Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الثالت

جاء الخميس سريعًا، سأتغيب عن المدرسة وأحضر محاضرة كافيير -لا أتذكر باقي اسمه- ذاك، أتمنى أن تكون كما يدّعي فيل.

لا أريد أن أجلس ثلاث ساعات أستمع إلى هراء ممل عن أن الحياة تستحق العيش وإلخ إلخ إلخ.

لو كانت تستحق العيش ما كانوا سيوجعون رؤوسنا بكتبهم ومحاضراتهم عن ذلك،
الطعام الجيد لا يحتاج إلا قضمة واحدة لتفهم أنّه جيد، وحده الطعام السيئ يحتاج شرحًا وتبريرات لماذا يأكله الناس.

لماذا ستأكل البيتزا؟ باختصار أعجبتك
لماذا ستأكل السبانخ لأنها مفيدة للجسم وتحتوي الحديد ومن أكثر الأطعمة إفادة الخ، باختصار عليك أن تثرثر كثيرًا لتشرح سبب أكلك لها لأن طعمها مقرف.

لن تحتاج أن تحضر محاضرات تحفيزية أو تقرأ كتبًا حول الاستمتاع بالحياة لو كانت حقًا ممتعة.
، ما تفعله هو محاولة فقط لإيجاد سبب كيلا تنتحر،
كما أفعل الآن.

أمي ستنهار إن أنا انتحرت، هذا أيضًا سبب أعطيه لنفسي كيلا أنتحر.

أنا أؤمن بالجحيم ولكن لا يجب أن أتخذ هذا سبب لعدم الانتحار لأنني بانتحار أو غيره سأذهب للجحيم؛ لن تقبلني الجنة بعقلي الفاسد

سأرتدي سترتي السوداء وبنطالي الأسود و... أنا أكسل من أهتم بشعري سأضع قبعة عليه.
وأكسل أيضًا من أن أضع شيئًا لوجهي.

أعتقد أن الكسل من أعراض أن تكون بائسًا
أن تكون أكسل من أن تهتم بنفسك، بنظافتك الشخصية،
أن تكون أكسل من أن تحتوي مشاعر الآخرين.

كسلي جاء في مرحلة متقدمة، أكون حزينة وينتابني الكسل من أن أفكر حتى في أي شيء لأنهي حالتي النفسية المزرية؛ لهذا أذهب لطبيب نفسي يفعل ذلك عوضًا عني.

فقط أتساءل لماذا الملل والكسل يسيطران على حياتي؟
أهو قدري أن أموت من الضجر؟

أوصلني زوج أمي للمكان المنشود، حديقة عامة في الهواء الطلق وهناك ملصق كبير يحتوي وجه ذلك المُحاضر الذي سيحاضرني تحت عنوان "معركتك ضد نفسك."

بشرة برونزية، عينان خضراوان، شعر ذهبي مصبوغ
ويضع أحمر شفاه وردي، وبذلة بنية.

في الواقع أنا أخوض حربًا بالفعل ضد نفسي الآن وأنا أحاول عدم الضحك عليه، إن مظهره مثير للسخرية!

لا أعلم أيهما مثير للسخرية أكثر أهو مظهره أم عنوان المحاضرة، أهذه محاضرة لمحاربة الاكتئاب؟

اتخذت مقعدي وانتظرت مع الجمهور، وبالطبع لم أجلس في الصفوف الأولى، أنا لست مجنونة لأفعل شيئًا مثل هذا.

اتخذت مقعدي في الصف السابع منتظرة ذلك المهرج، وجاءني الإلهام لأكتب قصيدة، أخرجت دفتري وقلمي وجلست أكتب ما خطر على عقلي وقتها

سمكة تغرق في المحيط،
وعصفور يقتله التغريد
أفعى يقتلها سمّها
وبعوضة مصّ الدماء يقتلها،

لطالما كنت أسير حرّيتي
واختفاء أغلالي يقيدني،

أنا رجل دين راقص
وموسيقاي تزعج ألحان من حولي
أنا مجرم عديم القلب قاتل
يهربون إذا لمحوا في الرواق طيفي
وقتلت اثنتان وهذه الثالثة
لم يكن من قوة ولا حول إلّا حَولي
أزين رؤوس جثثي في المنزل
أعلّق رأسي ورأسي ورأس نفسي

سمكة تغرق في المحيط،
أما كان يجب أن تنهي معاناتها؟
لمَ عليها أن تقبل بالتغيير
وقعت في حب بائس لحياتها...》

:"واو هذا رائع، أأنتِ شاعرة؟" أجفلت على الصوت الذكوري الذي خرج من المقعد المجاور لي.

رفعت عيناي إلى صاحبه، سترة سوداء، بشرة شاحبة، حاجبين كثيفان قد ثقب أحدهما، شعر أسود.

هذا المتطفل يملك شكلًا لا بأس به.

:"أعتذر على تطفلي." قال مرة أخرى، يا رجل لا تتحدث فحسب.

:"أنا لست شاعرة." تمتمت له ثم أغلقت الدفتر.

عجبًا، نحن في القرن الواحد والعشرين ولكن يبدو أنّ الناس لم تسمع بالخصوصية بعد.

بعد لحظات وجدت يده ممدودة لي وصوته:"أدعى دونوفان،ما اسمك؟"

أذكر جيدًا أنّني لم أسأل عن اسمك أيها المتطفل.
صمتت وتركت يده في الهواء.

:"ما..رلي." خرج صوته مرة أخرى وقد قرأ اسمي على الدفتر

هنا رفعت ناظري إليه، والوغد تصرف وكأنه لم يفعل شيء وبابتسامة لزجة أكمل:"تشرّفتُ بمعرفتك."

أنا لم أتشرف بمعرفتك أيها المتطفل المريب.

:"أعتذر على تطفلي للمرة الثانية." قالها
ونعم أنت متطفل وإن أكملت في تصرفك هذا سأعتبره تحرش وسأمنح نفسي حينها كامل الحق والسلطة في ضربك وتدمير مستقبلك في إنجاب أطفال.

لم أتحدث ونظرت للأمام بلا أي تعبير،
ولم يتحدث مجددًا وحوّل ناظريه لهاتفه.

هذا محرج،
أنا أعتبر نظر أحدهم لقصائدي التي أرتجلها أشبه باختلاسه النظر لي عارية في الحمام ورؤية وحمة الكرز التي على مؤخرتي وترهلات أفخاذي وندوب ذراعاي.

ومنذ قليل ذلك الدونوفان رأى أفكاري، هذا يعادل رؤيته لي عارية،
لقد تعريت للتو أمام غريب بدون خلع ملابسي، أأبدأ بدعوة نفسي بالعاهرة الآن؟ أم عندما أتقاضى مالًا؟

أيجب أن أتقاضى منه مالًا؟
لقد سمعت تشارلي يقول لي مرة أن من يراني عارية سيجعله يتزوجني هل سأتزوج ذلك المتطفل؟

سيكون أغبى شيء حدث في العالم، تزوجها لأنه تطفل على دفتر قصائدها.

:"سمكة تغرق في المحيط." خرج صوته مرة أخرى كان يُحدثني بدون أن ينظر لي، هذا اقتباس من قصيدتي.
:"أعتقد أنني أفهم ماذا تقصدين."

هنا قررت الانضمام في المحادثة بلا سبب
:"كيف تفهم ما أقصد؟ أأنت تغرق في محيطك؟"

ابتسامة هادئة زيّنت محياه ومازال ينظر ناحية المسرح وهو يرد:"كلّا، لكنني أعرف سمكة غرقت في محيطها."

:"هذا مؤسف." كلمتين كانتا كل ما خرج من فمي

:"أوليس كل شيء في الحياة مؤسفًا؟" خرج صوته مجددًا ولم أُعقّب

خرج المُحاضِر كافيير للجمهور، وبعد دقائق من بداية المحاضرة، انعدم اهتمامي بما يخرج من فمه.

كانت المحاضرة لأغلب الناس ستكون ممتعة، حتى أنّ القاعة بأكملها تتفاعل معه، وتضحك على نكاته.

مبهرج للغاية، وما يخرج من فمه محض هراء لا معنى له.

استرقت نظرات إلى دونوفان الجالس بجواري وكان وجهه جامدًا كوجهي، هل هو أيضًا يرى أنّ ما يقوله كافيير هراء؟

حين شارفت المحاضرة على الانتهاء قال كافيير ذاك
:"وسأحب أن أنهي المحاضرة بقصة قصيرة،

كان هناك رجل يبحر على مركبه حتى أتت عاصفة شديدة وتحطم مركبه الصغير فلم يتبق منه سوى لوحين يصارع بهما الموت غرقًا.

أتت له سفينة محمّلة بالركاب لتنقذه فرفض وقال: الرب سينقذني فسارت بعيدًا عنه.

أتت له السفينة الثانية لتنقذه فرفض وقال: سينقذني الرب

أتت السفينة الثالثة ففعل كما فعل بسابقيها.

في النهاية مات الرجل وانتقلت روحه للرّب فقال يعاتبه: يا ربِ لماذا لم تنقذني؟

فرد الرب عليه: لكنني بعثت لك ثلاث قوارب ورفضتَهم جميعًا!"

صمت يأخذ نفسه وتابع:"أحيانًا يكون علينا فقط فتح أعيننا وسنرى أنّه لم نُترك بل فقط نحن كنّا ضيقي الأفق."

أو ربما سنرى أنّنا تُركنا بالفعل.
كنت أريد حقًا قول هذا لكنّني لم أقل، لفت انتباهي أنّ المتطفل دونوفان يرمقه بنظرات ساخرة.
هناك أحد آخر غيري يرى أنّ هذا هراء، جيد.

بعد أن انتهت المحاضرة -من حسن حظّي-
جلستُ أنتظر تشارلي كي يأتي بسيّارته ويأخذني،
لقد تأخر عن المعتاد، سيموت على يدي اليوم بالتأكيد.

لم أرَ المتطفل منذ أن انتهت المحاضرة، وأخيرًا شيء جيد يحدث لي اليوم -بخلاف التغيّب عن المدرسة-

تأملت المنتزه بمن فيه، لماذا جميعًا يبدون سعداء ومهمين؟ ليسوا بحاجة للابتسام كي يظهروا سعادتهم، هذا مزعج.
مجموعة هناك يضحكون معًا، أحدهم على الناحية الأخرى يصوّر نفسه بهاتفه،
أخرى تعدّل مساحيق تجميلها، إلخ.

الجميع يبدو وكأنّ حياتهم حافلة وسعيدة، مع أنّها محاضرة للمحبطين والذين يعانون لكي تساعدهم، هم لا يبدو عليهم أنهم يعانون أو محبطين

قال جون غرين على لسان هايزل غرايس :"لا تُقام الجنائز للموتى، بل تقام للأحياء."
كذلك المحاضرات التحفيزية، لا تُقام للمحبطين، بل للذين يريدون أن يبدون محبطين.

وصل تشارلي أخيرًا، لوح لي عندما لمحني وأتى ناحيتي مسرعًا.

:"كيف كانت محاضرتك التحفيزية؟" قال وأجبته:"جعلتني أشعر بالإحباط."

بدت على ملامحه خيبة الأمل لبرهة قبل أن يعود ويتحدث:" إذًا أعتقد أنّها حالة طارئة، تستدعي الغداء خارج المنزل." كانت نبرته وكأنّه يحدّث طفلة، مهلًا هل يتهرب من طبخ الغداء؟

استقمت وأنا أقول:"لا داعي، سأذهب لغرفتي وأشاهد حلقة من 'كيف تبيع المخدرات عبر الانترنت' وسيختفي إحباطي."

بدا متفاجئًا من اسم البرنامج وقبل أن ينبس ببنت شفة سبقته:"قبل أن تسأل، إنّه مسلسل تلفزيوني."

:"أصبحت الأعمال الفنية غريبة هذه الأيام." تمتم واتجهنا معًا للسيارة خارج المنتزه.

مضينا في طريقنا بالسيارة، تشارلي في مقعد السائق وأنا في المقعد الخلفي نستمع لموسيقى هادئة قديمة لفرقة انجليزية تأسست وانفضّت وتقاعد أعضاؤها قبل أن أولد،

وفي وسط تأملي للطريق سمعت تشارلي ينادي باسمي فالتفتت إليه لأسمع ما يريد أن يقول.

:"كنت أريد سؤالك أمرًا." تحدّث واستغربت منه، لكنني رددت عليه لأعرف ماذا يريد.

:"أنتِ مثقفة وتكتبين أشعارًا، لذا كنت أريد أن أطلب منكِ أن تكتبي لي قصيدة، تعلمين لأهديها لوالدتك، تعلمين إنّها مرهقة بسبب ضغط العمل ورأيت أنّها ستحب هذا."

تشارلي غبي، وأمي أغبى منه، لن يفهما أشعاري، كذلك أنا لا أكتب الشعر الرومانسي، ولا أكتب شعرًا لأحد!

حمحمت ورددت عليه:"أنا لا أكتب أشعارًا رومانسية تشارلي، لكن لحسن حظك، أعرف قصيدة رومانسية كتبها تشارلز بوكوفسكي."

:"لديه نفس اسمي! هل هي قصيدة جيدة؟" بدا مبتسمًا كالأطفال عندما علم أنّ لديه نفس اسمه بينما انا ابتسمت على سذاجته وأردفت:"من كثرة إعجابي بها حفظتها غيبًا، أأُسمعك إياها؟"

أومأ ناظرًا للطريق بنفس ابتسامته الساذجة
حمحمتُ وبدأتُ في الإلقاء
:" أيتها الفتاة الكئيبة الصغيرة
ذات العينين الصغيرتين
عندما يحين الوقت
لأستعمل السكين
فلن أتردد،
ولن ألومك." مثّلتُ أنني لم ألحظ كيف نقل ناظريه إليّ بشيء من الصدمة والارتباك والخوف وأكملت:"
بينما أقود السيارة وحيدًا
على طول الشاطئ
بينما تتمايل أشجار النخيل
أشجار النخيل الكثيفة البشعة
بينما يتوقف الأحياء عن المجيئ
بينما يتوقف الموتى عن المغادرة
لن ألومك..."

فجأة قاطعني صوت تشارلي وهو يقول:"أأنتِ متأكدة أنّ هذه قصيدة رومانسية؟"

:"أجل اسمها، جاهل في الحُب." أجبته
وتابع:"لقد غيّرتُ رأيي، سأهديها حقيبة جديدة."

حقًا لا يتذوقون الفن.
لم أهتم لتشارلي وجلست أعبث عشوائيًا في دفتري.

لقد فهم المتطفل دونوفان قصيدتي،
هناك أحد يفكر بنفس طريقتي.

كتبت في صفحة جديدة 《أوليس كلّ شيء في الحياة مؤسفًا؟》
لقد كان معه حق.

والمؤسف في الأمر أنّه هو من قالها، وهو مزعج متطفل.
وهذا يثبت صدق كلمته، أنّ كلّ شيء في الحياة مؤسف

________________________

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro