الفصل الرابع
عطلة نهاية الأسبوع، جزئي المفضل من الأسبوع،
من المفترض ألّا أستيقظ حتى العاشرة صباحًا، أتناول إفطارًا متأخرًا أثناء قرائتي لرواية 1984 لجورج اورويل -التي اشتريتها الأسبوع الماضي ولم أشرع في قرائتها بعد- وأنا أستمع إلى تذمّر تشارلي من مقهى الحي الذي يقدّم له شايًا مثلجًا بالفانيليا مع رغوة مضاعفة ويخبره أنّ هذا الشيء شاي انجليزي كلاسيكي.
هذا ما كان من المفترض أن يحدث، أمّا ما يحدث الآن فهو عبث الكون بي.
المنبه بجوار سريري يشير للرابعة فجرًا، وهناك لعين لا يكفّ عن بعث الرسائل لجوالي مخرجًا إيّاي من أحلامي.
أقسم أنّني سأبكي الآن، مَن بحق الجحيم قد يبعث رسائل في هذه الساعة؟
هاتفي في الجزء الآخر من الغرفة على مكتبي.
وذلك اللّعين لا يكفّ عن بعث الرسائل.
تنهدتُ وبصعوبة نهضت من فراشي الجميل لأرى المُرسل، أقسم أنّه لو كانت شركة الاتصالات ترسل عروضًا للمكالمات سأقاضيهم.
التقطت الهاتف وكان رقمًا مجهولًا، بعث لي أكثر من ثلاثين رسالة غير مقروءة.
《الساعة الثالثة وخمس وخمسين دقيقة الآن.》
《وست وخمسين》
《وسبعٍ وخمسين》
《وثمانية وخمسين》
:《وتسع وخمسين》
:《الساعة الرابعة فجرًا الآن، كيف حالك مارلي؟》
:《أعلم ربما أنتِ الآن تكرهينني.》
:《لقد خمّنتُ أن يكون نومكِ خفيفًا.》
:《هل حزرت بشكلٍ جيّد؟》
بعدها أرسل حوالي عشرين رمزًا تعبيريًا كل رمز في رسالة منفصلة.
:《هل أنا مزعج؟ أنا آسف، فقط أحرص على أن تتذكرينني، لقد مررت بمشاق كثيرة حتى وصلت لصفحتك على موقع (فيس بوك) بالمناسبة خواطرك رائعة》
مارك زوكربيرج، اللعنة عليك وعلى تطبيقك المشؤوم.
《من فيس بوك استطعت التوصل لانستغرام ومن انستغرام استطعت التوصل لموقعك ومدرستك،
من موقع المدرسة الالكتروني علمت اسمك 'مارلين كريستين'》
《أدخلت الموقع واسم العائلة في موقع شركة الهاتف لأحصل على رقم هاتفكم الأرضي، واتصلت بكم فردّ عليّ السيد 'تشارلز يائيد سميث' بالمناسبة هو شخص رائع.》
حسنًا هذا مخيف!
《بأي حال ادّعيت أنّني من مدرستك وأحتاج رقم هاتفك لأنه ضاع مني فأعطاه لي، وهكذا انتهى بي الأمر أراسلك في الرابعة فجرًا.》
متربص! يلاحقني متربص مختل عقليًا! عليّ طلب الشرطة بالتأكيد!
《بالمناسبة أنا أتحدث من شريحة غير مسجلة لن تستطيع الشرطة التعرف عليها.》 بحق السماء!
الآن أصبح الأمر مرعبًا،
هل هذا مسلسل "you"*؟ هل أنا الضحية؟ ماذا أفعل هل أخبر أمي؟
التصرف المنطقي هو أن أتجاهل هذا المتربص، سأحظره، لكن هو قال أنّه عرف موقعي، أيمكن أن يأتي إلى هنا؟
فتحت رسالته التالية:《أعلم أنّني أبدو كمتربص مشبوه...》 أنت بالفعل متربص مشبوه
《...لكن صدّقيني أنا فقط شخص يتشبث بأي خيطِ رفيع من الأمل، فقط أريد سؤالك أمرًا واحدًا فقط،
فقط لا أريد أن أشعر أنني وحدي في هذا العالم...》 كانت هذه رسالته الأخيرة.
يمكن أن تكون رسالته مزيفة تمامًا، يمكن أن يكون مقلبًا قام به أحد زملاء فصلي، أو مؤامرة من مجموعة متنمرين للسخرية مني فيما بعد.
ربما هو متربص مختل عقليًا، لكن أنا لا أقابل ولا أتحدث مع أحد بخلاف أمي وتشارلي والطبيب النفسي.
لا أذهب لأي مكان وحدي ولم أكوّن صداقات أبدًا، لذا الأمر المنطقي أن يكون هذا مجرد مقلبًا سخيفًا أعدّه أحد زملاء المدرسة.
لكنّ الفضول مُهلِك الإنسان، أودّ أن أعرف من هذا الشخص، وما هو هدفه من تعكير نومي في عطلة نهاية الأسبوع.
بدأت في كتابة رسالة له«:بحق الجحيم من أنت؟»
«مجرد سمكة تحاول ألّا تغرق في المحيط» كانت هذه رسالته للرد عليّ
إنه يقتبس قصيدتي الأخيرة التي نشرتها على صفحتي.
تبًا لك، مارك زوكيربيرج ولتطبيقك المشئوم.
__________________________________________
STOP RIGHT THERE 🖤
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro