الفصل السادس
لقد كان حفل زفافٍ أسطوريًا؛ أُقيم في قصر عائلة براد، وقد كانت الديكورات توحي أن خلفها مصممُ أفراح عالمي، فتداخل اللون الأزرق الفاتح والزهري الفاتح كان متناسقًا بطريقة جنونية، وفروع أضواء النيون المتشابكة مع الأزهار الموزعة بالألوان السابقة، إضافة إلى الزهور البيضاء، تعطيك إحساسًا بالنعيم! كأنك تحضر حفل زفاف ملائكة.
أطلّت ميريت تُكمّل المنظر الأسطوري، شعرها الأشقر مصفف وملتف حول التاج، فستانها الأبيض عديم الأكمام ملتف حول جسدها كأنه رسم عليها بريشة فنان موهوب، فخرج هذا الفن. يفترش الفستان الأرض في نهايته، جاعلًا منها تظهر كوردة متفتحة. كانت تنزل درجات السلم بهدوء، يدها اليمنى ملتفة حول ذراع أبيها الأيسر.
وصيفات العروس تنزلن خلفها بفساتين زهرية قصيرة حتى فوق منتصف أقدامهن، صففن شعورهن تصفيفًا عاديًا، يجعله منسدلًا على أكتافهن، كانت نورا من بينهن، تضع مشبك شعر فضي يضيف شكلًا لطيفًا إلى طلتِها النهائية.
العريس ووصفائه الشرفيين ينتظرون العروس ووصيفاتها في نهاية الدرج، بملابس سوداء، وقمصان بيضاء، وربطات عنق زهرية اللون، تتماشى مع فساتين الوصيفات.
أما براد، فكان يرتدي دبوسًا لامعًا، يتماشى مع فصوص عقد ميريت وكان هذا لطيفًا نوعًا ما.
في حركة مبتذلة، سلم والد ميريت يدها إلى براد، وبدآ بالمشي بروية إلى الكاتدرائية التي سيعقد فيها القِران، والتي تبعد مبنيين عن قصر عائلة براد.
بدأ القس المزيف بالتظاهر مع بداية مراسم القِران، بينما اتبع براد وميريت خطاه، حتى انتهت المراسم، والآن يظن الحضور أنها مراسم الرباط المقدس.
بعد العودة إلى قصر عائلة براد بدأت المراسم الاحتفالية، وكان الجميع يستمع بوقته.
لقد تم تصميم رقصة خاصة بالزوجين والوصيفات ووصفاء الشرف، الذين أكون واحدًا منهم.
رقص كلُّ وصيف مع وصيفة، وتبادلا الحركات والثقة التامة أيضًا، وبالطبع، فإن شريكتي في الرقص هي نورا، على الرغم من أن بيريكس هو أحد وصفاء الشرف.
«كيف يمكنك إدارة تصوير الاحتفال بينما تحتفل؟» سألتني نورا بفضول، بينما كنا نتبادل أماكننا في الرقص.
«هذا ما يجعلني مميزًا عزيزتي، صدقيني الفيديو الخاص بهذا العرس سيكون أسطوريًا» أجبت وأنا أمسك بيديها سريعًا، ثم أدرتها لنتبادل الأماكن مرة أخرى.
«هاري ستايلز، أنا واقعة في حبك» صرّحت نورا بصوت مزيف، مليء بالحب.
«مضحكة، ولكن يجب أن تضعي تركيزًا أكبر في تحركاتك، الآن لا تدعينا نفسد لهم الرقصة» رددت بابتسامة على ثغري بينما بدأنا برقص السالسا.
-
اِنتهى الحفل، ميريت وبراد كانا يودعان الجميع، وودّعت الجميع معهم، بينما يدي تعانق تلك الصهباء، التّي قدمتها قبلًا على أنها حبيبتي.
ذهبت سيارة عصافير الحب أولًا، وكانت هناك سيارة تشبهها، ستأتي حتى تقلني أنا واللعينة إلى المطار.
«هاري، سأشتاقك» أتى هذا الصوت من خلفي وحين اِلتفتت وجدت نورا تركض باتجاهي وتحتضنني.
«وأنا أيضًا فنانتنا الشقية، لقد صُدمت حين علمت أنك من زين القصر للزفاف، أنت موهوبة يا فتاة!» أخبرتها وأنا أبادلها العناق.
«هاري هل نستطيع التحدث على اِنفراد؟» ردّت بينما تنظر إلى الصهباء.
«بالتأكيد» أجبتها وأمسكت هي بيدي، وأخذتني إلى الجانب الآخر من القصر.
«في ديسمبر 2015، قلت في مقابلة تلفزيونية أن نصيحتك لمعجبيك هي أن يعيشوا حياتهم بتفاصيلها، تحت إدارتهم التامة، وأن لا يسمحوا لأحد أن يفرض عليهم ما لا يروقهم؛ لأنهم يعيشون مرة واحدة، صحيح؟» سألتني، كنت منبهرًا بذاكرتها، أعني أكاد أنسى ما حدث الليلة، وهي تتذكر تاريخ مقابلة تلفزيونية لي!
«نعم، إن من حقوقنا المشروعة أن نختار ما نريد ولا نرضخ لما فرض علينا؛ فإذا ما رضخنا، فلن نقدر على اعتبار أنفسنا أفرادًا مستقلين، ولن يُحالفنا النّجاح» أجبتها باختصار حتى أوضح وجهة نظري.
«قررت منذ اليوم أن أكون شخصًا مستقلًا؛ أنا وبيريكس لم نحب بعضنا يومًا، كان كلانا مفروضًا على الآخر» قالت نورا.
«اليوم أخبرته أني أتركه للأفضل، لقد قررت أن أبدأ عملي الخاص في مجال تخطيط حفلات الزفاف» أكملت ثم صمتت وأخذت نفسًا عميقًا.
«واليوم، أعلم أنه آخر يوم يمكنني أن أراك فيه لذلك...» وضعت يدها اليسرى على يدي اليمنى واِقتربت.
«سأودعك بطريقتي الخاصة» رفعت شعرها المنسدل وخلعت عقدًا فضيًّا ترتديه، دلايته زمردية.
«اِسمح لي» قالت ووضعتها على رقبتي.
«هل تعدني أن لا تفقده أو تخلعه أبدًا؟» سألتني بعينين مترجيتين.
«أعدك.»
«أيًا يكن ما سيحدث؟»
«أيًا يكن ما سيحدث.»
«هاري إدوارد ستايلز أنا واقعة في حُبك، منذ اللحظة التّي رأيت أول لقاء تلفزيوني لك، لم أكترث إن لم تكن تعرفني، والآن لا أكترث إن لم تكن تبادلني المشاعر، أنا فقط أقولها لأني أريد قولها، لا لأني أريد أن أسمع شيئًا معينًا» نظرت إلى عينيّ ثم اِحتضنتني طويلًا.
«كانت تلك القلادة كل ما تبقى من والدتي، من فضلك، أعطها لمن تظن أنك واقع في حبِّها حقًا، ولا تنسني» اِقتطعت العناق بعد ذلك، ثم نظرت إلي.
«هيا ستتأخر عن طائرتك» قالت وهي تنهض، وتمد لي يدها لأنهض.
قًمنا بالسير أمام القصر إلى أن وصلنا إلى المكان الذّي كنت أقف فيه بجانب الصهباء، فوجدت السيارة جاهزةً بالفعل والصهباء استقلتها.
«نورا دايفس، اِعلمي أنك صديقة رائعة، وربما يجمعنا القدر مرة أخرى وأقع في حبّكِ» قلت ذلك بصدق، وربّتت على يديها ولوحت لها؟ ثم صعدت إلى الطائرة.
-
«صهباؤك معك، اِذهب بها إلى المكان الذي كنت ستذهب مع ميريت إليه، واِقضيا وقتًا ممتعًا» صرحت لبراد حينما وصلت إلى المطار، ووجدته هو وميريت في انتظارنا كما خططنا.
«أنت أفضل الأصدقاء» أخذني براد في عناق سريع ثم أمسك بيد الصهباء، واِنطلقا لأن الطائرة كانت على وشك الإقلاع.
وأنت وغد!
«هل أنت جاهزة للتغيير؟» نظرت لميريت الحائرة من أمرها.
«إلى أين سنذهب؟»
«مدينة الأحلام.»
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro