•♦ اغتيال شفاه ♦•
___________
صدقًا ، هي تغتالني باسمِ الحبّ
____________
مشت في ذاك الممر العريض والطّويل ، أبعاده حتمًا مذهلة ، بل إن جدرانه التي كلما تبصرها ترى فيها شيئًا تقنيًا جديدًا لم تلاحظه سابقًا
أضواء النيون التي تذكّرها باليوم الأول لها هنا ، عندما اصطفاها الجوكر لتكونَ ضمنَ عصابته الفتاكة
وصلت أخيرًا إلى حيثُ ما كانت تصبو ، رافعةً كفها لتحط به على الشاشةِ السوداءِ جنبَ باب غرفةٍ ما
' تم التعرف على هوية الزائر
العضو تشونغ ڤاليري '
هذا بعدَ مرور الأشعةِ على كامل بناها ، زفرت لأن إجراءات الدّخول تبدو أصعبَ حتى من إجراءاتِ الجمارك المملة ، وعلى كلّ ، ما لذي ستتوقعه من غرفةِ كيونغسو شديدة التحصين ؟
فُتح الباب أخيرًا لتدلف هي وسرعان ما أُغلق الباب من خلفها ، مشت بهدوء تتفحص الغرفة للمرةِ الأولى ، فلم تلج إليها قط بل كانت تقابله في ركنِ عمله هناكَ في ساحة التدريب لا غير
كانَ مشغولًا بشيء مملوء بالأسلاك والرقاقات الرقمية ، لم تتعب نفسها حتى في فهم ما يفعل
هي فقط وقفت قربه تسأله بعدَ حمحمةٍ بسيطة
" كيف حال معلمي الرّائع كيونغ ؟"
لم يكن ينظر لها بحجةِ أنه مشغول ، فأمدَّها بالابتسامةِ ناهضًا لجلبِ شيء ما يخص هذا الآلي الذي هو مأسورٌ به
" إنه بخير ، ماذا عن التلميذة الهاربة والمتمردة ڤاليري ؟"
ضحكت على ما لقّبها به ، ألا ينطبقُ ذلك تمامًا عليها ؟
" هي بخير ..مادام جميعكم بخير كذلك "
هو توقفَ فجأة عمّا يفعل ، يستلّ أنفاسًا عميقة ثم يضعُ المفكّ جانبًا ناظرًا لها
" أحقًا أنتِ تتساءلين بشأن حالنا ؟ لقد توقعت أن نستمر بالتواصل بعد لقائنا الأخير في الفندق "
أحنت رأسها محرجة من تجاهلها لكلّ شيء حينها ، اعذروها فقد لبست الأمور في بعضها داخل عقلها كما قلبها بالضبط
تموضعَ في كرسيه مشابكًا ذراعيه مع جذبِ حاجبيه لبعضهما البعض مستغربًا من صمتها هذا
تحمحمت للمرةِ الثانية ففي جوفها شيء يثور بينما هي تكتبه بكلّ عتو ، أسئلةٌ تكهربها ولا تلبث أن تبقى ساكنة حتى تعيد صعقها من جديد
فقررت تحرير كلّ ذلكَ منها حينما نطقت
" بيكهيون ..."
قابلها بحاجبٍ لا يستوي مع أخيه
ينتظرها لتكمل دفعَ حروفها كي تثبَ من حاجزِ ناطقها هذا
" أعني ..هل يمكن أن أسألكَ شيئًا ما يحيرني بشأنه ؟"
هو صمتَ قليلًا قبلَ أن يقولَ مزيحًا عينيه عن كيانها بأكمله
" بما أنكِ هنا ، أظن أن بيكهيون قد اعادكِ لصوابك
حينما قرر إفهامكِ كلّ شيء أليسَ كذلك ؟ ألم تكوني ممتعضة من المجاهيل الكثيرة التي تحوم حولك ؟"
" أنتَ محق بشأن ذلك
هل أخبركَ بهذا ؟"
" لا ، أنا فقط توقعت ذلك
بما أنه لم يكن مرتاحًا مع غيابكِ هذا
لن أقول عنه غير مبرر ، فأنا حتمًا أعلم أن لمبرراتكِ حقّ الوجود ، لكن هل قصّر بما أدلاه لكِ يا ترى ؟"
أطلقت زفيرًا مسموعًا لأذنيه ، ولم تجب عليه مباشرةً
إن السؤالين اللذانِ يتحرشانِ بها صعبانِ النطق
لكنها ستفعل ، إنه موسمُ الجسارةِ على كل
وعليها استغلالُ كلّ ثماره دون أي استثناء
هو أخذَ مكانه خلفَ الطاولة والتي يقبع فوقها حاسبه المحمول
الحاسبُ الذي يبدو لكَ عاديًا من الوهلة الأولى
أخذت كرسيًا فلزيًا وجرته مما أصدرَ صريرًا خادشًا للأذن ، هكذا صوّبت جلّ اهتمامه لها بعد مكوثها قبال طاولته
متكأة بمرفقيها عليها
" السيد بارك .."
ثبّت كيزنغسو عينيه عليها بحيث لا ترمش حتى
" هو أخبرني عن قصته معه ، لكنه لم يخبرني أي شيء عن ابنه "
" تشانيول ؟"
" أجل.."
بانت تعابير الاستياء على كيونغسو حينما حوّل عينيه بكل بساطةٍ إلى شاشة الحاسب
" وماذا به ؟ ولمَ تسألين عنه ؟"
" أنتَ قلتَ لي أنهم ألد الاعداء
بينما العداوة الحقيقية تكمن بين الجوكر والسيد بارك ، ما شأن ابنه بهذا ؟"
" أنتِ قلتيها بنفسك
ابنه !"
" ألا يعتبر هذا...ظلمًا ؟"
حصلت على تعابير فاغرة من كيونغسو ، هو بدا بالفعل متفاجأً مما نطقت به ، فتحمحمت على الفور قائلة
" أعني ..هذا ليسَ مهمًا
لكنه فقط يثير حيرتـ..."
قطع حبالَ جملتها قبلَ أن تحيكَ آخر عقدة منها
" فقط لا تتحدثي عنه
لا تنطقي باسمه في أي مكان
من الأجدرِ بكِ أن تكوني حذرةً في ذلك
وضعي حدودًا لفضولكِ آنستي"
المقتُ الذي حاكه في حروفه أثار ذعرها منه ، لم ترى جانبًا يسوده الظلام من وجهه هكذا يومًا
لذا هي تدركُ الآن أن لكلهم أوجهٌ أخرى كان لها حظٌ وفير حينما حجرتها الحياة عنها ، أولًا وأخيرًا هم عصابة تكاتفوا في مسعى الانتقام
وذلكَ فقط جعلها تراجعُ كلمات تشانيول من أحاديثها السّابقة معه، ماذا عليها أن تفعل الآن ؟ تتبع هذا الفضول الذي لا يبدو أنه سيفضي بها إلى شيء حسنٍ أبدًا
أو تتبع مشاعرها التي تؤيدها لتغيّر من مسارِ ما قالته قبل قليل وترفعَ حروفِ اسم ذاكَ المحظور الاثني عشرَ جميعها من مجلسهم هذا
" حسنًا لن أسأل عنه ، هو فقط مر على ذاكرتي لا أكثر "
أطلقت ضحكة خافتة أخيرة تجذب أقطاب حاجبيه أكثر لا غير ، لماذا حاولت تبرير فضولها إن كان هو محض فضولٍ كما تبديه ؟
إلا لو ..
" إذًا ، كيونغسو
قلتها لي أن لا أناديكَ برسمية
تمامًا كالسؤال الذي سأطرحه عليك الآن
فقط ..إن كنتَ صديقًا قريبًا له كما يقال
لماذا صنعتَ له شيئًا كهذا ؟"
هي حاولت بجد أن تنهي جملتها بالثباتِ المفروضِ لكن ذلكَ لم يحصل فكانَ مسموعًا له كفاية ارتعاشُ نبرةِ صوتها على الأخير
" تقصدين ..
ذراعه ؟"
أومأت له بنظرة أقل ما يقال عنها
مكسورة..
هو ابتسمَ يخوّل يديه للطرقِ على لوحةِ المفاتيح
" أنا أدين له بالكثير ، وحينما رغبت برد الدين له
كان علي فعلُ ذلك ، كان أكبر ما يتمناه مني ڤاليري"
كيفَ عساه يتكلم عن صناعةِ الموتِ ببساطةٍ هكذا أم أن التقنيين المجانينَ يفقدونَ ضمائرهم في أحيانْ كثيرة كهذه ؟ ولماذا هو يبتسم مع ذكر شيء كهذا !
وقفت ثم صفعت الطاولة بكلتا يديها مما أجمده تمامًا حينها
" كيونغ ، كيف يمكن لحياته أن تكونَ بخسةً هكذا بالنسبةِ لك ؟ أسيكونُ ذلكَ مبررًا حينما تسمع صدى موته ؟ كيف يمكنكَ أن تنفذَ طلبًا كهذا له معلمي ؟"
رفعت ذبذباتِ صوتها ثم أخفضتها حينما شعرت أنها بالغت بالعتابِ عليه ، لكنّ قلبها يحترقُ حممًا كلما تتذكّر ما لا يفتأ يتراكمُ في ذاكرتها كلّ دقيقة
أحنى بصره فكانَ جوابه تنهيدة عميقة ، أتبعها بجملةٍ خافتة الصوتِ لكنها قوية الوقعِ عليها
" هل تعلمين معنى الصداقة ؟"
يسأل من لا تعرف عنها بضع شيء
ربما شعرت بهبوب رياحها فقط قُرب تشانيول
" عندما تصلُ إلى ذروتها هذا ما يحدث
أشياء لا يفسرها العقل وتضحيات غير مصاغة حتى
للأسف لا يمكنني اجابتكِ على ذلك ، لكني وفقط أقول لكِ أنه ربما ..
ربما ڤاليري ، ستتمكنين من تغيير المستقبل
إن اقنعته أكثر فأكثر بوجوده كبيكهيون "
هي رأت شعاعًا ينبثق من حروفهِ الأخيرة ، إن ذلكَ هو ما ترنو إليه بالتحديد
" شكرًا معلمي "
أعادَ لها أملًا كادت شمسه أن تغيب
إن كانَ صانع السلاحِ بحد ذاته قد تفوه بهذا
إذًا لابدّ أنه يمكن ردع تلكَ القنبلة
فقط عليها إقناعُ حاضنِ القنبلة بالتخلي عنها
والمضي في الوجود
ابتسمت له ثم انحنت
بعدها غادرت مسرعة ، هي اضحكته على روحِ المثابرةِ هذه والذي تذكّرة بتلاميذ المدراسِ حينما يهتف لهم المعلمون
وبعدَ هنية هو قد فتحَ شاشة الحاسب متكأً بخده على باطن كفّه
كانَ ينظر بسكونٍ إلى صورتها الملتقطة خفيةً في لقائهم الأخير ذاك
" صدقًا بيكهيون ، هناكَ نجمةٌ قد هوت في أرضك
فلا تطمس نورها عنك "
~~~~~~~~~~~
يمشي بغيرِ وقار مع خطى راقصة في مسرحه الذي تصنعه له مخيلته وما هو إلا بممر شاسع و ناصع البياض ينتهي بغرفةِ مكتبه الشبيهة به
إنه الجُّوكر الذي يرتدي بذلةً بيضاء هذه المرة مع شعره المشتعل حماسًا ، هو يوجّه بصره لساعةِ يده تارةً ثم يكمل غناه الآسر تارةً أخرى
توقف فجأة عن كلّ ما كان يفعل حينما أبصرَ القطة السوداءَ متربعة عندَ باب مكتبه مع أسى متمثل في رأسها المنتكس
رمشَ بغرضِ استيعابِ الصورة التي يراها الآن ، أتلكَ هي تشونغ ڤاليري جوهرته السّوداء تجلسُ بحزنٍ عند باب مكتبه ؟
هو أسرع بلا ترددٍ أو تضييع وقتٍ بالتفكير
" أوه ..ڤاليري عادت للمقر !! "
رفعت بصرها مدركةً ادراكه لوجودها وهذا قد قطعَ غناءه البهي عن أذنيها ، أعادت انزالَ رأسها مع تقدمه إليها
ثم هو قد حنى جذعه وصولًا لها يلمسُ طرفَ ذقنها بأنامله الرفيعة
" ما لذي أحزنها هكذا يا ترى
أم .."
حينما رأى ضغطة شفتيها تلكَ مانعةً عنها شبه ضحكة هو قد أكمل جملته
" تدّعي الحزن هنا ؟"
هي أومأت له مما جعله يضحك بصدق ، وقف مادًا لها كفه كي تقف هي كذلك
" وما لدّاعي لكلّ هذه الدراما ؟"
" حتى لا تتعذر بكونكَ مشغول كي لا تراني
لم أراكَ منذ مدة يا رجل "
أنهت جملتها بصوتٍ نحيل مع زم شفتيها بلطف وهكذا هي حصدت قرصةً على الخدّ منه تهذيبًا واستظرافًا لها
" أنتِ طماعة جدًا بي !"
مرّ الشعاع على عينيه آخذًا البصمة ليُفتح له الباب ، هو أشارَ لها أن تسرع قبلَ أن ينغلق بتلقائية
تأمّلت عرضَ منكبيه وانحناءاته الأسطورية
ذلكَ قد أولجَ فيها حرارةً شديدة الارتفاع فازدردت ريقها تكبتُ شهقاتَ الولع التي تتأجج بها كلما أعجبت به زيادة
كان رنين هاتفها حلًا بسيطًا ليخرجها مما هي فيه ويضعها في موقفٍ أسوء مع من وصلَ إلى طاولة مكتبه يقلّب في أشياءه هناك
التفت إثر رنين هاتفها المفاجئ هذا فأخرجته هي من جيبها ثم شحبت حينما رأت رقمَ المتصل الذي لم تضع له اسما بعد ، ولن تفعل !
هي فقط تحفظ رقمه عن ظهرِ غيب لكنها لن تسمّيه بأي شيء خوفًا من أن يتم الإمساكُ بها متلبسة
" أجيبي "
هو قال ربما بنبرةٍ آمرة أثارت ارتباكها زيادة وحاولت إبدال معالم وجهها الشاحبة بابتسامةٍ تنقذها من ورطتها هذه
" آه اتصال غير مهم انسى "
أغلقت على المتصل بقلبٍ منقبض فهي قد تجاهلته لفترةٍ تصيبها بتأنيب الضمير ، أهكذا يفعل الاصدقاء تشونغ ڤاليري ؟
" والدك ؟"
الجوكر سأل فلم يكن بحوزتها اجابته بشيء لو هزت رأسها بلا فهي ستثير ريبته زيادة ولو أومأت فسيعاتبها على ذلكَ عتابًا شديدًا لذا ، لم تفعل أي شيء
" أجيبي على المتصل ڤاليري "
لماذا يصرّ عليها بهذه الطريقة المقلقة ؟
" لا لا أريد ، لن أقتص من وقتي معكَ لأجل غيرك
ألا تعرف أن أوقاتي معك هي أثمنُ شيء ؟"
ابتسمَ عاقدًا ذراعيه و متكأ على الطاولة
" لماذا تنظر لي هكذا ؟"
" أنتِ من تتحدثين بطريقة مريبة
يكادُ ناطقكِ أن يتلعثمَ في مكانه "
فاجأها الاتصالُ ثانيةً فأغلقت الهاتف بأكمله مضجرة من حنقِ هذا الوضعِ كلّه
" سمعتُ أنكِ قد حصلتِ على بعض الرّفقة ؟"
هو سأل على حين غرةٍ سؤالًا عجيبًا لا تعرف كيف قد حاكه في رأسه أصلًا ، هي دائمًا ما تقول له أنها وحيدةٌ بلا أي رفقة فكيف قد وضعَ ذلكَ الاحتمال في رأسه حتى ؟
هي حتمًا لا تعرف مع من تتعامل أو تخطأ فهم يتغاضون عما يريدون التغاضي عنه بمليء ارادتهم إلا أن وصولهم لما يريدون الوصول إليه أسهل وأسرع بكثير من الثواني التي ستقضيها بالتفكير في ذلكَ حتى
سؤاله ذاكَ قد اخلجَ فيها اضطرابًا شديدًا ، ماذا لو كان هو وكيونغسو يعرفونَ بشأن تواصلها مع تشانيول ؟
" أجل ..ذلكَ صحيح
في تلكَ الأيام التي نفرتُ فيها عنك
تقرّبت من بعض طلاب مدرستي ، شيء كهذا "
أومأ ولم تدقق في كونه مقتنعًا أو لا
هو فقط أعاد كرّة ابتسامته مع قولٍ عجيب
" أيًا كان من تحادثينه فهو ليسَ أبهر مني ولا أجمل مني في شيء "
" على الاطلاق "
أجابته منبهرة من نرجسيته تلكَ التي لم تتغير أبدًا ، ثقته سقفٌ عالي لا تطوله أيادِ محدودي التفكير
ربما لا تطوله حتى أعينهم ، تذكرت أقوال تشانيول عنه وعن غروره الجلل ، حينما قال أنه يظن نفسه بلا أي حدود
أليسَ ذلك مثيرًا لقهر الحسّاد ؟
هو توجه لدولابٍ يقبع عندَ الزاوية ، بغرضِ البحث عن شيء ما أما عنها فقد تقدمت بخطاها ثم وثبت تجلسُ على طاولته العظيمة تلك
" عن ماذا تبحث ؟"
" عن ..هذا "
أجابَ بعدَ اخراجه لصندوقٍ أسودَ مبهم الملامح قد حملهُ معه إليها ، سلمه لكفيها المنبسطين فملأها ذلكَ ذهولًا منه
" افتحيه "
قال لتفعل بلا تردد ليتراءى لها سكينًا لامعًا بهيًا الطلة مثلَ هذا الذي أمامها ، قبضه مرصّعة بأحجارْ كريمة برّاقة و متدرجة من الأسودِ حتى الأزرقِ السّماوي الشاحب
كانت مشدوهة بحق وفمها الفاغر قد أثبتَ ذلك فرفعت عينيها عنه تنظر للذي يبتسمُ بخيلاء كعادته مع حشره لكفّيه داخل جيوبه
" ما هذا ؟"
" هدية عيد ميلادك
أعرف أنها متأخرة لكن انظري كيف قد صُنعت بدقّة "
أبسطُ تفاصيلها تثيركَ استعجابًا فكلّما تحرّكها ترى لمعانًا يليه لمعانٌ آخر و يتراقصُ اللمعانُ عاكسًا الضوء كحفنةٍ من الكرستال المتجمّع
" الهي بيكهيون هذا أجمل شيء قد حصلتُ عليه يومًا في حياتي "
قالت وقد افترشت الابتسامةُ وجهها بأكمله حتى اقمرت في عينيه ، فضحكَ ملئ شدقيه على حماسها البهيجِ هذا
تركت الصندوق جانبًا واستغلت قربه منها كي تتعلّق برقبته كقردٍ لربما ؟
" ڤاليري أنا اختنق "
تفوّه بالرغم من استحسانه الشّديد لشعورِ احاطتها له هذا ، لكن نحنُ نتحدث عن الجّوكر حفيظُ المسافاتِ محبُّ الخيرَ لقلبه وأنفاسه رادعًا هي عن مسمّى الاضطراب
ابتعدت عنه تعود لمكانها مع تأملها لهديته تلكَ للمرة الثانية ثم أغلقتها تضمّها لحجرها قائلة " لن استعمله أبدًا "
" بتأكيد لا تفعلي ..اتركيه كتحفة فنية في غرفتك"
" أنت بالفعل تعلم أن هديتكَ ثمينة "
" أجل أعلم أوليسَ أنا من تكفّل بصنعها ؟"
قلّبت عينيها ففي حواراتِ الواثقين هذه هو الظافر بالفوز بكل تأكيد ، آخذ بقدميه إلى الكرسي العملاق خلفَ طاولته متحدثًا
" لنلتقي في المساء لأن خطةً جديدة انساقت إلى عقلي ، خطةٌ تروقني جدًا وستروقكِ كذلك "
" مهمة جديدة ؟"
همهم رافعًا كتفيه مع دورانه المفاجئ بكرسيه هذا ، هو أثار حماسها وأغاظها في الوقت ذاته مما جعلها تثب من فوق الطاولة متوجهة إليه
أوقفت كرسيه عن الدوران فأعراها تقطيبة جلية
" سأكون في أتم الاستعداد سيدي "
" لا مجال للتأخر "
" ولا لجزء من الثانية "
أرسلت له تحية الجندي ثم أدبرت مغادرة بسلام ، لكن السّلام لم يكد يجثمُ في خافقها حتى فرّ هروبًا منها حينما تسربَ صوته لمسامعها
كان يغني مع ذاته لكن وككل مرةٍ تسمعه يغنّي تصيبها نوبةٌ من الحبّ ، فإن ترانيمه وحدها قصةٌ من العشقِ تجول في تفاصيلها المرهقة للأذهانِ والمعقدةُ في أحداثها الشائكة ، بفخاخٍ تهويكَ للمزيدِ منه لا غير
لا يجوزُ له لومها على أيٍّ مما ستفعله بها أو به جراء اختلالاتها الكثيرة تلكَ بفضله ، تركت الصندوقَ عندَ قدمها وهذا بعدَ أن كادَ قدمها يصلُ إلى الباب
هي عادت ركضًا إليه ففاجئته من كانَ مغلقًا العينين بسدّ صوته عن الخروجِ من ثغره الذي استحوذت عليه بشفتيها
أجمدته بلا حراك بل إنه لم يفلت ساكنًا عن وضعه الحالي فتراجعت هي قليلًا فقط كي ترى نتائج فعلتها وقد كانت واضحة لكلّ عيان ، كيف بقت شفتيه الزهرتين متفرقة على ذاتِ ما كانت عندَ أحضانِ خاصتيها
" أقسمُ أنكَ تفكّر بي كما أفعل
وإلا لما صنعتَ لي شيئًا كهذا "
لم يجبها بل كانت عينيه مستوية تمامًا على وجهها القريب جدًا من خاصته مع تلاحم الأنفاس الغير منقطعة أبدًا
هي ابتسمت فقد راقها كلّ ذلكَ التأثير الذي خلّدته في لحظته هذه
" صوتكَ جميلٌ جدًا "
" أعرف "
أجاب ببهوت ولم يغيّر شيئًا من حاله أو جموده التام هذا
" وأنا أحبّ صاحب هذا الصّوت جدًا كذلك "
" أيضًا ، أعرف "
كانت اجابة منصفة قد حثتها على الذهابِ راضية جدًا عمّا جرى في هذه الحين ، ربما تركت له المكان خاويًا منها إلا وجدانه فقد ملأته بعبيرها الفذّ هذا
أغلقَ عينيه فما برحت اللحظة من بقائها فيه حتى~
__
' اوه هكذا إذًا ڤاليري
يروقني جدًا ما تفعلين '
تلكَ كانت الرّسالة التي جردت منها الابتسامة ، للتو هي كانت حالمة في ما جرى منذ قليل
وكأنما السّعادةُ قد استودعتها منذ حين . فراحت تقضم أظافرها بقلبٍ مقبوض بينما تتساءل إن كان يجدر بها محادثته أم لا
اكتفت بإرسال جملة مقصوصة الحواف لا فائدة تذكر منها لكنها تبدو أفضل من لاشيء
بالنسبةِ لها
' اعذرني تشانيول فأنا مشغولة جدًا ، سأحادثك عندما أتفرغ '
بالرغم من قراءته للرسالة إلا أنه لم يجبها بشيء وذلكَ قد حفّز أنفاسها على الاحتشادِ فزفرتها بقلق
أغلقت الهاتف و قررت تأمل سقف غرفتها لا غير
_________________________
بخصوص كلام كيونغسو اللي يريح القلب 😭❤
♦
تتوقعوا ڤاليري رح تقدر تقنعه مستقبلًا ؟
⭐
ماذا عن بارك تشانيول !
♥
سلام 💖
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro