
الجُزء الرابع والعشرون
كانَت المدرسة على غير عادتها الهادئة والنميمة في الأرجاء مليئة بالهرج والمرج والأحاديث الجانبية الصاخبة و الفتيان الراكضين والفتيات المصطفات على دورة المياه لِضبط تبرجهِنَّ بينما أنا في وسط هذه الفوضى أرتدي بنطالًا أزرقًا وقميصًا أبيض بلا أكمام وأمسك كوب الفرابتشينو بيد ويدي الأخرى بِها مُسكن صُداع عَلَّ ما في رأسي يهدأ.
كواليس ليلتي ليس مُهمًا قدر أهمية تذكري لصفي القادم الآن!
هيا ماتيلدا تذكرّي اليوم!
«مرحبًا تيلي، صفنا الأول هو صف الكيمياء»
تحدث مايك الآتي من خلفي سامحًا لنفسه بسحب حقيبتي وسحبي معه للصف
«شكرًا مايك لقد نسيت!»
أخبرته بينما أبحث عن مقعدين شاغرين وأتجه لأحدهما لِيجلس هو بالآخر
«بالطبع نسيتِ، أعانك الرب على ما حدث البارحة»
أجابني ولم أستطع حتى الإجابة حيث أن المُعلِم قد دخَل لِيُعلن أن فصل اليوم سيكون مجمعًا بين جميع طلاب الصف لِهذه المادة.
«لَحظّة هذا ليس مستر داروين!»
تحدث مايك مِمّا أنار لي شيء
«مايك، هذا هو صديق جاس!»
أخبرته وتوسعت عيناي، هذا هو الأحمق المزعج المخيف المثير!
«الأحاديث الجانبية غير مُصرح بها آنسة دكستر»
تحدث المُخيف بينما يشير لي لِأذهب تجاهه
«ستقفين بجانبي لحين يدخل جميع الطُلاب ثُم سأضعك مَع رفيق معمل جديد»
همس في أذنّي وأومأت، أنا مرتعبة!
«أوه ماتيلدا حتى المُعلم المُثير لم تتركيه»
تحدثت بريانا بينما تتجه لمقعدها
«آنسة بريانا، احتجاز بعد الدوام»
تحدث المُخيف وصدقًا أردت احتضانه حضن أناكوندي عظيم
«تركتك في المنزل لأجدك هُنا»
تمتم چاس بينما يَدخُل
«اذهب لِمقعدك چاس»
أجابه المخيف باقتضاب
«مرحبًا أعتذر لقد كُنّا ..»
تحدثت مارينا ولم تُكمل جملتها مِن الضحِك
«احتجاز بعد الدوام لِتواجدك بِحالة لاوعي في صفي»
أليس قاسيًا قليلًا؟
«مرحبًا تيلي، تشعرين بتحسن؟»
كان هذا صوت ريتش الذي يظهر عليه عدم النوم الجيد بارحة
«الفضل لك»
أجبته بامتنان وأومأ
فقد أخبرتني كارلا أنّه حملني للمنزل حين كُنت ثملة جدًا، وطبعًا لم أهرب من محاضرات كارلا الأخلاقية عن أن فتياتنا لا يشربن ولكِنّها تقبلت الموضوع وقالت بنفسها أن المرء يكون مجنونًا في هذه الفئة العمرية وأعطتني أموالًا لِأجلب قهوة ومسكن آلام وأخبرتني أنها ستُخفي الأمر عن والدي.
«ماتيلدا»
كان هذا صوت الشرير
«سيكون رفيقك في التجارب هذا الفتى»
تحدث وأشار إلى فروي، هل يمزح!
«أريد تغييره»
اعترضت بسرعة
«لسنا في المتجر التجاري آنسة ماتيلدا لتطلبي تغيير مقاس نعالك، لَقد تَم وانتهى»
تحدث المُعلم وابتسم فروي ابتسامة نصر بينما سِرت تجاه المقعد الذي ستنشاركه
«مرحبًا ماتيلدا»
تحدث بينما يرتدي نظارات الأمان
«لنتحدث فقط في سياق التجربة»
أجبت ببرود بينما أمسكت الورقة لِأرى ما الذي يجب علينا فعله في هذه الساعة من الجحيم.
«هل لديك خليك؟»
سألت فروي وأومأ بينما يمرره لي
«حمض فسفوريك؟»
سألته بينما أومأ وأعطاني ورقة اختبار حمضية المُركب
«هل أكلت القِطة لسانك؟»
سألته بينما أشاهد نتيجة الاختبار وأكتب ملاحظاتي
«لقد أخبرتيني أن أتحدث معكِ في سياق التجربة فَقط هَل تمُرين بأعراض تغير مزاج الفتيات؟»
سألني باستفزاز رافعًا حاجبه
«أيها الـ..»
لم أستطِع أن أكمل جُملتّي لِأجِد الجميع يَهمِس وينظُر تجاهي وتِجاه چاس بينما يمسكون بِهواتفهم
«ما كُل هذه الجلبة؟»
سأل المُعلم نولان بَينما يلتقط أحد الهواتِف لِيصمُت ويَطلبني انا وچاس على انفراد
«ما الأمر؟»
سألت ووضع الهاتف صوب عيني
«صورة مُسربة لَكِ في أحضان چاس، لم تُكمل الأسبوع چاسبر وَبدأت فِي إثارة الجدل، هل هذا هُو ميثاق الفتى الجيد الذي إتفقنا عليه؟!»
تحدث المُعلم نولان بِانفعال
«لَقد شعرت بالفزع فَاحتضنتها بِفطرتي لَا شيء أكثر من هذا»
تحدث چاس ببرود لا يتناسب مع الموقف
«أنتَ ستحول عامك لِجحيم، لن أتدخل لَك في شيء چاسبر أقسم!»
تحدث نولان بِعصبية
«كَفى هراءً، هذه هِي المدرسة الثانوية، الشائعات تحدُث ثُم أن الفتى لا يُفضل اسم چاسبر لِذلك سنكن احترامًا زائدًا لك يا مُعلمّي إن ناديته چاس كما نفعل نحن ولن يكون من اللطيف أن يزل لسانك لذلك تدرب عليه مُنذ الآن ثُم أن الصورة لَيست مُخلّة بالآداب أو قوانين المدرسة لِذلك لا أجد أي مغزى مِن وقوفنا هُنّا وأظُن أنّه يجب على ثلاثتنا العودة قَبل أن تحدُث بلبلة في المعمل لأنّي أعرف ما نوع الشياطين الذين أدرس معهم»
تحدثت بصوت مرتفع نسبيًا ساحبة يد چاس تجاه المعمل وتبعنا المُعلم نولان مِن صدمته تركت يد چاس قبل أن أدخل وهندمت ملابِسي ثُم عدت للداخل بجانب فروي
«تَبدين مُثيرة حِينما تغضبين»
همس فروي في أذنيّ بينما يعطيني أحد المركبات للتجربة
«خسارتك كبيرة فروي»
أجبته بينما أضع اللمسات الأخيرة للتجربة وأراقبها
«ريتش يراقبك مُنذ أن جلستِ بجانبي، هل أخبرتِ أصدقاءك أنني قاتل متسلسل؟»
تحدث ساخرًا وقلبت عينيّ
مر فصل الكيمياء عكس ما يُقال أنه بردًا وسلامًا
«تيلي، هل أنتِ بخير؟»
سألني ريتش على طاولة الطعام بَينما يضع مخفوق الحليب الخاص به مع سلطة الخضراوات وتجلس كايت تأكل الحبوب ومايك يلعب أحدى ألعاب الكمبيوتر
«بخير، لِماذا؟»
أجبته بينما أعبث بالأرز أمامي
«لأن الجميع يتحدث عنكِ وعن فروي»
قال رامقًا إياي نظرة غريبة
«أنا وفروي؟»
سألته باستغراب
«لقد دفعتيه للمسبح البارحة أمام الجميع وقَد احتل المقطع صفحات التواصل الإجتماعي ناطحًا بِصورك أنتِ وچاس»
تحدث كأنما يشرح ما الذي حدث لإحدى الفتيات الذين يعشن تحت صخرة
«أنا خائفة ريتش، فهو لم يفعل أي شيء حتى الآن وما أعرفه عن فروي هُو أنّه انتقامي»
شاركته ما يؤرقني ونظر لِي مُطولًا
«في الواقِع لقد فعل..»
-
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro