• семь •
حيثُ يعمّ السّكون في سماء الحالمين
وتعمّ الفوضى في سماء اليائسين
~~~~~~~~~~
هو انتظر نصف إجابة ولم يجد حتى ، قهقه بعفويةٍ على صمتها المباغت
" لم تجدي إجابة ؟"
" لا أعرف ..لأن سؤالكَ غريب "
أومأ متفهمًا هي ، هو بحدّ ذاته يستغرب ما يقول في بعض الأحيان ، يدركُ تمامًا أن الحروف تخرج من فاهه بتلقائية باهرة
" حسنًا ، هل لاقى المكان إعجابك ؟
هل شعرتي بذلكَ الانتماء الذي قصدته ؟"
قلبت عينيها في أرجاء الغرفة تفكّر
" لا ، ليس بعد .."
أمال رأسه وأبرز خيبةً على عينيه
" لماذا ؟"
" لأنني ما زلتُ الصفر بينما أنتم الواحد فما فوق"
همهم قليلًا ثم بادل بين ساقيه المضمومتين
" في لغة ما تكتفي برقمين لا ثالث معهما
لن يفهمكِ متحدثوها إن أضفت المزيد أو أصحبت أحدهما بإشارة سالب ، بهاذين الرقمين العظيمين ستصنعين جملةً خالدة في الأذهان ، فقط من خلاهما كوّن ما هو عظيم ، اعتبريني ذلكَ الواحد الذي يجاور الصفر في لغةِ الحاسب "
الصمتُ قد اغتال شفتيها أما عن حدقتيها فقد تعلّقت بما أمامها كقمةِ البرجِ الشاهق ، الشاهق وسطَ الغيوم
عبره ترى أن الكون سرمدي بلا نهاية كما يقولون ، أما لو سقطت منه فستعودُ لحيثُ الأرض محدودة الأطراف
ابتسم على ظلّ ذهولها الجلي له
" العقد ؟ ألن توقعيه ؟"
استفاقت ترمش ثم تمتمت لأن الكلمات مازالت تحاول أن تتهندم أمام كلماته عالية المقام
" أ..أين هو ؟ أي عقدٍ تـ تقصد ؟"
نهض من مكانه ثم حث خطاه إلى أحدِ الرفوف يستل منها ملفًا ثم يخرج من بين ثناياه ورقةً قوية النسيج لونها يميلُ إلى العاجي
وضعها أمامها في الطاولة ثم بحثَ داخل سترته عن القلم المزعوم ، قلم الجوكر الواحد من المليون
حدّقت بالقلم مطولًا فقد كان غريبًا المظهر ، الجوكر بحد ذاته قد طرقَ يعيدُ وعيها كي تكمل المطلوب
" تمعني في قراءته ولكِ ما تريدين "
قال ثم أخرجَ علبةً ظنتها أنها تخص السجائر ، وهي للسجائر كارهة
فهي تذكّرها بالمدخن البارع والدها والذي أصابَ الشيب رأسه سريعًا بفضلها
كتمت ضحكتها عندما علمت أنها محض رزم من أعواد الحلوى الملونة ، استدركَ هو نظراتها أو إدعى أنه استدركَ ذلك
" ماذا ؟" سألَ وابتسامةٌ طرفية تعتلي شفتيه
هزت رأسها بلا شيء ثم أكملت قراءة العقد ، بعدها وقّعت ثم رفعت الورقة لتسلمها إليه
هذا المشغول بالحلوى داخل فاهه
" أوه انتهيتِ؟"
أومأت له ثم تذكرت أمرًا ما ، كان أمرًا مهما قد جعلها تستقيم على ساقيها فورًا
" أخي .."
هز رأسه مطمئنًا هي " سيكون بخير لا تقلقي
سنذهب معًا اليوم أو غدًا لنوفر له بيئة أنسب له ، اتفقنا ؟"
حينها فقط هي قد استطاعت التنفس بهدوء ، كما لو أن السّلامَ قد هبطَ على صدرها فارتفع ثم انخفضَ براحة ملحوظة لعيني الآخر
فضّل أن ينظر للورقة في يده بدلًا من التأمل في بريق جوهرته السّوداء
" تشونغ ڤاليري ..أخيرًا عرفتُ إسمك !"
ابتسمت ثم ارتكبت لأن الحروف تتحرش بلسانها باستمرار
" و..وأنت ؟"
" آه ، نسيتُ أن أخبرك
الجوكر المتواضع بيون بيكهيون "
ليته لم يضف كلمة متواضع إلى وصف نفسه ، ذلكَ قد أجبرها على الضّحك
كانت تراه غريبًا منفرًا ، الآن
هو يبدو جذابًا مدهشًا
مدّ كفه قائلًا " تشرفتُ بمعرفتك "
فبادلته هي المصافحة قائلة " وأنا أيضًا "
لقد استغرق الأمر فترة ملحوظة ، قبل أن تتباعد أيديهما عن بعضها البعض
~~~~~~
تم إيصال أخوها بسلامٍ إلى المشفى التي ستتكفل به ، حالته خطيرة لكنه قد يتحسّن كثيرًا ، إن ظل تحتَ رعاية صحية فائقة
أما هي ، فقد عادت للمنزل تجمع أغراضًا تصحبها معها حيثُ مأواها الجديد
هناكَ تلكَ الأمور البسيطة ، التي تبدو بعينيها ككنوزٍ ثمينة
أشياء بسيطة جدًا ، لن تشكل فارقًا إن أخذتها معها أو لا ، لكن قد تشكّل صور عائلتها ذلك الفرق
هل تأخذها معها أم تتركها هنا ؟ بأي عائلة هي تفكر وقد تشتت كما تتشتت الأوراقُ في الخريف ، تفرقت كتفرق القطع الأرضية ، و تجمدت الذكريات كتجمّد القطب الجنوبي بأكمله
تنفست بعمق ، احتارت ثم اكتفت بأغراضها المحببة فحسب ثم تذكرت أن أخوها يحتلّ المراكز داخل قلبها ، ستشتاقه حتى يتماثل بالشفاء
هذا الذي ضحى بنفسه لأجلها ، لم تترد حتى في أخذ شيء ما يخصه لتتذكره به
قميصه المفضل !
ثم توجهت للباب خارجة من هذا الحزنِ الدفين ، لتشهق لأن شخصًا ما قد قابل وجهها
" أوه ، أين قد اختفيتِ لقد ظللتُ أبحث عنكِ يا شقية !"
" مـ..ما لذي تريده ؟!"
تساءلت أين يقبع من جاءت معه إلى هنا ، هو قد أوقف سيارتهُ بعيدًا بناءً على طلبها
الآن هي تندب لسانها الأحمق على ذلك الطلب الصادر منها إليه ، عينا الرجل الذي يمكث أمامها داكنة فوق ظلمة النظاراتِ التي يرتديها
نفث الدخان لتسعلَ هي
" أمامي الآن !"
أمسكَ برغسها لتحاول أن تفلت منه لكن محاولاتها قد باءت بالفشل فهو ذو بنية ضخمة متوحشة
" أمامي إلى الجحيم ! كيف تهربين من أصحاب الملهى بهذا الشكل يا عديمة الأخلاق ؟! اليوم ستتلقين عقابًا يليق بجرئتكِ معي طوال الوقت !"
أحان وقتُ تحقيق رغبته منذُ البداية بإسكات كبريائها للأبد ؟ لم يكتفي بالشر الذي طمسه في عائلتهم وكيف خدع الأب ثم الأخ أنه وبعد إجراءه لتلك العملية هو سيسدد باقي الديون
حان دور الصغيرة التي كلما حاول مسكها فلتت من يديه ببراعة
" تعالي !!"
صاحت ' بلا ' بينما يجرها بقوةٍ شديدة كادت أن تمزق بشرتها ، فهاجت كردة فعلٍ عكسية ثم صفعته بأقسى ما خرج منها الآن
تركَ يدها على إثر تلك الصفعة ، لكن ذلكَ قد شحنَهُ زيادةً بالغل والغضب ، لن تخرج سليمة من بين يديه اليوم
عادت للداخل وحاولت إغلاق الباب لكن الآخر يدفعه عليها بكامل ثقله حتى أرداها ساقطة
" سوف تموتين أقسم لك !"
قال وقد أزاح بسترته بعيدًا ثم حرّك ربطة عنقه بينما هي تتأوه ألمًا على وقوعها أرضًا بهذا الشكل
فتحت عينيها وحاولت الرؤية من خلال الضّباب الذي أغشى عليها
لكن الآخر وبثانية واحدة قد جثى ثم ارتطم على الأرض كدبٍ ثقيل
هي فزت في مكانها فزعة ، ثم رفعت رأسها لترى السبب ، كان عندَ الباب وقفًا بطوله ومن خلفه ضوء النهار يشع
كانت تعابيره حادّة جدًا حينها
" لا يمكن أن تكوني بهذا الضعف ڤاليري "
تحدث ممتعضًا مما رآه
فرمشت هي مرتكبة ثم استقامت بعدها تثب من فوق هذا الجسدِ الهامد
" صدقني لا أعرف ..خفتُ كثيرًا ورأيتُ في عينيه إصرارًا على الفتكِ بي "
كُحّلت عينيه بالخيبة فحاولت هي بشتى الطرق التبرير ، حتى أنها صنعت اتصالًا بصريًا عميقًا معه
" هو كان ينوي ذلك منذ وقـ.."
" وأنتِ كنتِ ستهدينه الفرصة المنتظرة صحيح ؟"
أعادَ القلم الذي كان في يده اليمنى إلى جيبه ، هل القلم هو ما فعل بالرجل هذا ؟ تساءلت بعينيها وهو أجاب متنهدًا
" لم يمت، هذا مخدر مؤقت وسيفوق بعدَ قليل
سيفوق وهو داخل منزلك ، حينها عليكِ أنتِ وحدك التصرف مفهوم ؟"
لقنها تلكَ الكلمات ثم خطى من جنبها متوجهًا للأريكة الواحدة والمهترئة ، جلسَ فوقها فغاص فجأة مما أفسد الجو الخانق المحيق بهما
هي حاولت كبت ضحكتها و هو أصر لكنه فشل
فانتهى بهما الأمر ضاحكين على ذلك
حتى نهوض هذا الجسد العملاق
حينها توسعت عينيها و تيبّست في مكانها ذعرة ، تطلب النجاةَ بنظراتها من بيكهيون من وضع السّاق فوق الأخرى وهو على ذات الأريكة الهابطة
" يا أيتهالـ..." فمه القذر قد نطق بينما يتحامل واقفًا ، هو حتى لم ينتبه لوجود بيكهيون بل تلفت حوله حتى وجدها
" ما لذي فعلتيه بي ؟ ستموتين اليوم لا محالة "
يدها المرتعشةُ قد اكتسبت القليل من الجسارة ، فامتدت للحزامِ أسفلَ تنورتها ثم سحبت بسرعة الضوء سكينتها الشهيرة !
ثم ها هي وفي غمضةِ عينٍ تسكب الدماء من وجه الآخر ، صنعت شرخًا عميقًا مائلًا على كامل وجهه
هي فقط لم تحث سكينتها على طمر إحدى عينيه ، بعدها ركلت ساقه ففقد التوازن والرؤية معًا ، ثم جرته بكامل قواها كي تلقيه مترنحًا خارج البيت
يحاول فهم ما يجري معه لكن الدماء تغطي وجهه وكفيه اللذان يحاولان مسح وجهه لم يفيداه بشيء
هو أخيرًا استطاع ابصارها ففغرَ فاهه من وقفتها عندَ عتبة الباب تحدج عينيه بعينيها كما تعلو أنفاسها ثم تهبط مع ابتسامةٍ جلية
" رحمتكَ هذه المرة ...عد ثانيةً وستندم على فقدك لعضوك المسكين "
قالت مع توجيه بصرها لما بينَ ساقيه فجمع هو كفيه على ذلكَ المكان ذعرًا ثم لاذ هاربًا إلى حيثُ لا تكترث هي
هوت السكينة أرضًا كما هوى قلبها ، كانت ترتعش بأكملها
هل ظفرت بالانتقام بعد أم لا ؟ بين كل رعشةٍ هناك لذةٌ وألم
لكن مازال هناك الكثيرين ممن يستحقون العقاب غيره ، الكثيرين قد طمسوا السعادة عن حياتها
" أحسنتِ.."
نبرته هادئة قربَ أذنها ، ربما بقصدِ تهدأتها فهي تبدو متشنجة بالكامل
إلتفّت إليه وشفتيها ترتجفانِ بعجز ، هو مرر عيناه على كامل وجهها
" أنا خائفة .."
عقدَ حاجبيه " مما ؟"
" من نفسي .."
تجلّت الابتسامة من شفتيه " أصبتِ ، حتى أنا خفتكِ حينما هددته هكذا ..سرعانَ ما شعرتُ أنني في خطر إذا حدث وعبثتُ معك !"
أنهى حديثه بنبرة طريفة غيرت من قتر الأجواء بينهما وحولهما ، ابتسمت رغمًا عنها تبعًا لابتسامته
" لنخرج !!"
~~~~~~~~~~
" اللعنة ! لمَ لا تستأذن قبل الدخول !"
هي كانت خارجة توًا من حمامها الدافئ ، تغلف جسدها بالمنشفة لا غير
ثم غطّت فاهها حينما استدركت فداحة ما نطقته ، كان ذلكَ الرئيس بحدّ ذاته قد تجمّد صعقًا ، ثم غطى عيناه يتحركُ هنا وهناك بينما يردد بـ " عيناي ..عيناي "
هي استغربت تصرفه الغريب بالأساس " ياه ، لم ترى شيئًا حتى "
" صحيح ولا أريد الرؤية ، لحظة هل تتحدثين دون رسمية معي أيتها الوقحة ؟"
تذمر ومازال مغلقًا عيناه بقوة كما هو ، كله على بعضه محفز للضحكات بالنسبة لها
في كل مرةٍ تتعجب من اكتشافِ إحدى سماته الفريدة من نوعها
" من الوقح فينا الآن ؟"
حينها فتح إحدى عينيه ثم قال " هل أنا وقح لأنني جئت أمسي عليكِ ؟ حسنًا لن أكرر ذلك صدقيني "
" لا..." لم تستطع لحاقه من اتخذَ من ذلكَ فرصة ثم هرب بأسرع ما يمكن
" طفولي جدًا !"
~~~
مضت الأيام وتزايدت عدد ساعات التدريب
كانت تصقل نفسها جيدًا تحتَ مراقبة الأساتذة البارعين
سولار هي الأروع بنظرها
يشينغ هو الأكثر صبرًا
كيم كاي هو الأكثر ريبةً
سيهون الأقل صبرًا ، الأقل حديثًا كذلك !
أما عن دو كيونغسو ، فلم يتسنى لها الاجتماع معه حتى لأن تخصصه بعيدٌ تمام البعد عن ما تحتاج هي لتعلمه
أو هو يتعذّر بذلك فقط كي لا يلتقيها ، شعرت أنها لا تروق له أو أنها تبدو كمن يزعج قوقعة هدوءه
هي فقط احتارت من أمره لكنها فضلت عدم الذهاب إليه حتى
إذًا ماذا عن الجوكر بحد ذاته ؟ ربما كان صادقًا حينما قال أنه لن يعودَ مجددًا
فلم تراه على مضي الأيام ، كيف وبعدَ أن أصبح باعث الضحكاتِ لها ؟
ذلكَ قد غيّر الجو السائد على المكان ، رتابة لا غير
عادت لغرفتها مساءً وقد طُبعت الجدية على قسمة وجهها كمدربيها بالضبط ، غيرت ملابسها ثم أخرجت قميص أخوها فراقبته تبتسم على تدفق الذكرى لخافقها
صوتٌ ما قد أدهشَ فؤادها ، ترانيم نعيمية منبثقة من الخارج
أكان ذلكَ صوته ؟ هل نثرت تينكر بيل من غبارها السحري على حنجرته وهو صغير كي يتملكَ صوتًا لامعًا كهذا ؟
يغني في الممر ، ثم يتوقف صوته فجأة
" تصبحين على خير ڤاليري ~"
تراه يعلم أنها تنصتُ له أم تنبأ بذلك ؟ اللّه أعلم
تفشت الابتسامة في وجهها على الفور
" تصبح على خير !"
ردت عليه ثم ابتعدت سريعًا عن الباب
____________________________
بيكهيون يقدر يدخل الغرفة بما أنها كانت تخصه سابقًا وحتى الان لم يتم برمجتها على حسب قزحة عيونها
- لأنو المسؤول عن ذي الحاجات كيونغ لكنه لحد الان مو بذاك القرب منها -
التشابتر الجاي = العملية الاولى مع ڤاليري
قررت ارجع ذا البوستر لحد نهاية القصة - في سبب معين ☺
سلام ♥
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro