Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الثامن عشر.

كان هاري مرتبكًا قليلًا، لم يستطِع تفسير ما يحدث، ولم يعلم ما الذي شعر به عندما سمع ذلك الكلام، فبينه وبين ميريت اتفاق ينص على أن يساعدها، ولم يكن من شروط الاتفاق أن تفتح قلبها له بهذه الطريقة، اعتقد أنه ضغط عليها بشكل ما فأجبرها على أن تخبره أكثر، شعر بالندم من تلك الحركة المفاجئة التي قامت بها ميريت، وكأن جسدها يرفض الاقتراب منه إنشًا واحدًا هذه الليلة، ولكن إن كان هذا صحيحًا فهي ليست المرة الأولى التي يلمسها فيها.


لعلها تعاني من حساسية تجاه اللمس بسبب ذكرياتها، ورغم أنه لم يجد تفسيرًا لشعوره إلا أنه ظن أن عليها أن تتخطى الأمر بأي شيء آخر.


لم يفكر في أي شيء سوى في جعلها تشعر بتحسن، نطق بنبرة لطيفة: «ميريت، تمني أمنية وسأحققها لك».


سألته بحماس: «أي أُمنية؟» وكأنها كانت في انتظار تلك اللحظة منذ زمن.


«أي أمنية»

بابتسامةٍ هادئة أكد المعلومة.


اقتربت ميريت منه بهدوء ثم مدت رأسها بعدما داست على أطراف أصابعها، تقابلت عيونهما وهلةً ثم اقتربت أكثر مما جعل هاري يغلق عينيه، همست قرب أذنه: «أن نعود للاستوديو الآن».


فتح هاري عينيه وفيهما شيء من الاستغراب، أومأ ثم قدم لها يده بحذر، فما حدث لكبريائه الليلة كان أكثر من كافٍ، تأبطت يده ومشت بانسجام بجانبه طوال الطريق.


تأكد أنه لن يستطيع فهمها إن لم ترد هي أن تعطيه خيوط الفهم.


في طريقهم إلى الاستوديو جلب هاري المياه الغازية، والكثير من المأكولات السريعة.


«أتعلمين؟ حين لا أكون في أفضل حال أبتاع الكثير من المياه الغازية والأطعمة السريعة، ثم أنفصل عن العالم مدة أربعٍ وعشرين ساعة وأتابع مسلسلي التلفزيوني المفضل»

أفصح هاري عن سره الصغير ذاك وهو يدعو ميريت لمشاركته بخفاء.


ردت ميريت بابتسامة متحمسة: «لنفعل هذا! دعنا نشاهد مسلسلك المفضل».


«مساء الخير عصافير الحب» 

كان هذا ريكاردو، حارس المبنى الذي فيه استوديو هاري.


«مساء الخير ريكاردو، ولسنا عصافير حب» أجابه هاري بالجزء الأول بابتسامة، والجزء الثاني بلا مشاعر.


«المصعد معطل» أدلى ريكاردو بما لديه بهدوء في حين رماه هاري بنظرة مفادها «ماذا بحق الجحيم؟»، الاستوديو في الطابق الثالث عشر.


«أين المولد؟» سأل هاري عن مولد الكهرباء الذي يعمل في تلك المواقف فأخبره ريكاردو أنه معطل أيضًا، وبدهيًّا فإن السلم الكهربائي سيكون معطلًا أيضًا، أخيرًا صعد هاري على الدرج العادي باستسلام وميريت خلفه بهدوء.


«أتعلم هاري؟ لطالما تمنيت أن يتعطل المصعد الكهربائي وأنا فيه مع من أحب» أخبرته ميريت بهدوء بعدما توقفا كي يستريحا في الطابق الخامس.

«الأفلام الأمريكية سيئة لصحتك» 

رد هاري عليها بسخرية غير فكاهية وهمّ بإكمال طريقه.


في الطابق السادس التوت قدم ميريت فسقطت، حدثت هاري: «هاري، أظن أن كاحلي قد كسر»، التفت إليها هاري بعدما سمع صوت سقوطها.


في صمت وغموض أشار لها أن تتعكز على كتفه، تمكنا من صعوب طابقين فقط بهذا الشكل حتى أعلن أنين ميريت أنها لن تستطيع القفز أو التعكز بقدم واحدة أكثر من هذا.


وكان هاري على استعداد تام لحملها ولكنه تساءل إن كانت ستتقبل لمسه أم أنها ستنفر منه مرة أخرى، ضربة على الرأس كانت أكثر من كافية له تلك الليلة.


لم يعلم صدقًا ما الذي يفعله حتى باغتته فكرة ترضي كبريائه وغرابة ميريت في هذا اليوم.


«ميريت، سأجلس أرضًا فتتشبثين بكتفي، حسنًا؟» أخبرها بالخطة فأومأت موافقة.


انحنى هاري أرضًا على بعد مسافةٍ بسيطةٍ من ميريت حتى يمنحها مساحة للتسلق على ظهره دون أن يلمسها، ثم وقف تدريجيًّا ممسكًا بطرف قميصه الذي ترتديه ميريت، أما هي فقد لفت يديها حول عنقه.


كانت المرة الأولى التي يلاحظ فيها هاري تورم كاحل ميريت أثناء صعودهما الدرج.

كان الصعود صعبًا بوجود جسد ميريت الذي يزن خمسًا وخمسين كيلو جرامًا فوق كتفه، ولهذا فقد كان هاري يصعد بثقل ويقف كثيرًا للاستراحة، وقد لاحظت ميريت هذا فأخبرته بإرادتها أنها ستكمل بمفردها بعدما عبرا طابقين بذلك الحال، احترم رغبتها وأنزلها.


بدأت ميريت القفز كالكنغر مرة أخرى، لكن فجأة انزلقت قدمها الأخرى وكادت أن تسقط.

هم هاري بمد يده وراء ظهرها حتى يمسكها دون لحظة تأخير، لم يهتم لكرامته التي قد تمحيها ميريت من على وجه الأرض ولا رد فعلها الجنوني الذي سينتج الآن. 

تمسكت ميريت بعنقه مرة أخرى وابتسمت.

قالت ميريت بعذوبة: «هل أعتبر هذا تعويضًا عن مشهد المصعد الذي سخرت منه؟».


ابتسم هاري دون أن ينفي أو يؤكد كلامها، لكنه رسم ابتسامة متلاعبة كعادته.


وصل هاري إلى طابق الاستديو أخيرًا فوجد الباب مفتوحًا، كانت أشياؤه مبعثرة في كل مكان مع رسالة فيها «فشلت المهمة».


أنزل هاري ميريت المرعوبة على الأريكة ثم قلب الرسالة ووجد أنها موقعة بحرفين ذهبيين محفورين «ف.ج».


ولسبب غير مفهوم باغتته نوبة هيستيرية من الضحك، قال بصوت عالٍ: «اخرج أيها اللعين!».

بضحكة تشبه ضحكة دنفر في مسلسل (ماني هيست) خرج فتى متوسط الطول، ذو عينين زرقاوين وشعر بني لامع مبعثر، لكنه لم يخفِ ملامح وجهه الوسيم.


اتضح لميريت لاحقًا أنه فروي، صديق هاري منذ بداية ولعه بالسفر، وقد كان يعرف منازل هاري ومفاتيحها جميعها، كما أنه ولوع بالسفر مثل هاري.


ورغم حركات فروي الصبيانية إلا أنه شخص يمكن وصفه بالرجل النبيل، كما يقول الإنجليز، فبعدما احتضن هاري انحنى لميريت نصف انحناءة احترام وتحية دون أن ينظر للجزء السفلي من جسدها، كما أنه لم يسأل هاري أي أسئلة إيحائية.


قدم هاري فروي لميريت ووضح لها أنه صديقه القديم منذ بداية مغامراته، وقدم ميريت لفروي على أنها صديقة لا أكثر، ومنضمة جديدة لناديهم المخصص للولوعين بالسفر مثلهم، ابتسم فروي لميريت فنهض هاري حتى يجلب ثلجًا من أجل قدمها الملتهبة تاركًا إياها مع فروي.


سألها فروي دون مقدمات: «إذًا، ما شغفك؟».


أجابته ميريت بصراحة: 

-أنت غريب، أتعلم؟ شغفي هو ما اكتشفته مؤخرًا، كتابة الأغاني عن ما أشعر به وما يدور حولي.

-والسفر؟

-نعم، هذا أيضًا شغفي.

-لمَ هو شغفك؟

-لا شيء، قد يعلمك عن العالم أكثر، وفي السفر لديك فرصة التعرف على الثقافات الأخرى وكيف يفكر الناس وكيف يعيشون حياتهم في جميع الأحوال النفسية.

كانت إجابتها الأخيرة صادقة جدًّا، وكان هاري قد أحضر الثلج.

أخبر فروي هاري بانبهار واضح: «صديقتك عميقة، أنا معجب بطريقة تفكيرها».

فقطب هاري حاجبيه، لكنه لم يلبث دقيقةً واستعاد ملامحه الطبيعية وأردف: «ميريت رائعة أحيانًا».


سقطت هذه الكلمات على رأس ميريت كالسيوف، ما الذي يعنيه بكلمة (أحيانًا)؟ أليست رائعة دائمًا؟ أم أنها لا تضاهي فتياته!


وضع هاري الثلج على قدم ميريت ولم يسعها التأوه حتى، لم ترد أن تفسد ما تبقى من روعتها في نظره فظلت صامدة.

 بينما كان هاري يدلك قدم ميريت باستخدام واحد من المواد الطبية المسكنة تحدث: «بالمناسبة، لقد دعوت نايل إلى العشاء، وبما أن فروي هنا فسيشاركنا العشاء أيضًا، والأخبار الرائعة التي لدينا لك»، ثم وضع مرهمًا وغطاه بأحد أنواع الشاش الطبي.


 هاري ستايلز لست الوحيد الذي تجيد لعبة البرود.

«لقد اشتقته أصلًا، ثم هل أنت متأكد مما تفعله بقدمي؟».


«لن تشتاقيه بعد الآن، ونعم أنا واثق» 

أجاب هاري بابتسامته المعهودة فتكلم فروي: 

«لقد درس هاري الإسعافات أولية، والتحق ببعض الدروس الطبية المقدمة من هارفارد».


ما مدى روعتك يا هذا؟ وكيف ستضاهيها ميريت؟ قد أنهكها التفكير وفتكت بها المقارنات، هي تبدو كفتاة الكهف بالنسبة إليك؛ أنت الذي درست في الجامعات الدولية وجبت العالم وحققت نجاحًا باهرًا، وهي فقط درست في إحدى الجامعات المحلية في سياتل.


ذهب هاري إلى المطبخ مرة أخرى حتى يعد الطعام كسيدة خمسينية خبيرة في أصناف الطعام، كان يستنشق التوابل ويضع منها ما يناسب في حين يجهز الصلصة على الموقد ويقلبها، بدا وكأنه مثل لينجويني في فيلم الفأر الطباخ حين تكون الطلبات كثيرة، أما ميريت فقد كانت تشاهده وتقهقه داخل رأسها رغم مظهرها الثابت.


سألها فروي حتى يوقظها من شرودها: «ما جنسيتك ميريت؟ فلكنتك ليست أمريكية».


أجابت ميريت: «يمكنك القول كندية»، حيث فضلت اختصار وصف أورورا، فلكنة سكانها كلكنة الكنديين.


أفضى فروي بما كان يفكر فيه: «ظننتك أسترالية».


أجابته ميريت بابتسامة بسيطة:

-يمكنك اعتباري أسترالية إذًا.

-أنت دبلوماسية كهازا.

 -من هازا؟

-لقب هاري المستعار.

-هذا شيء جيد أظن؟

-نعم، سيفيدك حياتيًّا.

-أتمنى...


-

تلقت ميريت رسالة من بريانكا أخبرتها فيها أن نيك قد أعجب بالأغنية، ولكن فرقة فتيات مشهورة قد أصرت على شراء الأغنية من الكاتبة، ولم يمانع نيك ذلك، حيث أن الكاتبة نفسها صديقته أيضًا، وهذه ليست الأغنية الوحيدة التي ستكتبها عظيمته.


صرخت ميريت عاليًا عقب استلامها الرسالة.


«ما الذي يحدث؟» 

استفسر كلٌ من فروي وهاري من المطبخ، فقد كان فروي يشرب وكان هاري يضع المعكرونة فوق الصلصة فأسقط بعض الحبات منها على قدمه.

قالت ميريت بين أنفاسها المتحمسة: «نيك أعجب بأغنيتي وستغنيها فرقة فتيات مشهورة، وسيحتاج إلي في أغنية مستقبلية!».


ظهرت البلاهة على وجهي هاري وفروي حيث أنهما لم يفهما ما حدث.


استرسلت بهدوء بعدما التقطت أنفاسها: «لقد تحدثت مع بريانكا، وكنت قد كتبت أغنية فطلبت منها أن تعرضها على نيك جوناس وقد أعجب بها، ولكن فرقة فتيات تدعى ليتل ميكس قد أصروا على شرائها، ولم يمانع نيك لأنه ينتظر أغنية أخرى مني».


صرخ فروي منبهرًا: «اللعنة الملعونة! نحن نتحدث عن نيك جوناس وبريانكا شوبرا وليتل ميكس هنا؟»

فأومأت ميريت بهدوء.


سألها: 

-أولى أغنياتك؟

-نعم.

-واللعنة الملعونة أنا فخور بك يا فتاة! 

ثم ركض فروي نحو ميريت واحتضنها وصرخا معًا.


وصل نايل في تلك اللحظة المجنونة فاستفسر عن ما يحدث، فأخبره هاري بما حصل معه.


همس هاري لنفسه: «أنا محاط بالمختلين»

ثم عاد لتقطيع الدجاج وتجهيزه للقلي، بعدئذٍ بدأ في تنسيق الأطباق بطريقة فريدة ووضعها على منضدة الطعام في المطبخ.


«العشاء جاهز، وسنحتفل بالأطعمة السريعة والمشروبات الغازية عقب العشاء»

أعلن هاري وصرخ نايل حين رأى الدجاج المقلي.


-

بعدما أنهوا طعامهم اتجهوا إلى سطح المبنى لمراقبة النجوم واحتساء المياه الغازية. 

«إذًا ما الذي تريدون قوله؟» تحدثت ميريت موجهة نظرها نحو ذلك الثلاثي. 


قال هاري: «سيكون اليوم آخر يوم لنا في أسبانيا».


ثم تحدث نايل: «ولكن لدي خبر آخر»

كانت كل الأعين عليه، ترى ما الذي سيقوله نايل؟

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro