Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

•♦ المغفرة : اجترَاع أَلم ♦•



~

لطالما كنتَ كرجلٍ ناسغ
أجادَ طعنَ مضغتي بالألم

تلكَ الآلام هي نكالًا للخائنين
أفطنتِ توًا أنّي تمرّستُ الطعنَ بالسّكين ؟

~

وميض ..

اثنان يركضانِ داخل دهاليزٍ مُلأت بالعوائق كي لا ينفذوا منها بسلام، صخورٌ من الوجع والحزن والغدرِ تنزلقُ في طريقهما، لكنهما تجاوزاها بطلوعِ الروح
حتى اقتطع طريقهما منحدر، أسفله لا تكادُ تدركه عينٌ حتّى فهو بمجمله غارقٌ في السواد، كانت هاويته شديدةُ العمق والأكيدُ منها أنها تبتلعُ الأرواح

هناكَ جسرٌ مهترئ، ركيكٌ وقد قهرتُه السنينِ الضاربة بما تحمله من ثأرٍ وحقدٍ متين

صاحبته أفلتت انعقادَ يديهما، وقررت النجاةَ وحدها فجأةً تنسبُ خطورةَ كل ما هُم فيه إليه

تحاشت أنهما كانا يركضانِ معًا طوال الطريق، و ما إن قطعت الجسرَ وحدها حتى سقط وهنا لم يعد بإمكانه لحاقها أبدًا

هي ظفرت بالنجاةِ منه ومن الهوة السابقة، ومن كلّ تلكَ العقباتِ التي مرت بجانبها فخدشتها وشرختها عميقًا في بعضِ الأحيان

هذا وهي لا تدري إن كانَ ما ينتظرها هناكَ سيخلو من عوائق أخرى أم لا

تهورٌ ضاعَ في غاراته الصواب

شاهدها وحيدةً هناك، ستقبلُ على كل شيء وحدها ولن يتقطّع حتًى يلحقَ بها وينجها

ولتذوق عذابَ كل ما اختارته بنفسها،

لم يكن للعودةِ قنديل أمل ولا بصيصٌ منه حتى

~~

جميع الأيامِ السالفة التي قضتها هنا كانت شيء، وأيامها التي ستلي هذا اليوم المتجهم في وجهها شيء آخر

هناكَ غيومٌ رعدية التمت وتناوشت فيما بينها ثم أقرَّت بأن ترمي الصواعق تترًا على أرضها

هي بهزالةِ روحها لم تكن تقوى على شيء سوى الاستلقاء و استقبالها، كانت على المهدِ هامدة لكنها تُكوى بصمتٍ ودموعها تنساقُ من عيونها فتسلكُ طرقًا متفرقة يمينًا وشمالًا على جانبي وجهها

وفي يدها ورقةٌ طالبت بالرحمة على كثر ما لاقت التعذيبَ من سجنِ كفها

يدٌ تمسكُ بتلكَ الورقة التي كُتبت بنوايا طاهرة لا تشبه دناسة من جاءوا لسلبِ شرفها

ويدٌ أخرى بها علبة لم تقدر على فتحها هناك أمام الملأ ، من أجبروها على النهوضِ بقصد المغادرة

هي انتشلتها من بينِ كل شيءٍ آخر لا تطاله يديها، وخبأتها جيدًا في معطفها الدّاكن كيومها هذا

تنفست مرهقة ليسَ من كثرة التفكير بل من انعدامه، لقد أعدمت الأفكار وجاءت الوقائع تحتلُ الساحة بجيوشها العاتية

-وإنها بدايةُ حربكِ مع أوهامكِ ڤاليري، أسقطي راياتها وارفعي علمًا أبيض يبشّركِ بالكفنِ المحضّر خصيصًا لأجلك-

أخيرًا قعدت وقررت بعدَ ذرفِ الكثير من الدموع فتحَ العلبة والتي كانَ متوقعًا ما بداخلها، ليسَ كأختها الأكبر منها

خاتمٌ ألماسي رقيق بقلبه جوهرة سوداء تنتمي إلى أصبعها فلم تتلكأ وتتردد بجعله يزيّن كفّها ويضفي له رونقًا أنيقًا ، فاخرًا ولم تجربه يومًا إلا برفقته

بغضَ النظرِ عن ثراءه المادّي الذي سيغدقها به إلا أن قيمتها المعنوية كانت غاليةً جدًا عنده ولا تقاسُ بثمن، وإن وضعت في إحدى كفتي الميزان مالت كفتها ظافرة على كفّةِ جواهره كُلها

هناكَ ابتسامةٌ رقيقة غرزت غرزتها الأولى على نسيجِ شفتيها ثم استمرّت الغرزُ بالتوالي حتى رسمت ابتسامة قد اغتربت عن فاهها لدهر

وما إن وضعت كفّها على صدرها ناقلةً جُل الأحاسيس المختزنة في الجوهرة التي انتقاها لها بعناية؛ نسبةً إلى لقبها المبجل له

حتى انحلت الغرز واحدة تلو الأخرى فتراخى الخيطُ ولم يعد للابتسامةِ أي وجود، وقد ابتلت الخيوط المتراخية بقطراتِ الندى الهاويةِ عليها

~

" ياه ما بك ؟"

جعل تشانيول يعشو إليها مع تجاهلها الجلي له أثناء تناولهما الطعام، ركنَ الشوكة بخفةٍ ثم أجمع ذراعيه في انعقادٍ احتجاجي

"منذ عودتكِ ووجهكِ منقلب هكذا "

أيضًا لم تجبه واكتفت بمضغ اللقمة ببطء عسى أن تستطيع بلعها لأن ريقها قد بدأ بالاستنفار من شتى أنواع الطعام

حنى جذعه يتفرس وجهها الشاحب، ثم ها قد أطلقَ صوتًا ضاحكًا مصحوبًا بقهقهة

" أرى أنّ الحبّ السابق قد كسى وجهكِ من جديد !"

رفعت عيونها عن طبقها وحينها حزمت ثقبَ خاصتيه بها

" أجل محق، لأنه لم يكن كما قلت "

" ماذا ؟" علا صوته حينها وهي قد استقامت على الفور ثم اتخذت وضعية المتجهمة مع انعقاد ذراعيها بقهرٍ مفضوح

" أجل، ألم ترى ؟ كان سيتزوجني !
ليسَ كما أوهمتني بأنـ.."

ارتبكت بقية حروفها ولم تستطع الانزلاق من لسانها بعدَ أن رأت تشانيول ينهضُ فجأة بطريقةٍ مفزعة

وكأنه سيهجمُ عليها إن أكملت عتابها هذا

" وماذا يعني بأنه سيتزوجك ؟ زواجكِ منه سيجعلكِ مقيدة به أكثر ولن تفري من قبضته حينها أبدًا ! أنتِ رأيتِ رسالاته بأمّ عينيكِ ما لذي جرى لذهنكِ فجأة ؟ هو لم يهددكِ عبثًا يا فتاه !"

" ربما لم يكن هو الفاعل "

قالتها تحدّ بصرها عليه

" أجل ربما لم يكن هو !!"

كررتها بصوتٍ أعلى حينما شعرت بصمته المباغت والمخيف

" أوه وإن لم يكن هو، ألا يعني ذلكَ أنه ليسَ على درايةٍ بأمر لقاءاتكِ بي ؟ أتظنين بأن الجوكر بهذا الغباء الشديد كي يغفلَ عنكِ تمامًا هكذا ؟"

زفرت وقد ارتعشت اطرافها في سخط ، نفرت خصلاتها ثم اقتربت بخطواتٍ حثيثةٍ إليه

" أنتَ لا تعلم معنى ما رأيت اليوم
أي أن وعوده كُلها لم تكن خدعه
أي أنه كان يحبني بصدق وسيتزوجني كذلك
حتى دون علمه بحملي، ماذا لو كان يعلم هاه ؟ كان سيعجّل به ليسَ إلا !!"

" أنتِ تغيرين الموضوع مجددًا ڤاليري، أخبرتكِ أن زواجه منكِ لا يعني أنكِ ستكونين سعيدةً أبدًا أو حرّة مطلقًا !!"

كلاهما كان يستمر بتنديد صوته على الآخر، وكان الحوار يغدو أكثرَ خطرًا وحدَّةً في كل ثانية تُضاف إلى سابقتها

"عن أي سعادة تتحدث أنت ؟ أنا لم أفرح يومًا بقدر اليوم الذي أخبرني أنه يحبني لم أشعر أني حرّة قط بقدر اليوم الذي آواني فيه لم .."

لم تكمل جملتها حتى خرّت أرضًا وضحت دُموعها تنساقُ على خديها بطريقةٍ أجبرت الواقف على الاستغراب

" أنظري كم يجعلكِ الحب ضعيفة
باكية كطفلٍ صغير عاجزٍ فقط لأنه أضاع والديه
أكانَ والدكِ هو ؟ أكان أمكِ أو ما شابه ؟! "

أطلقها بصوتٍ هادر يخاصمُ فيه هذه الصبية العاجزة والمتحيرة من كل ما أوقعت ذاتها فيه

" أجل كَان عائلتي

كما كنتُ عائلته .."

قالتها ولم تكد تتماسك حتى انهارت من جديد أكثر مما سبق ، هي كانت تتذكر كلماته الأخيرة و اكتساحِ أمارات وجهه بالألم جراء كلماتها الجارحة واتهاماتها التي تخلو من كل مصداقية

فلم تكن هناكَ كلمةٌ أكيدة قد قالتها، جميعها جمعت وطرحت بناءً على استنتاجاتها العقيمة

قال لها بأنه سيسامحها على كل ما ألقته في وجهه، كان مستعدًا لذلكَ حتى آخر شرخٍ سببته هي له

حتى لو نكأت جروحه التي سببتها فلن يمانع إن كان هناكَ ضماد مستقبلي سيغطيها

لكن انحيازها لجانبِ تشانيول، وجودها مع رجلٍ آخر غيره !، يمقته أشدَّ المقت ولم تبادر يومًا بسؤاله لمَ ؟

تلكَ هي الخيانة التي لا تدري ما عاقبتها ولا تستطيع تخيلها حتى

مع غرقها في لجةِ أفكارها تلكَ جاءها موجٌ من قبلِ الواقف ليزيدها غمًا على غمها

" تشونغ ڤاليري أنظري إلي "

صوته الهارب من طواحنه الملتحمة أوجسها بحق فسرعان ما رفعت رأسها تنظرُ إليه بعيونٍ تغشاها الدموع

" تذكري بأن كليكما تحملان لقب المجرمين خلفَ أسمائكما لذا سيشرفني أن أقودكِ بنفسي إليه فتقيما عرسكما في السجن وتعيشا بسعادةٍ هناك للأبد "

عيونه بدت مستعرة وتحمل في جوفها حقّ تهديد

" تشان.."

" أجل إن لم تتوقفي عن الدراما الخاصة بكِ صدقيني لن أمانع بذلك وللأسف، كنتُ سأبارك لكما لكن بيكهيون لن يتزوجكِ بعد الآن وأنا متأكد من ذلك، لو رآكِ فقط أقسم لكِ بأنه سيفلت من بينِ أصفاد الشرطة فقط لينحركِ ثم سيتركنا نقبضُ عليه "

ها قد أشهر سبابته المنذرة نحوها مع انخفاضه ببطء إلى مستوى بدنها

" وأنتِ عليكِ الاختيار

إما الأمان معي أنا

أو الأمان معه هو !"

~

خرجَ من غرفة صديقه مبلسًا بعدَ أن ادَّعى الحبورَ لفترةٍ من الزمن فقط ليسايرَ بقيتهم من فرحوا فرحًا كبيرًا بسلامةِ كيونغسو

أسندَ ظهره على الجدارِ يزفر فلم يعد يستطيع الابتسامَ لفترةٍ طويلة ولا تمثيله الذي شارفَ على اعتزاله

ها قد جاء الطبيب تشين مبتسمًا هو الآخر ليقلَّب بيكهيون عينيه في ضجر ، صارت الابتساماتُ مصدرَ مللٍ وسخطٍ بالنسبةِ إليه

" ما بك ؟"

" أستمر في تلقي الضرباتِ دون ردّها "

" ألا تظن بأن هذا هو التصرف الحكيم في الوقت الحالي ؟"

سأل تشين عالمًا بمقصدِ بيكهيون ، والذي بمجردِ أن شعرَ بمرور الناسِ جنبَ كليهما خفضَ رأسه فغطت ظلال القبعة جزءً أكبر من وجهه

" إن رغبتي بقتلهما تزداد كل يوم
خصوصًا هي، أما عن تشانيول فسأتركه يعمه في ضلاله الذي لن يقوده أبدًا إلي، ولو حدث ووجدني فسأمحقُ كل روادعي لأقوم بقتله أخيرًا ثم أرتاح "

قالها يتأملُ بانشراحِ صدره بعدَ الخلاص من الغل والحقد المحقونِ نحو تشانيول، هو حتى الآن لا يريدُ الانهزامَ لرغباته بسفكِ دمه و الشربِ منه لأنه يتلذذ أكثر بتعذيبه حيًا ورؤيته يحاول بكدّ اصطياده بالرغم من أنه لن يستطيع أبدًا

لم يشأ تشين التدخل في أراءه ولا الخوضَ في أمورٍ لا علمَ له بها

لذا استعاض بموضوعٍ آخر

" علي إخباره بيكهيون، هذا واجبي كطبيب "

قال يلمّح على المستلقي داخل الغرفة، لم يجبه الآخر بشيء، ظل صامتًا ورافضًا للأمر

لأنه لم يصدق بذلك بعد، ولا يمكنه الجزمُ أبدًا بتلكَ الاستنتاجات الطبية التي تُصبح فرضًا على حياةِ المريض مدى العمر، مستذكرًا ذاته كذلك

" أعلم أنه لا يحق لي ذلك لكن ..
لنؤجل الأمرَ قليلًا بعد "

فرّق تشين شفتيه لينبس لكن سرعانَ ما فارق بيكهيون حيّز بصره عائدًا للغرفة

" قاطعتكم ؟"

قالها بعد أن بارحت ضحكاتهم شفاههم فجأة، هم ربما فعلوا ذلكَ مراعاة لمشاعره الضامرة

ولكنهم لا يدركونَ أن ذلكَ سيخلج به شعورًا أسوأ حتى، ما كانَ ذلكَ الحسود الذي كلّما قهرته الحياة تمنّى أن ترمي بقهرها على من حوله كذلك، وإن أحسّ بالضيق قصدَ ركنًا وحيدًا في أقصى الشمال

صحيح أنّ كرهًا للابتساماتِ قد وُلد من رحم الشدائد داخله، لكنه سيحتفظ به لنفسه أو سيبتعد بهدوءٍ عن راسميها

هو ليسَ كصاحبه في ما سلف، و باختلاف مواقعهم بالحياة

كمجرمٍ ورجل أمن

إلا أنها محضُ انتحالات تسترُ تحتها الكثير من الخبايا

~~~~~~

ها قد رمى نزرًا من أثقاله على مسندِ الكرسي، حينما أمال رأسه للخلفَ يعرجُ السَّماءَ بعيونه، التي تُبصر السقف لكنها تخرقه داخلَ عقله، هناكَ روايةٌ أخرى تُسرد و تكتبها أقلامُ حبرٍ دُهم

ملحمة دموية لا ترحمُ أحدًا ولا تعترف للمبررات بأي وجود، ومن جانبٍ آخر هناكَ من انكبّ على أعماله لكنه لم يسهو عن حالِ رفيقه أبدًا

تارةً ينظرُ إليه ثم يعودُ إلى ما يقبع أمامه تارةً أخرى، كيونغسو الذي أصبحَ قعيدًا مؤخرًا هو يلازمُ مقعده المتحرّك ويبدو أنه سرعانَ ما سيعتادُ عليه

هو حتّى لم يبدي أي مشاعر سلبية تجاه ما حصلَ له، فالسلبياتُ المحيطةُ بهما تكفي بالفعل

" بمَ تُفكّر ؟"

" بكل شيء .."

" يمكنكَ أن تتركَ التفكير علي، تلكَ مهمتي
أنتَ فقط تحضّر للقادم "

أطلقَ زفرةً عالية تزامن اندفاعه مستقيمًا ثم بدأه بجولاته التي لا تنتهي في أرجاءِ الغرفة

" يؤسفني ذلك، يؤسفني أن أحملكم نتاجَ أغلاطي "

" ما لذي تعنيه سيد بيون ؟"

طرحها بحدّة تصيبُ الواقف ببراعة

" أعني ما قلت ! لولا قراري الخاطئ لما حدث ما حدث، ما كانت لتجري الأمور هكذا

فهي قد فُرضًت كرهًا على كل شيء مما جعلَ الأمور تتقلب في مكانها وتنفلتُ خيوطُ اللعبة من بين أيدينا هكذا "

" وإذًا ؟ "

توقفت قدمي الآخر فلتفتَ مستغربًا من كلمته تلك

" وإذًا ؟!"

" التفكيرُ في ما سلف والندبُ على الماضي لن يعيننا على شيء، الوقتُ يسبقُنا جميعًا وبقائهما معًا يحرقُنا سويًا بتفنن "

" يحرقني أنا كيونغسو، أنا وحدي
لمَ عليكم أن تحترقوا معي ؟ تلكَ قصتي
أنا من كتبتها بعبثٍ شديد دون تنقيح وتدقيق لغوي"

وما زالت هناكَ ثورةٌ هائجة تلوّح في الطريق

" لماذا عليكَ أن تصبح على هذا الحال بسببي ؟ أتظنني لا أتقطّع قهرًا من داخلي ؟ لماذا تكسحُ أوجهكم خيبةً عظيمة لا تستطيعون بوحها لي ؟ لماذا لا تقولونها علنًا أنني أنا السبب ؟! أريدُ أن أسمع عتابكم و صبّكم للوم علي أنا "

قالها يغرزُ سبابته في صدره ينتظرُ ردًا يتماشى مع ما يقوله، لكنه لا يكلّم إلا رزينًا هادئًا يُسمى بكيونغسو

" نحنُ تعهدنا لكَ بالإخلاص مدى العمر
أتذكر ؟ ولأتحدث عن نفسي دونهم
أنا أفديكَ كل عظمةً من جسدي
كُلي بيكهيون، لأنّي من دونكَ لم أكـ.."

ضغطَ الواقف على شفتيه بسبابته يأمر الجالس بالسكوت

بينما يهز رأسه بلا

" توقف ..
أنتَ تؤلمني أكثرَ هكذا "

" الألم الوحيد الذي يجب أن تشعرَ به هو طعنُ الملكة لظهركَ أيها الجوكر !"

ها هو يفقد رباطة جأشه أخيرًا ويفصح عن نبرةٍ عالية لم يألفها الجوكر منه أبدًا، عروقه التي برزت أثناء ذكره لذلكَ قد أعادت بيكهيون لرشده

ليرشد غضبه إلى المكان الصحيح بعد أن ضلّ عنه منذُ قليل

" فكّر بأن هذا الابن..

ربما لم يكن يحملُ دمائكَ في عروقه !! "

شُده الواقف و تجبست أطرافه حينها، عيونه لم تطرف وبقي في مكانه كصورةٍ ثابتة

فما قاله كيونغسو جليلٌ حتمًا وهو أشبه بوقوعِ طامةٍ أخرى فوقَ رأسه

" ماذا ؟ لا لا يمكن
لا تبالغ "

هو بدأ يقهقه مع استنتاجِ كيونغسو العقلاني، لكن عاطفة بيكهيون قد طغت على فكره مما جعلَ الأمرَ يحزنه أكثر من أن يغضبه زيادة

" أنتَ تقول ذلكَ لتثيرَ غضبي كيونغسو أليسَ كذلك ؟"

صوّب سبابته لمن بات يتبسّمُ راضيًا الآن

" لا يمكنكَ التأكد حتّى يا صديقي "

راقه تخضب جفون بيكهيون بالأحمر، هو يتوقدُ من الدّاخل وعلى ناره أن تفرَّ من جوفه فتحرقُ من يستحقونَ ذلك

تركَ لوحة التحكم التي أمامه يشيرُ بإصبعيه إلى من تلخبطَ في ذاته ليتقدم، ففعل بلا أي تردد

ثمّ حنى جذعه ليرى ما يشيرُ عليه كيونغسو

تلكَ النقطةِ الخضراء لموجودة في الشاشة

" هنا تختبئ ڤاليري في جحرها "

قطّب بيكهيون حاجبيه بينما يتفحصُ المنقطة المحيطة بتلكَ النقطة

" هذه منطقة بعيدة، منقطعة !"

قالها متعجبًا ثم التف إلى رفيقه الذي ارتدى وجهه قناعَ الابتسامة حدّ انكشافِ اسنانه المصفوفة

" تشانيول قصدَ رميها في أبعد ما يمكن حتى لا نستطيع إيجادها ولكن أنظر، نحنُ وجدناها بالفعل "

" أأنتَ متأكد ؟ أعني لا توجد كاميرات مراقبة يمكننا اختراقها ولا توجد أي مكالمات بينهما حـ "

" هو بتأكيد لا يسمحُ لها باستخدام أي هاتف، لقد اخترقتُ هاتفه عدّة مرات لكن لا يوجد أي شيء جديد بينهما لأنها معه بالفعل تمكث في المكان الذي يترددُ بالذهاب إليه كما تتبعتهُ أنا "

اعتدلَ الجوكر واقفًا يُفكّر بفمٍ مغلق يسهبُ بصره في فراغِ الغرفة

ولم يدم ذلكَ إلا لدقائق ليعاودَ النظر إلى كيونغسو

" سأقيمُ اجتماعًا مع الفريق لنضع خطة ممتازة
ولنضع اعتبارَ أن تواجدها هناك هو احتمالٌ وارد وليسَ أمرًا مسلمًا به بالإضافةِ إلى.. "

زفر بفتور ثم أضاف

" سأذهب إلى هناك وحدي فقد يكونُ ذلك كمين مدبّرٌ لي "

تلكَ الجملة لم ترق كيونغسو كثيرًا لكن من الواضح أن بيكهيون لم يرد أن يشاركه أحدهم انتقامه منها وإن كانَ كمينًا كما يُخمّن فسيقدرُ على النجاةِ منه فقط إن كانَ هناكَ وحده

فكلَّما زادَ العدد قلّت فرصةُ الهروب دون حصول أي مكروهٍ لأحدهم

ها هو الجوكرُ يخرجُ السكينة من جيبه ليرى انعكاس وجهه البالي عليها

وما مضى الكثير حتّى مال طرفُ شفته للأسفلِ ثم ارتفعُ ثانيةً للأعلى ،

عبسَ فابتسم .

بطريقةٍ لن يفهمها أحدٌ سواه ، الجوكر

~

بقي تهديد تشانيول يتردد في عقلها، نظراته تدورُ في حلقاتٍ فوقَ رأسها أما عن نبرته فتشعرُ بها تضربُ أضلعها قصدًا للوصولِ إلى رئتيها فتشهقُ تلقائيًا جراء ذلك

عسعس الليل مما أسهمَ في سكونِ كل ما حولها عداها، بعد تفكيرٍ طويل قررت الخروجَ من الغرفة فرأته جالسًا أمامَ الطاولة القصيرة المقابلة للأريكة يسكبُ الشراب

" لم تنم بعد ؟"

سألت ولم تحصل على إجابةٍ منه فزفرت بقلةِ حيلة ثم حطت بجسدها قربه على الأريكة، كان يتجاهلها ببراعة وذلكَ قد أوجسها زيادة

" تشان أنا آسفة على سلوكي في الصباح ، غلبتني المشاعر و.."

صوتُ طرق فوهة القنينة بحوافِ الكأس قد أسكتها وجعلها تدركُ أن تشانيول حقًا ممتعضٌ منها

رفع رأسه فبانت عيونه التي سُترت خلفَ خصلاته المسترسلة فوقها

" وماذا ؟"

عيونه تحملَ لمعانًا فتاكًا لم تقدر على تفسيره مما أبقى كلماتها تتعاركُ داخل فمها

حسر المسافة بينهما فجأة يلفحُ وجهها بينما يضيفُ سؤالًا على سؤاله السابق

" أما زلتِ تكنين له المشاعرَ ڤاليري ؟"

" اسمعني تشانيول
لا يتوافق الحبُّ مع الخوف ، أنا خائفة منه جدًا
لدرجة أن كل شيءٍ آخر قد دُفن تحت الأرض
وأنا فقط شعرت بحركتها تحتَ التراب ، لذا نفضته قليلًا وأدركت أنها ما زالت حية "

" لذا أقتليها ڤاليري !!"

قالها بصوتٍ هادر اشتكت منه أذنيها وكادَ أن يهوي بسببه جسدها

" كـ..كيف ؟!"

" من خلالي أنا "

كانَ يمسكُ بالزجاجة فيشيرُ بها على ذاته مما أسكب بعضًا من النبيذ هنا وهناك، كانت تلاحق عينيها أبسط التفاصيل إلا تفاصيله هو

فرمى القنينة ثم حاوط وجهها بكفيه يجبرها على التحديق به هو فقط لا شيء آخر سواه

" أحبيني أنا، أنظري إلي كما تنظرين له
ابتسمي واضحكي كما تفعلين معه
أنا سأجعلكِ تعيشين حياةً كريمة
لمَ لا يلتفتُ قلبكِ إلي "

هو بدأ يثمل وهذا ما أدركته من كلماته المترنحة، طوال الأيام التي مكثتها معه لم يكلّمها بهذا الشكل مطلقًا حتى أيقنت أن علاقتهما لن تفوقَ الصديق وصديقته المقربة

لكن لا، تشانيول وكما يبدو لها أنه ما زال يعيشُ في وهمَ أن تعشقه يومًا وأن تحفهُ بمشاعرها كما يتمنى

هزّت رأسها بلا تمسكُ معصميه تحاول إجبارهما على إفلات وجهها ، لكنها لم تستطع

" أنتَ قلتها
قلبي ، أنا لا أحملُ لكَ مشاعرًا من ذلكَ النوع الذي تريده

لا يمكن أن تكونَ إلا صديقًا لي "

شعرت بأنفاسه تلسعُ وجهها فقررت الابتعادَ لولا أن قرَّبها زيادة منه فاقتحمَ شفتيها بقبلةٍ إجبارية جعلتها تفرفر كي تنجو منه

أبعدته بصعوبة فلم تجد منه إلا نفسًا ثائرًا وأعينًا محقونة بالشرار

ألا يحق لها هي أن تغضبَ منه ؟

" تشانيول تفهّم أنني لا أستطيع أنا لا .."

لم تكد تكملُ جملها ذاتِ الوقعِ الركيك؛ بفضل صوتها الفاتر

حتّى همّ بها مما جعلَ ظهرها يستلمُ الأرض كملاذٍ لها دون غيره

بطرفةِ عينٍ واحدة هو علاها برغبةٍ فاضحة تطفرُ من عيونه أما عن جسدها فقد استقرّ تحتَ سلطته فقط لأنها منفجعة جدًا حدّ عدم قدرتها على الاستيعاب

شعرت بمعصميها يعتصرانِ بكفيه وعيونه تغتصبها بالفعل دونَ الحاجةِ لجسده، هنا ضربَ ناقوس الخطر وباتت تركل لكن عبثًا فقد كانت قوّة تشانيول تتسلّطُ عليها

" تشانيول ابتعد عني ابتعد !"

انبجست عيونها و غسلَ الدَّمع وجنتيها لكنّ ذلكَ لم يحرّك شعرةً منه، فقد بدا عازمًا على فعلته مهما كان الثَّمن

لعلّ الثمالة خبطت بعقله لذا حاولت إيقاظه عبرَ استغاثتها منه به

" تشانيول أنتَ ستؤذيني توقف !! تشانيول أفق أرجوك توقف الآن "

تمزيقُ حبالها الصوتية لن يفيدَ في من تخطّى حدوده وبات ينبش عن انكشافٍ لجسدها

استجمعت قواها لتضربه بركبتها فابتعدَ حينها يتأوه متألمًا من شدّة ضربتها

هي نهضت بعدها ولا تدري لمَ قد عجزت أقدامها عن الحراكِ أثناء رؤيته يتألم هكذا

" اللعنة !! كيف جرأتِ على ضربي ؟!"

أمسكت القنينة ثم ضربتها على طرفِ الطاولة لتتخذَ من المتبقي منها سلاحًا لها

" تشان أعلمُ أنكَ ثمل، أنتَ تخطأ كثيرًا الآن
فقط ابتعد عني حسنًا ؟ أنا آسفة لكنكَ ستؤذيني"

تحامل واقفًا لترى منه ابتسامةً متهكمة صفقت بعقلها وغمرتها في حيرةٍ شديدة

وخوفٍ أكيد..

" لماذا يبدو ذلكَ صعبًا جدًا بالنسبةِ لك ؟"

انحسرت المسافةُ بينَ جابيها وقد بدأت في أشدّ حالات استغرابها مما يقول

" ألم تفعلي ذلكَ مسبقًا معه ؟ "

هنا شعرت بأن عواصفًا عاتية قد اجتمعت داخلَ رئتيها فعبثت بأنفاسها وبعثرتها تمامًا مما جعلها تشهق وتزفر بعتو

" أنتَ ! لا تتمادى معي هل فهمت ؟!"

" تقومين بتهديدي إذًا ؟"

" تحذيركَ لا غير
أنتَ لا تستطيع اجباري على ذلك سيد بارك تشانيول "

نطقت اسمه متقززة تلقي ما بيدها على الأرض، لتتشظى تلكَ القنينة تمامًا بطريقةٍ تشابه ما تشظى داخلها بفضلِ استهتاره المستمر بها

" سأكون أفضلَ منه أعدك "

ارتفعَ طرفَ شفتيه برذالةٍ زادتها غليانًا، ففار التنور حينها وصاحت بقوة

" تشانيول قلتُ لكَ أني لا أريد ذلك أنتَ لا يمكنكَ إجباري ولا أي شخصٍ في هذا الكون يستطيع إجباري أفهمت !!"

" ولا حتى الجوكر ؟!"

" ولا حتى الجوكر
لعلمكَ أن ما حدث بيننا كان برضاي
لذا لا تقارن ولا تحاول حتّى أن تجربني ثانيةً
تشانيول أنا تشونغ ڤاليري التي لا يمسُّ جسدها أحد !"

كم بدت صلدةً و أصيلة حينما ردعته عن خبثِ نواياه، مما جعله يبصرها بأحداقَ مستعرّة لتتجاهله هي مدبرةً لغرفتها

لكن ها هو مجددًا يوقع على قلبها كلماته التي باتت تبثّ السموم في جسدها، أي علقمٍ هذا قد يعالجها من سوء أفعاله وأقواله تلك ؟

" هذا ما يضحكني بكم يا جماعة الجوكر
تدَّعونَ الشرف متناسينَ قباحةَ أفعالكم التي ستزج بكم إلى دركِ السافلينَ بالسجن !"

صوته المترنح يجبرها على كبت سخطها، وأنه ثمل جدًا ليبوحَ بما قد يقطّعها هكذا

أقفلت الباب خلفها وبكت حينها بكاءً صامتًا لم يزدها إلا وجعًا على وجعِ ما رأته صباحًا

الخاتمُ في قلبِ العلبةِ يناشدها للاقتراب منه، فأسرعت لتخرجه ثم تدخله في إصبعها

تبتسمُ بشجونٍ تحسدُ من كانت سترتديه ذاتَ يوم لكنها أفسدت عليها ذلكَ تمامًا، ولم يعد لذلكَ اليوم أي وجودٍ مستقبلي، شُطب ومُحي من التاريخ

لكنها سرقته وانتهى، سرقته من بيون ڤاليري فصارَ ملكًا لتشونغ ڤاليري البائسة

تشانيول لمّح لما كانت عليه ولما ستبقى عليه، مجرد سارقة خسيسة لن يكنسَ المستقبل ماضيها

لكن مع هذا لن تقبل بأن يمسّ حقيرٌ جسدها بسوء، وما حدثَ مع الجوكر كانَ شيئًا آخر تمامًا لا يمتّ بهذا العالم بصلة

فتلكَ اللحظاتُ بينهما كانت تعرجُ بها للفردوسِ حيثُ تخلدُ مشاعرهما في حبٍ سرمدي ، كان الوعدُ قد وقع والانسجام قد أخذَ حُكمًا مؤبّدًا عليهما

هي شعرت أنها مكثت بينَ أضلعه في صياصٍ آمن، لكن الخوف

الخوف !

كان الفاكهة المحرمة التي قضمت منها فجعلتها تهوي لأرضها هذه

لماذا بدأ الندمُ يتسللُ داخلها هكذا الآن ؟

لكن ذلكَ لن يتعارضَ أبدًا مع خوفها منه

ومن اليوم الذي ستلتقيه فيه ثانيةً ..

" لعنة ڤاليري افتحي الباب "

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~





هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها

أحتاج أخذ جائزة على نهايات بارتاتي

ايش أخباركم ؟ كيف الحال بعد هذا البارت ؟


توقعاتكم ؟! 👀👀👀👀

بس ما عندي شي أقوله ♥ دعمكم للقصة يعني لي الكثير حتمًا

منجد أفكر لو إنها كانت فلم كيف رح تكون ؟ أنا أصلًا بتخيل الأحداث وكل شي مثل إنها فلم

بصراحةً تشوفوا القصة تستحق تصير فلم مستقبلًا ؟ أو تنتشر بشكل أكبر حتى يتمكن الناس من حول العالم قرائتها ؟

ما عندها سالفة تقولها بس تضيع وقت

أوه أتمنى تطلعوا على قصّة سُرى كمان ♥ فيها جوانب مرضية كثير على فكرة 😂 رح تعوضكم شويتين

وسلام ❤

لنلتقي في بارت آخر...

لا أعلم كيف سيكون حالكم من بعده ...

..

















Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro

Tags: #exo