الفصل السادس
هلو افري بادي
المهم و الأهم أنه فصل جديد فدعكم من انجليزيتي المريضة
فصل آخر جميل و منعش
*
استمتعوا
تشانيول :
هل تعلمون مدى فرحي و سعادتي عندما أخبرتني أنها ليست حاملا ؟ صحيح أنني في لحظة ما أدركت أنني كنت غبي و هجومي و هي لم توقفني عند حدي و لكن أمام عظمة شعوري و فرحي أنا تجاوزت كل شيء و قبلتها لأثبت لها و لي أنني أول رجل بحياتها و بعدي لن تكون لها حياة
كنا بوسط سطوة عشقنا عندما طرق الباب بطريقة قوية و الجرس كذلك ، ابتعدت عنها ثم استقمت لأذهب نحو الباب و أفتحه و هي تمسكت بكفي ، هي تحتاجني معها في كل دقيقة و ثانية و أنا شددت على كفها حتى أخبرها أنني معها و ذلك الفراغ الذي يؤثر على روحها سأملؤه أنا
فتحت الباب و ظهر من خلفه دو كيونغسو الحقير و هذه المرة أصبحت أكرهه أكثر
" ما الذي تريده ؟ "
قلتها بغضب و هو تجاهلني ليحدق خلفي و رفع كفه ليلوح لها
" مرحبا آنسة هانول كيف حالك الآن ؟ "
" مرحبا سيد دو .. أنا بخير شكرا على اهتمامك "
التفت لها و هي كانت تبتسم له بطريقة استفزتني فعكرت حاجبي بانزعاج و هي حركت شفتيها بماذا و أنا تركت كفها و جعلتها تلتفت و دفعتها نحو الداخل
" عودي لغرفتك الآن و لا تخرجي منها حتى أخبرك "
" تشانيول ... "
قالتها بصوت منزعج و هي تلتفت نحوي و أنا زادت حدّه نظراتي
" لي هانول إلى غرفتك حالا "
انزعجت و رحلت لأسمع فقط صوت الباب يصفق عندها فقط التفت لذلك الذي يقف و يضم ذراعيه لصدره
" ماذا تريد أنت ؟ "
" لما تعاملها بسيطرة و أنت لست سوى حارسها الشخصي ؟ "
" هل أنت غبي لقد أخبرتك أنها فتاتي و فوق هذا تحمل بطفلي "
" و هل تعتقد أنني غبي حتى أصدق كلامك ؟ "
" آخر همي أن تصدق أولا تفعل لذا قل ما الذي جئت من أجله و ارحل "
رفع كيسا أسود أمامي و تحدث
" أحتاج لرفيق شرب ... أنا هنا منذ وقت طويل لوحدي "
رمقته بحدّه ثم ابتعدت عن الباب
" أدخل ... "
دخل و أنا سرت خلفه ، جلس على الأريكة بغرفة المعيشة و ربت على الغطاء ليبتسم و يتحدث بسخرية
" هل قطعت شيئا مهما ؟ "
أخذت الغطاء و أجبته
" اذا كنت تعلم لما تسأل ؟ "
" حتى أغيظك بارك تشانيول "
تجاهلته و أخذت الغطاء لغرفة هانول فهو استفزازي للغاية ، وقفت و طرقت الباب لتفتح بعد مدة و كانت تعبس و تضم ذراعيها لصدرها
" لما هذا العبوس ؟ "
" متى ستتوقف عن سيطرتك ؟ "
ضحكت بسخرية و نفيت
" انها البداية فقط لعلمك يا آنسة مدللة "
سلمتها الغطاء و تحدثت
" نامي ولا تخرجي حسنا ؟ ذلك البغيض جاء ليشرب و بعدها سيرحل "
أخذته و أومأت
" حسنا ... " قالتها لتلتفت و تذهب نحو السرير ، تمددت عليه و وضعت الغطاء عليها و أنا أقفلت الباب ثم عدت لكيونغسو في غرفة المعيشة
كان قد أخرج علب الشراب من الكيس و وضعهم على الطاولة و يتكئ على الأريكة و أنا تقدمت لأجلس بجانبه ، أخذ علبة و ناولني اياها بعد أن فتحها و أنا أخذتها لأرتشف منها القليل ثم رمقته بجانبية و تحدثت
" ما الذي يضايقك دو كيونغسو ؟ "
ابتسم و رفع العلبة لفمه و ارتشف منها القليل ثم أجابني و هو يحدق أمامه
" كل شيء .... "
" هل تريد العودة لكوريا ؟ "
" من المستحيل أن أعود "
" لما ؟ "
" لأنها قبر سعادتي و أيامي "
" ما السبب الذي يدفعك لقول هذا لي ؟ "
نظر نحوي و ابتسم
" لي هانول .... "
عندها ارتفعا حاجبي و وضعت العلبة بقوة على الطاولة و تحدثت بسخط
" ما الذي تهذي بيه ؟ "
ضحك بسخرية بينما ينفي و عاد ليتحدث
" نظراتك لها ، غيرتك عليها و استماتتك في الدفاع عنها فما تم اخباري به أنها فقط أداة للوصول إلى مبتغانا و لكن ما أراه منك لا يمت لهذا بصلة "
اختفى غضبي الناتج عن غيرتي و لكن شعرت بالضغط في تلك اللحظة و ارتشفت من العلبة الخاصة بي بعدما أخذتها من فوق الطاولة أمامي ثم أفرجت عما يضايقني
" أشعر أنني بين المطرقة و السندان "
" لا تستمع لهم .... احمي حبيبتك فحسب فلا شيء يسير بصدق و استقامة "
كلامه دفعني لأنظر نحوه بنظرات متسائلة و جدية في الوقت ذاته لأسأله
" ما الذي تعنيه ؟ "
" نحن كجنود الحرب يتم التضحية بنا على الجبهات بينما نصدق عظمة الثورة و نقدم على الموت بكل بسالة و بعد فوات الأوان ندرك أننا كنا مجرد حمقى ...... حمقى يضحون بأعز ما يملكون من أجل أشخاص حتى لا يعلمون من هم فقط يخدعوننا بكلمة الواجب الوطني "
أدركت حينها أنه أكل ضربة قاسية على قلبه و كلامه ليس من فراغ ، بل متأكد أنه من تجربة مؤلمة
" أين حبيبتك ؟ "
وضع علبته على الطاولة بقربه و رفع كفيه ليغمض عينيه و يضم وجهه و تنهد ليتحدث بخفوت
" كانت هي وطني و بموتها أنا لم يعد لي أرض ولا وطن ..... طردت من الجنة و نعيمها و كل ما حدث كان فعل يدي ، كان جبروتي و تصنعي للقوة و منذ ذلك الحين أنا هاجرت و لم أتمكن من البقاء هناك "
وضعت كفي على كتفه و ربت عليه بخفة
" آسف لما فقدت "
عندها أبعد كفيه و نظر نحوي بجانبية
" أنا أخبرك حتى لا تفقد ما فقدت .... حافظ عليها فحبها ظاهر بكل نظرة تخصك بها و بكل تصرف تكون خاضعة به لك "
" أنا فعلا لن أفقدها .... "
ابتسم ثم استقام ليضع كفيه بجيوب بنطاله
" أتمنى فعلا ألا يعاكسكما القدر كما فعل مع قصتي و جعلها تندثر "
لوح لي و أنا لم أقل شيء ، غادر و سمعت الباب يقفل خلفه ، وضعت علبة الشراب و أغمضت عيني أفكر و أفكر ، أنا عالق بها و بعد نهاية المهمة لا يمكنني أن أفقدها ، هي ستكون وحيدة و أنا سأكون الحضن الوحيد المتاح لها ..... و لكن كيف عندما تثبت خيانتي لها ؟ كيف ستتمكن من اللجوء لحضني بعد أن تفقد بي كل ثقتها ؟
مر بعض الوقت و استقمت من مكاني ، أطفأت جميع الأنوار و ذهبت نحو غرفتها ، فتحت الباب بهدوء و خفة لتظهر من خلفه و هي تنام بهدوء ، ابسمت ثم دخلت لأقفل الباب خلفي ، كانت تضع سترة ثياب نومها على طرف السرير و تنام بينما شعرها من الخلف ينام بكل راحة و ذراعيها يظهران بسبب قميصها الذي بدون أكمام
تقدمت أكثر و أبعدت الغطاء من خلفها و دخلت معها ، اقتربت منها أكثر هي التي كانت توليني ظهرها و وضعت ذراعي حول خصرها و قربتها مني بهدوء و هي من كثرة تعبها لم تستيقظ ، دفنت وجهي بشعرها أستنشق عطره الشدي و أغرق بتفاصيلها أكثر ، انها تدفعني نحو الجنون بكل سلاسة و هدوء و تجعلني أمنح لنفسي حقوقا كبيرة بها عندما لا تعارضني ولا تقاوم تسلطي و تحكمي بها ، تعصف نبضي بحزنها فأنا وقعت له أسيرا ..... فما يعني أن أحب حزنها قبل فرحها ؟ ماذا يعني أنني مستعد لتجاوز كل أخطائها ما تقدم منها و ما تأخر ؟
كل هذا لا يعني سوى أنني أعشقها حد الجنون أنا الذي كنت أعتقد أنني ألجم نفسي عنها ، تُراني كنت أغوص بأعماقها كل تلك الفترة حتى وصلت لذلك الحد الذي لا يمكنني انتشال نفسي منها و بطريقة بشعة أنا أود تملكها
أبعدت خصلاتها بتربيتي عليها ثم قربت شفتي من كتفها و قبلته بهدوء ليخرج منها صوت تنهد و عندما شعرت بها تتحرك بفزع ابتعدت قليلا و تحدثت حتى أبث الأمان في قلبها بواسطة أنفاسي الدافئة
" هذا أنا فلا تخافِ ..... "
شعرت بكفها تضعها على كفي التي تحيط بخصرها و هي تحدثت بصوت خافت و متعب
" هل غادر السيد دو ؟ "
" أجل غادر لذا عودي للنوم "
شابكت أناملنا معا و همست بخفة ما بين أحلامها و واقعها
" أحبك يا أنا ... "
و كم تأسرني عندما تناديني بأناها ، كم تتملكني عندما تعترف مرارا و تكرارا بحبها بدون أن تجعل أي قيود على قلبها و لا على لسانها ، تمنحني ذلك الشعور الذي يخبرني أنني الأهم على الاطلاق
و أنا همست لها عندما شعرت بارتخاء أناملها بين أناملي
" و أنتِ يا أنا ، أموت بهواكِ "
ارتاح قلبي و أغمضت عيني لأحضى بنوم هادئ و آمن و هي بين ذراعي ، كان يسيطر علي الظلام حتى سمعت جرس الباب ، شعرت بها تتحرك في حضني ففتحت عيني و عندما وجدتها تحتمي بصدري و تتمسك بقميصي و أن كل حركة لم تكن حلم و إنما واقع ابتسمت بسعادة و اقتربت أقبل رأسها
خرج منها تنهد خافت و أنا أمسكت بكفها التي تمسك بها قميصي و أبعدتها بهدوء ، استقمت و أعدت عليها الغطاء عندها عدت و سمعت الجرس فخرجت بسرعة لأقفل عليها الباب
سرت بخطوات غاضبة لأفتحه و كما توقعت دو كيونغسو من كان خلفه ، ابتسم و لوح لي
" صباح الخير بارك تشانيول "
وضعت كفي على الباب و استندت عليه و حركت رأسي لأتحدث
" ما الذي تريده من الصباح ؟ "
" كيف تقول هذا لصديقك يا ناكر الجميل ؟ "
عكرت حاجبي بنظرة ساخرة و سألته
" صديقي ؟ منذ متى و أنت صديقي ؟ "
" منذ أمس .... "
" صدقا دو كيونغسو ما الذي تريده ؟ "
" أتيت حتى أتناول معكما الفطور "
" نحن لم نقم بدعوتك "
عندها دفعني ليتقدم نحو الداخل و تحدث
" الأصدقاء لا يحتاجون لدعوة بارك تشانيول "
أقفلت الباب و تبعته هو من توجه مباشرة نحو المطبخ ثم فتح الثلاجة و بدأ باخراج الطعام و أنا وقفت و سألته بنوع من الانزعاج
" ما الذي تفعله ؟ "
" سوف أجهز الفطور و إلا تأخرنا ؟"
" اسمع أنت .... لا تعبث بأعصابي نتأخر عن ماذا ؟ "
توقف و التفت لي ليبتسم
" أنتما لم تأتيا هنا حتى تبقيا في المنزل بالتأكيد و أنا سأتطوع لأكون دليلكما السياحي "
سحبت الكرسي و جلست لأسند ذراعي على الطاولة و تحدثت بينما أنفي
" أنت ميؤوس منك ... "
" بالفعل لذا استسلم و تعالى لتساعدني حتى نجهز الفطور لهانول "
استقمت و اقتربت ثم أخذت منه علبة الحليب لأجيبه بتحدي
" اسمها الآنسة لي هانول هل تفهم ؟ "
" حسنا بارك غيور .... "
*
هانول :
تحركت في مكاني و فتحت عيني بثقل لتهاجمني أشعة الشمس القوية فعدت لأغمضها و فتحتها من جديد ، اعتدلت في مكاني و استغربت شعوري ، هل كنت أحلم فحسب ؟
حدقت في المكان بجانبي و الوسادة كان عليها أثر نوم أحدهم فابتسمت و اقتربت لأستنشق عطره العالق بها و تأكدت أنني نمت بين أحضانه و لم يكن حلما كاذبا
ضممتها و تركت نفسي لأتمدد من جديد ، كل ما أريده من الحياة أن تمنحني مزيدا من الوقت حتى أحيا السعادة معه و أمنحه جزء مني ، ذلك الحلم الصغير و الثمين
و رغم بؤسي الذي حاول السيطرة علي و لكنني طردته بعيدا فأنا أخيرا حصلت على سعادتي و حبي ولا أنوي تضييع ما تبقى لي بين الدموع و المشاعر المتضاربة ، سمعت أصوات في الخارج لذا استغربت ثم اعتدلت لأبعد عني الغطاء و استقمت
أخذت سترة ثيابي و ارتديتها لأخرج من الغرفة و أنا أخرج شعري من تحتها و ذهبت نحو غرفة المعيشة و المطبخ و هناك كان يقف كل من تشانيول و السيد دو يطهوان شيئا و يتعاركان ، حسنا قبل أن أسأل عن أي شيء أعلم أن سبب الشجار هو تشانيول لأنه متغطرس و قيادي بطبعه
تقدمت أكثر و وقفت بقرب الطاولة لألقي عليهما التحية
" صباح الخير "
التفتا لي بسرعة و السيد دو ابتسم باتساع أما تشانيول فقد زادت عقدة حاجبيه
" صباح الخير هانول كيف حالك ؟ "
" بخير شكرا لك سيد دو "
" ما الذي تفعلينه هنا ؟ "
هذا كان تشانيول ولا أعتقد أن أحدكم لم يعلم أنه هو بسبب طريقته ، تنهدت و تقدمت أكثر لأجيبه
" استيقظت من النوم و أريد تناول فطوري ... مثلما يفعل جميع الناس "
" لحظات و سيكون كل شيء جاهز .... هيا اجلسي هنا و نحن سننتهي "
تحدث السيد دو بابتسامة لطيفة و أنا استجبت له و كنت سأجلس و قبل أن أفعل تشانيول اقترب مني ليمسك بذراعي و سحبني معه بدون أن يقول شيء و السيد دو صرخ من خلفنا
" كن لطيفا معها أيها الأحمق "
" تشانيول أتركني ما الذي دهاك ؟ "
وصلنا للغرفة فدخلنا و أقفل الباب ليترك ذراعي أخيرا
" مرة أخرى هانول عندما يكون ذلك البطريق الاستوائي في الأرجاء لا تتجولي أمامه بثياب النوم ارتدي ثيابك العادية و جهزي نفسك ثم أخرجي "
" تشانيول أنا أشعر بالراحة في هذه الثياب كما أنها ليست فاضحة و أنا أرتدي سترة معها بالفعل "
" لا يهمني ..... هيا غيري ثيابك و أنا سأنتظرك "
قالها ليتركني و تقدم نحو الباب ، يا له من رجل غيور و مسيطر و لكن قبل أن يخرج أنا ناديت اسمه
" تشانيول .... "
توقف ليلتفت و يحدق نحوي و أنا تحدثت
" لقد ألقيت عليك التحية قبل قليل ... "
و ذلك العبوس و الانزعاج اختفى فجأة و ابتسم ليضع كفه على خصر و نفى و أنا ضممت كفي أتصنع الدلال ، تقدم نحوي و ضمني و أنا تمسكت به
" صباح الخير عزيزتي "
أبعدني عنه و نقر أنفي باصبعه و أنا ابتسمت باتساع
" أخبريني أين تريدين الذهاب ؟ "
شابكت أناملي من خلف ظهره أضمه بذراعي و حركت رأسي أمثل التفكير
" أممممم ... لا أعلم أترك لك الاختيار "
عندها ابتسم و تحدث ببهجة
" اذا سأصرف البطريق الاستوائي و نبقى في المنزل "
نفيت بعبوس و تحدثت
" أريد أن أخرج من المنزل ... حقا لا يهمني المكان و ما يهمني أن تكون معي فقط "
" و مع هذا سوف أصرفه "
" كن لطيفا معه السيد دو يبدو شخصا جيد "
" من جهة أنه جيد فهو فعلا جيد و لكن بما أنك تقولين أنه جيد فأنا أغار بشدة و لن أكون لطيفا معه "
عبست و فككت تشابك أناملي لأضعها على صدره و هو حاوط خصري بكفيه
" أنت رجل صعب المراس جدا "
" انها ميزتي و التي تجعل جميع النساء يبتعدن عني إلا واحدة لم تتقن اللعبة "
وضعت كفي على صدره و ربت فوق قلبه لأتحدث بينما أحاول التحكم في ابتسامتي
" و هل يصادف أن هذه من لا تتقن اللعبة هي أنا ؟ "
" بالتأكيد هي أنت .. "
وضعت رأسي على صدره و أغمضت عيني لأتحدث
" لا أريد اتقان أي لعبة ... لا يهمني لا الكبرياء و لا الغرور كل شيء غير مهم إلا تواجدي بحضنك و تحت حمايتك "
شعرت به يشد أكثر علي بحضنه
" ستكونين يا هانول دائما تحت حمايتي و لن أوفر أي جهد في منحك الأفضل "
هاجمت دموعي عيني و لكنني لن أستسلم لها ، أنا يجب أن أعيش فرحتي و سعادتي بكل قوة ، ابتعدت عن حضنه و هو تركني ليتراجع نحو الخلف ثم غادر و أنا ابتسمت أكثر و أبعدت دموعي
سرت نحو حقيبتي الكبيرة و سحبتها بنوع من الثقل ثم وضعتها على السرير ، فتحتها ثم سرت نحو الخزانة و فتحتها لأعلق ثيابي و أفرغها ، انتهيت من اخراج جميع ملابسي التي كانت فيها فأقفلتها و أبعدتها ثم اقتربت من الحقيبة المتوسطة التي كانت على الأرض و كنت من قبل فتحتها لأخرج ثياب نومي
أخذتها و وضعتها على السرير و عندما فتحتها قابلني الصندوق ، فحملته و سرت نحو طاولة الزينة و وضعته هناك ثم عدت أرتب داخل خزانتي ما تبق من ثيابي
انتهيت بعد مدة و أخرجت ثوبا أزرق مرقط بدوائر بيضاء صغيرة قماشه يتحرك بخفة مع النسمات الرقيقة ، ارتديته و وضعت بعض الزينة و سرحت شعري و أصبحت جاهزة بعد رش لفحة عطر منعشة برائحة الورود الرقيقة
أخرجت حذاءا أبيض بدون كعب و حقيبة صغيرة بيضاء و كلمسة أخيرة قبعة بيضاء ، وقفت أمام المرآة و أنا أحمل الحقيبة و القبعة لأبتسم لنفسي برضى ثم التفت لأخرج ، سرت بينما أحاول السيطرة على ابتسامتي و سعادتي التي سوف تظهر لهم جميعا و بمجرد أن وصلت كانا تشانيول و السيد دو يجلسان و ينتظران
نظفت صوتي و تحدث
" آسفة لأنني تأخرت "
و تشانيول كعادته حاجبيه مقطبين عندما رفع رأسه نحوي و زادت أكثر عندما رآني
" لا تتأسفِ آنسة هانول "
" لقد انتظرنا كثيرا يا آنسة ... "
طبعا تشانيول ليس من النوع الذي يجامل لذا أنا تجاهلت انزعاجه و تقدمت لأجلس بجانبه الأيسر و كنت مقابلة للسيد دو ، امتدت يد السيد دو نحو صحني ليأخذه و يضع لي به الطعام و لكن تشانيول ضرب كفه يبعده و تحدث
" اهتم بنفسك و لا تقترب منها "
رمقه بنظرات غاضبة و الآخر تجاهله ليتمتم
" مخبول ... "
أخذ تشانيول صحني و وضع لي فيه شريحة من اللحم المقدد مع بيض مقلي ثم سكب لي من العصير ثم ابتسم بفخر
" إنه عصير طبيعي عصرته بنفسي "
" حتى أنظري للكارثة التي صنعها بالمطبخ "
قالها السيد دو بينما يشير نحو المطبخ خلفه و أنا ابتسمت و نفيت
" لا أريد أن أنظر لأن أمس كذلك حوّل المطبخ لحضيرة "
كتّف ذراعيه و جعل من نظراته الحادة أكثر حدّه
" كيف تجرئين ؟ "
" و هل أكذب .... لقد أخذ مني وقتا و جهدا كبيرين حتى نظفته ليلة أمس "
" لم يطلب منك أحد تنظيفه لو تركته كنت نظفته "
حسنا هاهو يتصرف بطريقة طفولية و أنا وضعت كفي على كفه أربت عليها ثم جعلت من أناملنا يتشابكان و أمام أنظار السيد دو
" أنا آسفة كنت فقط أمزح معك "
" هل تسخرين مني هانول ؟ "
قالها و سحب كفه بغضب و أنا تنهدت
" رجاءا تشانيول لما تحب صنع المشاكل ؟ "
" لأنه مختل ... "
قالها السيد دو بينما يضع بفمه لقمة و ابتسم بسخرية و الآخر استقام بغضب و تحدث
" تناولي فطورك بسرعة ولا تحدثيه "
" إلى أين ألن تأكل ؟ "
" لقد شبعت من سخريتكما "
قالها و غادر و أنا استقمت حتى ألحق به و لكن السيد دو تحدث
" لا تدليليه كثيرا آنسة هانول "
" و لكنه لم يأكل شيئا ... "
" لقد أكل كثيرا أثناء تحضير الطعام .... هيا اجلسي و كلي أنت فاليوم سيكون طويلا في الخارج "
حدقت نحو الرواق الموجودة فيه الغرف و جلست بقلة حيلة ثم أخذت الشوكة و بدأت آكل ببطء و كل ثانية و أخرى أعود و أحدق نحو الغرف
" أنت ساذجة جدا آنسة هانول "
حدقت نحوه و أصدرت صوت همهمة و تعجب و هو أومأ
" أجل ساذجة و تجعلينه يتحكم بك بسهولة .... أعلم أنك تحبينه و لكن لا تكوني ضعيفة "
ابتسمت لأتنهد و وضعت الشوكة داخل الصحن أحرك الطعام و تحدثت
" أنا لست ضعيفة ولست ساذجة و إنما فقط أمنح لحبيبي ما يريده و ما يحبه "
" ليس على حساب شخصيتك و اندثارها فمع مرور الأيام ستكونين فقط ظلا له لا غير "
رفعت نرظاتي نحوه و ابتسمت بخفوت و حزن
" صدقني نحن لا نعلم كم من الوقت أمامنا .... و حاليا لا يهمني غيره "
وضع شوكته و ضم ذراعيه إليه ليحدق نحوي و تحديدا استهدف عيني الحزينة و الخائفة
" ما الذي تخبئينه آنسة هانول ؟ "
اتسعت ابتسامتي أداري ضعفي و خيبتي و أجبته بتهرب
" أنا لا أخفي شيئا و لكنني فقدت كثيرا و اكتفيت "
حركت شوكتي و عدت لأنهي طعامي أتجاهل نظراته المشككة و مر بعض الوقت عندها سمعت صوت الباب ثم رأيته يطل علي بمظهره الجذاب و الفاتن ، يرتدي بنطال جينز أزرق و قميص أبيض يرفع كميه ليظهر ساعديه القويين و خصلاته تركها على جبينه
ابتسمت و هو بادلني ليقترب و كان يضع هاتفه بجيب بنطاله ، وقف و وضع كفيه على خصره ثم تحدث
" هل أنت جاهزة ؟ "
" كنت فقط أنتظرك "
" اذا هيا تعالي اليّ ... "
استقمت و اقتربت منه بينما هو مد كفه نحوي و أنا أمسكته ليشد عليها و أشعر أنا بالأمان
" و أنت هيا انتهي لنغادر "
قالها باستهجان و هو يوجه نظراته نحو السيد دو الذي وضع الشوكة و مسح ثغره ثم استقام يسير ليخرج بدون أن يقول شيئا ، أخذت أنا حقيبتي و هو حمل قبعتي و خرجنا ، أقفل المنزل جيدا ثم توجهنا نحو السيارة رباعية الدفع و السيد دو نحو سيارته
فتح لي الباب و ساعدني على الصعود ثم وضع لي قبعتي في حضني و أقفل الباب و هو سار نحو جهته و صعد ليقفل الباب و يضع حزام الأمان و أنا كذلك
وضع كفه على المقود و حدق نحوي ليتحدث
" نحتاج للتسوق أولا .... "
انطلقنا و السيد دو كان قبلنا و نحن خلفه بحكم معرفته للمكان ، أخرج تشانيول هاتفه و سلمه لي و أخبرني أن أبحث عن اسم أحد المحلات المشهورة في سيدني
فعلت ثم أخبرته عن موقعه
" إنه يقع في الجزء الجنوبي الشرقي لسيدني "
" حسنا سنستعين بجهاز الملاحة اذا "
قالها و بدأ يعبث به على السيارة ثم أخذ الهاتف و أوصله بجهاز الملاحة و في لحظة ذهبنا في اتجاه معاكس للاتجاه الذي كان يذهب فيه السيد دو ، توسعت عيني و تحدثت
" تشانيول سوف نتوه لقد ابتعدنا كثيرا عن السيد دو "
" أولا اسمه بطريق استوائي فلا تستمرين بقول السيد دو و ثانيا نحن لن نتوه فقط ثقي بي "
ابتسم ابتسامة واثقة و زاد من السرعة و أنا تمسكت بحزام الأمان ، بحياتي لم أرى شخصا مثله ، يحب السيطرة و يعشق التحكم بما حوله ، يكره أن يقاد من طرف آخر و أنا أعشق كونه ذو شخصية قيادية
مرت مدة بعدها وصلنا للمتجر الذي أخبرني أن أبحث عنه ، و فعلا هو وجد الطريق و لم نتوه وسط هذه المدينة الضخمة و الكبيرة ، أبعد حزام الأمان و فتح الباب لينزل و أنا كذلك أبعدت حزام الأمان و عندما فتحت الباب هو تقم ليساعدني على النزول ، أقفل الباب ثم أمسك بقبعتي و بكفه الثانية أمسك بكفي
" تشانيول صحيح أنك قلت سنتسوق أولا و لكن أنا حقا لا أعلم ما الذي سنشتريه فنحن أحضرنا جميع أغراضنا كما أن الثلاجة مليئة بالطعام "
" و هل الناس يتسوقون من أجل الطعام فقط ؟ "
سحبني خلفه و مهما تساءلت لم يجب و كان فقط يبتسم بنوع من الريبة حتى وقفنا أمام محل كتب على لافتته بالانجليزية ما معناه ، عدة القفز ، استغربت و هو سحبني لندخل و استقبلنا أحد العمال و تشانيول تحدث معه باللغة الانجليزية ، صحيح أنها كانت ضعيفة نوعا ما و لكن أسعفته
" لقد اتصلت قبل أن آتي و حجزت موعدا "
" أعطني الاسم رجاء "
" بارك تشانيول و لي هانول "
حدق العامل في جهاز الكومبيوتر أمامه ثم رفع نظره نحونا ليبتسم و يتحدث
" سيدي تفضل معي "
سرنا خلفه و أنا أمسكت بكفه بكلى كفي لأوقفه و تحدثت
" تشانيول ما الذي يجري هنا ؟ "
حدق نحوي بنفس ابتسامته المريبة و أجابني
" سوف تعلمين قريبا "
دخلنا لأحدى الغرف خلف العامل عندها قابلتني صور طائرات في الهواء و صور لأشخاص يقفزون بالمضلات ، عندها نفيت ........ بالتأكيد هو يمزح ، حاولت سحب كفي من كفه و هو تمسك بي
" تشانيول أتركني أنا لن أنفذ الذي تفكر به "
" لحظة هانول لا تكوني جبانة سيكون الأمر ممتع كما أنك ستكونين معي و بحضني "
و مرة أخرى حاولت سحب كفي لأتحدث بغضب
" تشانيول أنا حقا لا أمزح لن أقفز و انتهى الأمر "
" ستقفزين لي هانول و الأمر منتهي قبل أن تنهيه أنت "
" سيد بارك نحتاج أن تملآ هذه الاستمارة و تختارا اذا كنتما ستقفزان في مظلتين منفصلتين أو بمضلة واحدة "
و بملامحي الباكية ترجيته
" تشانيول أرجوك .... "
تجاهلني و تسمك بمعصمي جيدا في ذلك الوقت الذي كنت أنا أعمل جاهدة على تخليص نفسي
" سنقفز في مضلة مشتركة "
أومأ العامل و قدم لنا الاستمارة ليخرج و تشانيول سحبني لنجلس على طاولة وضعت في المكان و أخذ القلم ليبدأ بملء بياناتنا ثم توقف ليحدق بي و تحدث
" وزنك ؟ "
و أنا حركت كتفي برفض عندها تنهد ليستقيم و يضع القلم على الورقة و سحبني نحو الميزان الموضوع هنا
" تشانيول أتركني أنا لا أريد "
" و أنا أريد .... هيا اصعدي "
صعدت مجبرة و هو انحنى ليتأكد من وزني ، استقام ليحدق نحو عيني و ابتسم بسخرية
"48 كلغ ما هذا هل أنت طفلة أم ماذا ؟ "
تجاهلت سخريته و نزلت لأعود و أجلس و هو عاد ليجلس بقربي و أنهى ملأ الاستمارة ليسلمها للعامل الذي عاد و هو يحمل ثيابا خاصة
وضعها لنا ثم أخذ الاستمارة و خرج و تشانيول أخذ ثيابه الخاصة و قرب مني ثيابي عندها ابتسمت بوداعة
" تشانيول أرجوك أنا أخاف من المرتفعات "
" أعلم ... "
" اذا لما تصر على تعذيبي ؟ "
" أنا لا أعذبك لي هانول بل أحاول جعلك تتغلبين على مخاوفك "
حملت الثياب الخاصة و أنا أعبس و دخلت لغرفة تبديل خاصة ، غيرت ثيابي و أنا أتذمر ، لقد أخبرني البطريق أقصد السيد دو أن لا أترك له القيادة معظم الأوقات و أنا كنت غبية و هو من كان محق لأنه حتما في كثير من الأحيان سيخرج عن السيطرة
وضعت ثوبي و حذائي بخزانة خاصة ثم أقفلت و خرجت أرتدي ذلك الزي الذي هو يشبه بذلات الطيارين الحربيين ، وقفت أمامه و ضممت ذراعي لصدري بينما أعبس و هو تقدم نحوي ولن أنكر أنه كان يبدو رجولي لدرجة تجعلني أريد أن أفرج عن ابتسامة عريضة
وضع اصبعه على عقدة حاجبي و تحدث
" هيا أريني ابتسامتك الجميلة "
حدقت بعينيه و حاولت مجابهته و لكنني مجرد أنثى تقع بقاع الهاوية عندما يقف هو أمامي بكل مقومات رجولته و وجدتني أبتسم و هو احتضن وجنتي بكلى كفيه و دنى قليلا ليناسب طولي و حدق بعينيّ
" هكذا دائما أحب أن أراكِ "
عندها أنا وضعت كفيّ على كفيه و تحدثت
" و لكنني خائفة كثيرا "
" و هل يجب أن تخافي و أنت معي ؟ "
نفيت و هو ابتسم
" فقط تمسك بي هانول و أنا سأثبت لك أن الأمر ممتع للغاية "
" لا يوجد أمامي حل سوى أن أتمسك بك "
اقترب يقبل جبيني ثم أمسك كفي و سحبني لنخرج من هناك ، تمسكت أنا بكفه بأقصى قوة أمتلكها لأنه حبل نجاتي ، ليس في هذه اللحظات لأنني أعلم حتى و أنا في السماء أسبح سأكون في أمان و لكن أتحدث عن الأيام القادمة و مهما قصرت مدتها لأنني سأكون راضية عندما أقضي آخر أنفاسي بحضنه
*
تشانيول :
كلما مرّ الوقت كانت تشد على كفي أكثر و أنا أحاول بث فيها معنويات مرتفعة و ثقة كبيرة أنني فقط سأثبت لها أننا واحد و مصيرنا سيكون نفسه و مرتبط
حدقت بها هي التي كانت تجلس بجانبي ثم وضعت لها الخوذة و وضعت خوذتي و هي تنفست بقوة ، وقفنا و اقتربنا من مؤخرة الطائرة و فتح باب كبير ليلفحنا الهواء القوي ، اقتربنا منا أحد المسؤولين عن السلامة و وضع الحبال حولنا يربطنا ببعضنا ثم وضع لي المضلة أحملها كحقيبة ظهر
كان صدري لصدرها و هي تمسكت بي حتى قبل أن نقدم على أي خطوة ، ابتسمت و وضعت لها النظرات الكبيرة الشفافة ثم وضعت الخاصة بي و تقدمنا أكثر
زادت شدة و قوة الهواء ثم شعرت بكف على ظهري و تم دفعنا لتصرخ هي بصوت مرتفع بينما تتمسك بي و بدأنا نسبح في السماء بين الغيوم
حدقت بها هي التي تدفن وجهها بصدري و تتمسك بي بأقصى قوى تمتلكها بينما شعرها الطويل و من تحت الخوذة يسبح في الهواء بحرية تامة و يجلعها تبدو في غاية الروعة
" هانول ..... أنظري نحو الأسفل و استمتعي بالمناظر "
تحدثت بصراخ حتى تسمعني و هي أجابت بنفس النبرة
" لا أريد ...... تشانيول أنا خائفة و أريد أن أنزل فورا "
قالتها لتبدأ جولة بكائها و بنحيب و هذا ما جعلني أضحك بصوت مرتفع جدا
" استمتعي بوقتك يا جبانة "
" تشانيول أنا لا أريد أن أموت .... أرجوك "
" لن يموت أي أحد يا جبانة "
و عندما زاد الوضع سوءا و لم تتوقف و شعرت أن أعصابها ستفلت منها حقا أنا سحبت خيط المظلة ليفتح ، حلقنا لمزيد من الوقت و لكن عندما فتحت المظلة هي على الأقل شعرت ببعض الأمان و لكن لا تزال تتمسك بي
نزلنا ببطء لتكون لحظة وطء قدمينا الأرض قوية نوعا ما فسقطنا لنتدحرج قليلا و في النهاية وجدت نفسي أعتليها بينما هي لا تزال تغمض عينيها و دموعها تملأ وجنتيها ، ابتسمت على لطافة خوفها و دموعها و أبعدت عنها الخوذة و أبعدت خوذتي لتفتح هي عينيها و ترمقني بنظرات لائمة
وضعت كفي على وجنتها و مسحت دموعها بابهامي و شعرها كان يفترش الأرض من تحتنا و تحدثت بسخرية
" لم أعتقد أنك جبانة لهذه الدرجة "
" و أنا لم أعتقد أنك لئيم لهذه الدرجة "
قالتها و عبست بشفتيها عندها ابتسمت و دنوت أكثر نحوها عندما بدأت بفقد السيطرة على نفسي شيئا فشيئا
" هل تريدين أن تحضي بعقاب لي هانول ؟ "
عكرت حاجبيها بعدم فهم و أنا ابتسمت أكثر و اقتربت أكثر بينما أحدق بشفتيها و لم أمنحها الفرصة للاعتراض أو لقول أي شيء عندما قبلتها أستطعم لذة شفتيها العذراء ، كنت هائما بها و قبلتها بشغف و هي بادلتني رغم المرارة التي أشعر أنها تملأ صدرها بدون أن أستطيع معرفة سببها ، فقدت سيطرتي على نفسي و جعلتها تسايرني أكثر نتعمق في تلك القبلة و لم أبتعد عنها الا عندما شعرت بأنفاسها تغيب عني
ابتعدت قليلا بينما أسند نفسي على الأرض بكفي و حدقت بعينيها و هي تحدثت
" هل كل عقاب سيكون هكذا ؟ "
" هذا يعتمد على حجم خطأك "
" اذا هل كان خطئي الآن عظيما "
" أجل و لكن ليس جسيما "
ابتسمت لتتحول ابتسامتها تلك لضحكة رنانة و اختلطت ملامحها الضاحكة مع دموعها و كم أعشق تقلباتها و تخليها عن الحزن بسرعة ، فتحت الحزام الذي يربطنا معا و ابتعدت عنها لأجلس على الأرض بجانبها و هي كانت لا تزال مستلقية بينما تحدق في السماء
حدقت بها و تحدثت
" ما الذي تحدقين به ؟ "
" هل كنا نحلق هناك ؟ "
قالتها و هي ترفع كفها و تشير باصبعها نحو السماء فحدقت أنا كذلك في السماء و اتستعت ابتسامتي عندما تذكرت نحيبها هناك لأعود و أنظر نحوها
" حلقنا و أنت أفزعت الطيور بصوتك المزعج "
أمالت رأسها لتنظر نحوي بانزعاج ثم اعتدلت لتجلس
" هل تقول أنني أزعجتك ؟ "
" قلت أزعجت الطيور "
" لم يكن هناك طيور "
" بل كان هناك فأنت كنت تختبئين في صدري و لم تري شيئا يا جبانة "
" بارك تشانيول كف عن قول جبانة "
" اذا هل أنت شجاعة ... "
ضربت صدري بقبضتها الصغيرة و كشرت
" لئيم ... "
و في تلك اللحظة التي حاوطت خصرها بذراعي و قربتها مني أسند جبينها على جبيني و أبث فيها أنفاسي سمعنا صوتا مزعجا
" كيف تختفي فجأة أيها المستهتر ؟ "
أغمضت عيني و لم أبتعد عنها لأتمتم بشتمه
" البطريق الحقير وصل أخيرا .... كنت متأكد أنه سيظهر من العدم "
نهاية الفصل السادس من
" ذاكرة آزوف "
أحم هل حلقتم في السماء ؟ نزلمتم أم لا تزالون عالقين هناك ؟
انتظروني قريبا
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro