مساء الخير يا جماعة
كيف هي المشاعر بعد فصل الأمس ؟؟
على العموم استعدوا ففصل اليوم كذلك يحمل الكثير من المشاعر
*
استمتعوا
هانول :
بعد ما غادر أنا لم أستطع أن أغمض عيني ، مستحيل أن يزورني النوم ولا الراحة ، مستحيل مادام كل شيء من حولي متربص بي ..... أبعدت الغطاء عني و اعتدلت لأجلس و أضع قدمي الحافتين على الأرض
أغمضت عيني و رفعت رأسي أتنهد بينما كفي أسند بهما نفسي على السرير ، أبي منحني بيضة واحدة ، الجميع يسعى خلفها و كادت روحي تضيع مني بسببها ، فتحت عيني ثم استقمت و اقتربت من الحقيبة التي وضعتها داخلها من قبل
حملتها و وضعتها على السرير ثم فتحتها و أخذت الصندوق ، فتحته و ظهرت البيضة فلمستها بخفة ، ما الذي سأفعله بكِ ؟ كنت سوف أسلمها لحبيبي كذكرى حب مني و الآن أنا مصرة على أن غيره لن يأخذها ...... وحده من يستحقها و هو سيضعها في مكانها المناسب
أعدتها للصندوق ثم أعدتها داخل الحقيبة ، ذهبت نحو خزانتي و أخرجت بنطال من الجينز ، قميص قطني أبيض و ستره سوداء ، غيرت ثيابي و وضعت الثوب على طرف سريري ، جلست أمام طاولة الزينة و مسحت كل تلك المساحيق عن وجهي ، ثم جمعت شعري ، ارتديت حذاء مريح و ارتديت السترة
سمعت صوت طرق ثم فتح الباب و دخل عبره أبي و أنا التفت له لأقف ، أقفل الباب ثم التفت لي ليتقدم نحوي ، وقف أمامي و تنهد ثم فتح لي ذراعيه و أنا كأي طفلة بهذا العالم ، استجبت لحظنه
ربت على شعري و تحدث
" أنا آسف يا ابنتي كل ما يحدث لك بسببي أنا "
تمسكت به أكثر و أحطت خصره بذراعي
" سلم لهم ما يريدون و ينتهي الأمر "
أبعدني عنه و ابتسم و لكن بعينيه أنا لمحت البؤس
" الأمر ليس بهذه السهولة هانول "
" و لكنك ذو مكانة كبيرة ... أنت شخصية لها وزنها في البلاد "
" و هذه أكبر كذبة ... نحن لسنا سوى أحجار على رقعة شطرنج و أنا سمحت لهم أن يحولوني لحجر الجندي يحركونه كيفما يريدون "
" أبي .... "
" لا تسأليني هانول و فقط احتفظي بالأمانة التي سلمتك اياها "
تنهدت و وجدت نفسي أومئ له و هو اقترب ليقبل رأسي ثم ابتعد ليبتسم لي ببهجة
" الضابط بارك انتهى من التحقيق مع الرجال و غير الطاقم كله و الآن يتجهز حتى تغادران نحو المطار "
حدقت فيه مطولا و لم أستطع كبح فضولي ....
" أبي ..... لما تضع كل هذه الثقة به ؟ لما هو من بين الجميع ؟ "
" لأسبب كثيرة .....و لكن أهمها أنه متفان في حمايتك و يعاملك كأنك جزء منه "
اذا هل حبنا واضح لهذه الدرجة ؟ و لما أبي لا يعترض ؟
" لا تفكري هانول ..... سيأتي يوم و تدركِ سبب ثقتي به "
" و أنا كذلك أثق به كثيرا يا أبي "
" اهتمي بنفسك ونفذي ما يقوله لك الضابط بارك فهو بالتأكيد سيحميك "
ابتسمت له ثم عدت أتوسد صدره و حضنه ، حياتنا مظلمة ، براقة من الخارج و الجميع يحسدنا عليها ولا يعلمون أن ذلك البريق يسبب ألاما لا تحتمل ........ كل ذلك الشموخ ليس سوى ذل و كل تلك الأضواء ليست سوى احتراق
ودعت أبي و غادرنا نحو المطار ، جلسنا في مقاعد الانتظار بعد ما وصلنا و أنا كنت أجلس بدون قول شيء ، أحدق أمامي و أفكر بكل شيء ، أبي و تشانيول ، بيضة ذاكرة آزوف و مرضي ........... من جهة أنا لا يمكنني أن أعيش بهيئة أنثى بينما أنا فاقدة لهويتها و من جهة أخرى لا أريد أن أموت ، أنا للتو بدأت أحتفل بحبي عندما حبيبي سمح لي بالاقتراب منه
شعرت بكفه على كفي عندها فقط أفقت من شرودي و حدقت فيه ، ابتسم لي و شد على تمسكه بكفي
" هل أنت بخير هانول ؟ "
تنهدت و نفيت
" أنا لست بخير أبدا تشانيول "
" أنا معكِ "
" لو لم تكن معي لم أكن على قيد الحياة "
شابك أناملنا معا و اقترب أكثر ثم ترك كفي و عانق كتفي بذراعه ليسحبني نحوه ، وضعت رأسي عليه و أغمضت عيني
" سأكون دائما معك لذا يجب أن تكوني دائما على قيد الحياة "
" إنه أمر صعب ... "
" ليس صعبا فقط عديني و أنا سوف أفعل المستحيل حتى أجعل حياتك مريحة "
" فقط أبقيني في حضنك و في تلك اللحظة ستكون حياتي مريحة "
" الحياة ليست لحظة فحسب هانول "
" بالنسبة لي هي وهلة "
" سوف أغير كل بؤسك هانول فقط ثقي بي ولا تضعفِ .. صدقيني حتى عندما أخبرك أنني أخدعك "
" أنا أحبك و فقط "
*
تشانيول :
حققت مع الجميع و الذين شككت بتصرفاتهم أو حتى نظراتهم المتهربة وضعتهم تحت المراقبة بدون أن يدروا لعلنا بتتبعنا لهم نستطيع أن نفعل شيئا
كنا نجلس في الطائرة و هي تسند نفسها على المقعد و تحدق عبر النافذة ، روحها مرهقة و كل شيء يضغط عليها لذا أنا قررت أن نترك كل شيء خلفنا ، قررت عندما تطأ قدمنا أرض أستراليا سنكون كأي شابين واقعين في الحب ...... أعلم أن حملها سيكون عائق كبير و لكن هي قادمة هنا من الأجل التخلص منه و بعد العملية أنا سأكون معها و أبعد عنها كل الهموم ..... قاسي أنا بما أقوله و لكن يجب على الواحد منا أن يتمسك بالقسوة حتى يحمي أحبائه
" هانول ... هل أنت مرتاحة ؟ "
التفتت إلي و ابتسمت تومئ ثم وضعت كفها بكفي و أنا شددت عليها وضعت رأسها على ذراعي و أنا من شعر في هذه اللحظة بالأمان ، بل بأمان من نوع ثاني يجعل قلبي يشعر بالراحة و الفرح منذ وقت طويل ، هي وحدها من جعلتني أدرك أن الحب أهم ما في الحياة و أنا حياة الرجل منا يجب أن ينذرها من أجل حبيبته
حضينا ببعض النوم حتى وصلنا و حطت طائرتنا ، جلست هي في مقاعد الانتظار و أنا أنهيت أوراق الخروج ثم جلبت الحقائب أضعها في عربة و أدفعها ، وصلت بقربها و هي ابتسمت لتقف
" آنسة هانول منذ هذه اللحظة انسي كل ما يزعجك و كل ما مررت به و لنعش بعض الأيام بهدوء و راحة "
اقتربت و أمسكت بذراعي لتضع كفها على كفي التي على العربة و حدقت بعمق عيني
" أنا سأترك نفسي لك تشانيول "
" اذا سيكون أفضل ... "
خرجنا ندفع معا العربة عندها رأينا شخصا يحمل لافتة كتب عليها " بارك تشانيول " ، تقدمنا نحوه و وقفنا لينظر هو نحونا
" أنا بارك تشانيول "
قلتها لأقدم له كفي و هو ابتسم ليخفض اللافتة و يقدم لي كفه
" مرحبا سيد بارك أنا دو كيونغسو سوف أرافقكم إلى المنزل الخاص بكما "
" شكرا لك ... "
" العفو سأكون في الخدمة دائما "
حدقت نحوه هانول ثم قدمت كفها لتتحدث بنوع من البهجة
" شكرا لك سيد دو ... "
اتسعت ابتسامته أكثر و مد كفه نحوها ليمسك بها ، حرك كفه بكفها طويلا
" أنت لطيفة جدا آنسة هانول كما أنك جميلة جدا "
عندها تدخلت أنا و فصلت كفيهما و جعلتها تضع كفها على ذراعي
" أعتقد أنه يجب أن نغادر فالآنسة لي متعبة و تحتاج للراحة "
" بالتأكيد .... السيارة متوقفة في الموقف "
سار قبلنا و أنا دفعت العربة ثم رمقتها بنظرات منزعجة و هي ابتسمت باتساع ، اقتربت قليلا و تحدثت بصوت منخفض
" لا تحاولي .... "
" ماذا دهاك الآن ؟ "
" لما سمحت له بامساك كفك ؟ "
" لقد كنت أحييه فقط "
" لا يهمني .... "
" بارك تشانيول لا تبحث عن المشاكل أرجوك للتو قلت أننا سننسى كل شيء تركناه خلفنا "
" و ما أتحدث عنه وجدناه أمامنا "
نفت بيأس و قلة حيلة ثم أشاحت بنظرها عني ، وصلنا و كيونغسو فتح صندوق السيارة ، تركت العربة ثم فتحت الباب الخلفي و تحدثت
" هيا هانول اصعدي ... "
صعدت و أنا أقفلت الباب ثم تقدمت نحوالخلف و بدأنا بوضع الحقائب عندها رمقني كيونغسو بنظرات جدية و تحدث
" يقول جونميون أنه يجب أن تجد البيضة الأخيرة بسرعة فالبيض الآخر استولت عليه عصابة الباكوزة "
توقفت و نظرت إليه لأتحدث
" اذا السيد لي لا يمتلكهم الآن ؟ "
" قبل يومين فقط أخذوهم و لكن فرع منشق عن العصابة يحاول الحصول عليهم كذلك "
ضيقت عيني و أومأت له ، اذا من هدد هانول كان أحد رجال الفرع المنشق
" سوف أحاول ايجادها ... "
" على الأقل يجب أن تعلم ما هي بيضة حتى تتاح لنا الفرصة لصنع واحدة مزيفة "
" حسنا ... "
أقفلنا الصندوق ثم تقدمنا نحو الأمام ، فتح هو الباب من جهته و أنا فتحت الباب الذي بجانبه و صعدنا ، وضعت حزام الأمان و هو كذلك ثم عدل المرآة و حدق نحوها ليبتسم
" هل تشعرين بالراحة آنسة هانول ؟ "
و قبل أن تجيب أنا أجبت بينما أعدل المرآة و أبعد نظراته عنها
" قم بعملك فقط دو كيونغسو "
رمقني بنظرة باردة و أنا تجاهلته بتحدي و تحدثت
" هانول اجلسي خلفي "
" أنا مرتاحة هكذا ... "
" قلت اجلسي خلفي بسرعة فهذا لدواعي أمنية "
ابتسم الآخر بنوع من السخرية و هي تحركت لتجلس في المقعد الذي خلفي عندها فقط شعرت بالراحة و تحركت بنا السيارة ، كانت المناظر جميلة جدا و أجواء سيدني دافئة ، خرجنا من المدينة المكتظة نحو طريق فرعي زادت الحرارة فيه و أنا أبعدت سترتي لأبقى فقط بقميصي القطني الأسود
من خلال المرآة الجانبية حدقت بهانول التي كانت تميل رأسها على النافذة و تلوح على نفسها من شدة الحر ، حدقت به الذي يقود و تحدثت
" شغل المكيف فالجو أصبح حارا جدا "
نظر نحوي و ابتسم ثم عاد يحدق نحو الطريق
" المكيف معطل ... "
" اذا افتح النوافذ الخلفية ... "
ابتعدت هانول عن النافذة و هو فتحها لها لتبدأ خصلاتها الطويلة بالتحرك و ازعاج ملامحها الجميلة ، و أنا تركت كل تلك المناظر و همت بتفاصيلها هي ، بحركات كفها و هي تحاول امساك شعرها بالغم من أنه حر
بعد مدة طويلة في طريقنا ذاك نحن وصلنا لبيت متوسط الحجم يقع على طرف شاطئ صغير و خلفه توجد غابة متصلة بجبل ، المكان هنا يعجبني
فتحت الباب و نزلت ثم فتحت الباب الخلفي لهانول و كيونغسو توجه نحو صندوق السيارة ليفتحه ، أنزلنا الحقائب و أقفلت الصندوق عندها هانول نزعت سترها و حملتها على ذراعها ثم تقدمت و أمسكت بأحدى الحقائب الصغيرة و سحبتها ، كانت تمشي و تحدق في المكان بنظرات اعجاب ، و نظراتي لم تخلو من الاعجاب ناحيتها و لكن في تلك اللحظة التي رسمت على وجهي ابتسامة خرقاء نادرة لمحت كيونغسو هو كذلك يرمقها بنظزات اعجاب و يرسم نفس ابتسامتي لذا ضربت صدره بكفي الثقيلة لأفاجئه
" لما تحدق فيها بهذه الطريقة ؟ "
حدق نحوي بانزعاج و ضربني هو كذلك نحو صدري
" بدأت تزعجني يا أحمق ... "
" أنت تزعجني من البداية يا معتوه "
" شعور متبادل .... غبي "
قالها ثم وضع لي بطاقة في كفي و المفتاح و تحدث
" إنه رقمي ولا تتصل إلا اذا احتاجت هانول لشيء "
قال اسمها بدون آنسة الحقير و هو يتحداني ثم صعد للسيارة و غادر بينما يزعق العجلات مع الأرض ليصدر دخان من سيارته المهترئة
" وغد حقير . .. "
" تشانيول ... "
و عندما سمعت اسمي بصوتها أنا التفت لها بسرعة و هي ابتسمت
" هيا لندخل .. "
تقدمت أجر باقي الحقائب ، فتحت الباب و دخلت بينما هانول خلفي ، حسنا المنزل جميل جدا و رغم بساطه إلا أنه يحمل نوع من الفخامة ، يغلب عليه الطابع الخشبي و الزجاج يسيطر على جدرانه بينما الستائر البيضاء الخفيفة تتطاير بخفة عندما تقدمت و فتحت الباب الزجاجي المؤدي للشاطئ
" إنه رائع ..... لقد أحببته جدا "
التفت لها و ابتسمت لأتقدم نحوها ببطء ، وصلت بقربها و أبعدت كفها عن الحقيبة التي كانت لا تزال تمسك بها ، أمسكت بها و قربتها من ثغري أقبلها بهدوء و أهاجمها بنظرات عيني ثم ابتسمت بلؤم و تحدثت
" و هل أحببته أكثر مني ؟ "
سحبت كفها بسرعة و رمقني بعينيها التي تتصنع الانزعاج و أنا حقيقة أعجبني الوضع
" لا تتلاعب بي الآن بارك تشانيول "
ابتسمت ثم ضممتها الي ، تمسكت بها و هي شعرت بكفيها يحيطان خصري ، قبلت رأسها ثم أبعدتها و سحبتها خلفي بينما أمسك بكفها
" هيا حتى نختار الغرف "
تقدمنا نحو الرواق و فتحت أول غرفة على جهتي اليمين فظهرت غرفة واسعة بسرير أبيض في الوسط و أثاث خشبي بطلاء أبيض ، تركت كفي و تقدمت نحو الداخل لتفتح باب الشرفة الزجاجي و في تلك اللحظة تحركت خصلاتها بسبب الهواء
" إنها جميلة جدا ... "
" اذا هذه ستكون غرفتك "
التفتت و ابتسمت و أنا مددت كفي نحوها فاقتربت و أمسكت كفي و ذهبنا نحو الغرفة المقابلة فتحتها و كانت غرفة مكتب
" إنها غرفة مكتب "
" لذا لا أعتقد أنه يجب أن نضيع فيها مزيدا من الوقت "
أقفلت الباب ثم تقدمنا أكثر و فتحت غرفة أخرى و لكن سريرها كان سرير أطفال و جدرانها مطلية بالطلاء الأزرق ، شعرت بكفها تشد على تمسكها بكفي و أنا حدقت فيها
" لا تهتمي حسنا ؟ ... "
أومأت بصمت و أنا عدت و أقفلت الباب و اتجهت نحو آخر باب و عندما فتحته لم يكن سوى حمام كبير ، ترهلت ملامحي و حدقت نحوها
" لا تقولي أنني سوف أضطر للنوم في غرفة الأطفال ؟ "
" هذا ما يبدو أنه سيحصل "
أقفلت باب الحمام ثم تركت كفها و عدنا نحو غرفة الأطفال ، فتحت الباب و تقدمنا نحو الداخل و جيد أنها تحتوي على سرير كبير بالرغم من أنه على شكل عربة .... يجب أن أتكيف مع الوضع
تقدمت هي و رأيتها تحدق به ثم بي و ابتسمت لتتحدث
" تشانيول ألا تعتقد أن السرير قصير عليك ؟ "
" لا أعتقد "
" تعال و جرب ... "
تقدمت و جلست على طرفه و هي وضعت كفيها على كتفي و جعلتني أتمدد ثم رفعت قدمي ، و حسنا أنا أطول منه لذا عندما انفجرت ضحكاتها أنا استقمت و خرجت لأتركها هناك
كأن هذا ما كان ينقصني ، لحقت بي تسير و تضحك
" انتظر لحظة ... يمكنني أن أتخلى عن غرفتي لك "
" شكرا لك لي هانول ... احتفظي بها لنفسك "
أمسكت بالحقائب و سحبتهم خلفي و هي سحبت حقيبتها الصغيرة ، توقفنا بقرب باب غرفتها فتركت لها حقيبتها
" هيا إلى غرفتك الآن "
تركتها خلفي و بمجرد أن فتحت باب الغرفة هي أطلت علي تتمسك بالجدار
" هل أحظر لك غطاءا كبير فلا أعتقد أن ذلك الغطاء سوف يكفي طولك "
" لي هانول أغربي عن وجهي "
سمعت فقط ضحكتها الرنانة و شعرت بكم سعادتها ، ابتسمت ثم دخلت و وضعت حقيبتي على السرير ، فتحتها و أخرجت ثيابي المريحة و التي كانت عبارة عن سروال قصير و قميص بدون أكمام رمادي
أخذت منشفة و عدة الحمام الخاصة بي و ذهبت نحو الحمام ، أخذت حمامي بسرعة ثم لففت خصري بالمنشفة و وقفت أمام المرآة ، وضعت الصابون على وجهي و بدأت بالحلاقة و لكن بحذر و بطئ ، في النهاية هذا وجهي و علي المحافظة عليه
بعد لحظات سمعت طرقا على الباب فتحدثت بدون أن أبعد عيني على نفسي
" ما الذي تريدينه ؟ "
" أسرع أنا أريد أخذ حمامي ... "
" لم أنتهي بعد لذا انتظري دورك أو اذهبي و حضري لي شيئا حتى أتناوله لأنني جائع "
قلتها و ابتسمت لأسمع تذمرها خلف الباب
" يالك من شخص استغلالي .... "
اختفى صوتها فجأة فتوقفت لأضع آلة الحلاقة على طرف المغسلة و اقتربت لأفتح الباب و لم تكن هناك ، أطليت في الرواق و باب غرفتها كان مفتوحا ، حركت كتفي بعدم اهتماما ثم عدت لما كنت أفعله
أخذت وقتي فعلا ثم غسلت وجهي و مسحته بمنشفة صغيرة ، غسلت عدة حلاقتي و وضعتها هناك ثم ارتديت ملابسي و خرجت و قبل أن أدخل لغرفتي وصلتني رائحة شهية ...... لحظة أنا كنت فقط أمزح معها ، وضعت المنشفة على السرير و خرجت أسير نحو المطبخ المفتوح و المتصل مع غرفة المعيشة الكبيرة
لقد كانت هناك فعلا تضع مئزرا أبيضا و تتحرك بخفة و نشاط في المطبخ ، حتى أنها لم تغير ثيابها و هي بالتأكيد متعبة ، كل حركة تقوم بها تزيدني عشقا فيها ، تقدمت منها أكثر و في تلك اللحظة التي انشغلت تحرك بها الصلصة أنا ضممتها من الخلف أضعها كلها بين ذراعي
جمدت في مكانها و أنا دنوت أكثر و قبلت رقبتها لأشعر بالقشعريرة تسير بجسدها و ها أنا أدرك أنني ذو تأثير كبير عليها
" لقد كنت أمزح معك فحسب "
أمالت رأسها قليلا و ابتسمت بتوتر
" أنا صدقت و ها أنا أجهز لك معكرونة و شريحة لحم متبلة فهذا ما وجدت في الثلاجة و الخزانة "
عدت و قبلت رقبتها بنفس المكان و في تلك اللحظة سكنت و لم أحرك شفتي عنها ، شعرت بكفها يتمسك بذراعي و عندما رفعت نظراتي نحو غطاء الموقد الحديدي رأيتها تغمض عينيها و ملامحها تظهر أنها مرتاحة و متوترة بنفس الوقت ، سعيدة و تحاول كبت تصرفاتها
ابتسمت ثم ابتعدت لأحررها مني و هي التفتت لي
" كنت أعتقد أنك مدللة ولا تستطعين فعل شيء "
" أنت تجهل الكثير عني أيها الضابط ... "
" أخبريني كيف تعلمت الطهي ؟ "
ابتسمت و هي ترمقني بنظراتها
" لقد أقمت عدة سنوات في باريس أثناء دراستي للتصميم و كنت منتسبة لأكاديمية طهي كنوع من الهواية "
" و غير الطبخ ماذا تستطيعين أن تفعلي ؟ "
رفعت نفسها بقدميها لتناسب طولي و وضعت كفها حول فمها لتهمس لي
" أستطيع الخياطة ... ما تراه هنا سر فلا تخبر عنه أحد "
قهقهت بصوت مرتفع و هي ابتعدت حتى تعود لطولها
" اذا تريدين أن يراك الجميع بمظهر الفتاة المدللة ؟ "
أومأت بابتسامة و أنا مرة أخرى جعلتها تلتفت و فتحت عقدة مئزرها لأبعده عنها و وضعته أنا
" اذهبي و استحمي و أنا سوف أنهي ما بدأته "
" و هل تستطيع ؟ "
" لي هانول .... أنا حتى لست مدلل مثلك "
عبست و غادرت تضرب قدميها بالأرض و أنا ابتسمت و اقربت أنهي ما كانت تفعله ، غليت المعكرونة ثم طهوت قطعتي اللحم و راقبت الصلصة
جهزت الطاولة و أحضرت صحنين كبيرين ، وضعت المعكرونة بهما ثم أضفت لها الصلصلة و وضعت شريحتي اللحم ثم تقدمت لأضعهما على الطاولة ، وضعت كفي على خصري و ابتسمت برضى ثم التفت و حدقت نحو خزانة موضوعة بركن المطبخ و تقدمت منها ، فتحتها و أخرجت قنينة نبيذ و تقدمت لأفتحها و سكبت بكأسي الذي كنت أضعه في مكاني على رأس الطاولة
و عندما اقتربت من كأسها توقفت عندما تذكرت و عدت أدراجي ، أقفلت القنينة و وضعتها على الطاولة ثم فتحت الثلاجة و بحثت عن عصير ..... ولا يوجد سوى الماء فأخرجت الماء و سكبت لها بكأسها
جلست في مكاني و ارتشفت من كأسي قليلا و لحظتها سمعت خطاوتها الهادئة و عندما التفت لها كانت ترتدي ثياب نوم بلون أزرق باهت ، متكونة من سروال و بنهايته عند قدميها هناك دنتيل أبيض و قميص بدون أكمام و كذلك سترة فوقه ، شعرها لا يزال ندي بينما يمتد على طول ظهرها
ارتسمت ابتسامة على جانب شفتي و هي تقدمت أكثر لتجلس و تحدثت بنوع من الخجل
" أنت لن تنزعج اذا بقيت بهذه الثياب أليس كذلك ؟ "
" أبدا كوني على راحتك فأنت أتيت من أجل أن ترتاحي "
ابتسمت ثم أخذت شوكتها و لفت بعض المعكرونة عليها لتبدأ بالأكل و أنا كذلك ، مرت مدة عندها تحدثت
" لما بكأسي يوجد ماء و بكأسك يوجد نبيذ ؟ "
قالتها و حاولت أخذ قنينة النبيذ و أنا أبعدتها
" لا يمكنك أن تشربي هانول "
" لماذا ؟ "
" هل نسيت الطفل هانول ؟ "
وقفت بغضب في مكانها فجأة و ضربت كفيها بالطاولة لتصرخ
" اللعنة على هذا الوضع "
استقمت أنا كذلك و رمقتها بتلك النظرات المنزعجة
" لا تتصرفي بعدم مسؤولية "
" انا لست حـ .... "
و في تلك للحظة رن جرس المنزل فرفعت كفي في وجهها و تحدثت
" اذهبِ لغرفتك حتى أتأكد من خلف الباب "
غادرت تضرب قديمها مع الأرض بغضب هذه المرة ، الخرقاء سوف أجعلها تندم لاحقا ، تقدمت من الباب و فتحته ليظهر من خلفه ذلك البطريق الاستوائي ، يحمل أكياسا كثيرة و أنا وضعت كفي على الباب و أسندت نفسي لأتحدث بتعالي
" ما الذي جاء بك إلى هنا مرة أخرى ؟ "
رمقني بنظرات منزعجة و تحدث
" اسمع يا هذا ... أنا هنا من أجل تنفيذ مهمتي "
" مهمتك انتهت لذا غادر فقط "
" أنا لست هنا من أجلك بل من أجل هانول "
تركت الباب و تقدمت أكثر نحوه
" اسمع سوف أقولها بصريح العبارة .... هانول فتاتي و تحمل طفلي لذا دعك من كل ما تفعله "
تنهد و نفى ليضع الأكياس على الأرض
" كل ما قيل عنك لم يكن صحيحا ..... أنت مجرد أخرق بارك تشانيول "
و قبل أن أتقدم منه من أجل تلقينه درسا هو أخرج مفاتيح من جيبه و رمى بها لي و أنا بحركة لا ارادية التقطتها بسرعة
" السيارة متوقفة بالخارج ... "
غادر و أنا صرخت عليه
" لا تعد مرة خرى "
غادرت سيارته التي كان يستقلها معه شخص آخر و أنا عدت لأحمل الأكياس و دخلت ، أقفلت الباب بقدمي و تقدمت نحو المطبخ ، وضعت الأكياس على بار المطبخ ثم بحثت فيها عن عصير و أخرجته ، أخذت كأسها و عندما فتحته لأصب لها القليل توقفت و عدت لقراءة مكونات المنتج
" انه ليس طبيعي و فيه الكثير من المواد الصناعية .... .... هانول أخرجي لقد غادر "
ناديت عليها و هي لم تستجب لي ، لذا وضعت كل شيء في مكانه و ذهبت نحو غرفتها و طرقت الباب
" هانول .... " لم تستجب لذا عدت و طرقت الباب أعنف
" هانول افتحي الباب هذا ليس وقت تصرفاتك الطفولية "
حاولت فتحه و لكن هي كانت تقفله من الداخل
" غادر لأنني لن أخرج "
" أنت لم تأكلي كثيرا و الطفل يحتاج لغذاء "
عندها وصلني فقط صراخها من خلف الباب
" أغرب عن وجهي بارك تشانيول "
" هل هذا الكلام و بهذه النبرة موجه لي ؟ "
" أجل لك ... "
" حسنا لي هانول ... "
تركتها و عدت للمطبخ ، جلست و أنهيت طعامي هي الخاسر في النهاية ، حتى صحنها أنا التهمته ثم استقمت بينما أربت على بطني
" جيد أنها رفضت أن تأكل و إلا لما كنت سأملئ بطني هكذا "
ذهبت نحو غرفة المعيشة و ارتميت على الأريكة و أخذت جهاز التحكم و مع الغروب سيكون رائع لو وجدت فلم أكشن يعرض ، شغلت التلفزيون و لكن عدت و فكرت بها .... هي لم تأكل شيء و فوق هذا حامل و متعبة ، اللعنة على قلبي الطيب
تركت جهاز التحكم و استقمت لأذهب نحو المطبخ ، أفرغت الأكياس و وضعت كل شيء في المكان المخصص له ، الطعام الذي يفسد في الثلاجة و الجاف بالخزانة هذا فقط
أخرجت كأسا و ملأته بالحليب ثم أعدت زجاجة الحليب للثلاجة ، أخذت الكأس و ذهبت نحو غرفتها و وقفت أطرق الباب
" هانول افتحي أنا لا أمزح هذه المرة "
" أنا نائمة "
" و كيف سمعتني إن كنت نائمة يا كاذبة "
" لا أريد أن أفتح ... أنا غاضبة منك "
" من أخبرك أنه يمكنك أن تتدللي عليّ ؟ "
" أنا أخبرت نفسي لذا غادر الآن "
تنهدت بقلة حيلة و أشفقت على كل رجل زوجته حامل ان كانت هذه هي طباع جميع النساء الحوامل
" حسنا سوف أغادر لكن سأترك لك كأس حليب خذيه "
لم تجبني و أنا وضعت الكأس هناك ثم غادرت نحو غرفة المعيشة ، تمددت على الأريكة بعد أن أطفأت جميع الأنوار و وجدت فلما يبدو جيدا ، وضعت كفي تحت وجنتي و كنت أتابع باهتمام كبير حتى بدأت عيني تحرقني ، أنا متعب و اشعر بالنعاس
*
هانول :
كلما تقدمنا خطوة يعود و يذكرني بألمي ، و في كل مرة أكون سأخبره عن الحقيقة يأتي شيء و يمنعني ، كنت غاضبة منه فعلا و رفضت أن أفتح له الباب ، لقد كنت أقف خلفه و أضع كفي على المقبض عندما أخبرني أنه سيضع لي كأس الحليب هنا و يغادر
بعد أن شعرت أنه غادر و مر الوقت أنا فتحت الباب بهدوء و حدقت مباشرة نحو الأسفل ، شعرت بعيني تمتلئان بالدموع و جلست القرفصاء أمامه ، حدقت به و دموعي نزلت ...... أنا حقا أتمنى لو كنت حاملا ، لو كنت أحيا حياة بسيطة سعيدة ، أتمنى لو كنت زوجته و أنا حامل بطفله و متشاجرين بطفولية ، و لكن الواقع أقسى من كل هذه الأحلام الوردية .....
أريد أن أكون أما بعد كل هذا و أريد أن أحمل طفلي بين ذراعي حتى و لو كان الأمر لوهلة ، لن أترك المرض اللعين يتغلب علي و لن أستسلم له حتى يشوهني مثل ما فعل مع أمي ، سأعيش مدة قصيرة أحقق فيها كل أمالي ثم أذهب مرتاحة بال و أنا أترك بذهن حبيبي و طفلي صورة مثالية
قربت كفي من الكوب و أخذته و بين دموعي و شهقاتي الخافتة أنا ابتسمت ثم استقمت ، أقفلت الباب و تقدمت لأجلس على طرف السرير ، قربت الكوب مني و شربت منه القليل ثم أبعدته قليلا لتحتل الابتسامة وجهي أكثر و وضعت كفي على بطني ، أشعر بشعور غريب و جميل بنفس الوقت ، تجتاحني مشاعر الأمومة و تسيطر علي بقوة في هذه الأوقات
لا يجب أن أترك سوء التفاهم يؤثر على بداية علاقتنا فأنا لا أدري كم يوجد أمامي من الوقت ثم صحيح أنه يظهر روح رياضية و لكن أن يكون ما بيننا طاهرا نقيا أفضل بكثير ، هو صادق و واضح بتعامله و أنا أحب أسلوبه ، حتى عندما يحاول السيطرة على كل شيء و يكون قيادي أنا أحب وضعي ذلك فهو يجعلني أشعر أنني ضعيفة و هو جاهز لحمايتي ....... و ضعفي بين ذراعيه ليس سوى قوة
وضعت الكوب بعدما عدت و شربت كل الحليب الذي كان فيه ثم استقمت و أنا عازمة على اخباره بكل الحقيقة ، فتحت الباب و تقدمت لأرى طاولة الطعام و المطبخ في حالة مزرية و هذا الوضع لم يذكرني سوى بزميلتي في السكن في باريس لذا تقدمت و تنهدت و أنا أحدق بتلك الفوضى ، إنه فوضوي و غير مسؤول ... رجل مستهتر بامتياز
أخذت المئزر و وضعته لألقي عليه نظرة في غرفة المعيشة المظلمة و كان صوت التلفزيون مرتفع فتنهدت ثم باشرت بتنظيف الفوضى ، رميت بقايا الطعام و التي لم تكن كثيرة ، ثم غسلت الصحون و الأواني الأخرى
انتهيت بعد مدة ليست قصيرة أبدا فهو في الطبخ استخدم كل الأواني ..... ما الذي يفكر به الرجال و هم يقومون بكل هذه الأفعال ؟ حقا مهما حاولت تفهمهم أنا لا يمكنني ذلك ، هم لا يقومون بذلك سوى ليزعجون الطرف الآخر و طرفي الآخر فنان في الازعاج و مبدع في السيطرة
أبعدت المئزر و وضعته على الكرسي بقرب الطاولة ثم تقدمت نحو غرفة المعيشة لأراه يتمدد على الأريكة و صوت التلفزيون لا يزال مرتفع ، تقدمت أكثر و هو كان ينام و على وجهه يظهر التعب لذا أخذت جهاز التحكم و أطفأت التلفزيون
انحنيت لمستواه أجلس القرفصاء و ابتسمت على ملامحه الهادئة و البريئة ، طفل بجسد كبير و لكن عندما ينام فقط ، رفعت كفي و حاولت لمسه بخفة فمررت كفي و أناملي على ملامحي ألمسها بخفة ، رموشه الكثيفة و شفاهه المكتنزة ، كل شيء فيه يجذبني و يعلقني به أكثر فأكثر
هبت نسمة عليلة من خلال الباب الزجاجي المفتوح و هو ضم نفسه أكثر عندها ابتسمت ثم استقدمت لأذهب نحو غرفتي و بحثت عن غطاء و لم أجد سوى غطاء السرير الكبير ، حملته و خرجت أعود نحو غرفة المعيشة
وضعته فوقه ثم دنوت أعدله له وقبل أن أبتعد هو أمسك بكفي و تحدث بدون أن يفتح عينيه
" انتظرت كثيرا أن تقبلي على الأقل وجنتي "
ابتسمت و تحدثت
" أنا لست جريئة كفاية "
حاولت سحب كفي و لكنه تمسك بها أكثر ليفتح عينيه و أبعد الغطاء و تحدث
" نامي بجانبي لي هانول "
" و هل هذا أمر ؟ "
" و يجب تنفيذه و إلا "
" و إلا ماذا ؟ "
" و إلا استخدمت القوة معك "
رضخت بطيب خاطر لطلبه أو أمره أو كيفما يحب تسميته ، تمددت بجانبه و حاولت ألا أكون بكل ذلك القرب ، حاولت ألا أستسلم لأنفاسه و لكنه سحبني و ضمني له عندما أنا وضعت رأسي على ذراعه
وضع الغطاء علينا و حدق مباشرة بعينيّ ، شعرت بالتوتر يزورني و هو تحدث بكل جدية
" هل شربت الحليب ؟ "
" أجل ... "
صمت ثم تنهد و هو لا يزال يحدق بعيني ثم شعرت بتردده قبل أن يتحدث
" ما الذي تنوين فعله بخصوص الجنين ؟ "
إنها فرصتي و سوف أخبره قبل أن يمنعني أي شيء ، ابتسمت و وضعت كفي على وجنته و هو وضع كفه على كفي و شعرت حقا بالأمان ، أنا بحضنه الدافئ و أتمسك بكل مشاعره
" تشانيول أنا لست حامل .. "
أومأ باستسلام ثم فجأة توسعت عينيه و اعتدل في مكانه لأعتدل أنا أيضا و هو مباشرة نظر نحو بطني
" ما الذي قلته ؟ "
" أنا لست حامل ... "
" و لكن كيف ؟ أنت ذهبت للطبيب و خضعت للتحاليل "
" ذلك كان فحصي الدوري الذي أجريه دائما "
استغربت نظراته و أنا حزنت نظراتي و تحدثت بينما أبعدها عنه
" أمي توفيت بسبب صراعها الطويل مع سرطان الرحم و جدتي و خالتي كذلك و أنا بحكم تاريخ عائلتي المرضي أخضع كل فترة للفحص "
نفى و وضع كفه على وجنتي و جعلني أحدق به
" أنا آسف هانول ..... آسف لأنني كنت أحمقا و سطحي في تحليلاتي و اتهمتك "
ابتسمت و نفيت حتى أنفي كذلك دموعي
" ليس عليك الأسف فأنا لم أوضح الأمر "
" أخبريني .... كيف كانت نتائج فحصك و تحاليلك فأنت في تلك الفترة لم تكوني بخير ؟ "
قالها و لمحت الخوف بعينيه ، لو فقط يمكنني اخبارك أنني أموت ببطء و لكن أعلم أنك ستضحي بأمومتي لتحافظ على حياتي و أنا أكبر أحلامي أن أكون أما لطفلك أنت
" أنا بخير و تحاليلي سليمة أما حزني كان بسبب ذكرى وفاة أمي فقط "
" هل أنت متأكدة هانول ؟ "
" أجل متأكدة ... "
ابتسم و قربني إليه و قبل جبيني ثم ضمني إليه بذراع واحدة
" أنت لا تعلمين قدر الحياة الذي منحته لي في هذه اللحظة "
ابتسمت بحزن و تمسكت به
" أنا لم أدخل في أي علاقة من قبل ...... "
ابتعد عني و كفه على وجنتي و حدق مباشرة في عيني ليسألني بصوت عميق و هادئ
" هل حصلت على قبلتك الأولى ؟ "
و أنا نفيت عندها اتسعت ابتسامته و برقت عينيه بشدة و جذبني نحوه ليلفحني بأنفاسه ، أسند جبينه على جبيني و لامس أنفه أنفي و أنا وضعت كفي على صدره فاستشعرت دقات قلبه التي تنافس دقاتي في هذه اللحظة
" أنت سعادتي لي هانول ... في كل لحظة تثبتين لي أنك وحدك من تستحقين أن أُنزلكِ بمكانة نفسي "
و أنا همست له خفوت
" اجعلني أعيش أسعد أيام في حضنك و خبئني بين أيامك "
ابتسم و كفه التي على وجنتي سار بها حتى جعلها خلف رأسي و دفعني أكثر نحوه يلتقم شفتي و يبث فيّ الروح ، قبلني بهدوء و لطف و أنا تمسكت أكثر بقميصه و بادلته حسب ما يمليه علي قلبي و عشقي الكبير له ، تهنا و غصنا بأعماق مشاعرنا فلم يتركني و أنا أبيت أن أسمح له بفعلها
شعرت به يمددني في نفس مكاننا و أنا كفي صعدت بها نحو رقبته و رفعت ذراعي الآخر لأحيط رقبته حتى شعرت بأنني على حافة الاختناق داخل محيط قلبه فابتعد لتخرج أنفاسنا تلهث متتابعة
كان قريبا جدا و أنفاسه القوية على ملامحي كانت تنعشني ، يحدق بعيني بطريقة تأسرني و ترديني قتيلة و شهيدة لحبه و هو عاد ليدنو و يقترب مني ، أغمضت عيني و سلمت له و لكن في تلك اللحظة التي تلامست فيها شفتينا سمعنا طرقا قويا على الباب أفزعنا و جعلنا نبتعد
أسند نفسه على كفيه يعتليني و حدق نحو الباب و أنا كنت لا أزال في مكاني أحدق نحوه
" من الذي يطرق الباب بهذه الطريقة ؟ "
اعتدل و أنا كذلك اعتدلت و عاد الطرق و بقوة أكبر و معه حتى الجرس يدق بطريقة مخيفة ، تمسكت به و أنفاسي لم تنتظم بعد و هو وضع كفه على وجنتي
" لا تخافِ فأنا معك "
أبعد الغطاء و استقام و أنا كذلك و لحقت به عندما سار نحو الباب ، تمسكت بكفه و هو شد على كفي ثم فتح الباب
نهاية الفصل الخامس من
" ذاكرة آزوف "
لا تنسوا التصويت لأنه مهم لنشر الفصل التالي
انتظروني قريبا
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro