الجُزء الثاني والأربعون
نغمات أغنية فرنسية تلتقطها أذناي لأستيقظ فاركة عيناي بكسل وتفاجؤ، لا أتذكر أنّي عشت الحلم الباريسي أو سافرت أصلًا، لأفتح عينيّ بعد دقيقة متواصلة من الفرك لِتوضيح الرؤية فأجدني في غرفة باريسية درجة أولى، تتسلل قدماي من الفِراش الناعم اللطيف وأقرر تتبع النغمات بعد بضع نظرات للغرفة التي أسرت قلبي لأقف أمام المرحاض الخاص بالغرفة وأجد أن النغمات الباريسية هذه ليست أكثر من مجرد موسيقى يشغلها رايدر بينما يحلق ذقنه، أمسكت رأسي لأتذكر لماذا أنا هُنا في المقام الأول لتنهال الذكريات على رأسي وقبل أن أنطق صباح الخير للفتى بدأها هو
«صباح الخير بأميرتنا النائمة»
تحدث بابتسامة بينما ينظر لي بوجه نصف حليق ومعجون الحلاقة لازال معلقًا في وجهه لأبتسم له رغم رغبتي في السخرية من مظهره الآن ولكن لن أبدأ بكوني سخيفة من الآن
«صباح الخير رايدر، كيف حالك؟»
تحدثت محاولة أن أكون شحصية رائعة ساندة يدي على المجفف ليعمل ويطلق صوته المزعج وتنتهي صورة الشخصية الرائعة للأبد تاركة رايدر يضحك بِشدة.
«بِلا أخلاق، فلم أسخر من وجهك النصف حليق»
تحدثت متصنعة الغضب كاتمة ضحكتي بينما صمت هو ونظر في عيني وبادلته ثُم انتهى الأمر بنا بِالضحك الشديد سويًا
«والدتي ذهبت للعمل صباحًا ولكنها وصَّت على ملابس لكِ ستجدينها على الأريكة، هي حتى أمرت بتجهيز غرفة لكِ إن أردتِ المكوث مرة أخرى، دعيني أخبرك يا ماتيلدا أنها فرحت كثيرًا بتغيرك وتفهمك موقفها صدقيني، لم أرها سعيدة كاليوم وهي تُغني وتصنع الفطور بنفسها لتأخذيه المدرسة معكِ بغض النظر أنها لم تفعل هذا لي قبلًا ولكنها صنعت لكلانا اليوم بعد أن أعلنت غيرتي المفرطة، ما أريد قوله هو وجودك مفيد لصحتها النفسية حاولي أن تكثري منه»
تحدث رايدر وفتحت فمي على آخره، لم يصنع لي أحدهم الفطور قبلًا بيده بغض النظر عن طعام كارلا المُقرف الذي نطلب بعده من الخارج أو تعطيني أموال لأطلب أنا بنفسي، أنا أيضًا أشعر بالحُب وحالتي تتحسن برغم جميع ما كنت أعانيه
«أيضًا اخرجي من هُنا أريد إنهاء ما أفعل»
أخرجني من شرودي تذمره المُغلف بالضحك لأبتسم له وأخرج فعليًا..
نظرت للأريكة الخاصة برايدر لأجد حقيبة مكتوب عليها ديور توقعت فستانًا مريبًا مخمليًا أو شيء من هذا القبيل ولكنّي وجدت بنطال رياضي وردي وقميص بلا أكمام وردي بدرجة أغمق ومنقوش.
في النهاية والدتي البيولوجية لديها ذوق في اختيار الملابس، خلعت قميص رايدر الذي كنت أنام به ووضعت الملابس الوردية وقررت أن أجعل شعري منسدل حيث كان هناك بنسة شعر وردية في الحقيبة بجانب قرط مستدير وصندل ذو كعب عالٍ باللون الأبيض.
«ماتيلدا هل انتهيتِ؟» تحدث رايدر الجاهِز للذهاب بينما ينظر لي
«حسنًا لقد كُنت أراقبك عن بعد وكنت أجد بعض الملابس لكِ تجعلك جميلة ولكن دعيني أخبرك أن والدتي تفوز بهذا الزي»
تحدث بسرعة وقهقهت على مظهره للمُنبهر لأقف بهدوء وأنظر له
«وكم تعطيني؟»
بينما أمشي مشية القطة الشهيرة في عالم الموضة
«عشرة على عشر بالطبع!»
تحدث رايدر بينما يصفق ويجاريني في لعبة الأزياء هذه
«حسنًا، هيا لنذهب للمدرسة أيها المتملق!»
قلبت عينيّ وأعطيته ظهري بينما أضحك ضحكة خفيفة
«انتظري، نسيتِ العقد»
صاح من خلفي بينما يلوح بِعقد أخرجه من الحقيبة فرفعت شعري ليلبسني إياه بكلاسيكية
«يبدو هذا العقد كَأنه عقد من اللؤلؤ»
تحدثت بينما نخرج من القصر ويفتح لي الباب لأجلس بجانبه
«يبدو كأنه؟»
سألني رافعًا حاجبه بينما يشير للسائق بأن ينطلق
«هل هُو..؟»
«بالطبع ماتيلدا هو عقد ماسي»
أجاب رايدر بينما يفتح المُبرد الصغير ويُخرج زجاجتان من عصير المانجو ويمرر لي واحدة بينما يقهقه على حماقتي
«حسنًا رايدر، لم لا يعرف أحد أنك بهذا الغنى؟»
غيرت الموضوع، كفى ضحكًا على حماقتي اليوم.
«لأني لم أقل»
أجابني بتحاذق بينما يحتسي العصير
«ولماذا لم تقُل؟»
هل كان يظن أنه سينجو مني حقًا؟
«لأني لا أريد القول»
أجاب بهدوء بينما تتوقف السيارة أمام مطعم أيطالي فاخر
«هيا»
تحدث رايدر لأقلب عيني، هل سيتناول الغداء الآن فعلًا؟ في الثامنة صباحًا!
«لا تحتاري كثيرًا، يقدمون الفطور أيضًا»
تحدث رايدر ساخرًا من تعابير وجهي لأخرج خلفه بهدوء
«رايدر لمعلوماتك، لا اعرف أي شيء إيطالي سوى المعكرونة بأنواعها لذلك ستطلب أنت الطعام، وسأقتلك إن لم يرُق لي»
أخبرته بنبرة هادئة ترتفع لتكون تهديدية بينما أؤرجح يدي في الهواء لِيحك مؤخرة رأسه
نعم يا أخي العزيز، أنت في ورطة معي.
بين الجلوس وطلب رايدر الطعام وانتظار الطعام نظرت له في عينيه بِعُمق بينما أبتسم ابتسامة جعلته غير مُرتاح بالمرة
«رايدر، لنلعب لعبة»
أفضيت ما في عقلي بثبوت الابتسامة والنظرة لعينيه والتلاعب بنبرة العزم والمرح لِيوافق
«أي نوع من الألعاب؟»
سألني رافعًا حاجب بينما يمسك مغلف السُكر ليفتحه ويتجرعه مرة واحِدة داخل فمه كأنه كوكايين، حركة فروي..
«معرفة أخي العزيز في عشرين سؤال»
أجبته بينما أرمش وأوصل يدي بيده وأهز رأسي كالمخبولة حرفيًا
«تم التلاعُب باسم هذه اللعبة ولكن حسنًا»
لطيف رايدر، ذكروني لِمَ لَم أحبه من قبل؟ أوه نعم مارينا وفروي!
«السؤال الأول يقول ما هُو لون أخي العزيز المُفضل؟»
سألته بينما ألعب بعبوة الملح الموضوعة على الطاولة
«بحقك؟ الأسود»
أجاب بينما نظرت له بتضييق عيني، فتى يحب الفرنسية صباحًا لونه المُفضل بالطبع ليس الأسود، ولا أحكم هنا بل أشغل عقلي النقدي
«حسنًا، ماتيلدا تفوز، الأبيض»
تحدث رايدر كأنه في استجواب فيدرالي وأنا الشرطية
«السؤال العاشر، هل يعلم فروي بأمر مارينا؟»
سألته بشر لينظر لي بتفاجؤ!
«أولًا هُناك ثمانِ أسئلة سقطوا منكِ، ثانيًا ماذا تظنيني؟ أخون صديقي من أجل فتاة أنا مُعجب بها؟ فروي يعلم وأخبرني أنه لا بأس بأن أحاول معها فهو لا يهتم لها»
تحدث رايدر وشعرت بالذنب نظرت للا مكان لأتذكر كلمات فروي لي «أنا أحب مارينا، لا تأتي بيني وبينها أرجوكِ ماتيلدا، أنا حقًا أحبها وأحاول إنجاح هذه العلاقة» الموضوع محير فقد قتلني لأجلها..
«حسنًا آسفة، وأتمنى لك كل الخير معها»
تحدثت بهدوء ونظر لي بابتسامة دافئة
«لا عليكِ، ولسنا معًا الآن، هي تحب رجلًا آخر والذي ليس فروي أيضًا بالمُناسبة»
تحدث رايدر وصُدمت، من سيكون إن لم يكُن فروي أو رايدر؟
هل هذه فرصتي لأسأل رايدر عن سبب انفصالها عن فروي؟ سأكون استغلالية ولكن هو الوحيد الذي يستطيع كبح فضولي
«بالمناسبة، ما سبب انفصالها عن فروي؟»
سألت رايدر الذي لم يكُن متفاجئًا ولكنه لم يجيبني لأن النادل كان يضع طعامنا على الطاولة
بذهاب النادل فتح رايدر فمه ليجيب أو يوبخني القدير فقط يعلم.
«حسنًا بعد حفل الشتاء، شعر فروي أنه لا يمكنه المواصلة مع مارينا بعد ما فعلته بكِ في العموم من سحبه ليتم سحلك ومن أنه شعر أنه لا يُحب مارينا بل كانت مهرب له من حُب آخر، فقرر إنهاء الأمر قبل أن يتطور وتُجرح الفتاة أكبر بعدها ولكن مارينا لم تأخُذ الامر بهدوء وعقلانية حتى أنها تركت من يظنون أنهم سويًا يظنون وسربت بعض الشائعات عن أن فروي فقط أحب السرية للعلاقة»
أجاب رايدر وصُدمت، تركه لمارينا لأنها أذتني صفات الفتى الجيد!
«هل أحببتها؟»
داهمت رايدر بسؤال لم يتوقعه لِيقف العصير في حلقه ويسعل كثيرًا لأقف وأخبط على ظهره بخفة وسرعة ليهدأ
«لأنك أنقذتِ حياتي بعدما صدمتيني سأخبرك، مارينا كانت جميلة من بُعد ولكن كلما اقتربت كلما وجدت عيوبًا لا تُحتمل، لم توقعني شخصيتها في حبها ولكنني كنت معجب بها»
تحدث رايدر بهدوء وركزت على عينيه فعينا العاشق لا تكذُب ولكنه لم يكُن عاشقًا لها فعلًا، لم يكذُب.
«السؤال الحادي عشر»
تحدثت وقلب عينيه بينما ينظر للساعة
«لنكمل أسئلتك في الطريق، الآن تأخرنا على المدرسة»
تحدث ووقف كلانا بعدما تناولنا الطعام الذي كان لذيذًا بالفعل ولن يُقتَل رايدر على يدي اليوم.
«هل يعرف فروي أنك فاحش الثراء؟»
سألته وهز رأسه نافيًا بينما يفتح لي باب السيارة
-
المشي في الرواق والدخول للمدرسة مع رايدر أمر لم أفكر بخطورته حتى داهمني ضوء كاميرا ديڤين عضو الصحافة المدرسية وصاحب بعض المدونات الخفية للنميمة فكرت في الصراخ عليه ولكن قبل أن أفكر وجدت رايدر يلوي ذراع ديڤين خلف ظهره ويأخذ كارت الذاكرة من الكاميرا ويقصفه ثُم يعيد الكاميرا لديڤين بابتسامة شريرة لن تفشل في جعل ديڤين يرتعد خوفًا ويهرب على الفور
«على رسلك، هذا سيسبب الكثير من الدراما»
كان هذا صوت كاميلا، الفتاة التي صورنا إعلان النادِ بمنزلها، صديقة آرثر التي كانت السبب في معرفتي به وصديقة رايدر الفتاة المُقربة.
«أخبريه كاميلا، لقد تحول أخي لهالك فجأة»
أخبرتها بينما اقهقه على ما حدث
«أخيكِ؟ رايدر هل ماتيلدا هي الفتاة التي كانت والدتك تبحث عنها وأحضرت أنت لها هدايا عن كل عام لم تكن بحياتها فيه؟»
سألت كاميلا دفعة واحدة و يتبين على وجهها الصدمة ليضع رايدر يده على فمها نظرًا لارتفاع صوتها
«إلى غرفة الرياضات الآن»
تحدث رايدر آمرًا بينما يسحب يده بهدوء من على فم كاميلا وَيسحبها من يدها وأمشي خلفهم
دخلنا لنجد تجمع فريق الألعاب الالكترونية ليطردهم رايدر ويخرج الجميع خائف
«ماتيلدا أوصدي الباب»
تحدث رايدر آمرًا وفعلت ما قال سريعًا
«كاميلا تستطيعين الهلع الآن»
تحدث رايدر بهدوء لتدخل كاميلا في نوبة هلع
«يعني، ماتيلدا التي كنت دائمًا تخبرني أنها لطيفة ولا تستحق عنف بريانا ولا جرح فروي لها هي أختك التي لم ترد والدتك الإفصاح عن شيء سوى اسمها الأول لك؟ هل هذا فيلم ميكسيكي بحق الجحيم؟!»
تتحدث كاميلا كأنما هي مغيبة عقليًا أو تم صعقها كهربيًا
«نعم هي كاميلا، تريدين مشروب؟»
سأل رايدر بخفة لِتومئ كاميلا بهدوء «حليب مُجمد من فضلك» ليومئ رايدر ويذهب لآلة الحليب المجمد ويضع لها الأموال ووقفت أنا أمرر يدي في رأس كاميلا لأنشط دورتها الدموية، لا أعرف ما الذي أفعله ولكن هذه الحركة تُهدئ بالفعل..
«لا تقلقي هي تصاب بنوبات ذعر خفيفة، أنا فقط لا أحب لأحد أن يراها بهذا الحال»
تحدث رايدر لي بينما يعطيها كوب الحليب المثلج وتكمل هي «يعتني رايدر بي جيدًا، أنا محظوظة لوجوده» لأبتسم لها
علاقة صداقة قوية تربط الاثنين وأنا ممتنة لمعرفة أن أخي لطيف هكذا
رسالة على هاتفي من چاس «قابليني أمام مكتب المدير حالًا»
لتجعل وجهي يتحول وأنظر لكلاهُما
«كاميلا أتمنّى أن تكوني بخير، رايدر شكرًا على الليلة اللطيفة أنت وأمي»
إقتربت لِرايدر واحتضنته بشدة بينما أقبل وجنتيه ليحاول مسح أحمر الشفاة عنهما
«سيظنون أن كاميلا قبلتني»
تحدث معترضًا لأعاود الكرة وتقهقه كاميلا
«أظن إغاظتك ستكون هوايتي المفضلة»
قُلت مُكورة لساني خارج فمي بينما أهرب لچاس أتمنى أن يكون بخير
بعد دقيقة من الركض وصلت لمكان چاس كان واقفًا أمام مكتب المدير
«ما الأمر چاس، هل صابك مصاب؟»
سألته بقلق لينظر لي مستفهمًا
«لم أمام مكتب المدير؟»
سالته وضحك بهدوء بينما يحك مؤخرة رأسه
«لأني نسيت رقم خزانتك»
تحدث بحرج لأقهقه
«في الواقع ليس لدي وقت أردت إخبارك أني سألعب اليوم بعد الدوام في مباراة مع مدرسة ولڤز، احضري مع ريتش»
تحدث سريعًا بينما وجده أحد افراد فريقه ليستقطبه
«سأكون هناك»
صحت ليسمعني بينما يتوجه للفتى من فريقه وذهبت تجاه خزانتي لأُخرِج كتاب الكيمياء
لأجد ماكس واقفًا أمام خزانته بهدوء يخرج كتاب الكيمياء أيضًا
«مرحبًا ماتيلدا؟»
بنبرة تساؤلية ألقى عليّ الأشقر ذو نظارات النظر التحية لأبتسم له في المُقابل.
«مرحبًا ماكس»
كان يبدو متوترًا قليلًا لما سيقوله
«المنزل مُختلف بدونك، البارحة خالتي بيتي قالت أن المنزل ينقص روح ماتيلدا اللطيفة، حتى أنا كنت أشاهد برنامجنا وحدي واشتقت لوجودك معي لتجعليني أخرج عن مشاعري من العصبية حتى فروي وافقني وقال أن المنزل مظلم بدون وجودك، هل ستعودين؟»
سألني بعدما ألقى بقنابل نووية في وجهي ونظرت لعينيه، هل ظن أنّي لن أعود لهم؟ هذا مضحك.
«نعم ساعود بعد المدرسة»
أجبته بسخرية وابتسم
«اليوم في استراحة الغداء ستعقد انتخابات رئيس الإتحاد، وقد شاركت ضِد ديڤين ماكڤيسكي، هل ستصوتين لي؟» سألني بنبرة غير واثقة لأبتسم، ديڤين مدمر الخصوصية ماكڤيسكي، ستدمرك ماتيلدا ديكتسر.
«بل سيصوت الجميع لك»
تحدثت بثقة بينما أغلق خزانتي بقوة واتجه لِلصف
لم يكن المُعلم نولان قد حضر ولكنّي وجدت ريتش يجلس بالفعل في مكانه بجانب مايك
«صباح الخير ريتش، صباح الخير مايك كيف حالك يا رجل؟»
حاولت أن أبتسم وأختبر إن كان قد استرق السمع لِي ولآرثر البارحة أم كانت تهيؤات..
«أفضل حالًا منكِ، وأريد الحديث معكِ على إنفراد»
يا إلهي ماتيلدا انتهت..
«حسنًا ولكن أولًا لدي شيئين لقولهم، الأول لريتش والتاني للصف»
أجبته بثبات الكاذب قبل كشفه ثم نظرت لريتش
«اليوم لدينا موعد بعد المدرسة، المُباراة المعقودة ضد ولڤز. يتوقعنا چاس أن نحضر، وأيضًا هذا يعني بعض الأوقات سويًا»
تحدثت لريتش الذي صُدم مما أقول، نعم دبرت موعد وأخبرته به ما المشكلة؟ هل يجب للرجال دائمًا أن يبدأوا بالخطوة الأولى؟
«حسنًا ماتي، سأقابلك بعد المدرسة»
بابتسامته اللطيفة أجابني لأبتسم له
«والآن»
قُلت بينما أقف فوق المكتب المختبري الخاص بِريتش ومايك
«أيها الصف، اليوم انتخابات رئيس الطلبة وأريد أن أخبركم شيء، المرشحان ديڤين سارق الخصوصية الذي وضعنا جميعًا في مأزق وتعرضنا للإذلال وفضح خصوصيات وَالتنمر بفضله وبفضل مدوناته اللعينة»
كان الجميع يستمع لي بتركيز حتى فروي وكان ديڤين كمن سكب عليه مياه مثلجة
«وماكس الفتى اللطيف الذي يساعد الجميع، تجدونه يفسح المجال للفتيات ليجلسن ويلتقط قلمك الساقط، يساعد المتعثرين دراسيًا ويطمح فعلًا للتغيير، أما ديڤين فمن السهل معرفة نواياه الحقيرة، هل سنعطيه المنصب ايضًا ليتملكنا من جميع النواحي؟»
نظرت لهم مستجوبة وكان الجميع مقتنعًا بكلامي ثُم وفقت فتاة لتتحدث
«ماكس ساعدني حين كنت أبكي لأن حبيبي هجرني وأعطاني حلوى بينما ديڤين صورني وأنا أبكي وذاع الخبر»
ليقف فتى آخر
«ديڤين صورني حين أسقط أحد المتنمرن بنطالي وأشعرني بالإذلال الدائم»
لتقف فتاة أخرى
«ديڤين نفذ مقلب بي وقص شعري وأنا نائمة في إحدى الحصص»
«أفهمتم ما سنئول إليه إن سلمنا المدرسة لديڤين؟ ولكن انظروا لماكس وأتحدى شخص واحد أن يخبرني أن ماكس قد أذاه»
تحدثت بشجاعة لتقف إيلينا
«ماكس تركني وكسر فؤادي»
لتقف لها بريانا
«بل أنتِ من تركتِ المسكين وخنتيه أيضًا»
شكرًا بريانا، في بعض الأحيان لؤمك مفيد.
«الآن سنصوت لمن؟»
سألت ليصرخ الجميع بماكس مزامنة مع دخوله الفصل لأبتسم وأنزل من على المكتب وأجلس بجانب فروي
«مرحبًا»
تحدثت بهدوء ليبتسم لي ويرد السلام
هل ابتسم فروي لي؟
«رائع ما فعلتيه الآن»
تحدث بينما يضع كتابه على المكتب
«إن لم تصوت لماكس أقسم أني..»
لم أكمل جملتي التهديدية لأنه أخرسني بأنه سيصوت بالفعل
أين ذهب فروي كاره ماكس؟
«لن أترك شخص عذبك يفوز، أنا ورفاقي سنصوت لماكس»
لم هو لطيف هكذا؟
بالطبع دائمًا ما يدخل المعلم نولان في الوقت المناسب،
«مرحبًا أيها الصف»
-
في استراحة الغداء فتحت ما أعدته والدتي لي لأجد طعامًا لطيفًا أحبه مع ملاحظة أن كل سيئ سيمر وأنها تحبني، كان هذا بعد الانتخابات وفوز ماكس بالأغلبية أمام صوتان لديڤين جميعنا نعلم أصحابهم
كانت كايت تبتسم كثيرًا إلى أن سألها مايك عن سبب ابتسامها لتخبره عن موعدها مع آرثر وكيف أنها لم تصدق حين تحدث معها وأنها حقًا لم تكن تتخيل أنه بهذه الروعة وأنها حتى أعطته الإذن لتقبيلها على عتبة بابها في هذه اللحظة نظر لي ريتش وفضلت التجاهل وتمثيل أني لم أتفهم..
وتحدثت كيرا معي أن چاسبر دعاها لتشاهده في المباراة وكانت تتحدث بحماس كأنه دعاها ليعرفها على عائلته مثلًا ولكنّي أجد ثنائي جديد قادم
فبينهم انجذاب من يوم الحفل..
أما عن مايك وداكوتا فلا يكتفيان من بعضهما
وسط كل هذه الأحداث بريانا نظرت لي لتسحبني بعيدًا
«ما الأمر؟»
سألتها مستفهمة عن سبب الهروب السري هذا
«كارتر قد دعاني لحفل في الجامعة اليوم مساءً، أظنه موعد»
تحدثت بحماس وكبحت صراخي، كنت أعرف أنه سينتهي الأمر بهما يتواعدان منذ اليوم الاول.
«هو موعد بالطبع يا حمقاء»
-
لم أحضُر مُباراة من قبل، چاس قد وصى بجزء من الصف الأول لنا جميعًا
كايت وآرثر يجلسان في تناغم وقبل المباراة شكرني آرثر على تفكيري ويظن أنه سيتعرف على كايت أكثر، داكوتا ومايك بجانبهم يليهم أنا وريتش ثم كيرا التي كانت تشاهد في استمتاع وحماس غير طبيعي
واضعة رأسي على كتف ريتش بينما يحتضنني هو، كُنا نشاهد المباراة بهدوء ونشجع چاسبر بصخب إن لزم الأمر
أستطيع رؤية فروي يجلس بجانب ماكس ويتشاجرون على البوشار لأقهقه بخفة على سخافتهم بينما يجلس بجانبهم رايدر الذي لوح لي لأبادله
«لِم أشعُر دائمًا أنّي غير كافٍ لكِ؟»
تحدث ريتش بهدوء يجعلني أعتدل في جلستي وأواجهه
«ماذا؟»
سألته مستغربة السؤال الذي ألقاه حالًا بدون سبب
«تنظرين لفروي وتأتين اليوم التالي لِموعدنا بالسيارة مع رايدر، حتى وأنا أسألك ما النكهة التي تريدينها لبوشارك قُلتي الكراميل كما نُحب وحين سألتك من الذي يحب الكراميل معكِ بدلتِ المحادثة، أعرف أنه هو»
تحدث بهدوء بينما ينظر لعينيّ وأترك يده مصدومة.
«دائمًا ما أحاول معكِ ولكنّك دائمًا مشغولة البال به، لا أريد أن أكون أحدب نوتردام رغم أنه هذا هو الحال، تحبين شخصًا آخر بينما أقنع نفسي أن لي فرصة، ولكن الواقع أنه ليس لي فرصة أصلًا معكِ، أعرف أني سأُترَك مهما حاولت وأعرف أنه حتى أفضل ما لدي غير كافٍ لكِ لأنكِ لا تسعين إليه أصلًا، سيكون أقل ما لديه أكثر من كافٍ بالنسبة لك، بعيدًا عن حقيقة أنكِ نمتِ بمنزل رايدر، هل كان هذا الموعد الهام الذي تركتيني لأجله؟ مضاجعة رايدر؟!»
الكلام صعب، كأنما أضرم نيران في حلقي..
«هل تتهمني بالخيانة الآن؟ بينما أحاول أن أجعل كل شيء يعمل بيننا تفسده أنت ببعض الوساوس في عقلك؟ هل تظنني فعلًا عاهرة بهذا القدر؟ هل تعرف حتى ما الذي يدور بحياتي لتحكم؟ هل تجدني حبيبته أم حبيبتك؟ أيضًا رايدر أخي أيها الوغد!»
تحدثت بانفعال بينما الملم أشيائي وأحاول ألا أترك مباراة چاس ولكن لا استطيع سأنهار من البُكاء الآن..
«ماتيلدا..»
لم يكمل حديثه لأن صوت الجميع ارتفع في تشجيع لهدف أحرزه چاس لأنظر لريتش
«رائع فوتت هدف چاس بسببك»
«ماتيلدا، لم أقصد أعتذر»
تحدث ريتش بصوت متهدج
«فلتذهب للجحيم أيها الـ أو حقيقة لا تستحق حتى السب، انتهينا»
وكانت هذه الجُملة هي نهاية فقرة ماتيلدا المتماسكة لأهرب من الملعب وتغطي السحابات الدمعية رؤية عيني...
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro