النهاية
لقد كان الكريسماس ممتعًا، سأتحدث عنه لاحقًا، ولكني اليوم في نيويورك وبانتظار حدث ضخم، وهو افتتاح معرض هاري ستايلز وعودته إلى التصوير بعد عودتي من حفل انطلاق ألبوم نايل، وأيضًا تكريمي بلقب أفضل مؤلفة أغانٍ واعدة، أظن أن لدي الكثير من الشاي لسكبه حتى تفتح الأبواب.
عام جديد بنجاحات وأحلام جديدة، صحيح؟ هذا ما حدث معي أنا، ميريت.
في إحدى الليالي الشتوية في منزل نايل بكندا كنت أجلس أمام التلفاز وأحتضن بيديّ كوبًا من الشوكولاتة الساخنة أثناء وأتابع فيلمًا وحدي، دق هاتفي برقم ليس لأحد أصدقائي فتمهلت حين فتحت الهاتف، فقد حصل الكثير من معجبي لنايل على رقم هاتفي وبدأوا في إزعاجي كي أعطيهم رقم نايل، استقبلت المكالمة وتحدثت بحذر.
«مرحبًا؟»
«مرحبًا، هل هذا هاتف ميريت كاتبة أغاني ليتل ميكس ونايل ونيك جوناس؟» سألني صوت أنثوي بهدوء.
«نعم.»
«اتصلت لأخبرك أنك مرشحة لجائزة أفضل كاتبة أغانٍ عن العام الماضي بمهرجاننا الغنائي» قالت السيدة وظننت أنه مقلب وهلةً.
«مهرجان؟» سألت بهدوء.
«مهرجان البندقية الموسيقي» وضحت السيدة بهدوء.
«أتمنى أن تكوني في الموعد الأسبوع المقبل يوم الثلاثاء، جميع المصاريف مغطاة ويشمل ذلك تذكرة الطيران، سأرسل كل البيانات إلى بريدكِ الإلكتروني» قالت السيدة وأغلقت دون أن تقول وداعًا حتى.
نظرت لهاتفي وبدأت بالصراخ المتواصل.
«ماذا بحق اللعنة؟» قال هاري الذي خرج من المطبخ حاملًا معه الفشار.
«هل أنتِ بخير؟» سألني نايل ثم وضع المياه الغازية أمامي على المنضدة.
«لقد رُشِّحت لأفضل كاتبة أغانٍ بمهرجان البندقية!» قلت ثم بدأت بالصراخ واحتضنني الاثنان.
نعم صحيح، نسيت أن أتحدث عن علاقتي بنايل وهاري.
حسنًا، قررنا ألا نفترق، وكوّنّا مجموعة أصدقاء خاصة بنا، ولم يعد هناك أي ضغينة بين نايل وهاري، أنا محظوظة بوجودهم حقًا.
كان نايل يبحث عن فستان، أما هاري فقد بحث عن مصفف شعر وخبير تجميل رائع كي أظهر بأفضل طلة في هذا اليوم.
أعتذر، لم أتحدث عن إطلاق ألبوم نايل.
في حفل إطلاق ألبوم نايل كان هناك الكثير من المعجبين، وحققت أغنياتي مبيعات تقدر بتسعة عشر مليون نسخة خلال أسبوع، ويعتبرني نايل صاحبة الفضل في كسر حاجز المليار مستمع لأغانيه خلال أسبوع ونصف.
كان الحفل مليئًا بالشخصيات الفنية الكبيرة، ولذلك قرر الكثير منهم الوثوق بي لكتابة أغانيهم، وقد كتبت أغنية لزين مالك وكسرت البليون أيضًا خلال فترة زمنية وجيزة، ولهذا سميت في الوسط الفني باسم فتاة البليون؛ لأني أول كاتبة تصل أغانيها لهذا الحد من الاستماع في أقل من شهر.
لنعُد لحفل البندقية، لقد كان أحد أروع الحفلات في حياتي، قدّم الجوائز لوك الذي بات عضوًا في أحد أكبر الفرق الموسيقية، وقد قال اسمي بطريقة حماسية جدًّا وقدمني على أنني صديقته، كما وأخبر الجميع عن موقف الدراجات النارية وكيف كنت شجاعة كفاية لأخوض التجربة معه، فبدأ اسم جديد يسري في شريان الوسط الفني، وهو المدمرة، كناية عن أن الأغاني التي أؤلفها تدمر الأرقام القياسية، وأيضًا أني لا أخاف الصعاب، لم يرني أحد منهم وأنا أبكي لهاري وأتوسل إليه كي أنام بجانبه لأني سمعت أصواتًا غريبة.
أريد أن أقص قصصًا أكثر ولكن الباب على وشك أن يفتح.
بالمناسبة، لقد تبنت بريانكا قصة حياتي فعلًا، وقررت تحويلها لفيلم بوليوودي ببطولتها هي وعمران خان الذي سيلعب دور هاري، رغم أني لست من المعجبين بتمثيله ولكن حسنًا، هو الهندي الوحيد الذي يستطيع أن يجاري وسامة هاري.
انفتحت الأبواب، سأخبركم إلى ما آلت إليه الأمور في من سميثل هاري لاحقًا، الآن علي الذهاب لأكون بجانب هاري نفسه.
-
هل كان هاري يرتدي بدلة؟ لا، هذا ليس هاري، فقد كان يرتدي قميصًا مزركشًا وبنطال جينز عادي، أما المعرض فقد أسدل الظلام على الصور وظلت القاعة منيرةً بشكلٍ بسيط.
بدأ هاري كلمته الافتتاحية:
«مرحبًا بكم جميعًا، أولًا أحب أن أشكركم لتواجدكم في معرضي واقتطاع جزء من يومكم لرؤية ما التقطته عيناي خلال الأشهر الثلاث الماضية، ولذلك سأجعلكم تشهدون لحظات تاريخية، أستأذن حضراتكم حتى أعرض مقطعًا مصورًا صغيرًا قبل أن تروا الصور.»
قال هاري وصفق الجمع ثم وجهوا أنظارهم نحو الشاشة التي نزلت بالتدريج في منتصف المعرض.
بدأ الفيديو يعرض وكان عنوانه مغامرة في مدينة الأساطير.
بدأ المقطع المصور بمشهد قصير لنورا وبيريكس وهما يقبلان بعضهما بنهم، ثم مظهر منزل والدة براد، وأسبوع الكرم، ثم سقوط التاج عن رأس نورا وإنقاذ هاري لها، ثم المطعم الغريب ومتحف أورورا المعلق، ثم مقطع من زفاف ميريت وبراد بطلّة ميريت البهية، والغناء ورقص الوصيفات والوصفاء بتنظيم، والتنيسقات التي سهرت نورا عليها، ومقطع لهاري وهو يحاور نورا دون صوت قُبيل ذهابه من أورورا، ونورا وهي تُلبِسه القلادة ثم ينتهي المقطع دون نهاية محددة.
«حسنًا، ما رأيتموه الآن ليس فيلمًا بل حياة حقيقية حدثت في مدينة الحب والأحلام ، تدعى أورورا، نعم، أورورا الأسطورية هي مدينة حقيقية وليست من وحي الخيال، أنصحكم بزيارتها، ولكن أهلها يحبون الهدوء، لذلك أخذت إذنًا من العمدة الخاص بأورورا كي يزورها كل من زار معرضي فقط خلال هذا الأسبوع، الزيارة مرحب بها، وستكون نورا صديقتي مرشدتكم السياحية.»
قال هاري في أثناء تسليط الضوء على نورا التي وقفت أمام صورة لكن الأضواء فوقها كانت مطفأة إلا أنها قلدت الوضعية نفسها في الصورة، ألقى لها هاري الميكروفون فتحركت والتقطته.
«مرحبًا بالحضور، أنا نورا، وأنا مواطنة أورورية، اليوم سأحدثكم عن الصديقة أولًا، أحد أفضل الأساطير الحقيقية في مدينتنا الأسطورية...»
قالت نورا وهي تنظر لصورة الصديقة التي تقف تحتها، أما الجميع فقد كانوا ينظرون إليها باهتمام في أثناء حديثها عن تاريخ أورورا والصديقة باختصار، وذلك لجذب انتباههم دون إفساد ما يمكن أن يجذب الناس لزيارة أورورا.
في الواقع كانت هذه خطة هاري ووالد ميريت.
أنا تقلدت القص نيابةً عن ميريت في تلك اللحظة، فهي لا تعلم ما حدث، كما أنها مصدومة من إذن عمدة أورورا لهاري وحضوره معرضه أيضًا، في الواقع سبب الصدمة هو أن عمدة أورورا ليس أي شخص سوى والد ميريت!
سنعود لهذا لاحقًا، لنكمل جولتنا في معرض هاري.
«رومانسية خادعة؛ هذا اسم صورتي الثانية»
قال هاري وهو يفرقع أصابعه فطُوِيَ الستار حتى يكشِف عن الصورة الثانية بالمعرض، وكانت صورة بيريكس ونورا يقبلان بعضهما.
«الصورة رائعة، ولكن إن تمعنا في الصورة سنجد أننا لا نعلم هل هما واقعان في الحب، أم أن الجو العام يجبرهما على اغتنام اللحظة؟»
قال هاري في حين كان الجميع يحدق في الصورة بتمعن بعدما قال جملته الأخيرة.
«إلهة الجمال في أورورا» قال هاري ثم أضيئت المصابيح حتى تظهر صورة ميريت في أول يوم رأتها فيها عين هاري.
كانت الأنظار منبهرة بما يرونه من جمال ملامحها رغم أنها كانت دون مساحيق تجميل، وفي تلك اللحظة حمدت ميريت الرب أنها كانت ترتدي نظارة شمسية تحجب نصف وجهها.
«سحر باريس» قال هاري وسُحِب الستار كي يكشف أربع صور أخرى.
صورة ميريت في الشرفة صباحًا، وصورة ميريت في ديزني لاند، وصورة ميريت بالفستان الأسود في موعدهم بالأوبرا، وصورة ميريت وهي تحتضن ميكي ماوس وتتسلق ظهره.
كان الجميع مصدومًا من الصور الحديثة، فقد كان عنوان معرض هاري مدن السحر.
«أحدهم مفتون» قال فروي الذي كان واقفًا بجانب ميريت دون أن تنتبه فتسبب بإفزاعها قليلًا.
«اصمت يا شقي!» قالت ميريت وهي تضرب يده بخفة.
«إسبانيا»
قال هاري ورفع الستار عن سبع صور لميريت في إسبانيا.
كان الحاضرون جميعهم يستطيعون الجزم أن هاري يمكنه أن يسحرك بتصويره وإن استخدم عارضةً واحدة.
«ميريت، هلّا أتيتِ؟» قال هاري وهو ينقل بصره بين الحضور بحثًا عن ميريت.
خلع فروي القبعة التي كانت ميريت ترتديها وسحب نظاراتها الشمسية منها ثم دفعها للأمام بين الحضور قائلًا لها: كوني شجاعة يا فتاة.
اقترب هاري من ميريت ثم سحب يدها وضغط على زر في جهاز التحكم بيده.
ظهرت بعد ذلك صور ميريت يوم زفافها وصورتها في عرس آب.
«قبل أن أبدأ بما أريد قوله ابحثي عن أصدقائنا» قال هاري لميريت التي مررت عينيها بين الحضور ولم تجد أيًا من أصدقائهما.
ضغط هاري على جهاز التحكم فبدأ عرض مقطعٍ مصورٍ آخر جُمِّعت فيه لحظاتهم المرحة معًا، حتى لحظة ركضهم خلف ميكي ماوس، ثم أُشعِلت مصابيح عديدة في الآن نفسه وفي مختلف الجهات، وتحت تلك الأضواء وقف أصدقاؤها وهم يحملون كلمة أحبك، كل بلغةٍ مختلفة.
«حسنًا، في الواقع هناك مقطع مصورٌ آخر...»
قال هاري ذلك وهو يشغل المقطع الآخر، والذي كان عبارة عن أصدقائهم جميعًا وهم يخبرونها كلمة واحدة بطريقة متسلسلة ورائعة.
«هاري يحبك.»
«ميريت، منذ اليوم الذي رأيتك في كنت قد سُحِرت، فعلت أشياء ليست من شيمي، حتى أنني غامرت بحياتي دون أن أعرف السبب، لقد استغرقني الأمر وقتًا حتى تأكدت أنك المقدرة لي، اليوم هو اليوم التسعون وقد وفيت بوعدي، وإن لم تقبلي عرضي سأظل فخورًا بأننا أصدقاء، هل تقبلين ألا نفترق أبدًا؟»
قال هاري بعدما ركع على ركبته وأخرج علبةً حمراء من جيبه، فتح العلبة وقد استقر فيها خاتم مصمم خصيصًا لميريت.
«وهل يعيش القط دون الفأر؟»
قالت ميريت وهي تحتضن هاري بقوة بعدما أومأت بأنها تقبل عرض هاري.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro