الفصل الثامن
-ميريت
لقد كان البارحة يومًا ساحرًا، بدأناه في (ديزني لاند)، شاركني هاري جميع الألعاب رغم أن نورا أخبرتني بخوفه من المرتفعات، وهذا كان رائعًا، كنت ألاحظ قلبه ينبض بسرعة شديدة خوفًا، لكنه لم يكترث وأمسك بيدي لأطمئن، ويا لطيبة قلبه وصبره حين كان يلتقط الصور لي مع شخصيات ديزني ولا تعجبني فأعيدها حتى أجد منها ما يرتضيني!
ألطف ما حدث هو تركيزه في تفاصيلي الصغيرة عندما ذهبنا إلى متحف مصاصي الدماء؛ أنا أعشق الماورائيات. ثم في الشانزليزيه كانت كل العطور رائعة جدًّا، ابتعت لي ما أعجبني وقررت أن أجلب له ما يليق به، وقد ناسبه ما اخترت. بعدئذ في المطعم، البيتزا ثم الفستان الرائع الذي أهداني إياه ومستحضرات التجميل بألوانها الكلاسيكية التي جعلتني كالبدر.
أيضًا تودده إلي في الأوبرا ومغازلاته الرائعة التي جعلتني أعيد الثقة بنفسي وبجمالي - خصوصًا بعد ما حدث مع براد- ، ما رأيته في اللوفر لم يكن سوى آيات جمال لشخص ملحد، لا أقدس هذا النوع من الجمال ولكن أقدر أن هاري حاول أن يجعلني أرى باريس الحقيقية.
أفضل ما حدث في تلك الليلة كان رقصنا أسفل برج إيفيل.
في المساء، حين عدنا لغرفتنا سألني إن كنت قد استمتعت، أجبته بعناق ثم طبعت قبلة على جبينه وأومأت، أنا حقًّا ممتنة لثقتي به ولخطته لإنقاذي من الجحيم!
سألني إن كنت أشعر بالجوع، أخبرته: «نعم، ولكن لا أتناول الطعام مساءً حتى لا يزيد وزني».
ضحك وسألني: «ما أكثر طعام يمكن أن تأكليه دون التفكير في وزنك؟»، أجبته أني أعشق البرجر الأمريكي، ابتسم وراح يرفع حقيبة كانت بجانب الفراش وقال: «لقد خمنت» وأعطاني إياها.
كانت شطيرة برجر أمريكي وبطاطا فرنسية وعلبة من المشروب الغازي المفضل لي، هل هذا ملاك أم ماذا؟
بدأت آكل بنهم وكان يتابعني باهتمام وابتسامة على وجهه.
حين أنهيته شكرته كثيرًا وتمنيت له مساءً سعيدًا ثم ذهبت إلى النوم.
في اليوم التالي
استيقظت ميريت قبل هاري فهمّت بتحضير قهوتها، ثم وضعت لهاري زجاجة شامبانيا وكوبًا زجاجيًّا، طلبت من الفندق رقم أقرب مطعم طعام سريع، واتصلت تطلب البرجر والبطاطا الفرنسية لأن نورا أخبرتها بأن هاري يعشق هذا الطعام في بداية يومه بعد ليلة ثمل فيها.
ذهبت إلى المرحاض وملأت حوض الاستحمام ووضعت كرة فوارة بعبق العطور الفرنسية كانت قد اشترتها البارحة، ثم ذهبت إلى غرفته لتوقظه.
نطقت اسمه بهمس وهي تعبث بشعره المبعثر.
فتح هاري عينيه ونظر إليها بابتسامة ثم تحدث: «صباح الخير يا جميلة».
«صباح الخير، لدي مفاجأة لك في المرحاض؛ أتمنى أن تساعدك في بدء يوم جميل» قالت جملتها وهي تمد له يدها فأمسكها ونهض من الفراش ثم تبعها إلى المرحاض.
تحدثت ميريت عندما وصلا:«لقد ابتعت كرة فوارة تساعدك على الاسترخاء، فيها بعض العطور الفرنسية المميزة وزيوت هندية ولاتينية رائعة، وشغلت قناة كلاسيكية بالمذياع، أتمنى أن تستمتع»، ثم دفعته دفعة بسيطة وأغلقت الباب دون أن تنتظر ردًّا منه.
«هذه الفتاة رائعة!» حدث هاري نفسه وهو يتجرد من ملابسه ويدفن جسده المتعب في حوض الاستحمام.
كانت ميريت تخطط أن تبقى في الفندق هذا اليوم ولكنها فضلت أن تخبر هاري، ارتشفت قليلًا من قهوتها وهي شاردة في مظهر المدينة من شرفتها.
أيقظ ميريت من شرودها طرق على باب الغرفة بدأ يتعالى، أحكمت غلق معطفها وذهبت تفتح الباب متوقعة أنها خدمة توصيل المطعم، ولكن حالما فتحت الباب ظهرت لها شقراء باريسية غاضبة.
تحدثت الشقراء بسرعة غريبة: «أين هاري؟ ومن أنت؟»، وظهر عليها الانفعال، أردفت بغضب وقلة احترام أغضبَا ميريت: «لا بد أنك عاهرته الجديدة، كان عليّ معرفة ذلك».
«أولًا، يجب أن يُسمح لك الدخول لتدخلي. ثانيًا، أيتها الوقحة، أنا...» لم يتسنَ لميريت إكمال حديثها حيث خرج هاري من دورة المياه يلف خصره بمنشفة وتحدث: «ميريت، لقد كان هذا أفضل... ما الذي تفعلينه هنا؟ ولمَ أنت ممسكة بزوجتي هكذا!»
- زو...جتك؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro