Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

•♦ المغفرة : مات الشاه ♦•

~~~~~~~~~~

قطارُ الذكرياتِ مرّ سريعًا و ألصق على كل نافذة صورةً لمن سكنوا نُزلَ قلبي يومًا و اتخذوا مني مرتعًا فأبقوا متاعهم فيّ واكتشفتُ توًا أني لم أفرط بأمتعتهم ولم ألقها في الضواحي تهربًا من ثقلِ الأعباء، حفظتها كأماناتٍ سأسألُ عنها يومًا بينما أقفُ تحتَ أنظارِ السماءِ أرتقبُ عروجي إليها

لقد تذكّرتهم أجمعين، كانَ الموقفُ مهيبًا
وقد احتجتُ كامل جسارتي لأكبتَ حسراتي
وأحسرَ بكواتي، وأميتُ ما حيا مني
وأتنازلُ عن عوزي، أعترفُ بانتكاستي
ثم أفخرُ بنهضتي، وكما هويتُ أسمو وكما وجمتُ سأضحك، كما عبست سأبتسم

أجل سأبتسم، للمرةِ الأخيرة
فأنا ولدتُ بثغرٍ باسم

وسأموتُ به ..

~~~~~~~~~~~~~

من الجيد أن القطارَ قد غادرَ النفق، ليرتمي الهواءُ في أحضانه بقوة، مما هزّ ثباته

وخصلاته أبت المكوث سويًا، تفرقت وارتكبت فوضى قد أعمت بصره لفتراتٍ متقطعة، كلما حاولت رئتيه التجاوب مع ضغطِ الهواءِ فشلت، الأنفاسُ المسلوبة منه كثرت فكما يقولون كل ما زادَ عن حده قُلب لضدّه لذا ازدياد كثافة الهواء لم يساعده على عملية التنفس بتاتًا

احتاجَ التوازنَ ليبقى على طوله مستويًا ثم تلفّت حوّله ليجدَ رجالَ الفرقةِ يقلدونه بالصعودِ على سطحِ القطار

" اللعبة لم تنتهي بعد ! لكم ذلكَ يا رفاق"

خلعَ القفازَ الذي سرعانَ ما حلّقَ بعيدًا إلى المجهول وبعدها وكّل يده مهمةَ القضاءِ على المتطفلين، كألعابِ الفيديو بالضبطِ كان الأمرُ سريعًا وسهلًا لكن واقعيًا بطريقة مخيفة !

كيف يرتمون من الأطرافِ واحدًا تلو الأخر دون مقدرتهم على إصابته بخدشٍ حتى

تبقى اثنان وكليهما قد تجمدَا بذعرٍ أثناء رؤيته يلتفت للقضاءِ عليهما كذلك، ألقيا أسلحتهما ثم تراجعا للخلف بضع خطوات

وعلى حينِ غرّة دخلَ القطارُ في نفقٍ أخر ويا لحظ الاثنين، كانا يقفانِ عكسَ الاتجاه لذا لم يلاحظا ذلك وقد تكفلت مقدمة النفق بالهتك بهما أما عن الجوكر فقد استلقى مباشرةً ليرى سقف النفقِ يكادُ يلحم نتوءات وجهه، عينيه توسعت

" ابتعد عن وجهي الجميل يا هذا !"

خاصمَ سقف النفق معاتبًا، قبلَ أن يغادرَ القطار النفق فينهضُ من جديد ليرى ثلاثة رجال يصعدونَ إليه

" أه اللعنة، ها نحنُ ذا مجددًا "

نطقها بتململ وقد لاحظَ أن الثلاثة لم يحاولوا تصويبه بل الانقضاض عليه لذا فضّل تسلية نفسه بقتالٍ يدوي معهم

رياح، وأصواتُ ضربٍ مؤلمة
وخطواتٌ ثقيلة كثيرة أثارت الرعبَ في راكبي القطار

فتيلُ الحماس قد اشتعل داخله، سيكرمُهم بالضربات، اللكمات، وحتى الركلات

" واو أنا رائع جدًا !"

صفّرَ متبخترًا بعدَ فراغِ محط بصره من رجال الفرقة - الأغبياء - كما يلقبهم

زفرَ بعمق يغلقُ محاجره ليتمكنَ من سماعِ صوت أحدهم، مشى بخفة محاولًا الاتزان على ظهرِ القطار الذي ما زال يسرعُ بجنون، وصلَ إلى مصدرِ الصوتِ وكان أحدُ رجال الفرقة المصابين من قبله

معلّقٌ على مقبضٍ فلزي، يكلّمُ رئيسه بأنفاسٍ تتلاحقُ كالجياد

" سيدي ماذا أفعل؟!! لقد تغلب علينا جميعًا"

تلقى صرخةً من سيده قد أجبرته على صكّ أذنه بإصبعه، هو لم ينتبه لوجودِ شخصٍ ما فوقه يتأمله كما تتأملُ جولييت روميو من شرفتها

يبتسمُ بلطفٍ ويكوّب وجنتيه

" أرى أنك مصر على أن تلقى حتفك سريعًا! أم أنكَ تريدُ رؤية وجهي قبل أن تموت؟ أتفهم حبّك الشديد لي لكن ...أنا لا أحبَّك بالمقابل"

"سيدي ماذا أفعل؟ إن هذا الرجلُ مجنون"

نطقها بنبرةٍ باكية، ابتسامة الجوكر لا تبشرُ بأي خير

" إذا ما تنتظر ؟!!! نفذ الخطة التالية فورًا!!"

"لكن..."

"من دون ولكن الآن"

" زوجتك تطلبُ منكَ العودة صحيح؟"

سأله بيكهيون بعدَ أن استلقى على ظهرِ القطار بكل أريحية، يتحدث مع المعلّق في مكانه وكأنه يمازحه

وأما عن المعلق فقد تعرّق مدرارًا، ثم ابتلع ريقه بصعوبةٍ ليقول

" أجل إنها تصرّ على أن أجلبَ معي السمكَ للعشاء، ستتركني أعودُ لها صحيح؟!"

" هل يخيّل لي أنكَ تشبهني بالسمك؟"

"لا أقسم لك لا !!"

"لا لا تحاول أنا لا أقبلُ هذه الإهانة!"

تبدّلت ملامح وجهه في ثانية ليجهز يسراه كي تفتكَ بهذا الذي اخترقَ النافذة بقصدِ الفرار ممن سيجده عاجلًا أم أجلًا

دلف من النافذة ليجدَ الراكبين منكمشين بذعر، هو ابتسم يرفعُ كلا كفيه ثم يخفضهما

" أهدأوا أنا لن أوذيكم أبدًا
فقط اخبروني إلى أين اتجه ذلكَ الجرذُ الصغير ؟"

أشاروا لخلفه فلم يلبث حتى انطلقَ للمقصورة التالية

ومن الواضحِ أن ذلكَ الجرذ سريعٌ جدًا، فقد تمكن من الاختفاءِ فجأةً فتلفت بيكهيون حوله بحثًا عنه ليسمع إطلاقَ رصاصٍ مباغت، هنا اتخذَ من إحدى المقاعدِ الشاغرةِ مكانًا له وحاجزًا من الفاعل، ذلكَ المعتوه الذي خُيّل له أن سيتمكن من تصويبه فليرمي بخياله عرضَ الحائط لأنه وحده من سيكون المصاب

أمال الجوكرُ رأسه ليرى ذلكَ الذي اختفى خلفَ المقاعد

وهنا تبادلا اطلاق النار حتى فرغَ سلاحُ الأخر فكادَ أن يهربَ للمقصورةِ السابقة لكنه لم يفلح لأن الجوكر قد أمسكَ بياقته وهنا اشتدّ بينهما القتال، كانَ ذو بنية قوية

ولنقول الحقّ هو قد أصابَ بيكهيون مستغلًا بعضَ الهفوات، خصوصًا عندما همسَ قائلًا

" جميع من في القطار سيموت
وأنتَ معهم !"

توسعت أعينه بذهول ليتلقى لكمة على جذعه جعلته ينحني، فهب الأخر فوقه ليلقيه بظهرهِ على الأرضية

" ما الذي

تعنيه

بذلك ؟!!!"

لفظها بيكهيون بصعوبة أثناءَ انعقادِ يدي الأخرِ حول عنقه

" أي أننا سنموتُ جميعًا هنا!"

"كن واضحًا أيها اللعين "

غلبه فانقلبَ فوقه يلقمه عده لكمات ليتخدّر المقصود وتزوغَ عيناه بعيدًا

" تكلّم ما الذي تعنيه ؟!!! "

صرخَ حتى كادت أوداجه أن تتمزّقَ، وجهه اصطبغَ بالأحمر وصوته تمزّقَ وتهدج حينها

أما عن ضحيةِ قبضتيه، كان بالكاد يستطيع الحفاظَ على وعيه، فقهقه فجأةً ثم قال بعد أن بصقَ الدماء

" ربما قنبلة ؟"

شدّد على ياقته وطالبه بالإفصاحِ عن محلّها لكن الأخر قد عانده بالسكوت، وكل من يعانده يتلقى ضربةً قاضية سببتها شرارةُ الغضبِ التي تنفجرُ فيه رغمًا عنه

ابتعدَ عن الهامدِ في محله يزحفُ للخلف، يلهث حتى اصطدامه بالباب الفاصل بين المقصورتين

كانت هذه المقصورة فارغة تمامًا لذا تمكنَ من اطلاقِ الرصاص والقتال مع هذا الذي قلبَ دنياه بما قال

كان يسهبُ بصره في الفراغَ فقط، دائمًا ما تتبددُ توقعاته هو فائق التوقعات، مرتفعاته إلى منحدرات، استقامته إلى انحناءات، طرقاته إلى منعطفات !

كيفَ للصدماتِ أن تتوالى في صعقه؟ كيف لمصيره أن يصبحَ مصيرًا لغيره؟

مشّطَ خصلاته بقوة، إن جميعهم سيوافونَ المنية برفقته، ذلكَ غير عادل أبدٍ !

لا يستطيعُ سكبَ دلو اللومِ فوقَ أحدٍ غيره، لذا تحاملَ واقفًا حتى يجدَ حلًا من هذا المأزق، الصورُ في رأسه تتداخلُ في بعضها البعض وذلكَ ليسَ الوقت المناسب لكي يصابَ بدوخة، اعذروه

هو تعبَ من كثرةِ الصدمات والضربات، ثم قرر التوجه إلى المقصوراتِ الممتلئة، امتثلَ أمامهم يحاول تجاهلَ شهقاتِ ذعرهم منه

الجميع يعلمُ أنه الجوكر بفضلِ تلكَ الفرقة التي لم تستطع القبضَ عليه حتى !

افتعلوا جلبة وتركوه في وسطِ معمعة الخوف، جميعهم ينكمشون وهو لم يكن ليؤذي أحدهم حتى
هو كانَ ذاهبًا ليؤذي نفسه فقط

ينفيها، وحدها دونَ أي إضافات
لكن ومن الواضح أن المصير لا يتوانى عن صعقه، ضربه، صفعه ثم عصره

استجمع أكبر قدرٍ من الانفاسِ قبلَ أن يقول

" هناكَ قنبلة.."

لم يكد يكملُ جملته حتى سيطرت شهقتهم على الأرجاء ثم فاحت رائحة الخوف و صارتِ الأيدي تلطمُ الخدين و الأفواه تولول وكأنه يومُ الواقعة

" اهدأوا رجاءً!! أنا احاول ايجاد طريقة لإنقاذكم وانتم تستمرون بالتصرف بهذه الهمجية!! "

ندد صوته وباحَ بأعلى نبراته كي يُسكتهم كافة، بقوا يتأملونه فقط بأعين فائضة بالدموع

والبعضُ يتكلمُ عبثًا، يطرحُ سؤالًا متوقعًا كـ
كيف ستنقذنا وأنتَ معنا بالفعل؟ كيف ستنقذنا إن كنتَ أنتَ من وضعتنا في ذلك؟ وكيفَ عسانا أن نثقَ بمجرمٍ مثلك ؟

زفرَ فقلب عينيه ثمّ جمعَ ذراعيه لينطقَ متهكمًا

" حسنًا هل هناكَ من ستثقون به غيري؟ أي خيارات متاحة يا رفاق؟"

هز رأسه يمينًا وشمالًا مع التحامِ جفنيه

" لا يوجد
لذا ثقوا بي، وعلى كل حال
لو انفجرت القنبلة فسنموت جميعًا دون أي استثناء، لذا إن كانت هناكَ طريقة لإنقاذ نفسي فلن تكونَ إلا معكم لأننا جميعًا في وسطِ القطارِ السريع كما هو واضح لكل عيان !!"

أنهى جملته بصيحةِ عتاب، كي يتوقفوا عن افتعال جلبة لن تفي بغرضِ الانقاذِ أبدًا

" اسمعوني .. فلنتوزع ونقم بالبحثِ عن القنبلة في الأماكنِ التي يصعب وصول الأنظارِ إليها، أما عني فسأذهب لغرفةِ القيادة لعلي أناقش الكابتن ونتمكن من ايقاف القطار بأسرع ما يمكن!"

أدبر مغادرًا إلى حيثُ أشار، لكنه التف عائدًا ولم يبرح أحدهم مكانه بعد نظرًا لقلةِ استيعابهم ما قال، إنه تأثيرُ الرهابِ الذي تملّك أنفسهم الجازعة

" لا يلمس أحدكم القنبلة! فقط أخبروني بمكانها وأنا سأتصرف مفهوم؟"

ألقى الأمر ثم هبّ راكضًا إلى غرفةِ القيادة، لم يستأذن بل اخترقها ليرتعش الكابتن فورًا فهو لا يدري عما يحدث خلفه أبدًا

" هي من أنتَ ! لا يُسمح لأحد أن يدخل الغرفة، ألم ترى الشعار ؟! اخـ.."

" اعتذر سيدي اعتذر هل يمكنكَ أن تكف عن عتابي الآن؟ اسمع اوقف القطار بسرعة لأن هناكَ قنبلة موضوعة هنا ولا نعرف كم سيتبقى لها حتى تنفجر!!"

قاطع عتابَ الكابتن من خضّب الكبرُ خصلاته بالبياض، وذلك قد أغضب العجوز فلم يكترث لأمر القنبلة بقدر سخطه من التقليل بشأنه وعدمِ احترامِ هذا الشابِ لسنه

هو حتى تركَ مقعده ليقف أمامه ويشهر سبابته ثم يهزها مع خصامه لبيكهيون الذي وجدَ نفسه يعودُ خطوة للوراءِ مع تقدم العجوزِ منه

" أنتَ يا ولد!! ألم تتربى جيدًا؟ كيفَ تكلمني هكذا؟ كيف تقاطعني بينما أتحدث ! أنتم أولادُ هذا الجيل فاسدون لا تعلمون معنى الأدبِ والأخلاق !"

تباكى من الداخل، ولم يستطع فعل شيء إلا الانحناءِ والاعتذار ممن اجتاحه الرضى بعدَ رؤيته ' للولد' كما ناداه يؤدي واجبه تجاهه

حتى جمع يديه خلف ظهره وباتَ يومئ بارتياح

" سيدي .. هناك قنبلة"

أصابَ الأخر الوهن ونطقَ بقلةِ حيلة

ليعبسَ العجوز

" أتظن أننا بفلم أيها الولد ! أنتم أطفال هذا الجيل بائسون بحق لماذا لا تتزوجون بدلًا من قضاء وقتكم بالملهيات طوال الوقت؟، تضيعون وقتكم بأشياء تافهة حتى أصبحتم تافهين مثلها، قال قنبلة قال ! تشه "

أما عن الأخر فقد جثى مستسلمًا

" سنموت على هذا الحال سنموت"

الآن هو يتباكى بالفعل، لكن ولحسن الحظ قد اقتحمَ أحدهم غرفة القيادة كذلك وهنا اشتعلَ العجوزُ غضبًا وتوسعت عينيه

لولا رؤيته للخوفِ يغرق الفتى الأخر بالعرق!

" وجدناها!! ولم يتبقى إلا ثلاثين دقيقة على انفجارها!!"

"ياه أنتم توقفوا عن العبث معي!!"

صاحَ العجوز مرتعبًا أما عن الجوكر فقد تجمّدَ لمهابةِ ما التقطته أذنه

ازدرمَ ريقه ثم أقبلَ على الكابتن العجوز بتعابيرٍ ساخطة

"ما رأيكَ الآن؟ هل تريدُ النجاةَ أم لا؟"

ارتعشَ الأخر ثم عادَ لكرسيه ليقول

" المشكلة بأنني لا استطيع إيقافه حتى المحطة القادمة بني "

بني...

كانَ وقعها عميقًا على دواخله

تجاهلَ تلكَ المشاعر ليركّزَ على ما هو أهم

" وكم تبعد؟"

"ساعة ونصف.."

أطلقَ ضحكةً ساخرة

وشرّ البلية ما يضحك..

" إذًا سأحاول تفكيك القنبلة، ذلكَ هو الحل المتبقي لنا"

نطقها ثم أسرعَ حثيثًا إلى مكانِ تواجدها برفقةِ الفتى، كانت محشورةَ بينَ كراسي الركابِ من الأسفل، مكان لن تطلّ عليه عينٍ حتى

تنفسَ الصعداء، فألقى نظرةً سريعة على كل من ينظرون له بأعينٍ ترقرقت، وقد غشاها خوفٌ نديان

ثم أعادَ بصره إلى حيثُ يفترض به أن يكون، انبطح فلاقى ظهره الأرض وسقفته القنبلة ليبدأ بعملية تفكيكها وإيقافها

" أرجوا منكم الابتعادَ بأكبر قدرٍ ممكن.."

صدحَ صوته ليفعلوا ذلكَ بلا أي تردد، وكأن ابتعادهم عن القنبلة سيفيدُ كثيرًا، على الأغلبِ لا

فإن انفجرت القنبلة لن يتركَ لهيبها جزءً من القطارِ دونَ أن يأكله

إنه الجوكر الأحمر، رئيس أكثر عصابة مزعزعة لأمان الدولةِ المزيف، إنه من تصدّر العناوين واستولى على أشرطةِ قنواتِ الأخبار

إنه ذلكَ السارق الذي سطا على أكبر المصارف، إنه المطلوبُ دوليًا والمعروف داخليًا أنه طغى

ما تمكّن أحدهم من ردعهِ عن أفعاله، تفجيراته أو سرقاته وحتى تهديداته

نعم ذلكَ الجوكر الخطير على فصيلة البشر

هو ذاته من يحاول انقاذهم الأن مضحيًا بنفسه أولًا

لو كانَ كيونغسو هنا لأنهى موضوعها في بضعِ ثواني، لو كانَ كاي هنا لوجدَ ألف طريقة لإيقافِ القطارِ في الوقتِ الحالي، لو كانت سولار هنا لتمكنت من تهدئة روعِ الجميع، لو كانَ سيهون هنا لاقتنصَ كل من سيهددُ خطرًا على سيده

لو كان يشينغ هنا لما تركَ فرصةً لأحدهم كي يحاول إيذاءه حتى، بل سيهرسُ أجسادهم بقوةِ بدنه العظيمة

أدركَ الأن أنه لا يمكن أن يكونَ صفرًا دون الواحد،
الواحد الذي جمعَ ستتهم وقيدهم بالقوسين

لعله ظنّ أن الصفر يلغي الواحدَ وأن الواحدَ لا يمكنُ أن يلغيه، وتناسى أن جزءً منه آلة، وأن لا آلة تعمل دونَ صفرٍ أُضيف له الواحد كالشريانِ جنبَ الوريد

اغرورقت عينيه بالدموع ثم حبسها، كي لا تغشي على رؤيته التي هو بأمس حاجتها الأن

لم يستطع، فأسلاكُ القنبلة متشابكة بتعقيدٍ حيّره، ولا يستطيعُ المغامرة في لعبة المقامرةِ

التي تنحصرُ نتائجها إما بالنجاةِ أو الموت

هو فقط تمكن من نزعها وهكذا ربما يستطيعُ إلقاءها بعيدًا، لكن ربما سيترتب على ذلك شيء أسوأ لذا

هناكَ حلٌ قد طفرَ فوقَ رأسه

هرعَ إلى الكابتن من شاركهم حالة الذعرِ الآن

جميعهم شهقوا دفعةً واحدة مع تراجعهم وتزاحمهم للخلف، أثناء رؤيتهم له يحملُ مؤقتَ الموت المشؤوم هذا

" سيدي لا تستطيع إيقاف القطار قبلَ وصوله لمحطته، لكن ...

تستطيع فصلَ قاطرة منه صحيح؟"

أومأ مباشرةً، وذلكَ مريحٌ إلى حدٍ ما

" تعال معي بسرعة !"

~

" بني ..."

" لا تقلق سأكون بخير"

" ما الذي تعنيه بأنك ستكون بخير؟!"

صاحَ العجوز ليدفعه بيكهيون بخفةِ للوراء

" اذهب الآن..

لم تتبقى إلا دقائق معدودة

اذهب..

قلت لك

أنني سأكون بخير

حسنًا؟"

قبل هنيه، كان الكابتن المسن يُري بيكهيون كيفية فصل القاطرة وأي أداة تحكم ستقوم بذلك

لذا هو استنتج أن الحل الوحيد هو فصل القاطرة الأمامية والتي سيتواجد بها هو برفقةِ مؤقت الموت

وهكذا ستستمر القاطرة بالتقدم في طريقها الذي لن تكمله حتى بغضونِ دقائق معدودة، أما عن بقية القطار فسيتوقف تدريجيًا وحيدًا بالخلف دون رأسه

وهكذا سينجو الجميع، عوضًا عنه

لقد استصعبَ المسن تركَ بيكهيون هنا وحده وتعذّر بسنه وبحياته الطويلة التي ستنتهي عما قريب، كلاهما تنازعَ لأجل التضحية لكن هو لا يدركُ إصرار هذا الشاب في خطو خطوةِ الرحيل المتهورة هذه، رغمَ عمره الصغير و عدمِ عيشه ما يكفي من الحياةِ بعد

لأنه لا يدرك ولا أحد يدرك كذلك
أنه عاشَ ما يقاسُ بمئات السنين
ذاقَ ألامًا تفوقُ عمره وقدرة تحمله لكنه تحملها،
تحملها لأجلٍ مسمى

لذا كانت التضحية سهلةً جدًا، ومرحبًا بها في سجله الفحيم

والأهم بأن ذلكَ ما قد جلبه إلى هنا، ذلكَ المصيرُ الذي اجتباه لنفسه

ألم يكن يريدُ الاختلاءَ بنفسه بعيدًا كي يفجرها!؟

ألقى نظرةً للقنبلة التي لم تترك له إلا القليل كي يتنفس للمرةِ الأخيرة، بعدَ أن فصل القاطرة بالطبع!

تأمَّل يسراه مبتسمًا، ورأى في النوافذِ حوله مباني من الذكريات تعبر من أبهتها لأوضحها

وجميعها باتت جلية في وقتٍ ما أدركَ فيه أن أبواب الرحيل فُتحت على مصرعيها

- Self-destruct System -

-ON- -OFF-

- ARE YOU SURE?

-YES- -NO-

.........

" هل رأيتم ما تنقله قنواتُ الأخبار؟"

اجتمعوا في هدوء مريب، كانوا متحيّرين
من حقيقة ذلك

لم يجرعوا من كأس اليأس بعد، لكنهم يرتعشون بصمت خوفًا مما هو أمر، يكفي موت يشينغ الذي أدمى قلوبهم وأبكاها

رغمُ علمهم المسبق بقرار الجوكر المحتوم، وأن واقعَ تلكَ الحادثة سيسجل في التاريخ ذات يوم، بل سيهبطُ على قلوبهم كالطود، لكن ما باليدِ حيله

لم تُحبك القصة هكذا منذُ البداية، تغيّرت مجرياتُ الأحداث حتى انفلتت أطرافها من أيديهم، بل من يدِ الجوكر الأحمر بحدّ ذاته

لذا وبالطبع لن تكونَ النهاية مسبقة التوقع كما سلف، وعلى حسب أقوالِ الشاهدين فهم يؤكدون على تواجد قنبلة في قلبِ القطار

وعلى ظهورِ جماعة من الرجال هدفهم القضاء على الجوكر الذي تخفّى وسطَ المسافرين، القصّةُ محيّرة وحتى الاعلام قد طرحَ العديد من الأسئلة يتفادون احتمالية انتماءِ الرجال المقصودينِ إلى الشرطة، لأنهم لم يرتدوا زي الشرطة بل تخفوا بأزياء أخرى
وبكل حال لم يعد الإعلام حرًا في ما يقول، كل كلمة محسوبة على كل محطة ستذيعُ الأخبار

جميعها ستمرّ برئيس الشرطة أولًا ثم تنقح لتخرجَ للعالم، هذا ما نعنيه بالسلطة الفاسدة

حذا حذو والده بالضبطِ بل أسوأ، لكن الجوكر عثرة كبيرة في وجهه و عليه أن يطمسها ليتقدَّم في طريقِ شرّه ممتنع الحدود

صوبوا بصرهم لكيونغسو الذي بدت تعابيره مختلفة لأبعدِ حدّ، ضائعًا هو كان لذا فليجده أحدهم

حثوه ليتكلم لكنه صائمٌ منذُ أن التبست الأمور ببعضها، كانَ متأكدًا أنه سيعود وأن خطته تلكَ لن تفلح لشيءٍ ما هو أعلم به

لكنَّ خطَّ المفاهيمِ لديه قد تعرّج ليسقفَ نقطة التوقف بعلامة استفهام

ما الذي جرى بالضبطِ يا تُرى؟

" لابدّ بأنهم يكذبون، وأن تلكَ كذبة ملفقة
وأن كل هذه مسرحية كبيرة افتعلوها لنظهرَ نحنُ لهم ويتم القبض علينا، هم يدركونَ أن الجوكر هو رأسُ الأفعى وأننا الذيلُ الذي سيتلوّى بحيرةٍ دونه
تلكَ خطّة محكمة منهم ألا تجدونَ أنني محق بذلك؟"

حلل كيم كاي الأمور بطريقته، وبشكلٍ ما هو استطاعَ اقناع سيهون وسولار بذلك أما عن كيونغسو فقد ظل صامتًا كما هو

ثمّ عمّت موجةٌ من الصمتِ بعد ذلك، يتمنى أحدهم لو تسقطُ الأجوبة على هيئة وابل فوقهم ليرتاحوا ولتسقى أرضهم القفار، ولتنطوي هذه الأيامُ العجاف وتستعاض بأخرى حيّة

ومع ابتهال أنفسهم الضعيفة بصمت، اهتزّت رواكز سولار فوهنت ليهرعَ كاي إليها بقلق

"سولار تماسكِ"

قواها تخورُ باستمرار هذه الأيام، وقد تفسّرُ العقول ذلك على أنها إمرأة والنساءُ جازعاتٌ حينَ حلول المصائب كما يتم تداوله عادةً

لكن لا، هي أقربُ إلى كونها معتلّة هزيلة
لذا استوجب الأمر التوجه لمشفى الطبيب تشين

تحيّر سيهون من موقفه هل يذهبُ مع كليهما أم يبقى مع الساكتِ كيونغسو، تنهدَ ثم قرر البقاء جنبه لتنعزل الأصواتُ عن الغرفةِ تمامًا

فكلاهما يمتازانِ بالصمت!.

~
عليه الاحتفالُ بما أنجز
عليه أن يتفاخرَ وينفخَ ريشه عساه يطيرُ فرحًا
فجميعُ رجال الشرطة يباركونَ له على ما فعل، هو حتّى قد تلقّى مباركة من جنيرال جيش كوريا الجنوبية

كمُّ الغرور والكبر الذي اختلجه مبالغٌ به، هو لطالما كانَ مستكبرًا عن الكلّ هكذا لكن الأن هو يشرّعُ دهسَ كل من تحته بمنصبه وانجازه العظيم

لو عليه لأمرَ جميعَ من حوله بالسجودِ له تعظيمًا، يا له من مستبدّ

حانَ وقتُ عودته لقصرِ عائلته، كي يتفاخرَ عند والدته كذلك، تلكَ المرأة التي تمقت من خرَّبَ حياة عائلتها الجميلة، من تجاهلت كل فضائحِ السيد بارك ووجهت أصابع الاتهامِ لعصابةِ الجوكر الأحمر فحسب كما وسوست لها شياطينِ الأنس المحيطة بها

أما عندّ زاوية الحياة، هناكَ أنثى مركونة
تراقبُ احتضانَ الأم لولدها الفاسق

تذرفُ الدموع بصمت و تنطوي على ذاتها
تخافُ لو يصطادها بعينيه وهي بحالةِ حدادها هذه

حدادها على من بالضبط؟ على ذلكَ الذي أُذيعَ أنه مات

كانت ترتدي الأسود وترتعش لحقيقة أنها لم تستطع مقابلته ولو ليوم واحد قبلَ أن يغيبَ هكذا للأبد، لم يغادر ذهنها ولا قلبها لكن الأيامُ انتزعته عن محيطها بجفاء

حتى لو رأته في تلكَ الحفلاتِ الكاذبة هي لن تجرؤ على تكليمه، سيسحقُ فكّها هذا الأخ المستبدّ هنا

وأسوأ ما في الأمر أنه لم يسعى يومًا للسؤال عنها، رماها خلفَ ظلّ أخيها، وفي وسطِ بحرِ الكرهِ الممتد بينَ إسمي بارك وبيون هي غرقت

سطا الظلام و أنارَ القمرُ لها طريقَ الفرار
حملت كل ما يُحمل في حقيبةٍ صغيرة لتهربُ من هذا السجن وتتلاشى في العدم

لن يجدوها ولن يعرفوا عنها أي شيء

راقبت المجلسَ الذي آوى تشانيول مع والدته لعدّة ساعات بينما يضعون رؤية لمستقبلِ العائلة وكيف سيفخرُ والده به بعد أن يفوقَ من الغيبوبة

" فلتهنئ بابنها الشريف"

لفظتها بتهكمٍ شديد لتكملَ جرّ حقيبتها نحو الباب، غادرت سرًا واستطاعت تفادي حرّاسِ الأمن ببراعة

ربما لأن أحدهم قد ساعدها بعملية الهروب هذه؟

"هيا أسرعي بيونا!"

هتف بهمس، بينما يتلفت حوله بحذر
كان خائفًا عليها أكثرَ من نفسه

يريدها أن تنجو من هذه الجحيم المموهة بالترف، يريدها أن تلوذَ بالفرارِ من الطغيان القائم بهذه العائلة، يريدها أن ترى النور في غمرة الظلام الذي كسا أعينها على مضي السنين والأيام

" شكرًا لكَ لوكاس
لن أنسى فضلكَ علي أبدًا"

ابتسمَ برفق، فربّتَ على رأسها كما اعتادَ أن يفعل منذُ صغرهما

بالمناسبة، هو كانَ صديقًا لها منذُ نعومة أظافرها
كبرا سويًا وكبرَ احترامه وتقديره لها، لأنها لم تتغير ولم تحذو حذوَ عائلتها أبدًا

كانت كقطرة ندى نقية وسطَ مستنقعٍ عكر!

"لكن .. ستكون بخير أليسَ كذلك؟"

تخافُ عليه من بطشِ أخيها، ماذا لو لامه واتهمه بمساعدتها على الهرب؟ لكنه ما بادرَ بذلكَ إلا بعدَ دراسته للأمور

سيكونُ المشتبه الأول به، بل سيتمّ معاقبته أشد عقاب حتى لو أنكرَ ذلك

لكن لا بأس، سيضحّي بكل شيء لأجلها

" سأكون لا تقلقِ علي
هيا اذهبِ بسرعة!"

عانقته لكنه فكّ عناقها لشدّة خوفه أن يلاحظهما أحدُ الحرس المتجولين

لوّحت له مغادرة، وبدوره قد فعل
ثم أنزلَ يديه ببطء

لم تنتفض هذه الانتفاضة إلا بعدَ انتشار خبر موتِ الجوكر

" ليتَ قلبكِ مالَ لي، كان ليكون ذلك أقلَّ خطرًا
ربما..."

~

خشخشة مفاتيح ووقعُ خطوات متزامنة

صفير أو حتَّى دندنة بصوتٍ باهت وثقيل

هاهو يدفعُ البابَ بقدمه الجائرة، ليكملَ خطاه لداخل الغرفة فينحني وصولًا لتلكَ المقيدة

مرر عيونه عليها بشفقةٍ مصطنعة، ثم علّق بصره لثواني على يديها الداميتين ومعصميها المحمرين جراءَ محاولاتها الكثيرة للفرارِ من الأصفادِ لكنها لم تفلح بذلك

على الأغلب هي قد تحرّكت بجنون كوحش ضاري حتى وهنت وسكنت هكذا، كل ما يُسمع هو صوت أنفاسها ورأسها منتكس بينما يغطيه شعرها الأسودُ بغزارة

رفعَ ذقنها ليُدهش من عينيها التي قابلته فجأةً، ألم تغفو أبدًا؟ أظلّت مترقبة ومترصده طوال الساعاتِ التي تركها هنا وحدها؟

" أه مسكينة أنظروا كيفَ تبدو بحالةٍ يرثى لها"

هز رأسه بأسى والابتسامةُ تعبثُ بشفتيه

أمالَ رأسه بزاوية ليطرحَ سؤالًا عليها

" ألن تستسلمي؟ أنا أمهلكِ فرصةً جديدة
كل ما عليكِ فعله هو الاعتذار وطلبَ المغفرة منّي
لن يتطلب الأمرُ منكِ إلا السجودُ لي مع تقبيل قدمي والتمسكِ بها لأبقي عليكِ حيّة، سأعطيكِ الطعام بمقابل كلِّ مرة تنحنين فيها لي مع مدحي وتبجيلي

اتفقنا؟"

ليسَ وحده من يجيدُ الابتسام بتهكمٍ هكذا

رأى شموخَ طرفي شفتيها، مع اطلاقِ صوتٍ ساخر

" سأفضّل الموت على أن أطلبَ منكَ شيئًا
و بإمكانكَ الاستمتاعُ بتقييدي هكذا لفترة حتى يأتي الجوكر ويتخلص منكَ ومن قذارتك هذه"

صدحت ضحكته العالية، بل ملأت أرجاءُ الغرفة بأكملها

حتى باتَ يشهق ويمسحُ الدموع الكاذبة من جفونه، أما عنها هي فقد ظلّت تشاهده عاقدةً حاجبيها ترمقه بازدراء بينما تتخيلُ نفسها تمزًق أوردته بلهفة، فتضحكُ هي حينها على هذا الوغدِ الوضيع

" ماذا قلتِ ؟ الجوكر ؟
من الجوكر؟ أنا لا أعلمُ أحدًا باسمِ الجوكر!"

حانَ دورها لتضحك على وضعه المزري بالنسبةِ لها

" لقد جننت! علمتَ بأنك لن تقبضَ عليه مهما حاولت لذا يحق لكَ أن تجنَّ هكذا"

لوَّح بكفيه معارضًا على ما تقول

" أنا من جننت؟ حقًا؟
أنظري لنفسكِ وما الذي تقوله هذه النفسُ العاجزة
أحقًا ما زلتِ تؤمنين بهذا الجوكر؟ ألم تصلكِ الأخبار بعد؟"

تصنّع عدمَ معرفة سبب جهلها بكل ما يجري بالعالم من حولها

" أوه صحيح أنتِ عالقة هنا ولا تدركين أي شيء يحدث في الخارج، مسكينة ! تؤتؤتؤ.."

ثم وقفَ على قدميه فبدأ بجولةٍ في أرجاء الغرفة بينما يقول

"لكن من واجبي أن أخبركِ كرئيس مركز شرطة سيؤل!"

تحمحم ثم أخفضَ بصره إليها من جديد

" الجوكر مات يا أيتها البائسة"

جمعت حاجبيها مستنكرة

" في أحلامك"

" بل في أحلامكِ أنتِ ڤاليري
هو ما زال يعيش !"

ابتسم على تبدد وجهها ليستل هاتفه من جيبه ثم يفتحَ لها بثًا من الأخبار، راقبَ عيونها التي تعكسُ الاضاءة الباثقة من هاتفه

بدأ الاستنكارُ يكسحُ وجهها أكثر فأكثر
تتسعُ عيونها فترمي ببصرها بعيدًا عن تلكَ الشاشة
ثم تصوّبه بقزحتها القاتمة

" وماذا أستفيدُ من ذلك ؟"

لاحظَ تسارع أنفاسها فضحكَ معجبًا بالتغير الذي طرأ عليها، الاحتراق الذي سيأكلها والقنوطُ الذي سيستشري ببدنها بعدَ كل الايمانِ الذي ناطَ قلبها بالجوكر فقط

" أنه عليكِ التخلي عن تلكَ الفكرة السخيفة
و التوقف عن التأمل بذلك اليوم الذي سيأتي به فارسكِ لإنقاذكِ من قلعة التنين..

للأسف هو ليسَ فارسًا

وأنتِ لستِ أميرة

وأنا لستُ تنين!!

أنا ألطف بكثيرة بالمناسبة
حتى أنني لم أذن لنفسي بقتلكِ بعد!"

قاطعت سير ضحكاته بصرختها الحادّة أثناءَ رصها لكلماتها الملتهبة كحنجرتها بالضبط

" هراء !! كل هذا كذبٌ وتلفيق وخدعة كبيرة من أكبر دجال مجرم في العالم! أنتَ من عليه أن يسجن ويموت ويختفي من الأرض بأكملها

أنتَ حثالة وقمامة كبيرة سيتم حرقها عمّا قريب
أنتَ فقط خائف من اليوم الذي ستحترق به من نار بيكهيون

ولأن ذلكَ اليوم قد اقترب أنتَ بدأت تهلوس هكـ.."

" مهلًا أنتِ من تهلوسين
لأنه لن يأتي ذلكَ اليوم الذي تتحدثين عنه حتى
فبيكهيون قد مات وتلاشى كما ترين بأم عينيكِ
توقفي عن حرقِ أعصابكِ بل استرخي
هو لم يكن ليقتلني وحدي بل كان سيقتلكِ معي

لذا افرحي يا صغيرة !!
أجل أفرحي لأجلِ ذلك!"

هو يضحكُ وهي تزفر بجنون وتحاول تحرير قيدها كي تنقضّ عليه وتنهش لحمه بأنيابها ونواجذها

توقف عن الضحك ثم اسندَ ظهره على الجدارِ عاقدًا ذراعيه، يراقبُ هذه التي تفقد قواها أسرع كلما حاولت الفرار والتخلّصَ من هذه الأصفاد لكي تقضي عليه كما يخيّل لها

حتى لو تحررت هي لن تستطيع، لأنها تنهار
وسصيبها الوهن أكثر كلما مضى الوقت

هي بالفعل تنهار وتتراكم فوقَ بعضها ببؤس وغضب وحيرة ونكران، مستبعدة عنها جل الأحزان

لا تريدُ أن تفقد جأشها ..

لا تريدُ أن تستسلم وأن تصدّق ما يقول

توقفت عن الحركة لتصوّبه بعينيها وأنفاسها تكادُ تفرّ من رئتيها إثر حالة الازدحامِ الطارئة

" سيقتلك "

لفظتها من خلفِ أسنانها المصفوفة، فأومأ هو

" أعلم، سيفعل
في خيالكِ فقط "

فكّ تعاقدَ ذراعيه ثم جعل يقتربُ منها حتى وصلَ إليها

استمتع برؤيتها تتعذب بينما تحاول تثبيت السدّ في وجه سيلِ دموعها الجارف، تحاول محق أقواله ورميها من فوقِ الجسرِ لتغرق

تحاول وتحاول...

لكن أسوأ ما في الأمر أنها لا تستطيعُ الجزمَ بأن كل تلكَ كذبة ممنهجة لإضعافها هي

واضعاف غيرها كذلك

لأنه سبقَ وحدثت فاجعة أخرى، وتمَّ تأكيدها من قبلِ القدر

أما عن هذا الذي رأته الأن، الذي لم تستطع فهمَ شيء منه سوى أنه حصلَ انفجار نتجَ عنه كتابة سطرَ نهاية عظمته

فهناكَ ما يؤكد امكانية وقوع ذلك في مخدع ذاكرتها المظلم والمحتشد بأقبحِ الذكريات وأكثرها تحفيزًا للخوفِ والهلع

قنبلة..

قنبلة!!

عيونها تتسعُ بالتدريج مع تفصيلها لحروفِ كلمة قنبلة

فتصيبها صاعقة ثم تيبس تمامًا للحظات، تندرج لقائمة أسوأ لحظات قد أمضتها في حياتها

قائمة اللحظات السعيدة، قصيرة
كفاتورة شراء لمقتضيات يوم واحد فقط

بعكسِ فاتورة الأحزانِ الممتدة، كلما أسرفت بأيامها وهي حيّة ازدادت المشتريات وصعبَ عليها دفعُ ثمن ذلك، لماذا لم تقتل نفسها منذُ أن أجازت لها يدُها فعل ذلك ؟

كان بإمكانها الاحتفاظُ بفاتورة الأفراح على الأقل، ستمرر عيونها عليها وستحظى شفتيها بابتسامة هزيلة لأنها اشترت ما هو سعيد بأيامها هذه

المهيب في الأمر بأن جميع الفواتير فُقدت ولم يتبقى إلا أكثرها جللًا، الأفراح والأتراح
باسمِ بيكهيون الوضّاح

أغلقت عيونها وخملت أطرافها باستسلام مع ضياعِ عقلها بعيدًا عن هذا العالم

هي حتى لم تكترث بيدها التي عادت لحجرها حُرّة، لأن الواقفَ قد فكّ الأصفاد قصدًا كي يراقبَ كيف ستسقطُ هي من شموخها المُحقّر بالنسبةِ إليه

كما توقَّع، غادرت منها كل مسميات القوة
وفترَ جسدها تمامًا

" أتمنى لكِ ليلة سعيدة، وداعًا"

انسحب بهدوء وأغلقَ خلفه الباب بإحكام

لم يسمع حسًا ولا أي صوت
يا ترى كم ستستمر في انتكاسها هذا ؟

كانَ ذلكَ مثيرًا للاهتمام بالنسبةِ إليه وسببًا أساسيًا ليتركها تعيشَ بضعة أيام أخرى، فقط كي يتسنى له رؤية الجوكر يموت بعينيها أكثر وأكثر

لم يكتفي بموته في أرضِ الواقع بل سيرضيه أكثر انطفاء شموع الوجد و الوله في عيونها المستعرّة بالتوقِ له، رغمَ خوفها وهروبها منه هي كانت تشتاقُ إليه وتضعف كلما تدرك أن حبها له موبوء

حتى انقشعَ ضلالها فامتثلت أمامه بقوةٍ استنكرها! كل من ينتمي إليه يخلصُ له ويستجمع القوّة من اسمه فحسب

كلما يرقد اسمه على طرفِ لسانها تتوقدُ قوة بل كادت أن تقتله هو بحدّ ذاته وخاطرت بنفسها فداءً له

لذا سيتلذذ حتمًا برؤيتها تفقدُ حبها العظيم ببطء..

حتى يتلاشى من بينِ يديها فتعجزُ للأبد

~~~

الحياة كعجلة دوارة ينزلُ أحدٌ منها فيصعدُ فردٌ أخر إليها

لذا كما تسجّلُ الوفيات تسجلُ الولادات والعكس صحيح

لربما كان نبأ رحيل أحدهم نبأً لحضورِ غيره !

هذا ما اكتشفته سولار يومها، أن هناك روح نُفخت داخلها مزامنةً مع انفتال روحٍ أخرى كما زعمت أقوال الكل

وكما أثبت الوقتُ الضائع بلا أي توضيحات تنفي ذلك

اختلطت دموعُ الحزن والسعادة في عيونِ أبوي هذا الطفل الذي هو نتفة أمل في ركامِ التعاسة.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~





...




دقيقة بغني ~

زيمزالابيم زيم زيم زالابيم زيم زيم زالالبيم زيم زيييم ....


ايش جوي انكت وانتوا متنكدين ؟

احم - كلام جدي -

هذا الجزء ليسَ لضعافِ القلوب أبدًا ..

لكن هل تعتقدون أن بيكهيون قد مات؟

واذا كان فكيفَ سيؤثر ذلك في الأحداث؟

واذا لم يكن فماذا تتوقعون ؟

وسلام ♥ لنلتقي ~








Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro

Tags: #exo