شاطِئ هاواي|01
جسدٌ صغيرٌ يجرُّ خلفهِ حقيبةِ سفرٍ متوسطة الحجمِ، تتمايلُ في مطار كوريا الدولي مُتجهةٍ صَوْبَ الطائرةِ كيّ تُحلقُ إلى سماءِ هاواي بصحبةِ أثنين من زملائها، الحماسِ يخرجُ منها بجنون تنتظرُ اللحظةِ الّتي ستركبُ بها الأمواجِ هُناكَ. ما أنّ حطّتْ قدمها الطائرةِ شرَعَ زميلها للحديث
" هي يورا، لا تكوني فتاةٌ متهورةٌ و تفقدُ السيطرةِ فور ملاقاة الشاطئ قريبٌ منها "
هأهأتْ يورا و اكملتْ صعودها الطائرة
" لا تقلق لن أكونَ هكذا يوماً "
سَخِرَ منها و هبطتْ يديه بجانب فخذه
" لن أقلق بلْ سأفقدُ عقلي هناك بسببكِ "
أدارتْ جسدها إليهِ تخرجُ لسانها عليها و ردّدتْ :
" سيكون الوضعُ جيداً أن فقدتَ عقلكَ من أجلي "
ضحكتْ الفتاة الأخرى على شجارهما و قَعدَتْ اجسادهم على المقاعدِ المخصصةِ لها، استمرتْ الرحلةِ إلى هاواي حوالي تسعة عشر ساعة. طيلةِ هذهِ المُدةِ و يورا تقضي ساعاتها في النومِ أو الشجارِ مع زميلها في العملِ ، ما أنّ حطّتْ الطائرةِ على أرضِ هاواي حتى نزلتْ يورا منها سريعاً و سحبتْ كيمةٍ مِنَ الهواءِ نحو صدرها و أفرجتْ عنه دفعةً واحدةً
" كم تمنيتُ زيارتكِ يا هاواي "
تلقتْ ضربةٍ من الآخر و أبعد جسدها عن الطريقِ حتى سمعها تصيحُ :
" كانَ عليكَ اخراج حرفٍ من فمك القبيح بدلٍ من هذا الأسلوب الوقحِ مع الفتيات "
عقدَ ذراعهِ إلى صدرهِ و ألقى عليها نّظرةٍ بزاوية عينيه
" لا اهتم، دعينا نذهبُ إلى الفندقِ المخصّصِ لنا و نتفقُ على أيامِ العطل "
" دعونا نزور الشاطِئ كلّ يوم مع نشاطاتنا الأخرى، سيكون هذا جيداً و مُمتعاً، قيل لي بأن شواطئ هاواي تتمتع بالجذابيةِ و المناظرِ الحلوة "
جرّ الآخر الحقيبةِ بيديها و سحب جسد يورا معه
" عليكِ تفريغ حقائبكِ أولاً بعدها اشبعيْ نفسكِ بقولِ الكذبات الحلو إليكِ "
ضربتْ مؤخرةِ قدمهِ بقدمها و أزاحتْ جسدها من بين قبضتهِ و حنقتْ
" ما اقوله ليس كذبٍ حلوِ المذاقِ، أنا قلت ذلك لأنّي فعلا سأفعله معكم او بدونكم "
سحبتْ حقائبها و غادرتْ ساحةِ الطائرةِ متجهة نحو البوابة الرئيسية للمطار كيّ تتسلل إلى إحدى سيارة الأجر و تقلها إلى أحد الفنادق المشهورة هنا قرب الشواطئ. زملائها يحاولان الوصول لها و لكن سرعتها فاقتْ معدل سرعتهم و سبقتهم في الركوب، جَلَستْ زميلتها بجانبها و الآخر في المقدمة بجانبِ السائق يعلمه عن المكان المطلوب. طيلةِ الرحلةِ و هي صامتة لا تتكلم تنّظرُ إلى نافذةِ السيارة تُراقبُ الأشجار من بعيد.
حالما وصلوا إلى الفندق، كُلَّ شخصاً أخذَ مفتاح غرفته و توجه إليها، وغلتْ يورا الغرفة تضعُ مفاتيحها فوقَ الطاولةِ المجاورةِ لها و ساقتْ قدمها إلى وسط الغرفة، تركت الحقيبة جانبا و اخذت تجول الغرفة بنّظرها
" واو! لم اعتقد بأنّي سأحصلُ على غرفة مثل هذه! "
هَرولتْ إلى النافذة و فتحتها سريعاً، شهقتْ فور ما رأت بأن الشاطئ امام غرفتها، لم تصدق يوما أنّها سوف تحصلُ على غرفة مثل هذه مطلةٍ على الشاطئ، لطالما كانت تحب ركب الأمواج مع عائلتها و تمنت ركوبها في شاطئ هاواي.
" يورا أنّهُ يوم سعدكِ يا عزيزتي، الآن كل ما عليكِ نيلُ الراحة الازمة و بعدها تجوليْ في انحاء هاواي "
ألقتْ جسدها على السريرِ و نالتْ بعضاً من الراحةِ، مرّتْ ساعتين و هي نائمة حتى سُمعَ صوت طرق الباب قوياً، حركتْ جسدها قليلاً ثم استقامَ جسدها العلوي يبحثُ عن بعضِ النور كيّ ترى من حولها، صعدت يديها إلى عينيها تحكّها بلطف ثم استقامت بكامل جسدها نحو الباب.حينما فتحتها نالتْ دفعةً قويةً من زميلتها
" الوقت قد حان للذهاب إلى الشاطِئ يورا "
رمشتْ يورا عدةِ مرات و حكت :
" حسنا، لكن ما كل هذه العجلةِ يا ميا؟ "
" أجهلُ ما فعلته قبل لحظات؛ لكنّي متحمسة يا فتاة، الشاطئ جميل و يمكنكِ ركب الأمواج به "
ضمتْ يورا يديها إلى صدرها و نبستْ :
" اتفهم حماسكِ الزائد، لكن عليكِ القدوم بأدب في غرفة فتاة نائمة على الاقل لا تدفعيني "
" اعتذرُ فعلاً، الآن اذهبي و غير ملابسك فأنَّ كريس ينتظرنا في الأسفل "
هزّتْ يورا رأسها موافقة ثم غادرت إلى الحمام لتجهيز نفسها، أخذتْ في تجهيز نفسها خمس دقائق و لحقتْ ميا إلى الأسفل، اتجه الثلاثة إلى الشاطئ، تحملُ يورا بين يديها لوحِ الشاطئ و بيدٍ أخرى كريم واقٍ للشمسِ، نّظرتها كانت تجولُ المكان و وجهها يشقُ اِبتسامةٌ قويةٌ، حالما وطئت قدمها على رمال الشاطئ تركت كُل شيء من يديها و هَرولتْ إليهِ، لحظات حتى اكتشفت ان البحر هادئ و لا يمكنها ركوب الامواج عليه. هبطتْ يديها بحزنٍ طفيف و قالت
" محال!!! المفترض ان تكون في قمة هيجانك الآن، لمَ حظي هكذا!؟ "
تركتْ اللوحِ جانباً و ساقتْ قدميها نحو البحرِ
" أن كنت هادئا سأسبحُ بك لا مشكلة في ذلك "
على بعدٍ كبيرٍ عنها، كان هناك رجلًا يُراقبها، كانت عينيهِ تشعُ لكثرةِ أطلاعهِ عليها، انعكاس البحر واضحاً في عينيهِ و بريق السماءِ يُعطيهِا لمعانٍ يُنيرُ المكان بنّظرةٍ منه، كان يتأملُ جسدها الميالِ بحُبٍّ و كأنّها صُنِعَتْ له خصيصاً. ما أن خرج جسدها مِنَ البحرِ حتى وقعت عينيها فوقَ جسدهِ و أخذتْ تتأمل به هي الآخر، مئة سؤالٍ جالَ في خاطرها من يكون هذا؟ و لمَ ينّظرُ لها هي بالتحديد؟ و أنَّى له أن يكون بهذا الجمال من سمح له؟
قدمت جسدها ناحية زميلتها و جثتْ بجانبها تسأل :
" من ذلك الرجل؟ "
نّظرتْ ميا إلى المكان الذي تنّظرُ إليه زميلتها و ردّدتْ الجواب لها :
" هذا الرجل من فريف الإنقاذ، هو كوري الأصل لكنه يسكن أراضي هاواي لحراسةِ الشاطئ او ربما لأسباب شخصية، غير ذلك هو سباحٌ ماهرٌ و يجيدُ ركوبَ الأمواج بمهارةٍ حتى أنّهُ يتفوق عليكِ بمئاتِ المرات، البعض يلقبه بالملكِ الحزين و لا اعرف ما السبب "
عدلتْ جسدها و قَعدتْ امام يورا و اكملتْ :
" اعتزل ركوب الامواج كونّهِ أُصِيبَ بشيءٍ ما وقتما كان يلعب باللوحِ على الشاطئ، و لا تسألي كيف يمكنني معرفة كل هذا لأنّني سأخبركِ بأنّهُ مشهور في زمنه، حسنا! "
استغربتْ يورا من حديثها، أنَّى لها أن تعرف كل هذا عنه؟ هي سألت عن اسمه فقط و هي شرحتْ كل شيءٍ عنه بالتفصيل الممل.
" ميا، انا سألتكِ عن اسمه ليس عن حياته ! "
" حقا! لا بأس، يدعى بيون بيكهيون و الزيادة جيدةٌ لكِ كيّ تتعرفي عليه من خلالي "
ابتسمتْ بخبثٍ و استقامتْ حتى تجري نحو كريس و تتحدّث معه، بقت يورا تتأملُ بيكهيون عن بعد و تبتسم بودٍ ناحيته، كلما رأته يتحرك بتعب على مقعده ترسمُ ملامح البؤسِ على شفتيها المُقوسةِ حُزناً. لمحَ بيكهيون سُكونِ جسدها بعد أن عجزَ عن إيجادها بين هذا الحشدِ الكبير و ظلَ يراقبها من بعيد، نهضتْ يورا من الرمالِ و قادتْ قدمها إلى البارِ لتحتسي القليل من المشروب الباردِ.
رؤيته و هو حزينٌ هكذا قلبَ مزاج يورا جذرياً، لم تعد ترغبُ في الجلوسِ امام البحرِ و حتى ركوب الامواج في هذه اللحظةِ لا ترغب فيها. ظلت جالس امام البارِ تنّظرُ إلى الأمامِ بشرود، حينّها رُسِمَ شكله أمام عينيه، كانَ حزيناً يتدلى من رأسهِ غرةٍ صغيرةٍ تُزينُ شكله اللطيف، رسمة شفتيهِ ودّدتْ لو تحتضنها و تعتصرها بين شفتيها و كُلّ هذا هي وقعت في حُبِّ رقبتهِ البيضاء الجملية ، حالما تذكرت شكله سمعتهُ يردف :
" مرحباً "
في بدايةِ الأمرِ ظنّتْ المتحدث كان بيكهيون الذي يتجول داخل عقلها و سرعان ما ألقتْ نظرةٍ متفاجئةٍ عندما وقعَ جسدهِ بجانب جسدهِا يعيد حديثه بنبرة رجوليةٍ أعمتْ بصرها :
" مرحباً، بيون بيكهيون "
يجب على المسافات أن تعتذر لنا ~
.
.
.
.
.
هلا فراشاتي 😎❤
كيفكم اليوم؟ ان شاء الله بخير؟
رأيكم بـ :
بيكهيون !
يورا!
ميا!
كريس!
لحظة كريس ليس كريس الي كان باكسو😎 رجل عادي اوك؟
رأيكم بالبارت و توقعاتكم للقادم ؟
طبعا اني البداية كلها من تأليفي 🤣🤣🤣😎 من البارت الثاني رح تبدي الرواية الجدية 😎 استعدوا الها
طبعا من فرط الحماس نشرت الجزء الاول اليوم، ع العموم ما نطول وياكم 🤣❤
Be safe ❤
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro