• الحياةُ أثمان | три •
لنقول الحقّ ، كلنا نمتلك تلكَ الخبايا
التي نحجبها حتّى عن عيونِ أنفسنا الجاحظة .
~~~~~~~~
" الجوهرة السوداء هي .....هذا ؟"
أشارَ كيونغسو على الزقاق الفارغ الموحش والقذر ، مزامنة مع مراقبته لبيكهيون من بدا متبددًا الوجه أكمدًا التعابير
هناكَ هبوطٌ لا يعلم به أحدٌ خلف هذه التعابير التي تبدو خذوله ، ربما
واللّه أعلم ، كيونغسو كان في حيرةٍ مما يراه
ما لذي ينظرُ إليه هذا الذي بقربه ؟
ما لذي يرنو إليه يا ترى ؟
" لنعود.."
نبرته خافتة وهادئة على غير العادة ، أومأ له من يحاذيه ليسيرا معًا صوبَ السيارة
ظلّ صامتًا طوال الوقتِ على ما فقده ~
~~~~~~~~~~~~
" فيفي ..ما لذي تفكرين به ؟"
ظهرها على السرير ، تستمع لتأوهات المريض أعلاه من لم يعد يقوى على الحراك
شفاهه جافة ، عينيه باهتة
صوته رمادي أقربُ للزوال
عندما تتراوحُ درجات الأبيض في علوها بعيدًا ، شيئًا كهذا ، شيء سيختفي عمّا قريب إن لم تلحق به
تشدد على ساقيها المضمومة في صمتٍ مقيت
" تحدثي ..أرجوكِ "
سعل على نهاية جملته سعالًا جعلها تنتفضُ قلقة
هو ابتسمَ أخيرًا حينما تراءى له وجهها الحسن
" لا تقلق...سنجدُ حلًا
ستكون بخير أخي عمّا قريب "
قالت تمسك بكفه وتشدد عليها ليوسع هو ابتسامته الفاترة
" أجل سأكون .."
تركت يده تعيره ابتسامةً علّها تبث في كليهما القوة ، ذهبت لتحضر له كأس ماء وها قد عادت به
هو تجرع القليل منه بصعوبةٍ ثم عادَ يرقدُ على الوسادة المهترئة
" إياكِ فيفي إياك .."
هو بعدَ صمتٍ ممتدٍ تحدث ، ما لذي يقصده بتحذيره لها هكذا ؟ لم يكن يبصر عينيها حتى وهنا تكمن المشكلة
" إياكِ والذهاب إلى الوحش بقدميكِ .."
ماذا لو كان الحلّ الآخير يكمن في يد الوحش جون ؟
" الوحش سيكبلك ثم يصنع منكِ دميةً يتسلّى بها الكلّ من بعده "
أحنت رأسها دون التفوه بنصف حرف ، ما يقوله عينُ الحقيقة والعقل
لكن ، إذا كانت هي دمية وهو إنسان فلا بأس بذلك ، أما الآن فهو مجرد روح عالقة بينَ هذا وذاك
وهي روح عالقة به هو ، لو زال فتزول معه
لن تخبره عن أي ما تخطط به
لن تخبره بتاتًا
ربما يقرر حينها أن يعتزل الحياة !
~~~~
شقراء تجرّ بندقي الشّعر أسمرَ البشرةِ معها إلى غرفةٍ ما
تغلق الباب خلفها بأحكامٍ ثم تريه عجائب الدنيا فيها ، توسعت عينيه كما زادت شهقاته وضرباتُ قلبه قد تسارعت مضطربة
ألقت القميص أرضًا ثم جعلت تقترب منه بتؤدةٍ وهو قد إشتعلَ كفتيلٍ مع ابتسامته الضعيفة التي تكونت
للأسف ، القوة للمرأة هنا
حيثُ دفعته حتى لاقى ظهره الجدار و تصنّم تاركًا لها السّيطرة
- فُتح الباب بغتة -
ابتعدا عن بعضهما سريعًا وقد كان وجه بندقي الشّعر ملوثًا بأحمر الشفاه خاصتها
" اللّعنة ، عيناي !!
جدا مكانًا آخر لفعل الرذيلة !"
تحدّث ساخطًا هذا المتطفل ، هو أغلق عينيه بطريقة جعلت الشّقراء سولار تشرقُ ضاحكة
أعادت القميص على جسدها ثم تقدمت من المتطفل مزامنةً مع إغلاقها لأزرتها
بالمناسبة ، هي تجاهلت العلوية كالعادة !
" إفتح عيناكَ بيكي "
فتح ليجدَ وجهها عندَ وجهه فيرجعُ بخطوةٍ حذرة ، أما هي فقد قهقهت بعفوية على فعلته
ثم اتكأت بذراعها عليه
" متى سأراكَ أنتَ أيضًا تلهث كالكلب من أجلِ امرأة ؟"
" هي من الذي تقصدينه بالكلب !!"
صرخَ المرتبكُ في مكانه على إثر دخول سيده عليه وهو بحالةٍ كهذه
" إخرس وأغلق بنطالكَ جيدًا كيم كاي !"
توسعت عينا الأسمر فجعل يتفحص بنطاله ليجدَ ضحكةً عريضةً من كليهما ، سولار وبيكهيون
لكن بيكهيون قد انتهى من ضحكته سريعًا كي يردّ على السؤال المطروح والمتروك
" النساءُ مرض ، وأنا قد أخذتُ الوقايةُ منه سلفًا"
رفعت حاجبها الأيسر مبتسمة
" سنرى ذلك .."
" سترين أنني الوحيد الذي لم يقع.."
وكزَ خاصرتها لتنتفض فجعة
" لجمالكِ يا مثيرة !!"
" هي لا تغازلني وهذا المعتوه خلفي "
" من المعتوه هنا ؟!!"
صرخَ الآخر من مكانه مرةً أخرى
ضحكت سولار
" ألن تتركنا ؟"
" سأفعل ، لكن إغلقِ الباب جيدًا رجاءً
لا يكفي كون الغرفة عازلة للأصوات !"
غمزت له فتركهما مغادرًا من هنا ساحبًا قدميه يرنّمُ جُملًا داخل ثغره
كان يسير في الممر بخطى مستمتعة مع غناءه الخافت ، هو عادةً ما يكون هكذا
حتى وصوله لغرفته ، سيُفتح الباب تلقائيًا من بصمة قزحة عينيه ، فيدخل سريعًا بقصدِ الاستلقاء على فراشه المنتفخ
ألقى بجسده إن صححنا القول ، يحبّ ذلكَ الارتداد كلما لاقى سريره الواسع
يحب ذلكَ الهدوء في قلبِ سقف غرفته أو جناحه بالأصح والمرصّع بالنجوم
ابتسم
ثم زالت ابتسامته حينما رفعَ كفه اليسرى ، ورأى ما رآه..
~~~
تحشرُ كفيها بجيوب معطفها فوقَ زيها المدرسي ، تسير حذرةٍ تراقبُ بعينيها العامة في الشارع بينما خطاها واسعة وحثيثة
تخفي ذقنها ونصفَ وجهها السفلي خلفَ ذلكَ الوشاحِ المعقودِ على رقبتها
تسير وتسير وصولًا إلى الرجل المقصودِ من يرتدي بدلةً من قماش الكشمير
ضربته على بطنه الكبيرة فارتعشُ هو ملتفًا إليها
" أيتها الشقية !"
" أيها الوغدُ الكبير "
قهقه هو مبعدًا عودَ التبغ عن ثغره ، وصلها الدّخان المنبعث منه فراحت تلوح مشمئزةً منه ومن عطره الفذ والسّيء لأنفها المسكين
هو انخفضَ ليصل إلى طولها
" أرى هذه الصغيرةَ هنا ، إذًا أذلكَ يعني أن الخير يأتي في الطريق ؟"
" لا خير في طريقٍ يتقاطع مع طريقك أيها المحتال القذر النذل "
ابتسم
" ألن تنتهي من شتمي ؟ بالرغم من حاجتكِ
الـ مـ ا سـ ـة لي ؟"
تصنعها للجسارة قد طعنَ ظهرها وهكذا قد توردَ جفنيها مباشرةً
" أوه يا صغيرة ، لا تبكي فجمالكِ لا يستحق هذه الدموع "
مدّ أصابعه وصولًا لوشاحها فأبعده عن ذقنها ثم راحَ يمررها في وجنتها
" جمالكِ أثمن بكثير !"
زفرت بشدة فتطايرت خصلها المسترسلة على جبينها
" ثمن جمالي هذا ، سيجعل من أخي بخير ؟"
" أوه أخوكِ !"
كتم ضحكته فسرعان ما وجهت هي لكمةً لا بأس بها إليه ، الآن هي من تضحك على تأوهه بفضل لكمة طفلة كما يناديها البعض
" أنا لستُ كأخي
إن عبثتم معي فسأقطع ما سيشير عقلي لي بقطعه ، لا تمزح معي أتفهم ؟"
تهديدها قد أسكته ، فتاة صغيرة لكن بلسانٍ حاد ويدٍ ممتدة عنيفة
هي قد عادت أدراجها للبيت بعدَ أن نفذت ما خولها عقلها به ، تعرف أنه ليس الصحيح لكن
أليس كل ما يجري معها ليس صحيحًا بالأساس ؟
~~~~
" الجوكر الأحمر هنا !"
صاح من يحرسُ هذا الملهى ليشيرَ له الآخر بخفضِ صوته ، لا يريدُ من لقبه المثير للجدل أن يذاع هنا وهناك
خصوصًا أن الكثير لا يعرفه شخصيًا ، قد يسمع عنه فقط وعن روعته في جعلِ دائرة الشرطة مرتكبةً بفضله
لكن لقائه شخصيًا أمرٌ شبه مستحيل
دلفَ وقد هز رأسه مباشرةً فتراقصت خصله المبعثرة مع الأنغام الموسيقية ، خطفً كأسًا من ' الفودكا ' وارتشف منه لا غير ثم أخذَ بقدميه نحو الطابق السّفلي مسرعًا
~
" ضع مالكَ على الطاولة "
الطاولة المستديرة والمملوءة بنخبةٍ من محترفي لعبِ القمار وها قد جاء بيكهيون متفاخرًا بأنه سيكون جيدًا كفايةً ليشاركهم
بالطبع أنتَ عليك أن تحفّزهم بثقل ما تملك جعبتك حتى يضعونك معهم في الطاولة ، ابتسامتهم الساخرة مع تلميحاتهم الواضحة بشأن رغبتهم في كسر كبرياء هذا الشّاب اليافع ، والذي جاء لينضم بغنيمة كهذه
ألقى برزمتين من المال ثم قال
" إذًا أنا حقًا أشعر بالفخر للجلوس معكم يا شباب !"
هو فجأة يكلمهم كما لو أنه قد عاشرهم منذُ سنين ، شمّر كمّه وقد بدا مستعدًا تمامًا مما جعلهم يضحكون خفيةً عليه
" قبل أن نبدأ ، هل تعرف الطقوس ؟"
همهم ثم هز برأسه أن لا ، نظراتهم المتحذلقة لم تحرك منه شعرة
لأنهم لا يعرفونه ولا يستطيع أحدهم قياس مقدرته في أي شيء ، فائق التوقعات كما ذكرنا سابقًا
" أين العاهرات الفاتنات ؟ نحنُ بحاجة إلى بعض الصحبة !!"
سأل كبيرهم صاحبُ القلادة الذهبية النادل صاحب الجسدِ الرّهيف والصوت الخافت
هو يرتجف خوفًا كلما يمر بالقربِ من هذه الطاولة
" سـ سأنادي..سأنادي عليهن !"
بعدَ ثواني من ذهابه كانت قد تفشت الموسيقى الكلاسيكية الأرجاء لتظهر فتيات يرتدين فساتين قصيرة منفوشة مع أقنعة وأذاني حيوانات ، جوارب شبكية على طول السّاق مع كعبٍ عالي جدًا
بمجرد ظهورهن تمتلأ أعين الرجال رضًا ورغبةً مع تحريك أجسادهم على الموسيقى مفتونين بهن
بيكهيون لن يمنع نفسه عن الاستمتاع بالنظر لرقصهن لكن ماذا عن مجاورة إحداهن ؟ حاجبيه قد إلتحما فجأة
زرقاء اليمامة في جسدِ رجل ، لديه عيونٌ ثاقبة بعيدة المدى
هو لاحظ كيف إرتبكت إحداهن لكن هي قد أكملت الرقصة حتى نهايتها مبتسمة ، كما ابتسمَ هو على ذلك
يهز رأسه بعدم تصديق ، يعاودُ النظر للطاولة بأعينٍ مذهولة
الآن هن يوزعن الشراب على هؤلاء الرجال ، قد تنجو إحداهن وقد لا ، ستعتبر محظوظة إن لم تنجو أصلًا
لأنها ستجالس أحدَ الأغنياء من يقامرون هنا ، مرت من جانبه إحداهن
ربما هي كانت أكثر سرعة من بقيتهن ، ليست متمرسة أو شيء كهذا
لكن قلة خبرتها هذه لم تتجاور مع حرصها ، لو كانت حريصة لما وجدت يدًا تجرها ثم تجلسها بجانب صاحبها
" أهلاً يا مثيرة "
هو يستطيع رؤية عينيها وفهمها جيدًا خلفَ القناع ، واللبيب من إهتزاز جفنيها يفهم
" أريد أن أتسلّى معكِ هل هنالك مشكلة في ذلك ؟"
عصرت نفسها لتبتسم مشيرةً له بلا ، خاضعةً بكل طاعة جنبه
لكن كتفها المكشوف قد استشعر أناملًا ما تتراقص عليه ، أناملًا خفيفة الحركة وبارعة في صنع الجلبةِ داخلها
" ماذا ، خائفة ؟"
أنفاسها تضربُ علوًا وهبوطا
" إذًا أنظري خلفك "
إلتفّت مرتعشة لتتوسع عينيها من الهمس الذي سمعته عندَ أذنها
" هذا الرجل سيأكلكِ حية
إن نوى على فتاةٍ ما فانسي وجودها
هل تودين أن تكوني معه أم معي ؟"
لم تعرف أيبالغ المجنون بجانبها بما يقول أم أن فعليًا ذلكَ الرجل الذي يبتسم لها ابتسامةً مشحونة بالنذالةِ ينوي الانقضاض عليها ؟
لم تشعر بنفسها تمسك بيدِ من خلفها تغمض عينيها بخوف ، كما لو أنها تخيلت وحشية ما ستقع فيه إن إختارت الخيار الأول
أما الثاني فهو خلفها تمامًا ملاصقًا هي ، التفتت إليه لتراه يبتسم واثقًا
" يدي يا فتاه يدي !"
" أوه آسفة.."
سحبتها مباشرةً من خاصته وهو قد حث كفيه على جمع الأوراق ، فاللعبة على وشكِ البدء هنا
" لا تهربي مني الليلة أيضًا ، ضعي يدكِ على يدي ودعينا نغادرُ أرضنا بسلام "
"كيف أثق بك ؟ "
" لي دلائل على كوني لا أنوي أذيتكِ ألا تذكرين ؟ وإلا من حقي أن أردّ لكِ الصاع صاعين وأخدشكِ في خدك الجميل كما فعلتِ بي "
سكتت من شدّة ذهولها ، في كل مرةٍ هو يعرفها حتى لو اتشحت من رأسها لأخمص قدميها
" انتظري حتى أقضي عليهم أولًا "
نبرة واثقة قد تجلّت من ثغره مزامنة مع إخراجه لإحدى أوراقه المستورة عنهم
" أنت ، يا أحمر الشعر !"
توقف يقطبُ حاجبيه مستغربًا نداء الرجل له قبل أن تبدأ اللعبة
" إنزع القفاز عن يدك أولًا !"
حينها هو أعارهم نظرةً حيرتهم بصدقٍ كما حيرت التي تحاذيه ، ما بال وجهه يتغير هكذا وينقلبُ تمامًا
إن ذُكر أمر قفازِ كفه اليسرى يا ترى ؟
________________
سر كف بيكهيون ؟ - عيون ضيقة -
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro