
الجُزء التاسع والثلاثون
«ماتيلدا و مارينا، دوران حول الملعب سبع مرات»
صاح المُعلم بينما يُصفر بِصافرته المعدنية وينظر لنا بعصبية لأومئ، لم يجد سوى مارينا ليجعلني أدور معها حول الملعب؟
صوبت اهتمامي لِطريقي وبدأت في الركض لِتكثف مارينا جهودها لتبقى في نفس مستوايَ هامِسة 'مُدمرة العلاقات' لأنظر لها نظرة سخرية بينما أركُض
«لا أعتقد أني نظرت لقطعة اللحم خاصتك بل أنتِ أيتها الشقية الصغيرة من عبثتي مع صديقه، ايضًا لدي حبيب بالفعل لذلك لا شكرًا سأرفض عرضك لن أدمر علاقتك المثيرة للشفقة حيث أنه لم يمسك يدك حتى في العلن منذ حفل الشتاء» بنبرة ساخرة وضعت مارينا حيث تستحق ثُم أكملت ركض لِتقف هي في المنتصف وَتخبر المعلم أنها لا تستطيع الركض -فمن سيركض وبداخله طفل؟ لن يفعل أي عاقل سوى الحمقاء مارينا التي لا تريد لأحد أن يعرف فستنتهي شعبيتها كالفتاة الجيدة للأبد- ولكنه أجبرها أن تكمل لأن حججها واهية فقد قالت أن بطنها تؤلمها قليلًا، بدأت بركض السلحفاة حيث حين أتممت أنا ثلاث دورات كانت في دورتها الأولى حتّى أتتمت سبعًا وفُزت
تحدث المُعلم عن لياقتي التي تزداد، نعم أعلم فلدي أسبابي..
سلمت بريانا دورها وجلست أستريح بجانِب كايت التي كانت تشعر بالغرابة بعد ما قالته
«كايت هل يمكننا التحدُث؟»
همست في أذنها لتومئ
«هاتي ما عندك ماتيلدا»
أجابت بصوت منخفض نسبيًا
«لم ألحظ أنك معجبة بريتش وإن علمت هذا لم أكُن لأوافق على عرضه»
تحدثت بصراحة، لم تبين لي ولو لثانية أنها معجبة به وأيضًا هي من أخبرتني أنه معجب بي.
«من الطبيعي ماتيلدا فأنا لست مثلك أمشي أهدد الجميع من الاقتراب مِن صديقي، ثُم أنكِ لا تلحظين وتلاحظين سوى نفسك، هل تعرفين من أنا؟ تاريخ عائلتي؟ مواهبي؟ أحلامي؟»
كانت عينا كايت الصغيرة تفتح وتغلق بتوتر بينما تتحدث ويرتفع صوتها تدريجيًا ولكن ليس بدرجة كافية ليسمعها أحد سوانا
لا أعرف أي شيء عما تقول لذلك صمتُّ.
«بالفِعل، صمتك كان مُتوقع فأنتِ لا ترين سوى نفسك، أنا أعرف تاريخ عائلتك وأعرف قصة حب كارلا وديكستر التي تتفاخرين علينا بها سبع مرات في الأسبوع أعرف حُلمك وأعرف مواهبك، أعرف كل شيء عنكِ لأنّي صديقة حقيقيَة، لم أخبركِ عن حبي لريتش لأني ظننته سيكون أسعد معكِ ثم أنتِ لا ترين كيف تلمع عيناه حين يتحدث عنكِ، أنا أعرف ريتش جيدًا لأخبرك أنه غارق بك، ومن أنا لأفسد سعادة صديقي وأكون أنانية صغيرة أخيره بيني وبينك رغم أني إن فعلت كان ليختارني بلا تردد فقد كُنت إلى جانبه طوال أيامه المُظلمة، دعكِ منّي. هل تعرفين ما هو تاريخ ريتش؟ ما هي حياته ولم لا يحب أن يلقب بريتش أصلًا؟ أتعرفين ثغرات حياته وعدد الفتيات اللاتي أحب؟ أتعرفين حتّى لونه المفضل، عطره المُفضل، متجر ملابسه المفضل؟ أنا اعرف ماتيلدا أنا حتى أعرف طعامه المُفضل. سأرسل لكِ كل تلك الإحداثيات علّكِ تريدين أن تكوني حبيبة أفضل!»
قاطع انفجار كايت عودة بريانا
«رفاق قد فُزت»
تحدّثت بفرحة لِأبتسم لها
«مُبارك»
«هل تعرفين حتى ما هو شغف بريانا؟»
سألتني كايت بينما تستلم دور بريانا وتنزل للملعب
«ماذا بها وما موضوع شغفي؟»
تحدثت بريانا بينما تجلس بجانبي وتفتح زجاجة مياه
«ترى أنّي سيئة، فهي نوعًا ما تحب ريتش وأنا الآن معه وحين أخبرتني عن آرثر قد أخبرتها أني لا أريد لتلك العلاقة أن تؤثر على صداقتي بأرثر لِتنفجر بأني أنانية فالعموم ولا أرى سوى نفسي»
«لا تعتلي همًا، هذا طبيعي الخلافات تنشب بين الأصدقاء واهتمامك برغباتك ليس شيء سيئ لتشعري بالذنب تجاهه، فقط قدسي أصدقائك قليلًا وسيكون كل شيء بخير»
«منذ أربعة اشهر فقط، لم أكُن أعرف ما معنى الصداقة بريانا، لقد عشت وحيدة أفعل ما أريده وما هو لمصلحتي فقط لم يكُن أحد يعتلي همي ولم يكُن أحد يهتم بما أفعله ولا أفعله، لم يتوقع أحد مني أي شيء ولم يبنِ أحدهم آمالًا عالية ويلقيها على عاتقي، لم يعبأ أحد بمعرفة اسمي أصلًا و لم يعرفه أحد سواكِ، لقد كنت دودة الكتب الخفية التي يتذكرها الجمع أثناء الاختبارات، موضوع الأصدقاء والشهرة جديد وأحاول أن أواكبه ولكنّي أخشى أني فشلت في موضوع الصداقة»
«أتفهمك ماتيلدا»
تحدثت بريانا بينما تُمسك بيدي وترسم دوائر وهمية عليها لأهدأ
«أتعرفين؟ لم يُرد أحدهم أن يكون صديقي بل لم يُكمل أحد أصلًا في صداقتي فإيلينا نعتتني بالمثيرة للشفقة وكايت تخبرني أنّي بغيضة وأنانية، لم لا يستمر لي صديق؟»
«في الواقع ماتيلدا، لقد أردت أن أكون صديقتك منذ اليوم الأول فقد كان تفكيرك يروقني ولكِنّي كنت أشعر بالغيرة لأنك أكثر ذكاءً مني لأفعل ما فعلت، آسفة على كل سيئ فعلته لكِ وأتمنى أن تعرفي أني هنا دائمًا لكِ في أي وقت، وأنّي لن أخذلك أبدًا، ثم أنّي هزمت إيلينا وأسقطتها بينما أخبرها أن هذا ما يستحقه من يعبث مع صديقتي، لن تزعجك إيلينا أبدًا»
تحدثت بلطف جام بينما تضمني لها بين دموعي وتُربت على ظهري لنضحك سويًا على أخر مقطع من الجملة
من شهرين فقط إن أخبرني أحدهم أنّي سأكون صديقة بريانا وسأرتاح لها فَقط كنت سأضحك وأنعته بالمجنون
ولكِنِّ أكتشفت أني كنت حمقاء أنّي لم أكُن صديقتها قبلًا فهي لطيفة
العالم ليس أبيض وأسود مِن الممكن أن يكون من نراه سيئًا لطيفًا حقًا، لا يجب علينا الحكم على الجميع من منظورنا المحدود فأنا الآن فقط تأكدت أنَّ هناك مقياسًا آخر لقياس الأشخاص ألا وهو لا تقيس..
-
بتوتر بسيط أضع العطر بينما أنظر للمرآة للمرة العاشرة وأعيد ترتيب شعري، بِچامبسوت أسود وَقرطين دائريين ذهبيين وشعر مُرتب ومربوط للأعلى أتممت طلتي.
أضع هاتفي وأموالي في الحقيبة لِأخرُج بخطوات هادئة من الغرفة لأن چاكي -ولأول مرة- نائمة بغرفتنا الآن
بعد أن سرت على أطراف أصابعي حتى الدرج وأنا ممسكة بصندلي وحقيبتي نزلت الدرج بأريحية لأنّي لم أوقظ چاكي ثُم جلست على كرسي بجانب باب المنزل لأرتدي الصندل الذهبي الخاص بي تسللت أناملّي لِمقبض الباب ليُقاطعنّي صوت ماكس المُرتفع
«أمسكت بكِ، إلى أين تذهبين في تلك الساعة؟»
تحدث وكأني أتسحب من المنزل في الواحدة فجرًا أو شئ من هذا القبيل، قد كان فقط منتصف الليل!
«بيتي تعلم، سلام»
لم أعطه فرصة التحدث حيث أنّي صفعت الباب في وجهه وبخصوص نكتة منتصف الليل لقد كانت فقط الثامنة مساءً ولكن منزل فروي كان هادئ كأنها منتصف الليل فعلًا
أخرجت هاتفي لأجيب على الإتصال السابع تقريبًا؟
«أمام المنزل»
قبل أن أسمح للطرف الثانِ أن يتحدث أصلًا
«دقيقة وستأتيكِ السيارة»
-
كان المكان واسعًا وكأن منزلي ليس منزل، أزهار مُنتقاة من جميع الأشكال والألوان تزين المُدخل على هيئة قلب جميل، بوابة ضخمة مُزينة باللون الذهبي، طريقًا رخاميًا ممهدًا ويحيطه الزهور من كل جانب، طريقًا آخر لسيارات ممهد أيضًا وَقصر كقصور الأحلام خاصة ساندريلا بَل تضرب جميع القصور ليظهروا بجانبه صفرًا على اليسار، فور أن دخلت السيارة من الناحية الاخرى تبين لي مسبحان بِأحجام مختلفة أحدهم على هيئة قلب والآخر كبير على هيئة نجمة ذهبت السيارة للجراچ لأترجل منها وَتأتي سيارة جولف يُمسك السائق بيدي ليجعلمي أعتليها ثُم يدور لبوابة القصر لأجِد واجهة خيالية تبهرنّي.
«مرحبًا بكِ سيدتي»
تحدث السائق بينما أنزل ويذهب هو بعربة الغولف لحال سبيله
دققت الباب وانتظرت دقائق ليُفتح لي الباب بواسطة فتاة عشرينية ذات شعر أسود وملامح قوقازية جميلة
«السيدة تنتظرك في صالة الاستقبال ستدلك سارة على مكانها»
تحدثت الفتاة العشرينية بينما رافقتني سارة للصالة بِهدوء لأنظُر في وجهها الذي أعرف جيدًا..
«مرحبًا بكِ ماتيلدا»
بنبرة باردة تحدثت ولكنّي أعرف أن هذا أدفأ ما لديها..
«مرحبًا»
بصوت يخلو من ذرات المشاعر أجبت لِتقاطعنا فتاة عشرينية ثالثة ممسكة بِصينية شاي وتَضعها على الطاولة، شايي المُفضل أعرفه جيدًا..
«كيف حال المدرسة؟»
سألتنّي لأشيح بنظري
«جيدة»
تمالكي أعصابكِ ماتيلدا
«وكيف حال ديكستر؟»
«أتيت لأسمع ما عندك لا لأدردش معكِ فأخبريني ما لديكِ ودعيني أذهب»
بهدوء وبغطرسة تحدثت.
«ثُم أن لا أحد يشرب شاي في الثامنة مساءً»
كان يجب عليّ التحدث حقًا فالموضوع مستفز
«أريد أن أحظى بِدردشة مع ابنتِي أولًا، أهذا شيء مرفوض؟»
سألتني لأتذكر من هي وكيف أنه من غير اللائق أن أعاملها هكذا حتى بعد ما فعلته، لا تزال والدتي..
«أعتذر، والدي بخير في الواقع هُو وكارلا يحضران مؤتمر مدته إسبوعان خارج كندا»
تحدثت للسيدة التي أشك أنها والدتي حقًا، ذات جسد ممشوق وعينين زمرديتين وملابس قد صُممت خصيصًا لها ووجه يخدعك فتظنها عشرينية
«ديكستر عظُم شأنه كما سمعت، من الجيد أنه أكمل في مجاله»
أخذت رشفة من فنجالها بينما تحثني بعينيها أن أمسك الخاص بي أنا الأخرى لأفعل
«حسنًا ماتيلدا لقد حدثتك لأني أريد أن أعوض عليك إثر أفعالي المشينة وأني لم أكُن الأُم العظيمة التي تخيلتيها ولكِني كُنت طفلة من الطبيعي أن أُذعر»
تحدثت هي والتمست في كلامها نبرة صدق
«هلا تخطينا هذا الموضوع؟ لا أريد التحدث عنه»
أخبرتها برغبتي بصراحة
«ولكن يجب علينا التحدث عنه، أنتِ لم تحاولي رؤيتي مُنذ أن عرفتِ أني عدت لكندا وحتى تغلقين كل الأبواب في وجهي، أعطيني فرصة للتوضيح!»
تحدثت ونظرت لها، قد كانت مُحقة لِنرى ماذا تريد قوله فأنا سأكون دائمًا السيئة في الرواية إن لم أعطها الفرصة للتوضيح
«أسمعك»
«لقد حبلت بِكِ وأنا ذات تسعة عشر عامًا ليس بالسن الكبير، وكنت حينها في عامي الأول الجامعي وقابلت ديكستر وحدث أننا عشنا أيامًا من الحُب لم يعشها شخص آخر، في غضون شهران قررنا الزواج ثم حبلت بكِ وثُم أجبرني ديكستر على ترك الجامعة للعناية بك، في بادئ الأمر كنت مسرورة لأني سأكون والدة ولكن لم علي أن أدفن طموحي لِيحقق هو جميع ما يحلم به؟ أعني عائلة وتخرج من جامعة مرموقة ووظيفة لطيفة أما أنا فقد كان كل ما سأفعل هو إنجاب طفلتي والجلوس لرعياها، لم أكن اعترض على فكرة رعايتك ولكِن.. هل تريدين تناول العشاء؟»
كُنت أعطيها تمام تركيزي حتى غيرت الموضوع فجأة، فقط أريد أن أعرف المزيد لا أهتم بالطعام أو ما شابه الآن
«شاي بالخوخ سيكون أكثر من كافٍ بالنسبة لي، أكملي فضلًا»
أجبت بهدوء، أتفهم توترها ولكن حقي أن أعرف وألا تماطل الآن بما أنها قررت البوح
قبل أن تكمل أشارت للخادمة وأخبرتها طلبي ثُم نظرت لي وأكملت من حيث إنتهت
«لم أكُن أعترض على فكرة رعايتك ولكني قادرة على أن أمارس حياتي وأحقق أهدافي بينما أرعاكِ، هو لم يتفهم هذا، حدثت مشاكل وليس بسببك بل بسبب عدم التفاهُم، قد تسرعنا في أمر الزيجة وبدأ الانبهار بالتلاشي..»
هل أرى خيال دموع في عينها؟
«مِن ثم ظهرت كارلا مرة أخرى، لقد كانت حب حياته لم يرد أن ينهي علاقتنا ليتزوجها لأجلك ولكنّه كان واقعًا لها، نظراته لها أشعرتني أنّي فاشلة فحتى زواجي لم أستطع المحافظة عليه وإن أنجبت منه! صارحته أننا يجب علينا الانفصال فهو بعقله وقلبه مسافر في فضاء كارلا فقط لا غير، وكبريائي لم يسمح لي بالصمت والانتظار حتى تأتي منه، أخبرته أنّي لن أحرمه منكِ وسأدعه يزورك ليقلب المائدة فوق رأسي ويخبرني أنه يمكنني إتمام دراستي التي وقفتها بسبب حملي بك بناءً على أوامره -حرفيًا أوامره وليس طلبه-، والدك يحبك كثيرًا ماتيلدا وكارلا شخص جيد، لا تجعلي حقًا ما أقوله يغير نظرتكِ لهم»
هل ترك أبي امي البيولوچية لأجل حبه؟
«ثُم توالت المشاكل لأن شرطه الوحيد كان أن تتربي تحت ظله ووعدني ألا يتزوج كارلا أصلًا، لقد كنت في حيرة من أمري يعني هو لم يلمح للانفصال ولكن كنا نتعامل كمنفصلين، في النهاية توصلنا لاتفاق ألا وهو أن تحظي على أفضل حياة مهما كانت الظروف»
رأسي يؤلمني، لا أستطيع الاستيعاب..
«قد كان والدي بالفعل رافضًا للزيجة، أخبرني أني صغيرة ولكنّي قررت الإكمال لأخبرهم أني لست صغيرة ولست فاشله في أمور العشق، -فمن أحببت بالمدرسة تركني- كُنت محطمة وأريد أن أثبت لنفسي أني لا أنقص شيء، في ليلة من الليال عاد ديكستر وأخبرني 'فلننفصل بيثاني' وأخبرني أنّي سأكون حرة لأدرس ما أريد وهو سيتزوج من يحب كلماته قتلتني داخليًا لأنه وإن كانت قرارتنا سريعة فقد شعرت بشيء تجاهه..»
هي تحاول أن تكون قوية لا تريد أن تبكي، على الأقل أمامي..
«أنا وافقت داخليًا ولكن أول كلمة جاءت على أطراف لساني 'ماذا عن فتاتي؟' بينما أضع يدي على بطني، ليخبرني أنها ستكون بخير سيرعاها، يعني أنه سيحرمني منك؟ لا أعرف إن كان الحزن السبب ولكن ليلتها شعرت بالألم العظيم ليأخذنّي المشفى ويحولني الطبيب لغرفة العمليات، حين وُلدتِ قد كنتِ تحت الملاحظة لشهر كامل بالمشفى بينما أنا فقد كدت أن أموت بينما أنجبك، حين خيَّرني الطبيب بين خيارين الخيار الأول سيكون ذو خطورة على حياتي والآخر على حياة الجنين اخترت الأول بدون تفكير، لم أستطع أن أفكر لثانية أني سأخسرك، قد كنتِ هزيلة ومريضة وقد كنت ساهرة بجانبك في أوقات الزيارة المسموحة ثم في نهاية الوقت أعود لغرفتي ليضع لي الطبيب الأدوية اللازمة، شعور أول طفل دائمًا مختلف.. لقد كنتِ بهجة على حياتّي تعلقت روحي بك وبوجودك..»
كانت تبتسم بألم بينما تصف شعورها، لقد عانت بسببي كثيرًا..
«حين تمسكين بطفلك تنسين كُل الألم، وهذا ما حظيت به بعد شهر كامل، أخيرًا أستطيع حملك وانتهى عصر النظر إليكِ خلف الزجاج، كان ديكستر يزورك يوميًا ويراقب حالتي تهميشيًا، حينها لقد كان قاسي القلب وإن لم أفعل شيء لأستحق قسوته، كالقطة التي تأكل أطفالها.. لقد كان خائفًا أن أسلبك منه فسلبني أنا..»
لا أصدق فعلة والدي..
«ثُم اتفقنا على الانفصال بلا خسائر -صوريًا-، حتى فعلنا وقرر هو أنّي غير مخولة بتربيتك ورعايتك لذلك تقلد الحكم ووافقه أبي على القرار، لم أوافق سريعًا فقد حاربت لأصل لكِ لم يكُن من السهل أن يتم انفصالي بعد أن ألد، واجهت اكتئاب ما بعد الحمل وحدي فقد كان والدي يوافق ديكستر وكأنه والده وليس والدي أنا»
بيثاني في حرب مع ملامح وجهها الحزينة وعينيها اللتين تحاربا البكاء
«كُنت سأقتل نفسي خلال فترة اكتئاب ما بعد الحمل ولكني قررت أن فتاتي لا يجب أن يضايقها أحدهم بأن والدتها قتلت نفسها بعد ولادتها فورًا، حاولت نفض الأفكار عن رأسي فَقررت العودة للجامعة، لقد طحنت نفسي طحنًا حتى تخرجت الأولى على صفي ثُم ماچستير ثم دكتوراه وقد تم طلبي في الكثير من التعاملات الدولية فأنا خريجة دراسات سياسية وإقتصادية ودرست عشرة لغات لذلك الطلب كان متزايد، قابلت هنري في فرنسا ووقع لي لم أحبه في بداية الأمر ولكن حين تصلين لنقطة معينة من الخذلان لن تفكري بقلبك بل بعقلك، قررت أنه المناسب فهو مثقف ويحترم حقوقي وأيضًا يحبني، تقدم لي ووافقت ولكنّي أردت رؤيتك قبل هذا لقد كنتِ ذات ثلاثة أعوام، اخبرني ديكستر أنه تزوج كارلا وأنها ترعاكِ، كانت كارلا تشعر بالذنب لذلك كانت تتركني أحدثك هاتفيًا حتى أتممت الخمسة أعوام وانقطعت أخبارك. أخبرتني كارلا أنك للأسف تكرهيني وقد كان يرى ديكستر كونك بعيدة عني أفضل من أن أملأ رأسك بأشياء وهكذا وكأنه من حملكِ في بطنه تسعة أشهر»
«توالت السنون وأنا أرسل لك أفضل هدية كل عام لأني لا أستطيع الظفر بنظرة منك حتى، حاولت كارلا معكِ ولكنك كنت ترفضين كما أخبرتك كارلا ليست عدوتي بل أنا ممتنة لأنها ربتك وأحبتك وعاملتك كأمك، فقط كنت أريد حقى في تربيتك ورؤيتك تكبرين أمام عيني، أردت أن أسمع أولى كلماتك، أن أوصلك للمدرسة في يومك الأول»
«تبني سعادتك على تعاسة غيرك ويأتي غيرك ليبني سعادته على تعاستك وتدور الدائرة..»
«ولكنّى لم أكن أم سيئة بل كنت أمًا مقهورة..»
لا أستطيع تحمل كم المفاجآت هذه..
كانت ستكمل، كانت ستقول شيء ليدخل فتى أعرفه جيدًا ويبتسم لي
«ماتيلدا، لم أكن أعرف أنك ستكونين ضيفتنا اليوم، ترى ما الذي يربطك أنت وأمي؟»
-
عُدت لمنزل فروي منصدمة لا أستطيع حتى التحدث طلب مني ماكس أن أشاركه لعبة إلكترونية لأبتسم بوهن وأرفض بهدوء بينما أجرجر أذيال خيبتي للغرفة، عرفت الكثير اليوم..
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro