يُذهب بكل شيء إلى العدم، وإلا صارَ عدمًا
وهو لم يكُ يدري أنه كل ماضيها..
شرعَ يقبلُ جيدها بشهوة رجلٍ كبحَ جماحَ رغبته لفترة، وهي كانت كعادتها تنفرُ بخفاء منه
خفاء لا تقدرُ على البوح به وإلا فستخسرُ كل ما جنتهُ خلال الفترة الفائتة. هي قد بلغت شأوًا طويلًا وشاقًا بالفعل، لذا..وُجبَ عليها الكفاحُ والتحمل زيادة
ما بقَيَ الكثير..هي بضعُ أيام بلياليها
القليل فقط حتى تحصل على ما تريدهُ ثم تعترشُ كرسيَّ حُكمِهَا
" مهلًا .."
أوقفته فجأة مما جعلهُ يقربُ حاجبيه متضايقًا
" ألا تريدُ بعضَ الشراب؟
إن لم تكن تريدُ فلا بأس"
مررت سبابتها بسلاسةِ امرأة متمرسة في الغواية على ذقنه، وقد أعجبه ذلك حد غرقِ عينيه في بحرِ الهيام
" بالطبع يا حلوتي "
ابتسمت له وأدبرت تجرجر حاشية فستانها الرقيق على الأرضية قاصدةً منضدة الشراب. ومن هناك استلت قنينةَ نبيذ فاخرة ثم قلبت كأسين لامعين لأجله هو وهي
فتحت القنينة ورفعتها عاليًا لتكسبَ منها قدرًا بسيطًا في كل كأس، لكنها تريثت قليلًا وشردت في الفراغِ تتذكرُ قذعَ بيكهيون لها
شددت طواحنها باغتياظٍ شديد، وأخرجت من حمالةِ صدرها كيسًا يحتوي على عدة أقراص بيضاء، قد طلبتها مسبقًا من خادمتها المقربة منها
وقد امتازت تلك الأقراص بسرعة ذوبانها لذا ما استغرقت وقتًا عندما أسقطتها في قعر الكأس
اخذت الكأسين ثم مشت قاصدةً ليونغ الذي حضَّرَ نفسهُ جيدًا لليلةٍ لن يهنأ خلالها؛ فهو سيكونُ مستلقيًا في سحابةِ أحلامه بعد دقائق معدودة من الأن
سامرته قليلًا، ثم راقبتهُ يخلدُ في نومةٍ مباغتة، وبعدها استقامت وأخذت تمشي باتجاهِ الباب.
" هل تحتاجين شيئًا سيدتي؟"
لاقت الأمة المخلصةَ لها في صالةِ الجناح الضخم، تقفُ منتظرةً الأوامر من سيدتها
" أحتاجُ الحياة..أريدها أن لا تدبر في وجهي هذه المرة"
قالت في أثناء استلقائها كأميرة اندلسية فوقَ أريكةٍ فاخرة، وبتلقائية أزفت خادمتها منها وجعلت تغلغل أصابعها في شعرها الذي انسدرَ بحيوية لاتشبهُ معالمَ وجهها الباهتة
" أنتِ تستحقين النجاح
آمني بذلك وسيتآمر الكون كلهُ ليحققَ مرادك"
أغلقت عينيها بسلامٍ يُخالف الحروب الضروس التي تُقامُ داخل صدرها
" لكن مرادي لن يتحقق إلا لو ..- تنهدت -
حتمًا لقد تبتُ عن ارتكابِ هكذا نوع من المعاصي"
" توبي مجددًا، لا بأس "
كانت الشخص الوحيد الذي تُفضي إليه بأسرارها،
وكانت الأخرى تتحلى بأذن صاغية، ونفسٍ مُطيعة، وفاهٍ كتوم
ولأنها قد بايعتها بالولاية مدى العمر كانَ من المنطقي أن تكون سندًا لها في مراحل تنصيبها كملكة
وأن تكونَ شريكةً خفية في جريمةِ قتلِ ليونغ بعدَ زواجها منه
أكبرُ عملية سطو ستقوم بها بنفسها، ستسرقُ قلبًا وروحًا وأحلامًا لرجل رأى فيها إمرأة حياته
ستدفنهُ تحتَ ثرَى الغدر، ثم ستمشي في جنازتهِ كأرملة تدعي الحداد على زوجها الراحل
لا يهمها التهم التي ستلفقُ عليها لاحقًا، هي لن تتركَ دليلًا واحدًا على قتلها له، ستدبرُ موته بطريقةٍ لن تلوثَ كفيها بالدماء
هكذا يفعلُ الأثرياء، أوليس؟
" أتفعلين كل ذلك لأجل أن تتساوي معه؟"
سألت خادمتها بعدَ تردد، وقد كانت نبرة صوتها مشوبةٌ بالخوف، الخوف من سخطها عليها !
" لا أريدُ أن أتساوى مع أحد
أريدُ أن أعلوهم جميعًا، ثم أنظرُ لهم باحتقار من قمةِ السيادة!"
" ولكنه..ولكنه ليس أي أحد!"
أردفت خادمتها بقولها الذي جعل سيدتها تنهضُ بصورةٍ مفاجئة، كلبوة!، ثم تستهدفُ عينيها بضراوة
" أيعقل أنهُ قد سطا عليكِ ؟"
ما كانَ سؤالًا بل تهديدًا !
" معاذَ اللَّه!. أنا مخلصةٌ لكِ سيدتي"
" لا اخلاص في الحب.
إن سولت لكِ نفسكِ يومًا أن تشتهيه فتذكريني ..هو وإن لم يكن لي فلن يكونَ لغيري!"
من ذا الذي يجرؤ على مجابهةِ أنثى ناعمة ومسننة في الوقتِ ذاته؟
جحظت عينيها وانقبضت بخوفٍ تُرجع جسدها للوراء
" أعرفُ ذلك جيدًا سيدتي
كما أعرفُ أنهُ ذو مناعةٍ قوية ضد النساء
وأنكِ الواحدة والوحيدة التي تمكنت من فتقِ مناعته
لن تقدرَ غيركِ على فعل ذلك، لا الأن ولا لاحقًا"
حررت ضحكةً عالية من فرطِ جذلها، ثم أسقطت رأسها فوقَ فخذي خادمتها كي تعيدَ كرةَ تدليكهِ لها مرةً أخرى
امتازت لحظتها الهادئة بأحلام غامرة ومُسحيلة، تراها تتحققُ أمامها في أفقٍ بعيد، بينما تعبثُ بخصلةٍ مُتمردة من شعرها
ثم وفجأة..سمعت صوتَ ضجيجٍ بعيد وقريب في الوقت نفسه
تآزف حاجبيها بحيرة وسألت خادمتها التي ما زالت تشعرُ بالمهابةِ اثرِ حديثهم عن مليكِ قلب سيدتها قبل قىيل
- Save your tears -
" هل تسمعين ذلك؟"
توقفت عن تدليكِ رأس سيدتها وأخذت تنصت بدقة
" أجل..ماهذا يا تُرى؟"
ثم نهضت كلتيهما معًا واتجهتا إلى النافذةِ حيثُ تجلى وهجُ الألعاب النارية، والتي تُنطلق عاليًا من عدة قوارب مرتصة بترتيب معينٍ
كان عرضًا لا يفوت، ولذا حثت خادمتها على أن تتبعها لخارج الجناح، حيث ستتمكنا من التمتع بالمشهدِ الحي
" يالها من ليلةٍ حافلة بالمفاجآت!"
علقت خادمتها، فيما كانت تبدو هي ساهمة اثر روعةِ ما تراه. تفرقت شفتيها وما استطاعت حتى اغلاق جفونها
راودتها أحلى ذكرياتُ طفولتها التي اتسمت بالتعاسة
ومن بين كمٍ هائل من الذكرياتِ البائسة كانت هناك ذكرى حلوة قد تكونت عندما زارت مدينة الألعاب لأول مرة، وأخر مرة
" اجتاحني الفضول لأعلم سبب اطلاقهم للالعاب النارية قُبيل حلول منتصف الليل، أيعقل أن هناك مهرجان يُقام في هذا الوقت؟"
" يبدو أنهُ كذلك "
سرت قشعريرة في كل أطرافها عندما وصلها الردُّ من شخصٍ أخر غيرَ خادمتها التي كانت تقف بجوارها
هذه النبرة الرنانة، وكأن في حنجرتهِ أجراسٌ موسيقية، كلما أرادَ النطقَ تذبذبت بسلاسة
آنست يمينا فلم تجد خادمتها تقف بجوارها، انما هي قد رجعت أدراجها سريعًا إلى الوراء
كانت تقفُ عندَ زاوية بعيدة تداول عينيها الجاحظتين بينها وبينَ الذي يحاذيها
علمت أنهُ يقفُ على يسارها ورغم هذا لم تلتفت. ما حضرت نفسها لمفاجئة كهذه لذا تطلب منها الأمرُ فترة حتى تتداركَ نفسها
" لماذا؟"
طرحت السؤال دونَ اعارته نظرة من عينيها
وكذا فعلَ هو المثل قائلًا:
" لماذا ماذا؟"
استفزها رد سؤالها بسؤالٍ أخر مما جعلها تديرُ رأسها إليه مباشرةً كي تراه. ظنت أنها ستكون قادرة على رمقهِ لكن وعلى عكسِ ذلك تحلى وجهها بسكونٍ عجيب
" لماذا خسرتَ النزال؟
ليونغ فاشل في اللعب وهو من دوني لا يربحُ أبدًا!"
كالعادة، امتازَ جانبُ وجهه بإطلالةٍ مُدهشة
بينما أخذت الأضواء تنعكسُ على سحنتهِ بمثالية
أرجى الرد على سؤالها وارتأى أن يطرب ويترنم مع الأغنية التي واترت سابقتها
All the shine of a thousand spotlights
All the stars we steal from the night sky
Will never be enough
Never be enough
Towers of gold are still too little
These hands could hold the world but it'll
Never be enough
Never be enough
For me~
شردت في بُعدٍ أخر، ورقدت في لحد الذكريات
حيثُ كفنت قلبًا ميتًا هناك
من ذا الذي يُغني عندَ القبور؟ إلا لو أرادَ انعاشَ من فيها، لكنهم موتى!، فهل يعودُ الموتى أحياءً ذات يوم؟
هل يحاول بعثَ ميتٍ من قبره يا تُرى؟
" لم أنازل أحدًا لأخسر. لقد تعمدتُ أن لا ألعب من الأساس ..ما كنتِ ندًا لي يا ڤاليري"
صوَّبَ عينيها موضحًا ما جرى في ماسبق، ولفظه لاسمها كانَ تأكيدًا لتلك الحقيقة
ضحكت متهكمة..هو دائمًا رابح
في أي لعبةٍ لعبها سيربحُ بلا أدنى شك
" وإذًا؟.."
علقت فأضاف:
" سرني أن أرى تلميذتي تحذو حذوي
فتركتُ الجوهرة أهنئكِ على ما أحرزته"
" أيعني أنكَ قد تركتَ الطاولة من بعدي؟"
" بالطبع!، وهل كنتُ لأبقى كي أكحل عينيَّ بجمال خطيبك؟"
دحرجت مقلتيها متجاهلةً الاهانةِ التي قدمها على طبقٍ باردٍ للتو
" اذًا لماذا قد تأخر؟"
طرحت السؤال خفيةً لكنهُ رآه وسمعه!
" لستُ نمامًا لكنني رأيتهُ يتسلَّى في الجوار "
دنى إليها ووسوس بخفوت، ثم حبسَ ضحكتهُ الساخرة وراقبَ كيف قد استعر الغضبُ في عينيها
عبرت كفوفها عن مقدارِ ما شعرت به عندما ضمت أصابعها كقبضة مُلاكم
" عليكِ أن تتغاضي عن سلوكياته الملتوية ان اردتِ تحقيق أهدافك، هذه نصيحة"
في تعابير وجهه شيء من الشماتة، لكنهُ تصرف بنضج وفضلَ اخفاءها
" كيف يجرؤ هذا المنحط على خيانتي؟، عليه أن يكونَ شاكرًا لأنني التفت إلى وجهه..يستحق أن يموت جزاءً لفعلته"
وجهت كلماتها الى ذاتها هامسة بينما تنظرُ إلى محط قدميها، وقد لفتَ ختام جملتها انتباهه فعقدَ حاجبيه مستنكرًا وقال:
" يموت؟ هوني عليكِ فليسَ بالأمر الجلل، لكنني أتفهم شعورك..
فعندما يخونكَ أحدهم ستنتابكَ رغبة ملحة في قتله
ثم ستتوقف عندما تدركُ أنه لا يستحق"
ممتاز!، لقد حرَّكَ بيدقًا وأطاحَ بالشاه
ادعت أنها لم تفهم تلميحه رغم بيانِ ابتسامةِ النصر على محيَّاه
قررت حينها أن تقلبَ الرقعةَ كاملة عندما استطردت باسمة :
" سأرسلُ لجناحكَ بطاقة الدعوة لحفل زفافي في الغد، أرجو منكَ ومن رفاقكَ الحضور"
تبادلا نظرات صامتة ولأجل دحض شكوكِ ربحها عليه ردَّ مبتهجًا:
" يسرني ذلك، هناكَ عدة أسباب تجذبني للحضور "
حرص على أن يختم جملتهِ بنظرةٍ يمدُ خادمتها بها بينما يبتسمُ بخبث، قاصدًا قدحَ شرارةٍ لن تنطفئ بسهولة
ادبرَ راحلًا ..واستدارت هي بسرعةٍ جاحظة العينين
أخذت خادمتها تنكرُ كل الاتهامات الموجهةِ إليها عبر هزها لرأسها مرارًا وتكرارًا
لم تبالي ڤاليري بذلك بل أخذت تخطو نحوها متوعدةً إياها بالقتل
" كيف تجرؤين؟ كيف تجرؤين يا هايجي؟!"
ألصقت الجزء الحاد من سكينها برقبةِ خادمتها حد سيلانِ الدماء منها
" لا تصدقيه هو يود الايقاعَ بيني وبينك!"
تلجلج لسانها بذعر وارتعدت فرائصها
" هكذا إذًا يا بيكهيون
سترى كم مفاجئة أخرى قد حضرت لك"
تركت خادمتها تنجو وتجثو تستعيدُ أنفاسها في حينِ استمرت سيدتها في تخطيط المزيدِ من الحيل. لكن هايجي قد قررت أخيرًا التجاسر والنطق رغمَ هزالةِ صوتها:
"هذا يكفي!"
رمقتها سيدتها من أعلى جبالِ غرورها
فأخرجت الأخرى من جيبٍ خفي ورقة مطوية ثم مدتها لها، انتزعتها الواقفة منها بخشونة وفردتها لتَرى ما استطرَ فيها
' لا تراهني على صبري أكثر،
إن ورت ناري فلن تقدري على اخمادها!'.
_
المشتري الذي لا يُشترى=
قصدتُ المشتري بالمعنى الحرفي
وقصدت المشتري أي أكبر الكواكب
والذي يُسمى أيضًا بكبير الآله
بالأساطير مؤمن- أي بيكهيون- وبالمسلمات كفار
بمعنى انهُ يَرَى فيها هذه المواصفات.
___________
فاليري بتلعب معه لعبة استفزاز
هي تعمدت تلعب معاه لحتى تخليه يشوف مهاراتها ثم تعرض عليه العقد بهذي الطريقة لكنه بالمقابل ما خذه منها بل اعطاها جوهرة خاصة
صحيح انهم في حرب الا انو في علامات بتبين قيمة كل واحد عند الثاني على الرغم من كلامهم الحاد والسيء تجاه بعض
طيب حان وقت اكشف لكم عن الفكرة القديمة
الفكرة القديمة كانت عبارة عن جزء واحد وكان انو يروحوا ينفذوا مهمة ويلاقوا الجوهرة مو موجودة وبالاخير تطلع الجوهرة هي اللي سرقتها ثم تقدمها له كهدية ميلاده ثم يتصالحو بكل بساطة وهذا شيء لا يروقني كثيرا 😂😂
بالمناسبة ذا ويكند وعروضه هي سبب تخيلي لجزئية عرض الالعاب النارية ..لايك ذا ويكند ببذلته الحمراء بيذكرني بالجوكر اساسا
+ العرض كان احتفال بميلادها هي وهو اللي خلاهم يعملوه 😀 + اغنية نيفر انوف حرفيااا تخيلت بيك يغنيها كان شي مقدر اني اخليه يغنيها بالقصة من لحظة سماعي للاغنية مع مشاهدة افضل فلم في الحياة ..'ذا غريتست شو مان'
يلا سلام ..ونلتقي في الجزء القادم الجنوني جدااااااااااااااا.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro