الفصل الرابع و العشرون
مساء الخير أصدقائي
نحن نقترب خطوة خطوة من النهاية فاستمتعوا
*
هانول :
مر أكثر من أسبوعين على آخر الأحداث و سيجونغ أصبحت بخير و غادرت المستشفى أخيرا .... و نحن اليوم سوف نذهب لمنزل جد تشانيول ، ارتديت معطفي و أبعدت خصلاتي لتكون خارجه ثم وقفت مطولا أحدق بنفسي ، تنهدت و وضعت كفي على بطني و همست برجاء
" ساعدني في كسب ودها صغيري "
فتح الباب و أنا التفت و تشانيول تقدم نحوي ليمسك بكفي و تحدث
" هل أنت جاهزة ؟ "
" أجل ... ماذا عن يورا و تشاني ؟ "
" انهما ينتظراننا "
" اذا لنغادر .... "
ترك كفي و ضمني جانبيا و سرنا نخرج و لكن أنا فجأة شعرت ببعض الألم أسفل بطني ، وضعت كفي و شددت بينما أتصرف بشكل طبيعي حتى لا أثير خوفه ولا ذعره ..... تحملت الألم و قد كنت من قبل قد تأكدت أن هذه اللآلام ليست خطيرة على الجنين كما لا يجب أن آخذ أي علاج أثناء الحمل حتى لا أعرض جنيني للخطر .... مستعدة للمخاطرة بحياتي حتى يكون صغيري بخير و يخرج لهذه الحياة
نزلنا للسيارة و تشانيول وضع حقيبتنا الصغيرة بالصندوق و أنا صعدت في الأمام ، أقفله و صعد لمكانه و انطلقنا نحو منزل يورا ، وصلنا بعد فترة قصيرة و هي و تشاني كانا يقفان في الشارع و ينتظران ، توقفت السيارة و نزل تشانيول حتى يضع حقيبتهما في صندوق السيارة و تشاني صعد ليمسك بمؤخرة مقعدي و أنا التفت له و هو اقترب ليقبل وجنتي
" اشتقت لك خالة هانول "
" و أنا كذلك صغيري ... أخبرني كيف وجدت المدرسة هنا ؟ "
عبس و جلس ثم تحدث
" المعلمون جيدون معي أما الطلاب فهم يتجنبونني ولا تحدثون معي و يقولون عني أجنبي "
" حقا ؟ .... "
" إنهم متخلفون ولا يهتمون سوى بالمظاهر "
ابتسمت و نفيت
" دعك منهم و أثبت تفوقك بالدراسة و أنك أحسن منهم ...... ثم أنت لست مختلفا عنهم بل أنت أوسم منهم جميعا يكفي أنك تشبه خالك "
و هو أومأ و ابتسم و مع تلك الكلمة فتح تشانيول الباب و صعد و يورا كذلك
" لقد سمعت أحدهم يقول عني وسيم "
قالها بينما يحدق نحوي بنظرة لعوبة و تشاني بسرعة أجابه
" أجل انها الخالة هانول تتغزل بك "
عندها أنبته يورا بسرعة
" توقف يا ولد ... ألا تستطيع الاحتفاظ بالكلام ؟ "
قهقه و نفى و أنا ابتسمت لأعود و أحدق أمامي و انطلقت رحلتنا و هذه المرة لست وحدي من ستواجه الرفض .... يوار و تشاني كذلك و هما سيكون موقفهما أصعب من موقفي بكثير فالجد لا يضطهدني على الأقل
تواصلت رحلتنا لأكثر من ساعتين لندخل البلدة و كم هي هادئة و بديعة المناظر ، مررنا بالمدخل حتى وصلنا أمام منزل العائلة و هو منزل كبير جدا ، بفناء خارجي تقام فيه اجتماعات البلدة فهم هنا لا يزالون محافظين على العادات و الجد هو من يتولى ادارة كل ما يخص أمورها فهو من الكبار سواء من ناحية النسب و العائلة أو من ناحية العمر
توقفت السيارة أمام الباب الخارجي مقابلة للسور الخارجي ، لبثنا بعض الوقت بدون أن يتحدث أحد ، كل خائف من المواجهة و كل عليه المواجهة حتى ننتهي و نعيش ببساطة و سعادة
زفر تشانيول أنفاسه بصوت مرتفع و تحدث
" هل أنتما مستعدتان ؟ "
عندها تحدثت يوار
" أخي ما رأيك أن تدخل أنت و هانول أولا تمهدان لهما الأمر و أنا سوف أدخل بعدكما "
التفت لها بسرعة و تحدثت برجاء
" يوار لا تتركيني للرفض لوحدي أرجوك "
" هانول أنت أمامك فقط رفض أمي و هي عادة ترضى بعد عدة محاولات أما جدي اذا اتخذ موقفا من البداية فهو مستحيل أن يسامحني "
حدق تشانيول بنا عبر المرآة و تحدث
" ماذا قررتما ؟ "
تنهدت باستسلام و خيبة و أجبته بينما أعود و ألتفت
" حسنا سوف أدخل أنا أولا "
" تحلي بالشجاعة حبيبتي "
قالها و أمسك بكفي ليقبلهما و يورا تحدثت من الخلف
" أنت حامل و هي ستنسى كل شيء بهذا الخبر كوني متأكدة "
" أرجو هذا "
فتح الباب و نزل و أنا وضعت كفي على المقبض عندها تحدث تشاني
" خالة هانول أخبري جدي الكبير و جدتي أنني أحبهما و أريد رؤيتهما "
التفت له و ابتسمت للطافته و لكن البراءة الحزينة بعينيه أشعرتني بالبؤس من أجله فأومأت و تحدثت
" سوف أخبرهما و سوف يحبانك متأكدة من ذلك "
التزم بالهدوء بجانب والدته و أنا فتحت الباب و نزلت ثم أقفلته و تشانيول أخرج حقيبتنا و سحبها ليمسك بكفي و تقدمنا ندخل ، مررنا بالبوابة الكبيرة و قدم الحارس تحيته لتشانيول كما اعتدنا عليه و تقدمنا نحو الداخل أكثر
وقفنا بوسط الباحة و والدته كانت تجفف بعض الأغطية البيضاء و عندما أبعدتها حتى تمر و تدخل واجهتنا ، توقفت مكانها و حدقت نحوي بعداء و أنا انحنيت باحترام لها
" مرحبا أمي ، كيف هي صحتك ؟ "
تجاهلتني و مرت من جانبي بدون قول كلمة عندها تحدث تشانيول
" مرحبا أمي "
و هي أجابته بصوت بارد و من دون أن تتوقف أو تلتفت لنا
" مرحبا .... جدك ينتظرك في الداخل "
ضمني اليه بجانبية و اقترب ليتحدث لي بصوت منخفض
" تحملي حبيبتي ولا تحزني ... قريبا سنتغلب على كل هذه الصعاب "
أومأت و نظرت نحو عينيه لأبتسم ، أحاول أن أبتسم حقا حتى لا أجعله يشعر بما سيقابلنا لاحقا ، نحن سعادتنا لن تكون مطلقة بعد تجاوز هذا الحاجز ...... نحن سوف نكون أمام معركة ضخمة ، معركة ستستنزف الكثير من الصبر و طاقة التحمل ، سوف نبكي و نصرخ ألما لأنني خاطرت و حققت حلم الأمومة
سرنا خلفها ندخل ، توقفنا عند المدخل و نزعنا أحذيتنا ثم دخلنا ليضع تشانيول الحقيبة و والدته نادت باسم خادمة و عندما وقفت أمامنا تحدثت تشير لها نحو الحقيبة
" خذيها لغرفة تشانيول و غيري الأغطية و جهزيها لأجل شخصين "
و رغما عني رسمت ابتسامة ، هي لم تعلم بعد بحملي و هاهي تصرفت بطريقة لا تجعلني أشعر أنني مرفوضة ، شد تشانيول على كفي و ابتسم و هي تحدثت بعد أن أعادت نظراتها لنا
" اتبعاني لغرفة الجد "
ابتسم تشانول و حاول أن يقترب منها ليتحدث
" أحبك أمي .... "
و لكنها أوقفته مكانه
" اخرس يا منافق "
قالتها و سارت قبلنا مرة أخرى و أنا حبست ضحكتي و ابتسامتي و تشانيول لم يستطع قول شيء سوى مد شفتيه يمثل الغضب ، لقد بدأت الأمور تتحسن و هذا دليل على أن القادم أكثر خير و أكثر شعورا بالراحة
وصلنا أمام غرفة جدي و توقفنا لتطرق الباب هي و عندما سمعنا صوته من الخلف فتحت الباب بينما تسحبه للجانب و ظهر بزيه التقليدي يجلس و يحمل كتابا بينما يضع نظاراته التي تستقر على أنفه و رفع نظراته نحونا
ابتسم و وضع الكتاب على الطاولة أمامه ثم نظاراته و نحن تقدمنا و انحنينا لنقدم له تحيتنا باحترام أكبر ، اعتدلنا و جلسنا أمامه بينما نسند ركبتينا على الأرض و الطاولة تفصل بيننا و بينه ليتحدث تشانيول
" مرحبا جدي ... كيف هي صحتك ؟ "
" أهلا ابني ... أنا بخير "
" لقد اشتقنا لرؤيتك جدي "
قلتها و هو ابتسم لي و رفع نظراته نحو والدة تشانيول التي لا تزال تقف ثم تحدث
" ابنتي اجلسي سوف نتحدث جميعا "
حدقت بنا ثم تقدمت
" حسنا أبي "
جلست بجانبه و هو ربت على كفيها التي تضعهما بحضنها و تحدث
" أعتقد أنه حان الوقت لكي تتركِ غضبكِ عليهما جانبا .. أنت عاقبتهما بما يكفي "
" لقد سمحت لهما أن يبقيا هنا و أعتقد أن هذا كافي للوقت الراهن "
" أمي رجاءا .... "
قالها تشانيول بينما ينظر نحوها و هي أشاحت بوجهها و أنا أمسكت كفه و ضغطت عليها ، تنهد و حدقنا بالجد ، ابتسم لنا و نحن بادلناه لينظف تشانيول صوته بينما يرمق والدته بنوع من التحدي ، كأنه يخبرها أنها ستغير رأيها ثم أعاد نظراته نحو الجد و تحدث
" جدي هناك خبر مفرح ... "
" و أنا أنتظر لأنك أخبرتني أنك ستحظر معك مفاجأة "
" في الواقع تلك المفاجأة غير متعلقة بالخبر و لكن لم يحن وقتها بعد "
" أنت تجعلني أشعر بالحماس يا ولد "
" جدي أنا سأرزق بطفل .... سيكون لي ابن يحمل اسم العائلة و يحيي أمجادها "
زارت البهجة ملامحه العجوزة و قدم كفيه نحوي و تحدث
" ابنتي أود شكرك حقا أنت لا تعلمن مدى فرحي و سعادتي في هذه اللحظة "
اقتربت و وضعت كفي بين كفيه و كم شعرت بالراحة و الأمان ، أن يكون لك شخص كبير ، شخص ترى فيه الماضي و يمنحك الأمل للمستقبل لهو شيء عظيم
صحيح أن تشانيول يكون دنياي و جنتي و لكن الجنة بدون أناس يكونون الغطاء بالنسبة لنا لن تكون جنة .... و أنا بدون أهلي لا يمكنني أن أكون سعيدة ، فقدت والدي و لكن الله عوضني بعائلة يجب أن أكسبها لي و أحافظ عليها ، حتى والدته التي لا تزال تظهر نحوي العداء أنا سوف أعمل بجد و جهد حتى أنال رضاها
" لا تشكرني يا جدي فالأمومة بالنسبة لي حلم عظيم و أنا ممتنة أنه تحقق "
استقامت والدته و تحدثت و هي لا تزال محافظة على ملامحها
" لابد أنكما متعبين من السفر لذا سوف نجهز الطعام و لغاية ذلك الحين خذ زوجتك لترتاح تشانيول "
غادرت بدون أن تنتظر ردا و تشانيول استقام و ساعدني على الوقوف و انحنينا مرة أخرى للجد ليتحدث تشانيول
" جدي سوف أطمئن على هانول و أعود لك فهناك أمر ملح يجب أن نتحدث به "
" حسنا سوف أنتظرك .... اهتم بحفيدتي و حفيدي الصغير "
" لا تقلق جدي بالتأكيد أنا سوف أغدقهما باهتمامي "
ابتسمت و خاطبت الجد
" كن بخير جدي ... "
" و أنت كذلك يا ابنتي "
غادرنا و كان تشانيول يمسك بكفي و سرنا عبر الممرات و كل شيء حولنا من الخشب ، وقفنا بقرب أحد الأبواب و هو وضع كفه ليسحبه و فتح لتظهر من خلفه غرفته ، ابتسمت و تقدمت ليدخل هو خلفي و يسحب الباب يقفل
تقدمت و جلست على السرير ليجلس هو بجانبي و قبل وجنتي ثم سحبني لنتمدد معا على السرير و ضمني ليتحدث
" الأوضاع بدأت تتحسن حبيبتي "
تمسكت به و ابتسمت
" فعلا و أنا شاكرة و ممتنة جدا .... "
ساد الصمت بيننا بعض الوقت و هو تحدث فجأة
" حبيبتي ..... أود أن أخبرك بشيء و لكن عديني أنك لن تغضبي "
" لن أغضب لذا كن مرتاحا و تحدثت "
اعتدل و عاد ليجلس و تحدث بينما يلتفت قليلا نحوي
" بيضة ذاكرة آزوف ..... "
اعتدلت أنا كذلك و استغربت نظراتي
" ما بها ؟ "
" أنا وضعتها عند جدي حتى تكون بعيدة عن أي خطر "
" اذا ؟"
" أنا لم أخبرك أين وضعتها و لم آخذ رأيك "
أمسكت بكفيه و ابتسمت لأتحدث
" أنا أخبرتك من قبل أنني لا أريدها و قد منحتها لك "
" انها من حق ابننا أو ابنتنا لذا أنت سوف تقررين أين ستكون بعد الآن "
" فلنتركها مع الجد لتكون بأمان حتى يحين وقتها لنسلمها لطفلنا "
" اذا أنت لست غاضبة ؟ "
" و لما سأغضب ؟ أنا سلمتك حياتي و أنت فتحت لي عمرك و أيامك و تلك البيضة لا تهمني "
ابتسم و ضمني يلف ذراعيه حولي و أنا تمسكت به
" أحبك بارك هانول "
" و أنا كذلك ضابط بارك "
ابتعد و قبل وجنتي بنعومة ثم استقام و تحدث
" احضي بقسط من الراحة و أنا سوف أتحدث مع جدي حتى تتمكن يوار من الدخول "
أومأت و هو ذهب ، بعد أن أقفل الباب أنا استقمت و أبعدت معطفي ثم أخرجت ثيابا أكثر راحة و محتشمة لأننا بمنزل العائلة و غيرت ثيابي ، رتبت أشياءنا و عندما أقفلت الخزانة رن هاتفي ، تقدمت منه ضنا مني أنها سيجونغ و لكن تلك الابتسامة تغيرت عندما لمحت اسم الدكتور " هان "
ترددت كثيرا و عندما أصر على اتصاله أنا أجبته " مرحبا دكتور هان "
" أهلا سيدة هانول .... "
" ما مناسبة اتصالك دكتور ؟ "
قلتها و جلست و هو شعرت بنبرته غاضبة
" تعلمين سيدة هانول سبب اتصالي ..... التحاليل الأخيرة التي أرسلتها لي منذ ثلاثة أسابيع تشير للكثير من الأمور السلبية و أنت يجب أن تبدئي بالعلاج قبل أن يتفاقم الوضع "
بللت شفتي و تنهدت لأتحدث
" دكتور أنا لا يمكنني أن أخضع للعلاج الآن "
" إن تأخرتي قد تدخلين بالمرحلة الثانية من المرض و هذا ليس جيدا أبدا من أجلك "
" و لكن أنا حامل و لا أستطيع المخاطرة بجنيني "
" ماذا حامل ؟ .... كيف تفعلين هذا أنت تعرضين حياتك لخطر كبير "
" لا تهمني حياتي دكتور .... فقط دعني أحقق حلم أمومتي "
" سيدة هانول أنت يجب أن تتخلصي من الجنين يجب أن تخضعي للعلاج "
عندها أجبته بانفعال
" و أخسر فرصتي الوحيدة في أن أكون أما ؟ .... هذا مستحيل لن أفعلها أبدا "
" لا تكوني عنيدة .... "
" هذه حياتي و صحتي أنا و أنا حرة دكتور ...... "
" ماذا عن زوجك ؟ هل يعلم بالذي تفعلينه ؟ "
" رجاءا دكتور .... زوجي لا يعلم بشيء ولا أريده أن يعلم لأنني واثقة أنه سيجبرني على اجهاضه و أنا لن أكون قادرة على خسارته "
" أنت تخاطرين سيدة هانول "
" أمومتي تستحق هذه المخاطرة "
" أنا غير راضي عما تفعلينه بنفسك "
" أنا آسفة و لكن هذه حياتي "
قلتها و أقفلت الخط بانفعال و عندما رفعت رأسي تفاجأت بوالدته تقف و تضم ذراعيها عند الباب ، متى أساسا هي فتحته و وقفت هناك ؟
*
تشانيول :
تركت هانول بالغرفة و عدت لجدي ، دخلت و أقفلت الباب علينا ثم تقدمت لأجلس أمامه ، وضع كفه على الطاولة أمامه و نقرها بأصابعه ليتحدث
" هاتي ما لديك تشانيول .... "
رفعت نظراتي عن أصابعه التي تطرق الطاولة و أومأت لأتنهد
" سوف أخبرك جدي لكن لا تنفعل .... "
" و هل ما ستقوله يستحق الانفعال ؟ "
" أنا وجدت يورا شقيقتي .... "
ابتسامته و حتى ملامح فرحته غابت عند سماع اسمها ، ملامحه العجوزه أصابها الحزن بسرعة هائلة و أخفض نظراته ليتحدث
" هي ماتت منذ زمن ... "
" أبدا جدي هي لم تمت ، هي لا تزال حية و تريد العودة .... "
رفع نظرات غاضبة نحوي و بنفس الغضب أجابني
" و لكنها غادرت رغم اعتراضنا .... لقد ترجيتها و أنا جدها أن تبقى و لكنها تركتنا جميعا من أجل رجل "
" هي نالت عذابها و عقابها يا جدي "
" توقف لا أريد أن أسمع المزيد "
" لا أستطيع فهي في الخارج تنتظر ..... "
توسعت عينيه و لمحت لهفته لرؤيتها و لكنه نفى برفض
" لا يمكن ....... أخبرها أن تعود من حيث أتت "
" و لكنها ليست وحدها ، هناك شخص آخر يتشوق لرؤيتك و ضمك جدي "
نزلت دمعته و نفى بشدة
" فقط أخبرها أن تغادر "
و في تلك اللحظة و قبل أن أزيد كلمة سمعت الباب يسحب من خلفي و صوت تشاني صدح في المكان
" جدي ..... "
رفع جدي نظراته نحوه و أنا التفت لهما و كان يقف بينما يورا تقف خلفه
" جدي أنا أحبك و اشتقت لك "
قالها تشاني و ركض نحوه ليرمي بجسده الصغير بحضنه و تمسك به ، ابتسمت و جدي كان عاجزا عن الحركة ، لا يستطيع ضمه و لا حتى ابعاده
" جدي ضمني أرجوك ..."
و جدي استجاب له بتلك السرعة و هو مغيب ليضع كفه التي ملأتها التجاعيد على ظهره الصغير و يورا تقدمت لتسند ركبتيها على الأرض بجانبه و تحدثت بينما نظراتها للأرض و الدموع ملأت كلماتها
" أنا أعترف بخطئي جدي .... أعلم أنني تسببت بالألم لكم و لي و لكن اعذر طيشي و حمقي ، اعذر سذاجتي و سامحني أرجوك فأنا و ابني بحاجة لك و بحاجة لحضن عائلتنا "
جدي أبعد عنه تشاني ثم استقام بينما تشاني بقي واقفا في مكانه ينظر بحزن نحو أمه ، وقف جدي أمام يورا و تحدث بصوت قاس و واثق
" أين أب الصبي ؟ "
و يورا نفت بدون أن تستطيع الاجابة عندها جدي وضع كفيه خلف ظهره و اتجه نحو الباب ليغادر ، استقمت في مكاني و اقتربت من تشاني و ضممته لأحمله و هو عانق رقبتي بذراعه الصغيرين و بكى بقهر و هذا ما آلم قلبي ، يوار كذلك انفلتت شهقاتها و ظهر ألم كل هذه السنين التي مضت
ربت على ظهر تشاني و وجدتني غير قادر على فعل شيء سوى مواساتهما ، اقتربت نحو يورا و وضعت كفي على رأسها و تحدثت
" تحملي يوار هو على الأقل لم يطردك ....... "
و في تلك اللحظة سمعت أمي تنادي باسمي و بصوت يبدو غاضبا
" تشانيول .... "
التفت و عندها هي كانت تقف بالمدخل و هانول وقفت خلفها بينما كانت تلهث
" أمي أرجوك ..... "
توقفت أمي و توسعت عينيها ، وضعت كفها على قلبها و هي ترى يوار ثم حدقت بتشاني الذي بحضني و تقدمت ، وقفت هانول و كان بنظراتها ذعر ...... ترى ما الذي كان يحدث ؟
تقدمت أمي و نادت على يوار بصوت متقهقر باكي
" يوار ..... "
استقامت يوار و التفت لها لم تكد تخطو أي خطوة حتى أمي بذاتها أسرعت نحوها و ضمتها لقلبها و تمسكت بها تقبل رأسها و كل انش بوجهها
" اشتقت لك يا ابنتي .... أخيرا عدتي لقد تعب قلبي و هو ينتظرك "
ضمتها يورا كذلك و تمسكت بها بشدة و تشاني فقط كان يحدق بهما و لا يزال يضمني ، شعرت بهانول اقتربت و أمسكت بذراعي و أنا نظرت لها ، هي حزينة و متأسفة و هناك نظرة خوف تغزو ملامحها ، أنزلت تشاني و هانول أمسكت بكفه و تحدثت
" سوف ألحق بجدي و أنت ابقي معهما حبيبتي "
" حسنا "
غادرت و تبعت جدي ، خرجت من المنزل و عندما تلفت على كلا الجانبين رأيته يسير بينما كفيه خلف ظهره فركضت خلفه حتى وصلت اليه
" جدي انتظر لحظة .... "
رفض أن يتوقف و أنا فقط سرت معه و تحدثت
" جدي لما فعلت هذا الصغير قلبه تحطم "
توقف و التفت لي بعد أن توقفت أنا كذلك و تحدث
" و أنا منذ ثماني سنوات و قلبي محطم ، هي لعبت بكرامة و شرف العائلة و الآن تعود إلى هنا و تطالب أن نتقبلها هي و ابنها و يا ليت كان له أب هو بدون أب تشانيول فكيف تقول كسرت قلبه ؟ "
" و لكن هو ضحية .... هو و يورا ضحية ذلك الحقير الذي تركها عندما تخلينا نحن عنها و أصبحت بدون مأوى و بدون نقود "
" هي من سعت لذلك ... كل ما عاشته صنع يديها "
" أوافقك و لكن ذلك كان خطأها الوحيد "
" و لكنه المميت "
" جدي رجاءا "
" أنا غير قادر على مسامحتها .... إن أرادت البقاء في هذه العطلة فلتبقى و لكن لا أريد أن أراها أو أرى ابنها و إن تم سؤالها فلتخبر الجميع أن الولد له أب و فقط لم يأتي "
قالها بصرامة و عاد ليلتفت و غادر ، جدي عنيد جدا ولا يستمع لأي أحد ، بقيت واقفا هناك أنظر اليه و هو يغادر نحو الحقول أين يحاول تسكين آلامه و بعثرة كل كميات خذلانه ، وضعت كفي ببنطالي و تراجعت نحو الخلف لألتفت و أسير بثقل حتى وصلت بقرب البيت و وقفت من جديد أحدق به ..... نفيت بتنهد و واصلت طريقي في الاتجاه المعاكس الذي سلكه جدي ، سرت طويلا حتى وصلت لتلك البقعة التي كانت ملجئي من بعد وفاة أبي ، أين كنت أجلس و أبكي دموعي بسخاء
تقدمت من البحيرة الصغيرة و جلست على احدى الصخور و أخرجت محفظتي ، فتحتها و ظهرت صور أفراد عائلتي ، جدي ، أمي و أبي .... حتى يورا و تشاني و في الجهة المقابلة أين المكان يتسع لصورة فقط بحجم أكبر كانت هناك صورة هانول .... ابتسمت و قربتها مني أقبلها
في البداية كنت أعتقد أننا غير صالحين للحب و لن تنجح علاقتنا ، مهمتي كانت متوقفة على خداعها و الغدر بها و لكن أنا في النهاية حاولت و بكل ما أستطيع جعلها أهم من تلك المهمة و مع هذا لم أستطيع حمايتها من النتائج ، لقد تأذت حتى و هي بحضني و بين ذراعي و لكن سوف أداوي تلك الجروح مع الأيام و لن يبقى لها أثر بمجرد أن يصبح صغيرنا أو صغيرتنا بين ذراعيها
أغلقت المحفظة و أعدتها لجيب سترتي ثم ضممت كفيّ بينما أسند ذراعي على قدمي و حدقت بالبحيرة .... هنا صنعت الكثير من الذكريات أنا و أبي ، هنا علمني حمل المسدس و هنا سوف أصنع مع ابني ذكريات جميلة أيضا ، سوف أعلمه كل شيء إلا حمل المسدس ، أريد من حياته أن تكون خالية من المشاكل ... شخص بسيط و عادي و الأنظار بعيدة عنه
كلها أحلام و تخطيطات للمستقبل أنا الآن أضعها و أعلم أن حبيبتي لن تعترض فهي تسلم جميع أمورها لي وحدي ، مرت بضع دقائق أخرى و رن هاتفي ، أخرجته و لم تكن سوى هانول ففتحت الخط و أجبتها
" حبيبتي .... "
" تشانيول أين أنت ؟ "
" في الأرجاء لماذا ؟ "
" هل جدي معك ؟ "
" لا هو ذهب حتى يسترخي في مكان خاص و أنا أتجول قليلا في البلدة "
" حسنا ... لا تتأخر "
" حبيبتي أخبريني كيف هي أمي ؟ "
" لقد استنكرت وجود تشاني و وضعه و لكن عندما ضمها و نادها بجدتي نست كل شيء و هي تحتضنه الآن و تقبله"
ابتسمت بساعدة و تحدثت
" جيد .... على الأقل أمي لانت قليلا "
" أجل ...... حبيبي سوف أقفل و أنت لا تتأخر "
كانت ستقفل و لكن أوقفتها بسرعة
" هانول لحظة ... "
" ماذا ؟ "
" ما الذي كانت تريديه مني أمي و لما كنت تترجينها أنت قبل قليل ؟ "
ساد الصمت و ارتفعت أنفاسها و أنا أدركت أنها توترت ، حتى تخيلت ملامحها و هذا ما جعلني أرفع حاجبي
" أجيبي هانول "
" لا شيء فقط تعلم أنها لم تتقبلني جيدا حتى الآن ؟ "
" هل أنت متأكدة ؟ "
" أجل حبيبي و الآن سوف أقفل "
قالتها و مباشرة أقفلت الخط ، أبعدت الهاتف عن آذاني و حدقت فيه ، هي تخفي عني شيء بالتأكيد ...... هل أمي أخبرتها عن سبب كرهها لها ؟ مستحيل لو فعلت كانت سوف تنهار بالبكاء و لن تلحق بها و تترجاها يبدو أن هناك شيء آخر ..... ضيقت عيني و نفيت ما فكرت به
" مستحيل أمي لا تفكر كجميع النساء بالتأكيد هي لن تلعب معها لعبة الكنة و الحماة "
ضربت جبيني بكفي و نفيت
" اللعنة رأسي سوف ينفجر إن بدأ هذا الصراع .... أحسن حل أن أحمل هانول و نعود غدا حتى لا تكون هناك فرصة بينهما لاشعال هذه الحرب "
*
سيهون :
خرجت من المدرسة الرابعة و أنا أحمل ملفي بكفي ، التفت و حدقت بها و نفيت لأتنهد بتعب ثم بدأت أسير في طريقي و لا يزال هناك أمامي مدرستين لربما احداهما تقبل بي
لابد أن الجميع يتساءل عما حدث ، سيجونغ تحسنت كثيرا و والدتها و شقيقها بعد أن غادرت المستشفى عادا لبلدتهما و أنا و سيجونغ نقيم الآن في غرفتها لأنني رفضت كل ما قدمه أبي ، حتى تلك الشقة التي قال أنه كان يمتلكها قبل أن يبدأ العمل مع العصابة أنا لم أفكر كثيرا و رفضتها
قررت و لن أتراجع فمستقبلي سوف ابنيه بمفردي ، سيجونغ سوف تكون عونا لي و سندا لزماني و هي رغم مرضها و تعبها الا أنها لا تتذمر ، تساندني بابتسامتها و لا تظهر شعورها بالألم و في كثير من الأحيان أسمع أنينها في الحمام و عندما تخرج تبتسم و تجلس كأن شيء لم يكن
سرت حتى وصلت للمدرسة التالية و هناك دخلت لأقابل مديرها ، قدمت له ملفي و كان يحتوي على شهادة خبرة حصلت عليها من المدرسة التي درست فيها سابقا في أستراليا
جلست مقابلا له و هو راجع الملف باهتمام ثم ابتسم و رفع رأسه ناحيتي
" في الواقع نحن اذا رفضنا توضيفك و لم نستغل كفاءتك سوف نكون الخاسرين سيد أوه "
" شكرا لك سيدي المدير "
" و لكن للأسف جميع المناصب هنا مكتملة و لكن لدينا فرع في بلدة تبعد عن هنا ساعتين تقريبا هو بحاجة ماسة لأستاذ بمثل كفاءتك ، هناك الطلاب لا يهتمون بالفنون ولا بالموسيقى و أنت إن عملت معهم بجد سوف يتغير الأمر "
أُحبطت ملامحي و لكن ابتسمت ، لابد للمعانات أن تجد طريقها لنا و نحن يجب أن نتحملها و نقاومها حتى نستطعم طعم السعادة و الراحة
" لا بأس أعتقد أنه يمكنني الانتقال "
" المدرسة سوف توفر لك السكن و حتى سيارة صغيرة لكي تقضي كل أمورك خصوصا عندما يتعلق الأمر بمتطلبات الصفوف التي سوف تدرسها "
" اذا سوف أرتب أموري و أتصل بك حتى أخبرك عن الموعد الذي يمكنني الانتقال به "
" أتمنى أن تجد الراحة بالعمل معنا سيد أوه "
" و أنا كذلك أتمنى أن أستطيع صنع التغيير "
وقفت و قدمت كفي له ليقف هو كذلك و صافحني ثم تحدث
" سوف نجهز العقد و عندما تصل لفرع المدرسة هناك سوف توقعه "
" سعيد بالعمل معك سيدي "
" و أنا أيضا "
غادرت من هناك و أنا فعلا سعيد ، سيجونغ ربما سوف تنزعج قليلا و لكن لابد لنا من خوض هذه التجربة ، كان من المفترض أن أجعلها تعيش براحة و ترف و لكن هي تعلم أن مبادئي و قناعاتي أهم من أي شيء ، هدفي عندما أحدده لابد أن أتمكن من تحقيقه فهي عندما جلعتها مستقبلي و حياتي تركت كل شيء خلفي و تبعتها لغاية أستراليا و اليوم سوف أسحبها معي نحو بلدة مجهولة ، نحو بلدة أتمنى أن تكون هادئة و تجعلنا نعيش ببساطة و راحة
أوقفت سيارة أجرى و غادرت نحو الحي الذي نقيم به حاليا ، توقفت بقرب متجر و نزلت بعد ما دفعت للسائق ، دخلت للمتجر و اشتريت حاجياتنا من طعام و أمور أخرى سوف نحتاجها بالتاكيد لاحقا ثم دفعت و خرجت ، مررت على الصيدلية و أخذت لها ضمادات حتى تغير على الجرح ولا يلتهب
سرت في الحي و ابتسامتي تشق وجهي و كنت أحرك الأكياس بسعادة و عندما دفعت باب المبنى الذي نقيم به قابلتني صاحبته و هي تخرج من بيتها الذي يقع في الطابق الأرضي و كانت تضع الكثير من مستحضرات التجميل ، لوحت لي و اقتربت مني بسرعة لتتحدث
" هل سيجونغ تحسنت ؟ "
" أجل هي تتحسن مع مرور الأيام "
" جيد أنا سعيدة من أجلها و لكن أخبرني "
عكرت حاجبيّ بتساؤل لأجيبها
" ماذا ؟ "
" ما أعلمه أنك من عائلة غنية و مترفة فلما لا تأخذ زوجتك و تذهب للعيش ببيت أو قصر من قصور والدك ؟ "
تعكرت ملامحي و أجبتها بصوت غاضب
" أعتقد أن هذا أمر خاصا بنا سيدتي ... ثم لدينا ظروف و بعد أن نرتب أمورنا بالتأكيد سوف نغادر هذه الغرفة الصغيرة "
ابتسمت ملامحها بامتعاض كذلك و تحدثت
" آسفة يبدو أنني أزعجتك "
" لا بأس سيدتي و الآن اعذريني يجب أن أصعد "
" بالتأكيد ... " قالتها و تنحت لتجعلني أمر و عندما بدأت بصعود الدرج هي تحدثت
" بالمناسبة .... "
و عندما التفت لها كانت تضع كفها تحت خصلات شعرها القصيرة و تحدثت
" كيف أبدوا ؟ ... هل سوف يعجب بي ؟ "
عكرت حاجبي بتساؤل من جديد و تحدثت
" من تقصدين ؟ "
وضعت كفها على قلبها و اقتربت مني لتتحدث بحماس مفرط
" أنا سوف أخرج في موعد مدبر من أجل الحصول على زوج .... تعلم أنت على المرأة أن تجد لنفسها من يؤنس وحدتها و يحيطها بحبه "
" أنت جميلة جدا سيدتي "
قلتها و رفعت ابهمي ثم عدت لأكمل كلامي
" أتمنى أن يعجب بك "
و في داخلي أكملت : و ألا يهرب عندما يرى هذه الألوان كلها أمامه
قلتها و حدقت بقدميها حيث ترتدي جوارب صفراء فاقعة و حذاء أخضر ، معطف فرو بني و ثوب أحمر و لا أدري كيف هي أقنعت نفسها بارتدائها ...... على العموم الرجل الذي سوف يتورط معها سوف يودع حياته بعد أقل من سنة فحسب ما أخبرتني سيجونغ و ما رأيته قبل سنتين هي امرأة منحوسة كل رجل تتزوج به يموت .... لحظة هي تكون بعيدة حيث اما تدهسه شاحنة أو يسقط من أعلى مبنى شاهق أثناء العمل أو ....... و حوادث متنوعة
غادرت سعيدة و هي تكاد تطير من الفرح و أنا نفيت بتعب و واصلت طريقي نحو الغرفة ، وصلت للسطح ثم تقدمت من الباب و عندما وضعت كفي على الباب سمعت صوت أنين ، فتحت الباب بهدوء و سيجونغ كانت تقف و ترفع قميصها القطني الأسود على مكان اصابتها و توليني ظهرها
" اللعنة لما ينزف بهذه الطريقة ؟ .. "
تقدمت و ناديت اسمها
" سيجونغ "
تركت قميصها و التفتت لي بينما ترسم ابتسامتها على وجهها و تتصرف كأنها لا تعاني من شيء
" حبيبي عدت ؟ "
أقفلت الباب خلفي و تقدمت لأقف مقابلة لها و هي رفعت نظراتها نحوي
" ما الذي يجري سيجونغ ؟ "
ابتسمت بتوتر و نفت
" لا شيء فقط أشعر بالملل و أنا أجلس بدون فعل شيء "
" قربت كفي من قميصها و رفعته لتظهر ضمادتها ملطخة بالدماء و رفعت نظراتي المنزعجة لعينيها
" لما لم تخبريني ؟ "
" أنت تخرج كل يوم ولا تعود الا في وقت متأخر و تكون متعب من بحثك عن عمل و هذا ألم يمكنني تحمله "
وضعت الأكياس على الطاولة التي كانت قريبة منا ثم أخذت الضمادات و سحبتها معي لأمددها على السرير بهدوء و رفعت قميصها قليلا و جلست بجانبها لأبدأ بفتح الضماد و تحدثت
" لا تفعلي هذا مرة أخرى سيجونغ .... أنت تغضبنني بتصرفك لأنك أغلى ما لدي و إن فقدتك سوف أفقد نفسي "
رفعت نظراتي نحو عينيها و هي كانت تبتسم
" و أنا أحبك أقسم "
ابتسمت ثم غيرت لها الضماد بحرص كبير و عالجت لها الجرح ، منعتها عن الحركة و جهزت بعض الطعام ثم تناولناه و نظفت هي الصحون بعد أن كنت سوف أنفجر بوجهها ...... عنيدة هذه الفتاة
بعد الانتهاء من كل هذه الأمور جلست و وضعت أوراقي على الطاولة و هي جلست مقابلة لي و أنا ابتسمت لأتحدث
" حبيبتي اليوم أنا وجدت عملا "
ابتسمت و وضعت كفها على الطاولة تطالب بكفي و أنا مباشرة احتضنته بكفي و تحدثتْ
" أنا سعيدة جد "
" و لكن هناك أمر ... نحن يجب أن ننتقل من هنا فالمدرسة تقع في بلدة بعيدة قليلا عن هنا "
خفتت ابتسامتها و أومأت
" لا بأس سوف نبدأ بالخطوات الصغيرة حتى نحصل على تلك الكبيرة "
" اذا أنت موافقة ؟ "
" لا يمكنني الرفض و لا الابتعاد عنك .... لقد جربت الأمر مرتين و في كلا المرتين كان مؤلم "
قربت كفها و قبلته
" سوف نتغلب على كل الآلام "
تركت كفها و عدت لترتيب أموري و أوراقي حتى أتصل بالمدير و أؤكد له موعد مغادرتنا و في تلك اللحظات طرق باب غرفتنا ، حدقت بسيجونغ و استغربت نظراتي
" من يكون يا ترى ؟ "
" لا بد أنها السيدة لونا صاحبة المنزل "
نفيت و استقمت
" لا هي كانت ذاهبة في موعد مدبر عندما كنت عائد "
" مرة أخرى ؟ "
قالتها بقهر و أنا ابتسمت
" ربما هذه المرة ستكون مختلفة "
" لا أعتقد .... فقط فليرقد بسلام هذا الرجل المسكين "
سرت نحو الباب و أنا أبتسم و هي كانت خلفي و عندما فتحته قابلني أبي فخفتت ابتسامتي
"أبي ... "
نهاية الفصل الرابع و العشرون من
" ذاكرة آزوف "
أتمنى أنكم استمتعتم به و انتظروني مع الفصل التالي قريبا
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro